باب 27- احتجاج أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه على جماعة من المهاجرين و الأنصار لما تذاكروا فضلهم في أيّام خلافة عثمان و غيره ممّا احتجّ به في أيّام خلافة خلفاء

 ج روي عن سليم بن قيس الهلالي، أنّه قال رأيت عليّا عليه السلام في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في خلافة عثمان و جماعة يتحدّثون و يتذاكرون العلم، فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها و ما قال فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من الفضل، مثل قوله صلّى اللّه عليه و آله الأئمّة من قريش. و قوله صلّى اللّه عليه و آله الناس تبع لقريش و قريش أئمّة العرب. و قوله لا تسبّوا قريشا. و قوله إنّ للقرشيّ مثل قوّة رجلين من غيرهم. و قوله من أبغض قريشا أبغضه اللّه. و قوله من أراد هوان قريش أهانه اللّه.. و ذكروا الأنصار و فضلها و سوابقها و نصرتها و ما أثنى اللّه عليهم في كتابه، و ما قال فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من الفضل، و ذكروا ما قاله في سعد بن معاذ و في جنازته، و الذي غسّلته الملائكة، و الذي حمته الدبر.. فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كلّ حيّ منّا فلان و فلان. و قالت قريش منّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و منّا حمزة، و منّا جعفر، و منّا عبيدة بن الحارث، و زيد بن حارثة، و منّا أبو بكر و عمر و سعد و أبو عبيدة و سالم و ابن عوف.. فلم يدعوا من الحيّين أحدا من أهل السابقة إلّا سمّوه، و في الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم عليّ ابن أبي طالب عليه السلام و سعد بن أبي وقّاص و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير و عمّار و المقداد و أبو ذرّ و هاشم بن عتبة و ابن عمر و الحسن و الحسين عليهما السلام و ابن عباس و محمد بن أبي بكر و عبد اللّه بن جعفر، و من الأنصار أبيّ بن كعب و زيد بن ثابت و أبو أيّوب الأنصاري و أبو الهيثم بن التيهان و محمد بن سلمة و قيس بن سعد بن عبادة و جابر بن عبد اللّه و أبو مريم و أنس بن مالك و زيد بن أرقم و عبد اللّه بن أبي أوفى، و أبو ليلى و معه ابنه عبد الرحمن قاعدا بجنبه غلام صبيح الوجه مديد القامة أمرد، فجاء أبو الحسن البصري و معه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة، قال فجعلت أنظر إليه و إلى عبد الرحمن ابن أبي ليلى فلا أدري أيّهما أجمل، غير أنّ الحسن أعظمهما و أطولهما، و أكثر القوم و ذلك من بكرة إلى حين الزوال و عثمان في داره لا يعلم بشي‏ء ممّا هم فيه، و عليّ ابن أبي طالب عليه السلام لا ينطق هو و لا أحد من أهل بيته، فأقبل القوم عليه، فقالوا يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلّم. فقال ما من الحيّين أحد إلّا و قد ذكر فضلا و قال حقّا، فأنا أسألكم يا معاشر قريش و الأنصار بمن أعطاكم اللّه هذا الفضل أ بأنفسكم و عشائركم و أهل بيوتاتكم أم بغيركم. قالوا بل أعطانا اللّه و منّ به علينا بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و عشيرته لا بأنفسنا و عشائرنا و لا بأهل بيوتاتنا. قال صدقتم، يا معاشر قريش و الأنصار أ لستم تعلمون أنّ الذي نلتم به من خير الدنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصّة دون غيرهم فإنّ ابن عمّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال إنّي و أهل بيتي كنّا نورا بين يدي اللّه تبارك و تعالى قبل أن يخلق اللّه آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة فلمّا خلق اللّه آدم وضع ذلك النور في صلبه و أهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام، ثم لم يزل اللّه عزّ و جلّ ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، و من الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء و الأمّهات لم يلتق واحد منهم على سفاح قطّ. فقال أهل السابقة و القدمة و أهل بدر و أهل أحد نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. ثم قال أنشدكم باللّه، أ تعلمون أنّي أوّل الأمّة إيمانا باللّه و برسوله.

 قالوا اللّهمّ نعم. قال نشدتكم باللّه، أ تعلمون أنّ اللّه عزّ و جلّ فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية، و إنّي لم يسبقني إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى رسوله )ص( أحد من هذه الأمّة. قالوا اللّهمّ نعم. قال أنشدكم باللّه، أ تعلمون حيث نزلت )وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ( )وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ( سئل عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال أنزلها اللّه عزّ و جلّ في الأنبياء و في أوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء اللّه و رسله و عليّ بن أبي طالب عليه السلام وصيّي أفضل الأوصياء. قالوا اللّهمّ نعم. قال فأنشدكم باللّه، أ تعلمون حيث نزلت )يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ(، و حيث نزلت )إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ(، و حيث نزلت )وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً(. قال الناس يا رسول اللّه أ خاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة بجميعهم فأمر اللّه عزّ و جلّ نبيّه أن يعلمهم ولاة أمرهم و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم و حجّهم، فنصبني للناس بغدير خمّ، ثم خطب فقال أيّها الناس إنّ اللّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري فظننت أنّ الناس مكذّبوني فأوعدني لأبلّغها أو ليعذّبني، ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة ثم خطب، فقال أيّها الناس أ تعلمون أنّ اللّه عزّ و جلّ مولاي و أنا مولى المؤمنين، و أنا أولى بهم من أنفسهم. قالوا بلى يا رسول اللّه. قال قم يا علي، فقمت، فقال من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، فقام سلمان، فقال يا رسول اللّه )ص( ولاء كما ذا. قال ولاء كولائي، من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه، فأنزل اللّه عزّ و جلّ )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً(، فكبّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و قال اللّه أكبر تمام نبوّتي و تمام دين اللّه ولاية عليّ بعدي، فقام أبو بكر و عمر و قالا يا رسول اللّه )ص( هذه الآيات خاصّة في عليّ. قال بلى، فيه و في أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا يا رسول اللّه )ص( بيّنهم لنا. قال أخي و وزيري و وصيّي و خليفتي في أمّتي و وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي، ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد، القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه و لا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض، فقالوا كلّهم اللّهمّ نعم، قد سمعنا ذلك و شهدنا كما قلت سواء. و قال بعضهم قد حفظنا جلّ ما قلت و لم نحفظ كلّه، و هؤلاء الذين حفظوا أخيارنا و أفاضلنا، فقال عليّ عليه السلام صدقتم، ليس كلّ الناس يستوي في الحفظ. أنشدكم باللّه عزّ و جلّ من حفظ ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، لما قام و أخبر به. فقام زيد بن أرقم و البراء بن عازب و أبو ذرّ، و المقداد، و عمّار، فقالوا نشهد لقد حفظنا قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو قائم على المنبر و أنت إلى جنبه و هو يقول أيّها الناس إنّ اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و القائم فيكم بعدي و وصيّي و خليفتي و الذي فرض اللّه على المؤمنين في كتابه طاعته و قرنه بطاعته و طاعتي، و أمركم بولايته، و إنّي راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني ربّي لأبلّغنّها أو يعذّبني. أيّها الناس إنّ اللّه أمركم في كتابه بالصلاة فقد بيّنتها لكم و الزكاة و الصوم و الحجّ فبيّنتها لكم و فسّرتها، و أمركم بالولاية و إنّي أشهدكم أنّها لهذا خاصّة و وضع يده على يد عليّ بن أبي طالب عليه السلام ثم لابنيه من بعده، ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم عليهم السلام لا يفارقون القرآن و لا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض. أيّها الناس قد بيّنت لكم مفزعكم بعدي و إمامكم و دليلكم و هاديكم،

 و هو أخي عليّ بن أبي طالب، و هو فيكم بمنزلتي فيكم، فقلّدوه دينكم و أطيعوه في جميع أموركم، فإنّ عنده جميع ما علّمني اللّه عزّ و جلّ من علمه و حكمته فاسألوه و تعلّموا منه و من أوصيائه بعده، و لا تعلّموهم و لا تتقدّموهم و لا تخلفوا عنهم، فإنّهم مع الحقّ و الحقّ معهم، و لا يزايلونه و لا يزايلهم.. ثم جلسوا. قال سليم ثم قال عليّ عليه السلام أيّها الناس أ تعلمون أنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل في كتابه )إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً( فجمعني و فاطمة و ابني حسنا و حسينا ثم ألقى علينا كساء، و قال اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي و لحمتي يؤلمني ما يؤلمهم، و يجرحني ما يجرحهم، فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا. فقالت أمّ سلمة و أنا يا رسول اللّه )ص(. فقال أنت إلى خير، إنّما نزلت فيّ و في أخي عليّ و في ابني و في تسعة من ولد الحسين خاصّة ليس معنا أحد غيرنا، فقالوا كلّهم نشهد أنّ أمّ سلمة حدّثتنا بذلك، فسألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فحدّثنا كما حدّثتنا به أمّ سلمة. ثم قال عليّ عليه السلام أنشدكم باللّه، أ تعلمون أنّ اللّه أنزل )يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(. فقال سلمان يا رسول اللّه عامّة هذه الآية أم خاصّة. فقال أمّا المأمورون فعامّة المؤمنين أمروا بذلك، و أمّا الصادقون فخاصّة لأخي عليّ )ع( و أوصيائي بعده إلى يوم القيامة. فقالوا اللّهمّ نعم. قال فأنشدكم باللّه، أ تعلمون أنّي قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في غزوة تبوك و لم خلّفتني مع النساء و الصبيان. فقال إنّ المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك، و أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي. قالوا اللّهمّ نعم. قال فأنشدكم باللّه، أ تعلمون أنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل في سورة الحجّ )يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ..( إلى آخر السورة، فقام سلمان، فقال يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم شهداء على الناس، الذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملّة أبيهم إبراهيم. قال عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصّة دون هذه الأمّة، فقال سلمان بيّنهم لنا يا رسول اللّه. فقال أنا و أخي عليّ و أحد عشر من ولدي. قالوا اللّهمّ نعم. قال أنشدكم باللّه، أ تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قام خطيبا و لم يخطب بعد ذلك، فقال أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه

 و عترتي أهل بيتي فتمسّكوا بهما لا تضلّوا، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني و عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فقام عمر بن الخطاب و هو شبه المغضب، فقال يا رسول اللّه أ كلّ أهل بيتك. فقال لا، و لكن أوصيائي منهم، أوّلهم عليّ أخي و وزيري و خليفتي في أمّتي و وليّ كلّ مؤمن بعدي، هو أوّلهم، ثم ابني الحسن، ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض شهداء للّه في أرضه و حججه على خلقه، و خزّان علمه، و معادن حكمته، من أطاعهم أطاع اللّه، و من عصاهم فقد عصى اللّه. فقالوا كلّهم نشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال ذلك... ثم تمادى بعليّ عليه السلام السؤال فما ترك شيئا إلّا ناشدهم اللّه فيه و سألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه و ما قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، كلّ ذلك يصدّقونه و يشهدون أنّه حقّ، ثم قال حين فرغ اللّهمّ اشهد عليهم. و قالوا اللّهمّ اشهد أنّا لم نقل إلّا ما سمعناه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ما حدّثناه من نثق به من هؤلاء و غيرهم أنّهم سمعوه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. قال أ تقرّون بأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال من زعم أنّه يحبّني و يبغض عليّا فقد كذب و ليس يحبّني. و وضع يده على رأسي، فقال له قائل كيف ذلك يا رسول اللّه )ص(. قال لأنّه منّي و أنا منه، و من أحبّه فقد أحبّني و من أحبنّي فقد أحبّ اللّه، و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه. قال نحو من عشرين رجلا من أفاضل الحيّين اللّهمّ نعم. و سكت بقيّتهم. فقال للسّكوت ما لكم سكتّم. قالوا هؤلاء الذين شهدوا عندنا ثقات في قولهم و فضلهم و سابقتهم، قالوا اللّهمّ اشهد عليهم. فقال طلحة بن عبيد اللّه و كان يقال له داهية قريش فكيف تصنع بما ادّعى أبو بكر و أصحابه الذين صدّقوه و شهدوا على مقالته يوم أتوه بك تقادوا و في عنقك حبل، فقالوا لك بايع، فاحتججت بما احتججت به فصدّقوك جميعا. ثم ادّعى أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول أبى اللّه أن يجمع لنا أهل البيت النبوّة و الخلافة، فصدّقه بذلك عمر و أبو عبيدة و سالم و معاذ بن جبل، ثم قال طلحة كلّ الذي قلت و ادّعيت و احتججت به من السابقة و الفضل حقّ نقرّ به و نعرفه. فأما الخلافة فقد شهد أولئك الأربعة بما سمعت. فقام عليّ عليه السلام عند ذلك و غضب من مقالته فأخرج شيئا قد كان يكتمه، و فسّر شيئا قاله يوم

 مات عمر لم يدر ما عنى به، فأقبل على طلحة و الناس يسمعون، فقال أما و اللّه يا طلحة ما صحيفة ألقى اللّه بها يوم القيامة أحبّ إليّ من صحيفة الأربعة، هؤلاء الخمسة الذين تعاهدوا و تعاقدوا على الوفاء بها في الكعبة في حجّة الوداع إن قتل اللّه محمّدا أو توفّاه أن يتوازروا عليّ و يتظاهروا فلا تصل إليّ الخلافة، و الدليل و اللّه على باطل ما شهدوا و ما قلت يا طلحة قول نبيّ اللّه يوم غدير خم من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه، فكيف أكون أولى بهم من أنفسهم و هم أمراء عليّ و حكّام و قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير النبوّة، فلو كان مع النبوّة غيرها لاستثناه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و قوله إنّي قد تركت فيكم أمرين كتاب اللّه و عترتي لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما لا تتقدّموهم و لا تخلّفوا عنهم، و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم، أ فينبغي أن يكون الخليفة على الأمّة إلّا أعلمهم بكتاب اللّه و سنّة نبيّه، و قد قال اللّه عزّ و جلّ )أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(، و قال )وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ(، و قال )ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ(، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما ولّت أمّة قطّ أمرها رجلا و فيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل يذهب أمرهم سفالا حتّى يرجعوا إلى ما تركوا، فأمّا الولاية فهي غير الإمارة، و الدليل على كذبهم و باطلهم و فجورهم أنّهم سلّموا عليّ بإمرة المؤمنين بأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و من الحجّة عليهم و عليك خاصّة و على هذا معك يعني الزبير و على الأمّة رأسا، و على هذا سعد و ابن عوف و خليفتكم هذا القائم يعني عثمان فإنّا معشر الشورى الستة أحياء كلّنا إن جعلني عمر بن الخطاب في الشورى إن كان قد صدق هو و أصحابه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، أ جعلنا شورى في الخلافة أو في غيرها فإن زعمتم أنّه جعلها شورى في غير الإمارة فليس لعثمان إمارة، و إنّما أمرنا أن نتشاور في غيرها، و إن كانت الشورى فيها فلم أدخلني فيكم، فهلّا أخرجني و قد قال إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أخرج أهل بيته من الخلافة، و أخبر أنّه ليس لهم فيها نصيب. و لم قال عمر حين دعانا رجلا رجلا، فقال لعبد اللّه ابنه و ها هو إذا أنشدك باللّه يا عبد اللّه بن عمر ما قال لك حين خرجت. قال أما إذا ناشدتني باللّه، فإنّه قال إن يتّبعوا أصلع قريش لحملهم على المحجّة البيضاء و أقامهم على كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم. قال يا ابن عمر فما قلت له عند ذلك. قال قلت له فما يمنعك أن تستخلفه. قال و ما ردّ عليك. قال ردّ علي شيئا أكتمه. قال عليه السلام فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبرني به في حياته ثم أخبرني به ليلة مات أبوك في منامي، و من رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في نومه فقد رآه في يقظته. قال فما أخبرك. قال عليه السلام فأنشدك باللّه يا ابن عمر لئن أخبرتك به لتصدّقنّ. قال إذا أسكت. قال فإنّه قال لك حين قلت له فما يمنعك أن تستخلفه. قال الصحيفة التي كتبناها بيننا و العهد في الكعبة، فسكت ابن عمر و قال أسألك بحقّ رسول اللّه )ص( لما سكت عنّي. قال سليم فرأيت ابن عمر في ذلك المجلس خنقته العبرة و عيناه تسيلان، و أقبل أمير المؤمنين عليّ عليه السلام على طلحة و الزبير و ابن عوف

 و سعد، فقال و اللّه لئن كان أولئك الخمسة أو الأربعة كذبوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما يحلّ لكم ولايتهم، و إن كانوا صدقوا ما حلّ لكم أيّها الخمسة أن تدخلوني معكم في الشورى، لأنّ إدخالكم إيّاي فيها خلاف على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ردّ عليه، ثم أقبل على الناس، فقال أخبروني عن منزلتي فيكم و ما تعرفوني به، أ صادق أنا فيكم أم كاذب. قالوا بل صدّيق صدوق، و اللّه ما علمناك كذبت كذبة قطّ في جاهليّة و لا إسلام. قال فو اللّه الذي أكرمنا أهل البيت بالنبوّة و جعل منّا محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و أكرمنا بعده بأن جعلنا أئمّة المؤمنين لا يبلغ عنه غيرنا، و لا تصلح الإمامة و الخلافة إلّا فينا، و لم يجعل لأحد من الناس فيها معنا أهل البيت نصيبا و لا حقّا، أمّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فخاتم النبيّين و ليس بعده نبيّ و لا رسول، ختم برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الأنبياء إلى يوم القيامة و جعلنا من بعد محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خلفاء في أرضه و شهداء على خلقه، و فرض طاعتنا في كتابه، و قرننا بنفسه في كتابه المنزل و بيّنه في غير آية من القرآن، و اللّه عزّ و جلّ جعل محمّدا نبيّا و جعلنا خلفاء من بعده في خلقه و شهداء على خلقه، و فرض طاعتنا في كتابه و قرننا بنفسه في كتابه المنزل. ثم إنّ اللّه تبارك و تعالى أمر نبيّه صلّى اللّه عليه و آله أن يبلغ ذلك أمّته فبلغهم كما أمره اللّه.. فأيّهما أحقّ بمجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و مكانه، و قد سمعتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين بعثني ببراءة، فقال لا يبلغ عنّي إلّا رجل منّي، أنشدكم باللّه، أ سمعتم ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. قالوا اللّهمّ نعم، نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين بعثك ببراءة. فقال أمير المؤمنين عليه السلام لا يصلح لصاحبكم أن يبلغ عنه صحيفة قدر أربع أصابع، و إنّه لا يصلح أن يكون المبلّغ عنه غيري، فأيّهما أحقّ بمجلسه و مكانه الذي سمّي بخاصّته أنّه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أو من حضر مجلسه من الأمّة. فقال طلحة قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ففسّر لنا كيف لا يصلح لأحد أن يبلغ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله غيرك، و لقد قال لنا و لسائر الناس ليبلّغ الشاهد الغائب، فقال بعرفة في حجّة الوداع نضّر اللّه امرأ سمع مقالتي ثم بلّغها غيره، فربّ

 حامل فقه لا فقه له، و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم إخلاص العمل اللّه عزّ و جلّ، و السمع و الطاعة و المناصحة لولاة الأمر و لزوم جماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم، و قال في غير موطن ليبلّغ الشاهد الغائب. فقال عليّ عليه السلام إنّ الذي قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم غدير خمّ و يوم عرفة في حجّة الوداع و يوم قبض في آخر خطبة خطبها حين قال إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه تعالى و أهل بيتي، فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنّهما لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض كهاتين الإصبعين، إلا أنّ أحدهما قدّام الآخر فتمسّكوا بهما لا تضلّوا و لا تزلوا، و لا تقدّموهم و لا تخلفوا عنهم، و لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم، و إنّما أمر العامة جميعا أن يبلّغوا من لقوا من العامّة إيجاب طاعة الأئمة من آل محمّد عليه و عليهم السلام و إيجاب حقّهم، و لم يقل ذلك في شي‏ء من الأشياء غير ذلك، و إنّما أمر العامّة أن يبلّغوا العامّة حجّة من لا يبلّغ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله جميع ما يبعثه اللّه به غيرهم، أ لا ترى يا طلحة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال لي و أنتم تسمعون يا أخي إنّه لا يقضي عنّي ديني و لا يبرأ ذمّتي غيرك، تبرئ ذمّتي و تؤدّي ديني و غراماتي و تقاتل على سنّتي، فلمّا ولي أبو بكر قضى عن نبيّ اللّه دينه و عداته فاتّبعتموه جميعا، فقضيت دينه و عداته، و قد أخبرهم أنّه لا يقضي عنه دينه و عداته غيري، و لم يكن ما أعطاهم أبو بكر قضاء لدينه و عداته، و إنّما كان الذي قضى من الدين و العدّة هو الذي أبرأه منه، و إنّما بلّغ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله جميع ما جاء به من عند اللّه من بعده الأئمّة الذين فرض اللّه في الكتاب طاعتهم و أمر بولايتهم، الذين من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصى اللّه. فقال طلحة فرّجت عنّي ما كنت أدري ما عنى بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتّى فسّرته لي، فجزاك اللّه يا أبا الحسن عن جميع أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله الجنّة. يا أبا الحسن شي‏ء أريد أن أسألك عنه، رأيتك خرجت بثوب مختوم، فقلت أيّها الناس إنّي لم أزل مشتغلا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بغسله و كفنه و دفنه، ثم اشتغلت بكتاب اللّه حتّى جمعته، فهذا كتاب اللّه عندي مجموعا لم يسقط عنّي حرف واحد، و لم أر ذلك الذي كتبت و ألّفت، و قد رأيت عمر بعث إليك أن ابعث به إليّ، فأبيت أن تفعل، فدعا عمر

