باب 26- باب ما جرى بينه صلوات الله عليه و بين ابن الكواء و أضرابه لعنهم الله و حكم قتال الخوارج بعده ع

636-  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن المغيرة عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال ذكرت الحرورية عند علي بن أبي طالب ع قال إن خرجوا من جماعة أو على إمام عادل فقاتلوهم و إن خرجوا على إمام جائر فلا تقاتلوهم فإن لهم في ذلك مقالا

637-  فس، ]تفسير القمي[ كان علي بن أبي طالب ع يصلي و ابن الكواء خلفه و أمير المؤمنين ع يقرأ فقال ابن الكواء وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ فسكت أمير المؤمنين ع حتى سكت ابن الكواء ثم عاد في قراءته حتى فعله ابن الكواء ثلاث مرات فلما كان في الثالثة قال أمير المؤمنين فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ

638-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن ابن الكواء قال لعلي ع أين كنت حيث ذكر الله أبا بكر فقال ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ فقال ع ويلك يا ابن الكواء كنت على فراش رسول الله ص و قد طرح علي ريطته فأقبل علي قريش مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها فلم يبصروا رسول الله ص فأقبلوا علي يضربوني حتى تنفط جسدي و أوثقوني بالحديد و جعلوني في بيت و استوثقوا الباب بقفل و جاءوا بعجوز تحرس الباب فسمعت صوتا يقول يا علي فسكن الوجع فلن أجده و سمعت صوتا آخر يقول يا علي فإذا الحديد الذي علي قد تقطع ثم سمعت صوتا يا علي فإذا الباب فتح و خرجت و العجوز لا تعقل

 بيان قال في القاموس الريطة كل ملاءة غير ذات لفقين كلها نسج واحد و قطعة واحدة أو كل ثوب لين رقيق و الهراوة بالكسر العصا و النفطة الجدري و البثرة

639-  يب، ]تهذيب الأحكام[ الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال إن عليا ع كان في صلاة الصبح فقرأ ابن الكواء و هو خلفه وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ فأنصت علي ع تعظيما للقرآن حتى فرغ من الآية ثم عاد في قراءته ثم أعاد ابن الكواء الآية فأنصت علي أيضا ثم قرأ فأعاد ابن الكواء فأنصت علي ثم قال فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ ثم أتم السورة ثم ركع

640-  نهج، ]نهج البلاغة[ من كلام له ع قال للأشعث بن قيس و هو على منبر الكوفة يخطب فمضى في بعض كلامه شي‏ء اعترضه الأشعث فقال يا أمير المؤمنين هذه عليك لا لك فخفض إليه بصره ثم قال له ع و ما يدريك ما علي مما لي عليك لعنة الله و لعنة اللاعنين حائك ابن حائك منافق ابن كافر و الله لقد أسرك الكفر مرة و الإسلام أخرى فما فداك من واحدة منهما مالك و لا حسبك و إن امرأ دل على قومه السيف و ساق إليهم الحتف لحري أن يمقته الأقرب و لا يأمنه الأبعد

 قال السيد رضي الله عنه يريد ع أنه أسر في الكفرة مرة و في الإسلام مرة. و أما قوله دل على قومه السيف فأراد به حديثا كان للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة غر فيه قومه و مكر بهم حتى أوقع بهم خالد و كان قومه يسمونه بعد ذلك عرف النار و هو اسم للغادر عندهم. بيان قال الشراح الكلام الذي اعترضه الأشعث أنه ع كان يذكر في خطبته أمر الحكمين فقام رجل من أصحابه و قال له نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا به فما ندري أي الأمرين أرشد فصفق ع إحدى يديه على الأخرى و قال هذا جزاء من ترك العقدة و كان مراده ع هذا جزاؤكم إذ تركتم الرأي و الحزم فظن الأشعث أنه ع أراد هذا جزائي حيث تركت الحزم و الرأي. و قيل كان مراده ع هذا جزائي حيث وافقتكم على ما ألزمتموني من التحكيم و كان موافقته ع لهم خوفا منهم على أن يقتلوه فجهل الأشعث أو تجاهل أن المصلحة قد تترك لأمر أعظم منها فاعترضه. قوله ع حائك ابن حائك قيل كان الأشعث و أبوه ينسجان برود اليمن. و قيل إنه كان من أكابر كندة و أبناء ملوكها و إنما عبر عنه ع بذلك لأنه كان إذا مشى يحرك منكبيه و يفحج بين رجليه و هذه المشية تعرف بالحياكة و على هذا فلعل الأقرب أنه كناية عن نقصان عقله. و ذكر ابن أبي الحديد أن أهل اليمن يعيرون بالحياكة و ليس هذا مما يخص الأشعث. و أما التعبير بالحياكة فقيل إنه لنقصان عقولهم و قيل لأنه مظنة الخيانة و الكذب. و يمكن أن يكون المراد بالحياكة نسج الكلام فيكون كناية عن كونه كذابا. كما روي عن أبي عبد الله ع أنه ذكر عنده ع أن الحائك ملعون فقال إنما ذاك الذي يحوك الكذب على الله و على رسوله. قوله ع أسرك إلى قوله فما فداك أي ما نجاك من الوقوع فيها مالك و لا حسبك. و لم يرد الفداء الحقيقي فإن مرادا قتلت أباه خرج الأشعث طالبا بدمه فأسر ففدى نفسه بثلاثة آلاف بعير و هذا هو المراد بأسره في الكفر. و أما أسره في الإسلام فإنه لما قبض رسول الله ص ارتد بحضرموت و منع أهلها تسليم الصدقة فبعث أبو بكر إليه زياد بن لبيد ثم أردفه بعكرمة بن أبي جهل في جم غفير من المسلمين فقاتلهم الأشعث بقبائل كندة قتالا شديدا فالتجأ بقومه إلى حصنهم و بلغ بهم جهد العطش فبعث إلى زياد يطلب منه الأمان لأهله و لبعض قومه و لم يطلبه لنفسه فلما نزل أسره زياد و بعث به مقيدا إلى أبي بكر فأطلقه أبو بكر و زوجه أخته أم فروة. قوله ع دل على قومه قال ابن ميثم إشارة إلى غدره بقومه فإن الأشعث لما طلب الأمان من زياد طلبه لنفر يسير من وجوه قومه فظن الباقون أنه طلبه لجميعهم فنزلوا على ذلك الظن فلما دخل زياد الحصن ذكروه الأمان فقال إن الأشعث لم يطلب الأمان إلا لعشرة من قومه فقتل منهم من قتل حتى وافاه كتاب أبي بكر بالكف عنهم و حملهم إليه فحملهم. و قال ابن أبي الحديد فيما ذكره السيد لم نعرف في التواريخ هذا و لا شبهه و أين كندة و اليمامة كندة باليمن و اليمامة لبني حنيفة و لا أعلم من نقله أين السيد رضي الله عنه

641-  نهج، ]نهج البلاغة[ و قال ع لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم فقال ع كلا و الله إنهم نطف في أصلاب الرجال و قرارات النساء و كلما نجم منهم قرن قطع حتى يكون آخرهم لصوصا سلابين

 توضيح القرار و القرارة بالفتح ما قر فيه شي‏ء و سكن و المراد هنا الأرحام و نجم كنصر ظهر و طلع و القرن كناية عن الرئيس و هو في الإنسان موضع قرن الحيوان من رأسه و قطع القرن استيصال رؤسائهم و قتلهم و اللصوص بالضم جمع لص مثلثة و السلب الاختلاس. روي أن جماعة من الخوارج لم يحضروا القتال و لم يظفر بهم أمير المؤمنين ع و أما المفلتون من القتل فانهزم اثنان منهم إلى عمان و اثنان إلى كرمان و اثنان إلى سجستان و اثنان إلى الجزيرة و واحد إلى تل موزن فظهرت بدعهم في البلاد و صاروا نحوا من عشرين فرقة. و كبارها ست الأزارقة أصحاب نافع بن الأزرق و هم أكبر الفرق غلبوا على الأهواز و بعض بلاد فارس و كرمان في أيام عبد الله بن الزبير. و النجدات رئيسهم نجدة بن عامر الحنفي. و البيهسية أصحاب أبي بيهس هيصم بن جابر و كان بالحجاز و قتل في زمن الوليد. و العجاردة أصحاب عبد الكريم بن عجرد. و الإباضية أصحاب عبد الله بن إباض قتل في أيام مروان بن محمد. و الثعالبة أصحاب ثعلبة بن عامر. و تفصيل خرافاتهم مذكور في كتب المقالات

642-  نهج، ]نهج البلاغة[ و قال ع في الخوارج لا تقتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه يعني معاوية و أصحابه

 بيان لعل المراد لا تقتلوا الخوارج بعدي ما دام ملك معاوية و أضرابه كما يظهر من التعليل و قد كان يسبه ع و يبرأ منه في الجمع و الأعياد و لم يكن إنكاره للحق عن شبهة كالخوارج و لم يظهر منهم من الفسوق ما ظهر منه و لم يكن مجتهدا في العبادة و حفظ قوانين الشرع مثلهم فكان أولى بالجهاد

643-  نهج، ]نهج البلاغة[ روي أنه ع كان جالسا في أصحابه إذ مرت به امرأة جميلة فرممها القوم بأبصارهم فقال ع إن أبصار هذه الفحول طوامح و إن ذلك سبب هبابها فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلمس أهله فإنما هي امرأة كامرأة فقال رجل من الخوارج قاتله الله كافرا ما أفقهه فوثب القوم ليقتلوه فقال ع رويدا إنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب

 بيان فلمح بصره امتد و علا ذكره في النهاية و قال هب التيس أي هاج للسفاد يقال هب يهب هبيبا و هبابا

644-  كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي عن زيد بن وهب قال قدم على علي ع وفد من أهل البصرة فيهم رجل من رؤساء الخوارج يقال له الجعد بن نعجة و قال له في لباسه فقال هذا أبعد لي من الكبر و أجدر أن يقتدي بي المسلم فقال له اتق الله فإنك ميت قال ميت بل و الله قتلا ضربة على هذه تخضب هذه قضاء مقضيا و عهدا معهودا وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى