باب 4- أنه ع كان أخص الناس بالرسول ص و أحبهم إليه و كيفية معاشرتهما و بيان حاله في حياة الرسول و فيه أنه ع يذكر متى ما ذكر النبي ص

1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كان أبو طالب و فاطمة بنت أسد ربيا النبي ص و ربي النبي و خديجة لعلي صلوات الله عليهم

 و سمعت مذاكرة أنه لما ولد علي ع لم يفتح عينيه ثلاثة أيام فجاء النبي ص ففتح عينيه و نظر إلى النبي ص فقال خصني بالنظر و خصصته بالعلم

 تاريخي الطبري و البلاذري و تفسير الثعلبي و الواحدي و شرف النبي و أربعين الخوارزمي و درجات محفوظ البستي و مغازي محمد بن إسحاق و معرفة أبي يوسف النسوي أنه قال مجاهد كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب ع أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة و كان أبو طالب ذا عيال كثيرة فقال رسول الله ص لحمزة و العباس إن أبا طالب كثير العيال و قد أصاب الناس ما ترون من هذه الأزمة فانطلق بنا نخفف من عياله فدخلوا عليه و طلبوه بذلك فقال إذا تركتم لي عقيلا فافعلوا ما شئتم فبقي عقيل عنده إلى أن مات أبو طالب ثم بقي وحده إلى أن أخذ يوم بدر و أخذ حمزة جعفرا فلم يزل معه في الجاهلية و الإسلام إلى أن قتل حمزة و أخذ العباس طالبا و كان معه إلى يوم بدر ثم فقد فلم يعرف له خبر و أخذ رسول الله ص عليا و هو ابن ست سنين كسنه يوم أخذه أبو طالب فربته خديجة و المصطفى إلى أن جاء الإسلام و تربيتهما أحسن من تربية أبي طالب و فاطمة بنت أسد فكان مع النبي ص إلى أن مضى و بقي علي بعده و في رواية أن النبي ص قال اخترت من اختار الله لي عليكم عليا

 و ذكر أبو القاسم في أخبار أبي رافع من ثلاثة طرق أن النبي ص حين تزوج خديجة قال لعمه أبي طالب إني أحب أن تدفع إلي بعض ولدك يعينني على أمري و يكفيني و أشكر لك بلاءك عندي فقال أبو طالب خذ أيهم شئت فأخذ عليا ع

 فمن استقى عروقه من منبع النبوة و رضعت شجرته ثدي الرسالة و تهدلت أغصانه عن نبعة الإمامة و نشأ في دار الوحي و ربي في بيت التنزيل و لم يفارق النبي ص في حال حياته إلى حال وفاته لا يقاس بسائر الناس و إذا كان ع في أكرم أرومة و أطيب مغرس و العرق الصالح ينمي و الشهاب الثاقب يسري و تعليم الرسول ناجع و لم يكن الرسول ص ليتولى تأديبه و يتضمن حضانته و حسن تربيته إلا على ضربين إما على التفرس فيه أو بالوحي من الله تعالى فإن كان بالتفرس فلا تخطأ فراسته و لا يخيب ظنه و إن كان بالوحي فلا منزلة أعلى و لا حال أدل على الفضيلة و الإمامة منه

 2-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ لقد عمي من قال إن قوله تعالى وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ أراد به نفسه لأن من المحال أن يدعو الإنسان نفسه فالمراد به من يجري مجرى أنفسنا و لو لم يرد عليا و قد حمله مع نفسه لكان للكفار أن يقولوا حملت من لم نشترط و خالفت شرطك و إنما يكون للكلام معنى أن يريد به مجرى أنفسنا و أما شبهة الواحدي في الوسيط أن أحمد بن حنبل قال أراد بالأنفس ابن العم و العرب تخبر من بني العم بأنه نفس ابن عمه و قال الله تعالى وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ أراد إخوانكم من المؤمنين ضعيفة لأنه لا يحمل على المجاز إلا لضرورة و إن سلمنا ذلك فإنه كان للنبي ص بنو الأعمام فما اختار منهم عليا إلا لخصوصية فيه دون غيره و قد كان أصحاب العباء نفس واحدة و قد تبين بكلمات أخر

 قال ابن سيرين قال النبي ص لعلي بن أبي طالب ع أنت مني و أنا منك

 فضائل السمعاني و تاريخ الخطيب و فردوس الديلمي عن البراء و ابن عباس و اللفظ لابن عباس علي مني مثل رأسي من بدني

 و قوله أنت مني كروحي من جسدي

 و قوله أنت مني كالضوء من الضوء

 و قوله أنت زري من قميصي و سئل النبي ص عن بعض أصحابه فذكر فيه فقال له قائل فعلي فقال ص إنما سألتني عن الناس و لم تسألني عن نفسي و فيه حديث بريدة و حديث براء و حديث جبرئيل و أنا منكما

 البخاري قال النبي ص لعلي ع أنت مني و أنا منك

 فردوس الديلمي عن عمران بن الحصين قال النبي ص علي مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي

 و قد روى نحوه عن ابن ميمون عن ابن عباس عبد الله بن شداد أن النبي ص قال لوفد لتقيمن الصلاة و تؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلا كنفسي أبان رسول الله ص ولايته و أنه ولي الأمة من بعده

 كتاب الحدائق بالإسناد عن أنس قال كان النبي ص إذا أراد أن يشهر عليا في موطن أو مشهد علا على راحلته و أمر الناس أن يتخفضوا دونه

 و في شرف المصطفى أنه كان للنبي ص عمامة يعتم بها يقال لها السحاب و كان يلبسها فكساها بعد علي بن أبي طالب ع فكان ربما اطلع علي فيها فيقال أتاكم علي في السحاب

 الباقر ع خرج رسول الله ص ذات يوم و هو راكب و خرج علي و هو يمشي فقال النبي ص إما أن تركب و إما أن تنصرف ثم ذكر مناقبه

 أبو رافع إن رسول الله ص كان إذا جلس ثم أراد أن يقوم لا يأخذه بيده غير علي و إن أصحاب النبي ص كانوا يعرفون ذلك له فلا يأخذ بيد رسول الله ص غيره

 الجماني في حديثه كان النبي ص إذا جلس اتكأ على علي

 سر الأدب عن أبي منصور الثعالبي أنه عوذ عليا حين ركب و صفن ثيابه في سرجه

 بيان قال الجزري في النهاية فيه أنه عوذ عليا حين ركب و صفن ثيابه في سرجه أي جمعها فيه

3-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و روي أنه سافر و معه علي ع و عائشة فكان النبي ص ينام بينهما في لحاف

 حلية الأولياء و مسند أبي يعلى عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي ع قال أتانا رسول الله ص حتى وضع رجله بيني و بين فاطمة

 أنساب الأشراف قال رجل لابن عمر حدثني عن علي بن أبي طالب ع فقال تريد أن تعلم ما كانت منزلته من رسول الله ص فانظر إلى بيته من بيوت رسول الله ص

 البخاري و أبو بكر بن مردويه قال ابن عمر هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي ص

 خصائص النطنزي قال ابن عمر سأل رجل عمر بن الخطاب عن علي ع فقال هذا منزل رسول الله ص و هذا منزل علي بن أبي طالب ع بهذا المنزل فيه صاحبه و كان النبي ص إذا عطس قال علي ع رفع الله ذكرك يا رسول الله فقال النبي ص أعلى الله كعبك يا علي و كان النبي ص إذا غضب لم يجترئ أحد أن يكلمه غير علي و أتاه يوما فوجده نائما فما أيقظه

 لا شك أن النبي ص كان أكبر سنا و أكثر جاها من علي فلما كان يحترمه هذا الاحترام إما أنه كان من الله تعالى أو من قبل نفسه و على الحالين جميعا أظهر للناس درجته عند الله تعالى و منزلته عند رسول الله

 و من تحننه ما جاء في أمالي الطوسي عن ابن مسعود قال رأيت رسول الله و كفه في كف علي و هو يقبلها فقلت ما منزلة علي منك قال منزلتي من الله

 و حدثني أبو العلاء الهمداني بإسناده إلى عائشة قالت رأيت رسول الله ص التزم عليا ع و قبله و يقول بأبي الوحيد الشهيد بأبي الوحيد الشهيد

