باب 2- آية التطهير

1-  فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قال نزلت هذه الآية في رسول الله ص و علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين ع و ذلك في بيت أم سلمة زوجة النبي ص دعا رسول الله ص عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع ثم ألبسهم كساء له خيبريا و دخل معهم فيه ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني اللهم أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فنزلت هذه الآية فقالت أم سلمة و أنا معهم يا رسول الله قال أبشري يا أم سلمة فإنك إلى خير قال أبو الجارود و قال زيد بن علي بن الحسين إن جهالا من الناس يزعمون أنها أراد الله بهذه الآية أزواج النبي ص و قد كذبوا و أثموا و ايم الله لو عنى بها أزواج النبي ص لقال ليذهب عنكن الرجس و يطهركن تطهيرا و لكان الكلام مؤنثا كما قال وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ و لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ

2-  فس، ]تفسير القمي[ وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها فإن الله أمره أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لأهل محمد ص عند الله منزلة خاصة ليست للناس إذ أمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة فلما أنزل الله تعالى هذه الآية كان رسول الله ص يجي‏ء كل يوم عند صلاة الفجر حتى يأتي باب علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فيقول السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فيقول علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع و عليك السلام يا رسول الله و رحمة الله و بركاته ثم يأخذ بعضادتي الباب و يقول الصلاة الصلاة يرحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا و قال أبو الحمراء خادم النبي ص أنا شهدته يفعل ذلك

3-  جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن أحمد بن عيسى بن أبي موسى عن عبدوس بن محمد الحضرمي عن محمد بن فرات عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ع قال كان رسول الله ص يأتينا كل غداة فيقول الصلاة رحمكم الله الصلاة إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

4-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن يعقوب بن يوسف بن زياد عن محمد بن إسحاق بن عمار عن هلال بن أيوب عن عطية قال سألت أبا سعيد الخدري عن قوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قال نزلت في رسول الله ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع

5-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي و ابن الوليد معا عن الحميري عن ابن أبي الخطاب عن نضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قال الرجس هو الشك

6-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين ع عن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي و في يومي و كان رسول الله ص عندي فدعا عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع و جاء جبرئيل فمد عليهم كساء فدكيا ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا قال جبرئيل و أنا منكم يا محمد فقال النبي ص و أنت منا يا جبرئيل قالت أم سلمة فقلت يا رسول الله و أنا من أهل بيتك و جئت لأدخل معهم فقال كوني مكانك يا أم سلمة إنك إلى خير أنت من أزواج نبي الله فقال جبرئيل اقرأ يا محمد إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً في النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع

7-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي إسحاق عن عبد الله بن معين مولى أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي ص أنها قالت نزلت هذه الآية في بيتها إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً أمرني رسول الله ص أن أرسل إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فلما أتوه اعتنق عليا بيمينه و الحسن بشماله و الحسين على بطنه و فاطمة عند رجليه ثم قال اللهم هؤلاء أهلي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات قلت فأنا يا رسول الله فقال إنك على خير إن شاء الله

8-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن الحسين بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد النور بن عبد الله بن سنان عن سليمان بن قرم عن أبي الحجاف و سالم بن أبي حفصة عن نقيع بن أبي داود عن أبي الحمراء قال شهدت النبي ص أربعين صباحا يجي‏ء إلى باب علي و فاطمة ع فيأخذ بعضادتي الباب ثم يقول السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله و بركاته الصلاة يرحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

9-  ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن المؤدب عن الأصبهاني عن الثقفي عن مخول بن إبراهيم عن عبد الجبار بن العباس عن عمار أبي معاوية عن عمرة ابنة أفعى قالت سمعت أم سلمة رضي الله عنها تقول نزلت هذه الآية في بيتي إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قالت و في البيت سبعة رسول الله و جبرئيل و ميكائيل و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع قالت و أنا على الباب فقلت يا رسول الله أ لست من أهل البيت قال إنك من أزواج النبي و ما قال إنك من أهل البيت

  قال الصدوق رحمة الله عليه في الخصال هذا حديث غريب لا أعرفه إلا بهذا الطريق و المعروف أن أهل البيت الذين نزلت فيهم الآية خمسة و سادسهم جبرئيل ع فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن الحكم معنعنا عن أم سلمة مثله أقول روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن أم سلمة مثله قال و روى سليمان بن قرم عن عبد الجبار مثله

10-  لي، ]الأمالي للصدوق[ بالإسناد عن الثقفي عن إسماعيل بن أبان عن عبد الله بن خراش عن العوام بن الحوشب عن التيمي قال دخلت على عائشة فحدثتنا أنها رأت رسول الله ص دعا عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

11-  لي أبي عن ابن عامر عن المعلى عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال النبي ص إن عليا وصيي و خليفتي و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني و من ناواهم فقد ناواني و من جفاهم فقد جفاني و من برهم فقد برني وصل الله من وصلهم و قطع من قطعهم و نصر من نصرهم و أعان من أعانهم و خذل من خذلهم اللهم من كان له من أنبيائك و رسلك ثقل و أهل بيت فعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثقلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

