باب 25- باب إبطال مذهب الخوارج و احتجاجات الأئمة ع و أصحابهم عليهم

629-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في حلية الأولياء قال أبو مجلر قال علي بن أبي طالب ع عابوا علي تحكيم الحكمين و قد حكم الله في طائر حكمين

 إبانة أبي عبد الله بن بطة ناظر ابن عباس جماعة الحرورية فقال ما ذا نقمتم على أمير المؤمنين قالوا ثلاثا أنه حكم الرجال في دين الله فكفر به و قاتل و لم يغنم و لم يسب و محي اسمه من إمرة المؤمنين فقال إن الله حكم رجالا في أمر الله مثل قتل صيد فقال يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ و في الإصلاح بين الزوجين قال وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِها و أما أنه قاتل و لم يسب و لم يغنم أ فتسبون أمكم عائشة ثم تستحلون منها ما يستحل من غيرها فلئن فعلتم لقد كفرتم و هي أمكم و إن قلتم ليست بأمنا فقد كذبتم لقوله وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ و أما أنه محي اسمه من إمرة المؤمنين فقد سمعتم بأن النبي ص أتاه سهيل بن عمرو و أبو سفيان للصلح يوم الحديبية فقال اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ص القصة و و الله لرسول الله ص خير من علي و ما خرج من النبوة بذلك فقال بعضهم هذا من الذين قال الله تعالى بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ و قال وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا قال و رجع منهم خلق كثير و ناظر عبد الله بن يزيد الإباضي هشام بن الحكم قبل الرشيد فقال هشام إنه لا مسألة للخوارج علينا فقال الإباضي كيف ذاك قال لأنكم قوم قد اجتمعتم معا على ولاية رجل و تعديله و الإقامة بإمامته و فضله ثم فارقتمونا في عداوته و البراءة منه فنحن على إجماعنا و شهادتكم لنا و خلافكم لنا غير قادح في مذهبنا و دعواكم غير مقبولة علينا إذ الاختلاف لا يقابل بالاتفاق و شهادة الخصم لخصمه مقبولة و شهادته عليه مردودة غير مقبولة فقال يحيى بن خالد قد قرب قطعه و لكن جاره شيئا فقال هشام ربما انتهى الكلام إلى حد يغمض و يدق عن الأفهام و الإنصاف بالواسطة و الواسطة إن كان من أصحابي لم يؤمن عليه العصبية لي و إن كان من أصحابك لم أجبه في الحكم علي و إن كان مخالفا لنا جميعا لم يكن مأمونا علي و لا عليك و لكن يكون رجلا من أصحابي و رجلا من أصحابك فينظران فيما بيننا قال نعم فقال هشام لم يبق معه شي‏ء ثم قال إن هؤلاء القوم لم يزالوا معنا على ولاية أمير المؤمنين حتى كان من أمر الحكمين ما كان فاكفروه بالتحكيم و ضللوه بذلك و الآن هذا الشيخ قد حكم رجلين مختلفين في مذهبهما أحدهما يكفره و الآخر يعدله فإن كان مصيبا في ذلك فأمير المؤمنين أولى بالصواب و إن كان مخطئا فقد أراحنا من نفسه بشهادته بالكفر عليها و النظر في كفره و إيمانه أولى من النظر في إكفاره عليا ع فاستحسن الرشيد ذلك و أمر له بجائزة و قال الطاقي للضحاك الشاري لما خرج من الكوفة محكما و تسمى بإمرة المؤمنين لم تبرأتم من علي بن أبي طالب و استحللتم قتاله قال لأنه حكم في دين الله قال و كل من حكم في دين الله استحللتم قتله قال نعم قال فأخبرني عن الدين الذي جئت به أناظرك عليه لأدخل فيه معك إن علت حجتك حجتي قال فمن شهد للمصيب بصوابه لا بد لنا من عالم يحكم بيننا قال لقد حكمت يا هذا في الدين الذي جئت به أناظرك فيه قال نعم فأقبل الطاقي على أصحابه فقال إن هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشأنكم به فضربوا الضحاك بأسيافهم