 و قد ذكره أبو يعلى الموصلي في المسند عن ابن مينا عن أبيه عن عائشة أبو بصير في حديثه عن الصادق ع أنه أخذ يمسح العرق عن وجه علي و يمسح به وجهه

 أبو العلاء العطار بإسناده إلى عبد خير عن علي ع قال أهدي إلى النبي ص قنو موز فجعل يقشر الموزة و يجعلها في فمي فقال له قائل إنك تحب عليا قال أ و ما علمت أن عليا مني و أنا منه

 تاريخ الخطيب فقد رسول الله ص وقت انصرافه من بدر فنادت الرفاق بعضهم بعضا أ فيكم رسول الله حتى جاء رسول الله ص و معه علي ع فقالوا يا رسول الله فقدناك فقال إن أبا الحسن وجد مغصا في بطنه فتخلفت معه عليه

 و روي أنه جرح رأسه عمرو بن عبد ود يوم الخندق فجاء إلى رسول الله ص فشده و نفث فيه فبرأ و قال أين أكون إذا خضب هذه من هذه و كان علي ع ينام مع النبي ص في سفره فأسهرته الحمى ليلة أخذته فسهر النبي ص لسهر علي فبات ليلته بينه و بين مصلاه يصلي ثم يأتيه فيسأله و ينظر إليه حتى أصبح بأصحابه الغداة فقال اللهم اشف عليا و عافه فإنه أسهرني الليلة مما به

 و في رواية قم يا علي فقد برأت و قال ما سألت ربي شيئا إلا أعطانيه و ما سألت شيئا إلا سألته لك

 أبو الزبير عن أنس قال كنت أمشي خلف حمار رسول الله ص و هو يكلم الحمار و الحمار يكلمه و هو يريد الغابة و الغيضة فلما دنا منهما قال اللهم أرني إياه اللهم أرني إياه و قال في الرابعة اللهم أرني وجهه فإذا علي قد خرج من بين النخل فانكب على النبي ص و انكب رسول الله يقبله الخبر و كان النبي ص يقول إذا لم يلق عليا أين حبيب الله و حبيب رسوله

 فضائل أحمد جابر الأنصاري كنا مع النبي ص عند امرأة من الأنصار فصنعت له طعاما فقال النبي ص يدخل عليكم رجل من أهل الجنة فرأيت النبي ص يدخل رأسه تحت الوادي و يقول اللهم إن شئت فحوله عليا فدخل علي فهنأه

 جامع الترمذي و إبانة العكبري و مسند أحمد و فضائله و كتاب ابن مردويه عن أم عطية و أبي هريرة و عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أن النبي ص بعث عليا في سرية قال فرأيته رافعا يديه يقول اللهم لا تمتني حتى تريني عليا

  كنز الكراجكي، عن أسد بن إبراهيم السلمي عن عمر بن علي العتكي عن الحسن بن أحمد البالسي عن أبي عاصم النيلي عن ابن الجراح عن جابر بن صبيح عن أم شرجيل عن أم عطية مثله

4-  الأربعين عن الخطيب أن النبي ص قال يوم الخندق اللهم إنك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر و حمزة بن عبد المطلب يوم أحد و هذا علي فلا تدعني فردا وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ

 و من إفشائه الأسرار عليه ما روى شيرويه في الفردوس قال ابن عباس قال النبي ص صاحب سري علي بن أبي طالب ع

 الترمذي في الجامع و أبو يعلى في المسند و أبو بكر بن مردويه في الأمالي و الخطيب في الأربعين و السمعاني في الفضائل مسندا إلى جابر قال ناجى النبي ص يوم الطائف عليا فأطال نجواه فقال أحد الرجلين للآخر لقد أطال نجواه مع ابن عمه

 و في رواية الترمذي فقال الناس لقد أطال نجواه فبلغ ذلك النبي ص

 و في رواية غيره أن رجلا قال أ تناجيه دوننا فقال النبي ص ما انتجيته و لكن الله انتجاه ثم قال الترمذي أي أمر ربي أنتجي معه

 الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي ص في خطبة الوداع سموني أذنا و زعموا أنه لكثرة ملازمته إياي و إقبالي عليه و قبوله مني حتى أنزل الله تعالى وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ و دخل أمير المؤمنين ع على رسول الله ص و جلس عند يمينه فتناجى عند ذلك اثنان فقال النبي ص لا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يؤذي المؤمن فنزل إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ الآية و قوله تعالى إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا و أمره ع أن لا يفارقه عند وفاته ذكره الدار قطني في الصحيح

 و السمعاني في الفضائل أن النبي ص لم يزل يحتضنه حتى قبض يعني عليا

 الأعمش عن أبي سلمة الهمداني و سلمان قالا قبض رسول الله ص في حجر علي ع

 أبو بكر بن عياش و ابن الجحاف و عثمان بن سعيد كلهم عن جميع بن عمير عن عائشة أنها قالت و لقد سالت نفس رسول الله ص في كف علي فردها إلى فيه

 و عن المغيرة عن أم موسى عن أم سلمة قالت و الذي أحلف به أن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله ص ثم ذكرت بعد كلام قالت فانكب عليه علي فجعل يساره و يناجيه

 و من ذلك أنه قسم له النبي ص حنوطه الذي نزل به جبرئيل ع من السماء. و كان من الثقة به جعله لمصالح حرمه روى التاريخي في تاريخه و الأصفهاني في حليته عن محمد بن الحنفية أن الذي قذفت به مارية هو خصي اسمه مأبور و كان المقوقس أهداه مع الجاريتين إلى النبي ص فبعث رسول الله ص عليا و أمره بقتله فلما رأى عليا و ما يريد به تكشف حتى بين لعلي ع أنه أجب لا شي‏ء معه مما يكون مع الرجال فكف عنه ع

 حلية الأولياء محمد بن إسحاق بإسناده في خبر أنه كان ابن عم لها يزورها فأنفذ عليا ليقتله فقلت يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة و في رواية كالمسمار المحمي في الوبر و لا يثنيني شي‏ء حتى أمضي لما أرسلتني به أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فقال بل الشاهد قد يرى ما لا يرى الغائب فأقبلت موشحا السيف فوجدته عندها فاخترطت السيف فلما أقبلت نحوه عرف أني أريده فأتى نخلة فرقي فيها ثم رمى بنفسه على قفاه و شغر برجليه فإذا هو أجب أمسح ما له مما للرجل قليل و لا كثير فأغمدت سيفي ثم أتيت إلى النبي ص فأخبرته فقال الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت الامتحان

 عن ابن بابويه عن الصادق ع قال أمير المؤمنين في آخر احتجاجه على أبي بكر بثلاث و عشرين خصلة نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت لرسول الله ص إن إبراهيم ليس منك و إنه من فلان القبطي فقال يا علي فاذهب فاقتله فقلت يا رسول الله إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمي في الوبر لما أمرتني

 المعنى سواء البخاري عن سهل بن سعد الساعدي و كانت فاطمة تغسل الدم عن وجهه و علي يأتي بالماء يرشه فأخذ حصيرا فحرق فحشا به يعني النبي ص يوم أحد

 تاريخ الطبري لما كان من وقعة أحد ما قد كان بعث النبي ص علي بن أبي طالب ع فقال اخرج في آثار القوم فانظر ما يصنعون و ما ذا يريدون في كلام له قال علي ع فخرجت في آثار القوم أنظر ما يصنعون فلما جنبوا الخيل و امتطوا الإبل و توجهوا إلى مكة أقبلت أصيح يعني بانصرافهم

 المفسرون في قوله تعالى وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ أنه لما سحر النبي ص لبيد بن أعصم اليهودي في بئر ذروان فمرض النبي ص فجاء إليه ملكان و أخبراه بالرمز فأنفذ ص عليا ع و الزبير و عمارا فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الجذاء ثم رفعوا الصخرة و أخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأس و أسنان مشطة و إذا وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة فحلها علي ع فبرأ النبي ص إن صح هذا الخبر فليتأول و إلا فليطرح بيان النقاعة بالضم ما ينقع فيه الشي‏ء و الجف قشر الطلع و المشاطة بالضم هي الشعر الذي يسقط من الرأس و اللحية عند التسريح بالمشط و الوتر هو وتر القوس

