باب 22- باب إخبار النبي ص بقتال الخوارج و كفرهم

570-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن أبي الجوزاء عن ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين قال قال رسول الله ص يا علي إن الله تعالى أمرني أن أتخذك أخا و وصيا فأنت أخي و وصيي و خليفتي على أهلي في حياتي و بعد موتي من اتبعك فقد تبعني و من تخلف عنك فقد تخلف عني و من كفر بك فقد كفر بي و من ظلمك فقد ظلمني يا علي أنت مني و أنا منك يا علي لو لا أنت لما قوتل أهل النهر قال فقلت يا رسول الله و من أهل النهر قال قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية

 بيان قال في النهاية في حديث الخوارج يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية أي يجوزونه و يخرقونه و يتعدونه كما يمرق السهم الشي‏ء المرمي به و يخرج منه و قد تكرر في الحديث و منه حديث علي ع أمرت بقتال المارقين يعني الخوارج. و قال في الرمية بعد ذكر الحديث الرمية الصيد الذي ترميه فتقصده و ينفذ فيها سهمك و قيل هي كل دابة مرمية

571-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر بن ملاس النميري عن محمد بن إسماعيل بن عليه قال و حدثني أبو عيسى جبير بن محمد الدقاق عن عمار بن خالد الواسطي عن إسحاق بن يوسف الأزرق عن الأعمش عن عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله ص الخوارج كلاب أهل النار

572-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو سعيد الخدري أن النبي ص قسم يوما قسما فقال رجل من تميم اعدل فقال ويحك و من يعدل إذا لم أعدل قيل نضرب عنقه قال لا إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته و صيامه مع صلاتهم و صيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية رئيسهم رجل أدعج أحد ثدييه مثل ثدي المرأة قال أبو سعيد إني كنت مع علي حين قتلهم و ألتمس في القتلى بالنهروان فأتي به على النعت الذي نعته رسول الله ص

573-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ تفسير القشيري و إبانة العكبري عن سفيان عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أنه سأل ابن الكواء أمير المؤمنين ع عن قوله تعالى هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا فقال ع إنهم أهل حروراء ثم قال الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً في قتال علي بن أبي طالب ع أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَ لِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا بولاية علي ع وَ اتَّخَذُوا آيات القرآن وَ رُسُلِي يعني محمدا ص هُزُواً استهزءوا بقوله ألا من كنت مولاه فعلي مولاه و أنزل في أصحابه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا فقال ابن عباس نزلت في أصحاب الجمل

 تفسير الفلكي أبو أمامة قال قال النبي ص في قوله تعالى يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ هم الخوارج

 البخاري و مسلم و الطبري و الثعلبي في كتبهم أن ذا الخويصرة التميمي قال للنبي اعدل بالسوية فقال ويحك إن أنا لم أعدل قد خنت و خسرت فمن يعدل فقال عمر ائذن لي أضرب عنقه فقال دعه فإن له أصحابا و ذكر وصفه فنزل وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ

 مسند أبي يعلى الموصلي و إبانة بن بطة العكبري و عقد ابن عبد ربه الأندلسي و حلية أبي نعيم الأصفهاني و زينة أبي حاتم الرازي و كتاب أبي بكر الشيرازي أنه ذكر رجل بين يدي النبي بكثرة العبادة فقال النبي ص لا أعرفه فإذا هو قد طلع فقالوا هو هذا فقال النبي ص أما إني أرى بين عينيه سفعة من الشيطان فلما رآه قال له هل حدثتك نفسك إذ طلعت علينا أنه ليس في القوم أحد مثلك قال نعم ثم دخل المسجد فوقف يصلي فقال النبي ص ألا رجل يقتله فحسر أبو بكر عن ذراعيه و صمد نحوه فرآه راكعا فرجع فقال أقتل رجلا يركع و يقول لا إله إلا الله فقال ع اجلس فلست بصاحبه ثم قال ألا رجل يقتله فقام عمر فرآه ساجدا فقال أقتل رجلا يسجد و يقول لا إله إلا الله فقال النبي اجلس فلست بصاحبه قم يا علي فإنك أنت قاتله إن أدركته فمضى و انصرف و قال له ما رأيته فقال النبي ص لو قتل لكان أول فتنة و آخرها

