باب 5- باب أحوال عائشة بعد الجمل

201-  مع، ]معاني الأخبار[ أحمد بن الحسين بن علي عن أبي عبد الله البخاري عن سهل بن المتوكل عن سليمان بن أبي شيخ عن محمد بن الحكم عن عوانة قال قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم الجمل لعائشة كيف رأيت صنع الله بك يا حميراء فقالت له ملكت فأسجح تعني تكرم

 تأييد قال في النهاية الأسجح السهل و منه حديث عائشة قالت لعلي ع يوم الجمل حين ظهر ملكت فأسجح أي قدرت فسهل و أحسن العفو و هو مثل سائر

  -202  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الكاتب عن الزعفراني عن الثقفي عن محمد بن عثمان عن أبي عبد الله الأسلمي عن موسى بن عبد الله الأسدي قال لما انهزم أهل البصرة أمر علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ع أن تنزل عائشة قصر ابن أبي خلف فلما نزلت جاءها عمار بن ياسر رضي الله عنه فقال يا أمة كيف رأيت ضرب بنيك دون دينهم بالسيف فقالت استبصرت يا عمار من أنك غلبت فقال أنا أشد استبصارا من ذلك أم و الله لو ضربتمونا حتى تبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق و أنكم على الباطل فقالت له عائشة هكذا يخيل إليك اتق الله يا عمار فإن سنك قد كبرت و دق عظمك و فني أجلك و أذهبت دينك لابن أبي طالب فقال عمار رحمه الله إني و الله اخترت لنفسي في أصحاب رسول الله فرأيت عليا أقرؤهم لكتاب الله عز و جل و أعلمهم بتأويله و أشدهم تعظيما لحرمته و أعرفهم بالسنة مع قرابته من رسول الله ص و عظم عنائه و بلائه في الإسلام فسكتت

203-  ج، ]الإحتجاج[ روى الواقدي أن عمار بن ياسر لما دخل على عائشة قال كيف رأيت و ساق الحديث إلى قولها يا عمار اتق الله أذهبت دينك لابن أبي طالب ع

 بيان قال في مادة سعف من النهاية في حديث عمار لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر السعفات جمع سعفة بالتحريك و هي أغصان النخيل و قيل إذا يبست سميت سعفة و إذا كانت رطبة فهي شطبة و إنما خص هجر للمباعدة في المسافة و لأنها موصوفة بكثرة النخل. و قال الفيروزآبادي في القاموس هجر محركة بلدة باليمن و اسم لجميع أرض البحرين

204-  ج، ]الإحتجاج[ روي أن ابن عباس قال لأمير المؤمنين ع حين أبت عائشة من الرجوع دعها في البصرة و لا ترحلها فقال علي ع إنها لا تألوا شرا و لكن أردها إلى بيتها

 بيان لا تألوا شرا أي لا تقصر فيه 205-  ج، ]الإحتجاج[ روى محمد بن إسحاق أن عائشة لما وصلت إلى المدينة راجعة من البصرة لم تزل تحرض الناس على أمير المؤمنين و كتبت إلى معاوية و أهل الشام مع الأسود بن البختري تحرضهم عليه ع بيان قال الجوهري التحريض على القتال الحث و الإحماء عليه انتهى و في بعض النسخ ضبط لفظة تحرص بالمهملة في الموضعين

206-  ج، ]الإحتجاج[ روي أن عمرو بن العاص قال لعائشة لوددت أنك قتلت يوم الجمل فقالت و لم لا أبا لك قال كنت تموتين بأجلك و تدخلين الجنة و نجعلك أكبر التشنيع على علي

