باب 5- الحبة السوداء

1-  فقه الرضا ع، قال أروي عن العالم ع أن حبة السوداء مباركة يخرج الداء الدفين من البدن

2-  و عنه ع أن حبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام و عليكم بالعسل و حبة السوداء

3-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ عن الحسن بن شاذان عن أبي جعفر عن أبي الحسن ع قال سئل عن الحمى الغب الغالبة قال يؤخذ العسل و الشونيز و يلعق منه ثلاث لعقات فإنها تنقلع و هما المباركان قال الله تعالى في العسل يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ و قال رسول الله ص في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام قيل يا رسول الله و ما السام قال الموت قال و هذان لا يميلان إلى الحرارة و البرودة و لا إلى الطبائع إنما هما شفاء حيث وقعا

4-  و منه، عن القاسم بن أحمد بن جعفر عن القاسم بن محمد عن أبي جعفر عن محمد بن يعلى بن أبي عمرو عن ذريح قال قلت لأبي عبد الله ع إني لأجد في بطني قراقرا و وجعا قال ما يمنعك من الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام

    -5  و عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص في هذه الحبة السوداء إن فيها شفاء من كل داء إلا السام فقيل يا رسول الله و ما السام قال الموت

6-  و عن زرارة بن أعين قال سمعت أبا جعفر ع و قد سئل عن قول رسول الله ص في الحبة السوداء فقال أبو جعفر ع نعم قال ذلك رسول الله ص و استثنى فيه فقال إلا السام و لكن أ لا أدلك على ما هو أبلغ منها و لم يستثن النبي ص فيه قلت بلى يا ابن رسول الله قال الدعاء يرد القضاء و قد أبرم إبراما و الصدقة تطفئ الغضب و ضم أصابعه

 بيان كأن ضم الأصابع تأكيد فعلي للإبرام

7-  المكارم، قال قال رسول الله ص إن هذه الحبة السوداء فيه شفاء من كل داء إلا السام فقلت و ما السام قال الموت قلت و ما الحبة السوداء فقال الشونيز قلت و كيف أصنع قال تأخذ إحدى و عشرين حبة فتجعلها في خرقة و تنقعها في الماء ليلة فإذا أصبحت قطرت في المنخر الأيمن قطرة و في الأيسر قطرة فإذا كان في اليوم الثاني قطرت في الأيمن قطرتين و في الأيسر قطرة فإذا كان في اليوم الثالث قطرت في الأيمن قطرة و في الأيسر قطرتين تخالف بينهما ثلاثة أيام قال سعد و تجدد الحب في كل يوم

8-  و عن الصادق ع قال الحبة السوداء شفاء من كل داء و هي حبيبة رسول الله ص فقيل له إن الناس يزعمون أنها الحرمل قال لا هي الشونيز فلو أتيت أصحابه فقلت أخرجوا إلي حبيبة رسول الله ص لأخرجوا إلي الشونيز

    -9  عن الفضل قال شكوت إلى أبي عبد الله ع أني ألقى من البول شدة فقال خذ من الشونيز في آخر الليل

10-  عنه، ع قال إن في الشونيز شفاء من كل داء فأنا آخذه للحمى و الصداع و الرمد و لوجع البطن و لكل ما يعرض لي من الأوجاع يشفيني الله عز و جل به