 و في رواية هذا أول قرن يطلع في أمتي لو قتلتموه ما اختلف بعدي اثنان

 و قال أبي و أنس بن مالك فأنزل الله تعالى ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ و هو القتل وَ نُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ بقتاله علي بن أبي طالب ع

 بيان قال في النهاية السفعة نوع من السواد مع لون آخر و منه حديث أبي اليسر أرى في وجهك سفعة من غضب أي تغيرا إلى السواد

 و في حديث أم سلمة أنه دخل عليها و عندها جارية بها سفعة فقال إن بها نظرة فاسترقوا لها أي علامة من الشيطان أو ضربة واحدة منه و هي المرة من السفع الأخذ

  و منه حديث ابن مسعود قال لرجل رآه إن بهذا سفعة من الشيطان فقال له الرجل لم أسمع فما قلت فقال أنشدتك الله هل ترى أحدا خيرا منك قال لا قال فلهذا قلت ما قلت جعل ما به من العجب مسا من الجنون

574-  كشف، ]كشف الغمة[ ذكر الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث في مسنده المسمى بالسنن يرفعه إلى أبي سعيد الخدري و أنس بن مالك أن رسول الله ص قال سيكون في أمتي اختلاف و فرقة قوم يحسنون القيل و يسيئون الفعل يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية هم شر الخلق طوبى لمن قتلهم و قتلوه يدعون إلى كتاب الله و ليسوا منه في شي‏ء من قاتلهم كان أولى بالله منهم

 و نقل مسلم بن حجاج في صحيحه و وافقه أبو داود بسندهما عن زيد بن وهب أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي ع قال فقال علي أيها الناس إني سمعت رسول الله ص يقول يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشي‏ء و لا صلاتكم إلى صلاتهم بشي‏ء و لا صيامكم إلى صيامهم بشي‏ء يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم و هو عليهم لا يجاوز قراءتهم تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم لنكلوا عن العمل و آية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع على عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض أ فتذهبون إلى معاوية و أهل الشام و تتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم و أموالكم و الله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام و أغاروا على سرح الناس فسيروا

 قال سلمة فنزلني زيد بن وهب منزلا منزلا حتى قال مررنا على قنطرة فلما التقينا و على الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم ألقوا الرماح و سلوا السيوف من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم أيام حروراء فرجعوا فوحشوا برماحهم و سلوا السيوف و شجرهم الناس بالرماح قال و قتل بعضهم على بعض و ما أصيب يومئذ من الناس إلا رجلان فقال علي ع التمسوا فيهم المخدج و هو الناقص فلم يجدوه فقام علي ع بنفسه حتى أتى ناسا و قد قتل بعضهم على بعض قال أخرجوهم فأخرجوهم فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال صدق الله و بلغ رسوله

 قال فقام إليه عبيدة السلماني فقال يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا هو أ سمعت هذا الحديث من رسول الله ص قال إي و الله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفه ثلاثا و هو يحلف له

575-  مد، ]العمدة[ من الجمع بين الصحيحين من إفراد مسلم مثله

 بيان أقول رواه أيضا ابن الأثير في جامع الأصول من صحيح مسلم و أبي داود عن زيد بن وهب. لنكلوا عن العمل أي امتنعوا و تركوه اتكالا على هذا العمل و ثوابه. فنزلني زيد بن وهب أي ذكر القصة منزلا منزلا و قال الإربلي رحمه الله يقال وحش الرجل إذا رمى بثوبه و سلاحه مخافة أن يلحق. و في النهاية أتي النبي ص بمخدج أي ناقص الخلق. و التشاجر بالرماح التطاعن بها

576-  كشف، ]كشف الغمة[ و نقل البخاري و مسلم و مالك في الموطأ أن أبا سعيد الخدري قال أشهد أني لسمعت هذا من رسول الله ص و أشهد أن علي بن أبي طالب ع قاتلهم و أنا معه و أمر بذلك الرجل فالتمس فوجد و أتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله ص الذي نعت

 و نقل البخاري و النسائي و مسلم و أبو داود في صحاحهم قال سويد بن غفلة قال علي ع إذا حدثتكم عن رسول الله ص حديثا فو الله لأن أخر من السماء لأحب إلي من أن أكذب عليه

