باب 2- أنه صلوات الله عليه سبق الناس في الإسلام و الإيمان و البيعة و الصلوات زمانا و رتبة و أنه الصديق و الفاروق و فيه كثير من النصوص و المناقب

1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو عبد الله المرزباني و أبو نعيم الأصفهاني في كتابيهما فيما نزل من القرآن في علي ع و النطنزي في الخصائص عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس و روى أصحابنا عن الباقر ع في قوله تعالى وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ نزلت في رسول الله ص و علي بن أبي طالب ع و هما أول من صلى و ركع

  المرزباني عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ نزلت في علي خاصة و هو أول مؤمن و أول مصل بعد النبي ص

 تفسير السدي عن قتادة عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ فأول من صلى مع رسول الله ص علي بن أبي طالب ع

 تفسير القطان عن وكيع عن سفيان عن السدي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ يعني محمدا ادثر بثيابه قُمْ فَأَنْذِرْ أي فصل و ادع علي بن أبي طالب إلى الصلاة معك وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ مما تقول عبدة الأوثان

 تفسير يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو بكر الحميدي عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي النجيح عن مجاهد عن ابن عباس في خبر يذكر فيه كيفية بعثة النبي ص ثم قال بينا رسول الله قائم يصلي مع خديجة إذ طلع عليه علي بن أبي طالب ع فقال له ما هذا يا محمد قال هذا دين الله فآمن به و صدقه ثم كانا يصليان و يركعان و يسجدان فأبصرهما أهل مكة ففشا الخبر فيهم أن محمدا قد جن فنزل ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ

 شرف النبي عن الخركوشي قال و جاء جبرئيل بأعلى مكة و علمه الصلاة فانفجرت من الوادي عين حتى توضأ جبرئيل بين يدي رسول الله ص و تعلم رسول الله ص منه الطهارة ثم أمر به عليا ع

 تاريخ الطبري و البلاذري و جامع الترمذي و إبانة العكبري و فردوس الديلمي و أحاديث أبي بكر بن مالك و فضائل الصحابة عن الزعفراني عن يزيد بن هارون عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم و مسند أحمد عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قالا قال النبي ص أول من صلى معي علي

 تاريخ النسوي قال زيد بن أرقم أول من صلى مع رسول الله ص علي

 جامع الترمذي و مسند أبي يعلى الموصلي عن أنس و تاريخ الطبري عن جابر قالا بعث النبي ص يوم الإثنين و صلى علي ع يوم الثلاثاء

 أبو يوسف النسوي في المعرفة و أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق في أخبار أبي رافع من عشرين طريقا عن أبي رافع صلى النبي ص أول يوم الإثنين و صلت خديجة آخر يوم الإثنين و صلى علي يوم الثلاثاء من الغد

 أحمد بن حنبل في مسند العشرة و في الفضائل أيضا و النسوي في المعرفة و الترمذي في الجامع و ابن بطة في الإبانة روى علي بن الجعد عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال سمعت عليا يقول أنا أول من صلى مع رسول الله ص

 ابن حنبل في مسند العشرة و في فضائل الصحابة أيضا عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني في خبر طويل أنه قال علي ع اللهم لا أعترف أن عبدا من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات الخبر

 و في مسند أبي يعلى ما أعلم أحدا من هذه الأمة بعد نبيها عبد الله غيري الخبر

 الحسين بن علي ع في قوله تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً نزلت في علي بن أبي طالب ع

 و روى جماعة أنه نزل فيه الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ

 تفسير القطان قال ابن مسعود قال علي ع يا رسول الله ما أقول في السجود في الصلاة فنزل سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال فما أقول في الركوع فنزل فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ فكان أول من قال ذلك و أنه صلى قبل الناس كلهم سبع سنين و أشهرا مع النبي ص و صلى مع المسلمين أربع عشرة سنة و بعد النبي ثلاثين سنة

 ابن فياض في شرح الأخبار عن أبي أيوب الأنصاري قال سمعت النبي ص يقول لقد صلت الملائكة علي و على علي بن أبي طالب سبع سنين و ذلك أنه لم يؤمن بي ذكر قبله و ذلك قول الله الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ

 و في رواية زياد بن المنذر عن محمد بن علي عن أمير المؤمنين ع لقد مكثت الملائكة سنين لا تستغفر إلا لرسول الله ص و لي و فينا نزلت وَ الْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إلى قوله الْحَكِيمُ

 و روى جماعة عن أنس و أبي أيوب و روى شيرويه في الفردوس عن جابر قالوا قال النبي ص لقد صلت الملائكة علي و على علي بن أبي طالب سبع سنين قبل الناس و ذلك أنه كان يصلى و لا يصلى معنا غيرنا

 و في رواية لم يصل فيها غيري و غيره

 و في رواية لم يصل معي رجل غيره

 سنن ابن ماجة و تفسير الثعلبي عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه أن عليا صلى مستخفيا مع النبي ص سبع سنين و أشهرا

 تاريخ الطبري و ابن ماجة قال عباد بن عبد الله سمعت عليا يقول أنا عبد الله و أخو رسول الله ص و أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر صليت مع رسول سبع سنين

  مسندي أحمد و أبي يعلى قال حبة العرني قال علي ع صليت قبل أن يصلي الناس سبعا

 الحميري

أ لم يصل علي قبلهم حججا و وحد الله رب الشمس و القمرو هؤلاء و من في حزب دينهم قوم صلاتهم للعود و الحجر.

 و له

و كفاه بأنه سبق الناس بفضل الصلاة و التوحيدحججا قبلهم كوامل سبعا بركوع لديه أو بسجود.

 و له

أ ليس علي كان أول مؤمن و أول من صلى غلاما و وحدافما زال في سر يروح و يغتدي فيرقى ثبيرا أو حراء مصعدايصلي و يدعو ربه فيهما مع المصطفى مثنى و إن كان أوحداسنين ثلاثا بعد خمس و أشهرا كوامل صلى قبل أن يتمردا

. و هو أول من صلى القبلتين صلى إلى بيت المقدس أربع عشرة سنة و المحراب الذي كان النبي يصلي و معه علي و خديجة معروف و هو على باب مولد النبي ص في شعب بني هاشم و قد روينا عن الشيرازي ما رواه عن ابن عباس في قوله وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ نزلت في أمير المؤمنين ع سبق الناس كلهم بالإيمان و صلى القبلتين و بايع البيعتين الحميري

و صلى القبلتين و آل تيم و إخوتها عدي جاحدونا

 و صلى إلى الكعبة تسعا و ثلاثين سنة

 تاريخ الطبري بثلاثة طرق و إبانة العكبري من أربعة طرق و كتاب المبعث عن محمد بن إسحاق و التاريخ النسوي و تفسير الثعلبي و كتاب الماوردي و مسند أبي يعلى الموصلي و يحيى بن معين و كتاب أبي عبد الله محمد بن زياد النيسابوري عن عبد الله بن أحمد بن حنبل بأسانيدهم عن ابن مسعود و علقمة البجلي و إسماعيل بن أياس بن عفيف عن أبيه عن جده أن كل واحد منهم قال رأى عفيف أخو الأشعث بن قيس الكندي شابا يصلي ثم جاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما فقال للعباس هذا أمر عظيم قال ويحك هذا محمد و هذا علي و هذه خديجة إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات و الأرض أمر بهذا الدين و الله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة

 و في كتاب النسوي أنه كان يقول بعد إسلامه لو كنت أسلمت يومئذ كنت ثانيا مع علي بن أبي طالب

 و في رواية محمد بن إسحاق عن عفيف قال فلما خرجت من مكة إذا أنا بشاب جميل على فرس فقال يا عفيف ما رأيت في سفرك هذا فقصصت عليه فقال لقد صدقك العباس و الله إن دينه لخير الأديان و إن أمته أفضل الأمم قلت فلمن الأمر من بعده قال لابن عمه و ختنه على بنته يا عفيف الويل كل الويل لمن يمنعه حقه

 ابن فياض في شرح الأخبار عن أبي الجحاف عن رجل أن أمير المؤمنين ع قال في خبر هجم على رسول الله ص يعني أبا طالب و نحن ساجدان قال أ فعلتماها ثم أخذ بيدي فقال انظر كيف تنصره و جعل يرغبني في ذلك و يحضني عليه الخبر

  و في كتاب الشيرازي أن النبي ص لما نزل الوحي عليه أتى المسجد الحرام و قام يصلي فيه فاجتاز به علي و كان ابن تسع سنين فناداه يا علي إلي أقبل فأقبل إليه ملبيا قال إني رسول الله إليك خاصة و إلى الخلق عامة تعال يا علي فقف عن يميني و صل معي فقال يا رسول الله حتى أمضي و أستأذن أبا طالب والدي قال اذهب فإنه سيأذن لك فانطلق يستأذن في اتباعه فقال يا ولدي تعلم أن محمدا و الله أمين منذ كان امض و اتبعه ترشد و تفلح و تشهد فأتى علي و رسول الله قائم يصلي في المسجد فقام عن يمينه يصلي معه فاجتاز بهما أبو طالب و هما يصليان فقال يا محمد ما تصنع قال أعبد إله السماوات و الأرض و معي أخي علي يعبد ما أعبد يا عم و أنا أدعوك إلى عبادة الله الواحد القهار فضحك أبو طالب حتى بدت نواجذه و أنشأ يقول

و الله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أغيب في التراب دفينا

الأبيات تاريخ الطبري و كتاب محمد بن إسحاق أن النبي ص كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة و خرج معه علي بن أبي طالب ع مستخفيا من قومه فيصليان الصلوات فيها فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك زمانا

 ثم روى الثعلبي معهما أن أبا طالب رأى النبي ص و عليا يصليان فسأل عن ذلك فأخبره النبي ص أن هذا دين الله و دين ملائكته و دين رسله و دين أبينا إبراهيم في كلام له فقال علي يا أبة آمنت بالله و برسوله و صدقته بما جاء به و صليت معه لله فقال له أما إنه لا يدعو إلا إلى خير فالزمه

2-  ضه، ]روضة الواعظين[ قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الصادق ع قال أول جماعة كانت أن رسول الله ص كان يصلي و أمير المؤمنين ع معه إذ مر أبو طالب ع به و جعفر معه فقال يا بني صل جناح ابن عمك فلما أحس به رسول الله ص تقدمهما و انصرف أبو طالب مسرورا و هو يقول

إن عليا و جعفرا ثقتي عند ملم الزمان و الكرب‏و الله لا أخذل النبي و لا يخذله من بني ذو حسب‏اجعلهما عرضة العدى و إذا أترك ميتا أنمي إلى حسبي‏لا تخذلا و انصرا ابن عمكما أخي لأمي من بينهم و أبي

3-  شي، ]تفسير العياشي[ عن ابن مسكان عن بعض أصحابه عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن أمتي عرض علي في الميثاق فكان أول من آمن بي علي و هو أول من صدقني حين بعثت و هو الصديق الأكبر و الفاروق يفرق بين الحق و الباطل

4-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن صالح بن أحمد القيراطي و محمد بن قاسم المحاربي عن محمد بن تسنيم الوراق عن جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خونعه بن حمزة العبدي عن أبيه عن جده عبد الله قال قدمنا وفد عبد القيس في إمارة عمر بن الخطاب فسأله رجلان منا عن طلاق الأمة فقام معها و قال انطلقا فجاء إلى حلقة فيها أصلع فقال يا أصلع كم طلاق الأمة قال فأشار بإصبعيه هكذا يعني اثنتين قال فالتفت عمر إلى الرجلين فقال طلاقها اثنتان فقال له أحدهما سبحان الله جئناك و أنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل و الله ما كلمك فقال عمر ويلك أ تدري من هذا هذا علي بن أبي طالب سمعت النبي ص يقول لو أن السماوات و الأرض وضعتا في كفة و وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي

5-  ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري عن آبائه عن علي ع قال كنت أول الناس إسلاما بعث يوم الإثنين و صليت معه يوم الثلاثاء و بقيت معه أصلي سبع سنين حتى دخل نفر في الإسلام الخبر

6-  ل، ]الخصال[ ابن بندار عن مسعدة بن أسمع عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن المنهال بن عمرو عن عبادة بن عبد الله عن علي ع قال أنا عبد الله و أخو رسوله و أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب صليت قبل الناس بسبع سنين

7-  ل، ]الخصال[ قال أمير المؤمنين ع في جواب اليهودي الذي سأل عما فيه من خصال الأوصياء يا أخا اليهود إن الله عز و جل امتحنني في حياة نبينا محمد ص في سبعة مواطن فوجدني فيهن من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا قال و فيم و فيم يا أمير المؤمنين قال أما أولهن فإن الله عز و جل أوحى إلى نبينا و حمله الرسالة و أنا أحدث أهل بيتي سنا أخدمه في بيته و أسعى بين يديه في أمره فدعا صغير بني عبد المطلب و كبيرهم إلى الإسلام و شهادة أن لا إله إلا الله و أنه رسول الله فامتنعوا من ذلك و أنكروه عليه و هجروه و نابذوه و اعتزلوه و اجتنبوه و سائر الناس مقصين له و مخالفين عليه قد استعظموا ما أورده عليهم مما لم يحتمله قلوبهم و تدركه عقولهم فأجبت رسول الله وحدي إلى ما دعا إليه مسرعا مطيعا موقنا لم يتخالجني في ذلك شك فمكثنا بذلك ثلاث حجج و ما على وجه الأرض خلق يصلي أو يشهد لرسول الله ص بما آتاه الله غيري و غير ابنة خويلد رحمها الله و قد فعل ثم أقبل أمير المؤمنين ع على أصحابه فقال أ ليس كذلك قالوا بلى يا أمير المؤمنين

8-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال النبي ص علي أول من اتبعني و هو أول من يصافحه الحق

 بيان مصافحة الحق كناية عن بدو إحسانه و غاية امتنانه في القيامة كما أن من يلقى غيره يبدأ بمصافحته و بها يظهر غاية لطفه و مودته

9-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن محمد بن أحمد بن الحسن القطواني عن مخلد بن شداد عن محمد بن عبيد الله عن أبي عبد الله عن أبي سخيلة قال حججت أنا و سلمان فنزلنا بأبي ذر فكنا عنده ما شاء الله فلما حان منا خفوق قلت يا أبا ذر إني أرى أمورا قد حدثت و إني خائف أن يكون في الناس اختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني قال الزم كتاب الله و علي بن أبي طالب و أشهد أني سمعت رسول الله ص يقول علي أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة و هو الصديق الأكبر و هو الفاروق يفرق بين الحق و الباطل

 بيان الخفوق كناية عن الخروج و السفر من خفق الطائر و هو طيرانه أو من الخفق بمعنى الاضطراب و الحركة أو من أخفق النجوم تولت للمغيب

10-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب الفضائل لعثمان بن أحمد المعروف بابن السماك عن الحسين عن أبي حاتم الرازي عن أبي بلال بن محمد الأشعري عن عيسى بن محمد القرشي عن سعيد بن جمال عن أبي أسيد الأسدي عن أبي سخيلة النميري قال خرجنا حجاجا مع سلمان الفارسي فلما انتهينا إلى الرحبة ملت إلى أبي ذر فقعدنا إليه فبينا هو يحدثنا إذ قال إنه ستكون فتنة فإن أدركتما فعليكما باثنين كتاب الله عز و جل و علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فإني رأيت رسول الله ص أخذ بيده و هو يقول هذا أول من آمن بي و هو أول من يصافحني يوم القيامة و هو يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظلمة و هو الصديق الأكبر و هو الفاروق بين الحق و الباطل

 شا، ]الإرشاد[ محمد بن الحسين المقري عن محمد بن أبي الثلج عن أبي محمد النوفلي عن محمد بن عبد الحميد عن عمرو بن عبد الغفار عن إبراهيم بن حسان عن أبي عبد الله مولى لبني هاشم عن أبي سخيلة مثله و فيه خرجت أنا و عمار حاجين

11-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن الحسين عن إسماعيل بن عامر عن كامل بن العلاء عن عامر بن السمط عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم عن سلمان قال إن أول هذه الأمة ورودا على رسول الله ص أولها إسلاما علي بن أبي طالب

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن حشيش عن أبي ذر عن عبد الله عن الأحمسي عن ابن أبي حماد عن محمد بن سلمة عن أبيه مثله

12-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن محمد بن يحيى الجعفي عن جابر بن الحر عن عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه قال سمعت ابن عباس يقول أول من آمن برسول الله من الرجال علي و من النساء خديجة رضوان الله عليهم

  -13  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن يحيى بن عبد الحميد عن يحيى بن سلمة عن أبيه عن الباقر عن ابن عباس قال قال أبو موسى علي أول من أسلم

 أقول قد مر في باب النصوص عن الحسين بن خالد عن الرضا عن آبائه عن النبي صلوات الله عليهم أنه قال لكل أمة صديق و فاروق و صديق هذه الأمة و فاروقها علي بن أبي طالب ع

14-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الهمداني عن علي بن إبراهيم عن جعفر بن سلمة عن الثقفي عن أحمد بن عمران عن الحسن بن عبد الله عن خالد بن عيسى الأنصاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رفعه قال قال رسول الله ص الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي يقول اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ و خرقيل مؤمن آل فرعون و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم

 كشف، ]كشف الغمة[ من مسند أحمد عن أبي ليلى مثله

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن غنام معنعنا عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن النبي ص مثله

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحضرمي معنعنا عن أبي أيوب الأنصاري عنه ص مثله

15-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن محمد الصولي عن زكريا بن يحيى الساجي عن إسماعيل بن موسى السدي عن محمد بن سعيد عن فضيل بن مرزوق عن أبي سخيلة عن أبي ذر و سلمان رضي الله عنهما قالا أخذ رسول الله ص بيد علي بن أبي طالب ع فقال هذا أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة و هو الصديق الأكبر و فاروق هذه الأمة و يعسوب المؤمنين

 كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب الخصائص عن أبي ذر و سلمان مثله

16-  شف، ]كشف اليقين[ من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي بإسناده عن قتادة عن الحسن عن ابن عباس وَ الَّذِينَ آمَنُوا يعني صدقوا بالله أنه واحد علي و حمزة بن عبد المطلب و جعفر الطيار أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ قال صديق هذه الأمة أمير المؤمنين و هو الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم الخبر