 بيان و تأييد أقول الخبر الأول لعله مأخوذ من كتب العامة رووه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي ص و فيها و إذا أصبحت قطرت في المنخرين الأيمن واحدة و في الأيسر اثنتين فإذا كان من الغد قطرات في المنخر الأيمن اثنين و في الأيسر واحدة فإذا كان اليوم الثالث قطرت في الأيمن واحدة و في الأيسر اثنتين و هو الصواب. و قال صاحب فتح الباري بعد إيراد هذه الرواية و يؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفا بل ربما استعمل مسحوقة و غير مسحوقة و ربما استعملت أكلا و شربا و سعوطا و ضمادا و غير ذلك. و قيل إن قوله من كل داء تقديره تقبل العلاج بها فإنها إنما تنفع من الأمراض الباردة و أما الحارة فلا نعم قد يدخل في بعض الأمراض الحارة اليابسة بالعرض فيوصل قوى الأدوية الرطبة الباردة إليها بسرعة تنفيذها و استعمال الحار في بعض الأمراض الحارة لخاصية فيه لا يستنكر كالعنزروت فإنه حار و يستعمل في أدوية الرمد المركبة مع أن الرمد ورم حار باتفاق الأطباء. و قد قال أهل العلم بالطب إن طبع الحبة السوداء حار يابس و هي مذهبة للنفخ نافعة من حمى الربع و البلغم مفتحة للسدد و الريح و إذا دقت و عجنت بالعسل و شربت بالماء الحار أذابت الحصاة و أدرت البول و الطمث و فيها جلاء و تقطيع و إذا دقت و ربطت بخرقة من كتان و أديم شمها نفع من الزكام البارد   و إذا نقع منها سبع حبات في لبن امرأة و سعط به صاحب اليرقان أفاده و إذا شرب منها وزن مثقال بماء أفاده من ضيق النفس و الضماد بها ينفع من الصداع البارد و إذا طبخت بخل و تمضمض بها نقعت من وجع الأسنان الكائن عن برد. و قد ذكر ابن بيطار و غيره ممن صنف المفردات في منافعها هذا الذي ذكرته و أكثر منه. و قال الخطابي قوله من كل داء هو من العام الذي يراد به الخاص لأنه ليس في طبع شي‏ء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء بمقابلها و إنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة. قال أبو بكر ابن العربي العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء و مع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به فإذا كان المراد بقوله في العسل فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ الأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى. و قال غيره كان ع يصف الدواء بحسب ما يشاهد من حال المريض فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد فيكون معنى قوله شفاء من كل داء أي من هذا الجنس الذي وقع القول فيه و التخصيص بالجنسية كثير شائع و الله أعلم. و قال الشيخ محمد بن أبي حمزة تكلم الناس في هذا الحديث و خصوا عمومه و ردوه إلى قول أهل الطب و التجربة و لا خفاء بغلط قائل ذلك لأنا إذا صدقنا أهل الطب و مدار علمهم غالبا إنما هو على التجربة التي بناؤها على الظن غالبا فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم انتهى. و قد تقدم توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد و التركيب و لا محذور في ذلك و لا خروج عن ظاهر الحديث و الله أعلم. و قال الشونيز بضم المعجمة و سكون التحتانية بعدها زاي و قال القرطبي

    قيد بعض مشايخنا الشين بالفتح و حكى عياض عن ابن الأعرابي أنه كسرها فأبدل الواو ياء فقال الشينيز و تفسير الحبة السوداء بالشونيز لشهرة الشونيز عندهم إذ ذاك و أما الآن فالأمر بالعكس و الحبة السوداء أشهر عند أهل هذا العصر من الشونيز بكثير و تفسيرها بالشونيز هو الأكثر الأشهر و هي الكمون الأسود و يقال لها أيضا الكمون الهندي. و نقل إبراهيم الحربي في غريب الحديث عن الحسن البصري أنها الخردل. و حكى أبو عبيد الهروي في الغريبين أنها ثمرة البطم بضم الموحدة و سكون المهملة. و قال الجوهري هو صمغ شجرة يدعى الكمكام يجلب من اليمن و رائحتها طيبة و يستعمل في البخور قلت و ليس المراد هنا جزما و قال القرطبي تفسيرها بالشونيز أولى من وجهين أحدهما أنه قول الأكثر و الثاني كثرة منافعها بخلاف الخردل و البطم انتهى كلام ابن حجر. و قال ابن بيطار الحبة السوداء يقال على الشونيز و على التشميزج و البشمة عند أهل الحجاز و قال البشمة اسم حجازي للحبة السوداء المستعملة في علاج العين يؤتى بها من اليمن

11-  الدعائم، عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أنه سئل عن قول رسول الله ص في الحبة السوداء قال قد قال ذلك قيل و ما قال قال فيها شفاء من كل داء إلا السام يعني الموت ثم قال أبو جعفر ع للسائل أ لا أدلك على ما لم يستثن فيه رسول الله ص قال بلى قال الدعاء فإنه يرد القضاء و قد أبرم إبراما و ضم أصابعه من كفيه و جمعهما جميعا واحدة إلى الأخرى الخنصر بحيال الخنصر كأنه يريك شيئا