 الناس فإذا شهد رجلان على آية كتبها، و إذا ما لم يشهد عليها غير رجل واحد أرجاها فلم يكتب، فقال عمر و أنا أسمع إنّه قد قتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرءون قرآنا لا يقرؤه غيرهم فقد ذهب، و قد جاءت شاة إلى صحيفة و كتاب يكتبون فأكلتها و ذهب ما فيها، و الكاتب يومئذ عثمان، و سمعت عمر و أصحابه الذين ألقوا ما كتبوا على عهد عمر و على عهد عثمان يقولون إنّ الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة، و إنّ النور نيف و مائة آية، و الحجر مائة و تسعون آية، فما هذا، و ما يمنعك يرحمك اللّه أن تخرج كتاب اللّه إلى الناس و قد عهد عثمان حين أخذ ما ألّف عمر فجمع له الكتاب و حمل الناس على قراءة واحدة، فمزّق مصحف أبيّ بن كعب و ابن مسعود و أحرقهما بالنار. فقال له عليّ عليه السلام يا طلحة إنّ كلّ آية أنزلها اللّه جلّ و علا على محمّد صلّى اللّه عليه و آله عندي بإملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و خطّ يدي، و تأويل كلّ آية أنزلها اللّه على محمّد صلّى اللّه عليه و آله، و كلّ حلال و حرام أو حدّ أو حكم أو شي‏ء تحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيامة عندي مكتوب بإملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و خطّ يدي حتّى أرش الخدش. فقال طلحة كلّ شي‏ء من صغير أو كبير أو خاصّ أو عام أو كان أو يكون إلى يوم القيامة فهو عندك مكتوب. قال نعم، و سوى ذلك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أسرّ إليّ في مرضه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كلّ باب ألف باب، و لو أنّ الأمّة منذ قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله اتّبعوني و أطاعوني لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم، يا طلحة أ لست قد شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين دعا بالكتف ليكتب فيه ما لا تضلّ أمّته، فقال صاحبك إنّ نبيّ اللّه يهجر، فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فتركها. قال بلى، قد شهدته. قال فإنّكم لما خرجتم أخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالذي أراد أن يكتب و يشهد عليه العامّة، فأخبره جبرئيل عليه السلام أنّ اللّه عزّ و جلّ قد قضى على أمّته الاختلاف و الفرقة، ثم دعا بصحيفة فأملى عليّ ما أراد أن يكتب في الكتف، و أشهد على ذلك ثلاثة رهط سلمان و أبو ذرّ و المقداد، و سمّى من يكون من أئمّة الهدى الذين أمر اللّه بطاعتهم إلى يوم القيامة، فسمّاني أوّلهم ثم ابني هذا ثم ابني هذا و أشار إلى الحسن و الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين، أ كذلك كان يا أبا ذر و يا مقداد. فقاما ثم قالا نشهد بذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. فقال طلحة و اللّه لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول ما أقلّت الغبراء و لا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق و لا أبرّ عند اللّه من أبي ذرّ، و أنا أشهد أنّهما لم يشهدا

 إلّا بحقّ و أنت عندي أصدق و أبرّ منهما. ثم أقبل عليّ عليه السلام، فقال اتّق اللّه عزّ و جلّ يا طلحة و أنت يا زبير و أنت يا سعد و أنت يا ابن عوف اتّقوا اللّه و آثروا رضاه، و اختاروا ما عنده، و لا تخافوا في اللّه لومة لائم. ثم قال طلحة لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتك عنه من أمر القرآن، ألا تظهره للناس. قال يا طلحة عمدا كففت عن جوابك، فأخبرني عمّا كتب عمر و عثمان، أ قرآن كلّه أم فيه ما ليس بقرآن. قال طلحة بل قرآن كلّه. قال إنّ أخذتم بما فيه نجوتم من النار و دخلتم الجنة، فإنّ فيه حجّتنا، و بيان حقّنا، و فرض طاعتنا. قال طلحة حسبي، أما إذا كان قرآنا فحسبي. ثم قال طلحة أخبرني عمّا في يديك من القرآن و تأويله و علم الحلال و الحرام إلى من تدفعه و من صاحبه بعدك. قال إنّ الذي أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن أدفعه إليه. قال من هو. قال وصيّي و أولى الناس بعدي بالناس ابني الحسن ثم يدفعه ابني الحسن عند موته إلى ابني الحسين، ثم يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين حتى يرد آخرهم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حوضه، هم مع القرآن لا يفارقونه و القرآن معهم لا يفارقهم، أما إنّ معاوية و ابنه سيليان بعد عثمان ثم يليهما سبعة من ولد الحكم بن أبي العاص واحد بعد واحد تكملة اثني عشر إمام ضلالة، و هم الذين رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على منبره يردون الأمّة على أدبارهم القهقرى، عشرة منهم من بني أميّة و رجلان أسّسا ذلك لهم، و عليهما مثل جميع أوزار هذه الأمّة إلى يوم القيامة.

أقول روى الصدوق رحمه اللّه في إكمال الدين مختصرا من هذا الإحتجاج، عن أبيه و ابن الوليد معا، عن سعد، عن ابن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس.

و وجدت في أصل كتاب سليم مثله. بيان قال الجوهري الدّبر بالفتح جماعة النّحل.. و يقال للزّنابير أيضا دبر، و منه قيل لعاصم بن ثابت الأنصاري حميّ الدبر، و ذلك أنّ المشركين لما قتلوه أرادوا أن يمثّلوا به فسلّط اللّه عليهم الزنابير الكبار تأبر الدارع فارتدعوا عنه حتّى أخذه المسلمون فدفنوه. قوله عليه السلام حجّة من لا يبلغ... المراد بالموصول الأئمّة عليهم السلام، فإنّهم الذين لا يبلغ سواهم جميع ما يبعث اللّه النبيّ )ص( به، و الغرض أنّ ما يلزمهم إبلاغه هو الكلام الذي يكون حجّة للإمام على الخلق من النصّ عليه و ما يدلّ على وجوب طاعته، فإنّ بإخبار الإمام فقط لا تتمّ الحجّة في ذلك، فأمّا تبليغ سائر الأشياء فهو شأن الإمام عليه السلام. قوله عليه السلام و لم يكن ما أعطاهم.. لعل المعنى أنّ قاضي الدين و العداة هو الذي يبرئ ذمّة الغريم و الواعد، و لا يبرئ الذمّة إلّا ما كان بجهة شرعيّة، و بعد تعيين النبيّ صلّى اللّه عليه و آله عليّا عليه السلام لقضاء الدين و العداة و نهي الغير عن ذلك، إذا أتى به غيره لم يكن بجهة شرعيّة فلا يبرئ الذمّة، فما أدّاه أبو بكر لم يكن داخلا في قضاء الدين و العدة. فقوله عليه السلام و إنّما كان الذي قضى.. إشارة إلى ما ذكرنا، أي ليس القاضي إلّا الذي أبرأ المديون منه، و أبو بكر لم يكن كذلك. و لنذكر