 5-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و من ذلك ما دعا له ع في مواضع كثيرة منها يوم الغدير و له اللهم وال من والاه الخبر و دعا له يوم خيبر اللهم قه الحر و البرد و دعا له يوم المباهلة اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و دعا له ع لما مرض اللهم عافه و اشفه و غير ذلك و دعاؤه له ع بالنصر و الولاية لا يجوز إلا لولي الأمر فبان بذلك إمامته و كان ع يكتب الوحي و العهد و كاتب الملك أخص إليه لأنه قلبه و لسانه و يده فلذلك أمره النبي ص بجمع القرآن بعده و كتب له الأسرار كتب يوم الحديبية بالاتفاق و قال أبو رافع إن عليا ع كان كاتب النبي ص إلى من عاهد و وادع و إن صحيفة أهل نجران كان هو كاتبها و عهود النبي ص لا توجد قط إلا بخط علي ع و من ذلك ما رواه أبو رافع أن عليا ع كانت له من رسول الله ص ساعة من الليل بعد العتمة لم تكن لأحد غيره تاريخ البلاذري أنه كانت لعلي ع دخلة لم تكن لأحد من الناس

 مسند الموصلي عبد الله بن يحيى عن علي ع قال كانت لي من رسول الله ص ساعة من السحر آتية فيها فكنت إذا أتيت استأذنت فإن وجدته يصلي سبح فقلت أدخل

 مسند أحمد و سنن ابن ماجة و كتاب أبي بكر بن عياش بأسانيدهم عن عبد الله بن يحيى الحضرمي عن علي ع قال كان لي من رسول الله ص مدخلان مدخلا بالليل و مدخلا بالنهار و كنت إذا دخلت عليه و هو يصلي تنحنح لي

 و قال عبد المؤمن الأنصاري سألت أنس بن مالك من كان آثر الناس عند رسول الله ص قال ما رأيت أحدا بمنزلة علي بن أبي طالب ع أن كان يبعث إليه في جوف الليل فيستخلي به حتى يصبح هكذا عنده إلى أن فارق الدنيا

 و من ذلك أنه قال ص لا تجمعوا بين اسمي و كنيتي أنا أبو القاسم الله يعطي و أنا أقسم

 و في خبر سموا باسمي و كنوا بكنيتي و لا تجمعوا بينهما ثم إنه رخص في ذلك لعلي ع و لابنه

 الثعلبي في تفسيره و السمعاني في رسالته و ابن البيع في أصول الحديث و أبو السعادات في فضائل العشرة و الخطيب و البلاذري في تاريخيهما و النطنزي في الخصائص بأسانيدهم عن علي ع قال قال رسول الله ص إن ولدك غلام نحلته اسمي و كنيتي

 و في رواية السمعاني و أحمد فسمه باسمي و كنه بكنيتي و هو له رخصة دون الناس و لما ولد محمد بن الحنفية قال طلحة قد جمع علي لولده بين اسم رسول الله و كنيته فجاء علي ع بمن يشهد له أن رسول الله ص رخص لعلي وحده في ذلك و حرمها على أمته من بعده و كذلك رخص في ذلك للمهدي ع لما اشتهر قوله ص لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي

 ثم إنه كان ذخيرة النبي ص للمهمات قال أنس بعث النبي ص عليا إلى قوم عصوه فقتل المقاتلة و سبى الذرية و انصرف بها فبلغ النبي ص قدومه فتلقاه خارجا من المدينة فلما لقيه اعتنقه و قبل بين عينيه و قال بأبي و أمي من شد الله به عضدي كما شد عضد موسى بهارون

 و في حديث جابر أنه قال لوفد هوازن أما و الذي نفسي بيده ليقيمن الصلاة و ليؤتن الزكاة أو لأبعثن إليهم رجلا هو مني كنفسي فليضربن أعناق مقاتليهم و ليسبين ذراريهم هو هذا و أخذ بيد علي ع فلما أقروا بما شرط عليهم قال ما استعصى علي أهل مملكة و لا أمة إلا رميتهم بسهم الله علي بن أبي طالب ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و ملكا أمامه و سحابة تظله حتى يعطي الله حبيبي النصر و الظفر

 و روى الخطيب في الأربعين نحوا من ذلك

 عن مصعب بن عبد الرحمن أنه قال النبي ص لوفد ثقيف الخبر

 و في رواية أنه قال مثل ذلك لبني وليعة ثم إنه ع كان عيبة سره

 روى الموفق المكي في كتابه في خبر طويل عن أم سلمة رضي الله عنها أنه دخل رسول الله ص و هو مخلل أصابعه في أصابع علي ع فقال يا أم سلمة اخرجي من البيت و أخليه فخرجت و أقبلا يتناجيان بكلام لا أدري ما هو فأقبلت ثلاث مرات فأستأذن أن ألج و النبي يأبى و أذن في الرابعة و علي واضع يديه على ركبتي رسول الله ص قد أدنى فاه من أذن النبي ص و فم النبي على أذن علي يتساران و علي يقول أ فأمضي و أفعل و النبي ص يقول نعم فقال النبي ص يا أم سلمة لا تلوميني فإن جبرئيل أتاني من الله يأمر أن أوصي به عليا من بعدي و كنت بين جبرئيل و علي و جبرئيل عن يميني فأمرني جبرئيل ع أن آمر عليا بما هو كائن إلى يوم القيامة الخبر و من ذلك أن النبي ص أعطاه درعه و جميع سلاحه و بغلته و سيفه و قضيبه و برده و غير ذلك

6-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي الجارود عن أبي عبد الله ع في قول الله الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ قال ذهب علي أمير المؤمنين ع فآجر نفسه على أن يستقي كل دلو بتمر يختارها فجمع تمرا فأتى به النبي ص و عبد الرحمن بن عوف على الباب فلمز أي وقع فيه فأنزلت هذه الآية الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ إلى قوله اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ

7-  جا، ]المجالس للمفيد[ محمد بن الحسن الجواني عن المظفر بن جعفر العلوي عن ابن العياش عن أبيه عن محمد بن حاتم عن سويد بن سعيد عن محمد بن عبد الرحيم عن ابن مينا عن أبيه عن عائشة قالت جاء علي بن أبي طالب ع يستأذن على النبي ص فلم آذن له فاستأذن دفعة أخرى فقال النبي ص ادخل يا علي فلما دخل قام إليه رسول الله ص فاعتنقه و قبل بين عينيه و قال بأبي الوحيد الشهيد بأبي الوحيد الشهيد

8-  عم، ]إعلام الورى[ عباد بن يعقوب و يحيى بن عبد الحميد الحماني قالا حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عبيد الله بن أبي رافع عن جده أبي رافع قال إن رسول الله كان إذا جلس ثم أراد أن يقوم لا يأخذه بيده غير علي و إن أصحاب النبي ص كانوا يعرفون ذلك له فلا يأخذ بيد رسول الله ص أحد غيره

 و قال الحماني في حديثه كان إذا جلس اتكأ على علي و إذا قام وضع يده على علي ع

9-  كشف، ]كشف الغمة[ نقلت من الأحاديث التي جمعها العز المحدث روى المنصور عن أبيه محمد بن علي عن جده علي بن عبد الله بن العباس قال كنت أنا و أبي العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم جالسين عند رسول الله ص إذ دخل علي بن أبي طالب ع فسلم فرد عليه رسول الله ص السلام و بشر به و قام إليه و اعتنقه و قبل بين عينيه و أجلسه عن يمينه فقال العباس أ تحب هذا يا رسول الله قال يا عم رسول الله و الله الله أشد حبا له مني إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه و جعل ذريتي في صلب هذا

 و من مناقب الخوارزمي عن أسامة بن زيد عن أبيه قال اجتمع علي و جعفر و زيد بن حارثة فقال جعفر أنا أحبكم إلى رسول الله ص و قال علي أنا أحبكم إلى رسول الله ص و قال زيد أنا أحبكم إلى رسول الله ص قال فانطلقوا بنا إلى رسول الله ص فنسأله قال أسامة فاستأذنوا على رسول الله ص و أنا عنده قال اخرج فانظر من هؤلاء فخرجت ثم جئت فقلت هذا جعفر و علي و زيد بن حارثة يستأذنون قال ائذن لهم فدخلوا فقالوا يا رسول الله جئنا نسألك من أحب الناس إليك قال فاطمة قالوا إنما نسألك عن الرجال قال أما أنت يا جعفر فيشبه خلقك خلقي و خلقك خلقي و أنت آلي و من شجرتي و أما أنت يا علي فختني و أبو ولدي و مني و آلي و أحب القوم إلي

