باب 11- قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا

1-  كا، ]الكافي[ بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قال ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال الله تعالى

2-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عمار بن سويد عن أبي عبد الله ع قال دعا رسول الله ص لأمير المؤمنين ع في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين و الهيبة و العظمة في صدور المنافقين فأنزل الله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا إلى قوله وُدًّا قال ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال الله وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا بني أمية فقال رمع و الله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه أ فلا سأل ملكا يعضده أو كنزا يستظهر به على فاقته فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ

3-  فس، ]تفسير القمي[ حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا هي الود الذي ذكره الله قلت قوله فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا قال إنما يسر الله على لسان نبيه حين أقام أمير المؤمنين ع علما فبشر به المؤمنين و أنذر به الكافرين و هم القوم الذين ذكرهم الله قَوْماً لُدًّا كفارا

4-  فس، ]تفسير القمي[ قال الصادق ع كان سبب نزول هذه الآية أن أمير المؤمنين ع كان جالسا بين يدي رسول الله ص فقال له قل يا علي اللهم اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا فأنزل الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا

5-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو روق عن الضحاك و شعبة عن الحكم عن عكرمة و الأعمش عن سعيد بن جبير و الغريري السجستاني في غريب القرآن عن أبي عمرو كلهم عن ابن عباس أنه سئل عن قوله سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فقال نزل في علي ع لأنه ما من مسلم إلا و لعلي في قلبه محبة

 أبو نعيم الأصفهاني و أبو المفضل الشيباني و ابن بطة العكبري و الإسناد عن محمد بن الحنفية و عن الباقر ع في خبر قالا لا يلفى مؤمن إلا و في قلبه ود لعلي بن أبي طالب و لأهل بيته ع

 زيد بن علي أن عليا ع أخبر رسول الله ص أنه قال له رجل إني أحبك في الله تعالى فقال لعلك يا علي اصطنعت إليه معروفا قال لا و الله ما اصطنعت إليه معروفا فقال الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة فنزلت هذه الآيات

 و روى الشعبي و زيد بن علي و الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع أبو حمزة الثمالي عن الباقر ع و عبد الكريم الخزاز و حمزة الزيات عن البراء بن عازب كلهم عن النبي ص أنه قال لعلي ع قل اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا فقالهما علي ع و أمن رسول الله ص فنزلت هذه الآية

 رواه الثعلبي في تفسيره عن البراء بن عازب و رواه النطنزي في الخصائص عن البراء و ابن عباس و محمد بن علي ع و في رواية قال ع إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ و هو علي وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا قال بنو أمية قوما ظلمة

6-  فض، ]كتاب الروضة[ بالأسانيد إلى ابن عباس أنه قال أخذ رسول الله ص بيد علي بن أبي طالب ع و صلى أربع ركعات فلما أسلم رفع رسول الله ص يده إلى السماء و قال اللهم سألك موسى بن عمران أن تشرح له صدره و تيسر أمره و تحل عقدة من لسانه يفقهوا قوله و تجعل له وزيرا من أهله تشد به أزره و أنا محمد أسألك أن تشرح لي صدري و تيسر لي أمري و تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي و تجعل لي وزيرا من أهلي تشد به أزري قال ابن عباس سمعت مناديا ينادي من السماء يا محمد قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ فقال النبي ص ادع يا أبا الحسن ارفع يدك إلى السماء و قل اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي عندك ودا فلما دعا نزل جبرئيل و قال اقرأ يا محمد إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فتلاها النبي ص فتعجب الناس من سرعة الإجابة فقال اعلموا أن القرآن أربعة أرباع ربع فينا أهل البيت و ربع قصص و أمثال و ربع فضائل و إنذار و ربع أحكام و الله أنزل في علي كرائم القرآن

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أحمد بن موسى معنعنا عن ابن عباس مثله

 7-  كشف، ]كشف الغمة[ مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قال ابن عباس نزلت في علي بن أبي طالب جعل الله له ودا في قلوب المؤمنين

 و روى الحافظ أبو بكر بن مردويه عن البراء قال رسول الله ص لعلي بن أبي طالب يا علي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي عندك ودا و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة فنزلت و قد أورده بذلك من عدة طريق

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن أحمد معنعنا عن أبي جعفر ع مثله

 و روى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن البراء بن عازب و بإسناده عن ابن عباس مثله

 مد، ]العمدة[ بإسناده عن الثعلبي عن عبد الخالق بن علي عن أبي علي محمد بن أحمد الصواف عن الحسن بن علي الفارسي عن إسحاق بن بشير الكوفي عن خالد بن يزيد عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب مثله

8-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن عثمان عن أبي شيبة عن عون بن سلام عن بشر بن عمارة الخثعمي عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب ع إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قال محبة في قلوب المؤمنين

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن أحمد معنعنا عن ابن عباس مثله

9-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن يعقوب بن جعفر بن سليمان عن علي بن عبد الله بن العباس عن أبيه في قوله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قال نزلت في علي بن أبي طالب ع فما من مؤمن إلا و في قلبه حب لعلي ع

  -10  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن أحمد الأزدي معنعنا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع دخلت على رسول الله ص فقال أصبحت و الله يا علي عنك راضيا و أصبح و الله ربك عنك راضيا و أصبح كل مؤمن و مؤمنة عنك راضين إلى أن تقوم الساعة قال قلت يا رسول الله قد نعيت إلي نفسك فيا ليت نفسي المتوفاة قبل نفسك قال أبى الله في علمه إلا ما يريد قال فادع الله لي بدعوات يصينني بعد وفاتك قال يا علي ادع لنفسك بما تحب و ترضى حتى أؤمن فإن تأميني لك لا يرد قال فدعا أمير المؤمنين ع اللهم ثبت مودتي في قلوب المؤمنين و المؤمنات إلى يوم القيامة فقال رسول الله ص آمين فقال يا أمير المؤمنين ادع فدعا بتثبيت مودته في قلوب المؤمنين و المؤمنات إلى يوم القيامة حتى دعا ثلاث مرات كلما دعا دعوة قال النبي ص آمين فهبط جبرئيل ع فقال إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا إلى آخر السورة فقال النبي ص المتقون علي بن أبي طالب و شيعته

 تتميم قال الطبرسي رحمه الله قيل فيه أقوال أحدها أنها خاصة في أمير المؤمنين ع فما من مؤمن إلا و في قلبه محبة لعلي ع عن ابن عباس و في تفسير أبي حمزة الثمالي عن الباقر ع نحو من رواية ابن مردويه و روي نحوه عن جابر بن عبد الله و الثاني أنها عامة في جميع المؤمنين يجعل الله لهم المحبة و الألفة في قلوب الصالحين و الثالث أن معناه يجعل الله لهم محبة في قلوب أعدائهم و مخالفيهم ليدخلوا في دينهم و يتعززوا بهم و الرابع يجعل بعضهم يحب بعضا و الخامس أن معناه سيجعل لهم ودا في الآخرة فيحب بعضهم بعضا كمحبة الوالد ولده انتهى. أقول ذكر النيسابوري في تفسيره و ابن حجر في صواعقه أنها نزلت فيه و قال العلامة في كشف الحق روى الجمهور عن ابن عباس أنها نزلت فيه

11-  و روى الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي ع عن محمد بن المظفر عن زيد بن محمد المبارك الكوفي عن أحمد بن موسى بن إسحاق عن الحسين بن ثابت بن عمرو خادم موسى بن جعفر ع عن أبيه عن شعبة عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس قال أخذ النبي ص و نحن بمكة بيدي علي ع فصلى أربع ركعات على ثبير ثم رفع رأسه إلى السماء و قال لعلي يا أبا الحسن ارفع يديك إلى السماء و ادع ربك و سله يعطك فرفع على يديه إلى السماء و هو يقول اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي عندك ودا فأنزل الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فتلا النبي ص على أصحابه فعجبوا من ذلك عجبا شديدا فقال النبي ص مم تعجبون إن القرآن أربعة أرباع فربع فينا أهل البيت و ربع في أعدائنا و ربع حلال و حرام و ربع فرائض و أحكام و إن الله عز و جل أنزل في علي كرائم القرآن

 و سيأتي في باب حبه ع أخبار في ذلك و إذا ثبت بنقل المخالف و المؤالف أنها نزلت فيه دلت على فضيلة عظيمة له ع و يمكن الاستدلال بها على إمامته بوجوه. الأول أن نزول تلك الآية بعد هذا الدعاء الذي علمه الرسول ص يدل على أنها مودة خاصة به ليس كمودة سائر الصالحين و هذه فضيلة اختص بها ليس لغيره مثلها فهو إمامهم لقبح تفضيل المفضول و أيضا ظواهر أكثر الأخبار في هذا الباب تدل على أن حبه ع من لوازم الإيمان و أركانه و دعائمه. الثاني أن الصالحات جمع مضاف يفيد العموم فيدل على عصمته ع و هي من لوازم الإمامة. الثالث أن بغض الفاسقين لفسقهم واجب فكون حبه في قلوب جميع المؤمنين و إخباره تعالى أنه سيجعل ذلك على وجه التشريف يدل على عصمته و يدل على إمامته و كل منها و إن سلم أنه لم يصلح لكونه دليلا فهو يصلح لتأييد الدلائل الأخرى