17-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب الحافظ أحمد بن مردويه عن محمد بن إبراهيم بن الفضل عن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق عن عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبي ذر أنه سمع رسول الله ص يقول لعلي أنت أول من يصافحني يوم القيامة و أنت الصديق الأكبر و أنت الفاروق تفرق بين الحق و الباطل و أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الكفرة

 شف، ]كشف اليقين[ ابن مردويه عن أحمد بن محمد بن عاصم عن عمران بن عبد الرحيم عن عبد السلام بن صالح عن علي بن هاشم مثله

 شف، ]كشف اليقين[ من كتاب الأربعين لفضل الله الراوندي عن أبي الثور عن محمد بن أحمد عن ابن مردويه مثله

  -18  شف، ]كشف اليقين[ ابن مردويه عن سليمان بن أحمد عن عبد الله بن داهر عن أبيه عن الأعمش عن عباية الأسدي عن ابن عباس قال ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين كتاب الله و علي بن أبي طالب ع فإني سمعت رسول الله يقول و هو آخذ بيد علي بن أبي طالب هذا أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة و هو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق و الباطل و هو يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظلمة و هو الصديق الأكبر و هو بابي الذي أوتى منه

19-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب عتيق تاريخه سنة ثمان و ثمانين هجرية قال حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع ثم قال ما هذا لفظه و أنا كنت معه يوم قال يأتي تسع نفر من حضرموت فيسلم منهم ستة و لا يسلم منهم ثلاثة فوقع في قلوب كثير من كلامه ما شاء الله أن يقع فقلت أنا صدق الله و رسوله هو كما قلت يا رسول الله فقال أنت الصديق الأكبر و يعسوب المؤمنين و إمامهم و ترى ما أرى و تعلم ما أعلم و أنت أول المؤمنين إيمانا و كذلك خلقك الله و نزع منك الشك و الضلال فأنت الهادي الثاني و الوزير الصادق فلما أصبح رسول الله قعد في مجلسه ذلك و أنا عن يمينه إذ أقبل التسعة رهط من حضرموت حتى دنوا من النبي ص و سلموا فرد عليهم السلام و قالوا يا محمد اعرض علينا الإسلام فأسلم منهم ستة و لم يسلم الثلاثة فانصرفوا فقال النبي ص للثلاثة أما أنت يا فلان فستموت بصاعقة من السماء و أما أنت يا فلان فسيضربك أفعى في موضع كذا و كذا و أما أنت يا فلان فإنك تخرج في طلب ماشية و إبل لك فيستقبلك ناس من كذا فيقتلونك فوقع في قلوب الذين أسلموا فرجعوا إلى رسول الله ص فقال لهم ما فعل أصحابكم الثلاثة الذين تولوا عن الإسلام و لم يسلموا فقالوا و الذي بعثك بالحق نبيا ما جاوزوا مما قلت و كل مات بما قلت و إنا جئناك لنجدد الإسلام و نشهد أنك رسول الله و أنك الأمين على الأحياء و الأموات بعد هذا و هذه

 بيان قوله بعد هذا و هذه متعلق بقوله نجدد و نشهد و المراد ما شاهدوا من معجزاته أولا و أخيرا أو أخيرا فقط

20-  شف، ]كشف اليقين[ من الكتاب المذكور عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود أنه قال بينما نحن جلوس ذات يوم بباب رسول الله ص ننتظر خروجه إلينا إذ خرج فقمنا له تفخيما و تعظيما و فينا علي بن أبي طالب ع فقام فيمن قام فأخذ النبي بيده فقال يا علي إني أحاجك فدمعت عيناه و قال يا رسول الله فيم تحاجني و قد تعلم أني لم أعاتبك في شي‏ء قط قال أحاجك بالنبوة و تحاج الناس من بعدي بإقام الصلاة و إيتاء الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و القسمة بالسوية و إقامة الحدود ثم قال النبي ص هذا أول من آمن بي و أول من صدقني و هو الصديق الأكبر و هو الفاروق الأكبر الذي يفرق بين الحق و الباطل و هو يعسوب المؤمنين و ضياء في ظلمة الضلال

21-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ علي بن الجعد عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن ابن عباس في قوله تعالى وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ قال صديق هذه الأمة علي بن أبي طالب ع هو الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم ثم قال وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال ابن عباس و هم علي و حمزة و جعفر فهم صديقون و هم شهداء الرسل على أممهم إنهم قد بلغوا الرسالة ثم قال لَهُمْ أَجْرُهُمْ عند ربهم على التصديق بالنبوة وَ نُورُهُمْ على الصراط

  مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ يعني محمدا وَ الصِّدِّيقِينَ يعني عليا و كان أول من صدقه وَ الشُّهَداءِ يعني عليا و جعفرا و حمزة و الحسن و الحسين ع النبيون كلهم صديقون و ليس كل صديق نبيا و الصديقون كلهم صالحون و ليس كل صالح صديقا و لا كل صديق شهيد و قد كان أمير المؤمنين ع صديقا شهيدا صالحا فاستحق ما في الآيتين من وصف سوى النبوة

 و كان أبو ذر يحدث شيئا فكذبوه فقال النبي ص ما أظلت الخضراء الخبر فدخل وقتئذ علي ع فقال ص ألا إن هذا الرجل المقبل فإنه الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم

 ابن بطة في الإبانة و أحمد في الفضائل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه و شيرويه في الفردوس عن داود بن بلال قال النبي ص الصديقون ثلاثة علي بن أبي طالب و حبيب النجار و مؤمن آل فرعون يعني خرقيل

 و في رواية و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم

 و ذكر أمير المؤمنين مرارا أنا الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم

 ابن عباس عن النبي ص أن عليا صديق هذه الأمة و فاروقها و محدثها و إنه هارونها و يوشعها و آصفها و شمعونها إنه باب حطتها و سفينة نجاتها إنه طالوتها و ذو قرنيها

 كعب الحبر أنه سأل عبد الله بن سلام قبل أن يسلم يا محمد ما اسم علي فيكم قال عندنا الصديق الأكبر فقال عبد الله أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله إنا لنجد في التوراة محمد نبي الرحمة و علي مقيم الحجة أنشد

أول من صدق به و هو مجلي كربه

 الحسن عن أبي ليلى الغفاري قال رسول الله ص ستكون من بعدي فتنة فإذا كان كذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه الفاروق بين الحق و الباطل استخرجه شيرويه في الفردوس

 و سمي فاروقا لأنه يفرق بين الجنة و النار و قيل لأن ذكره يفرق بين محبيه و مبغضيه

22-  بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبيه عن جده عن سعيد بن محمد الواعظ عن علي بن أحمد الجرجاني عن محمد بن يعقوب المعقلي عن إبراهيم بن سليمان عن إسحاق بن بشر عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفاري قال سمعت رسول الله ص يقول ستكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني و أول من يصافحني يوم القيامة و هو الصديق الأكبر و هو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق و الباطل و هو يعسوب المؤمنين و المال يعسوب المنافقين

 23-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كان للنبي ص بيعة عامة و بيعة خاصة فالخاصة بيعة الجن و لم يكن للإنس فيها نصيب و بيعة الأنصار و لم يكن للمهاجرين فيها نصيب و بيعة العشيرة ابتداء و بيعة الغدير انتهاء و قد تفرد علي ع بهما و أخذ بطرفيهما و أما البيعة العامة فهي بيعة الشجرة و هي سمرة أو أراك عند بئر الحديبية و يقال لها بيعة الرضوان لقوله لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ و الموضوع مجهول و الشجرة مفقودة فيقال إنها بروحاء فلا يدرى أ روحاء مكة عند الحمام أو روحاء في طريقها و قالوا الشجرة ذهبت السيول بها و قد سبق أمير المؤمنين ع الصحابة كلهم في هذه البيعة أيضا بأشياء منها أنه كان من السابقين فيه ذكر أبو بكر الشيرازي في كتابه عن جابر الأنصاري أن أول من قام للبيعة أمير المؤمنين ع ثم أبو سنان عبد الله بن وهب الأسدي ثم سلمان الفارسي و في أخبار الليث أن أول من بايع عمار يعني بعد علي ثم إنه أولى الناس بهذه الآية لأن حكم البيعة ما ذكره الله تعالى إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ الآية و رووا جميعا عن جابر الأنصاري أنه قال بايعنا رسول الله ص على الموت و في معرفة النسوي أنه سئل سلمة على أي شي‏ء كنتم تبايعون تحت الشجرة قال على الموت و في أحاديث البصريين عن أحمد قال أحمد بن يسار إن أهل الحديبية بايعوا رسول الله ص على أن لا يفروا و قد صح أنه لم يفر في موضع قط و لم يصح ذلك لغيره ثم إن الله تعالى علق الرضى في الآية بالمؤمنين و كان أصحاب البيعة ألفا و ثلاثمائة عن ابن أوفى و ألفا و أربعمائة عن جابر بن عبد الله الأنصاري و ألفا و خمس مائة عن ابن المسيب و ألفا و ستمائة عن ابن عباس و لا شك أنه كان فيهم جماعة من المنافقين مثل جد بن قيس و عبد الله بن أبي بن سلول ثم إن الله تعالى علق الرضي في الآية بالمؤمنين الموصوفين بأوصاف قوله فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ و لم ينزل السكينة على أبي بكر في آية الغار قوله  فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ قال السدي و مجاهد فأول من رضي الله عنه ممن بايعه علي فعلم بما في قلبه من الصدق و الوفاء ثم إن من حكم البيعة ما ذكره الله وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا و قال إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ و إنما سميت بيعة لأنها عقدت على بيع أنفسهم بالجنة للزومهم في الحرب إلى النصر و قال ابن عباس أخذ النبي ص تحت شجرة السمرة بيعتهم على أن لا يفروا و ليس أحد من الصحابة إلا نقض عهده في الظاهر بفعل أم بقول و قد ذمهم الله فقال في يوم الخندق وَ لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ و في يوم حنين وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ و يوم أحد إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَ الرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ و انهزم أبو بكر و عمر في يوم خيبر بالإجماع و علي ع في وفائه اتفاق فإنه لم يفر قط و ثبت مع رسول الله ص حتى نزلت رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ و لم يقل كل المؤمنين فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ يعني حمزة و جعفر و عبيدة وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ يعني عليا ثم إن الله تعالى قال وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً يعني فتح خيبر و كان على يد علي بالاتفاق و قد وجدنا النكث في أكثرهم خاصة في الأول و الثاني لما قصدوا في

  تلك السنة إلى بلاد خيبر فانهزم الشيخان ثم انهزموا كلهم في يوم حنين فلم يثبت منهم تحت راية علي إلا ثمانية من بني هاشم ذكرهم ابن قتيبة في المعارف قال الشيخ المفيد في الإرشاد و هم العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله و الفضل بن العباس بن عبد المطلب عن يساره و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ممسك بسرجه عند بغلته و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع بين يديه يقاتل بسيفه و نوفل بن الحارث بن عبد المطلب و ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب و عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب و عتبة و معتب ابنا أبي لهب بن عبد المطلب حوله و قال العباس

نصرنا رسول الله في الحرب تسعة و من فرقد فر منهم فأقشعوا

 مالك بن عبادة

لم يواس النبي غير بني هاشم عند السيوف يوم حنين‏هرب الناس غير تسعة رهط فهم يهتفون بالناس أين

 و التاسع أيمن بن عبيد قتل بين يدي النبي ص العوني

و هل بيعة الرضوان إلا أمانة فأول من قد خانها السلفان

 ثم إن النبي ص إنما كان يأخذ البيعة لنفسه و لذريته و روى الحافظ بن مردويه في كتابه بثلاثة طرق عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عن جعفر بن محمد ع قال أشهد لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي ع قال لما جاءت الأنصار تبايع رسول الله ص على العقبة قال قم يا علي فقال علي على ما أبايعهم يا رسول الله قال علي أن يطاع الله فلا يعصى و على أن يمنعوا رسول الله و أهل بيته و ذريته مما يمنعون منه أنفسهم و ذراريهم ثم إنه ع كان الذي كتب الكتاب بينهم ذكر أحمد في الفضائل عن حبة العرني و عن ابن عباس و عن الزهري أن كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب ع و ذكر الطبري في تاريخه بإسناده عن البراء بن عازب عن قيس النخعي و ذكر القطان و وكيع و الثوري و السدي و مجاهد في تفاسيرهم عن ابن عباس في خبر طويل أن النبي ص قال ما كتبت يا علي حرفا إلا و جبرئيل ينظر إليك و يفرح و يستبشر بك و أما بيعة العشيرة قال النبي ص بعثت إلى أهل بيتي خاصة و إلى الناس عامة و قد كان بعد مبعثه بثلاث سنين على ما ذكره الطبري في تاريخه و الخركوشي في تفسيره و محمد بن إسحاق في كتابه عن أبي مالك عن ابن عباس و عن ابن جبير أنه لما نزل قوله وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع رسول الله ص بني هاشم و هم يومئذ أربعون رجلا و أمر عليا أن ينضج رجل شاة و خبز لهم صاعا من طعام و جاء بعس من لبن ثم جعل يدخل إليه عشرة عشرة حتى شبعوا و إن منهم لمن يأكل الجذعة و يشرب الفرق و في رواية مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال و قد رأيتم هذه الآية ما رأيتم و في رواية البراء بن عازب و ابن عباس أنه بدرهم أبو لهب فقال هذا ما سحركم به الرجل ثم قال لهم النبي ص إني بعثت إلى الأسود و الأبيض و الأحمر إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين و إني لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله فقال أبو لهب أ لهذا دعوتنا ثم تفرقوا عنه فنزلت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ ثم دعاهم دفعة ثانية و أطعمهم و سقاهم ثم قال لهم يا بني عبد المطلب أطيعوني تكونوا ملوك الأرض و حكامها و ما بعث الله نبيا إلا جعل له وصيا أخا و وزيرا فأيكم يكون

  أخي و وزيري و وصيي و وارثي و قاضي ديني و في رواية الطبري عن ابن جبير و ابن عباس فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم فأحجم القوم و في رواية أبي بكر الشيرازي عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس و في مسند العشرة و فضائل الصحابة عن أحمد بإسناده عن ربيعة بن ناجد عن علي ع فأيكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي فلم يقم إليه أحد و كان علي أصغر القوم يقول أنا فقال في الثالثة أجل و ضرب بيده على يدي أمير المؤمنين و في تفسير الخركوشي عن ابن عباس و ابن جبير و أبي مالك و في تفسير الثعلبي عن البراء بن عازب فقال علي ع و هو أصغر القوم أنا يا رسول الله فقال أنت فلذلك كان وصيه قالوا فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك و من تاريخ الطبري فأحجم القوم فقال علي أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا قال فقام القوم يضحكون فيقولون لأبي طالب قد أمر أن تسمع لابنك و تطيع و في رواية الحارث بن نوفل و أبي رافع و عباد بن عبد الله الأسدي عن علي ع فقلت أنا يا رسول الله قال أنت و أدناني إليه و تفل في في فقاموا يتضاحكون و يقولون بئس ما حبا ابن عمه إذ اتبعه و صدقه تاريخ الطبري عن ربيعة بن ناجد أن رجلا قال لعلي يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك دون عمك فقال ع بعد كلام ذكر فيه حديث الدعوة فلم يقم إليه و كنت من أصغر القوم قال فقال اجلس ثم قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي قال فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي

  و في حديث أبي رافع أنه قال أبو بكر للعباس أنشدك الله تعلم أن رسول الله ص جمعكم و قال يا بني عبد المطلب إنه لم يبعث الله نبيا إلا جعل له من أهله وزيرا و أخا و وصيا و خليفة في أهله فمن يقم منكم يبايعني على أن يكون أخي و وزيري و وارثي و وصيي و خليفتي في أهلي فبايعه علي على ما شرط له و إذا صح هذه الجملة وجبت إمامته بعد النبي ص بلا فصل

24-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن محمد بن مصعب البجلي معنعنا عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ دعاني رسول الله ص فقال يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك و ذرعا و عرفت أني متى أبادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت حتى جاءني جبرئيل فقال يا محمد إنك إن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسا من لبن و اجمع لي بني عبد المطلب حتى أعلمهم و أبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون أو ينقصون فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب فلما اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم فجئنا به فلما وضعته تناول رسول الله جذرة لحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال خذوا بسم الله فأكل القوم حتى ما لهم بشي‏ء من حاجة و لا أرى إلا مواضع أيديهم و ايم الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم ثم قال اسق القوم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا و ايم الله أن كان الرجل الواحد منهم يشرب مثله فلما أراد رسول الله ص أن يكلمهم بدرهم أبو لهب إلى الكلام فقال لهد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم و لم يكلمهم النبي ص فقال الغد يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فأعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ثم اجمعهم لي ففعلت ثم جمعتهم له ثم دعا بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس و أكلوا حتى ما لهم بشي‏ء من حاجة ثم قال اسقهم فأتيتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ثم تكلم رسول الله ص فقال يا بني عبد المطلب إني و الله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و قد أمرني الله تبارك و تعالى أن أدعوكم فأيكم يؤازرني على أمري على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم فأحجم القوم عنها جميعا قال قلت و إني لأحدثهم سنا و أرمضهم عينا و أعظمهم بطنا و أحمشهم ساقا قلت أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لعلي و تطيع

 بيان قال الجزري فيه إن أبا لهب قال لهد ما سحركم صاحبكم لهد كلمة يتعجب بها يقال لهد الرجل أي ما أجلده و يقال إنه لهد الرجل أي لنعم الرجل و ذلك إذا أثنى عليه بجلد و شدة و اللام للتأكيد

25-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أبو القاسم العلوي معنعنا عن أبي عباس في قوله وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ قال سابق هذه الأمة أمير المؤمنين

26-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن سعيد معنعنا عن جعفر بن محمد قال سألته عن قول الله تعالى ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ قال ثلة من الأولين ابن آدم المقتول و مؤمن آل فرعون و حبيب النجار مؤمن آل ياسين و ثلة من الآخرين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

27-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن عيسى الدهقان معنعنا عن ابن عباس قال قوله تعالى رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ قال هم ثلاثة نفر مؤمن آل فرعون و حبيب النجار صاحب مدينة الأنطاكية و علي بن أبي طالب

28-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن عبيد الله بن علي قال هذا كتاب جدي عبيد الله بن علي فقرأت فيه أخبرني علي بن موسى أبو الحسن عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن آبائه ع أن عليا أول من أسلم