 و قريب منه ما نقلته من مسند أحمد حين اختصم علي و جعفر و زيد في ابنة حمزة و قضى بها لخالتها قال لعلي ع أنت مني و أنا منك و قال لجعفر أشبهت خلقي و خلقي و قال لزيد أنت أخونا و مولانا

  و منه عن عائشة قالت إن النبي ص التزم عليا و قبله و يقول بأبي الوحيد الشهيد

 منه عن أم عطية أن رسول الله ص بعث عليا في سرية قالت فرأيته رافعا يديه يقول اللهم لا تمتني حتى تريني عليا

 و مثله في كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد حتى تريني وجه علي

 و من المناقب قال و أخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصفهاني مرفوعا إلى عائشة قالت قال رسول الله ص و هو في بيتي لما حضره الموت ادعوا لي حبيبي فدعوت أبا بكر فنظر إليه رسول الله ص ثم وضع رأسه ثم قال ادعوا لي حبيبي فقلت ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب ع فو الله ما يريد غيره فلما رآه فرج له الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه فلم يزل يحتضنه حتى قبض و يده عليه

 و منه عن أبي بريدة عن أبيه قال قال لنا رسول الله ذات يوم إن الله أمرني أن أحب أربعة من أصحابي أخبرني أنه يحبهم قال فقلنا من هم يا رسول الله قال فإن منهم عليا ثم ذكر ذلك في اليوم الثاني مثل ما قال في اليوم الأول فقلنا من هم يا رسول الله قال إن عليا منهم قال مثل ذلك في اليوم الثالث فقلنا من هم يا رسول الله قال إن عليا منهم و أبا ذر الغفاري و المقداد بن الأسود الكندي و سلمان الفارسي رضي الله عنهم

 و منه عن رجاله عن المطلب بن عبد الله قال قال رسول الله ص لوفد ثقيف حين جاءوه لتسلمن أو ليبعثن الله رجلا مني أو قال مثل نفسي فليضربن أعناقكم و ليسبين ذراريكم و ليأخذن أموالكم فقال عمر بن الخطاب فو الله ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ جعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول هو هذا قال فالتفت إلى علي بن أبي طالب ع فأخذه بيده فقال هو هذا هو هذا

 و منه عن ابن عباس قال علي مني مثل رأسي من جسدي

 و منه عن سليمان بن عبد الله بن الحارث عن جده عن علي ع قال مرضت مرضا فعادني رسول الله ص فدخل علي و أنا مضطجع فأتى إلى جنبي ثم سجاني بثوبه فلما رآني قد ضعفت قام إلى المسجد فصلى فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب عني ثم قال قم يا علي فقد برأت فقمت كأني ما اشتكيت قبل ذلك فقال ص ما سألت ربي عز و جل شيئا إلا أعطاني و ما سألت شيئا إلا سألت لك

 و منه عن جابر قال قال رسول الله ص أنا و علي من شجرة واحدة و الناس من أشجار شتى

 و منه عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص يوم الخندق اللهم إنك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر و حمزة بن عبد المطلب يوم أحد و هذا علي ف لا تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ

 و منه عن أم سلمة زوج النبي ص و كانت ألطف نسائه و أشدهن له حبا قال و كان لها مولى يحضنها و رباها و كان لا يصلي صلاة إلا سب عليا و شتمه فقالت يا أبة ما حملك على سب علي قال لأنه قتل عثمان و شرك في دمه قالت أما إنه لو لا أنك مولاي و ربيتني و أنك عندي بمنزلة والدي ما حدثتك بسر رسول الله ص و لكن اجلس حتى أحدثك عن علي و ما رأيته أقبل رسول الله ص و كان يومي و إنما كان يصيبني في تسعة أيام يوم واحد فدخل النبي ص و هو مخلل أصابعه في أصابع علي واضعا يده عليه فقال يا أم سلمة اخرجي من البيت و أخليه لنا فخرجت و أقبلا يتناجيان فأسمع الكلام و لا أدري ما يقولان حتى إذا قلت قد انتصف النهار و أقبلت فقلت السلام عليكم ألج فقال النبي ص لا تلجي و ارجعي مكانك ثم تناجيا طويلا حتى قام عمود الظهر فقلت ذهب يومي و شغله علي فأقبلت أمشي حتى وقفت على الباب فقلت السلام عليكم ألج فقال النبي ص لا تلجي فرجعت فجلست مكاني حتى إذا قلت قد زالت الشمس الآن يخرج إلى الصلاة فيذهب يومي و لم أر قط أطول منه فأقبلت أمشي حتى وقفت فقلت السلام عليكم ألج فقال النبي ص نعم فلجي فدخلت و علي واضع يده على ركبتي رسول الله قد أدنى فاه من أذن النبي ص و فم النبي ص على أذن علي يتساران و علي يقول أ فأمضي و أفعل و النبي ص يقول نعم فدخلت و علي معرض وجهه حتى دخلت و خرج فأخذني رسول الله و أقعدني في حجره فالتزمني فأصاب مني ما يصيب الرجل من أهله من اللطف و الاعتذار ثم قال يا أم سلمة لا تلوميني فإن جبرئيل أتاني من الله يأمر أن أوصي به عليا بما هو كائن بعدي و كنت بين جبرئيل و علي ع و جبرئيل عن يميني و علي عن شمالي فأمرني جبرئيل أن آمر عليا بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة فاعذري و لا تلوميني إن الله عز و جل اختار من كل أمة نبيا و اختار لكل نبي وصيا فأنا نبي هذه الأمة و علي وصيي في عترتي و أهل بيتي و أمتي من بعدي فهذا ما شهدت من علي الآن يا أبتاه فسبه أو فدعه فأقبل أبوها يناجي الليل و النهار اللهم اغفر لي ما جهلت من أمر علي فإن وليي ولي علي و عدوي عدو علي فتاب المولى توبة نصوحا و أقبل فيما بقي من دهره يدعو الله تعالى أن يغفر له

 يف، ]الطرائف[ أبو بكر بن مردويه عن أحمد بن محمد التميمي عن المنذر بن محمد بن المنذر عن أبيه عن عمه الحسين بن سعيد بن أبي الجهم عن أبيه عن أبان بن تغلب عن علي بن محمد بن المنكدر عن أم سلمة زوجة النبي و ذكر مثله سواء

10-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسين بن علي بن بزيع معنعنا عن أبي أمامة الباهلي قال كنا ذات يوم عند رسول الله ص جلوسا فجاءنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و اتفق من رسول الله ص قيام فلما رأى عليا جلس فقال يا ابن أبي طالب أ تعلم لم جلست قال اللهم لا فقال رسول الله ص ختمت أنا النبيين و ختمت أنت الوصيين فحق لله أن لا يقف موسى بن عمران ع موقفا إلا وقف معه يوشع بن نون و إني أقف و توقف و أسأل و تسأل فأعد الجواب يا ابن أبي طالب فإنما أنت عضو من أعضائي تزول أينما زلت فقال علي ع يا رسول الله فما الذي تسأل حتى أهتدي فقال يا علي من يهد الله فلا مضل له و من يضلله فَلا هادِيَ لَهُ لقد أخذ الله ميثاقي و ميثاقك و أهل مودتك و شيعتك إلى يوم القيامة فيكم شفاعتي ثم قرأ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ هم شيعتك يا علي

11-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال إن أمير المؤمنين ع اشتكى عينه فعاده النبي ص فإذا هو يصيح فقال له النبي ص أ جزعا أم وجعا فقال يا رسول الله و ما وجعت وجعا قط أشد منه فقال يا علي إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من النار فنزع روحه به فتصيح جهنم فاستوى علي ع جالسا فقال يا رسول الله أعد علي حديثك فلقد أنساني وجعي ما قلت ثم قال هل يصيب ذلك أحدا من أمتك قال نعم حاكم جائر و آكل مال اليتيم ظلما و شاهد زور