207-  ج، ]الإحتجاج[ في رواية سعد بن عبد الله الأشعري عن القائم ع قال قلت له يا مولانا و ابن مولانا روي لنا أن رسول الله ص جعل طلاق نسائه إلى أمير المؤمنين علي حتى إنه بعث يوم الجمل رسولا إلى عائشة و قال إنك أدخلتي الهلاك على الإسلام و أهله بالغش الذي حصل منك و أوردتي أولادك في موضع الهلاك للجهالة فإن امتنعت و إلا طلقتك فأخبرنا يا مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض حكمه رسول الله ص إلى أمير المؤمنين ع فقال ع إن الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي فخصهن بشرف الأمهات فقال رسول الله يا أبا الحسن إن هذا شرف باق ما دمن لله على طاعة فأيتهن عصت الله بعدي في الأزواج بالخروج عليك فطلقها و أسقطها من شرف أمهات المؤمنين

 208-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن يعقوب بن يوسف عن عبيد الله بن موسى عن جعفر الأحمر عن الشيباني عن جميع بن عمير قال قالت عمتي لعائشة و أنا أسمع أنت مسيرك إلى علي ع ما كان قالت دعينا منك إنه ما كان من الرجال أحب إلى رسول الله من علي و لا من النساء أحب إليه من فاطمة ع

209-  جا، ]المجالس للمفيد[ الجعابي عن ابن عقدة عن عبد الله بن أحمد بن مستورد عن محمد بن منير عن إسحاق بن وزير عن محمد بن الفضيل بن عطاء مولى مزينة عن جعفر بن محمد عن أبيه ع عن محمد بن علي بن الحنفية قال كان اللواء معي يوم الجمل و كان أكثر القتلى في بني ضبة فلما انهزم الناس أقبل أمير المؤمنين ع و معه عمار بن ياسر و محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما فانتهى إلى الهودج و كأنه شوك القنفذ مما فيه من النبل فضربه بعصا ثم قال هيه يا حميراء أردت أن تقتليني كما قتلت ابن عفان أ بهذا أمرك الله أو عهد إليك به رسول الله ص قالت ملكت فأسجح فقال لمحمد بن أبي بكر انظر هل نالها شي‏ء من السلاح فوجدها قد سلمت لم يصل إليها إلا سهم خرق في ثوبها خرقا و خدشها خدشا ليس بشي‏ء فقال ابن أبي بكر يا أمير المؤمنين قد سلمت من السلاح إلا سهما خلص إلى ثوبها فخدش منه شيئا فقال علي ع احتملها فأنزلها دار ابن أبي خلف الخزاعي ثم أمر مناديه ينادي لا يدفف على جريح و لا يتبع مدبر و من أغلق بابه فهو آمن

 بيان قال الفيروزآبادي في القاموس أدففته أجهزت عليه كدففته و منه داف ابن مسعود أبا جهل يوم بدر

210-  كش، ]رجال الكشي[ جعفر بن معروف عن الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن معاذ بن مطر عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال حدثني بعض أشياخي قال لما هزم علي بن أبي طالب ع أصحاب الجمل بعث أمير المؤمنين ع عبد الله بن عباس رحمة الله عليهما إلى عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل و قلة العرجة قال ابن عباس فأتيتها و هي في قصر بني خلف في جانب البصرة قال فطلبت الإذن عليها فلم تأذن فدخلت عليها من غير إذنها فإذا بيت قفار لم يعد لي فيه مجلس فإذا هي من وراء سترين قال فضربت ببصري فإذا في جانب البيت رحل عليه طنفسة قال فمددت الطنفسة فجلست عليها فقالت من وراء الستر يا ابن عباس أخطأت السنة دخلت بيتنا بغير إذننا و جلست على متاعنا بغير إذننا فقال لها ابن عباس رحمة الله عليه نحن أولى بالسنة منك و نحن علمناك السنة و إنما بيتك الذي خلفك فيه رسول الله فخرجت منه ظالمة لنفسك غاشة لدينك عاتية على ربك عاصية لرسول الله فإذا رجعت إلى بيتك لم ندخله إلا بإذنك و لم نجلس على متاعك إلا بأمرك إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع بعث إليك يأمرك بالرحيل إلى المدينة و قلة العرجة فقالت رحم الله أمير المؤمنين ذلك عمر بن الخطاب فقال ابن عباس هذا و الله أمير المؤمنين و إن تربدت فيه وجوه و رغمت فيه معاطس أما و الله لهو أمير المؤمنين و أمس برسول الله رحما و أقرب قرابة و أقدم سبقا و أكثر علما و أعلى منارا و أكثر آثارا من أبيك و من عمر فقالت أبيت ذلك فقال أما و الله إن كان إباؤك فيه لقصير المدة عظيم التبعة ظاهر الشوم بين النكد و ما كان إباؤك فيه إلا حلب شاة حتى صرت ما تأمرين و لا تنهين و لا ترفعين و لا تضعين و ما كان مثلك إلا كمثل الحضرمي بن نجمان أخي بني أسد حيث يقول