12-  شي، ]تفسير العياشي[ في رواية أبي بصير عن أبي جعفر ع في قول الله تعالى أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قال نزلت في علي بن أبي طالب ع قلت له إن الناس يقولون لنا فما منعه أن يسمي عليا و أهل بيته في كتابه فقال أبو جعفر ع قولوا لهم إن الله أنزل على رسوله الصلاة و لم يسم ثلاثا و لا أربعا حتى كان رسول الله هو الذي فسر ذلك لهم و نزل عليه الزكاة و لم يسم لهم من كل أربعين درهما حتى كان رسول الله ص و أنزل الحج فلم ينزل طوفوا أسبوعا حتى فسر ذلك لهم رسول الله ص و أنزل أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ نزلت في علي و الحسن و الحسين ع و قال ص في علي من كنت مولاه فعلي مولاه فقال رسول الله ص أوصيكم بكتاب الله و أهل بيتي إني سألت الله أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض فأعطاني ذلك فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم إنهم لن يخرجوكم من باب هدى و لن يدخلوكم في باب ضلال و لو سكت رسول الله و لم يبين أهلها لادعاها آل عباس و آل عقيل و آل فلان و آل فلان و لكن أنزل الله في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فكان علي و الحسن و الحسين و فاطمة ع تأويل هذه الآية فأخذ رسول الله ص بيد علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فأدخلهم تحت الكساء في بيت أم سلمة و قال اللهم إن لكل نبي ثقلا و أهلا فهؤلاء ثقلي و أهلي فقالت أم سلمة أ لست من أهلك قال إنك إلى خير و لكن هؤلاء ثقلي و أهلي فلما قبض رسول الله ص كان علي ع أولى الناس بها لكبره و لما بلغ رسول الله فأقامه و أخذ بيده فلما حضر علي ع لم يستطع و لم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي و لا العباس بن علي و لا أحدا من ولده إذا لقال الحسن و الحسين أنزل الله فينا كما أنزل فيك و أمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك و بلغ رسول الله فينا كما بلغ فيك و أذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك فلما مضى علي ع كان الحسن أولى بها لكبره فلما حضر الحسن بن علي لم يستطع و لم يكن ليفعل أن يقول أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فيجعلها لولده إذا لقال الحسين أنزله الله في كما أنزل فيك و في أبيك و أمر بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك و أذهب الرجس عني كما أذهب عنك و عن أبيك فلما أن صارت إلى الحسين لم يبق أحد يستطيع أن يدعي كما يدعي هو على أبيه و على أخيه فلما أن صارت إلى الحسين جرى تأويل قوله تعالى أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ ثم صارت من بعد الحسين إلى علي بن الحسين ثم من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي ثم قال أبو جعفر ع الرجس هو الشك و الله لا نشك في ديننا أبدا

13-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن قول الله و ذكر نحو هذا الحديث و قال فيه زيادة فنزلت عليه الزكاة فلم يسم الله من كل أربعين درهما درهما حتى كان رسول الله هو الذي فسر ذلك لهم و ذكر في آخره فلما أن صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهله يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه و على أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه و لم يكونا ليفعلا ثم صارت حين أفضيت إلى الحسين بن علي فجرى تأويل هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي ص

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن عمر الزهري معنعنا عن أبي جعفر مثله إلى قوله و أخذ بيده

14-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ عن أبي سعيد الخدري عن النبي ص في قوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً أنزلت في محمد و أهل بيته حين جمع رسول الله ص عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ثم أدار عليهم الكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و كانت أم سلمة قائمة بالباب فقالت يا رسول الله و أنا منهم فقال و أنت على خير

15-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا عن شهر بن حوشب قال أتيت أم سلمة زوجة النبي ص لأسلم عليها فقلت أ ما رأيت هذه الآية يا أم المؤمنين إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قالت أنا و رسول الله على منامة لنا تحت كساء خيبري فجاءت فاطمة ع و معها الحسن و الحسين ع فقال أين ابن عمك قالت في البيت قال فاذهبي فادعيه قالت فدعته فأخذ الكساء من تحتنا فعطفه فأخذ جميعه بيده فقال هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و أنا جالسة خلف رسول الله ص فقلت يا رسول الله بأبي أنت و أمي فأنا قال إنك على خير و نزلت هذه الآية في النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم الصلاة و السلام و التحية و الإكرام و رحمة الله و بركاته

16-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي سعيد الخدري قال كان النبي ص يأتي باب علي أربعين صباحا حيث بنى بفاطمة فيقول السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أهل البيت إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم

 بيان البناء الدخول بالزوجة

17-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ إسماعيل بن أحمد بن الوليد الثقفي معنعنا عن ابن عباس قال قال رسول الله ص إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فأنا و أهل بيتي مطهرون من الآفات و الذنوب ألا و إن إلهي اختارني في ثلاثة من أهل بيتي على جميع أمتي أنا سيد الثلاثة و سيد ولد آدم إلى اليوم القيامة و لا فخر فقال أهل السدة يا رسول الله قد ضمنا أن نبلغ فسم لنا هذه الثلاثة نعرفهم فبسط رسول الله ص كفه المباركة الطيبة ثم حلق بيده ثم قال اختارني و علي بن أبي طالب و حمزة و جعفرا كنا رقودا ليس منا إلا مسجى بثوبه علي عن يميني و جعفر عن يساري و حمزة عند رجلي فما نبهني عن رقدتي غير حفيف أجنحة الملائكة و برد زراعي تحت خدي فانتبهت من رقدتي و جبرئيل ع في ثلاثة أملاك فقال له بعض الثلاثة أملاك أخبرنا إلى أيهم أرسلت فضربني برجله فقال إلى هذا و هو سيد ولد آدم ثم قالوا من هذا يا جبرئيل فقال محمد بن عبد الله و حمزة سيد الشهداء و جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة حيث يشاء و هذا علي بن أبي طالب سيد الوصيين

18-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير معنعنا عن أبي الحمراء قال خدمت رسول الله ص تسعة أشهر أو عشرة أشهر فأما التسعة فلست أشك فيها و رسول الله ص يخرج من طلوع الفجر فيأتي باب فاطمة و علي و الحسن و الحسين ع فيأخذ بعضادتي الباب فيقول السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الصلاة يرحمكم الله قال فيقولون و عليك السلام و رحمة الله و بركاته يا رسول الله فيقول رسول الله ص إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

  أقول روى العلامة في كشف الحق عن محمد بن عمران المرزباني عن أبي الحمراء مثله

19-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير معنعنا عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على عائشة فقلت أين نزلت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ قالت نزلت في بيت أم سلمة قالت أم سلمة لو سألت عائشة لحدثتك أن هذا الآية نزلت في بيتي قالت بينما رسول الله ص إذ قال لو كان أحد يذهب فيدعو لنا عليا و فاطمة و ابنيها قال قلت ما أحد غيري قالت فدفعت فجئت بهم جميعا فجلس علي بين يديه و جلس الحسن و الحسين عن يمينه و شماله و أجلس فاطمة خلفه ثم تجلل بثوب خيبري ثم قال نحن جميعا إليك فأشار رسول الله ص ثلاث مرات إليك لا إلى النار ذاتي و عترتي و أهل بيتي من لحمي و دمي قالت أم سلمة يا رسول الله أدخلني معهم قال يا أم سلمة إنك من صالحات أزواجي فنزلت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 بيان قال الجزري فيه أنه دفع من عرفات أي ابتدأ السير أو دفع نفسه منها و نحاها أو دفع ناقته و حملها على السير

20-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد قراءة عليه معنعنا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع قال لما بنى أمير المؤمنين بفاطمة ع اختلف رسول الله ص إلى بابها أربعين صباحا كل غداة يدق الباب ثم يقول السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة الصلاة رحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ثم قال يدق دقا أشد من ذلك و يقول أنا سلم لمن سالمتم و حرب لمن حاربتم

21-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسن بن حباش بن يحيى الدهقان معنعنا عن عمرة عن أم سلمة قالت قلت ما تقول في هذا الذي قد أكثر الناس في شأنه من بين حامد و ذام قالت و أنت ممن يحمده أو يذمه قلت ممن يحمده قالت يكون كذلك فو الله لقد كان على الحق ما غير و ما بدل حتى قتل و سألتها عن هذه الآية قوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قالت نزلت في بيتي و في البيت سبعة جبرئيل و ميكائيل و محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع جبرئيل يحمل على النبي و النبي يحمل على علي عليهم الصلاة و السلام

22-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسن معنعنا عن عمرة الهمدانية قالت قالت أم سلمة أنت عمرة قالت نعم قالت عمرة أ لا تخبريني عن هذا الرجل الذي أصيب بين ظهرانيكم فمحب و مبغض قالت أم سلمة فتحبينه قالت لا أحبه و لا أبغضه تريد عليا قالت أم سلمة أنزل الله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و ما في البيت إلا جبرئيل و ميكائيل و محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع و أنا فقلت يا رسول الله أنا من أهل البيت فقال من صالح نسائي يا عمرة فلو كان قال نعم كان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس

  -23  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن أم سلمة قالت في بيتي نزلت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و ذلك أن رسول الله ص جللهم في مسجده بكساء ثم رفع يده فنصبها على الكساء و هو يقول اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس كما أذهبت عن آل إسماعيل و إسحاق و يعقوب و طهرهم من الرجس كما طهرت آل لوط و آل عمران و آل هارون قلت يا رسول الله لا أدخل معكم قال إنك على خير و إنك من أزواج النبي قالت بنته سميهم يا أمة قالت فاطمة و علي و الحسن و الحسين ع

24-  يف، ]الطرائف[ روى أحمد في مسنده و الثعلبي في تفسيره بإسنادهما إلى شداد بن عمار قال دخلت على واثلة بن الأسقع و عنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم فلما قالوا قال لي لم شتمت هذا الرجل قلت رأيت القوم يشتمونه فشتمته معهم فقال أ لا أخبرك بما رأيت من رسول الله قلت بلى قال أتيت فاطمة أسألها عن علي ع فقالت توجه إلى رسول الله ص فجلست أنتظر حتى جاء رسول الله ص فجلس و معه علي و الحسن و الحسين ع أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا و فاطمة فأجلسهما بين يديه فأجلس حسنا و حسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساء ثم تلا هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي و أهل بيتي أحق

 مد، ]العمدة[ بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن والده عن محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن شداد بن عمار مثله

 و بإسناده عن الثعلبي عن الحسين بن محمد عن عمر بن الخطاب عن عبد الله بن الفضل عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن شداد بن عمار مثله

25-  يف، ]الطرائف[ و من ذلك في المعنى ما يدل على أن واثلة بن الأسقع رأى ذلك من النبي ص دفعات فمن رواية واثلة بن الأسقع في دفعة أخرى من مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى واثلة بن الأسقع قال طلبت عليا ع في منزله فقالت فاطمة ذهب يأتي برسول الله ص فجاءا جميعا فدخلا و دخلت معهما فأجلس عليا عن يساره و فاطمة عن يمينه و الحسن و الحسين بين يديه ثم التفع عليهم بثوبه و قال إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 و من ذلك في المعنى دفعة أخرى عن واثلة مما رواه أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى شداد بن عبد الله عن واثلة بن الأسقع قال رأيتني ذات يوم و قد جئت رسول الله ص و هو في بيت أم سلمة فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى و قبله و جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى و قبله ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ثم دعا عليا فجاء ثم أغدف عليهم كساء خيبريا كأني أنظر إليه فقال إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 مد، ]العمدة[ بإسناده عن عبد الله بن أحمد عن إبراهيم بن علي عن سليم بن أحمد عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن شداد بن عمار عن واثلة مثل الحديث الأول

 و بإسناده عن عبد الله عن أحمد بن عمر الحنفي عن عمر بن يونس عن سليمان بن أبي سليم عن أبي كثير عن عبد الرحمن بن أبي عمرو عن شداد بن عبد الله مثل الحديث الثاني

26-  يف، ]الطرائف[ و من ذلك ما روته أم سلمة في تعيين أهل بيت النبي ص و أنه ص ذكر أسماءهم و حققهم لأمته في عدة مجالس و عدة أوقات فمن ذلك من مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى عطية الطفاوي عن أبيه عن أم سلمة حدثته قالت بينما رسول الله ص في بيتي يوما إذ قال الخادم إن عليا و فاطمة في السدة قالت فقال لي قومي فتنحي لي عن أهل بيتي قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي و فاطمة و الحسن و الحسين و هما صبيان صغيران قالت فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما و اعتنق عليا بإحدى يديه و فاطمة باليد الأخرى و قبل فاطمة و أغدف عليهم خميصة سوداء ثم قال اللهم إليك لا إلى النار أنا و أهل بيتي قالت قلت و أنا يا رسول الله قال أنت على خير

 مد، ]العمدة[ بإسناده عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن محمد بن جعفر عن عوف بن العدل عن عطية مثله

  -27  يف، ]الطرائف[ و من ذلك في المعنى من مسند أحمد بن حنبل عن أم سلمة دفعة أخرى عن عطاء بن أبي رياح قال حدثني من سمع أم سلمة تذكر أن النبي ص كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه قال ادعي لي زوجك و ابنيك قالت فجاء علي و حسن و حسين فدخلوا و جلسوا يأكلون من تلك الحريرة و هو و هم على منامة له و لي و كان تحته كساء خيبري قالت و أنا في الحجرة أصلي فأنزل الله تعالى هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قالت فأخذ فضل الكساء و كساهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء و قال هؤلاء أهل بيتي و حامتي اللهم فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا قالت فأدخلت رأسي البيت و قلت و أنا معكم يا رسول الله قال إنك لعلى خير إنك لعلى خير

 أقول و روى الطبرسي رحمه الله مثله عن أبي حمزة الثمالي في تفسيره عن شهر بن حوشب عن أم سلمة. ثم قال السيد و روى الثعلبي هذا الحديث بهذه الألفاظ و المعاني في تفسير هذه الآية غير الرواية المتقدمة

28-  و من ذلك من مسند أحمد بن حنبل في المعنى قول النبي ص دفعة أخرى بإسناده إلى شهر بن حوشب عن أم سلمة أن رسول الله ص قال لفاطمة ايتيني بزوجك و ابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم و قال إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على محمد و آل محمد إنك حميد مجيد قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي و قال إنك لعلى خير

 مد، ]العمدة[ بإسناده عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن نمير عن عبد الملك عن عطاء مثل الحديث الأول

 ثم قال قال عبد الملك و حدثني بها أبو سلمة مثل حديث عطاء

 و حدثني داود بن أبي عوف بن الحجاف عن شهر بن حوشب و ذكر مثل الحديث الثاني

29-  يف، ]الطرائف[ و من ذلك قوله دفعة أخرى من مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى سهل قال قالت أم سلمة زوجة النبي ص حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل العراق و قالت قتلوه قتلهم الله غروه و أذلوه لعنهم الله فإني رأيت رسول الله ص و قد جاءته فاطمة غداة ببرمة قد صنعت فيها عصيدة تحملها في طبق حتى وضعتها بين يديه فقال لها أين ابن عمك قالت هو في البيت قال اذهبي فادعيه فأتيني بابنيه قالت و جاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد و علي يمشي في أثرها حتى دخلوا على رسول الله ص فأجلسهما في حجره و جلس علي عن يمينه و جلست فاطمة عن يساره قالت أم سلمة فاجتذب من تحتي كساء خيبريا كان بساطا لنا على المثابة في المدينة فلفه رسول الله ص و أخذ بطرفي الكساء و ألوى بيده اليمنى إلى ربه عز و جل و قال اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا قلت يا رسول الله أ لست من أهلك قال بلى قالت قلت فأدخلني في الكساء بعد ما قضى دعاؤه لابن عمه علي و ابنته فاطمة و ابنيها ع

  مد، ]العمدة[ بإسناده عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن أبي النصر هاشم بن القاسم عن عبد الحميد بن بهرام عن سهل مثله

30-  يف، ]الطرائف[ و من ذلك في المعنى في تفسير الثعلبي عن أبي سعيد الخدري عن النبي ص قال نزلت هذه الآية في خمسة في و في علي و في حسن و حسين و فاطمة إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 و رواه أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي في الجزء الرابع من التفسير الوسيط بين المقبوض و البسيط و هو معتبر عندهم عند تفسيره لآية الطهارة و هو من علماء المخالفين لأهل البيت ع و من ذلك في المعنى أيضا من تفسير الثعلبي في تفسير هذه الآية أيضا بإسناده إلى مجمع بن الحارث بن تيم الله قال دخلت مع أمي على عائشة فسألتها أمي قالت أ رأيت خروجك يوم الجمل قالت إنه كان قدرا من الله تعالى فسألتها عن علي ع قالت سألتني عن أحب الناس كان إلى رسول الله ص لقد رأيت عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ع و قد جمع رسول الله يغدف عليهم ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي و حامتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

 أقول رواه الطبرسي من تفسير الثمالي و زاد في آخره قالت فقلت يا رسول الله أنا من أهلك قال تنحي فإنك إلى خير

 و فيما عندنا من تفسير الثعلبي بعد قولها كان إلى رسول الله و زوج أحب الناس إلى رسول الله لقد رأيت إلى آخره

 ثم قال السيد و من ذلك في المعنى في تفسير الثعلبي في تأويل هذه الآية بإسناده إلى جعفر بن أبي طالب الطيار قال لما نظر رسول الله ص إلى الرحمة هابطة من السماء قال من يدعو مرتين قالت زينب أنا يا رسول الله فقال ادعي لي عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قال فجعل حسنا عن يمينه و حسينا عن شماله و عليا و فاطمة تجاهه ثم غشيهم كساء خيبريا ثم قال اللهم إن لكل نبي أهلا و هؤلاء أهل بيتي فأنزل الله عز و جل إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فقالت زينب يا رسول الله أ لا أدخل معكم فقال رسول الله ص مكانك فإنك إلى خير إن شاء الله

 و من ذلك في المعنى في تفسير الثعلبي أيضا في تأويل هذه الآية بإسناده إلى أبي داود عن أبي الحمراء قال أقمت بالمدينة تسعة أشهر كيوم واحد و كان رسول الله ص يجي‏ء كل غداة فيقوم على باب علي و فاطمة ع فيقول الصلاة يرحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 و من ذلك في المعنى من صحيح أبي داود و هو من كتاب السنن و موطأ مالك عن أنس أن رسول الله ص كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر لما نزلت هذه الآية قريبا من ستة أشهر يقول الصلاة يا أهل البيت إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 أقول روى ابن بطريق رحمه الله هذه الأخبار و غيرها مما سيأتي بأسانيد جمة في كتاب العمدة تركنا إيرادها حذرا عن الإكثار و التكرار

34-  و روى السيد أيضا في كتاب سعد السعود من تفسير محمد بن العباس بن مروان عن محمد بن العباس بن موسى عن يحيى بن محمد بن صاعد عن عمار بن خالد التمار عن إسحاق بن يوسف عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي ليل الكندي عن أم سلمة زوج النبي ص أن رسول الله ص كان في بيتها على منامة لها عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة ببرمة فيها حريرة فقال رسول الله ص ادعي لي زوجك و ابنيه حسنا و حسينا فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على النبي ص هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قالت فأخذ رسول الله ص بفضل الكساء فغشيهم إياه ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا قالها النبي ثلاث مرات فأدخلت رأسي في الكساء فقلت يا رسول الله و أنا معكم فقال إنك إلى خير

 قال عبد الملك بن سليمان و أبو ليل سمعته عن أم سلمة قال عبد الملك و حدثنا داود بن أبي عوف عن شهر بن حوشب عن أم سلمة بمثله

 قال عبد الملك و حدثنا عطاء بن أبي رياح عمن سمع أم سلمة بمثله

 أقول روي تخصيص آية الطهارة لهم ع من أحد عشر طريقا من رجال المخالف غير الأربع الطرق التي أشرنا إليها. و لنوضح بعض ألفاظ الروايات المتقدمة اللفاع ككتاب الملحفة و الكساء و التفع التحف و في النهاية فيه أنه أغدف على علي و فاطمة سترا أي أرسله و أسبله و قال فيه إنه قيل له هذا علي و فاطمة قائمين بالسدة فأذن لهما السدة كالظلة على باب لتقي الباب من المطر و قيل هي الباب نفسه و قيل هي الساحة بين يديه و قال الخميصة ثوب خز أو صوف معلم و قيل لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة و البرمة القدر مطلقا أو من الحجارة. و في النهاية الحريرة الحسا المطبوخ من الدقيق و الدسم و الماء و قال في حديث علي ع دخل علي رسول الله ص و أنا على المنامة هي هاهنا الدكان التي ينام عليها و في غير هذا هي القطيفة و قال فيه إن جبرئيل رفع أرض قوم لوط ثم ألوى بها حتى سمع أهل السماء ضغاء كلابهم أي ذهب بها يقال ألوت به العنقاء أي أطارته و قال العصيدة دقيق يلت بالسمن ثم يطبخ. و أقول في أكثر نسخ الطرائف في حديث سهل كان بساطا لنا على المثابة و في بعضها على المنامة و هو أظهر لكن قال بعد إتمام الخبر رأيت في بعض رواية هذا الحديث عن أم سلمة و قالت و كنا على منامة فلا أعلم أيهما أصح منامة أو المثابة انتهى. و في النهاية المثابة المنزل و في الصحاح المثابة الموضع الذي يثاب إليه أي يرجع إليه مرة بعد أخرى و إنما قيل للمنزل مثابة لأن أهله يتصرفون في أمورهم ثم يثوبون إليه و أقول لو كانت الرواية صحيحة استعير هنا للدكان أو الطنفسة و نحوها. تتميم اعلم أن هذه الآية مما يدل على عصمة أصحاب الكساء ع لأن الأمة بأجمعها اتفقت على أن المراد بأهل البيت أهل بيت نبينا ص و إن اختلف في تعيينهم فقال عكرمة من المفسرين و كثير من المخالفين أن المراد بأهل البيت زوجات النبي ص و ذهب طائفة منهم إلى أن المراد به علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين ع و زوجاته و قيل المراد أقارب الرسول ص ممن تحرم عليهم الصدقة و ذهب أصحابنا رضوان الله عليهم و كثير من الجمهور كما يظهر مما سبق و سيأتي من رواياتهم إلى أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع لا يشاركهم فيها غيرهم فأما ما ينفي سوى ما ذهب إليه أصحابنا و يثبته فما مر من أخبار الخاصة و العامة و فيها كفاية لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ و لنذكر لمزيد التشييد و التأكيد بعض ما استخرجته من كتب المخالفين أو استخرجه أصحابنا من صحاحهم و أصولهم التي عليها مدارهم.

 فمنها ما رواه مسلم في صحيحه و ابن الأثير في جامع الأصول في حرف الفاء و صاحب المشكاة في الفصل الأول من باب فضائل أهل البيت ع عن عائشة قالت خرج النبي ص غداة و عليه مرط مرحل أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 و رواه في الطرائف عن البخاري عن عائشة و عن الجمع بين الصحيحين للحميدي في الحديث الرابع و الستين من إفراد مسلم من طريقه و عن صحيح أبي داود في باب مناقب الحسنين ع و موضع آخر مثله

 و روى ابن بطريق بإسناده عن البخاري و مسلم مثله

و قد أشار إليها ابن الأثير في النهاية قال فيه إن رسول الله خرج ذات غداة و عليه مرط مرحل و قال المرط أي بالكسر كساء يكون من صوف و ربما كان من خز أو غيره و قال المرحل هو الذي قد نقش فيه تصاوير الرحال و قال في جامع الأصول المرحل الموشى المنقوش و قيل هو إزار خز فيه علم

 و منها ما رواه الترمذي في صحيحه و رواه في جامع الأصول في الموضع المذكور عن أم سلمة قالت إن هذه الآية نزلت في بيتها إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قالت و أنا جالسة عند الباب فقلت يا رسول الله أ لست من أهل البيت فقال إنك إلى خير أنت من أزواج رسول الله قالت و في البيت رسول الله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين فجللهم بكساء و قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

 قال صاحب جامع الأصول و في رواية أخرى أن النبي ص جلل على حسن و حسين و علي و فاطمة ثم قال هؤلاء أهل بيتي و حامتي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة و أنا منهم يا رسول الله قال إنك إلى خير

 قال أخرجه الترمذي و قال ابن عبد البر في الاستيعاب لما نزلت إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً دعا رسول الله فاطمة و عليا و حسنا و حسينا في بيت أم سلمة و قال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

 و منها ما رواه الترمذي و صاحب جامع الأصول عن عمرو بن أبي سلمة قال نزلت هذه الآية على النبي ص إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً في بيت أم سلمة فدعا النبي فاطمة و حسنا و حسينا فجللهم بكساء و على خلف ظهره ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا قالت أم سلمة و أنا منهم يا نبي الله قال أنت على مكانك و أنت على خير

 و منها ما رواه الترمذي و صاحب جامع الأصول عن أنس أن رسول الله ص كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزل هذه الآية قريبا من ستة أشهر يقول الصلاة أهل البيت إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 و منها ما رواه مسلم في صحيحه و صاحب المشكاة في الفصل الأول من الباب المذكور عن سعد بن أبي وقاص قال لما نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ دعا رسول الله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي

 و قد روي هذه الرواية في جامع الأصول إلا أنه قال اللهم هؤلاء أهلي قال أخرجه الترمذي

 و روى يحيى بن الحسن بن بطريق عن الحافظ أبي نعيم عن عامر بن سعد عن أبيه قال نزل على رسول الله ص الوحي فدعا عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال هؤلاء أهل بيتي

 قال و قال أبو نعيم و رواه أحمد بن حنبل يرفعه إلى قتيبة مثله

 قال و روى أبو نعيم بإسناده عن أبي سعيد أن أم سلمة حدثته أن هذه الآية نزلت في بيتها إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قالت و أنا جالسة عند باب البيت قالت قلت يا رسول الله أ لست من أهل البيت قال أنت على خير أنت من أزواج النبي قالت و رسول الله في البيت و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع

 و بإسناده عن أبي هريرة عن أم سلمة قالت جاءت فاطمة ع ببرمة لها إلى رسول الله ص قد صنعت لها حساة حملتها على طبق فوضعتها بين يديه فقال لها أين ابن عمك و ابناك قالت في البيت قال اذهبي فادعيهم فجاءت إلى علي فقالت أجب رسول الله قالت أم سلمة فجاء علي يمشي آخذا بيد الحسن و الحسين و فاطمة تمشي معهم فلما رآهم مقبلين مد يده إلى كساء كان على المنامة فبسطه فأجلسهم عليه فأخذ أطراف الكساء الأربعة بشماله فضمه فوق رءوسهم و أهوى بيده اليمنى إلى ربه فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

 و بإسناده عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على عائشة فسألتها عن هذه الآية فقالت ائت أم سلمة ثم أتيت فأخبرتها بقول عائشة فقالت صدقت في بيتي نزلت هذه الآية على رسول الله فقال من يدعو لي عليا و فاطمة و ابنيهما الحديث

 و روى موفق بن أحمد الخوارزمي رفعه إلى أم سلمة قالت إن رسول الله ص قال لفاطمة ائتيني بزوجك و ابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساء خيبريا فدكيا قالت ثم وضع يده عليهم و قال اللهم إن هؤلاء أهل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على محمد و آل محمد إنك حميد مجيد قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي و قال إنك إلى خير

 و روى مسلم في صحيحه عن يزيد بن حيان و رواه في جامع الأصول عنه قال انطلقت أنا و حصين بن سبرة و عمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله و سمعت حديثه و غزوت معه و صليت خلفه لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله ص قال و الله يا ابن أخي لقد كبرت سني و قدم عهدي و نسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله فما حدثتكم فاقبلوا و ما لا أحدثكم فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله فينا يوما خطيبا بماء يدعى خما بين مكة و المدينة فحمد الله و أثنى عليه و وعظ و ذكر ثم قال أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب و إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به فحث على كتاب الله فرغب فيه ثم قال و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين و من أهل بيته يا زيد أ ليس نساؤه من أهل بيته قال أهل بيته من حرم عليه الصدقة بعده قال و من هم قال هم آل علي و آل عقيل و آل جعفر و آل عباس قال كل هؤلاء حرم عليهم الصدقة قال نعم

قال صاحب جامع الأصول و زاد في رواية كتاب الله فيه الهدى و النور من استمسك به و أخذ به كان على الهدى و من أخطأه ضل و في أخرى نحوه غير أنه قال ألا و إني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله و هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى و من تركه كان على الضلالة و فيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا ايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلى أبيها و قومها أهل بيته أصله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده قال أخرجه مسلم. و قد حكى هذه الرواية يحيى بن الحسن بن بطريق عن الجمع بين الصحيحين للحميدي من الحديث الخامس من إفراد مسلم من مسند ابن أبي أوفى بإسناده و عن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري من صحيح أبي داود السجستاني و صحيح الترمذي عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد بن أرقم لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا الحديث.

 و روى الترمذي في صحيحه و صاحب جامع الأصول عن بريدة قال كان أحب النساء إلى رسول الله فاطمة و من الرجال علي قال إبراهيم يعني من أهل بيته.