630-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ لما قيل لأمير المؤمنين ع في الحكمين شككت قال ع أنا أولى بأن لا أشك في ديني أم النبي ص أو قال الله تعالى لرسوله قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ

631-  شي، ]تفسير العياشي[ عن يزيد بن رومان قال دخل نافع بن الأزرق المسجد الحرام و الحسين بن علي مع عبد الله بن عباس في الحجر فجلس إليهما ثم قال يا ابن عباس صف لي إلهك الذي تعبده فأطرق ابن عباس طويلا مستبطئا بقوله فقال له الحسين إلي يا ابن الأزرق المتورط في الضلالة المرتكس في الجهالة أجيبك عما سألت عنه فقال ما إياك سألت فتجيبني فقال له ابن عباس مه سل ابن رسول الله فإنه من أهل بيت النبوة و معه من الحكمة فقال له صف لي فقال أصفه بما وصف به نفسه و أعرفه بما عرف به نفسه لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس قريب غير ملزق و بعيد غير متقص يوحد و لا يبعض لا إله إلا هو الكبير المتعال قال فبكى ابن الأزرق بكاء شديدا فقال له الحسين ع ما يبكيك قال بكيت من حسن وصفك قال يا ابن الأزرق إني أخبرت أنك تكفر أبي و أخي و تكفرني قال له نافع لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكام و معالم الإسلام فلما بدلتم استبدلنا بكم فقال له الحسين يا ابن الأزرق أسألك عن مسألة فأجبني عن قول الله لا إله إلا هو وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما إلى قوله كَنزَهُما من حفظ فيهما قال أبوهما قال فأيهما أفضل أبوهما أم رسول الله ص و فاطمة قال لا بل رسول الله و فاطمة بنت رسول الله ص قال فما حفظنا حتى حال بيننا و بين الكفر فنهض ابن الأزرق ثم نفض ثوبه ثم قال قد نبأنا الله عنكم معشر قريش أنتم قَوْمٌ خَصِمُونَ

632-  شي، ]تفسير العياشي[ عن إمام بن ربعي قال قام ابن الكواء إلى أمير المؤمنين ع فقال أخبرني عن قول الله قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً قال أولئك أهل الكتاب كفروا بربهم و ابتدعوا في دينهم فحبطت أعمالهم و ما أهل النهر منهم ببعيد

 و عن أبي الطفيل قال منهم أهل النهر و في رواية أخرى عن أبي الطفيل أولئك أهل حروراء و عن عكرمة