ما زال إهداء القصائد بيننا شتم الصديق و كثرة الألقاب‏حتى تركتهم كأن قلوبهم في كل مجمعة طنين ذباب

قال فأراقت دمعها و أبدت عويلها و تبدأ نشيجها ثم قالت أخرج و الله عنكم فما في الأرض بلد أبغض إلي من بلد تكونون فيه فقال ابن عباس رحمه الله فلم و الله ما ذا بلاءنا عندك و لا بصنيعنا إليك إنا جعلناك للمؤمنين أما و أنت بنت أم رومان و جعلنا أباك صديقا و هو ابن أبي قحافة حامل قصاع الودك لابن جذعان إلى أضيافه فقالت يا ابن عباس تمنون علي برسول الله فقال و لم لا يمن عليك بمن لو كان منك قلامة منه مننتنا به و نحن لحمه و دمه و منه و إليه و ما أنت إلا حشيته من تسع حشايا خلفهن بعده لست بأبيضهن لونا و لا بأحسنهن وجها و لا بأرشحهن عرقا و لا بأنضرهن ورقا و لا بأطراهن أصلا فصرت تأمرين فتطاعين و تدعين فتجابين و ما مثلك إلا كما قال أخو بني فهر

مننت على قومي فأبدوا عداوة فقلت لهم كفوا العداوة و الشكراففيه رضا من مثلكم لصديقه و أحج بكم أن تجمعوا البغي و الكفرا

قال ابن عباس ثم نهضت و أتيت أمير المؤمنين فأخبرته بمقالتها و ما رددت عليها فقال أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك

 بيان رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج و رواه الشيخ المفيد رحمه الله في الكافية بسندين أحدهما من طريق العامة و الآخر من طريق الخاصة باختلاف يسير في بعض الألفاظ. و قال الجوهري التعريج على الشي‏ء الإقامة عليه يقال عرج فلان على المنزل إذا حبس مطيته عليه و أقام و كذلك التعرج و يقال ما لي عليه عرجة و لا تعريج و لا تعرج و أيضا قال الجوهري القفر مفازة لا نبات فيها و لا ماء و الجمع قفار يقال أرض قفر و مفازة قفر و قفرة أيضا و القفار بالفتح الخبز بلا أدم يقال أخذ خبزة قفارا. و قال الفيروزآبادي الطنفسة مثلثة الطاء و الفاء و بكسر الطاء و فتح الفاء و بالعكس واحدة الطنافس يقال للبسط و الثياب و الحصير من سعف عرضه ذراع. و قال الجوهري تربد وجه فلان أي تغير من الغضب و قال المعطس مثال المجلس الأنف و ربما جاء بفتح الطاء و قال نكد عيشهم بالكسر ينكد نكدا إذا اشتد و رجل نكد أي عسر و العويل رفع الصوت بالبكاء و نشج الباكي ينشج نشيجا إذا غص بالبكاء في حلقه من غير انتحاب و نشج بصوته نشيجا ردده في صدره. قوله ما ذا بلاءنا عندك كلمة ما نافية أي ليس هذا جزاء نعمتنا عندك قوله مننتنا أي مننت علينا على الحذف و الإيصال و في بعض النسخ منيتنا من المنية بمعنى الموت أي قتلتنا و الحشية كمنية الفراش المحشو و الجمع حشايا كنى عن النساء و التعبير عنهن بالفرش شائع. قوله و لا بأرشحهن بالشين المعجمة و الحاء المهملة من الرشح و هو نضح الماء و في بعض النسخ بالسين المهملة و الخاء المعجمة من الرسوخ بمعنى الثبات. قوله و لا بأطراهن من الطراوة. قوله و أحج بكم أي هو ألزم لحجتكم و في بعض النسخ أحجى و هو أصوب أي أولى و أقرب إلى العقل و الحجى