29-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن عبد العزيز عن علي بن محمد بن سليمان عن أبيه عن محمد بن عون بن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن ابن عباس في هذه الآية وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قال أسلمت الملائكة في السماوات و المؤمنون في الأرض طوعا أولهم و سابقهم من هذه الأمة علي بن أبي طالب ع و لكل أمة سابق و أسلم المنافقون كرها و كان علي بن أبي طالب ع أول الأمة إسلاما و أولهم من رسول الله للمشركين قتالا و قاتل من بعده المنافقين و من أسلم كرها

30-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن نعمان عن ابن مسكان عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن أمتي عرضت علي عند الميثاق و كان أول من آمن بي و صدقني علي ع و كان أول من آمن بي و صدقني حين بعثت فهو الصديق الأكبر

31-  شا، ]الإرشاد[ أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي عن محمد بن أبي الثلج عن أحمد بن القاسم عن سهل بن صالح عن عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله و أني محمد رسول الله إلا مني و من علي

 عم، ]إعلام الورى[ عن أنس مثله

32-  شا، ]الإرشاد[ بالإسناد عن أحمد بن القاسم عن إسحاق عن نوح بن قيس عن سليمان بن علي الهاشمي قال سمعت معاذة العدوية تقول سمعت علي بن أبي طالب ع يقول على منبر البصرة أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر و أسلمت قبل أن يسلم

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ معارف القتيبي و فضائل السمعاني و معرفة النسوي عن معاذة مثله

  -33  شف، ]كشف اليقين[ أحمد بن مردويه من كتابه عن أحمد بن محمد بن عاصم عن عمران بن عبد الرحيم عن عبد السلام بن صالح عن علي بن هاشم بن البريد عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال سمعت النبي يقول لعلي ع أنت أول من آمن بي و صدقني و أنت أول من يصافحني يوم القيامة و أنت الصديق الأكبر و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل و أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظلمة

 شف، ]كشف اليقين[ من كتاب الأربعين تأليف أحمد بن إسماعيل القزويني عن داهر عن البيهقي عن محمد بن علي الأسفراييني عن أحمد بن محمد بن إسماعيل عن مذكور بن سليمان عن عبد السلام بن صالح مثله

 شف، ]كشف اليقين[ من كتاب الأربعين تأليف محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري عن عبد الرزاق بن محمد بن مروك عن أبي رشيق العدل عن محمد بن زريق عن أبي حسين سفيان بن بشر عن علي بن هاشم مثله

34-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب المناقب لمحمد بن يوسف الفراء عن محمد بن علي المقري عن الحسين بن الحسن عن علي بن هاشم مثله و فيه و المال يعسوب الكفار

 شف، ]كشف اليقين[ من كتاب عتيق في المناقب عن الحكم بن سليمان عن علي بن هاشم مثله و فيه المال يعسوب الكافرين

 شف، ]كشف اليقين[ من الكتاب العتيق قال أخبرني يحيى بن صالح الجريري عن الحسين الأشقر عن علي بن هاشم مثله

 بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن عبد الوهاب الرازي عن محمد بن أحمد النيسابوري عن عبد الرزاق بن أحمد عن محمد بن جعفر بن الفضل عن أبي رشيق العدل عن محمد بن زريق مثله

 35-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ استفاضت الرواية أن أول من أسلم علي ثم خديجة ثم جعفر ثم زيد ثم أبو ذر ثم عمرو بن عنبسة السلمي ثم خالد بن سعيد بن العاص ثم سمية أم عمار ثم عبيدة بن الحارث ثم حمزة ثم خباب بن الأرت ثم سلمان ثم المقداد ثم عمار ثم عبد الله بن مسعود في جماعة ثم أبو بكر و عثمان و طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف و سعيد بن زيد و صهيب و بلال تاريخ الطبري إن عمر أسلم بعد خمسة و أربعين رجلا و إحدى و عشرين امرأة أنساب الصحابة عن الطبري التاريخي و المعارف عن القتيبي إن أول من أسلم خديجة ثم علي ثم زيد ثم أبو بكر يعقوب النسوي في التاريخ قال الحسن بن زيد كان أبو بكر الرابع في الإسلام و قال القرظي أسلم علي قبل أبي بكر و اعترف الجاحظ في العثمانية بعد ما كر و فر أن زيدا و خبابا أسلما قبل أبي بكر و لم يقل أحد أنهما أسلما قبل علي ع و قد شهد أبو بكر لعلي ع بالسبق إلى الإسلام روى أبو ذرعة الدمشقي و أبو إسحاق الثعلبي في كتابيهما أنه قال أبو بكر يا أسفى على ساعة تقدمني فيها علي بن أبي طالب ع فلو سبقته لكان لي سابقة الإسلام

 تاريخ الطبري قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال قلت لأبي أ كان أبو بكر أولكم إسلاما فقال لا و لقد أسلم قبله أكثر من خمسين رجلا و لكن كان أفضلنا إسلاما و قال عثمان لأمير المؤمنين ع إنك إن تربصت بي فقد تربصت بمن هو خير مني و منك قال و من هو خير مني قال أبو بكر و عمر فقال كذبت أنا خير منك و منهما عبدت الله قبلكم و عبدته بعدكم فأما شعر حسان بأن أبا بكر أول من أسلم فهو شاعر و عناده لعلي ظاهر و أما رواية أبي هريرة فهو من الخاذلين و قد ضربه عمر بالدرة لكثرة روايته و قال إنه كذوب و أما رواية إبراهيم النخعي فإنه ناصبي جدا تخلف عن الحسين ع و خرج مع ابن الأشعث في جيش عبيد الله بن زياد إلى خراسان و كان يقول لا خير إلا في النبيذ الصلب و أما الروايات في أن عليا أول الناس إسلاما فقد صنف فيه كتب منها ما رواه السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فقال سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب

 مالك بن أنس عن أبي صالح عن ابن عباس أنها نزلت في أمير المؤمنين ع سبق و الله كل أهل الإيمان إلى الإيمان ثم قال و السابقون كذلك يسبق العباد يوم القيامة إلى الجنة

 كتاب أبي بكر الشيرازي مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن ابن عباس قال وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ نزلت في أمير المؤمنين ع سبق الناس كلهم بالإيمان و صلى إلى القبلتين و بايع البيعتين بيعة بدر و بيعة الرضوان و هاجر الهجرتين مع جعفر من مكة إلى الحبشة و من الحبشة إلى المدينة

 و روي عن جماعة من المفسرين أنها نزلت في علي ع و قد ذكر في خمسة عشر كتابا فيما نزل في أمير المؤمنين بل في أكثر التفاسير أنه ما أنزل الله تعالى في القرآن آية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي أميرها لأنه أول الناس إسلاما

 النطنزي في الخصائص العلوية بالإسناد عن إبراهيم بن إسماعيل عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن جده عن ابن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله ص يا علي أنت أول المسلمين إسلاما و أول المؤمنين إيمانا

 أبو يوسف النسوي في المعرفة و التاريخ روى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال رسول الله ص علي أول من آمن بي و صدقني

 أبو نعيم في حلية الأولياء و النطنزي في الخصائص بالإسناد عن الخدري أن النبي ص قال لعلي ع و ضرب يده بين كتفيه يا علي سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة أنت أول المؤمنين بالله إيمانا و أوفاهم بعهد الله و أقومهم بأمر الله و أرأفهم بالرعية و أقسمهم بالسوية و أعلمهم بالقضية و أعظمهم مزية يوم القيامة

 أربعين الخطيب بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس و فضائل أحمد و كشف الثعلبي بإسنادهم إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قالا قال النبي ص إن سباق الأمة ثلاثة لم يكفروا طرفة عين علي بن أبي طالب و صاحب ياسين و مؤمن آل فرعون فهم الصديقون و علي أفضلهم

 فردوس الديلمي قال أبو بكر قال رسول الله ص ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ هما من هذه الأمة

 محمد بن فرات عن الصادق ع في هذه الآية ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ابن آدم المقتول و مؤمن آل فرعون وَ قَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ علي بن أبي طالب

 شرف النبي عن الخركوشي أنه أخذ النبي ص بيد علي ع فقال ألا إن هذا أول من يصافحني يوم القيامة و هذا الصديق الأكبر و هذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق و الباطل و هذا يعسوب المسلمين و المال يعسوب الظالمين

 جامع الترمذي و إبانة العكبري و تاريخي الخطيب و الطبري أنه قال زيد بن أرقم و عليم الكندي أول من أسلم علي بن أبي طالب

 محمد بن سعد في كتاب الطبقات و أحمد في المسند قال ابن عباس أول من أسلم بعد خديجة علي

 تاريخ الطبري و أربعين الخوارزمي قال محمد بن إسحاق أول ذكر آمن برسول الله ص و صلى معه و صدقه بما جاء من عند الله علي مروان و عبد الرحمن التميمي قالا مكث الإسلام سبع سنين ليس فيه إلا ثلاثة رسول الله و خديجة و علي

 فضائل الصحابة عن العكبري و أحمد بن حنبل قال عباد بن عبد الله قال علي أسلمت قبل الناس بسبع سنين

 كتاب ابن مردويه الأصفهاني و المظفر السمعاني و أمالي سهل بن عبد الله المروزي عن أبي ذر و أنس و اللفظ لأبي ذر أنه قال النبي ص إن الملائكة صلت علي و على علي سبع سنين قبل أن يسلم بشر

 تاريخ بغداد و الرسالة القوامية و مسند الموصلي و خصائص النطنزي أنه قال حبة العرني قال علي ع بعث النبي ص يوم الإثنين و أسلمت يوم الثلاثاء

 تاريخ الطبري و تفسير الثعلبي أنه قال محمد بن المنكدر و ربيعة بن أبي عبد الرحمن و أبو حازم المدني و محمد بن السائب الكلبي و قتادة و مجاهد و ابن عباس و جابر بن عبد الله و زيد بن أرقم و عمرو بن مرة و شعبة بن الحجاج علي أول من أسلم و قد روى وجوه الصحابة و خيار التابعين و أكثر المحدثين ذلك منهم سلمان و أبو ذر و المقداد و عمار و زيد بن صوحان و حذيفة و أبو الهيثم و خزيمة و أبو أيوب و الخدري و أبي و أبو رافع و أم سلمة و سعد بن أبي وقاص و أبو موسى الأشعري و أنس بن مالك و أبو الطفيل و جبير بن مطعم و عمرو بن الحمق و حبة العرني و جابر الحضرمي و الحارث الأعور و عباية الأسدي و مالك بن الحويرث و قثم بن العباس و سعيد بن القيس و مالك الأشتر و هاشم بن عتبة و محمد بن كعب و ابن مجاز و الشعبي و الحسن البصري و أبو البختري و الواقدي و عبد الرزاق و معمر و السدي و الكتب برواياتهم مشحونة

  و قال أمير المؤمنين ع

صدقته و جميع الناس في بهم من الضلالة و الإشراك و النكد

و لقد كان إسلامه عن فطرة و إسلامهم عن كفر و ما يكون عن الكفر لا يصلح للنبوة و ما يكون من الفطرة يصلح لها و لهذا قوله ص إلا أنه لا نبي بعدي و لو كان لكنته و لذلك قال بعضهم و قد سئل متى أسلم علي ع قال و متى كفر ألا إنه جدد الإسلام

 تفسير قتادة و كتاب الشيرازي روى ابن جبير عن ابن عباس قال و الله ما من عبد آمن بالله إلا و قد عبد الصنم فقال و هو الغفور لمن تاب من عبادة الأصنام إلا علي بن أبي طالب ع فإنه آمن بالله من غير أن يكون عبد صنما فذلك قوله وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ يعني المحب لعلي بن أبي طالب ع إذ آمن به من غير شرك

 سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس في قوله الَّذِينَ آمَنُوا يا محمد الذين صدقوا بالتوحيد قال هو أمير المؤمنين وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أي و لم يخلطوا نظيرها لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ يعني الشرك لقوله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ قال ابن عباس و الله ما من أحد إلا أسلم بعد شرك ما خلا أمير المؤمنين أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ يعني عليا

 الكافي أبو بصير عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع أنهما قالا إن الناس لما كذبوا برسول الله ص هم الله تبارك و تعالى بهلاك أهل الأرض إلا عليا فما سواه بقوله فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ثم بدا له فرحم المؤمنين ثم قال لنبيه ص وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ

  و قد روى المخالف و المؤالف عن طرق مختلفة منها عن أبي صبرة و مصقلة بن عبد الله عن عمر بن الخطاب عن النبي ص قال لو وزن إيمان علي بإيمان أمتي و في رواية و إيمان أمتي لرجح إيمان علي على إيمان أمتي إلى يوم القيامة

 و سمع أبو رجاء العطاردي قوما يسبون عليا فقال مهلا ويلكم أ تسبون أخا رسول الله ص و ابن عمه و أول من صدقه و آمن به و الله لمقام علي مع رسول الله ص ساعة من نهار خير من أعماركم بأجمعها العبدي

أشهد بالله لقد قال لنا محمد و القول منه ما خفى‏لو أن إيمان جميع الخلق ممن سكن الأرض و من حل السمايجعل في كفة ميزان لكي يوفي بإيمان علي ما وفى

و إنه مقطوع على باطنه لأنه ولي الله بما ثبت في آية التطهير و آية المباهلة و غيرهما و إسلامهم على الظاهر

 الشيرازي في كتاب النزول عن مالك بن أنس عن حميد عن أنس بن مالك في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا نزلت في علي ع صدق و هو أول الناس برسول الله ص الخبر

 الواحدي في أسباب نزول القرآن في قوله أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ نزلت في حمزة و علي فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ أبو لهب و أولاده

 الباقر ع في قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ علي بن أبي طالب

 و عنه ع في قوله الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ نزلت في علي و عثمان بن مظعون و عمار و أصحاب لهم وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ نزلت في علي و هو أول مؤمن و أول مصل

 رواه الفلكي في إبانة ما في التنزيل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس و عنه ع في قوله إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَ الْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ نزلت في علي لأنه أول من سمع و الميت الوليد بن عقبة

 و عنه ع في قوله إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ إن المعنى بالآية أمير المؤمنين ع

 الشيرازي في نزول القرآن عن عطاء عن ابن عباس و الواحدي في الأسباب و النزول و في الوسيط أيضا عن ابن أبي ليلى عن حكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس و الخطيب في تاريخه عن نوح بن خلف و ابن بطة في الإبانة و أحمد في الفضائل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس و النطنزي في الخصائص عن أنس و القشيري في تفسيره و الزجاج في معانيه و الثعلبي في تفسيره و أبو نعيم فيما نزل من القرآن في علي ع عن الكلبي عن أبي صالح و عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن أبي العالية عن عكرمة و عن أبي عبيدة عن يونس عن أبي عمرو عن مجاهد كلهم عن ابن عباس و قد روى صاحب الأغاني و صاحب تاج التراجم عن ابن جبير و ابن عباس و قتادة و روي عن الباقر ع و اللفظ له أنه قال الوليد بن عقبة لعلي ع أنا أحد منك سنانا و أبسط لسانا و أملأ حشوا للكتيبة فقال أمير المؤمنين ع ليس كما قلت يا فاسق و في روايات كثيرة اسكت فإنما أنت فاسق فنزلت الآيات أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً علي بن أبي طالب كَمَنْ كانَ فاسِقاً الوليد لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ الآية أنزلت في علي وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا أنزلت في الوليد فأنشأ حسان

أنزل الله و الكتاب عزيز في علي و في الوليد قرآنافتبوأ الوليد من ذاك فسقا و علي مبوأ إيماناليس من كان مؤمنا عرف الله كمن كان فاسقا خواناسوف يجزى الوليد خزيا و نارا و علي لا شك يجزى جنانا

 و إنه ع بقي بعد النبي ص ثلاثين سنة في خيراته من الأوقات و الصدقات و الصيام و الصلاة و التضرع و الدعوات و جهاد البغاة و بث الخطب و المواعظ و بين السير و الأحكام و فرق العلوم في العالم و كل ذلك من مزايا إيمانه تفسير يوسف بن موسى القطان و وكيع بن الجراح و عطاء الخراساني أنه قال ابن عباس إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا صدقوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا يعني لم يشكوا في إيمانهم نزلت في علي و جعفر و حمزة وَ جاهَدُوا الأعداء فِي سَبِيلِ اللَّهِ في طاعته بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ في إيمانهم فشهد الله لهم بالصدق و الوفاء

 قال الضحاك قال ابن عباس في قوله الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذهب علي بن أبي طالب ع بشرفها

 و روي عن النبي ص أن رجلين كانا متواخيين فمات أحدهما قبل صاحبه فصلى عليه النبي ص ثم مات الآخر فمثل الناس بينهما فقال ع فأين صلاة هذا من صلاته و صيامه بعد صيامه لما بينهما كما بين السماء و الأرض

 قال ابن البيع في معرفة أصول الحديث لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب ع أول الناس إسلاما و إنما اختلفوا في بلوغه فأقول هذا طعن منهم على رسول الله ص إذ كان قد دعاه إلى الإسلام و قبل منه و هو بزعمهم غير مقبول منه و لا واجب عليه بل إيمانه في صغره من فضائله و كان بمنزلة عيسى ع و هو ابن ساعة يقول في المهد إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ و بمنزلة يحيى وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا و الحكم درجة بعد الإسلام و قد رويتم في حكم سليمان و هو صبي و في دانيال و صاحب جريح و شاهد يوسف و صبي الأخدود و صبي العجوز و صبي مشاطة بنت فرعون و أخذتم الحديث عن عبد الله بن عمر و أمثاله من الصحابة و أن النبي ص قال لوفد ليؤمكم أقرؤكم فقدموا عمرو بن سلمة و هو ابن ثمان سنين قال و كانت علي بردة إذا سجدت انكشفت فقالت امرأة من القوم واروا سوءة إمامكم و كان أمير المؤمنين ع ابن تسع في قول الكلبي و قال الشافعي حكمنا بإسلامه لأن أقل البلوغ تسع سنين و قال مجاهد و محمد بن إسحاق و زيد بن أسلم و جابر الأنصاري كان ابن عشر بيانه أنه عاش بقول العامة ثلاثا و ستين سنة فعاش مع النبي ص ثلاثا و عشرين سنة و بقي بعده تسعا و عشرين سنة و ستة أشهر و قال بعضهم ابن إحدى عشرة سنة و قال أبو طالب الهاروني ابن اثنتي عشرة سنة و قالوا ابن ثلاث عشرة سنة و قال أبو طيب الطبري وجدت في فضائل الصحابة عن أحمد بن حنبل أن قتادة روى أن عليا أسلم و له خمس عشرة سنة و رواه النسوي في التاريخ و قد روى نحوه عن الحسن البصري قال قتادة أما بيته غلاما ما بلغت أوان حلمي إنما قال قد بلغت

