باب 21- معالجة البواسير و بعض النوادر

1-  المحاسن، عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن هشام بن الحكم عن زرارة قال رأيت داية أبي الحسن ع تلقمه الأرز و تضربه عليه فغمني ذلك فدخلت على أبي عبد الله ع فقال إني أحسبك غمك الذي رأيته من داية أبي الحسن ع قلت نعم جعلت فداك فقال لي نعم نعم الطعام الأرز يوسع الأمعاء و يقطع البواسير و إنا لنغبط أهل العراق بأكلهم الأرز و البسر فإنهما يوسعان الأمعاء و يقطعان البواسير

2-  و منه، عن محمد بن علي عن عمر بن عيسى عن فرات بن أحنف عن أبي عبد الله ع الكراث يقمع البواسير و هو أمان من الجذام لمن أدمنه

 تأييد قال في القانون الكراث منه شامي و منه نبطي و منه الذي يقال له الكراث البري و هو بين الكراث و الثوم و هو بالدواء أشبه منه بالطعام و النبطي أدخل في المعالجات من الشامي حار في الثالثة يابس في الثانية و البري أحر و أيبس و لذلك هو أردأ إلى أن قال و ينفع البواسير مسلوقه مأكولا و ضمادا و يحرك الباه و بزره مقلوا مع حب الآس للزحير و دم المقعدة. و قال صاحب بحر الجواهر منه بستاني و منه بري حار يابس في الثالثة و هو أقل إسخانا و تصديعا و إظلاما للبصر من الثوم و البصل بطي‏ء الهضم ردي‏ء للمعدة يولد كيموسا رديئا و فيه قبض قليل ينفع البواسير إذا سلق في الماء مرارا ثم جعل في الماء البارد و طحن بزيت و قال ابن بيطار نقلا عن ابن ماسه إذا أكل الكراث أو شرب طبيخه نفع من البواسير الباردة. و عن ماسرجويه إذا دخنت المقعدة ببزر الكراث أذهب البواسير و عن ابن   ماسويه إن قلي مع الحرف نفع من البواسير

3-  المحاسن، عن داود بن أبي داود عن رجل رأى أبا الحسن ع بخراسان يأكل الكراث في البستان كما هو فقيل إن فيه السماد فقال لا يعلق منه شي‏ء و هو جيد للبواسير

4-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن محمد بن عبد الله بن مهران الكوفي عن إسماعيل بن يزيد عن عمرو بن يزيد الصيقل قال حضرت أبا عبد الله الصادق ع فسأله رجل به البواسير الشديد و قد وصف له دواء سكرجة من نبيذ صلب لا يريد به اللذة و لكن يريد به الدواء فقال لا و لا جرعة قلت لم قال لأنه حرام و إن الله عز و جل لم يجعل في شي‏ء مما حرمه دواء و لا شفاء خذ كراثا بيضاء فتقطع رأسه الأبيض و لا تغسله و تقطعه صغارا صغارا و تأخذ سناما فتذيبه و تلقيه على الكراث تأخذ عشر جوزات فتقشرها و تدقها مع وزن عشرة دراهم جبنا فارسيا و تغلي الكراث فإذا نضج ألقيت عليه الجوز و الجبن ثم أنزلته عن النار فأكلته على الريق بالخبز ثلاثة أيام أو سبعة و تحتمي عن غيره من الطعام و تأخذ بعدها أبهل محمصا قليلا بخبز و جوز مقشر بعد السنام و الكراث تأخذ على اسم الله نصف أوقية دهن الشيرج على الريق و أوقية كندر ذكر تدقه و تستفه و تأخذ بعده نصف أوقية شيرج آخر ثلاثة أيام و تؤخر أكلك إلى بعد الظهر تبرأ إن شاء الله تعالى

 توضيح قال في النهاية فيه لا أكل في سكرجة هي بضم السين و الكاف   و الراء و التشديد إناء صغير يؤكل فيه الشي‏ء القليل من الأدم و هي فارسية قوله كراثا بيضاء كذا في أكثر النسخ و كأن المراد كون أصلها أبيض فإن بعضها أصله أحمر كالبصل و الظاهر نبطيا كما في بعض النسخ الصحيحة و كأن المراد بالجبن الفارسي المالح منه أو الذي يقال له التركي. و قال في القاموس أبهل شجر كبير ورقه كالطرفاء و ثمره كالنبق و ليس بالعرعر كما توهم الجوهري. و قال في القانون هو ثمرة العرعر يشبه الزعرور إلا أنها أشد سوادا حادة الرائحة طيبة و شجره صنفان صنف ورقه كورق السرو كثير الشوك يستعرض فلا يطول و الآخر ورقه كالطرفة و طعمه كالسرو و هو أيبس و أقل حرا و إذا أخذ منه ضعف الدارصيني قام مقامه و قال بعضهم حار يابس في الثالثة. و قال ابن بيطار نقلا عن إسحاق بن عمران هو صنف من العرعر كثير الحب و هو شجر كبير له ورق شبيه بورق الطرفاء و ثمرته حمراء دميمة يشبه النبق في قدرها و لونها و ما داخلها مصوف له نوى و لونه أحمر إذا نضج كان حلو المذاق و بعض طعم القطران. و قال إذا أخذ من ثمرة الأبهل وزن عشرة دراهم فجعل في قدر و صب عليه ما يغمره من سمن البقر و وضع على النار حتى ينشف السمن ثم سحق و جعل معه وزن عشرة دراهم من الفانيذ و شرب كل يوم منه وزن درهمين على الريق بالماء الفاتر فإنه نافع لوجع أسفل البطن من البواسير انتهى. و في القاموس حب محمص كمعظم مقلو. و تأخذ بعدها أي بعد الأيام الثلاثة أو السبعة بعد السنام و الكراث أي بعد ما أكلت الدواء المذكور الأيام المذكورة آخر ثلاثة أيام أي إلى آخر ثلاثة أيام و يحتمل أن يكون آخر صفة للنصف فالمعنى أنه يشرب الشيرج قبل السفوف و بعده.   و قال في القانون الكندر أجوده الذكر الأبيض المدحرج الدبقي الباطن و الدهين المكسر حار في الثانية مجفف في الأولى

5-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن أحمد بن إسحاق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي نجران عن أبي محمد الثمالي عن إسحاق الجريري قال قال الباقر ع يا جريري أرى لونك قد انتقع أ بك بواسير قلت نعم يا ابن رسول الله و اسأل الله عز و جل أن لا يحرمني الأجر قال أ فلا أصف لك دواء قلت يا ابن رسول الله و الله لقد عالجته بأكثر من ألف دواء فما انتفعت بشي‏ء من ذلك و إن بواسيري تشخب دما قال ويحك يا جريري فإني طبيب الأطباء و رأس العلماء و رئيس الحكماء و معدن الفقهاء و سيد أولاد الأنبياء على وجه الأرض قلت كذلك يا سيدي و مولاي قال إن بواسيرك إناث تشخب الدماء قال قلت صدقت يا ابن رسول الله قال عليك بشمع و دهن زنبق و لبنى عسل و سماق و سرو كتان اجمعه في مغرفة على النار فإذا اختلط فخذ منه قدر حمصة فالطخ بها المقعدة تبرأ بإذن الله تعالى قال الجريري فو الله الذي لا إله إلا هو ما فعلته إلا مرة واحدة حتى برئ ما كان بي فما حسست بعد ذلك بدم و لا وجع قال الجريري فعدت إليه من قابل فقال لي يا أبا إسحاق قد برئت و الحمد لله قلت جعلت فداك نعم فقال أما إن شعيب بن إسحاق بواسيره ليست كما كانت بك إنها ذكران فقال قل له ليأخذ بلاذرا فيجعلها ثلاثة أجزاء و ليحفر حفيرة و ليخرق آجرة فيثقب فيها ثقبة ثم يجعل تلك البلاذر على النار و يجعل الآجرة عليها و ليقعد على الآجرة و ليجعل الثقبة حيال المقعدة فإذا ارتفع البخار إليه فأصابه حرارة فليكن هو يعد ما يجد فإنه ربما كانت خمسة   ثآليل إلى سبعة ثآليل فإن ذابت و أتته فليقلعها و يرم بها و إلا فليجعل الثالث من البلاذر عليها فإنه يقلعها بأصولها ثم ليأخذ المرهم الشمع و دهن الزنبق و لبنى عسل و سرو كتان هكذا قال وصفت لك للذكران فليجمعه على ما ذكرت هاهنا ليطلى به المقعدة فإنما هي طلية واحدة فرجعت فوصفت له ذلك فعلمه فبرأ بإذن الله تعالى فلما كان من قابل حججت فقال لي يا أبا إسحاق أخبرنا بخبر شعيب فقلت له يا ابن رسول الله و الذي قد اصطفاك على البشر و جعلك حجة في الأرض ما طلى بها إلا طلية واحدة

 بيان في القاموس انتقع لونه مجهولا تغير و قد مر تعريف اللبنى و بعض أوصافه و قال بعضهم إن اللبنى هو الميعة و سائله عسل اللبنى قيل هو دمع شجرة كالسفرجل و قيل إنها دهن شجرة أخرى رومية أجود أصناف الميعة السائل بنفسه الشهدي الصمغي الطيب الرائحة الضارب إلى الصفرة ليس بأسود تخالى حار في الأولى يابس في الثانية فيه إنضاج و تليين و تسخين و تحليل و تحدير بالطبخ و دهنه الذي يتخذ بالشام يلين تليينا شديدا و هو ضماد على الصلابات في اللحم و طلاء على البثور الرطبة و اليابسة مع الإدهان و على الجرب الرطب و اليابس جيد و شربه ينفع تشبك المفاصل و كذلك طلاؤه و يقوي الأعضاء. و بخار رطبه و يابسه ينفع النزلة و هو بالغ للزكام جدا و ينفع من السعال المزمن و وجع الحلق و يصفي الصوت الأبح إلى تليين شديد و يهضم الطعام و يدر   البول و الطمث شربا و احتمالا إدرارا صالحا و يلين صلابة الرحم و يابسه يعقل الطبع انتهى. و سرو كتان لم أجده في كتب الطب و لا كتب اللغة و كأنه كان بزر كتان أو المراد به ذلك و هو معروف و المغرفة بالكسر ما يغرف به ليأخذ بلاذرا في بعض النسخ ابرازرا و لعله تصحيف و على تقديره أيضا فالمراد به البلاذر قال في القانون البلاذر إذا تدخن به خفف البواسير و يذهب بالبرص انتهى. هكذا قال للذكران هذا كلام الراوي أي المرهم هنا موافق لما مر

6-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن أبي الفوارس بن غالب بن محمد بن فارس عن أحمد بن حماد البصري عن معمر بن خلاد قال كان أبو الحسن الرضا ع كثيرا ما يأمرني بأخذ هذا الدواء و يقول إن فيه منافع كثيرة و لقد جربته في الرياح و البواسير فلا و الله ما خالف تأخذ هليلج أسود و بليلج و أملج أجزاء سواء فتدقه و تنخله بحريرة ثم تأخذ مثله لوزا أزرق و هو عند العراقيين مقل أزرق فتنقع اللوز في ماء الكراث حتى يماث فيه ثلاثين ليلة ثم تطرح عليها هذه الأدوية و تعجنها عجنا شديدا حتى يختلط ثم تجعله حبا مثل العدس و تدهن يديك بالبنفسج أو دهن خيري أو شيرج لئلا يلتزق ثم تجففه في الظل فإن كان في الصيف أخذت منه مثقالا و إن كان في الشتاء مثقالين و احتم من السمك و الخل و البقل فإنه مجرب

    بيان قال ابن بيطار قال ديسقوريدوس الخيري نبات معروف له زهر مختلف بعضه أبيض و بعضه فرفيري و بعضه أصفر و الأصفر نافع في الأعمال الطبية

7-  الكافي، بإسناده عن عمر بن يزيد قال كنت عند أبي عبد الله ع و عنده رجل فقال له جعلت فداك إني أحب الصبيان فقال أبو عبد الله ع فتصنع ما ذا فقال أحملهم على ظهري فوضع أبو عبد الله ع يده على جبهته و ولى وجهه عنه فبكى الرجل فنظر إليه أبو عبد الله ع كأنه رحمه فقال إذا أتيت بلدك فاشتر جزورا سمينا و اعقله عقالا شديدا و خذ السيف فاضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة و اجلس عليه بحرارته فقال عمر فقال الرجل فأتيت بلدي و اشتريت جزورا و عقلته عقالا شديدا و أخذت السيف فضربت به السنام ضربة و قشرت عنه الجلد و جلست عليه بحرارته فسقط مني على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ و سكن ما بي