211-  كشف، ]كشف الغمة[ من ربيع الأبرار للزمخشري قال قال جميع بن عمير دخلت على عائشة فقلت من كان أحب الناس إلى رسول الله ص فقالت فاطمة ع قلت إنما أسألك عن الرجال قالت زوجها و ما يمنعه فو الله إن كان لصواما قواما و لقد سالت نفس رسول الله ص في يده فردها إلى فيه فقلت فما حملك على ما كان فأرسلت خمارها على وجهها و بكت و قالت أمر قضي علي

 و روي أنه قيل لها موتها أ ندفنك عند رسول الله ص فقالت لا إني أحدثت بعده

212-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير معنعنا عن أصبغ بن نباتة قال لما هزمنا أهل البصرة جاء علي بن أبي طالب ع حتى استند إلى حائط من حيطان البصرة فاجتمعنا حوله و أمير المؤمنين راكب و الناس نزول فيدعو الرجل باسمه فيأتيه ثم يدعو الرجل باسمه فيأتيه ثم يدعو الرجل باسمه فيأتيه حتى وافاه منا ستون شيخا كلهم قد صغروا اللحى و عقصوها و أكثرهم يومئذ من همدان فأخذ أمير المؤمنين ع طريقا من طرق البصرة و نحن معه و علينا الدرع و المغافر متقلدي السيوف متنكبي الأترسة حتى انتهى إلى دار قوراء فدخلنا فإذا فيها نسوة يبكين فلما رأينه صحن صيحة واحدة و قلن هذا قاتل الأحبة فأمسك عنهن أمير المؤمنين ثم قال أين منزل عائشة فأومأن إلى حجرة في الدار فحملنا عليا عن دابته فأنزلناه فدخل عليها فلم أسمع من قول علي شيئا إلا أن عائشة كانت امرأة عالية الصوت فسمعن قولها كهيئة المعاذير إني لم أفعل ثم خرج علينا أمير المؤمنين فحملناه على دابته فعارضته امرأة من قبل الدار فقال أين صفية قالت لبيك يا أمير المؤمنين قال أ لا تكفين عني هؤلاء الكلبات التي يزعمن أني قاتل الأحبة لو قتلت الأحبة لقتلت من في تلك الدار و أومى بيده إلى ثلاث حجر في الدار قال فضربنا بأيدينا على قوائم السيوف و ضربنا بأبصارنا إلى الحجر التي أومى إليها فو الله ما بقيت في الدار باكية إلا سكنت و لا قائمة إلا جلست قلت يا أبا القاسم فمن كان في تلك الثلاث حجر قال أما واحدة فكان فيها مروان بن الحكم جريحا و معه شباب قريش جرحى و أما الثانية فكان فيها عبد الله بن الزبير و معه آل الزبير جرحى و أما الثالثة فكان فيها رئيس أهل البصرة يدور مع عائشة أين ما دارت قلت يا أبا القاسم هؤلاء أصحاب القرحة فهلا ملتم عليهم بهذه السيوف قال يا ابن أخي أمير المؤمنين كان أعلم منك وسعهم أمانه إنا لما هزمنا القوم نادى مناديه لا يدفف على جريح و لا يتبع مدبر و من ألقى سلاحه فهو آمن سنة يستن بها بعد يومكم هذا ثم مضى و مضينا معه حتى انتهينا إلى المعسكر فقام إليه ناس من أصحاب النبي ص منهم أبو أيوب الأنصاري و قيس بن سعد و عمار بن ياسر و زيد بن حارثة و أبو ليلى فقال أ لا أخبركم بسبعة هم من أفضل الخلق يوم يجمعهم الله تعالى قال أبو أيوب بلى و الله فأخبرنا يا أمير المؤمنين فإنك كنت تشهد و نغيب قال فإن أفضل الخلق يوم يجمعهم الله تعالى سبعة من بني عبد المطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر و لا يجحد إلا جاحد قال عمار بن ياسر رضي الله عنه ما اسمهم يا أمير المؤمنين فلنعرفنهم قال إن أفضل الناس يوم يجمع الله الخلق و الرسل محمد و إن من أفضل الرسل محمدا عليهم الصلاة و السلام ثم إن أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي و إن أفضل الأوصياء وصي محمد عليهما الصلاة و السلام ثم إن أفضل الناس بعد الأوصياء الشهداء و إن أفضل الشهداء حمزة و جعفر بن أبي طالب ذا جناحين يطير بهما مع الملائكة لم يحل بحليته أحد من الآدميين في الجنة شي‏ء شرفه الله به و السبطان الحسنان سيدا شباب أهل الجنة و المهدي يجعله الله من أحب منا أهل البيت ثم قال أبشروا ثلاثا مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ عَلِيماً