 بعض الزوائد التي وجدناها في كتاب سليم، و بعض الاختلافات بينه و بين سائر الروايات. قال بعد قوله لم يلتق واحد منهم على سفاح قطّ.. فقال أهل السابقة و القدمة و أهل بدر و أهل أحد نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. قال فأنشدكم اللّه، أ تقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله آخى بين كلّ رجلين من أصحابه و آخى بيني و بين نفسه، و قال أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة. فقالوا اللّهمّ نعم. قال أ تقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله اشترى موضع مسجده و منازله فأتيناه ثم بنى عشرة منازل تسعة له و جعل لي عاشرها في وسطها، ثم سدّ كلّ باب شارع إلى المسجد غير بابي، فتكلّم في ذلك من تكلّم، فقال ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه و لكنّ اللّه أمرني بسدّ أبوابكم و فتح بابه، و لقد نهى الناس جميعا أن يناموا في المسجد غيري، و كنت أجنب في المسجد و منزلي و منزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في المسجد يولد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و لي فيه أولاد. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّ عمر حرص على كوة قدر عينه يدعها من منزله إلى المسجد فأبى عليه، ثم قال صلّى اللّه عليه و آله إنّ اللّه أمر موسى عليه السلام أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيره و غير هارون و ابنيه، و إنّ اللّه أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري و غير أخي و ابنيه. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال في غزوة تبوك أنت منّي بمنزلة هارون من موسى و أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين دعا أهل نجران إلى المباهلة أنّه لم يأت إلّا بي و بصاحبتي و ابني. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ تعلمون أنّه دفع إليّ اللواء يوم خيبر، ثم قال لأدفعها إلى رجل يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله، ليس بجبان و لا فرّار يفتحها اللّه على يديه. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعثني ببراءة و قال لا يبلغ عنّي إلّا رجل منّي. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لم ينزل به شديدة قطّ إلّا قدّمني لها ثقة بي، و أنّه لم يدع باسمي قطّ إلّا أن يقول يا أخي.. و ادعوا لي أخي... قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قضى بيني و بين جعفر و زيد في ابنة حمزة، فقال يا عليّ أنت منّي و أنا منك و أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّه كانت لي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في كلّ يوم و ليلة دخلة و خلوة، إذا سألته أعطاني، و إذا سكتت ابتدأني. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فضّلني على حمزة و جعفر، فقال لفاطمة إنّ زوجك خير أهلي و خير أمّتي، أقدمهم سلما، و أعظمهم حلما. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال أنا سيّد ولد آدم )ع( و أخي عليّ سيّد العرب، و فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمرني بغسله و أخبرني أنّ جبرئيل عليه السلام يعينني عليه. قالوا اللّهمّ نعم. قال أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال في آخر خطبة خطبكم أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل بيتي. قالوا اللّهمّ نعم.

 قال فلم يدع شيئا ممّا أنزل اللّه فيه خاصّة و في أهل بيته من القرآن و لا على لسان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلّا ناشدهم اللّه به، فمنه ما يقولون جميعا نعم، و منه ما يسكت بعضهم و يقول بعضهم اللّهمّ نعم، و يقول الذين سكتوا أنتم عندنا ثقات، و قد حدّثنا غيركم ممّن نثق به أنّهم سمعوا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثم قال حين فرغ اللّهمّ اشهد عليهم.. و ساق الحديث إلى قوله فقال أما و اللّه يا طلحة ما صحيفة ألقى اللّه بها يوم القيامة أحبّ إليّ من صحيفة هؤلاء الخمسة الذين تعاهدوا و تعاقدوا على الوفاء بها في الكعبة في حجّة الوداع، إن قتل اللّه محمّدا أو مات أن يتوازروا أو يتظاهروا عليّ.. و ساق إلى قوله فأيّنا أحقّ بمجلسه و مكانه الذي يسمّى بخاصّة أنّه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، أو من خصّ من بين الأمّة أنّه ليس من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.. و ساق إلى قوله يا طلحة عمدا كففت عن جوابك. قال فأخبرني عمّا كتب عمر و عثمان، أ قرآن كلّه أم فيه ما ليس بقرآن. قال بل قرآن كلّه إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار.. و ساق إلى قوله و من صاحبه بعدك. قال إلى الذي أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن أدفعه إليه. قال من هو. قال وصيّي.. و ساق إلى قوله في آخر الخبر. يردّون أمّته على أدبارهم القهقرى، فقالوا يرحمك اللّه يا أبا الحسن و جزاك اللّه أفضل الجزاء عنّا.

 ل القطّان و السناني و الدقّاق و المكتب و الورّاق جميعا، عن ابن زكريّا القطّان، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن سليمان بن حكيم، عن ثور ابن يزيد، عن مكحول، قال قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام لقد علم المستحفظون من أصحاب النبيّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلّا و قد شركته فيها و فضلته، و لي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم. قلت يا أمير المؤمنين فأخبرني بهنّ. فقال عليه السلام إنّ أوّل منقبة لي أنّي لم أشرك باللّه طرفة عين، و لم أعبد اللّات و العزّى. و الثانية أنّي لم أشرب الخمر قطّ. و الثالثة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله استوهبني من أبي في صباي فكنت أكيله و شريبه و مؤنسه و محدّثه. و الرابعة أنّي أوّل الناس إيمانا و إسلاما. و الخامسة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال لي يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي. و السادسة أنّي كنت آخر الناس عهدا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و دليته في حفرته. و السابعة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار و سجّاني ببرده، فلمّا جاء المشركون ظنّوني محمّدا فأيقظوني، و قالوا ما فعل صاحبك. فقلت ذهب في حاجته. فقالوا لو كان هرب لهرب هذا معه. و أمّا الثامنة فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله علّمني ألف باب من العلم يفتح كلّ باب ألف باب، و لم يعلّم ذلك أحدا غيري. و أمّا التاسعة فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال لي يا علي إذا حشر اللّه عزّ و جلّ الأوّلين و الآخرين نصب لي منبرا فوق منابر النبيّين، و نصب لك منبرا فوق منابر الوصيّين، فترتقي عليه. و أمّا العاشرة فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول لا أعطى في القيامة شيئا إلّا سألت لك مثله. و أمّا الحادية عشرة فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول يا علي أنت أخي و أنا أخوك يدك في يدي حتّى ندخل الجنّة. و أمّا الثانية عشرة فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول يا علي مثلك في أمّتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق. و أمّا الثالثة عشرة فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عمّمني بعمامة نفسه بيده و دعا لي بدعوات النصر على أعداء اللّه، فهزمتهم بإذن اللّه عزّ و جلّ. و أمّا الرابعة عشرة فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمرني أن أمسح يدي على ضرع شاة قد يبس ضرعها، فقلت يا رسول اللّه بل امسح أنت. فقال يا علي فعلك فعلي، فمسحت عليها يدي فدرّ عليّ من لبنها فسقيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله شربة، ثم أتت عجوز فشكت الظمأ فسقيتها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّي سألت اللّه عزّ و جلّ أن يبارك في يدك ففعل. و أمّا الخامسة عشرة فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أوصى إليّ و قال يا علي لا يلي غسلي غيرك، و لا يواري عورتي غيرك، فإنّه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقّأت عيناه. فقلت له كيف فكيف لي بتقليبك يا رسول اللّه )ص(. فقال إنّك ستعان، فو اللّه ما أردت أن أقلب عضوا من أعضائه إلّا قلب لي. و أمّا السادسة عشرة فإنّي أردت أن أجرّده فنوديت، يا وصيّ محمّد لا تجرّده، فغسّلته و القميص عليه، فلا و اللّه الذي أكرمه بالنبوّة و خصّه بالرسالة ما رأيت له عورة، خصّني اللّه بذلك من بين أصحابه. و أمّا السابعة عشرة فإنّ اللّه عزّ و جلّ زوّجني فاطمة و قد كان خطبها أبو بكر و عمر فزوّجني اللّه من فوق سبع سماواته، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه

 و آله هنيئا لك يا علي، فإنّ اللّه عزّ و جلّ قد زوّجك فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، و هي بضعة منّي. فقلت يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أ و لست منك. قال بلى يا علي، و أنت منّي و أنا منك كيميني من شمالي، لا أستغني عنك في الدنيا و الآخرة. و أمّا الثامنة عشرة فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال يا عليّ أنت صاحب لواء الحمد في الآخرة، و أنت يوم القيامة أقرب الخلائق منّي مجلسا يبسط لي و يبسط لك فأكون في زمرة النبيّين، و تكون في زمرة الوصيّين، و يوضع على رأسك تاج النور و إكليل الكرامة، يحفّ بك سبعون ألف ملك حتّى يفرغ اللّه عزّ و جلّ من حساب الخلائق. و أمّا التاسعة عشرة فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال ستقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين، فمن قاتلك منهم فإنّ لك بكلّ رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك. فقلت يا رسول اللّه )ص( فمن الناكثون. قال طلحة و الزبير، سيبايعونك بالحجاز، و ينكثانك بالعراق، فإذا فعلا ذلك فحاربهما فإنّ في قتالهما طهارة لأهل الأرض. قلت فمن القاسطون. قال معاوية و أصحابه. فقلت فمن المارقون. قال أصحاب ذو الثدية، و هم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فاقتلهم فإنّ في قتلهم فرجا لأهل الأرض، و عذابا معجّلا عليهم، و ذخرا لك عند اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة. و أمّا العشرون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول مثلك في أمّتي مثل باب حطّة في بني إسرائيل، فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره اللّه عزّ و جلّ. و أمّا الحادية و العشرون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول أنا مدينة العلم و عليّ بابها، و لن يدخل المدينة إلّا من بابها، ثم قال يا عليّ إنّك سترعى ذمّتي و تقاتل على سنّتي، و تخالفك أمّتي. و أمّا الثانية و العشرون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق ابني الحسن و الحسين من نور ألقاه إليك و إلى فاطمة، و هما يهتزّان كما يهتزّ القرطان إذا كانا في الأذنين، و نورهما متضاعف على نور الشهداء سبعين ألف ضعف، يا علي إنّ اللّه عزّ و جلّ قد وعدني أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحدا ما خلا النبيّين و المرسلين. و أمّا الثالثة و العشرون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أعطاني خاتمه في حياته و درعه و منطقته و قلّدني سيفه و أصحابه كلّهم حضور و عمّي العباس حاضر، فخصّني اللّه عزّ و جلّ منه بذلك دونهم. و أمّا الرابعة و العشرون فإنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل على رسوله صلّى اللّه عليه و آله )يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً( فكان لي دينار فبعثه بعشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أصّدق قبل ذلك بدرهم، و و اللّه ما فعل هذا أحد من أصحابه قبلي و لا بعدي، فأنزل اللّه عزّ و جلّ )أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ

...( الآية، فهل تكون التوبة إلّا من ذنب كان. و أمّا الخامسة و العشرون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول الجنّة محرّمة على الأنبياء حتّى أدخلها أنا، و هي محرّمة على الأوصياء حتّى تدخلها أنت يا علي، إنّ اللّه تبارك و تعالى بشّرني فيك ببشرى لم يبشّر بها نبيّا قبلي، بشّرني بأنّك سيّد الأوصياء، و أنّ ابنيك الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة يوم القيامة. و أمّا السادسة و العشرون فإنّ جعفرا أخي الطيّار في الجنّة مع الملائكة المزيّن بالجناحين من درّ و ياقوت و زبرجد. و أمّا السابعة و العشرون فعمّي حمزة سيّد الشهداء. و أمّا الثامنة و العشرون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال إنّ اللّه تبارك و تعالى وعدني فيك وعدا لن يخلفه، جعلني نبيّا و جعلك وصيّا، و ستلقى من أمّتي من بعدي ما لقي موسى من فرعون، فاصبر و احتسب حتّى تلقاني فأوالي من والاك و أعادي من عاداك. و أمّا التاسعة و العشرون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول يا علي أنت صاحب الحوض لا يملكه غيرك و سيأتيك قوم فيستسقونك فتقول لا.. و لا مثل ذرّة، فينصرفون مسودّة وجوههم، و سترد عليك شيعتي و شيعتك فتقول ردوا رواء مرويّين، فيردون مبيضّة وجوههم. و أمّا الثلاثون فإنّي سمعته صلّى اللّه عليه و آله يقول يحشر أمّتي يوم القيامة على خمس رايات، فأوّل راية ترد عليّ راية فرعون هذه الأمّة، و هو معاوية. و الثانية مع سامريّ هذه الأمّة، و هو عمرو بن العاص. و الثالثة مع جاثليق هذه الأمّة، و هو أبو موسى الأشعري. و الرابعة مع أبي الأعور السلمي. و أمّا الخامسة فمعك يا علي تحتها المؤمنون و أنت إمامهم، ثم يقول اللّه تبارك و تعالى للأربعة )ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ...( و هم شيعتي و من والاني و قاتل معي الفئة الباغية و الناكبة عن الصراط، و باب الرحمة هم شيعتي، فينادي هؤلاء أَ لَمْ نَكُنْ فيه )مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ وَ ارْتَبْتُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ( )فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَ لا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ(، ثم ترد أمّتي و شيعتي فيروون من حوض محمّد صلّى اللّه عليه و آله، بيدي عصى عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الإبل. و أمّا الحادية و الثلاثون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول لو لا أن يقول فيك الغالون من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت

 فيك قولا لا تمرّ بملإ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به. و أمّا الثانية و الثلاثون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول إنّ اللّه تبارك و تعالى نصرني بالرعب فسألته أن ينصرك بمثله فجعل لك من ذلك مثل الذي جعله لي. و أمّا الثالثة و الثلاثون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله التقم أذني و علّمني ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة، فساق اللّه تبارك و تعالى إلى لسان نبيّه صلّى اللّه عليه و آله. و أمّا الرابعة و الثلاثون فإنّ النصارى ادّعوا أمرا فأنزل اللّه عزّ و جلّ )فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ( فكانت نفسي نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و النساء فاطمة )ع(، و الأبناء الحسن و الحسين، ثم ندم القوم فسألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الإعفاء فأعفاهم، و الذي أنزل التوراة على موسى و الفرقان على محمّد صلّى اللّه عليه و آله لو باهلونا لمسخوا قردة و خنازير. و أمّا الخامسة و الثلاثون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وجّهني يوم بدر، فقال ائتني بكفّ حصيات مجموعة في مكان واحد، فأخذتها ثم شممتها فإذا هي طيّبة تفوح منها رائحة المسك، فأتيته بها فرمى بها وجوه المشركين، و تلك الحصيات أربع منها كنّ من الفردوس، و حصاة من المشرق، و حصاة من المغرب، و حصاة من تحت العرش، مع كلّ حصاة مائة ألف ملك مدد لنا، لم يكرّم اللّه عزّ و جلّ بهذه الفضيلة أحدا قبل و لا بعد. و أمّا السادسة و الثلاثون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول ويل لقاتلك، إنّه أشقى من ثمود و من عاقر الناقة، و إنّ عرش الرحمن ليهتزّ لقتلك، فأبشر يا علي، فإنّك في زمرة الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ. و أمّا السابعة و الثلاثون فإنّ اللّه تبارك و تعالى قد خصّني من بين أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله بعلم الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه و الخاصّ و العام، و ذلك ممّا منّ اللّه به عليّ و على رسوله صلّى اللّه عليه و آله، و قال لي الرسول صلّى اللّه عليه و آله يا علي إنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أدنيك و لا أقصيك، و أعلّمك و لا أجفوك، و حقّ عليّ أن أطيع ربّي و حقّ عليك أن تعي. و أمّا الثامنة و الثلاثون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعثني بعثا و دعا لي بدعوات و أطلعني على ما يجري بعده، فحزن لذلك بعض أصحابه و قال لو قدر محمّد أن يجعل ابن عمّه نبيّا لجعله، فشرّفني اللّه عليّ بالاطّلاع على ذلك على لسان نبيّه صلّى اللّه عليه و آله. و أمّا التاسعة و الثلاثون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض عليّا، لا يجتمع حبّي و حبّه إلّا في قلب مؤمن، إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل أهل حبّي و حبّك يا علي في أوّل زمرة السابقين إلى الجنّة، و جعل أهل بغضي و بغضك في أوّل زمرة الضالّين من أمّتي إلى النار. و أمّا الأربعون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وجّهني في بعض الغزوات إلى ركي فإذا ليس فيه ماء، فرجعت إليه فأخبرته، فقال أ فيه

 طين. فقلت نعم. فقال ايتني منه، فأتيت منه بطين، فتكلّم فيه، ثم قال ألقه في الركي، فألقيته، فإذا الماء قد نبع حتّى امتلأ جوانب الركي، فجئت إليه فأخبرته، فقال لي وفّقت يا علي و ببركتك نبع الماء، فهذه المنقبة خاصّة لي من دون أصحاب النبيّ صلّى اللّه عليه و آله. و أمّا الحادية و الأربعون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول أبشر يا عليّ فإنّ جبرئيل عليه السلام أتاني فقال لي يا محمّد إنّ اللّه تبارك و تعالى نظر إلى أصحابك فوجد ابن عمّك و ختنك على ابنتك فاطمة خير أصحابك، فجعله وصيّك و المؤدّي عنك. و أمّا الثانية و الأربعون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول أبشر يا علي فإنّ منزلك في الجنّة مواجه منزلي، و أنت معي في الرفيق الأعلى في أعلى عليّين، قلت يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ما أعلى عليّون. فقال قبّة من درّة بيضاء لها سبعون ألف مصراع مسكن لي و لك يا علي. و أمّا الثالثة و الأربعون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال إنّ اللّه عزّ و جلّ رسخ حبّي في قلوب المؤمنين و كذلك رسخ حبّك يا علي في قلوب المؤمنين، و رسخ بغضي و بغضك في قلوب المنافقين، فلا يحبّك إلّا مؤمن تقي و لا يبغضك إلّا منافق كافر. و أمّا الرابعة و الأربعون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول لن يبغضك من العرب إلّا دعيّ، و لا من العجم إلّا شقيّ، و لا من النساء إلّا سلقلقيّة. و أمّا الخامسة و الأربعون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله دعاني و أنا رمد العين فتفل في عيني، و قال اللّهمّ اجعل حرّها في بردها و بردها في حرّها، فو اللّه ما اشتكت عيني إلى هذه الساعة. و أمّا السادسة و الأربعون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمر أصحابه و عمومته بسدّ الأبواب و فتح بابي بأمر اللّه عزّ و جلّ، فليس لأحد منقبة مثل منقبتي. و أمّا السابعة و الأربعون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمرني في وصيّته بقضاء ديونه و عداته، فقلت يا رسول اللّه قد علمت أنّه ليس عندي مال. فقال سيعينك اللّه، فما أردت أمرا من قضاء ديونه و عداته إلّا يسّره اللّه لي حتّى قضيت ديونه و عداته، و أحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفا و بقي بقيّة أوصيت الحسن أن يقضيها. و أمّا الثامنة و الأربعون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أتاني في منزلي و لم يكن طعمنا منذ ثلاثة أيّام فقال يا علي هل عندك من شي‏ء. فقلت و الذي أكرمك بالكرامة و اصطفاك بالرسالة ما طعمت و زوجتي و ابناي منذ ثلاثة أيّام. فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يا فاطمة أدخلي البيت و انظري هل تجدين شيئا. فقالت خرجت الساعة. فقلت يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أدخله أنا. فقال أدخله بسم اللّه، فدخلت فإذا أنا بطبق موضوع عليه رطب و جفنة من ثريد، فحملتها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال يا علي رأيت الرسول الذي حمل هذا الطعام، فقلت نعم. فقال صفه لي، فقلت من بين أحمر و أخضر و أصفر. فقال تلك خطط جناح جبرئيل عليه السلام مكلّلة بالدرّ و الياقوت، فأكلنا من الثريد حتى شبعنا، فما رئي إلّا خدش أيدينا و أصابعنا، فخصّني اللّه عزّ و جلّ بذلك من بين الصحابة.

 و أمّا التاسعة و الأربعون فإنّ اللّه تبارك و تعالى خصّ نبيّه صلّى اللّه عليه و آله بالنبوّة و خصّني النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بالوصيّة، فمن أحبّني فهو سعيد يحشر في زمرة الأنبياء عليهم السلام. و أمّا الخمسون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعث ببراءة مع أبي بكر، فلمّا مضى أتى جبرئيل عليه السلام، فقال يا محمّد لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك، فوجّهني على ناقته الغضباء، فلحقته بذي الحليفة فأخذتها منه، فخصّني اللّه عزّ و جلّ بذلك. و أمّا الحادية و الخمسون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أقامني للناس كافة يوم غدير خمّ، فقال من كنت مولاه فعليّ مولاه، فَبُعْداً و سحقا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. و أمّا الثانية و الخمسون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال يا علي أ لا أعلّمك كلمات علّمنيهنّ جبرئيل عليه السلام. فقلت بلى. قال قل »يا رزّاق المقلّين، و يا راحم المساكين، و يا أسمع السامعين، و يا أبصر الناظرين، و يا أرحم الراحمين، ارحمني و ارزقني«. و أمّا الثالثة و الخمسون فإنّ اللّه تبارك و تعالى لن يذهب بالدنيا حتّى يقوم منّا القائم يقتل مبغضينا و لا يقبل الجزية، و يكسر الصليب و الأصنام، و تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها، و يدعو إلى أخذ المال فيقسمه بالسويّة، و يعدل في الرعيّة. و أمّا الرابعة و الخمسون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول يا علي سيلعنك بنو أميّة و يردّ عليهم ملك بكلّ لعنة ألف لعنة، فإذا قام القائم لعنهم أربعين سنة. و أمّا الخامسة و الخمسون سمعت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال لي سيفتتن فيك طوائف من أمّتي، فتقول إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لم يخلّف شيئا فيما إذا أوصى عليّا، أ و ليس كتاب ربّي أفضل الأشياء بعد اللّه عزّ و جلّ و الذي بعثني بالحقّ لئن لم تجمعه بإتقان لم يجمع أبدا، فخصّني اللّه عزّ و جلّ بذلك من دون الصحابة. و أمّا السادسة و الخمسون فإنّ اللّه تبارك و تعالى خصّني بما خصّ به أولياءه و أهل طاعته و جعلني وارث محمّد صلّى اللّه عليه و آله، فمن ساءه ساءه و من سرّه سرّه.. و أومى بيده نحو المدينة. و أمّا السابعة و الخمسون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان في بعض الغزوات ففقد الماء، فقال لي يا علي قم إلى هذه الصخرة، و قل أنا رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله انفجري إليّ ماء، فو اللّه الذي أكرمه بالنبوّة، لقد أبلغتها الرسالة فاطّلع منها مثل ثدي البقرة، فسال من كلّ ثدي منها ماء، فلمّا رأيت ذلك أسرعت إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فأخبرته، فقال انطلق يا عليّ فخذ من الماء، و جاء القوم حتّى ملئوا قربهم و أدواتهم و سقوا دوابّهم و شربوا و توضّوا، فخصّني اللّه عزّ و جلّ بذلك من دون الصحابة. و أمّا الثامنة و الخمسون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمرني في بعض غزواته و قد نفد الماء، فقال يا علي ائت بتور، فأتيته به، فوضع يده اليمنى و يدي معها في التور، فقال انبع، فنبع الماء من بين أصابعنا. و أمّا التاسعة و الخمسون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وجّهني إلى خيبر، فلمّا أتيته وجدت الباب مغلقا فزعزعته شديدا فقلعته و رميت به أربعين خطوة، فدخلت فبرز إليّ مرحب فحمل عليّ و حملت عليه، و سقيت الأرض من

 دمه، و قد كان وجّه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين. و أمّا الستّون فإنّي قتلت عمرو بن عبد ودّ، و كان يعدّ بألف رجل. و أمّا الحادية و الستّون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول يا عليّ مثلك في أمّتي مثل )قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(، فمن أحبّك بقلبه فكأنّما قرأ ثلث القرآن، و من أحبّك بقلبه و أعانك بلسانه فكأنّما قرأ ثلثي القرآن، و من أحبّك بقلبه و أعانك بلسانه و نصرك بيده فكأنّما قرأ القرآن كلّه. و أمّا الثانية و الستّون فإنّي كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في جميع المواطن و الحروب و كانت رايته معي. و أمّا الثالثة و الستّون فإنّي لم أفرّ من الزحف قطّ، و لم يبارزني أحد إلا سقيت الأرض من دمه. و أمّا الرابعة و الستّون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أتي بطير مشويّ من الجنّة فدعا اللّه عزّ و جلّ أن يدخل عليه أحبّ الخلق إليه فوفّقني اللّه للدخول عليه حتى أكلت معه من ذلك الطير. و أمّا الخامسة و الستّون فإنّي كنت أصلّي في المسجد فجاء سائل فسأل و أنا راكع، فناولته خاتمي من إصبعي، فأنزل اللّه تبارك و تعالى فيّ )إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ(. و أمّا السادسة و الستّون فإنّ اللّه تبارك و تعالى ردّ عليّ الشمس مرّتين، و لم يردّها على أحد من أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله غيري. و أمّا السابعة و الستّون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمر أن أدعى بإمرة المؤمنين في حياته و بعد موته و لم يطلق ذلك لأحد غيري. و أمّا الثامنة و الستّون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال يا علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين سيّد الأنبياء فأقوم، ثم ينادي أين سيّد الأوصياء فتقوم، و يأتيني رضوان بمفاتيح الجنّة، و يأتيني مالك بمقاليد النار، فيقولان إنّ اللّه جلّ جلاله أمرنا أن ندفعها إليك و نأمرك أن تدفعها إلى عليّ بن أبي طالب، فتكون يا عليّ قسيم الجنّة و النار. و أمّا التاسعة و الستّون فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول لولاك ما عرف المنافقون من المؤمنين. و أمّا السبعون فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله نام و نوّمني و زوجتي فاطمة و ابني الحسن و الحسين و ألقى علينا عباءة قطوانيّة، فأنزل اللّه تبارك و تعالى فينا )إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(، و قال جبرئيل عليه السلام أنا منكم يا محمّد، فكان سادسنا جبرئيل عليه السلام.

3-  و 4-  ل، لي ابن المتوكّل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي الجارود، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال خطبنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال أيّها الناس إنّ قدّام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منهم أنس بن مالك و البراء بن عازب الأنصاري و الأشعث بن قيس الكندي و خالد بن يزيد البجلي.. ثم أقبل بوجهه على أنس بن مالك، فقال يا أنس إن كنت سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك اللّه حتّى يبتليك ببرص لا تغطّيه العمامة، و أمّا أنت يا أشعث فإن كنت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو يقول من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك اللّه حتّى يذهب بكريمتيك، و أمّا أنت يا خالد بن يزيد إن كنت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك اللّه إلّا ميتة جاهليّة، و أمّا أنت يا براء بن عازب إن كنت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك اللّه إلّا حيث هاجرت منه. قال جابر بن عبد اللّه الأنصاري و اللّه لقد رأيت أنس بن مالك و قد ابتلي ببرص يغطّيه بالعمامة فما تستره، و لقد رأيت الأشعث بن قيس و قد ذهبت كريمتاه و هو يقول الحمد للّه الذي جعل دعاء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالعمى في الدنيا و لم يدع عليّ بالعذاب في الآخرة فأعذّب، و أمّا خالد ابن يزيد فإنّه مات فأراد أهله أن يدفنوه، و حفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل و الإبل فعقرتها على باب منزله، فمات ميتة جاهليّة، و أمّا البراء بن عازب فإنّه ولّاه معاوية اليمن فمات بها و منها كان هاجر.