 و في رواية من أن أقول عليه ما لم يقل و إذا حدثتكم فيما بيني و بينكم فإن الحرب خدعة و إني سمعت رسول الله ص يقول سيخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يقرءون القرآن لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة

 أقول أورد ابن الأثير الخبرين في جامع الأصول من الأصول المذكورة. و رواه ابن بطريق من صحيح البخاري بسندين

577-  كشف، ]كشف الغمة[ و من مناقب أحمد بن مردويه عن ابن أبي اليسر الأنصاري أبيه قال دخلت على أم المؤمنين عائشة قال فقالت من قتل الخارجية قال قلت قتلهم علي قالت ما يمنعني الذي في نفسي على علي أن أقول الحق سمعت رسول الله ص يقول يقتلهم خير أمتي من بعدي و سمعته يقول علي مع الحق و الحق مع علي ع

 و منه عن مسروق قال دخلت على عائشة فقالت لي من قتل الخوارج فقلت قتلهم علي ع قال فسكتت قال فقلت يا أم المؤمنين أنشدك بالله و بحق نبيه ص إن كنت سمعت من رسول الله ص شيئا أخبرتنيه قال فقالت سمعت رسول الله ص يقول هم شر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة و أعظمهم عند الله تعالى يوم القيامة وسيلة

 و منه عن مسروق قال قالت لي عائشة يا مسروق إنك من أكرم بني علي و أحبهم إلي فهل عندك علم من المخدج قال قلت نعم قتله علي على نهر يقال لأسفله تامراء و أعلاه النهروان بين أخاقيق و طرفاء قال فقالت فأتني معك بمن يشهد قال فأتيتها بسبعين رجلا من كل سبع عشرة و كان الناس إذ ذاك أسباعا فشهدوا عندها أن عليا ع قتله على نهر يقال لأسفله تامراء و أعلاه النهروان بين أخاقيق و طرفاء قالت لعن الله عمرو بن العاص فإنه كتب إلي أنه قتله على نيل مصر قال قلت يا أم المؤمنين أخبريني أي شي‏ء سمعت رسول الله ص يقول فيهم قالت سمعت رسول الله ص يقول هم شر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة و أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة

 و منه عن مسروق أيضا من حديث آخر حيث شهد عندها الشهود فقالت قاتل الله عمرو بن العاص فإنه كتب إلي أنه أصابه بمصر

 قال يزيد بن زياد فحدثني من سمع عائشة و ذكر عندها أهل النهر فقالت ما كنت أحب أن يوليه الله إياه قالوا و لم ذلك قالت إني سمعت من رسول الله ص يقول اللهم إنهم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي و ما كان بيني و بينه إلا ما يكون بين المرأة و أحمائها

 و بالإسناد عنه أنها قالت اكتب لي شهادة من شهد مع علي النهروان فكتبت شهادة سبعين ممن شهدوا ثم أتيتها بالكتاب فقلت يا أم المؤمنين لم استشهدت قالت إن عمرو بن العاص أخبر أنه أصابه على نيل مصر قال فقلت يا أم المؤمنين أسألك بحق الله و حق رسوله ص و حقي عليك إلا ما أخبرتيني بما سمعت من رسول الله ص فيه قالت إن نشدتني فإني سمعت رسول الله ص يقول هم شر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة و أقربهم عند الله وسيلة

 و في حديث آخر عنه أنها سألته فأخبرها أن عليا قتلهم فقالت انظر ما تقول قلت و الله لهو قتلهم فقالت مثل ما تقدم و زادت فيه و إجابة دعوة

 و أورده صديقنا العز المحدث الحنبلي الموصلي أيضا. و قد ورد هذا عن مسروق عن عائشة بعدة طرق اقتصرنا على ما أوردناه. توضيح قال الإربلي المصنف رحمه الله الأخاقيق شقوق في الأرض و في الحديث وقصت به ناقته في أخاقيق جرذان و قال الأصمعي إنما هو لخاقيق جمع لخقوق و قال الأزهري هي صحيحة كما جاءت في الحديث أخاقيق. و ذكر نحوه ابن الأثير في النهاية

578-  مد، ]العمدة[ بإسناده إلى أحمد بن حنبل من مسنده بإسناده إلى علي بن أبي طالب ع أن رسول الله ص قال إن قوما يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية يقرءون القرآن لا يجوز تراقيهم طوبى لمن قتلهم و قتلوه

 و بإسناده عن عاصم بن كليب عن أبيه قال كنت جالسا عند علي ع فقال إني دخلت على رسول الله ص و ليس عنده أحد إلا عائشة فقال يا ابن أبي طالب كيف أنت و قوم كذا و كذا قال قلت الله و رسوله أعلم قال قوم يخرجون من المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فيهم رجل مخدوج اليد كان يديه ثدي حبشية

 و بإسناده عن طارق بن زياد قال سار علي ع إلى النهروان فقتل الخوارج فقال اطلبوا المخدج فإن النبي ص قال سيجي‏ء قوم يتكلمون بكلمة الحكمة لا يجاوز حلوقهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية سيماهم أو فيهم رجل أسود مخدوج اليد في ثديه شعرات سود فإن كان فيهم فقد قتلتم شر الناس و إن لم يكن فيهم فقد قتلتم خير الناس

 قال ثم إنا وجدنا المخدج فخررنا سجدا و خر علي ع ساجدا معنا

 و بإسناده عن أبي الوضي‏ء قال شهدت عليا حين قتل أهل النهروان قال التمسوا المخدج فطلبوه في القتلى فقالوا ليس نجده فقال ارجعوا فالتمسوه فو الله ما كذبت و لا كذبت فردد ذلك مرارا كل ذلك يحلف بالله لا كذبت و لا كذبت فانطلقوا فوجدوه تحت القتلى في طين فاستخرجوه فجي‏ء به فقال أبو الوضي‏ء فكأني أنظر إليه حبشيا عليه ثديان أحد ثدييه مثل ثدي المرأة عليها شعرات مثل شعرات تكون على ذنب اليربوع

  و بإسناد آخر إلى أبي الوضي‏ء قال كنا غائرين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب ع فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث شذ منا ناس كثير فذكرنا ذلك لعلي ع فقال لا يهولنكم أمرهم فإنهم سيرجعون فذكر الحديث بطوله و قال فحمد الله علي بن أبي طالب ع و قال إن خليلي أخبرني أن قائد هؤلاء رجل مخدج اليد على حلمة ثديه شعرات كأنهن ذنب اليربوع فالتمسوه فلم يجدوه فأتيناه فقلنا لم نجده فجاء علي ع بنفسه فجعل يقول اقلبوا ذا اقلبوا ذا حتى جاء رجل من أهل الكوفة فقال هو ذا فقال علي ع الله أكبر و لا ينبئكم أخبر من الله قال فجعل الناس يقولون هذا ملك هذا ملك لقول علي ع

 و بسند آخر عنه أنه قال أما إن خليلي أخبرني أنهم ثلاثة إخوة من الجن هذا أكبرهم و الثاني له جمع كثير و الثالث فيه ضعف

579-  مد، ]العمدة[ من صحيح البخاري بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال بينما نحن عند رسول الله ص و هو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة و هو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال ويلك من يعدل إذا لم أعدل قد خبت و خسرت إذا لم أكن أعدل فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه فقال له دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم و صيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر أحدكم إلى نصله فلا يوجد فيه شي‏ء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شي‏ء ثم ينظر إلى نضيه و هو قدحه فلا يوجد فيه شي‏ء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شي‏ء قد سبق الفرث و الدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على خير فرقة من الإسلام قال أبو سعيد الخدري فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله ص و أشهد أن علي بن أبي طالب ع قاتلهم و أنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله ص الذي نعته

 و روي أيضا بإسناده عن أبي سلمة مثله

 بيان أورد ابن الأثير الخبر في جامع الأصول و قال الرصاف العقب الذي يكون فوق مدخل النصل في السهم واحدها رصفة. و قال في النهاية في حديث الخوارج فينظر في نضيه النضي نصل السهم و قيل هو السهم قبل أن ينحت إذا كان قدحا و هو أولى لأنه قد جاء في الحديث ذكر النصل بعد النضي و قيل هو من السهم ما بين الريش و النصل قالوا سمي نضيا لكثرة البري و النحت فكأنه جعل نضوا أي هزيلا و قال القذذ ريش السهم واحدتها قذة. و في جامع الأصول الفرث السرجين و ما يكون في الكرش. و في النهاية في حديث ذي الثدية مثل البضعة تدردر أي ترجرج تجي‏ء و تذهب و الأصل تتدردر فحذف إحدى التاءين تخفيفا

580-  مد، ]العمدة[ من صحيح البخاري بإسناده عن عمرو بن مصعب قال سألت أبي عن قوله تعالى قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا قال هم الحرورية لا هم اليهود و لا هم النصارى أما اليهود فكذبوا محمدا ص و أما النصارى فكفروا بالجنة و قالوا لا طعام فيها و لا شراب و الحرورية هم الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ و كان سعد يسميهم الفاسقين

 و من الكتاب المذكور في قول الله عز و جل وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ قال كان ابن عمر يراهم شرار خلق الله تعالى و قال أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين

 و بإسناده أيضا عن ابن عمر قال ذكر الحرورية فقال قال النبي ص يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية

581-  مد، ]العمدة[ من تفسير الثعلبي بإسناده عن أبي الطفيل قال سأل عبد الله بن الكواء عليا ع عن قول الله عز و جل قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا قال أنتم يا أهل حروراء وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أي يظنون بفعلهم أنهم مطيعون محسنون أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَ لِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً

 و بإسناده أيضا عن عبد الله بن شداد قال وقف أبو أمامة و أنا معه على رءوس الحرورية بالشام عند باب حصن دمشق فقال لهم كلاب كلاب مرتين أو ثلاثا شر قتلى يظل السماء و خير قتلى قتلاهم و دمعت عين أبي أمامة قال فقال رجل رأيت قولك لهؤلاء القتلى شر قتلى يظل السماء و خير قتلى قتلاهم أ شي‏ء من قبل رأي رأيته أو شي‏ء سمعته من رسول الله ص قال أ يكون من قبل رأي رأيته إني إذا لجري‏ء لو لم أسمع من رسول الله ص إلا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات ما حدثت به فقال الرجل فإني رأيتك دمعت عيناك قال هي رحمة رحمتهم كانوا مؤمنين فكفروا بعد إيمانهم ثم قرأ وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ إلى قوله أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ ثم قال أبو أمامة هم الحرورية

  بيان و خير قتلى قتلاهم أي الذين هم قتلوهم

582-  مد، ]العمدة[ ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا بإسناده عن أبي أمامة عن رسول الله ص قال هم الخوارج

583-  مد، ]العمدة[ من الجمع بين الصحيحين للحميدي بإسناده عن عبد الله بن أبي رافع أن الحرورية لما خرجت على علي بن أبي طالب ع قالوا لا حكم إلا لله قال علي ع كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله ص وصف لنا ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز تراقيهم و أشار إلى حلقه من أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه لحي شاة أو حلمة ثدي فلما قتلهم علي بن أبي طالب ع قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا فقال ارجعوا فو الله ما كذبت و لا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه فقال عبد الله و أنا حاضر ذلك من أمرهم و قول علي ع فيهم

 و من الكتاب المذكور من المتفق عليه من البخاري بإسناده عن بشر بن عمر قال سمعت رسول الله ص يقول في الحرورية شيئا قال سمعته يقول و أهوى بيده قبل العراق يخرج منه قوم يقرءون القرآن لا يتجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية

 و في حديث العوام بن حوشب يليه قوم قبل المشرق محلقة رءوسهم

 584-  و قال ابن أبي الحديد قد تظاهرت الأخبار حتى بلغت حد التواتر بما وعد الله تعالى قاتلي الخوارج من الثواب على لسان رسول الله ص

 و في الصحاح المتفق عليها أن رسول الله ص بينا هو يقسم قسما إذ جاءه رجل من بني تميم يدعى ذا الخويصرة فقال اعدل يا محمد فقال ص قد عدلت فقال له ثانية اعدل يا محمد فإنك لم فقال ص ويلك و من يعدل إذا لم أعدل فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله ائذن لي أضرب عنقه فقال دعه فسيخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر أحدكم إلى نصله فلا يجد شيئا فينظر إلى نضيه فلا يجد شيئا ثم ينظر إلى القذذ فكذلك سبق الفرث و الدم يخرجون على خير فرقة من الناس يحقر صلاتكم في جنب صلاتهم و صومكم عند صومهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم آيتهم رجل أسود أو قال أدعج مخدج اليد إحدى ثدييه كأنها ثدي امرأة أو بضعة تدردر

 و في بعض الصحاح أن رسول الله ص قال لأبي بكر و قد غاب الرجل عن عينه قم إلى هذا فاقتله فقام ثم عاد و قال وجدته يصلي فقال لعمر مثل ذلك فعاد و قال وجدته يصلي فقال لعلي ع مثل ذلك فقال لم أجده فقال رسول الله ص لو قتل هذا لكان أول فتنة و آخرها أما إنه سيخرج من ضئضئ هذا الحديث

 و في بعض الصحاح يقتلهم أولى الفريقين بالحق

 و في مسند أحمد بن حنبل عن مسروق قال قالت لي عائشة إنك من ولدي و من أحبهم إلي فهل عندك علم من المخدج فقلت نعم قتله علي بن أبي طالب ع على نهر يقال لأعلاه تامراء و لأسفله النهروان بين لخاقيق و طرفاء قالت ابغني على ذلك بينة فأقمت رجالا شهدوا عندها بذلك قال فقلت لها سألتك بصاحب القبر ما الذي سمعت من رسول الله ص فيهم قال نعم سمعته يقول إنهم شر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة و أقربهم عند الله وسيلة

 و في كتاب صفين للواقدي عن علي ع لو لا أن تبطروا فتدعوا العمل لحدثتكم بما سبق على لسان رسول الله ص لمن قتل هؤلاء

 و فيه قال علي ع سمعت رسول الله ص يقول يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام قولهم من خير أقوال البرية صلاتهم أكثر من صلاتكم و قراءتهم أكثر من قراءتكم لا يجاوز إيمانهم تراقيهم أو قال حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة

 و في كتاب صفين أيضا للمدائني عن مسروق أن عائشة قالت له لما عرفت أن عليا قتل ذا الثدية لعن الله عمرو بن العاص فإنه كتب إلي يخبرني أنه قتله بالإسكندرية إلا أنه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ما سمعته من رسول الله ص يقول يقتله خير أمتي من بعدي

585-  أقول و روي في جامع الأصول تلك الأخبار و الأخبار السابقة بأسانيد و روي عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي ع و هو باليمن إلى النبي ص بذهيبة في تربتها فقسمها بين أربعة الأقرع بن حابس و عيينة بن بدر الفزاري و علقمة بن علاثة العامري و زيد بن الخيل الطائي فتغضبت قريش و الأنصار فقالوا يعطيه صناديد أهل نجد و يدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين نأتي الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق الرأس فقال يا محمد اتق الله قال فمن يطيع الله إذا عصيته أ فيأمنني على أهل الأرض و لا تأمنوني فقال رجل من القوم أقتله أراه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولى قال إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد

 و في رواية أخرى قيل ما سيماهم قال سيماهم التحليق أو قال التسبيد فإذا رأيتموهم فأنيموهم

 بيان قال ابن الأثير في مادة ضأضأ من كتاب النهاية بعد ذكر بعض الخبر الضئضئ الأصل يقال ضئضئ صدق و ضؤضؤ صدق و حكى بعضهم ضئضئ بوزن قنديل يريد أنه يخرج من نسله و عقبه. و رواه بعضهم بالصاد المهملة و هو بمعناه. و قال في حديث الخوارج التسبيد فيهم فاش هو الحلق و استيصال الشعر و قيل هو ترك التدهن و غسل الرأس و قال أنيموهم أي اقتلوهم. و يقال نامت الشاة و غيرها إذا ماتت و النائمة الميتة. أقول الأخبار في ذلك في كتب الخاصة و العامة كثيرة تركناها مخافة الإكثار و التكرار

586-  كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي بإسناده عن أبي عمران الكندي قال قال ابن الكواء لأمير المؤمنين ع من الأخسرون أعمالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً قال كفرة أهل الكتاب فإن أوليهم كانوا في حق فابتدعوا في دينهم فأشركوا بربهم و هم يجتهدون في العبادة يحسبون أنهم على شي‏ء فهم الأخسرون أعمالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ثم رفع صوته و قال و ما أهل النهروان غدا منهم ببعيد قال ابن الكواء لا أتبع سواك و لا أسأل غيرك قال إذا كان الأمر إليك فافعل الخبر