باب 33- ما نزل فيه ع للإنفاق و الإيثار

1-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن سهل بن محمد العطار عن أحمد بن عمرو الدهقان عن محمد بن كثير عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة قال إن رجلا جاء إلى النبي ص فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله ص إلى بيوت أزواجه فقلن ما عندنا إلا الماء فقال ص من لهذا الرجل الليلة فقال علي بن أبي طالب ع أنا يا رسول الله فأتى فاطمة ع فأعلمها فقالت ما عندنا إلا قوت الصبية و لكنا نؤثر به ضيفنا فقال ع نومي الصبية و أطفئي السراج فلما أصبح غدا على رسول الله ص فنزل قوله تعالى وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ الآية

2-  و روي أيضا عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن كليب بن معاوية عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ قال بينما علي ع عند فاطمة ع إذ قالت له يا علي  اذهب إلى أبي فابغنا منه شيئا فقال نعم فأتى رسول الله ص فأعطاه دينارا و قال له يا علي اذهب فابتع به لأهلك طعاما فخرج من عنده فلقيه المقداد بن الأسود فقاما ما شاء الله أن يقوما و ذكر له حاجته فأعطاه الدينار و انطلق إلى المسجد فوضع رأسه فنام فانتظره رسول الله ص فلم يأت ثم انتظره فلم يأت فخرج يدور في المسجد فإذا هو بعلي ع نائم في المسجد فحركه رسول الله ص فقعد فقال يا علي ما صنعت فقال يا رسول الله خرجت من عندك فلقيت المقداد بن الأسود فذكر لي ما شاء الله أن يذكر فأعطيته الدينار فقال رسول الله ص أما إن جبرئيل قد أنبأني بذلك و قد أنزل الله فيك كتابا وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ الآية

3-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن أحمد بن ثابت عن القاسم بن إسماعيل عن محمد بن سنان عن سماعة بن مهران عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال أتي رسول الله ص بمال و حلل و أصحابه حوله جلوس فقسمه عليهم حتى لم تبق منه حلة و لا دينار فلما فرغ منه جاء رجل من فقراء المهاجرين و كان غائبا فلما رآه رسول الله ص قال أيكم يعطي هذا نصيبه و يؤثره على نفسه فسمعه علي ع فقال نصيبي فأعطاه إياه فأخذه رسول الله ص و أعطاه الرجل ثم قال يا علي إن الله جعلك سباقا للخير سخاء بنفسك عن المال أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظلمة و الظلمة هم الذين يحسدونك و يبغون عليك و يمنعونك حقك بعدي

4-  و بإسناده عن القاسم بن إسماعيل عن إسماعيل بن أبان عن ابن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص جالسا ذات يوم و أصحابه جلوس حوله فجاء علي ع و عليه سمل ثوب منخرق عن بعض جسده فجلس قريبا من رسول الله ص فنظر إليه ساعة ثم قرأ وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ثم قال رسول الله ص لعلي ع أما إنك رأس  الذين نزلت فيهم هذه الآية و سيدهم و إمامهم ثم قال رسول الله ص أين حلتك التي كسوتكها يا علي فقال يا رسول الله إن بعض أصحابك أتاني يشكو عراه و عرى أهل بيته فرحمته فآثرته بها على نفسي و عرفت أن الله سيكسوني خيرا منها فقال رسول الله ص صدقت أما إن جبرئيل قد أتاني يحدثني أن الله اتخذ لك مكانها في الجنة حلة خضراء من إستبرق و صنفتها من ياقوت و زبرجد فنعم الجواز جواز ربك بسخاوة نفسك و صبرك على سملتك هذه المنخرقة فأبشر يا علي فانصرف علي ع فرحا مستبشرا بما أخبره به رسول الله ص

 بيان قال الفيروزآبادي سمل الثوب أخلق فهو ثوب أسمال و سملة و سمل محركتين و ككتف و أمير و صبور و قال صنفة الثوب كفرحة و صنفه و صنفته بكسرهما حاشيته أي جانب كان أو جانبه الذي لا هدب له أو الذي فيه الهدب

5-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ بالإسناد إلى أبي عبد الله ع قوله تعالى مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ قال نزلت في علي بن أبي طالب ع

 6-  كشف، ]كشف الغمة[ مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ قال كان عند علي ع أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية فنزلت

 و رواه ابن مردويه عن ابن عباس مثله

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر الفزاري عن عباد عن نضر عن محمد بن مروان عن الكلبي عن  أبي صالح عن ابن عباس مثله

 مد، ]العمدة[ بإسناده عن الثعلبي عن مجاهد عن ابن عباس مثله

 أقول و روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس مثله

 قال الحافظ و رواه يحيى بن يمان و يحيى بن ضريس عن عبد الوهاب عن أبيه و لم يذكر ابن عباس قال الحافظ و حدثنا أحمد بن علي بالإسناد إلى عبد الوهاب عن أبيه

 يف، ]الطرائف[ روى الثعلبي و ابن المغازلي عن ابن عباس مثله

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن الحكم عن الحسن بن الحسين عن حنان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله إلا أنه ذكر بدل الدراهم الدنانير

7-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد بن مروان عن أبيه عن إبراهيم بن فراسة عن مسعر بن كدام عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال إني لأحفظ لعلي بن أبي طالب ع أربع مناقب ما يمنعني أن أذكرها إلا الحسد قال فقيل له اذكرها قال فقرأ هذه الآية ذات يوم الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً قال و ما كان يملك يومه ذلك إلا أربعة دراهم فأعطى درهما بالليل و درهما بالنهار و درهما بالسر و درهما بالعلانية

 بيان روى نزول هذه الآية في أمير المؤمنين صلوات الله عليه بهذه الجهة الطبرسي رحمه الله و الزمخشري و سائر المفسرين عن ابن عباس و قال السيوطي في الدر  المنثور أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الطبراني و ابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس قال نزلت في علي بن أبي طالب ع كانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما و بالنهار درهما سرا و علانية

 و أخرج ابن أبي شيبة و ابن أبي حاتم عن عوف مثله

و قال الطبرسي و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع. فهذه الآية تدل على فضله ع في السخاء الذي هو من أشرف مكارم الأخلاق و أن الله قد قبل ذلك منه بأحسن القبول و أنزلها فيه و وصفه بأنه من الآمنين يوم القيامة بحيث لا يعتريه شي‏ء من الخوف و الحزن يوم القيامة و هذه من صفات الأولياء و الأصفياء فبذلك و أمثاله استحق التفضيل على سائر الصحابة و قبح تقديم غيره عليه لخلوهم عن أمثال تلك الفضائل و لو فرض اتصافهم ببعضها فلا شك في اختصاصه ع باستجماعها. و أقول سيأتي كثير من الأخبار في ذلك في باب سخائه ع