 بيان عقص الشعر ضفره و ليه على الرأس ذكره الجوهري و قال تنكب القوس أي ألقاها على منكبه و قال دار قوراء واسعة

213-  الكافية في إبطال توبة الخاطئة، عن إبراهيم بن عروة عن ثابت عن أبيه عن حبة العرني أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعث إلى عائشة محمدا أخاها رحمة الله عليه و عمار بن ياسر رضوان الله عليه و أن ارتحلي و ألحقي بيتك الذي تركك فيه رسول الله فقالت و الله لا أريم عن هذا البلد أبدا فرجعا إلى أمير المؤمنين ع و أخبراه بقولها فغضب ثم ردهما إليها و بعث معهما الأشتر فقال و الله لتخرجن أو لتحملن احتمالا ثم قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه يا معشر عبد القيس اندبوا إلى الحرة الخيرة من نسائكم فإن هذه المرأة من نسائكم فإنها قد أبت أن تخرج لتحملوها احتمالا فلما علمت بذلك قالت لهم قولوا فليجهزني فأتوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فذكروا له ذلك فجهزها و بعث معها بالنساء

214-  و عن الحسن بن ربيع قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن محصن بن زياد الضبي قال سمعت الأحنف بن قيس يقول بعث علي إلى عائشة أن ارجعي إلى الحجاز فقالت لا أفعل فقال لها لئن لم تفعلي لأرسلن إليك نسوة من بكر بن وائل بسفار حداد يأخذنك بها قال فخرجت حينئذ

215-  و عن إسحاق بن إبراهيم عن أشرس العبدي عن عبد الجليل أن أمير المؤمنين بعث عمار بن ياسر رحمه الله إلى عائشة أن ارتحلي فأبت عليه فبعث إليها بامرأتين و امرأة من ربيعة معهن الإبل فلما رأتهن ارتحلت

216-  و عن محمد بن علي بن نصر عن عمر بن سعد الأسدي أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه دخل على عائشة لما أبت الخروج فقال لها يا شعيرا ارتحلي و إلا تكلمت بما تعلمينه فقالت نعم أرتحل فجهزها و أرسلها و معها أربعين امرأة من عبد القيس الحديث بطوله

217-  و عن الحسين بن حماد قال حدثنا أبو الجارود عن الأصبغ بن نباتة أن أمير المؤمنين قال لعائشة ارجعي إلى بيتك الذي تركك رسول الله ص و أبوك فيه فأبت فقال لها ارجعي و إلا تكلمت بكلمة تبرءين إلى الله تعالى و رسوله فارتحلت

218-  و عن مطلب بن زياد عن كثير النواء قال قال ابن عباس رضي الله عنه لعائشة السلام عليك يا أمة أ لسنا ولاة بعلك أ و ليس قد ضرب الله الحجاب عليك أ و ليس قد أوتيت أجرك مرتين قالت بلى قال فما أخرجك علينا مع منافقي قريش قالت كان قدرا يا ابن عباس قال و كانت أمنا تