باب 14- باب ما ظهر من إعجازه ع في بلاد صفين و سائر ما وقع فيها من النوادر

381-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن علي عن أبيه عن أبي الصلت الهروي عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن حبيب بن الجهم قال لما دخل بنا علي بن أبي طالب ع إلى بلاد صفين نزل بقرية يقال لها صندودا ثم أمرنا فعبرنا عنها ثم عرس بنا في أرض بلقع فقام إليه مالك بن الحارث الأشتر فقال يا أمير المؤمنين أ تنزل الناس على غير ماء فقال يا مالك إن الله عز و جل سيسقينا في هذا المكان ماء أعذب من الشهد و ألين من الزبد الزلال و أبرد من الثلج و أصفى من الياقوت فتعجبنا و لا عجب من قول أمير المؤمنين ع ثم أقبل يجر رداءه و بيده سيفه حتى وقف على أرض بلقع فقال يا مالك احتفر أنت و أصحابك فقال مالك فاحتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين فقال لنا روموها فرمناها بأجمعنا و نحن مائة رجل فلم نستطع أن نزيلها عن موضعها فدنا أمير المؤمنين ع رافعا يده إلى السماء يدعو و هو يقول  طاب طاب مربا بما لم طبيوثا بوثه شتميا كوبا جاحا نوثا توديثا برحوثا آمين آمين رب العالمين رَبِّ مُوسى وَ هارُونَ ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا قال مالك بن الحارث الأشتر فظهر لنا ماء أعذب من الشهد و أبرد من الثلج و أصفى من الياقوت فشربنا و سقينا ثم رد الصخرة و أمرنا أن نحثو عليها التراب ثم ارتحل و سرنا فما سرنا إلا غير بعيد قال من منكم يعرف موضع العين فقلنا كلنا يا أمير المؤمنين فرجعنا فطلبنا العين فخفي مكانها علينا أشد خفاء فظننا أن أمير المؤمنين ع قد رهقه العطش فأومأنا بأطرافنا فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا منها فإذا نحن براهب قد سقطت حاجباه على عينيه من الكبر فقلنا يا راهب أ عندك ماء نسقي منه صاحبنا قال عندي ماء قد استعذبته منذ يومين فأنزل إلينا ماء مرا خشنا فقلنا هذا قد استعذبته منذ يومين فكيف و لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا و حدثناه بالأمر فقال صاحبكم هذا نبي قلنا لا و لكنه وصي نبي فنزل إلينا بعد وحشته منا و قال انطلقوا بي إلى صاحبكم فانطلقنا به فلما بصر به أمير المؤمنين ع قال شمعون قال الراهب نعم شمعون هذا اسم سمتني به أمي ما اطلع عليه أحد إلا الله تبارك و تعالى ثم أنت فكيف عرفته فأتم حتى أتمه لك قال و ما تشاء يا شمعون قال هذا العين و اسمه قال هذا العين راحوما و هو من الجنة شرب منه ثلاثمائة و ثلاثة عشر وصيا و أنا آخر الوصيين شربت منه قال الراهب هكذا وجدت في جميع كتب الإنجيل و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنك وصي محمد ص ثم رحل أمير المؤمنين ع و الراهب يقدمه حتى نزل بصفين و نزل معه بعابدين و التقى الصفان فكان أول من أصابته الشهادة الراهب فنزل أمير المؤمنين ع و عيناه تهملان و هو يقول المرء مع من أحب الراهب معنا يوم القيامة رفيقي في الجنة

 بيان البلقع و البلقعة الأرض القفر التي لا ماء بها

   -382  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن زاذان و جماعة من أصحاب أمير المؤمنين ع قالوا كنا معه بصفين فلما أن صاف معاوية أتاه رجل من ميمنته فقال يا أمير المؤمنين في ميمنتك خلل فقال ارجع إلى مقامك فرجع ثم أقبل ثانية فقال يا أمير المؤمنين في ميمنتك خلل فقال ارجع إلى مقامك فرجع ثم أتاه ثالثة كان الأرض لا تحمله فقال يا أمير المؤمنين في ميمنتك خلل فقال ع قف فوقف فقال ع علي بمالك الأشتر فأتاه مالك فقال ع يا مالك قال لبيك يا أمير المؤمنين قال ترى ميسرة معاوية قال نعم قال ترى صاحب الفرس المعلم قال نعم قال الذي عليه القباء الأحمر قال نعم قال انطلق فأتني برأسه فخرج مالك فدنا منه و ضربه فسقط رأسه ثم تناوله فأقبل به إلى أمير المؤمنين فألقاه بين يديه فأقبل علي ع على الرجل فقال نشدتك الله هل كنت إذ نظرت إلى هذا فرأيته و حليه و هو ملأ قلبك فرأيت الخلل في أصحابك قال اللهم نعم فأقبل علي علينا و نحن حوله فقال أخبرني بهذا و الله رسول الله أ فترونه بقي بعد هذا شي‏ء ثم قال للرجل ارجع إلى مقامك

383-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي سعيد عقيصا قال خرجنا مع علي ع نريد صفين فمررنا بكربلاء فقال هذا موضع الحسين ع و أصحابه ثم سرنا حتى انتهينا إلى راهب في صومعته و تقطع الناس من العطش و شكوا إلى علي ع ذلك و أنه قد أخذ بهم طريقا لا ماء فيه من البر  و ترك طريق الفرات فدنا من الراهب فهتف به و أشرف إليه قال أ قرب صومعتك ماء قال لا فثنى رأس بغلته فنزل في موضع فيه رمل و أمر الناس أن يحفروا الرمل فحفروا فأصابوا تحته صخرة بيضاء فاجتمع ثلاثمائة رجل فلم يحركوها فقال ع تنحوا فإني صاحبها ثم أدخل يده اليمنى تحت الصخرة فقلعها من موضعها حتى رآها الناس على كفه فوضعها ناحية فإذا تحتها عين ماء أرق من الزلال و أعذب من الفرات فشرب الناس و استقوا و تزودوا ثم رد الصخرة إلى موضعها و جعل الرمل كما كان و جاء الراهب فأسلم و قال إن أبي أخبرني عن جده و كان من حواري عيسى أن تحت هذا الرمل عين ماء و أنه لا يستنبطها إلا نبي أو وصي نبي و قال لعلي ع أ تأذن لي أن أصحبك في وجهك هذا قال ع الزمني و دعا له ففعل فلما كان ليلة الهرير قتل الراهب فدفنه بيده و قال ع لكأني أنظر إليه و إلى منزله في الجنة و درجته التي أكرمه الله بها

384-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه لما طال المقام بصفين شكوا إليه نفاد الزاد و العلف بحيث لم يجد أحد من أصحابه شيئا يؤكل فقال ع طيبوا نفسا فإن غدا يصل إليكم ما يكفيكم فلما أصبحوا و تقاضوه صعد ع على تل كان هناك و دعا بدعاء سأل الله أن يطعمهم و يعلف دوابهم ثم نزل و رجع إلى مكانه فما استقر إلا و قد أقبلت العير بعد العير عليها اللحمان و التمر و الدقيق و المير بحيث امتلأت بها البراري و فرغ أصحاب الجمال جميع الأحمال من الأطعمة و جميع ما معهم من علف الدواب و غيرها من الثياب و جلال الدواب و جميع ما يحتاجون إليه حتى الخيط و المخيط ثم انصرفوا و لم يدر أحد من أي البقاع وردوا من الإنس أم من الجن و تعجب الناس من ذلك

385-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال خرج أمير المؤمنين ع يريد صفين فلما عبر الفرات و قرب من الجبل و حضر وقت صلاة العصر أمعن بعيدا ثم توضأ فأذن فلما فرغ من الأذان انفلق الجبل عن هامة بيضاء و لحية و وجه أبيض فقال  السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته مرحبا بوصي خاتم النبيين و قائد الغر المحجلين و سيد الوصيين فقال علي ع و عليك السلام يا أخي شمعون بن حمون الصفا وصي روح القدس عيسى ابن مريم كيف حالك قال بخير يرحمك الله أنا منتظر نزول روح القدس فاصبر يا أخي على ما أنت عليه من الأذى فاصبر يا أخي حتى تلقى الحبيب غدا فلم أعلم أحدا أحسن بلاء في الله منكم و لا أعظم ثوابا و لا أرفع مكانا و قد رأيت ما لقي أصحابك بالأمس من بني إسرائيل فإنهم نشروا بالمناشير و صلبوا على الخشب فلو تعلم تلك الوجوه المارقة المفارقة لك ما أعد الله لها من عذاب النار و السخط و النكال لا قصرت و لو تعلم هذه الوجوه المتمنية بك ما لها من الثواب في طاعتك لتمنت أن تقرض بالمقاريض و عليك السلام يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته قال و التأم عليه الجبل و خرج علي ع إلى القتال فسأله عمار بن ياسر و مالك الأشتر و هاشم بن عتبة بن أبي وقاص و أبو أيوب الأنصاري و قيس بن سعد الأنصاري و عمرو بن الحمق الخزاعي و عبادة بن الصامت عن الرجل فأخبرهم أنه شمعون بن حمون الصفا و كانوا قد سمعوا كلامهما فازدادوا بصيرة في المجاهدة معه و قال عبادة بن الصامت و أبو أيوب بأمهاتنا و آبائنا نفديك يا أمير المؤمنين فو الله لننصرنك كما نصرنا أخاك رسول الله و الله ما تأخر عنك من المهاجرين و الأنصار إلا شقي فدعا لهما بالخير

386-  جا، ]المجالس للمفيد[ علي بن بلال عن علي بن عبد الله الأصفهاني عن الثقفي عن إسماعيل يسار عن عبد الله بن ملح عن عبد الوهاب بن إبراهيم عن أبي صادق عن مزاحم بن عبد الوارث عن محمد بن زكريا عن شعيب بن واقد عن محمد بن سهل عن أبيه عن قيس مولى علي بن أبي طالب ع مثله

387-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الرحمن بن جندب قال لما أقبل الناس مع أمير  المؤمنين ع من صفين أقبلنا معه فأخذ طريقا غير طريقنا الذي أقبلنا فيه حتى إذا جزنا النخيلة و رأينا أبيات الكوفة إذا شيخ جالس في ظل بيت على وجهه أثر المرض فأقبل إليه أمير المؤمنين و نحن معه حتى سلم عليه و سلمنا معه فرد ردا حسنا فظننا أنه قد عرفه فقال له أمير المؤمنين ع ما لي أرى وجهك منكسرا مصفارا فمم ذاك أ من مرض فقال نعم فقال لعلك كرهته فقال ما أحب أنه يعتريني و لكن أحتسب الخير فيما أصابني قال فأبشر برحمة الله و غفران ذنبك فمن أنت يا عبد الله قال أنا صالح بن سليم قال ممن قال أما الأصل فمن سلامان بن طي و أما الجوار و الدعوة فمن بني سليم بن منصور فقال أمير المؤمنين ع ما أحسن اسمك و اسم أبيك و اسم أجدادك و اسم من اعتزيت إليه فهل شهدت معنا غزاتنا هذه فقال لا و لقد أردتها و لكن ما ترى في من لجب الحمى خذلني عنها فقال أمير المؤمنين لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَى  الْمَرْضى وَ لا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ إلى آخر الآية من سورة البراءة ثم قال فخبرني ما قول الناس فيما بيننا و بين أهل الشام قال منهم المسرور و المحبور فيما كان بينك و بينهم و هم أغش الناس لك فقال له صدقت قال و منهم الكاسف الأسف لما كان من ذلك و أولئك نصحاء الناس لك فقال له صدقت جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك فإن المرض لا أجر فيه و لكن لا يدع على العبد ذنبا إلا حطة و إنما الأجر في القول باللسان و العمل باليد و الرجل و إن الله ليدخل بصدق النية و السريرة الصالحة عالما جما من عباده الجنة

 بيان قال الجوهري حبرني هذا الأمر أي سرني و قال رجل كاسف البال أي سيئ الحال و كاسف الوجه أي عابس و الجم الكثير

388-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ بالإسناد يرفعه إلى عمار بن ياسر رضي الله عنه قال لما سار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع إلى صفين وقف بالفرات و قال لأصحابه أين المخاض فقالوا أنت أعلم يا أمير المؤمنين فقال لبعض أصحابه امض إلى هذا التل و ناد يا جلند أين المخاض قال فصار حتى وصلت تل و نادى يا جلند فأجابه من تحت الأرض خلق كثير قال فبهت و لم يعلم ما يصنع فأتى إلى الإمام و قال يا مولاي جاوبني خلق كثير فقال يا قنبر امض و قل يا جلند بن كركر أين المخاض قال فكلمه واحد و قال ويلكم من عرف اسمي و اسم أبي و أنا في هذا المكان و قد بقي قحف رأسي عظم نخر رميم و لي ثلاث آلاف سنة ما يعلم المخاض هو و الله أعلم مني يا ويلكم ما أعمى قلوبكم و أضعف نفوسكم ويلكم امضوا إليه و اتبعوه فأين خاض خوضوا معه فإنه أشرف الخلق بعد رسول الله ص

   بيان مخاض الماء الموضع الذي يجوز الناس فيه مشاة و ركبانا

389-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ بالإسناد يرفعه إلى ابن عباس قال أقبلنا مع علي بن أبي طالب ع من صفين فعطش الجيش و لم يكن بتلك الأرض ماء فشكوا ذلك إلى وارث علم النبوة فجعل يدور في تلك الأرض إلى أن استبطن البر فرأى صخرة عظيمة فوقف عليها و قال السلام عليك أيتها الصخرة فقالت السلام عليك يا وارث علم النبوة فقال لها أين الماء قال تحتي يا وصي محمد ص قال فأخبر الناس بما قالت الصخرة له قال فانكبوا إليها بمائة نفر فعجزوا أن يحركوها فعند ذلك قال ع إليكم عنها ثم إنه ع وقف عليها و حرك شفتيه و دفعها بيده فانقلبت كلمح البصر و إذا تحتها عين ماء أحلى من العسل و أبرد من الثلج فسقوا المسلمين و سقوا خيولهم و أكثروا من الماء ثم إنه ع أقبل إلى الصخرة و قال لها عودي إلى موضعك قال ابن عباس فجعلت تدور على وجه الأرض كالكرة في الميدان حتى أطبقت على العين ثم رجعوا و رحلوا عنها

390-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن أبي هاشم الجعفري عن أبيه عن الصادق ع قال لما فرغ علي ع من صفين وقف على شاطئ الفرات و قال أيها الوادي من أنا فاضطرب و تشققت أمواجه و قد نظر الناس فسمعوا من الفرات صوتا أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ص و أن عليا أمير المؤمنين حجة الله على خلقه

391-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن عبد الله بن السكسكي عن أبي عبد الله عن أبيه ع أن عليا ع لما قدم من صفين وقف على شاطئ الفرات ثم انتزع سهما من كنانته ثم أخرج منها قضيبا أصفر فضرب به الفرات و قال  انفجري فانفجرت اثنتا عشرة عينا كل عين كالطود و الناس ينظرون إليه ثم تكلم بكلام لم يفهموه فأقبلت الحيتان رافعة رءوسها بالتهليل و التكبير و قالت السلام عليك يا حجة الله على خلقه في أرضه و يا عين الله في عباده خذلك قومك بصفين كما خذل هارون بن عمران قومه فقال لهم أ سمعتم قالوا نعم قال فهذه آية لي عليكم و قد أشهدتكم عليه

392-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن عبد الواحد بن زيد قال كنت حاجا إلى بيت الله فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتين عند الركن اليماني تقول إحداهما للأخرى لا و حق المنتجب للوصية و القاسم بالسوية و العادل في القضية بعل فاطمة الزكية الرضية المرضية ما كان كذا فقلت من هذا المنعوت فقالت هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع علم الأعلام و باب الأحكام قسيم الجنة و النار رباني الأمة قلت من أين تعرفينه قالت كيف لا أعرفه و قد قتل أبي بين يديه بصفين و لقد دخل على أمي لما رجع فقال يا أم الأيتام كيف أصبحت قالت بخير ثم أخرجتني و أختي هذه إليه و كان قد ركبتني من الجدري ما ذهب به بصري فلما نظر ع إلي تأوه و قال

ما إن تأوهت من شي‏ء رزئت به كما تأوهت للأطفال في الصغرقد مات والدهم من كان يكفلهم في النائبات و في الأسفار و الحضر

ثم أمر يده المباركة على وجهي فانفتحت عيني لوقتي و ساعتي فو الله إني لأنظر إلى الجمل الشارد في الليلة المظلمة ببركته ع