12-  يف، ]الطرائف[ أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى أم سلمة أنها قالت و الذي أحلف به إن عليا كان أقرب الناس عهدا برسول الله قالت إني سمعت رسول الله ص غداة بعد غداة يقول جاء علي مرارا قلت فاطمة أظنه كان بعثه في حاجة قالت فجاء بعد ذلك قالت فظننت أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب و كنت من أدناهم إلى الباب فأكب عليه علي ع فجعل يساره و يناجيه ثم قبض رسول الله ص يومه ذلك فكان أقرب الناس به عهدا

13-  يف، ]الطرائف[ ابن مردويه بإسناده إلى علقمة و الأسود عن عائشة قالت قال رسول الله ص و هو في بيتي لما حضرته الموت ادعوا لي حبيبي فدعوت أبا بكر فنظر إليه رسول الله ص ثم وضع رأسه و قال ادعوا لي حبيبي فقلت ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب ع فو الله ما يريد غيره فلما رآه فرج له الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه فلم يزل يحتضنه حتى قبض و يده عليه

 و روى أيضا هذا الحديث جماعة من علمائهم منهم الطبري في كتاب الولاية و الدار قطني في صحيحه و السمعاني في الفضائل و موفق بن أحمد خطيب خوارزم عن عبد الله بن عباس و عن أبي سعيد الخدري و عن عبد الله بن الحارث و عن عائشة و روى بعضهم في الحديث أن عمر دخل على النبي ص بعد دخول أبي بكر فلم يلتفت النبي ص و فعل معه من الإعراض عنه كما فعل مع أبي بكر

14-  يف، ]الطرائف[ روى أخطب خوارزم عن المهذب عن نصر بن محمد بن علي المقري عن أبيه عن عبد الرحمن بن محمد النيسابوري عن محمد بن عبد الله البغدادي عن محمد بن جرير الطبري عن محمد بن حميد الرازي عن العلاء بن الحسين الهمداني عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله ص و سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج قال خاطبني بلغة علي بن أبي طالب ع فألهمني أن قلت يا رب أنت خاطبتني أم علي قال يا أحمد أنا شي‏ء لا كالأشياء لا أقاس بالناس و لا أوصف بالشبهات بالأشياء خلقتك من نوري و خلقت عليا من نورك فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب فخاطبتك بلسانه كيما تطمئن قلبك

  كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن ابن عمر مثله

15-  يف، ]الطرائف[ ابن المغازلي في مناقبه بإسناده إلى عائشة أنها سئلت من كان أحب الناس إلى رسول الله ص قالت فاطمة ع فقلت إنما سألتك عن الرجال قالت زوجها و ما يمنعه و الله أن كان علي صواما قواما و لقد سالت نفس رسول الله ص في يده فردها إلى فيه

 و روي أيضا بعده طرق منها عن أبي السائب بن يزيد قال قال رسول الله ص لا يحل لمسلم أن يرى مجردي أو عورتي إلا علي

16-  يف، ]الطرائف[ أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى ابن سعيد الخدري قال قال رسول الله ص لقد أعطيت في علي خمس خصال هي أحب إلي من الدنيا و ما فيها ثم ذكر ثلاثة و قال و أما الرابعة فساتر عورتي و مسلمي إلى ربي

17-  البرسي في مشارق الأنوار من كتاب المقامات عن عائشة قالت كان رسول الله ص في بيتي إذ طرق الباب فقال قومي فافتحي الباب لأبيك يا عائشة فقمت و فتحت له فجاء و سلم و جلس فرد السلام و لم يتحرك له ثم طرق الباب فقال قومي فافتحي الباب لعمر فقمت و فتحت له و ظننت أنه أفضل من أبي فجاء فسلم و جلس فرد عليه و لم يتحرك له فجلس قليلا و طرق الباب فقال قومي فافتحي الباب لعثمان فقمت و فتحت فسلم فرد عليه و لم يتحرك له و جلس ثم طرق الباب فوثب النبي ص و فتح الباب فإذا علي بن أبي طالب ع فدخل و أخذ بيده و أجلسه و ناجاه طويلا ثم خرج و تبعه إلى الباب فلما خرج قلت يا رسول الله دخل أبي فما قمت له ثم جاء عمر و عثمان فلم توقرهما و لم تقم لهما ثم جاء علي فوثبت إليه قائما و فتحت له الباب أنت فقال يا عائشة لما جاء أبوك كان جبرئيل بالباب و هممت أن أقوم فمنعني و لما جاء علي ع وثبت الملائكة تختصم في فتح الباب له فقمت فأصلحت بينهم و فتحت الباب له و أجلسته و قربته عن أمر الله فحدثني عني هذا الحديث و اعلمي أن من أحياه الله متبعا لسنتي عاملا بكتاب الله مواليا لعلي حتى يتوفاه الله لقي الله و لا حساب عليه و كان في الفردوس الأعلى مع النبيين و الصديقين

18-  أقول وجدت في كتاب سليم بن قيس، قال أبان قال سليم سألت المقداد عن علي ع قال كنا نسافر مع رسول الله ص قبل أن يأمر نساءه بالحجاب و هو يخدم رسول الله ص ليس له خادم غيره و كان لرسول الله ص لحاف ليس له لحاف غيره و معه عائشة فكان رسول الله ص ينام بين علي و عائشة ليس عليهم لحاف غيره فإذا قام رسول الله من الليل يصلي حط بيده اللحاف من وسطه بينه و بين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتهم و يقوم رسول الله فيصلي فأخذت عليا ع الحمى فأسهرته فسهر رسول الله ص بسهره فبات ليلة مرة يصلي و مرة يأتي عليا ع يسليه و ينظر إليه حتى أصبح فلما صلى بأصحابه الغداة قال اللهم اشف عليا و عافه فإنه قد أسهرني مما به من الوجع فعوفي فكأنما نشط من عقال ما به من علة ثم قال رسول الله أبشر يا أخي قال ذلك و أصحابه حوله يسمعون فقال علي ع بشرك الله بخير يا رسول الله و جعلني فداك قال إني لم أسأل الله الليلة شيئا إلا أعطانيه و لم أسأل لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله إني دعوت الله أن يؤاخي بيني و بينك ففعل و سألته أن يجعلك ولي كل مؤمن بعدي ففعل و سألته إذا ألبسني ثوب النبوة و الرسالة أن يلبسك ثوب الوصية و الشجاعة ففعل و سألته أن يجعلك وصيي و وارثي و خازن علمي ففعل و سألته أقسم بالله أن يجعلك مني بمنزلة هارون من موسى و أن يشد بك أزري و يشركك في أمري ففعل إلا أنه لا نبي بعدي فرضيت و سألته أن يزوجك ابنتي و يجعلك أبا ولدي ففعل فقال رجل لصاحبه أ رأيت ما سأل فو الله لو سأل ربه أن ينزل عليه ملكا يعينه على عدوه أو يفتح له كنزا ينفقه هو و أصحابه فإن به حاجة كان خيرا له مما سأل و قال الآخر و الله لصاع من تمر خير مما سأل

19-  ع، ]علل الشرائع[ أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي عن جده يحيى بن الحسن عن عبد الله بن عبيد الله الطلحي عن أبيه عن ابن هانئ مولى بني مخزوم عن محمد بن إسحاق قال حدثني ابن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج قال كان من نعم الله عز و جل على علي بن أبي طالب ع ما صنع الله له و أراد به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة و كان أبو طالب في عيال كثير فقال رسول الله ص لعمه العباس و كان من أيسر بني هاشم يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال و قد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا إليه فنخفف عنه عياله آخذ من بنيه رجلا و تأخذ رجلا فنكفلهما عنه فقال العباس قم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا إنا نريد أن نخفف عنك عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه من هذه الأزمة فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله ص عليا ع و أخذ العباس جعفرا فلم يزل علي ع مع سول الله ص حتى بعثه الله عز و جل نبيا فآمن به و اتبعه و صدقه و لم يزل جعفر مع العباس حتى أسلم و استغنى عنه

20-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبي العياشي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن علي بن صالح عن سفيان بياع الحرير عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبيه عن أنس بن مالك قال سألته من كان آثر الناس عند رسول الله ص فيما رأيت قال ما رأيت أحدا بمنزلة علي بن أبي طالب ع أن كان يبعثه في جوف الليل فيستخلي به حتى يصبح هذا كان له عنده حتى فارق الدنيا قال و لقد سمعت رسول الله ص و هو يقول يا أنس تحب عليا قلت يا رسول الله و الله إني لأحبه لحبك إياه فقال أما إنك إن أحببته أحبك الله و إن أبغضته أبغضك الله و إن أبغضك الله أولجك في النار

  -21  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن يحيى بن علي السدوسي عن محمد بن عبد الجبار عمه عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان و معاوية بن ريان جميعا عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة الباهلي قال كنا ذات يوم عند رسول الله جلوسا فأتى علي ع فدخل المسجد و قد وافق من رسول الله ص قياما فلما رأى عليا ع جلس ثم أقبل عليه فقال يا أبا الحسن إنك أتيت و وافق مني قياما فجلست لك أ فلا أخبرك ببعض ما فضلك الله به أخبرك أني ختمت النبيين و ختمت يا علي الوصيين و حق على الله أن لا يوقف موسى بن عمران ع موقفا إلا وقف معه وصيه يوشع بن نون و إني أقف و توقف و أسأل و تسأل فأعدد يا ابن أبي طالب جوابا فإنما أنت مني تزول أينما زلت قال علي ع يا نبي الله فما ذا الذي تبينه لي لأهتدي بهداك لي فقال يا علي من يهد الله فلا مضل له و مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ و إنه عز و جل هاديك و معلمك و حق لك أن تعي لقد أخذ الله ميثاقي و ميثاقك و ميثاق شيعتك و أهل مودتك إلى يوم القيامة فهم شيعتي و ذوو مودتي و هم ذوو الألباب يا علي حق على الله أن ينزلهم في جناته و يسكنهم مساكن الملوك و حق لهم أن يطيبوا

22-  ك، ]إكمال الدين[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال كان علي مع رسول الله ص في غيبة لم يعلم بها أحد

23-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ نروي أن أمير المؤمنين ع كان يقول لرسول الله ص إذا عطس رفع الله ذكرك و قد فعل و كان النبي ص يقول لأمير المؤمنين ع إذا عطس أعلى الله كعبك و قد فعل

  -24  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي عن علي بن محمد بن مروان عن أحمد بن مفضل عن صالح بن أبي الأسود عن أخيه أسنده له عبد الله بن الحسن بن الحسن قال كان الوحي ينزل على رسول الله ص ليلا فلا يصبح حتى يعلمه عليا ع و ينزل الوحي نهارا فلا يمسي حتى يعلمه عليا ع

25-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ زيد بن علي ع في قوله تعالى وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ قال ذلك علي بن أبي طالب ع كان مهاجرا ذا رحم

 تفسير جابر بن يزيد عن الإمام أثبت الله تعالى بهذه ولاية علي بن أبي طالب ع لأن عليا كان أولى برسول الله ص من غيره لأنه كان أخوه في الدنيا و الآخرة لأنه حاز ميراثه و سلاحه و متاعه و بغلته الشهباء و جميع ما ترك و ورث كتابه من بعده قال الله تعالى ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا و هو القرآن كله نزل على رسول الله ص و كان يعلم الناس من بعد النبي و لم يعلمه أحد و كان يسأل و لا يسأل أحدا عن شي‏ء من دين الله و إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل و اصطفى قريشا من كنانة و اصطفى هاشما من قريش و لم يكن للمشايخ في الذي هو صفوة الصفوة نصيب ثم إنه هاشمي من هاشميين و لم يكن في زمانه غيره و غير أخويه و غير ابنيه أبوه أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم

 و في حديث أنه اختلف أمه برسول الله إلى معد بن عدنان ثلاث و عشرين قرابة تتصل برسول الله ص من جهة الأمهات و لا أحد يشارك في ذلك و النبي ص ابن عمه من وجهين من عبد الله و من أبي طالب و من اتصال أمه برسول الله ص من تلك الجهات في الأمهات و صار علي ابنه من وجهين أولهما أنه رباه حتى قالت فاطمة بنت أسد كنت مريضة فكان محمد يمص عليا لسانه في فيه فيرضع بإذن الله و الثاني أن ختن الرجل ابنه و لهذا يهنأ الرجل إذا ولدت له بنت فيقال هنأك الختن

 نهج البلاغة، و قال قائل إنك يا ابن أبي طالب على هذا الأمر لحريص فقلت بل أنتم و الله أحرص و أبعد و أنا أخص و أقرب و إنما طلبت حقا لي و أنتم تحولون بيني و بينه و تضربون وجهي دونه فلما قرعته بالحجة في الملإ الحاضرين بهت لا يدري ما يجيبني

 العزة عن الجاحظ أربعة رأوا رسول الله ص في نسق عبد المطلب و أبو طالب و علي و الحسن

26-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر ع قال ليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة الله على الناس منذ خلق الله آدم ص قلت أ و كان علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام حجة من الله و رسوله إلى هذه الأمة في حياة النبي ص قال نعم و كانت طاعته واجبة على الناس في حياة رسول الله ص و بعد وفاته و لكنه صمت و لم يتكلم مع النبي ص و كانت الطاعة لرسول الله ص على أمته و على علي معهم في حال حياة رسول الله ص و كان علي حكيما عالما

 أقول قد مر في باب كتابة أسمائهم ع على السماوات و الأرضين و غيرهما عن القاسم بن معاوية عن أبي عبد الله ع أنه قال إذا قال أحدكم لا إله إلا الله محمد رسول الله فليقل علي أمير المؤمنين ولي الله

27-  فض، ]كتاب الروضة[ عن ابن عباس قال قال رسول الله ص من قال لا إله إلا الله تفتحت له أبواب السماء و من تلاها بمحمد رسول الله تهلل وجه الحق سبحانه و استبشر بذلك و من تلاها بعلي ولي الله غفر الله له ذنوبه و لو كانت بعدد قطر المطر

28-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المغيرة بإسناده عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أحب إخواني إلي علي بن أبي طالب و أحب أعمامي إلي حمزة

29-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو و ابن الصلت معا عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن عبيد عن إسماعيل بن أبان عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي هارون عن أبي سعيد قال قال رسول الله ص علي مني و أنا منه فقال جبرئيل يا محمد و أنا منكما

30-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحفار عن عبد الله بن محمد عن محمد بن أبي بكر عن أحمد بن محمد بن يزيد عن حسين بن حسن عن قيس بن الربيع عن أبي هاشم الرماني عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله ص علي مني بمنزلة رأسي من بدني

31-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن أحمد العلوي عن عبد الله بن أبي عن أبي عروبة عن محمد بن المثنى عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي مخلد عن عبد الله بن مسعود قال رأيت رسول الله ص و كفه في كف علي بن أبي طالب ع و هو يقبله فقلت يا رسول الله ما منزلة علي منك فقال كمنزلتي من الله

32-  نهج، ]نهج البلاغة[ و لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد ص أني لم أرد على الله و على رسوله ساعة قط و لقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال و تتأخر الأقدام نجدة أكرمني الله بها و لقد قبض رسول الله ص و إن رأسه لعلى صدري و قد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي و لقد وليت غسله ص و الملائكة أعواني فضجت الدار و الأفنية ملأ يهبط و ملأ يعرج و ما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه فمن ذا أحق به مني حيا و ميتا فانفذوا على بصائركم و لتصدق نياتكم في جهاد عدوكم فو الذي لا إله إلا هو إني لعلى جادة الحق و إنهم لعلى مزلة الباطل أقول ما تسمعون و أستغفر الله لي و لكم

 توضيح المستحفظون الضابطون لأحوال النبي ص المطلعون على سيرته أو علماء الصحابة لأنهم استحفظوا الكتاب و السنة و النجدة الشجاعة و الهينمة الكلام الخفي لا يفهم