36-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سئل أمير المؤمنين ص أخبرنا بأفضل مناقبك قال نعم كنت أنا و عباس و عثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام قال عثمان بن أبي شيبة أعطاني رسول الله الخزانة يعني مفاتيح الكعبة و قال العباس أعطاني رسول الله ص السقاية و هي زمزم و لم يؤتك شيئا يا علي قال فأنزل الله أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ

37-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ قال نزلت في علي و حمزة و جعفر و العباس و شيبة إنهم فخروا في السقاية و أنزل الله أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ إلى قوله وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ الآية فكان علي و حمزة و جعفر و العباس ع الذين آمنوا بالله و اليوم الآخر و جاهدوا في سبيل الله لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ

38-  ضه، ]روضة الواعظين[ قال عيسى بن سواد بن الجعد حدثني محمد بن المنكدر و ربيعة بن أبي عبد الرحمن و أبو حازم و الكلبي قالوا علي أول من أسلم قال الكلبي و هو ابن تسع سنين و قال محمد بن إسحاق كان أول ذكر آمن برسول الله معه و صدقه بما جاء من عند الله علي بن أبي طالب ع و هو يومئذ ابن عشر سنين و كذلك قال مجاهد و قال جابر بعث النبي ص يوم الإثنين و صلى علي ع يوم الثلاثاء و قيل أسلم علي و هو ابن أربع عشرة سنة و قيل ابن إحدى عشرة سنة و قيل اثنتي عشرة و هاجر إلى المدينة و هو ابن أربع و عشرين سنة قال محمد بن إسحاق و كان مما أنعم الله تعالى به على علي بن أبي طالب ع أنه كان في حجر رسول الله ص قبل الإسلام فحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبير قال كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب و ما صنع الله له و أراده به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة و كان أبو طالب ذا عيال كثير فقال رسول الله ص للعباس عمه و كان من أسن بني هاشم يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال و قد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا فلنخفف عنه من عياله آخذ من بنيه رجلا و تأخذ أنت رجلا فنكفيهما عنه قال العباس نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه فقال لهما أبو طالب إن تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله ص عليا و ضمه إليه و أخذ عباس جعفرا فضمه إليه فلم يزل علي بن أبي طالب ع مع رسول الله ص حتى بعثه نبيا و اتبعه علي فآمن به و صدقه و لم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم و استغنى عنه

 كشف، ]كشف الغمة[ أبو المؤيد بإسناده عن محمد بن إسحاق مثله ثم قال و القصة مشهورة

39-  ضه، ]روضة الواعظين[ عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي سيف المدائني قال كتب معاوية إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يا أبا الحسن إن لي فضائل كثيرة كان أبي سيدا في الجاهلية و صرت ملكا في الإسلام و أنا صهر رسول الله و خال المؤمنين و كاتب الوحي فلما قرأ أمير المؤمنين ع كتابه قال أ بالفضائل يفخر علي ابن آكلة الأكباد يا غلام اكتب و أملى عليه علي ع

محمد النبي أخي و صهري و حمزة سيد الشهداء عمي‏و جعفر الذي يضحي و يمسي يطير مع الملائكة ابن أمي‏و بنت محمد سكني و عرسي مشوب لحمها بدمي و لحمي‏و سبطا أحمد ولداي منها فمن منكم له سهم كسهمي‏سبقتكم إلى الإسلام طرا غلاما ما بلغت أوان حلمي‏و أوجب لي ولايته عليكم رسول الله يوم غدير خم

 فلما قرأه معاوية قال مزقه يا غلام لا يقرأه أهل الشام فيميلون نحو ابن أبي طالب

 أقول روى صاحب الديوان تلك الأبيات و زاد بعدها

و أوصاني النبي على اختيار لأمته رضى منكم بحكمي‏ألا من شاء فليؤمن بهذا و إلا فليمت كمدا بغم‏أنا البطل الذي لم ينكروه ليوم كريهة و ليوم سلم

40-  كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب ابن المغازلي عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ قال سبق يوشع بن نون إلى موسى و سبق صاحب آل ياسين إلى عيسى و سبق علي بن أبي طالب ع إلى محمد بن عبد الله ص و هو أفضلهم

 و من مسند أحمد بن حنبل عن عمر بن عبادة عن عبد الله قال سمعت علي بن أبي طالب ع يقول أنا عبد الله و أخو رسوله و أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر و لقد صليت قبل الناس بسبع سنين

 و قال أبو المؤيد بهذا الإسناد عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت النبي ص يقول أول الناس ورودا علي الحوض يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب

 و عن ابن عباس قال قال رسول الله ص صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين قيل و لم ذلك يا رسول الله قال لم يكن معي من الرجال غيره

 و في رواية من مناقب الخوارزمي أيضا قال صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم يرتفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء إلا مني و من علي

 و قد أورده الطبري صاحب الخصائص و قال إلا منه و مني و نقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد عن ليلى الغفارية قالت كنت امرأة أخرج مع رسول الله ص أداوي الجرحى فلما كان يوم الجمل أقبلت مع علي ع فلما فرغ دخلت على زينب عشية فقلت حدثيني هل سمعت من رسول الله ص في هذا الرجل شيئا قالت نعم دخلت على رسول الله ص و هو و عائشة على فراش و عليهما قطيفة فأتى علي فأقعى كجلسة الأعرابي فقال رسول الله ص إن هذا أول الناس إيمانا و أول الناس لقاء لي يوم القيامة و آخر الناس لي عهدا عند الموت

 و عنه عن ابن عباس قال نظر علي ع في وجوه الناس فقال إني لأخو رسول الله و وزيره و لقد علمتم أني أولكم إيمانا بالله عز و جل و رسوله ثم دخلتم بعدي في الإسلام رسلا رسلا و إني لابن عم رسول الله ص و أخوه و شريكه في نسبه و أبو ولده و زوج سيدة ولده و سيدة نساء العالمين و لقد عرفتم أنا ما خرجنا مع رسول الله ص مخرجا قط إلا رجعنا و أنا أحبكم إليه و أوثقكم في نفسه و أشدكم نكاية للعدو و أثرا في العدو و لقد رأيتم بعثته إياي ببراءة و وقفته لي يوم غدير خم و قيامه إياي معه و رفعه بيدي و لقد آخى بين المسلمين فما اختار لنفسه أحدا غيري و لقد قال لي أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة و لقد أخرج الناس من المسجد و تركني و لقد قال أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي

 و منه عن ابن عباس رضي الله عنه قال لعلي ع أربع خصال ليس لأحد من الناس غيره و هو أول عربي و عجمي صلى مع رسول الله ص و هو الذي كان لواؤه معه في كل زحف و هو الذي صبر معه يوم المهراس و هو الذي غسله و أدخله قبره ص

  و نقلت من مسند أحمد بن حنبل عن علي ع أنه قال اللهم إني لا أعرف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا

 و منه عن حبة العرني قال سمعت عليا ع يقول أنا أول من صلى مع رسول الله ص

 و من مسند أحمد عن عمرو بن ميمون قال إني لجالس إلى ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط قالوا يا ابن عباس إما أن تقوم معنا و إما أن تخلونا يا هؤلاء فقال ابن عباس بل أقوم معكم قال و هو يومئذ صحيح لم يعم قال فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا فجاء ينفض ثوبه و هو يقول أف و تف وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي ص لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله و رسوله قال فاستشرف لها من استشرف قال أين علي قالوا هو في الرحل يطحن قال و ما كان أحدكم يطحن قال فجاء و هو أرمد لا يكاد أن يبصر قال فنفث في عينه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي قال ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه قال لا يذهب بها إلا رجل هو مني و أنا منه قال و قال لبني عمه أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة قال و علي جالس معهم فأبوا فقال علي ع أنا أواليك في الدنيا و الآخرة قال فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة فأبوا قال فقال علي ع أنا أواليك في الدنيا و الآخرة فقال أنت وليي في الدنيا و الآخرة قال و كان أول من أسلم من الناس بعد خديجة قال و أخذ رسول الله ص ثوبه فوضعه على علي و فاطمة و حسن و حسين ص فقال إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قال و شرى علي نفسه لبس ثوب النبي ص ثم نام مكانه قال و كان المشركون يرمون رسول الله فجاء أبو بكر و علي نائم و أبو بكر يحسب أنه نبي الله قال فقال له علي إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال و جعل علي يرمي بالحجارة كما كان يرمي رسول الله ص و هو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم كان صاحبك نرميه لا يتضور و أنت تتضور و قد استنكرنا ذلك قال و خرج الناس في غزاة تبوك قال فقال له علي ع أخرج معك فقال له نبي الله لا فبكى علي ع فقال له أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي قال و قال له رسول الله ص أنت وليي في كل مؤمن من بعدي قال و سد أبواب المسجد غير باب علي ع قال فيدخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره قال و قال ص من كنت مولاه فإن مولاه علي قال و أخبرنا الله عز و جل أنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد

 و من المسند عن ابن عباس قال أول من صلى مع النبي ص بعد خديجة علي ع و قال مرة أسلم

 قال أبو المؤيد و عن ابن عباس قال قال رسول الله ص السبق ثلاثة فالسابق إلى موسى يوشع بن نون و السابق إلى عيسى صاحب يس و السابق إلى محمد علي بن أبي طالب ع

 و من المناقب عن عبد الله بن مسعود قال إن أول شي‏ء علمته من أمر رسول الله ص قدمت مكة في عمومة لي فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه و هو جالس إلى من ثم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذا أقبل رجل من باب الصفا تعلوه حمرة و له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه أقنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية دقيق المسربة شثن الكفين حسن الوجه معه مراهق أو محتلم تقفوه امرأة قد سترت محاسنها حتى قصدوا نحو الحجر فاستلمه ثم استلمه الغلام ثم استلمته المرأة ثم طاف بالبيت سبعا و الغلام و المرأة يطوفان معه فقلنا يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أ و شي‏ء حدث قال هذا ابن أخي محمد بن عبد الله و الغلام علي بن أبي طالب و المرأة امرأته خديجة بنت خويلد ما على وجه الأرض أحد يعبد الله تعالى بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة

 و مثله عن عفيف الكندي قال كنت امرأ تاجرا فقدمت الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة و كان امرأ تاجرا فو الله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خبإ قريب منه فنظر إلى الشمس فلما رآها قد مالت قام يصلي قال ثم خرجت امرأة من الخبإ الذي خرج ذلك الرجل منه فقامت خلفه فصلت ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخبإ فقام معه فصلى قال فقلت للعباس من هذا يا عباس قال هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي قال فقلت من هذه المرأة قال امرأته خديجة بنت خويلد قال فقلت من هذا الفتى قال علي بن أبي طالب ابن عمه ع قال فقلت له ما هذا الذي يصنع قال يصلي و هو يزعم أنه نبي و لم يتبعه على أمره إلا امرأته و ابن عمه هذا الفتى و هو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى و قيصر و كان عفيف و هو ابن عم الأشعث بن قيس يقول بعد ذلك و قد أسلم و حسن إسلامه لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثانيا مع علي ع

 و قد رواه بطوله أحمد بن حنبل في مسنده نقلته من الذي اختاره و جمعه عز الدين المحدث و تمامه من الخصائص بعد قوله ثم استقبل الركن و رفع يديه فكبر و قام الغلام و رفع يديه و كبر و رفعت المرأة يديها و كبرت و ركع و ركعا و سجد و سجدا و قنت و قنتا فرأينا شيئا لم نعرفه أ و شي‏ء حدث بمكة فأنكرنا ذلك و أقبلنا على العباس فقلنا يا أبا الفضل الحديث بتمامه شا، ]الإرشاد[ المظفر بن محمد البلخي عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن أحمد بن القاسم عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن سعيد بن خيثم عن أسد بن عبيدة عن يحيى بن عفيف عن أبيه مثله ضه، ]روضة الواعظين[ روى محمد بن إسحاق بإسناده عن عفيف مثله

  -41  كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن زيد بن أرقم قال أول من صلى مع النبي ص علي بن أبي طالب ع

 و منه عن أبي رافع قال صلى النبي ص أول يوم الإثنين و صلت خديجة آخر يوم الإثنين و صلى علي يوم الثلاثاء من الغد و صلى مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي سبع سنين و أشهرا

 قال الخوارزمي هذا الحديث إن صح فتأويله صلى مع النبي ص قبل جماعة تأخر إسلامهم لا أنه صلى سبع سنين قبل عبد الرحمن بن عوف و عثمان و سعد بن أبي وقاص و طلحة و الزبير فإن المدة بين إسلام هؤلاء و إسلام علي ع لا تمتد إلى هذه الغاية عند أصحاب السير و التواريخ كلهم

 و بهذا الإسناد عن عروة قال أسلم علي ع و هو ابن ثمان سنين

 و لبعض أهل الكوفة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في أيام صفين

أنت الإمام الذي نرجو بطاعته يوم النشور من الرحمن غفراناأوضحت من ديننا ما كان مشتبها جزاك ربك عنا فيه إحسانانفسي فداء لخير الناس كلهم بعد النبي علي الخير مولاناأخي النبي و مولى المؤمنين معا و أول الناس تصديقا و إيمانا

 و نقلت من أحاديث نقلها صديقنا عز الدين عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر المحدث الحنبلي الرسغني الأصل الموصلي المنشأ و كان رجلا فاضلا أديبا حسن المعاشرة حلو الحديث فصيح العبارة اجتمعت به في الموصل و تجارينا في أحاديث فقلت له يا عز الدين أريد أن أسألك عن شي‏ء و تنصفني فقال نعم فقلت هل يجوز أن تلزمونا معشر الشيعة بما في صحاحكم و من رجالها عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان و عمران بن الحطان و كان من الخوارج فقال لا و الله و كان منصفا رحمه الله و قتل في سنة أخذ الموصل و هي سنة ستين و ستمائة عن عمر أن رسول الله ص قال لعلي ع إنك أول المؤمنين معي إيمانا و أعلمهم بآيات الله و أوفاهم بعهد الله و أرأفهم بالرعية و أقسمهم بالسوية و أعظمهم عند الله مزية

 و مما أخرجه المذكور من مسند أحمد بن حنبل من حديث معقل بن يسار أن النبي ص قال لفاطمة ع أ لا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما

 و من تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ قال الثعلبي قد اتفقت العلماء أن أول من آمن بعد خديجة من الذكور برسول الله ص علي بن أبي طالب ع و هو قول ابن عباس و جابر بن عبد الله الأنصاري و زيد بن أرقم و محمد بن المنكدر و ربيعة الرأي و أبي الجارود و المزني و قال الكلبي أسلم أمير المؤمنين علي ع إلى رسول الله و هو ابن تسع سنين و من الخصائص للنطنزي عن علي ع قال قال رسول الله ص نزلت علي النبوة يوم الإثنين و صلى علي معي يوم الثلاثاء

 و من الخصائص في قوله وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ قال إنما نزلت في النبي و علي خاصة لأنهما أول من صلى و ركع

 و من كتاب الخصائص عن العباس بن عبد المطلب قال سمعت عمر بن الخطاب و هو يقول كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فإني سمعت رسول الله ص يقول في علي ثلاث خصال وددت أن يكون لي واحدة منهن فواحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس كنت أنا و أبو بكر و أبو عبيدة بن الجراح و نفر من أصحاب رسول الله ص إذ ضرب النبي ص على كتف علي بن أبي طالب فقال يا علي أنت أول المسلمين إسلاما و أنت أول المؤمنين إيمانا و أنت مني بمنزلة هارون من موسى كذب يا علي من زعم أنه يحبني و يبغضك

  و من تفسير ابن الجحام في قوله تعالى وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الآية قال قال علي ع يا رسول الله هل نقدر أن نزورك في الجنة كلما أردنا قال يا علي إن لكل نبي رفيقا أول من أسلم من أمته فنزلت هذه الآية فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً فدعا رسول الله ص عليا فقال له إن الله قد أنزل بيان ما سألت فجعلك رفيقي لأنك أول من أسلم و أنت الصديق الأكبر

 و من كتاب المسترشد عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله ص خير هذه الأمة بعدي أولها إسلاما علي بن أبي طالب ع

42-  كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن منصور بن ربعي بن خراش قال قال علي اجتمعت قريش إلى النبي ص و فيهم سهيل بن عمرو فقالوا يا محمد أرقاؤنا نزلوا بك فارددهم علينا فغضب النبي ص حتى رئي الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان يضرب رقابكم على الدين قيل يا رسول الله أبو بكر قال لا فقيل عمر قال لا لكنه خاصف النعل الذي في الحجرة قال فاستقطع الناس ذلك من علي ع فقال أما إني سمعت رسول الله ص يقول لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي متعمدا يلج النار

 و منه قال علي ع قال لي رسول الله ص يوم فتحت خيبر لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر على ملإ من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك و فضل طهورك يستشفون به و لكن حسبك أن تكون مني و أنا منك ترثني و أرثك و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و أنت تؤدي ديني و تقاتل على سنتي و أنت في الآخرة أقرب الناس مني و إنك غدا على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين و أنت أول من يرد علي الحوض و أنت أول داخل الجنة من أمتي و إن شيعتك على منابر من نور رواء مرويون مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني و إن عدوك غدا ظماء مظمئون مسودة وجوههم مفحمون حربك حربي و سلمك سلمي و سرك سري و علانيتك علانيتي و سريرة صدرك كسريرة صدري و أنت باب علمي و إن ولدك ولدي و لحمك لحمي و دمك دمي و إن الحق معك و الحق على لسانك و في قلبك و بين عينيك و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي و إن الله عز و جل أمرني أن أبشرك أنك و عترتك في الجنة و أن عدوك في النار لا يرد علي الحوض مبغض لك و لا يغيب عنه محب لك قال قال علي ع فخررت لله سبحانه و تعالى ساجدا و حمدته على ما أنعم به علي من الإسلام و القرآن و حببني إلى خاتم النبيين و سيد المرسلين و منه قال بلغ عمر بن عبد العزيز أن قوما تنقصوا علي بن أبي طالب فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي ص و ذكر عليا و فضله و سابقته ثم قال حدثني عراك بن مالك الغفاري عن أم سلمة قالت بينا رسول الله ص عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه فتبسم رسول الله ص ضاحكا فلما سري عنه قلت بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما أضحكك فقال أخبرني جبرئيل أنه مر بعلي ع و هو يرعى ذودا له و هو نائم قد أبدي بعض جسده قال فرددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي

 و منه عن فخر خوارزم أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري عن رجاله قال جاء رجلان إلى عمر فقالا له ما ترى في طلاق الأمة فقام إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال ما ترى في طلاق الأمة فقال اثنتان فالتفت إليهما فقال اثنتان فقال له أحدهما جئناك و أنت أمير المؤمنين فسألناك عن طلاق الأمة فجئت إلى رجل فسألته فو الله ما كلمك فقال عمر ويلك أ تدري من هذا هذا علي بن أبي طالب سمعت رسول الله ص يقول لو أن السماوات و الأرض وضعت في كفة و وضع إيمان علي لرجح إيمان علي

 و من المناقب عن عمر بن الخطاب قال أشهد على رسول الله ص لسمعته و هو يقول لو أن السماوات السبع و الأرضين السبع في كفة ميزان و وضع إيمان علي في كفة ميزان لرجح إيمان علي

 و منها قال رأى أبو طالب النبي ص يتفل في في علي فقال ما هذا يا محمد قال إيمان و حكمة فقال أبو طالب لعلي يا بني انصر ابن عمك و آزره

 بيان الذود من الإبل ما بين الثنتين إلى التسع و قيل ما بين الثلاث إلى العشر

43-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن عبد الله بن زيدان عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي و علي بن محمد بن مخلد عن الحسن بن علي بن عفان قالا حدثنا يحيى بن هاشم السمسار عن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله ص عن أبيه عن جده قال إن رسول الله ص جمع بني عبد المطلب في الشعب و هم يومئذ ولد عبد المطلب و أولادهم أربعون رجلا فصنع لهم رجل شاة و ثرد لهم ثردة و صب عليها ذلك المرق و اللحم ثم قدمها إليهم فأكلوا منها حتى تضلعوا ثم سقاهم عسا واحدا من لبن فشربوا كلهم من ذلك العس حتى رووا منه فقال أبو لهب و الله إن هنا لنفرا يأكل أحدهم الجفنة و لا تكاد تشبعه و يشرب الظرف من النبيذ فما يرويه و إن ابن أبي كبشة دعانا فجمعنا على رجل شاة و عس من شراب فشبعنا و روينا منها إن هذا لهو السحر المبين قال ثم دعاهم فقال لهم إن الله عز و جل قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين و رهطي المخلصين و أنتم عشيرتي الأقربون و رهطي المخلصون و إن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له من أهله أخا و وارثا و وزيرا و وصيا فأيكم يقوم يبايعني على أنه أخي و وزيري و وارثي دون أهلي و وصيي و خليفتي في أهلي و يكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي فأسكت القوم فقال و الله ليقومن قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتندمن قال فقام علي ع و هم ينظرون إليه كلهم فبايعه و أجابه إلى ما دعاه إليه فقال له ادن مني فدنا منه فقال له افتح فاك ففتحه فنفث فيه من ريقه و تفل بين كتفيه و بين ثدييه فقال أبو لهب لبئس ما جزيت به ابن عمك أجابك لما دعوته إليه فملأت فاه و وجهه بزاقا فقال رسول الله ص بل ملأته علما و حلما و فقها

44-  أقول روى ابن الأثير في جامع الأصول من سنن أبي داود و صحيح الترمذي عن علي ع قال لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين منهم سهيل بن عمرو و أناس من رؤساء المشركين فقالوا يا رسول الله قد خرج إليك ناس من أبنائنا و إخواننا و أرقائنا و ليس لهم فقه في الدين و إنما خرجوا فرارا من أموالنا و ضياعنا فارددهم إلينا فإن لم يكن فقه في الدين سنفقههم فقال رسول الله ص يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله إليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان قال أبو بكر و عمر من هو يا رسول الله قال هو خاصف النعل و كان قد أعطى عليا ع نعله يخصفها

 و روى من الترمذي عن أنس قال بعث رسول الله ص يوم الإثنين و صلى علي ع يوم الثلاثاء

 و من الترمذي عن ابن عباس قال أول من صلى علي

 و منه عن زيد بن أرقم قال أول من أسلم علي

 أقول أخبار هذا الباب متفرقة منتشرة في سائر أبواب الكتاب لا سيما باب النصوص و باب جوامع المناقب و أبواب الاحتجاجات و أبواب تأويل الآيات

45-  يف، ]الطرائف[ أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلى ابن عباس أنه قال إن عليا أول من أسلم

 و رواه من عدة طرق و روى ابن المغازلي الشافعي في المناقب و الثعلبي في تفسيره و روى أيضا أحمد بن حنبل عن زيد بن أرقم أنه قال أول من صلى مع النبي ص علي بن أبي طالب

 و رواه أيضا الثعلبي و ابن المغازلي و روى أيضا أحمد بن حنبل في مسنده أن عليا صلى مع رسول الله سبع سنين قبل أن يصلي معه أحد

 و روى ابن المغازلي عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله ص صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم يصل معي أحد غيره

 و رواه أيضا ابن المغازلي في المناقب عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ص يقول صلت الملائكة علي و على علي سبعا و ذلك أنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله إلا مني و منه

 و روى الثعلبي في تفسيره أن أول ذكر آمن بالنبي ص و صدقه علي بن أبي طالب ع قال الثعلبي و هو قول ابن عباس و جابر و زيد بن أرقم و محمد بن المنكدر و ربيعة الرأي و أبي حيان و المزني

 و روى الثعلبي في تفسيره أن أبا طالب قال لعلي أي بني ما هذا الدين الذي أنت عليه قال يا أبة آمنت بالله و رسوله و صدقته فيما جاء به و صليت معه لله تعالى فقال له أما إن محمدا لا يدعو إلا إلى خير فالزمه

 و روى ابن المغازلي في قوله وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ عن ابن عباس قال سبق يوشع بن نون إلى موسى و صاحب ياسين إلى عيسى و علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى محمد ص

46-  يف، ]الطرائف[ الثعلبي في تفسير قوله تعالى وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ يرفع الحديث إلى البراء بن عازب قال لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع رسول الله بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة و يشرب العس فأمر رسول الله ص أن يدخل شاة فأدمها ثم قال ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم اشربوا بسم الله فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال هذا ما سحركم به الرجل فسكت النبي ص فلم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام و الشراب ثم أنذرهم رسول الله ص فقال يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عز و جل و البشير بما لم يجئ أحد به جئتكم بالدنيا و الآخرة فأسلموا و أطيعوا تهتدوا و من يؤاخيني و يؤازرني و يكون وليي و وارثي و وصيي بعدي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني فسكت القوم و أعاد ذلك ثلاثا و في الكل يسكت القوم و يقول علي ع أنا فقال أنت فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك

47-  يف، ]الطرائف[ روى أحمد بن حنبل في مسنده يرفع الحديث قال لما نزلت هذه الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع النبي ص من أهل بيته فاجتمعوا ثلاثين فأكلوا و شربوا ثلاثا ثم قال لهم من يضمن علي ديني و مواعيدي و يكون معي في الجنة و يكون خليفتي فقال رجل لم يسمه شريك يا رسول الله كنت تجد من يقوم بهذا ثم قال الآخر يعرض ذلك على أهل بيته فقال علي ع أنا فقال أنت

 و رواه أيضا أحمد بن حنبل من طريق آخر و ابن المغازلي

48-  يف، ]الطرائف[ ابن مردويه بإسناده إلى عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال دخلنا على رسول الله ص فقلنا من أحب أصحابك إليك فإن كان أمر كنا معه و إن كان نائبة كنا من دونه فقال هذا علي أقدمكم سلما و إسلاما

49-  يف، ]الطرائف[ الثعلبي في تفسير قوله تعالى وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ عن عباد بن عبد الله قال سمعت عليا يقول أنا عبد الله و أخو رسول الله و أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر صليت قبل الناس بسبع سنين

 تتميم أقول لا يخفى على من شم رائحة الإنسانية و ترقى عن دركات البهيمية و العصبية أن سبق إسلامه صلوات الله عليه مع ورود تلك الأخبار المتواترة من طرق الخاصة و العامة من أوضح الواضحات و الشاك فيه كالمنكر لأجلى البديهيات و أن من تمسك بأن إيمانه كان في الطفولية و لم يكن معتبرا فقد نسب الجهل إلى سيد المرسلين حيث كلفه ذلك و مدحه به في كل موطن و به أظهر فضله على العالمين و إلى أشرف الوصيين حيث تمدح و افتخر و احتج به في مجامع المسلمين و إلى الصحابة و التابعين حيث لم ينكروا عليه ذلك مع كون أكثرهم من المنافقين و المعاندين ثم اعلم أنا قد تركنا كثيرا من الروايات و ما يمكن ذكره من التأييدات في هذا المطلب حذرا من التكرار و الإسهاب و الإطالة و الإطناب فقد روى ابن بطريق في كتاب العمدة في سبق إسلامه و صلاته من مسند أحمد بن حنبل ثلاثة عشر حديثا و من تفسير الثعلبي أربعة و من مناقب ابن المغازلي سبعة و روى في المستدرك أيضا أخبارا كثيرة في ذلك و رواه صاحب الصراط المستقيم بأسانيد من طرقهم و العلامة في كشف الحق و كشف اليقين و غيرهما بأسانيد من كتبهم و قد تركنا إيرادها مع كثير مما أورده المفيد في الإرشاد و النيسابوري في روضة الواعظين و الطبرسي في إعلام الورى و ابن الصباغ في الفصول المهمة و غيرها من الأصول و الكتب التي عندنا و إنما نورد لتأييد هذا المقصد الأقصى و المطلب الأسنى مع وضوحه و ظهوره كشمس الضحى حسما لشبه المباهتين ما أورد عبد الحميد ابن أبي الحديد من مشاهير المخالفين و الشيخ المفيد من أفاخم علمائنا الإمامية رضوان الله عليهم أجمعين فأما ابن أبي الحديد فقد قال في شرح نهج البلاغة. اختلف في سن علي ع حين أظهر النبي ص الدعوة إذ تكامل له ص أربعون سنة فالأشهر في الروايات أنه كان ابن عشر و كثير من أصحابنا المتكلمين يقولون إنه كان ابن ثلاث عشرة سنة ذكر ذلك شيخنا أبو القاسم البلخي و غيره من شيوخنا و الأولون يقولون إنه قتل و هو ابن ثلاث و ستين و هؤلاء يقولون ابن ست و ستين و الروايات في ذلك مختلفة و من الناس من يزعم أن سنه كان دون العشر و الأكثر الأظهر خلاف ذلك

 و ذكر أحمد بن يحيى البلاذري و علي بن الحسين الأصفهاني أن قريشا أصابتها أزمة و قحط فقال رسول الله ص لعميه حمزة و العباس أ لا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحل فجاءوا إليه و سألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوه أمرهم فقال دعوا لي عقيلا و خذوا من شئتم و كان شديد الحب لعقيل فأخذ العباس طالبا و أخذ حمزة جعفرا و أخذ محمد ص عليا و قال لهم قد اخترت من اختاره الله لي عليكم عليا

قالوا و كان علي في حجر رسول الله ص منذ كان عمره ست سنين و كان ما يسدي إليه من شفقته و إحسانه و بره و حسن تربيته كالمكافأة و المعاوضة لصنيع أبي طالب به حيث مات عبد المطلب و جعله في حجره و هذا يطابق أقواله ع لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة سبع سنين و قوله كنت أسمع الصوت و أبصر الضوء سنين سبعا و رسول الله ص حينئذ صامت ما أذن له في الإنذار و التبليغ و ذلك لأنه إذا كان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة و تسليمه إلى رسول الله من أبيه و هو ابن ست فقد صح أنه كان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين و ابن ست تصح منه العبادة إذا كان ذا تمييز على أن عبادة مثله هي التعظيم و الإجلال و خشوع القلب و استخذاء الجوارح إذا شاهد شيئا من جلال الله سبحانه و آياته الباهرة و مثل هذا موجود في الصبيان. و قال في شرح

 قوله صلوات الله عليه إني ولدت على الفطرة و سبقت إلى الإيمان و الهجرة

فإن قيل كيف قال و سبقت إلى الإيمان و قد قال من الناس إن أبا بكر سبق و قد قال قوم إن زيد بن حارثة سبقه و الجواب أن أكثر أهل الحديث و أكثر المحققين من أهل السيرة رووا أنه ع أول من أسلم و نحن نذكر كلام أبي عمر يوسف بن عبد البر في كتابه المعروف بالاستيعاب قال أبو عمر في ترجمة علي ع. المروي عن سلمان و أبي ذر و المقداد و خباب و جابر و أبي سعيد الخدري و زيد بن أرقم أن عليا ع أول من أسلم و فضله هؤلاء على غيره قال أبو عمر و قال ابن إسحاق أول من آمن بالله و بمحمد رسول الله ص علي بن أبي طالب و هو قول ابن شهاب إلا أنه قال من الرجال بعد خديجة و قال أبو عمر حدثنا أحمد بن محمد قال أخبرنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال أخبرنا علي بن عبد الله الدهقان قال أخبرنا محمد بن صالح عن السماك بن الحرب عن عكرمة عن ابن عباس قال لعلي ع أربع خصال ليست لأحد غيره هو أول عربي و عجمي صلى مع رسول الله ص و هو الذي كان لواه معه في كل زحف و هو الذي صبر معه يوم فر عنه و هو الذي غسله و أدخله قبره قال أبو عمر و روي عن سلمان الفارسي أنه قال أول هذه الأمة ورودا على نبيها الحوض أولها إسلاما علي بن أبي طالب

 و قد روي هذا الحديث مرفوعا عن سلمان إلى النبي ص أنه قال أول هذه الأمة ورودا علي الحوض أولها إسلاما علي بن أبي طالب

 قال أبو عمر و رفعه أولى لأن مثله لا يدرك بالرأي قال أبو عمر فأما إسناده المرفوع فإن أحمد بن قاسم حدثنا قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا يحيى بن هاشم قال حدثنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن جيش بن المعتمر عن عليم الكندي عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله ص أولكم ورودا علي الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب

قال أبو عمر و روى أبو داود الطيالسي قال حدثنا ابن عوانة عن أبي بلخ عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أنه قال أول من صلى مع النبي ص بعد خديجة علي بن أبي طالب قال أبو عمر و حدثنا ابن عوانة عن أبي بلخ عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال كان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة قال أبو عمر هذا إسناد لا مطعن فيه لأحد لصحته و ثقة نقلته. و قد عورض ما ذكرنا في هذا الباب بما روي في أبي بكر عن ابن عباس و الصحيح في أمر أبي بكر أنه أول من أظهر إسلامه كذا قال مجاهد و غيره قالوا و منعه قومه. قال أبو عمر اتفق ابن شهاب و عبد الله بن محمد بن عقيل و قتادة و ابن إسحاق على أن أول من آمن من الرجال علي و على أن خديجة أول من آمن بالله و رسوله و صدقه فيما جاء به ثم علي بعدها و روى علي بن نافع مثل ذلك. قال أبو عمر و حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبد السلام بن صالح قال حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال حدثنا عمر و مولى عفرة قال سئل محمد بن كعب القرظي عن أول من أسلم علي أم أبو بكر فقال سبحان الله علي أولهما إسلاما و إنما شبه على الناس لأن عليا أخفى إسلامه من أبي طالب و أسلم أبو بكر فأظهر إسلامه قال أبو عمر و لا شك عندنا أن عليا أولهما إسلاما ذكر عبد الرزاق في جامعه عن معمر عن قتادة عن الحسين و غيره قالوا أول من أسلم بعد خديجة علي بن أبي طالب ع و روى معمر عن عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس قال أول من أسلم علي بن أبي طالب ع قال أبو عمر

 و روى ابن فضيل عن حبة العرني قال سمعت عليا يقول لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين

 قال أبو عمر و روي عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال سمعت عليا ع يقول أنا أول من صلى مع رسول الله ص

قال أبو عمر و قد روى سالم بن أبي الجعد قال قلت لابن الحنفية أبو بكر كان أولهم إسلاما قال لا قال أبو عمر و روى الملائي عن أنس بن مالك قال بعث النبي ص يوم الإثنين و صلى علي يوم الثلاثاء قال أبو عمر و قال زيد بن أرقم أول من آمن بالله بعد رسول الله ص علي بن أبي طالب ع قال و قد روي حديث زيد بن أرقم من وجوه ذكرها النسائي و أسلم ابن موسى و غيرهما منها ما حدثنا به عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا شعبة قال أخبرني عمرو بن مرة قال سمعت أبا حمزة الأنصاري قال سمعت زيد بن أرقم يقول أول من صلى مع رسول الله ص علي بن أبي طالب ع. قال أبو عمر و حدثنا أبي قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا ابن إسحاق قال حدثنا يحيى بن الأشعث عن إسماعيل بن أياس عن عفيف عن أبيه عن جده قال قدمت الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة و كان امرأ تاجرا فو الله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خبإ قريب منه فنظر إلى الشمس فلما رآها قد مالت قام يصلي ثم خرجت امرأة من ذلك الخبإ الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخبإ فقام معه فقلت للعباس من هذا قال محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي قلت من هذا المرأة قال امرأته خديجة بنت خويلد قلت من الفتى قال علي بن أبي طالب ابن عمه قلت ما هذا الذي يصنع قال يصلي و يزعم أنه نبي و لم يتبعه إلا امرأته و ابن عمه هذا و يزعم أنه سيفتح على أمته كنوز كسرى و قيصر قال فكان عفيف الكندي يقول و قد أسلم و حسن إسلامه لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فكنت أكون ثانيا

  مع علي ع قال أبو عمر و قد ذكرنا هذا الحديث من طرق في باب عفيف الكندي من هذا الكتاب قال أبو عمر و لقد قال علي صليت مع رسول الله ص كذا و كذا لا يصلي معه غيري إلا خديجة فهذه الأخبار و الروايات كلها ذكرها أبو عمر يوسف بن عبد البر في الكتاب المذكور و هي كما تراها تكاد تكون إجماعا قال أبو عمر و إنما الاختلاف في كمية سنه يوم أسلم ذكر الحسن بن علي بن الحلواني في كتاب المعرفة قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثنا الليث بن سعد عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن أنه بلغه أن عليا و الزبير أسلما و هما ابنا ثماني سنين كذا يقول أبو الأسود بن عروة و ذكر أيضا ابن أبي خيثمة عن قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعد عن أبي الأسود و ذكره عمر بن شبة عن الخزاعي عن ابن وهب عن الليث عن أبي الأسود قال الليث و هاجرا و هما ابنا ثمان عشرة سنة قال أبو عمر و روى الحسن بن علي الحلواني قال أخبرنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن قال أسلم و هو ابن خمس عشرة سنة قال أبو عمر و أخبرنا أبو القاسم خلف بن قاسم بن سهل قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد و إسماعيل الطوسي قالا أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج قال حدثنا محمد بن مسعود قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن الحسن قال أسلم علي و هو أول من أسلم و هو ابن خمس عشرة سنة قال أبو عمر و قال ابن إسحاق هو أول ذكر أسلم و هو ابن ثلاث عشرة سنة و قيل ابن خمس عشرة سنة و قيل ابن ست عشرة سنة و قيل ابن عشر و قيل ابن ثمان. قال أبو عمر و ذكر عمر بن شبة عن المدائني عن ابن جعدبة عن نافع عن ابن عمر قال أسلم و هو ابن ثلاث عشرة سنة قال و أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا محمد بن طلحة قال حدثني جدي إسحاق بن يحيى بن طلحة قال كان علي بن أبي طالب و الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله و سعد بن أبي وقاص أعذارا واحدا قال و أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا يحيى أبو عمرو قال حدثنا حبان عن معروف عن أبي معشر قال كان علي و طلحة و الزبير في سن واحد قال و روى عبد الرزاق عن الحسن و غيره أن أول من أسلم بعد خديجة علي بن أبي طالب و هو ابن خمس عشرة سنة قال أبو عمر و روى أبو زيد عمر بن شبة قال حدثنا شريح بن نعمان قال حدثنا الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر قال أسلم علي و هو ابن ثلاث عشرة سنة و توفي و هو ابن ثلاث و ستين سنة قال أبو عمر هذا أصح ما قيل في ذلك و الله أعلم انتهى كلام أبي عمر. و في كتاب الإستيعاب و اعلم أن شيوخنا المتكلمين لا يكادون يختلفون في أن أول الناس إسلاما علي بن أبي طالب ع إلا من عساه خالف في ذلك من أوائل البصريين فأما الذي تقررت المقالة عليه الآن فهو القول بأنه أسبق الناس إلى الإيمان لا نكاد نجد اليوم في تصانيفهم و عند متكلميهم و المحققين منهم خلافا في ذلك و اعلم أن أمير المؤمنين ع ما زال يدعي ذلك لنفسه و يفتخر به و يجعله حجة في أفضليته و يصرح بذلك و قد قال غير مرة أنا الصديق الأكبر و الفاروق الأول أسلمت قبل إسلام أبي بكر و صليت قبل صلاته و روى عنه هذا الكلام بعينه أبو محمد بن قتيبة في كتاب المعارف و هو غير متهم في أمره و من الشعر المروي عنه في هذا المعنى الأبيات التي أولها

محمد النبي أخي و صنوي. و حمزة سيد الشهداء عمي.

 و من جملتها

سبقتكم إلى الإسلام طرا غلاما ما بلغت أوان حلمي.

 و الأخبار الواردة في هذا الباب كثيرة جدا لا يتسع هذا الكتاب لذكرها فلتطلب من مظانها و من تأمل كتب السير و التواريخ عرف من ذلك ما قلناه فأما الذاهبون إلى أن أبا بكر أقدمهما إسلاما فنفر قليلون و نحن نذكر ما أورده ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب في ترجمة أبي بكر قال أبو عمر حدثني خالد بن قاسم قال حدثنا أحمد بن محبوب قال حدثنا محمد بن عبدوس قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا شيخ لنا قال أخبرنا مجالد عن الشعبي قال سألت ابن عباس أو سئل أي الناس كان أسبق إسلاما فقال أ ما سمعت قول حسان بن ثابت

إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلاخير البرية أتقاها و أعدلها بعد النبي و أوفاها بما حملاو الثاني التالي المحمود مشهده و أول الناس منهم صدق الرسلا.

 و روي أن رسول الله ص قال لحسان هل قلت في أبي بكر قال نعم و أنشده هذه الأبيات و فيها بيت رابع و هو

و ثاني اثنين في الغار المنيف و قد طاف العدو به إذ صعدوا الجبلا

فسر بذلك رسول الله ص و قال أحسنت يا حسان

و قد روي منها خامس

و كان حزب رسول الله قد علموا من البرية لم يعدل به رجلا.

 قال أبو عمر و روى شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم النخعي قال أو من أسلم أبو بكر قال و روى الحريري عن أبي نضرة قال قال أبو بكر لعلي أنا أسلمت قبلك في حديث ذكره فلم ينكره عليه قال أبو عمر و قال فيه أبو محجن الثقفي

و سميت صديقا و كنت مهاجرا سواك يسمى باسمه غير منكرسبقت إلى الإسلام و الله شاهد و كنت جليسا بالعريش المسهر

 و بالغار إذ سميت بالغار صاحبا و كنت رفيقا للنبي المطهر.

 قال أبو عمر و روينا من وجوه عن أبي أمامة الباهلي قال حدثني عمرو بن عنبسة قال أتيت رسول الله ص و هو نازل بعكاظ فقلت يا رسول الله من اتبعك على هذا الأمر فقال حر و عبد أبو بكر و بلال فأسلمت عند ذلك و ذكر الحديث

هذا مجموع ما ذكره أبو عمر بن عبد البر في هذا الباب في ترجمة أبي بكر و معلوم أنه لا نسبة لهذه الروايات إلى الروايات التي ذكرها في ترجمة علي الدالة على سبقه و لا ريب أن الصحيح ما ذكره أبو عمر و أن عليا كان هو السابق و أن أبا بكر أظهر إسلامه فظن أن السبق له. و أما زيد بن حارثة فإن أبا عمر بن عبد البر ذكر في كتاب الإستيعاب أيضا في ترجمة زيد بن حارثة قال ذكر معمر في جامعه عن الزهري أنه قال ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة قال عبد الرزاق و ما أعلم أحدا ذكره غير الزهري و لم يذكر صاحب الإستيعاب ما يدل على سبق زيد إلا هذه الرواية و استغربها فدل مجموع ما ذكرنا على أن عليا أول الناس إسلاما و أن المخالف في ذلك شاذ و الشاذ لا يعتد به انتهى كلامه. و أما الشيخ المفيد قدس الله روحه فقد قال في كتاب الفصول اجتمعت الأمة على أن أمير المؤمنين ع أول ذكر أجاب رسول الله ص و لم يختلف في ذلك أحد من أهل العلم إلا أن العثمانية طعنت في إيمان أمير المؤمنين ع بصغر سنه في حال الإجابة و قالوا إنه لم يك في تلك الحال بالغا فيقع إيمانه على وجه المعرفة و إن إيمان أبي بكر حصل منه مع الكمال فكان على اليقين و المعرفة و الإقرار من جهة التقليد و التلقين غير مساو للإقرار بالمعلوم المعروف بالدلالة فلم يحصل خلاف من القوم في تقدم الإقرار من أمير المؤمنين ع للجماعة و الإجابة منه للرسول عليه و آله السلام و إنما خالفوا فيما ذكرناه و أنا أبين عن غلطهم فيما ذهبوا إليه من توهين إقرار أمير المؤمنين و حملهم إياه على وجه التلقين دون المعرفة و اليقين بعد أن أذكر خلافا حدث بعد الإجماع من بعض المتكلمين و الناصبة من أصحاب الحديث. و ذلك أن هاهنا طائفة تنسب إلى العثمانية تزعم أن أبا بكر سبق أمير المؤمنين ع إلى الإقرار و تعتل في ذلك بأحاديث مولدة ضعاف منها أنهم رووا عن أبي نضرة قال أبطأ علي ع و الزبير عن بيعة أبي بكر قال فلقي أبو بكر عليا فقال له أبطأت عن بيعتي و أنا أسلمت قبلك و لقي الزبير فقال أبطأت عن بيعتي و أنا أسلمت قبلك و منها حديث أبي أمامة عن عمر بن عنبسة قال أتيت رسول الله ص أول ما بعث و هو بمكة و هو حينئذ مستخف فقلت من أنت فقال أنا نبي قلت و ما النبي قال رسول الله قلت الله أرسلك قال نعم قلت له بما أرسلك قال بأن نعبد الله عز و جل و نكسر الأصنام و نوصل الأرحام قلت نعم ما أرسلك به من تبعك على هذا الأمر قال حر و عبد يعني أبا بكر و بلالا و كان عمر يقول لقد رأيتني و أنا رابع الإسلام قال فأسلمت و قلت أبايعك يا رسول الله. و منها حديث الشعبي قال سألت ابن عباس أول من أسلم فقال أبو بكر ثم قال أ ما سمعت قول حسان

إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

 خير البرية أعطاها و أعدلها بعد النبي و أوفاها بما حملاالثاني التالي المحمود مشهده و أول الناس منهم صدق الرسلا.

 و منها حديث رووه عن منصور عن مجاهد قال إن أول من أظهر الإسلام سبعة رسول الله و أبو بكر و خباب و صهيب و بلال و عمار و سمية. و منها حديث رووه عن عمرو بن مرة قال ذكرت لإبراهيم النخعي حديثا فأنكره و قال أبو بكر أول من أسلم قال الشيخ أدام الله عزه فيقال لهم أما الحديث الأول فإنه رواه أبو نضرة و هذا أبو نضرة مشهور بعداوة أمير المؤمنين ع و قد ضمنه ما ينقص أصلا لهم في الإمامة و لو ثبت لكان أرجح من تقدم إسلام أبي بكر و هو أن أمير المؤمنين ع و الزبير أبطئا عن بيعة أبي بكر و إذا ثبت أنهما أبطئا عن بيعته و تأخرا نقض ذلك قولهم إن الأمة اجتمعت عليه و لم يكن من أمير المؤمنين ع كراهية لأمره فإذا ثبت أن أمير المؤمنين ع قد كان متأخرا عن بيعته على وجه الكراهة لها بدلالة ما رووه من قول أبي بكر له أبطأت عن بيعتي و أنا أسلمت قبلك على وجه الحجة عليه في كونه أولى بالإمامة منه ثبت بطلان إمامة أبي بكر لأن أمير المؤمنين لا يجوز أن يكره الحق و لا أن يتأخر عن الهدى و قد أجمعت الأمة على أنه لم يوقع خطأ بعد الرسول يعثر عليه طول مدة أبي بكر و عمر و عثمان و إنما ادعت الخوارج الخطأ منه في آخر أيامه ع بالتحكيم و ذهبت عن وجه الحق في ذلك فإذا لم يجز من أمير المؤمنين ع التأخر عن الهدى و الكراهة للحق و الجهل بموضع الأفضل بطل هذا الحديث و ما زلنا نجتهد في إثبات الخلاف لأمره و الناصبة تحيد عن قبول ذلك و تدفعه أشد دفع حتى صاروا يسلمونه طوعا و اختيارا و ينظمونه في احتجاجهم لفضل صاحبهم و هكذا يفعل الله تعالى بأهل الباطل يخيبهم و يسلبهم التوفيق حتى يدخلوا فيما يكرهون من حيث لا يشعرون. على أن بإزاء هذا الحديث عن أبي بكر حديثا ينقضه من طريق أوضح من طريق أبي نضرة و هو ما رواه علي بن مسلم الطوسي عن زافر بن سليمان عن الصلت بن بهرام عن الشعبي قال مر علي بن أبي طالب ع و معه أصحابه على أبي بكر فسلم و مضى فقال أبو بكر من سره أن ينظر إلى أول الناس في الإسلام سبقا و أقرب الناس من نبينا رحما و أعظمهم دلالة عليه و أفضلهم فداء عنه بنفسه فلينظر إلى علي بن أبي طالب و هذا يبطل ما ادعوه على أبي بكر و أضافه أبو نضرة إليه. و أما حديث عمر بن عنبسة فإنه من طريق أبي أمامة و لا خلاف أن أبا أمامة كان من المنحرفين عن أمير المؤمنين و المتحيرين عنه و أنه كان في حيز معاوية ثم فيه عن عمر بأنه شهد لنفسه أنه كان رابع الإسلام و شهادة المرء لنفسه غير مقبولة إلا أن يكون معصوما أو يدل دليل على صدقه و إذا لم يثبت شهادته لنفسه بطل الحديث بأسره مع أن الرواية قد اختلفت عن عمر من طريق أبي أمامة

 فروي عنه في حديث آخر أنه قال أتيت النبي ص بماء يقال له عكاظ فقلت له يا رسول الله من تابعك على هذا الأمر فقال من بين حر و عبد فأقيمت الصلاة فصليت خلفه أنا و أبو بكر و بلال و أنا يومئذ رابع الإسلام

فاختلف اللفظ و المعنى في هذين الحديثين و الواسطة واحد فتارة يذكر مكة و تارة يذكر عكاظ و تارة يذكر أنه وجده مستخفيا بمكة و تارة يذكر أنه كان ظاهرا يقيم الصلاة و يصلي بالناس معه و الحديث واحد من طريق واحد و هذا أدل دليل على فساده. و أما حديث الشعبي فقد قابله الحديث عنه من طريق الصلت بن بهرام المتضمن لضده و في ذلك إسقاطه مع أنه قد عزاه إلى ابن عباس و المشهور عن ابن عباس ضد ذلك و خلافه

 أ لا ترى إلى ما رواه أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس و هذان أصدق على ابن عباس من الشعبي لأن أبا صالح معروف بعكرمة و عكرمة معروف بابن عباس قال قال رسول الله ص صلت الملائكة علي و على علي بن أبي طالب سبع سنين قالوا و لم ذاك يا رسول الله قال لم يكن معي من الرجال غيره

 و من طريق عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال قال رسول الله ص أول من أسلم من الناس بعد خديجة بنت خويلد علي بن أبي طالب ص

و أما قول حسان فإنه ليس بحجة من قبل أن حسانا كان شاعرا و قصد الدولة و السلطان و قد كان فيه بعد رسول الله ص انحراف شديد عن أمير المؤمنين ع و كان عثمانيا و حرض الناس على علي بن أبي طالب ع و كان يدعو إلى نصرة معاوية و ذلك مشهور عنه في نظمه أ لا ترى إلى قوله

يا ليت شعري و ليت الطير تخبرني ما كان بين علي و ابن عفاناضجوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا و قرآناليسمعن وشيكا في ديارهم الله أكبر يا ثارات عثمانا

. فإن جعلت الناصبة شعر حسان حجة في تقديم إيمان أبي بكر فلتجعله حجة في قتل أمير المؤمنين عثمان و القطع على أنه أحض الناس بقتله و أن ثاراته يجب أن يطلب منه فإن قالوا إن حسان غلط في ذلك قلنا لهم كذلك غلط في قوله في أبي بكر و إن قالوا لا يجوز غلطه في باب أبي بكر لأنه شهد به بحضرة الصحابة فلم يردوا عليه قيل لهم ليس عدم إظهارهم الرد عليه دليلا على رضاهم به لأن الجمهور كانوا شيعة أبي بكر و كان المخالفون له في تقية من الجهر بالنكير عليه في ذلك مخافة الفرقة و الفتنة مع أن قول حسان يحتمل أن يكون أبو بكر من المتقدمين في الإسلام و الأولين دون أن يكون أول الأولين و لسنا ندفع أن أبا بكر ممن يعد في المظهرين للإسلام أولا و إنما ننكر أن يكون أول الأولين فلما احتمل قول حسان ما وصفناه لم ينكر المسلمون عليه ذلك مع أن حسان أيضا قد حرض على أمير المؤمنين ظاهرا و دعا إلى مطالبته بثأرات عثمان جهرا فلم ينكر عليه في الحال فيجب أن يكون مصيبا في ذلك فإن قالوا هذا شي‏ء قاله في مكان دون مكان فلما ظهر عنه أنكره جماعة من الصحابة قيل لهم فإن قنعتم بذلك و اقترحتم في الدعوى فاقنعوا منا بمثله فيما اعتقدتموه من شعره في أبي بكر و هذا ما لا فضل فيه على أن حسان بن ثابت قد شهد في شعره بإمامة أمير المؤمنين نصا و ذكر ذلك بحضرة النبي ص فجزاه خيرا في قوله

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و أسمع بالرسول مناديا.

 في أبيات سأذكرها في موضعها إن أشاء الله و شهد أيضا لأمير المؤمنين ع بسبق قريش إلى الإيمان حيث يقول

جزى الله خيرا و الجزاء بكفه أبا حسن عنا و من كأبي حسن‏سبقت قريشا بالذي أنت أهله فصدرك مشروح و قلبك ممتحن.

 فشهد بتقديم إيمان أمير المؤمنين ع الجماعة و هذا مقابل لما تقدم و مسقط له فإن زعموا أن هذا محتمل قيل لهم أما في تفضيله إياه على الكل فليس بمحتمل و أما في تقدم الإسلام فإن الظاهر منه يوجبه و إن احتمل فكذلك ما ذكرتموه عنه أيضا محتمل. و أما روايتهم عن مجاهد فإنها مقصورة على مذهبه و رأيه و مقاله و بإزاء مجاهد عالم من التابعين ينكرون عليه و يذهبون إلى خلافه في ذلك و أن أمير المؤمنين أول الناس إيمانا و هذا القدر كاف في إبطال قول مجاهد على أن الثابت عن مجاهد خلاف ما ادعاه هؤلاء القوم و أضافوه إليه و ضده نقيضه

 روى ذلك منهم من لا يتهم عليه سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد و أثره عن ابن عباس قال قال رسول الله ص السباق أربعة سبق يوشع بن نون إلى موسى بن عمران و صاحب يس إلى عيسى ابن مريم و سبق علي بن أبي طالب إلى رسول الله و نسي الناقل عن سفيان الآخر

و قد ذكرت في حديث غير هذا أنه مؤمن آل فرعون و هذا يسقط تعلقهم بما ادعوه على مجاهد. و أما حديث عمرو بن مرة عن إبراهيم فهو أيضا نظير قول مجاهد و إنما أخبر عمرو عن مذهب إبراهيم و الغلط جائز على إبراهيم و من فوقه و بإزاء إبراهيم من هو فوقه و أجل قدرا منه يدفع قوله و يكذبه في دعواه كأبي جعفر الباقر و أبي عبد الله الصادق ع و من غير أهل البيت قتادة و الحسن و غيرهما ممن لا يحصى كثرة و في هذا أيضا غنى عن غيره. قال الشيخ أدام الله عزه فهذا جملة ما اعتمد القوم فيما ادعوه من خلافنا في تقديم إيمان أمير المؤمنين ع و تعلقوا به و قد بينت عوارها و أوضحت حالها و أنا ذاكر طرفا من أسماء من روى أن أمير المؤمنين ع كان أسبق الخلق إلى رسول الله ص و أولهم من الذكور إجابة له و إيمانا به

 فمن ذلك الرواية عن أمير المؤمنين نفسه من طريق سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال سمعت عليا ع يقول اللهم لا أعرف عبدا لك عبدك من هذه الأمة قبلي غير نبيها ع قال ذلك ثلاث مرات ثم قال لقد صليت قبل أن يصلي أحد سبعا

 و من طريق المنهال عن عباية الأسدي عن أمير المؤمنين ع قال لقد أسلمت قبل الناس بسبع سنين

 و من طريق جابر عن عبد الله بن يحيى الحضرمي عن علي ع قال صليت مع رسول الله ص ثلاث سنين و لم يصل أحد غيري

 و من طريق نوح بن قيس الطاحي عن سليمان أبي فاطمة عن معاذة العدوية قالت سمعت عليا ع يخطب على منبر البصرة فسمعته يقول أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر و أسلمت قبل أن يسلم

  و طريق عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أمير المؤمنين ع قال صليت قبل الناس بسبع سنين

 و من طريق نوح بن دراج عن خالد الخفاف قال أدركت الناس و هم يقولون وقع بين علي و عثمان كلام فقال عثمان و الله أبو بكر و عمر خير منك فقال كذبت و الله لأنا خير منك و منهما عبدت الله قبلهما و عبدت الله بعدهما

 و من طريق الحارث الأعور قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول اللهم إني لا أعترف لعبد من عبادك عبدك قبلي

 و قال ع قبل ليلة الهرير بيوم و هو يحرض الناس على أهل الشام أنا أول ذكر صلى مع رسول الله ص و لقد رأيتني أضرب بسيفي قدامه و هو يقول لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي حياتك حياتي و موتك موتي

 و قال ع و قد بلغه أن قوما يطعنون عليه في الأخبار عن رسول الله ص بعد كلام خطبه بلغني أنكم تقولون إن عليا يكذب فعلى من أكذب أ على الله فأنا أول من آمن به و عبده و وحده أم على رسول الله فأنا أول من آمن به و صدقه و نصره

 و قال ع لما بلغه افتخار معاوية عند أهل الشام شعره المشهور الذي يقول فيه

سبقتكم إلى الإسلام طرا صغيرا ما بلغت أوان حلمي

و أنا أذكر الشعر بأسره في موضع غير هذا عند الحاجة إليه إن شاء الله

 و من ذلك ما رواه أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري صاحب رسول الله ص من طريق عبد الرحمن بن معمر عن أبيه عن أبي أيوب قال قال رسول الله ص صلت الملائكة علي و على علي بن أبي طالب سبع سنين و ذلك أنه لم يصل معي رجل غيره

  و من ذلك ما رواه سلمان الفارسي رحمة الله عليه من طريق عليم الكندي عن سلمان قال قال رسول الله ص أولكم ورودا علي الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب

 و من ذلك ما رواه أبو ذر الغفاري رحمة الله عليه من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي ذر قال سمعت رسول الله ص يقول لعلي بن أبي طالب ع أنت أول من آمن بي في حديث طويل

 و روى أبو سخيلة عن أبي ذر أيضا قال سمعت رسول الله ص و هو آخذ بيد علي ع يقول أنت أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة

 و قد رواه ابن أبي رافع عن أبيه أيضا عن أبي ذر قال أتيته أودعه فقال إنها ستكون فتنة فعليك بالشيخ علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و تسليمه فإني سمعت رسول الله ص يقول أنت أول من آمن بي

و من ذلك ما رواه حذيفة بن اليمان رحمة الله عليه من طريق قيس بن مسلم عن ربعي بن خراش قال سألت حذيفة بن اليمان عن علي بن أبي طالب ص فقال ذاك أقدم الناس سلما و أرجح الناس حلما. و من ذلك ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري رحمة الله عليه من طريق شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال بعث رسول الله ص يوم الإثنين و أسلم علي يوم الثلاثاء. و من ذلك ما رواه زيد بن أرقم من طريق عمرو بن مرة عن أبي حمزة مولى الأنصار قال سمعت زيد بن أرقم يقول أول من يصلي مع النبي علي بن أبي طالب ع. و من ذلك ما رواه زيد بن صوحان العبدي من طريق عبد الله بن هشام عن أبيه عن طريف بن عيسى الغنوي أن زيد بن صوحان خطب في مسجد الكوفة فقال سيروا إلى أمير المؤمنين و سيد المسلمين و أول المؤمنين إيمانا. و من ذلك ما روته أم سلمة زوج النبي ص من طريق مساور الحميري عن أمه قالت قالت أم سلمة و الله لقد أسلم علي بن أبي طالب ع أول الناس و ما كان كافرا في حديث طويل.

 و من ذلك ما رواه عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رحمة الله عليه من طريق أبي صالح عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ص صلت الملائكة علي و على علي بن أبي طالب سبع سنين قالوا و لم ذاك يا رسول الله قال لم يكن معي من الرجال غيره

 و من طريق عمرو بن ميمون عنه ما تقدم ذكره و روى مجاهد عنه أيضا مثل ذلك و قد سلف لنا فيما مضى

و من ذلك ما رواه قثم بن العباس بن عبد المطلب من طريق قيس بن أبي حازم عن أبي إسحاق قال دخلت على قثم بن العباس فسألته عن علي ع فقال كان أولنا برسول الله ص لحوقا و أشدنا به لصوقا. و من ذلك ما رواه مالك الأشتر رحمة الله عليه من طريق الفضل بن أدهم المدني قال سمعت مالك بن الحارث الأشتر في خطبة خطبها بصفين معنا ابن عم نبينا و سيف من سيوف الله علي بن أبي طالب ع صلى مع رسول الله ص صغيرا و لم يسبقه بالصلاة ذكر و جاهد حتى صار شيخا كبيرا. و من ذلك ما رواه سعيد بن قيس من طريق مالك بن قدامة الأرحبي أن سعيد بن قيس خطب الناس بصفين فقال معنا ابن عم نبينا صدق و صلى صغيرا و جاهد مع نبيكم كبيرا. و من ذلك ما رواه عمرو بن الحمق الخزاعي من طريق عبد الله بن شريك العامري قال قام عمرو بن الحمق بصفين فقال يا أمير المؤمنين أنت ابن عم نبينا و أول المسلمين إيمانا بالله عز و جل. و من ذلك ما رواه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص يوم صفين نجاهد في طاعة الله مع ابن عم رسول الله و أول من آمن بالله و أفقه الناس في دين الله. و من ذلك ما رواه محمد بن كعب من طريق عمر مولى عفرة عن محمد بن كعب قال أول من أسلم علي بن أبي طالب ع. و من ذلك ما رواه مالك بن حويرث من طريق مالك بن الحسن بن مالك قال أخبرني أبي عن جدي مالك بن حويرث قال أول من أسلم من الرجال علي بن أبي طالب ع. و من ذلك ما رواه أبو بكر عتيق بن أبي قحافة و عمر بن الخطاب و أنس بن مالك و عمرو بن العاص و أبو موسى الأشعري و الذي رواه أبو بكر من طريق زافر بن سليمان عن الصلت بن بهرام عن الشعبي قال مر علي بن أبي طالب ع على أبي بكر و معه أصحابه فسلم عليهم و مضى فقال أبو بكر من سره أن ينظر إلى أول الناس في الإسلام سبقا و أقرب الناس برسول الله ص قرابة فلينظر إلى علي بن أبي طالب الحديث و قدمناه فيما مضى.

 و أما عمر فإن أبا حازم مولى ابن عباس قال سمعت عبد الله بن عباس يقول قال عمر بن الخطاب كفوا عن علي بن أبي طالب فإني سمعت من رسول الله ص فيه خصالا قال إنك أول المؤمنين بعدي إيمانا

و ساق الحديث. و أما عمرو بن العاص فإن تميم بن جديم الناحي قال أنا مع أمير المؤمنين ع بصفين إذ خرج عليه عمرو بن العاص فأراد أن يكلمه فقال عمرو تكلم فإنك أول من أسلم فاهتدى و وحد فصلى.

 و من ذلك ما رواه أبو موسى الأشعري من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه سلمة عن أبي جعفر ع عن ابن عباس قال قال أبو موسى الأشعري علي أول من أسلم

 و من ذلك ما رواه أنس بن مالك من طريق عباد بن عبد الصمد قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله ص لقد صلت الملائكة علي و على علي بن أبي طالب سبع سنين و ذلك أنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله و أني محمد رسول الله إلا مني و من علي صلوات الله عليه

 و من ذلك ما روي عن الحسن بن أبي الحسن البصري من طريق قتادة بن دعامة السدوسي قال سمعت الحسن يقول إن عليا ع صلى مع النبي ص أول الناس فقال رسول الله ص صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين

و من ذلك ما روي عن قتادة من طريق سعيد بن أبي عروبة قال سمعت قتادة يقول أول من صلى من الرجال علي بن أبي طالب ع. و من ذلك ما روي عن أبي إسحاق من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال كان أول ذكر آمن و صدق علي بن أبي طالب ع و هو ابن عشر سنين ثم أسلم بعده زيد بن حارثة. و من ذلك ما روي عن الحسن بن زيد من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبي يونس قال أخبرني أبي عن الحسن بن زيد أن عليا كان أول ذكر أسلم. فأما الرواية عن آل أبي طالب في ذلك فإنها أكثر من أن تحصى و قد أجمع بنو هاشم و خاصة آل علي ع لا تنازع بينهم على أن أول من أجاب رسول الله ص من الذكور علي بن أبي طالب ع و نحن أغنياء بشهرة ذلك عن ذكر طرقه و وجوهه. فأما الأشعار التي تؤثر عن الصحابة في الشهادة له ع بتقدم الإيمان و أنه أسبق الخلق إليه فقد وردت عن جماعة منهم و ظهرت عنهم على وجه يوجب العلم و يزيل الارتياب و لم يختلف فيها من أهل العلم بالنقل و الآثار اثنان فمن ذلك قول خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين رحمة الله عليه

إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا أبو حسن مما يخاف من الفتن

 وجدناه أولى الناس بالناس إنه أطب قريش بالكتاب و بالسنن‏و إن قريشا لا يشق غباره إذا ما جرى يوما على الضمر البدن‏ففيه الذي فيهم من الخير كله و ما فيهم مثل الذي فيه من حسن‏و وصي رسول الله من دون أهله و فارسه قد كان في سالف الزمن‏و أول من صلى من الناس كلهم سوى خيرة النسوان و الله ذو منن‏و صاحب كبش القوم في كل وقعة يكون لها نفس الشجاع لدى الذقن‏فذاك الذي يثني الخناصر باسمه إمامهم حتى أغيب في الكفن.

 و منه قول كعب بن زهير

صهر النبي و خير الناس كلهم فكل من رامه بالفخر مفخورصلى الصلاة مع الأمي أولهم قبل العباد و رب الناس مكفور.

 و منه قول حسان بن ثابت جزى الله خيرا و الجزاء بكفه و قدمنا البيتين فيما سلف و منه قول ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب حيث يقول عند بيعة أبي بكر.

ما كنت أحسب هذا الأمر منتقلا عن هاشم ثم منها عن أبي حسن‏أ ليس أول من صلى لقبلتهم و أعلم الناس بالآثار و السنن‏و آخر الناس عهدا بالنبي و من جبريل عون له في الغسل و الكفن‏من فيه ما فيهم لا يمترون به و ليس في القوم ما فيه من الحسن‏ما ذا الذي ردكم عنه فنعلمه ها إن بيعتكم من أول الفتن.

 و في هذا الشعر قطع من قائله على إبطال إمامة أبي بكر و إثبات الإمامة لأمير المؤمنين و منه قول الفضل بن عتبة بن أبي لهب فيما رد به على الوليد بن عقبة في مديحه لعثمان و مرثيته له و تحريضه على أمير المؤمنين في قصيدته التي يقول في أولها

. ألا إن خير الناس بعد ثلاثة قتيل التجوبي الذي جاء من مصر.

 فقال الفضل

ألا إن خير الناس بعد محمد مهيمنه التاليه في العرف و النكرو خيرته في خيبر و رسوله بنبذ عهود الشرك فوق أبي بكرو أول من صلى و صنو نبيه و أول من أردى الغواة لدى بدرفذاك علي الخير من ذا يفوقه أبو حسن خلف القرابة و الصهر

 و في هذا الشعر دليل على تقدم إيمان أمير المؤمنين ع و على أنه كان الأمير في سنة تسع على الجماعة و كان في جملة رعيته أبو بكر على خلاف ما ادعاه الناصبة من قولهم إن أبا بكر كان الأمير على الجماعة و إن أمير المؤمنين ع كان تابعا له. و منه قول مالك بن عبادة الغافقي حليف حمزة بن عبد المطلب.

رأيت عليا لا يلبث قرنه إذا ما دعاه حاسرا أو مسربلا

 فهذا و في الإسلام أول مسلم و أول من صلى و صام و هللا.

 و منه قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.

و كان ولي الأمر بعد محمد علي و في كل المواطن صاحبه‏وصي رسول الله حقا و جاره و أول من صلى و من لان جانبه.

 و في هذا الشعر أيضا دليل على اعتقاد هذا الرجل في أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه كان الخليفة لرسول الله ص بلا فصل. و منه قول النجاشي بن الحارث بن كعب

فقل للمضلل من وائل و من جعل الغث يوما سميناجعلت ابن هند و أشياعه نظير علي أ ما تستحوناإلى أول الناس بعد الرسول أجاب الرسول من العالمينا.

 و منه قول جرير بن عبد الله البجلي.

فصلى الإله على أحمد رسول المليك تمام النعم‏و صلى على الطهر من بعده خليفتنا القائم المدعم‏عليا عنيت وصي النبي يجالد عنه غواة الأمم‏له الفضل و السبق و المكرمات و بيت النبوة لا المهتضم.

 و في هذا الشعر أيضا تصريح من قائله بإمامة أمير المؤمنين ع بعد الرسول و أنه كان الخليفة دون من تقدم. و منه قول عبد الله بن الحكيم التميمي

دعانا الزبير إلى بيعة و طلحة من بعد ما أنقلافقلنا صفقنا بأيماننا فإن شئتما فخذا الأشملانكثتم عليا على بيعة و إسلامه فيكم أولا.

 و منه قول عبد الله بن جبل حليف بني جمح 

لعمري لئن بايعتم ذا حفيظة على الدين معروف العفاف موفقاعفيفا عن الفحشاء أبيض ماجدا صدوقا و للجبار قدما مصدقاأبا حسن فارضوا به و تبايعوا فليس كمن فيه لدى العيب منطقاعلي وصي المصطفى و وزيره و أول من صلى لذي العرش و اتقى.

 و منه قول أبي الأسود الدؤلي.

و إن عليا لكم مفخر يشبه بالأسد الأسودأما إنه ثاني العابدين بمكة و الله لم يعبد.

 و منه قول زفر بن زيد بن حذيفة الأسدي.

فحطوا عليا و احفظوه فإنه وصي و في الإسلام أول أول.

 و منه قول قيس بن سعد بن عبادة بصفين.

هذا علي و ابن عم المصطفى أول من أجابه ممن دعاهذا الإمام لا نبالي من غوى.

 و منه قول هاشم بن عتبة بن أبي وقاص بصفين.

أشلهم بذي الكعوب شلا مع ابن عم أحمد تجلى‏أول من صدقه و صلى.

 قال الشيخ أدام الله عزه فأما قول الناصبة إن إيمان أمير المؤمنين صلوات الله عليه لم يقع على وجه المعرفة و إنما كان على وجه التقليد و التلقين و ما كان بهذه المنزلة لم يستحق صاحبه المدحة و لم يجب له به الثواب و ادعاؤهم أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان في تلك الحال ابن سبع سنين و من كان هذه سنه لم يكن كامل العقل و لا مكلفا فإنه يقال لهم إنكم قد جهلتم في ادعائكم أنه كان وقت مبعث النبي ص ابن سبع سنين و قلتم قولا لا برهان عليه يخالف المشهور و يضاد المعروف و ذلك أن جمهور الروايات جاءت بأنه ع قبض و له خمس و ستون سنة و جاء في بعضها أن سنه كانت عند وفاته ثلاثا و ستين سنة فأما سوى هاتين الروايتين فشاذ مطروح قد يعرف في صحيح النقل و لا يقبله أحد من أهل الرواية و العقل و قد علمنا أن أمير المؤمنين ع صحب رسول الله ص ثلاثا و عشرين سنة منها ثلاث عشرة قبل الهجرة و عشر بعدها و عاش بعده ثلاثين سنة و كانت وفاته في سنة أربعين من الهجرة فإذا حكمنا في سنه على خمس و ستين بما تواترت به الأخبار كانت سنه عند مبعث النبي ص اثنتي عشرة سنة و إن حكمنا على ثلاث و ستين كانت سنه عند المبعث عشر سنين و كيف يخرج من هذا الحساب أن يكون سنه عند المبعث سبع سنين اللهم إلا أن يقول قائل إن سنه كانت عند وفاته ستين سنة فيصح ذلك له إلا أنه يكون دافعا للمتواتر من الأخبار منكرا للمشهور من الآثار معتمدا على الشاذ من الروايات و من صار إلى ذلك كان الأولى في مناظرته البيان له عن وجه الكلام في الأخبار و التوقيف على طرق الفاسد من الصحيح فيها دون المجازفة في المقالة و كيف يمكن عاقلا سمع الأخبار أو نظر في شي‏ء من الآثار أن يدعي أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه توفي و له ستون سنة مع قوله الشائع عنه الذائع في الخاص و العام عند ما بلغه من إرجاف أعدائه به في التدبير و الرأي.