633-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن الثمالي عن أبي الربيع قال حججت مع أبي جعفر ع في السنة التي حج فيها هشام بن عبد الملك و كان معه نافع بن الأزرق مولى عمر بن الخطاب فنظر نافع إلى أبي جعفر ع في ركن البيت و قد اجتمع عليه الناس فقال لهشام يا أمير المؤمنين من هذا الذي تكافأ عليه الناس قال هذا نبي أهل الكوفة هذا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم أفضل الصلوات و أكمل التحيات فقال نافع لآتينه و لأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي قال فاذهب إليه فاسأله لعلك تخجله فجاء نافع حتى اتكأ على الناس فأشرف على أبي جعفر ع فقال يا محمد بن علي إني قرأت التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و قد عرفت حلالها و حرامها و قد جئت أسألك عن مسائل لا يجيب فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن نبي فرفع أبو جعفر رأسه فقال سل عما بدا لك قال أخبرني كم كان بين عيسى و محمد من سنة فقال أخبرك بقولك أو بقولي قال أخبرني بالقولين جميعا قال أما في قولي فخمسمائة سنة و أما قولك فست مائة سنة فقال أخبرني عن قول الله وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ من ذا الذي سأله محمد و كان بينه و بين عيسى خمسمائة قال فتلا أبو جعفر ع هذه الآية سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا كان من الآيات التي أراها الله محمدا ص حيث أسرى به إلى بيت المقدس أنه حشر الله الأولين و الآخرين من النبيين و المرسلين ثم أمر جبرائيل ع فأذن شفعا و أقام شفعا و قال في إقامته حي على خير العمل ثم تقدم محمد ص فصلى بالقوم فلما انصرف قال الله له سل يا محمد مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ فقال رسول الله ص للرسل علام تشهدون و ما كنتم تعبدون قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنك رسول الله أخذت على ذلك عهودنا و مواثقينا فقال نافع صدقت يا أبا جعفر فأخبرني عن قول الله تبارك و تعالى يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ أي أرض تبدل فقال أبو جعفر ع تبدل أرضنا بخبزة بيضاء يأكلون منها حتى يفرغ الله من حساب الخلائق فقال نافع إنهم عن الأكل لمشغولون فقال أبو جعفر أ هم حينئذ أشغل أم و هم في النار فقال نافع بل و هم في النار قال فقد قال الله وَ نادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ما شغلهم أليم عذاب النار عن أن دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم و دعوا بالشراب فسقوا الحميم فقال صدقت يا ابن رسول الله و بقيت مسألة واحدة فقال و ما هي قال أخبرني عن الله متى كان قال ويلك أخبرني متى لم يكن حتى أخبرك متى كان سبحان من لم يزل و لا يزال فردا صمدا لم يتخذ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً ثم قال يا نافع أخبرني عما أسألك عنه فقال هات يا أبا جعفر قال ما تقول في أصحاب النهروان فإن قلت إن أمير المؤمنين قتلهم بحق فقد ارتددت أي رجعت إلى الحق و إن قلت إنه قتلهم باطلا فقد كفرت قال فولى عنه و هو يقول أنت و الله أعلم الناس حقا حقا ثم أتى هشام بن عبد الملك فقال له ما صنعت قال دعني من كلامك هو و الله أعلم الناس حقا حقا و هو ابن رسول الله حقا حقا و يحق لأصحابه أن يتخذوه نبيا

  -634  ج، ]الإحتجاج[ عن الثمالي عن أبي الربيع مثله

 بيان قال الفيروزآبادي كافأه دافعه قوله ص فقد كفرت أي لإنكار الخبر المتواتر عن النبي ص أنه أمر أمير المؤمنين ع بقتال الفرق الثلاث و أنه سماهم مارقين

635-  ضه، ]روضة الواعظين[ شا، ]الإرشاد[ ج، ]الإحتجاج[ روي أن نافع بن الأزرق جاء إلى محمد بن علي بن الحسين ع فجلس بين يديه يسأله عن مسائل الحلال و الحرام فقال له أبو جعفر ع في عرض كلامه قل لهذه المارقة بما استحللتم فراق أمير المؤمنين ع و قد سفكتم دماءكم بين يديه في طاعته و القربة إلى الله تعالى بنصرته فسيقولون لك إنه حكم في دين الله فقل لهم قد حكم الله تعالى في شريعة نبيه رجلين من خلقه فقال جل اسمه فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما و حكم رسول الله ص سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم فيها بما أمضاه الله تعالى أ و ما علمتم أن أمير المؤمنين إنما أمر الحكمين أن يحكما بالقرآن و لا يتعدياه و اشترط رد ما خالف القرآن من أحكام الرجال و قال حين قالوا له حكمت على نفسك من حكم عليك فقال ما حكمت مخلوقا و إنما حكمت كتاب الله فأين تجد المارقة تضليل من أمر بالحكم بالقرآن و اشترط رد ما خالفه لو لا ارتكابهم في بدعتهم البهتان فقال نافع بن الأزرق هذا و الله كلام لم يمر بمسمعي قط و لا خطر مني ببال و هو الحق إن شاء الله