33-  نهج، ]نهج البلاغة[ أنا وضعت بكلاكل العرب و كسرت نواجم قرون ربيعة و مضر و قد علمتم موضعي من رسول الله ص بالقرابة القريبة و المنزلة الخصيصة وضعني في حجره و أنا وليد يضمني إلى صدره و يكنفني في فراشه و يمسني جسده و يشمني عرفه و كان يمضغ الشي‏ء ثم يلقمنيه و ما وجد لي كذبة في قول و لا خطلة في فعل و لقد قرن الله به ص من لدن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم و محاسن أخلاق العالم ليله و نهاره و لقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يوم علما من أخلاقه و يأمرني بالاقتداء به و لقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه و لا يراه غيري و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله ص و خديجة أنا ثالثهما أرى نوري الوحي و الرسالة و أشم ريح النبوة و لقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه ص فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة فقال هذا الشيطان قد أيس من عبادته إنك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى إلا أنك لست بنبي و لكنك وزير و إنك لعلى خير و لقد كنت معه ص لما أتاه الملأ من قريش فقالوا له يا محمد إنك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك و لا أحد من بيتك و نحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه و أريتناه علمنا أنك نبي و رسول و إن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب فقال ص لهم و ما تسألون قالوا تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها و تقف بين يديك فقال ص إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ و إن فعل الله ذلك لكم أ تؤمنون و تشهدون بالحق قالوا نعم قال فإني سأريكم ما تطلبون و إني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير و أن فيكم من يطرح في القليب و من يحزب الأحزاب ثم قال ص يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله و اليوم الآخر و تعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله فو الذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها و جاءت و لها دوي شديد و قصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله مرفرفة و ألقت بغصنها الأعلى على رسول الله ص و ببعض أغصانها على منكبي و كنت عن يمينه فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا علوا و استكبارا فمرها فليأتك نصفها و يبقى نصفها فأمرها بذلك فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال و أشده دويا فكادت تلتف برسول الله ص فقالوا كفرا و عتوا فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان فأمره فرجع فقلت أنا لا إله إلا الله إني أول مؤمن بك يا رسول الله و أول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا لنبوتك و إجلالا لكلمتك فقال القوم كلهم بل ساحِرٌ كَذَّابٌ عجيب السحر خفيف فيه و هل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا يعنونني و إني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم سيماهم سيماء الصديقين و كلامهم كلام الأبرار عمار الليل و منار النهار متمسكون بحبل القرآن يحيون سنن الله و سنن رسوله لا يستكبرون و لا يعلون و لا يغلون و لا يفسدون قلوبهم في الجنان و أجسادهم في العمل

 بيان الكلاكل الصدور الواحدة كلكل و المعنى أني أذللتهم و صرعتهم إلى الأرض أو أنختهم للحمل عليهم و نجم النبت أي طلع و ظهر قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح هذه الخطبة فإن قلت أما قهره لمضر فمعلوم فما حال ربيعة و لم يعرف أنه قتل منهم أحدا قلت بلى قد قتل بيده و بجيشه كثيرا من رؤسائهم في صفين و الجمل و قد تقدم ذكر أسمائهم من قبل و هذه الخطبة خطب بها بعد انقضاء أمر النهروان و العرف بالفتح الريح الطيبة و مضغ الشي‏ء يمضغه بفتح الضاد و الخطلة في الفعل الخطأ فيه و إيقاعه على غير وجهه و حراء جبل بمكة معروف و الرنة الصوت و القرابة القريبة بينه و بين رسول الله ص و المنزلة الخصيصة أنه ابن عمه دنيا و أن أبويهما أخوان لأب و أم دون غيرهما من بني عبد المطلب إلا الزبير ثم إن أباه كفل رسول الله ص دون غيره من الأعمام و رباه من بني هاشم ثم ما كان بينهما من المصاهرة التي أفضت إلى النسل الأطهر دون غيره من الأصهار و نحن نذكر ما ذكره أرباب السيرة من معاني هذا الفصل. روى الطبري في تاريخه قال حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن نجيح عن مجاهد قال كان من نعمة الله عز و جل على علي بن أبي طالب ع و ما صنع الله له و أراد به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة و ساق الحديث إلى آخر ما مر برواية الصدوق

 ثم قال قال الطبري ابن حميد قال حدثنا محمد بن إسحاق قال كان رسول الله ص إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة و خرج معه علي بن أبي طالب ع مستخفيا من عمه أبي طالب و من جميع أعمامه و سائر قومه فيصليان الصلوات فيها فإذا أمسيا رجعا فمكثا ما شاء الله أن يمكثا ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوما و هما يصليان فقال لرسول الله ص يا ابن أخي ما هذا الذي أراك تدين به قال يا عم هذا دين الله و دين ملائكته و دين رسله و دين أبينا إبراهيم أو كما قال بعثني الله به رسولا إلى العباد و أنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة و دعوته إلى الهدى و أحق من أجابني إليه و أعانني عليه أو كما قال فقال أبو طالب يا ابن أخي إني لا أستطيع أن أفارق ديني و دين آبائي و ما كانوا عليه و لكن لا يخلص إليك شي‏ء تكرهه ما بقيت

 قال الطبري و قد روى هؤلاء المذكورون أن أبا طالب قال لعلي ع يا بني ما هذا الذي أنت عليه فقال يا أبة آمنت بالله و برسوله و صدقت بما جاء و صليت لله معه قال فزعموا أنه قال له أما إنه لا يدعو إلا إلى خير فالزمه

 و روى الطبري في تاريخه أيضا قال حدثنا أحمد بن الحسين الترمذي قال حدثنا عبد الله بن موسى قال أخبرنا العلاء عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله قال سمعت عليا ع يقول أنا عبد الله و أخو رسوله و أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر صليت قبل الناس سبع سنين

 و في غير رواية الطبري أنا الصديق الأكبر و أنا الفاروق الأول و أسلمت قبل إسلام أبي بكر و صليت قبل صلاته سبع سنين كأنه ع لم يرتض أن يذكر عمر و لا رآه أهلا للمقايسة بينه و بينه و ذلك لأن إسلام عمر كان متأخرا

 و روى الفضل بن العباس قال سألت أبي عن ولد رسول الله الذكور أيهم كان رسول الله ص له أشد حبا فقال علي بن أبي طالب ع فقلت له سألتك عن بنيه فقال إنه كان أحب عليه من بنيه جميعا و أرأف ما رأيناه زايله يوما من الدهر منذ كان طفلا إلا أن يكون في سفر لخديجة و ما رأينا أبا أبر بابن منه لعلي و لا ابنا أطوع لأب من علي له

 و روى الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ع قال سمعت زيدا أبي يقول كان رسول الله ص يمضغ اللحمة و التمرة حتى تلين فيجعلها في فم علي و هو صغير في حجره

و روى جبير بن مطعم قال قال أبي لنا و نحن صبيان بمكة أ لا ترون حب هذا الغلام يعني عليا لمحمد و اتباعه له دون أبيه و اللات و العزى لوددت أنه ابني بفتيان بني نوفل جميعا

34-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن معاذ بن سعيد عن محمد بن زكريا المكي عن أبيه عن كثير بن طارق عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن أبي ذر قال قال رسول الله ص و قد قدم عليه وفد أهل الطائف يا أهل الطائف و الله لتقيمن الصلاة و لتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلا كنفسي يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله يقصعكم بالسيف فتطاول لها أصحاب رسول الله ص فأخذ بيد علي ع فأشالها ثم قال هو هذا فقال أبو بكر و عمر ما رأينا كاليوم في الفضل قط

35-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي عن هشام بن ناجية عن عطاء بن مسلم عن أزهر بن راشد عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أنه ذكر عليا فقال إنه كان من رسول الله ص بمنزلة خاصة و لقد كانت له عليه دخلة لم تكن لأحد من الناس

36-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن رجاء بن يحيى عن داود بن القاسم عن عبد الله بن الفضل عن هارون بن عيسى عن بكار عن أبيه محمد بن شعبة عن بكر بن عبد الملك البصري عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص يا علي خلق الله الناس من أشجار شتى و خلقني و أنت من شجرة واحدة أنا أصلها و أنت فرعها فطوبى لعبد تمسك بأصلها و أكل من فرعها

37-  يف، ]الطرائف[ روى أحمد بن حنبل في مسنده أخبارا كثيرة في قول النبي ص علي مني و أنا منه منها عن عبد الله بن خطيب قال قال رسول الله ص لوفد ثقيف حين جاءته لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلا مني أو قال مثل نفسي فليضربن أعناقكم و ليسبين ذراريكم و ليأخذن أموالكم قال عمر فو الله ما اشتهيت الإمارة إلا يومئذ فجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول هذا لي فالتفت إلى علي ع فأخذ بيده ثم قال هو هذا هو هذا مرتين

