باب 28- قوله عز و جل أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّ

1-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال نزلت في علي و العباس و شيبة قال العباس أنا أفضل لأن سقاية الحاج بيدي و قال شيبة أنا أفضل لأن حجابه البيت بيدي و قال علي أنا أفضل فإني  آمنت قبلكما ثم هاجرت و جاهدت فرضوا برسول الله ص فأنزل الله أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ إلى قوله إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ

 و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب ع قوله كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ و إن منهم أعظم درجة عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ثم وصف علي بن أبي طالب ع فقال الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ ثم وصف ما لعلي ع عنده فقال يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ

2-  كشف، ]كشف الغمة[ مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ الآية نزلت في ملاحاة العباس و علي ع قال له العباس لئن سبقتمونا بالإيمان و الهجرة فقد كنا نسقي الحجيج و نعمر المسجد الحرام فنزلت

 أقول و روي عن أبي بكر بن مردويه أيضا نزولها فيه ع

3-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما ع في قول الله عز و جل أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ الآية نزلت في حمزة و علي و جعفر و العباس و شيبة إنهم فخروا بالسقاية و الحجابة فأنزل الله عز و جل أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ  و كان علي و حمزة و جعفر الذين آمنوا بالله و اليوم الآخر و جاهدوا في سبيل الله لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ

 شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير بثلاثة أسانيد مثله

4-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ قدامة بن عبد الله البجلي معنعنا عن ابن عباس قال افتخر شيبة بن عبد الدار و العباس بن عبد المطلب فقال شيبة في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا شئنا و نغلقها إذا شئنا فنحن خير الناس بعد رسول الله و قال العباس في أيدينا سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام فنحن خير الناس بعد رسول الله إذ مر عليهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فأرادا أن يفتخرا فقالا له يا أبا الحسن أ نخبرك بخير الناس بعد رسول الله ها أنا ذا فقال شيبة في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذ شئنا و نغلقها إذا شئنا فنحن خير الناس بعد النبي و قال العباس في أيدينا سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام فنحن خير الناس بعد رسول الله فقال لهما أمير المؤمنين ع أ لا أدلكما على من هو خير منكما قالا له و من هو قال الذي صرف رقبتكما حتى أدخلكما في الإسلام قهرا قالا و من هو قال أنا فقام العباس مغضبا حتى أتى النبي ص و أخبره بمقالة علي بن أبي طالب ع فلم يرد النبي ص شيئا فهبط جبرئيل ع فقال يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فدعا النبي ص العباس فقرأ عليه الآية و قال يا عم قم فاخرج هذا الرحمن يخاصمك في علي بن أبي طالب ع

   فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن عبيد الجعفي معنعنا عن الحارث الأعور مثله

5-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن الحسين الخياط معنعنا عن ابن سيرين عن الحسن بن العباس و جعفر الأحمسي معنعنا عن السدي قالا قال عباس أنا عم محمد و أنا صاحب سقاية الحاج و أنا أفضل من علي و قال عثمان بن طلحة أو شيبة أنا أفضل من علي فنزلت هذه الآية

6-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد الزهري معنعنا عن جعفر عن أبيه ع قال لما فتح رسول الله ص مكة أعطى العباس السقاية و أعطى عثمان بن طلحة الحجابة و لم يعط عليا شيئا فقيل لعلي بن أبي طالب ع إن النبي أعطى العباس السقاية و أعطى عثمان بن طلحة الحجابة و لم يعطك شيئا قال فقال ما أرضاني بما فعل الله و رسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية

 أقول روى ابن بطريق نزول الآية فيه ع في العمدة بأسانيد جمة من تفسير الثعلبي و من الجمع بين الصحاح الستة

 و روي في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن مجاهد قال نزلت أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ الآية في علي و العباس

 و بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس قال نزلت في علي بن أبي طالب ع

 و بإسناده عن الشعبي قال تكلم علي و العباس و شيبة في السقاية و السدانة فأنزل الله تعالى أَ جَعَلْتُمْ إلى قوله حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ حتى يفتح مكة فتنقطع الهجرة

7-  يف، ]الطرائف[ في الجمع بين الصحاح الستة من صحيح النسائي عن محمد بن كعب القرظي قال افتخر شيبة بن أبي طلحة و رجل ذكر اسمه و علي بن أبي طالب ع  فقال شيبة بن أبي طلحة معي مفتاح البيت و لو أشاء بت فيه و قال ذلك الرجل أنا صاحب السقاية و لو أشاء بت في المسجد و قال علي ع ما أدري ما تقولان لقد صليت إلى القبلة قبل الناس و أنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ

 و رواه الثعلبي كذلك في تفسير هذه الآية عن الحسن و الشعبي و محمد بن كعب القرظي و رواه ابن المغازلي عن إسماعيل بن عامر عن عبد الله بن عبيدة البريدي

بيان لعل السيد اتقى في عدم التصريح بذكر العباس من خلفاء زمانه و رواه السيوطي في الدر المنثور عن أبي جرير بإسناده عن محمد بن كعب مثله مصرحا باسم العباس و قال أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب ع و العباس

 و أخرج ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن الشعبي قال تفاخر علي و العباس و شيبة في السقاية و الحجابة فأنزل الله تعالى أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ الآية

 و أخرج عبد الرزاق و ابن أبي شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن الشعبي قال نزلت هذه الآية في العباس و علي ع تكلما في ذلك

 و أخرج ابن مردويه عن الشعبي قال كان بين علي و العباس منازعة فقال العباس لعلي ع أنا عم النبي و أنت ابن عمه و إلى سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام فأنزل الله هذه الآية

 و أخرج عبد الرزاق عن الحسن قال نزلت في علي و العباس و عثمان و شيبة تكلموا في ذلك

 و أخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة و ابن عساكر عن أنس قال قعد العباس و شيبة يفتخران فقال العباس أنا أشرف منك أنا عم رسول الله ص و ساقي الحاج فقال شيبة أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته و خزائنه فلا ائتمنك كما ائتمنني فاطلع عليهما علي ع فأخبراه بما قالا فقال علي ع أنا أشرف منكما أنا أول من آمن و هاجر و جاهد فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي ص فأخبروه فما أجابهم بشي‏ء فانصرفوا فنزل عليه الوحي بعد أيام فأرسل إليهم فقرأ عليهم أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ إلى آخر العشر

   و أقول روى صاحب جامع الأصول من صحيح النسائي نحو الحديث الأول مصرحا باسم العباس إلا أن فيه صليت إلى الكعبة ستة أشهر قبل الناس إلى آخر الخبر

 و روى صاحب الفصول المهمة عن الواحدي في أسباب النزول مثل رواية أبي نعيم

 و روى في فرائد السمطين أبسط من ذلك إلى أن قال علي ع أنا أشرف منكما أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمة و هاجر و جاهد فانطلقوا إلى رسول الله ص فأخبره كل واحد منهم بفخره فما أجابهم بشي‏ء فنزل الوحي بعد أيام فأرسل إلى الثلاثة فأتوه فقرأ عليهم الآية

 و روى الشيخ في مجالسه عن أبي ذر أن عليا ع ذكر يوم الشورى نزول الآية فيه فأقروا به

 و روى أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي ع عن عامر قال نزلت الآية في علي و العباس و عن ابن عباس قال نزلت في علي ع

 و بإسناده عن الشعبي مثل ما مر إلى قوله فتنقطع الهجرة و قال الشيخ الطبرسي رحمه الله نزلت في علي بن أبي طالب ع و العباس بن عبد المطلب و شيبة بن أبي طلحة عن الحسن و الشعبي و محمد بن كعب القرظي

 و روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن ابن بريدة عن أبيه قال بينا شيبة و العباس يتفاخران إذ مر بهما علي بن أبي طالب ع فقال بما ذا تتفاخران فقال العباس لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد سقاية الحاج و قال شيبة أوتيت عمارة المسجد الحرام فقال ع استحييت لكما فقد أوتيت على صغري ما لم تؤتيا فقالا و ما أوتيت يا علي قال ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله و رسوله فقام العباس مغضبا يجر ذيله حتى دخل على رسول الله ص و قال أ ما ترى إلى ما استقبلني به علي فقال ص ادعوا لي عليا فدعى له فقال ما حملك على ما  استقبلت به عمك فقال يا رسول الله صدمته بالحق فمن شاء فليغضب و من شاء فليرض فنزل جبرئيل ع و قال يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام و يقول اتل عليهم أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ الآية فقال العباس إنا قد رضينا ثلاث مرات

 أقول نزولها في أمير المؤمنين ع مما أجمع عليه عامة المفسرين من المتقدمين و متعصبي المتأخرين كالبيضاوي و الزمخشري و الرازي و غيرهم و سيأتي الأخبار فيه في باب شجاعته ع و يدل على أن مناط الفضل و الفخر الإيمان و الجهاد و لا ريب في سبقه ع فيهما على سائر الصحابة كما سيأتي تفصيلهما فهو أولى بالإمامة و الخلافة لقبح تفضيل المفضول كما يشهد به ألباب ذوي العقول