 و روى البخاري في صحيحه في باب مرض النبي ص و قوله تعالى إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ و رواه في المشكاة عن عائشة قالت كنا أزواج النبي عنده فأقبلت فاطمة ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله شيئا فلما رآها رحب بها قال مرحبا يا بنتي ثم أجلسها عن يمينه ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك فقلت لها خصك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله سألتها عما سارك قالت ما كنت لأفشي على رسول الله سره قالت فلما توفي قلت عزمت عليك بما لي من الحق عليك لما أخبرتني ما قال لك رسول الله قالت أما الآن فنعم أما حين سارني في المرة الأولى فإنه أخبرني أن جبرئيل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة و أنه عارضني به الآن مرتين و إني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله و اصبري فإني نعم السلف أنا لك فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال يا فاطمة أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة كذا في جامع الأصول ثم قال و في رواية مسلم و الترمذي أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين و في رواية فسارني فأخبرني أنه يقبض في وجعه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت

 و قال ابن حجر في صواعقه إن أكثر المفسرين على أن الآية نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع لتذكير ضمير عنكم. و قال الفخر الرازي في التفسير الكبير اختلف الأقوال في أهل البيت و الأولى أن يقال هم أولاده و أزواجه و الحسن و الحسين منهم و علي منهم لأنه كان من أهل بيته بسبب معاشرته بيت النبي و ملازمته للنبي ص. و قال شيخ الطائفة في التبيان روى أبو سعيد الخدري و أنس بن مالك و عائشة و أم سلمة و واثلة بن الأسقع أن الآية نزلت في النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع قال

 و روي عن أم سلمة أنها قالت إن النبي كان في بيتي فاستدعى عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و جللهم بعباء خيبرية ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فأنزل الله قوله إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فقالت أم سلمة قلت يا رسول الله هل أنا من أهل بيتك فقال لا و لكنك إلى خير

 و قال الشيخ الجليل أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال أبو سعيد الخدري و أنس بن مالك و واثلة بن الأسقع و عائشة و أم سلمة أن الآية مختصة برسول الله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع قال

 و ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي ص قال نزلت هذه الآية في خمسة في و في علي و حسن و حسين و فاطمة

 و أخبرنا السيد أبو الحمد قال حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني عن أبي بكر السبيعي عن أبي عروة الحراني عن ابن مصغي عن عبد الرحيم بن واقد عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال نزلت هذه الآية على النبي ص و ليس في البيت إلا فاطمة و الحسن و الحسين و علي ع إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فقال النبي ص اللهم هؤلاء أهلي

 و حدثنا السيد أبو الحمد عن أبي القاسم بإسناده عن زاذان عن الحسن بن علي ع قال لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله ص و إياه في كساء لأم سلمة خيبري ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي و عترتي

و الروايات في هذا كثيرة من طرق العامة و الخاصة لو قصدنا إلى إيرادها لطال الكتاب و فيما أوردناه كفاية انتهى. و قد روى رواية البرمة موفق بن أحمد الخوارزمي في مسنده عن أم سلمة.

 و قال صاحب كتاب إحقاق الحق رحمه الله ذكر سيد المحدثين جمال الملة و الدين عطاء الله الحسيني في كتاب تحفة الأحباء نقلا عن كتاب المصابيح في بيان شأن النزول لأبي العباس أحمد بن الحسن المفسر الضرير الأسفرايني ما تضمن أنه ص لما أدخل عليا و فاطمة و سبطيه في العباء قال اللهم هؤلاء أهل بيتي و أطهار عترتي و أطايب أرومتي من لحمي و دمي إليك لا إلى النار أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و كرر هذا الدعاء ثلاثا قالت أم سلمة قلت يا رسول الله و أنا معهم قال إنك إلى خير و أنت من خير أزواجي انتهى

  أقول و روى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن أبي سعيد و الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال نزلت إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ الآية في خمسة رسول الله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع

و قد مضى بعض الأخبار في باب معنى الآل و العترة و باب المباهلة و سائر أبواب الإمامة و سيأتي في تضاعيف الأبواب و فيما ذكرناه كفاية. فأقول قد ظهر من تلك الأخبار المتواترة من الجانبين بطلان القول بأن أزواج النبي ص داخلة في الآية و كذا القول بعمومها لجميع الأقارب و لا عبرة بما قاله زيد بن أرقم من نفسه مع معارضته بالأخبار المتواترة و يدل أيضا على بطلان القول بالاختصاص بالأزواج العدول عن خطابهن إلى صيغة الجمع المذكر و سيظهر بطلانه عند تقرير دلالة الآية على عصمة من تناولته إذ لم يقل أحد من الأمة بعصمتهن بالمعنى المتنازع فيه و كذا القولان الآخران و هو واضح. إذا تمهد هذا فنقول المراد بالإرادة في الآية إما الإرادة المستتبعة للفعل أعني إذهاب الرجس حتى يكون الكلام في قوة أن يقال إنما أذهب الله عنكم الرجس أو الإرادة المحضة التي لا يتبعها الفعل حتى يكون المعنى أمركم الله باجتناب المعاصي يا أهل البيت فعلى الأول ثبت المدعى و أما الثاني فباطل من وجوه. الأول أن كلمة إنما تدل على التخصيص كما قرر في محله و الإرادة المذكور تعم سائر المكلفين حتى الكفار لاشتراك الجميع في التكليف و قد قال سبحانه وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فلا وجه للتخصيص بأهل البيت ع. الثاني أن المقام يقتضي المدح و التشريف لمن نزلت الآية فيه حيث جللهم بالكساء و لم يدخل فيه غيرهم و خصصهم بدعائه فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي و حامتي على ما سبق في الأخبار و كذا التأكيد في الآية حيث أعاد التطهير بعد بيان إذهاب الرجس و المصدر بعده منونا بتنوين التعظيم و قد أنصف الرازي في تفسيره حيث قال في قوله تعالى لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أي يزيل عنكم الذنوب وَ يُطَهِّرَكُمْ أي يلبسكم خلع الكرامة انتهى و لا مدح و لا تشريف فيما دخل فيه الفساق و الكفار. الثالث أن الآية على ما مر في بعض الروايات إنما نزلت بعد دعوة النبي لهم و أن يعطيه ما وعده فيهم و قد سأل الله أن يذهب عنهم الرجس و يطهرهم لا أن يريد ذلك منهم و يكلفهم بطاعته فلو كان المراد هذا النوع من الإرادة لكان نزول الآية في الحقيقة ردا لدعوته ص لا إجابة لها و بطلانه ظاهر. و أجاب المخالفون عن هذا الدليل بوجوه الأول أنا لا نسلم أن الآية نزلت فيهم بل المراد بها أزواجه لكون الخطاب في سابقها و لاحقها متوجها إليهن و يرد عليه أن هذا المنع بمجرده بعد ورود تلك الروايات المتواترة من المخالف و المؤالف غير مسموع و أما السند فمردود بما ستقف عليه في كتاب القرآن مما سننقل من روايات الفريقين أن ترتيب القرآن الذي بيننا ليس من فعل المعصوم حتى لا يتطرق إليه الغلط مع أنه روى البخاري و الترمذي و صاحب جامع الأصول عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت يقول فقدت آية في سورة الأحزاب حين نسخت الصحف قد كنت أسمع رسول الله يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فألحقناها في سورتها من المصحف فلعل آية التطهير أيضا وضعوها في موضع زعموا أنها تناسبه أو أدخلوها في سياق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنيوية و قد ظهر من الأخبار عدم ارتباطها بقصتهن فالاعتماد في هذا الباب على النظم و الترتيب ظاهر البطلان. و لو سلم عدم التغيير في الترتيب فنقول سيأتي أخبار مستفيضة بأنه سقط من القرآن آيات كثيرة فلعله سقط مما قبل الآية و ما بعدها آيات لو ثبتت لم يفت الربط الظاهري بينها و قد وقع في سورة الأحزاب بعينها ما يشبه هذا فإن الله سبحانه بعد ما خاطب الزوجات بآيات مصدرة بقوله تعالى يا نساء النبي إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا الآية عدل إلى مخاطبة المؤمنين بما لا تعلق له بالزوجات بآيات كثيرة ثم عاد إلى الأمر بمخاطبتهن و عيرهن بقوله سبحانه يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ و قد عرفت اعتراف الخصم فيما رووا أنه كان قد سقط منها آية فألحقت فلا يستبعد أن يكون الساقط أكثر من آية و لم يلحق غيرها.

 و روى الصدوق في كتاب ثواب الأعمال بإسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع سورة الأحزاب فيها فضائح الرجال و النساء من قريش و غيرهم يا ابن سنان إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب و كانت أطول من سورة البقرة و لكن نقصوها و حرفوها

و لو سلم عدم السقوط أيضا كما ذهب إليه جماعة قلنا لا يرتاب من راجع التفاسير أن مثل ذلك كثير في الآيات غير عزيز إذ قد صرحوا في مواضع عديدة في سورة مكية أن آية أو آيتين أو أكثر من بينها مدنية و بالعكس و إذا لم يكن ترتيب الآيات على وفق نزولها لم يتم لهم الاستدلال بنظم القرآن على نزولها في شأن الزوجات مع أن النظم و السياق لو كانا حجتين فإنما يكونان حجتين لو بقي الكلام على أسلوبه السابق و التغيير فيها لفظا و معنى ظاهر إما لفظا فتذكير الضمير و إما معنى فلان مخاطبة الزوجات مشوبة بالمعاتبة و التأنيب و التهديد و مخاطبة أهل البيت ع محلاة بأنواع التلطف و المبالغة في الإكرام و لا يخفى بعد إمعان النظر المباينة التامة في السياق بينها و بين ما قبلها و ما بعدها على ذوي الأفهام. الثاني أن الآية لا تدل على أن الرجس قد ذهب بل إنما دل على أن الله سبحانه أراد إذهابه عنهم فلعل ما أراده لم يتحقق و قد عرفت جوابه في تقرير الدليل مع أن الإرادة بالمعنى الذي يصح تخلف المراد عنه إذا أطلق عليه تعالى يكون بمعنى رضاه بما يفعله غيره أو تكليفه إياه به و هو مجاز لا يصار إليه إلا بدليل. الثالث أن إذهاب الرجس لا يكون إلا بعد ثبوته و أنتم قد قلتم بعصمتهم من أول العمر إلى انقضائه و دفع بأن الإذهاب و الصرف كما يستعمل في إزالة الأمر الموجود يستعمل في المنع عن طريان أمر على محل قابل له كقوله تعالى كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ و تقول في الدعاء صرف الله عنك كل سوء و أذهب عنك كل محذور على أنا نقول إذا سلم الخصم منا دلالة الآية على العصمة في الجملة كفى في ثبوت مطلوبنا إذ القول بعصمتهم في بعض الأوقات خرق للإجماع المركب. الرابع أن لفظة يُرِيدُ من صيغ المضارع فلم تدل على أن مدلولها قد وقع و أجيب بأن استعمال المضارع فيما وقع غير عزيز في الكلام المجيد و غيره بل غالب ما استعملت الإرادة على صيغة المضارع في أمثاله في القرآن إنما أريد به ذلك كقوله تعالى يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَ يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ و غير ذلك و ظاهر سياق الآية النازلة على وجه التشريف و الإكرام قرينة عليه على أن الوقوع في الجملة كاف كما عرفت. الخامس أن قوله تعالى لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ لا يفيد العموم لكون المعرف بلام الجنس في سياق الإثبات و أجيب بأن الكلام في قوة النفي إذ لا معنى لإذهاب الرجس إلا رفعه و رفع الجنس يفيد نفي جميع أفراده