 و رواه أحمد بن حنبل أيضا عن عمران بن حصين عن النبي ص و زاد فيه إن عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي

 و رواه أيضا أحمد بن حنبل عن حبشي بن جنادة السلولي من طريقين يقول في أحدهما عن النبي ص أنه قال علي مني و أنا منه لا يؤدي عني إلا أنا أو علي

 و رواه ابن المغازلي بهذه الألفاظ و روى أيضا أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي رافع عن أبيه عن جده قال لما قتل علي ع أصحاب الألوية يوم أحد قال جبرئيل ع يا رسول الله إن هذه لهي المواساة فقال النبي ص إنه مني و أنا منه قال جبرئيل و أنا منكما يا رسول الله

 و رواه أيضا من طريق آخر و روى أيضا في مسنده عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال بعث رسول الله ص بعثين على أحدهما علي بن أبي طالب ع و على الآخر خالد بن وليد فقال إذا لقيتم فعلي على الناس و إذا افترقتم فكل واحد منهم على جنده فلقينا بني زيد من اليمن فاقتتلنا فظفر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة و سبينا الذرية فاصطفى علي ع من السبي امرأة لنفسه قال بريدة و كتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله يخبره بذلك فلما أتيت النبي ص دفعت الكتاب إليه فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجه رسول الله ص فقلت يا رسول الله هذا مكان العائذ بك بعثتني مع رجل و أمرتني أن أطيعه فبلغت ما أرسلت به فقال رسول الله ص يا بريد لا تقع في علي فإنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي

 و روى أبو بكر بن مردويه و هو من رؤساء المخالفين هذا الحديث من عدة طرق و في رواية بريدة له زيادة و هي أن النبي ص قال لبريدة إيه عنك يا بريدة فقد أكثرت الوقوع بعلي فو الله إنك لتقع برجل هو أولى الناس بكم بعدي

 و في الحديث زيادة أخرى أن بريدة قال يا رسول الله استغفر لي فقال النبي ص حتى يأتي علي فلما جاء علي طلب بريدة أن يستغفر له فقال النبي ص لعلي ع إن تستغفر له أستغفر له فاستغفر له

 و في الحديث زيادة أخرى أن بريدة امتنع من مبايعة أبي بكر بعد وفاة النبي ص و تبع عليا لأجل ما كان سمعه من نص النبي ص بالولاية بعده

 و روى مسعود بن ناصر في صحيح السجستاني رواية بريدة من عدة طرق و في بعضها زيادات مهمات من ذلك أن بريدة قال إن رسول الله ص لما سمع ذم علي غضب غضبا لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة و النظير فنظر إلي و قال يا بريدة إن عليا وليكم بعدي فأحب عليا فقمت و ما أحد من الناس أحب إلي منه

 و من ذلك زيادة أخرى قال عبد الله بن عطاء حدث بذلك حرب بن سويد بن غفلة فقال كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث إن رسول ص قال أ نافقت بعدي يا بريدة و من ذلك زيادة أيضا معناها أن خالد بن الوليد أمر بريدة فأخذ كتابه يقرأ على رسول الله ص و يقع في علي ع قال يا بريدة ما هذا كتابه يقرأ على رسول الله و يقع في علي ع قال بريدة فجعلت أقرأ و أذكر عليا ع فتغير وجه رسول الله ثم قال يا بريدة ويحك أ ما علمتم أن عليا وليكم بعدي

 و روى البخاري في صحيحه في الجزء الرابع من أجزاء ثمانية في ثلثه الأخير في باب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أن عمر بن الخطاب قال توفي رسول الله ص و هو عنه راض يعني عن علي بن أبي طالب ع و قال له رسول الله ص أنت مني و أنا منك

 و رواه أيضا البخاري في صحيحه في الجزء الخامس في رابع كراس من أوله من النسخة المنقولة منها و رواه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثاني من باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع من عدة طرق فمنها عن أبي جنادة عن رسول الله ص أنه قال علي مني و أنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا أو علي

 و رواه الشافعي ابن المغازلي من عدة طرق و زاد في مدائحه في هذا المعنى على كثير من الروايات و من ذلك ما رواه ابن المغازلي من عدة طرق بأسانيدها في كتابه بمعنى واحد فمنها قال قال النبي ص علي مني مثل رأسي من بدني

38-  مد، ]العمدة[ عبد الله بن أحمد في المسند عن أبيه عن يحيى بن أبي بكر بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة و كان قد شهد حجة الوداع قال قال رسول الله ص علي مني و أنا منه و لا يقضي ديني إلا أنا أو علي قال ابن آدم لا يؤدي عني إلا أنا أو علي

 و من مناقب ابن المغازلي عن علي بن عمر عن أبيه عن محمد بن الحسين الزعفراني عن أحمد بن محمد بن معافا عن محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله عن محمد بن نباتة بن يزيد عن أبيه أن رسول الله ص قال أما أنت يا علي فختني و أبو ولدي و أنت مني و أنا منك

 أقول روى الأخبار التي أوردها السيد بأسانيده من صحيح البخاري و مسند أحمد و الجمع بين الصحاح الستة و سنن أبي داود و صحيح الترمذي و مناقب ابن المغازلي

  -39  و روى ابن الأثير في جامع الأصول، عن البخاري و مسلم بسنديهما عن البراء بن عازب قال اعتمر رسول الله ص في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يدخل من العام المقبل يقيم فيها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله قالوا لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك و لكن أنت محمد بن عبد الله فقال أنا رسول الله و أنا محمد بن عبد الله ثم قال لعلي بن أبي طالب ع امح رسول الله قال لا و الله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله ص و ليس يحسن يكتب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب و أن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه و أن لا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها فلما دخلها و مضى الأجل أتوا عليا ع فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي ص فتبعته ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها و قال لفاطمة ع دونك بنت عمك فحملتها فاختصم فيها علي و زيد و جعفر قال علي أنا أخذتها قال الحميدي أنا أحق بها و هي بنت عمي و قال جعفر بنت عمي و خالتها في بيتي تحتي و قال زيد بنت أخي فقضى بها النبي ص لخالتها و قال الخالة بمنزلة الأم و قال لعلي ع أنت مني و أنا منك و قال لجعفر أشبهت خلقي و خلقي و قال لزيد أنت أخونا و مولانا

 أقول روى صاحب كتاب الصراط المستقيم عن ابن شيرويه في الفردوس في رواية الخدري علي مني كخاتمي من ظهري من جحد ما بين ظهري من النبوة فقد كفر

 و في رواية أخرى علي مني مثل رأسي من بدني

40-  كنز الكراجكي، عن أسد بن إبراهيم السلمي عن عمرو بن علي العتكي عن سعيد بن محمد عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن عباد بن يعقوب عن علي بن عابس عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن رجل من خثعم عن أسماء بنت عميس قالت رأيت رسول الله بثبير و هو يقول أشرق ثبير اللهم إني أسألك بما سألك به أخي موسى أن تشرح لي صدري و أن تيسر لي أمري و أن تحل عقدة من لساني يَفْقَهُوا قَوْلِي و أن تجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَ نَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً

41-  و منه عن محمد بن أحمد بن شاذان عن محمد بن سعيد المعروف بالدهقان عن ابن أبي عقدة و عن محمد بن منصور عن أحمد بن عيسى العلوي عن حسين بن علوان عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال دخلت على النبي ص و هو في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي فلما دخلت قال لي يا علي أ ما علمت أن بيتي بيتك فما لك تستأذن علي قال فقلت يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك قال يا علي أحببت ما أحب الله و أخذت بآداب الله يا علي أ ما علمت أنك أخي أ ما علمت أنه أبي خالقي و رازقي أن يكون لي سر دونك يا علي أنت وصيي من بعدي و أنت المظلوم المضطهد بعدي يا علي الثابت عليك كالمقيم معي و مفارقك مفارقي يا علي كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأن الله تعالى خلقني و إياك من نور واحد