 بلغني أن قوما يقولون إن علي بن أبي طالب شجاع لكن لا بصيرة له بالحرب لله أبوهم و هل فيهم أحد أبصر بها مني لقد قمت فيها و ما بلغت العشرين و ها أنا ذا قد ذرفت على الستين و لكن لا رأي لمن لا يطاع

فخبر ع بأنه قد نيف على الستين في وقت عاش بعده دهرا طويلا و ذلك في أيام صفين و هذا يكذب قول من زعم أنه صلوات الله و سلامه عليه توفي و له ستون سنة مع أن الروايات قد جاءت مستفيضة ظاهرة بأن سنه ع كانت عند وفاته بضعا و ستين سنة و في مجيئها بذلك على الانتشار دليل على بطلان مقال من أنكر ذلك فممن روى ما ذكرناه علي بن عمرو بن أبي سبرة عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال سمعت محمد بن الحنفية يقول في سنة الجحاف حين دخلت سنة إحدى و ثمانين هذه لي خمس و ستون سنة و قد جاوزت سن أبي قلت و كم كان سنه يوم قتل قال ثلاثا و ستين سنة. و منهم أبو القاسم نعيم قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق قال توفي علي ع و هو ابن ثلاث و ستين سنة. و منهم يحيى بن أبي كثير عن سلمة قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول و قد سئل عن سن أمير المؤمنين ص يوم قبض كان قد نيف على الستين. و منهم ابن عائشة من طريق أحمد بن زكريا قال سمعته يقول بعث رسول الله و علي ص ابن عشر سنين و قتل علي و له ثلاث و ستون سنة. و منهم الوليد بن هاشم الفخدمي من طريق أبي عبد الله الكواسجي قال أخبرنا الوليد بأسانيد مختلفة أن عليا صلوات الله عليه قتل بالكوفة يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين و هو ابن خمس و ستين سنة فأما من روى أن سنه ع كانت عند البعثة أكثر من عشر سنين فغير واحد منهم عبد الله بن مسعود من طريق عثمان بن المغيرة عن وهب عنه قال إن أول شي‏ء علمته من أمر رسول الله ص أني قدمت مكة فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه و هو جالس إلى زمزم فبينا نحن جلوس إذ أقبل رجل من باب الصفا عليه ثوبان أبيضان على يمينه غلام مراهق أو محتلم تتبعه امرأة قد سترت محاسنها حتى قصدوا الحجر فاستلمه و الغلام و المرأة ثم طاف بالبيت سبعا و الغلام و المرأة يطوفان معه ثم استقبل الكعبة و قام فرفع يديه و كبر و قام الغلام على يمينه و كبر و قامت المرأة خلفهما فرفعت يديها فكبرت فأطال القنوت ثم ركع فركع الغلام و المرأة معه ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم سجد و يصنعان ما صنع فلما رأينا شيئا ننكره لا نعرف بمكة أقبلنا على العباس فقلنا يا أبا الفضل إن هذا الدين ما كنا نعرفه قال أجل و الله ما تعرفون هذا قلنا ما نعرف قال هذا ابن أخي محمد بن عبد الله و هذا علي بن أبي طالب و هذه المرأة خديجة بنت خويلد و الله ما على وجه الأرض أحد يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة. و روى قتادة عن الحسن و غيره قال كان أول من آمن علي بن أبي طالب ع و هو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة. و روى شداد بن أوس قال سألت خباب بن الأرت عن إسلام علي بن أبي طالب ع قال أسلم و هو ابن خمس عشرة سنة و لقد رأيته يصلي مع النبي ص و هو يومئذ بالغ مستحكم البلوغ. و روى علي بن زيد عن أبي نضرة قال أسلم علي ع و هو ابن أربع عشرة سنة و كان له يومئذ ذؤابة يختلف إلى الكتاب. و روى عبد الله بن زياد عن محمد بن علي قال أول من آمن بالله علي بن أبي طالب ع و هو ابن إحدى عشرة سنة. و روى الحسن بن زيد قال أول من أسلم علي بن أبي طالب ع و هو ابن خمس عشرة و قد قال عبد الله بن أبي سفيان

و صلى علي مخلصا بصلاته لخمس و عشر من سنيه كوامل‏و خلى أناسا بعده يتبعونه له عمل أفضل به صنع عامل.

 و روى سلمة بن كهيل عن أبيه عن حبة بن جوين العرني قال أسلم علي صلوات الله عليه و كان له ذؤابة يختلف إلى الكتاب. على أنا لو سلمنا لخصومنا ما ادعوه من أنه ع كان له عند المبعث سبع سنين لم يدل ذلك على صحة ما ذهبوا إليه من أن إيمانه على وجه التلقين دون المعرفة و اليقين و ذلك أن صغر السن لا ينافي كمال العقل و ليس دليل وجوب التكليف بلوغ الحلم فيراعى ذلك هذا باتفاق أهل النظر و العقول و إنما يراعى بلوغ الحلم في الأحكام الشرعية دون العقلية و قد قال سبحانه في قصة يحيى وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا و قال في قصة عيسى فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا فلم ينف صغر سن هذين النبيين ع كمال عقلهما أو الحكمة التي آتاهما الله سبحانه و لو كانت العقول تحيل ذلك لإحالته في كل أحد و على كل حال و قد أجمع أهل التفسير إلا من شذ عنهم في قوله تعالى وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَ هُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ وَ إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَ هُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ أنه كان طفلا صغيرا في المهد أنطقه الله عز و جل حتى برأ يوسف من الفحشاء و أزال عنه التهمة. و الناصبة إذا سمعت هذا الاحتجاج قالت إن هذا الذي ذكرتموه فيمن عددتموه كان معجزا لخرقه العادة و دلالة لنبي من أنبياء الله عز و جل فلو كان أمير المؤمنين ع مشاركا لمن وصفتموه في خرق العادة لكان معجزا له ع و للنبي ص و ليس يجوز أن يكون المعجز له و لو كان للنبي لجعله في معجزاته و احتج به في جملة بيناته و لجعله المسلمون في آياته فلما لم يجعله رسول الله ص لنفسه علما و لا عده المسلمون في معجزاته علمنا أنه لم يجر فيه الأمر على ما ذكرتموه فيقال لهم ليس كل ما خرق الله به العادة وجب أن يكون علما و لا لزم أن يكون معجزا و لا شاع علمه في العالم و لا عرف من جهة الاضطرار و إنما المعجز العلم هو خرق العادة عند دعوة داع أو براءة معروف يجري براءته مجرى التصديق له في مقاله بل هي تصديق في المعنى و إن لم يكن تصديقا بنفس اللفظ و القول و كلام عيسى ع إنما كان معجزا لتصديقه له في قوله إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا مع كونه خرقا للعادة و شاهدا لبراءة أمه من الفاحشة و لصدقها فيما ادعته من الطهارة و كانت حكمة يحيى ع في حال صغره تصديقا له في دعوته في الحال و لدعوة أبيه زكريا فصارت مع كونها خرق العادة دليلا و معجزا و كلام الطفل في براءة يوسف إنما كان معجزا لخرق العادة بشهادته ليوسف ع للصدق في براءة ساحته و يوسف ع نبي مرسل فثبت أن الأمر على ما ذكرناه و لم يك كمال عقل أمير المؤمنين ع شاهدا في شي‏ء مما ادعاه و لا استشهد

  هو ع به فيكون مع كونه خرقا للعادة معجزا و لو استشهد به ع أو شهد على حد ما شهد الطفل ليوسف و كلام عيسى له و لأمه و كلام يحيى لأبيه بما يكون في المستقبل و الحال لكان لخصومنا وجه للمطالبة بذكر ذلك في المعجزات لكن لا وجه له على ما بيناه. على أن كمال عقل أمير المؤمنين لم يكن ظاهرا للحواس و لا معلوما باضطرار فيجري مجرى كلام المسيح و حكمة يحيى و كلام شاهد يوسف فيمكن الاعتماد عليه في المعجزات و إنما كان طريق العلم به مقال الرسول ص و الاستدلال الشاق بالنظر الثاقب و السبر لحاله ع و على مرور الأوقات بسماع كلامه و التأمل لاستدلالاته و النظر فيما يؤدي إلى معرفته و فطنته ثم لا يحصل ذلك إلا لخاص من الناس و من عرف وجوه الاستنباطات و ما جرى هذا المجرى فارق حكمه حكم ما سلف للأنبياء من المعجزات و ما كان لنبينا ص من الأعلام إذ تلك بظواهرها تقدح في القلوب أسباب اليقين و تشترك الجميع في علم الحال الظاهرة منها المنبئة عن خرق العادات دون أن تكون مقصورة على ما ذكرناه من البحث الطويل و الاستقراء للأحوال على مرور الأوقات أو الرجوع فيه إلى نفس قول الرسول ص الذي يحتاج في العلم به إلى النظر في معجز غيره و الاعتماد على ما سواه من البينات فلا ينكر أن يكون الرسول ص إنما عدل عن ذكر ذلك و احتجاجه به في جملة آياته لما وصفناه. و شي‏ء آخر و هو أنه لا ينكر أن يكون الله سبحانه علم من مصلحة خلقه الكف من رسول الله ص عن الاحتجاج بذلك و الدعاء إلى النظر فيه و أن اعتماده على ما ظاهره خرق العادة أولى في مصلحة الدين و شي‏ء آخر و هو أن رسول الله ص و إن لم يحتج به على التفصيل و التعيين فقد فعل ما يقوم مقام الاحتجاج به على البصيرة و اليقين فابتدأ

  عليا ع بالدعوة قبل الذكور كلهم ممن ظاهره البلوغ و افتتح بدعوته قبل أداء رسالته و اعتمد عليه في إيداعه سره و أودعه ما كان خائفا من ظهوره عنه فدل باختصاصه بذلك على ما يقوم مقام قوله ص إنه معجز له و إن بلوغ عقله علم على صدقه ثم جعل ذلك من مفاخره و جليل مناقبه و عظيم فضائله و نوه بذكره و شهره بين أصحابه و احتج له به في اختصاصه و كذلك فعل أمير المؤمنين صلوات الله عليه في ادعائه له فاحتج به على خصومه و تمدح به بين أوليائه و أعدائه و فخر به على جميع أهل زمانه و ذلك هو معنى النطق بالشهادة بالمعجز له بل هو الحجة في كونه نائبا بالقوم بما خصه الله تعالى منه و نفس الاحتجاج بعلمه و دليل الله و برهانه و هذا يسقط ما اعتمدوه و مما يدل على أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان عند بعثة النبي ص بالغا مكلفا و أن إيمانه به كان بالمعرفة و الاستدلال و أنه وقع على أفضل الوجوه و آكدها في استحقاق عظيم الثواب أن رسول الله ص مدحه به و جعله من فضائله و ذكره في مناقبه و لم يك بالذي يفضل بما ليس بفضل و يجعل في المناقب ما لا يدخل في جملتها و يمدح على ما لا يستحق عليه الثواب فلما مدح رسول الله ص أمير المؤمنين ع بتقدمه الإيمان فيما ذكرناه آنفا من قوله لفاطمة ع أ ما ترضين أني زوجتك أقدمهم سلما و قوله في رواية سلمان أول هذه الأمة ورودا على نبيها الحوض أولها إسلاما علي بن أبي طالب و قوله لقد صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم يكن من الرجال أحد يصلي غيري و غيره و إذا كان الأمر على ما وصفناه فقد ثبت أن إيمانه ع وقع بالمعرفة و اليقين دون التقليد و التلقين لا سيما و قد سماه رسول الله ص إيمانا و إسلاما و ما يقع من الصبيان على وجه التلقين لا يسمى على الإطلاق الديني إيمانا و إسلاما. و يدل على ذلك أيضا أن أمير المؤمنين ص قد تمدح به و جعله من مفاخره و احتج به على أعدائه و كرره في غير مقام من مقاماته حيث يقول اللهم إني لا أعرف عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي و قوله ع أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر و أسلمت قبل أن يسلم و قوله ص لعثمان أنا خير منك و منهما عبدت الله قبلهما و عبدت الله بعدهما و قوله أنا أول ذكر صلى و قوله ص على من أكذب أ على الله فأنا أول من آمن به و عبده فلو كان إيمانه على ما ذهبت إليه الناصبة من جهة التلقين و لم يكن له معرفة و لا علم بالتوحيد لما جاز منه ع أن يتمدح بذلك و لا أن يسميه عبادة و لا أن يفخر به على القوم و لا أن يجعله تفضيلا له على أبي بكر و عمر و لو أنه فعل من ذلك ما لا يجوز لرده عليه مخالفوه و اعترضه فيه مضادوه و حاجه في بطلانه مخاصموه و في عدول القوم عن الاعتراض عليه في ذلك و تسليم الجماعة له ذلك دليل على ما ذكرناه و برهان على فساد قول الناصبة الذي حكيناه و ليس يمكن أن يدفع ما رويناه في هذا الباب من الأخبار لشهرتها و إجماع الفريقين من الناصبة و الشيعة على روايتها و من تعرض للطعن فيها مع ما شرحناه لم يمكنه الاعتماد على تصحيح خبر وقع في تأويله الاختلاف و في ذلك إبطال جمهور الأخبار و إفساد عامة الآثار و هب من لا يعرف الحديث و لا خالط أهل العلم يقدم على إنكار بعض ما رويناه أو يعاند فيه بعض العارفين به و يغتنم الفرصة بكونه خاصا في أهل العلم كيف يمكن دفع شعر أمير المؤمنين ع في ذلك و قد شاع من شهرته على حد يرتفع فيه الخلاف و انتشر حتى صار مسموعا من العامة فضلا عن الخواص

 في قوله ع

محمد النبي أخي و صنوي و حمزة سيد الشهداء عمي‏و جعفر الذي يضحي و يمسي يطير مع الملائكة ابن أمي‏و بنت محمد سكني و عرسي مساط لحمها بدمي و لحمي‏و سبطا أحمد ولداي منها فمن فيكم له سهم كسهمي

 سبقتكم إلى الإسلام طرا على ما كان من علمي و فهمي‏و أوجب لي الولاء معا عليكم خليلي يوم دوح غدير خم

. و في هذا الشعر كفاية في البيان عن تقدم إيمانه ع و أنه وقع مع المعرفة بالحجة و البيان و فيه أيضا أنه كان الإمام بعد الرسول ص بدليل المقال الظاهر في يوم الغدير الموجب للاستخلاف.

 و مما يؤيد ما ذكرناه ما رواه عبد الله بن الأسود البكري عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أن رسول الله ص صلى يوم الإثنين و صلت خديجة معه و دعا عليا ع إلى الصلاة معه يوم الثلاثاء فقال له أنظرني حتى ألقى أبا طالب فقال له النبي ص إنها أمانة فقال علي ع فإن كانت أمانة فقد أسلمت لك فصلى معه و هو ثاني يوم البعث

 و روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله و قال في حديثه إن هذا دين يخالف دين أبي حتى أنظر فيه و أشاور أبا طالب فقال له النبي انظر و اكتم قال فمكث هنيئة ثم قال بل أجبتك و أصدق بك فصدقه و صلى معه

و روى هذا المعنى بعينه و هذا المقال من أمير المؤمنين ع على اختلاف في اللفظ و اتفاق في المعنى كثيرة من حملة الآثار و هو يدل على أن أمير المؤمنين ع كان مكلفا عارفا في تلك الحال بتوقفه و استدلاله و تمييزه بين مشورة أبيه و بين الإقدام على القبول و الطاعة للرسول من غير فكرة و لا تأمل ثم خوفه إن ألقى ذلك إلى أبيه أن يمنعه منه مع أنه حق فيكون قد صد عن الحق فعدل عن ذلك إلى القبول و عدل إلى النبي ص مع أمانته و ما كان يعرفه من صدقه في مقاله و ما سمعه من القرآن الذي نزل عليه و أراه الله من برهانه أنه رسول محق فآمن به و صدقه و هذا بعد أن ميز بين الأمانة و غيرها و عرف حقها و كره أن يفشي سر الرسول ص و قد ائتمنه عليه و هذا لا يقع باتفاق من صبي لا عقل له و لا يحصل ممن لا تمييز معه. و يؤيد أيضا ما ذكرناه أن النبي ص بدأ به في الدعوة قبل الذكور كلهم و إنما أرسله الله تعالى إلى المكلفين فلو لم يعلم أنه عاقل مكلف لما افتتح به أداء رسالته و قدمه في الدعوة على جميع من بعث إليه لأنه لو كان الأمر على ما ادعته الناصبة لكان ص قد عدل عن الأولى و تشاغل بما لم يكلفه عن أداء ما كلفه و وضع فعله في غير موضعه و رسول الله ص يجل عن ذلك. و شي‏ء آخر و هو أنه ص دعا عليا ع في حال كان مستترا فيها بدينه كاتما لأمره خائفا إن شاع من عدوه فلا يخلو أن يكون قد كان واثقا من أمير المؤمنين ع بكتم سره و حفظ وصيته و امتثال أمره و حمله من الدين ما حمله أو لم يكن واثقا بذلك فإن كان واثقا فلم يثق به إلا و هو في نهاية كمال العقل و على غاية الأمانة و صلاح السريرة و العصمة و الحكمة و حسن التدبير لأن الثقة بما وصفنا دليل جميع ما شرحناه على الحال التي قدمنا وصفها و إن كان غير واثق من أمير المؤمنين ع بحفظ سره و غير آمن من تضييعه و إذاعة أمره فوضعه عنده من التفريط و ضد الحزم و الحكمة و التدبير حاشى الرسول من ذلك و من كل صفة نقص و قد أعلى الله عز و جل رتبته و أكذب مقال من ادعى ذلك فيه و إذا كان الأمر على ما بيناه فما ترى الناصبة قصدت بالطعن في إيمان أمير المؤمنين ع إلا عيب الرسول و الذم لأفعاله و وصفه بالعبث و التفريط و وضع الأشياء غير مواضعها و الإزراء عليه في تدبيراته و ما أراد مشايخ القوم و من ألقى هذا المذهب إليهم إلا ما ذكرناه وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ.

  أقول إنما لم نبال بإيراد هذا الكلام الطويل الذيل لكثرة طائله و وثاقة دلائله و علو شأن قائله حشره الله تعالى مع أئمته ع و ذكر الشيخ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد كلاما مشبعا في ذلك و أورد أخبارا كثيرة تركناها حذرا من الإسهاب و حجم الكتاب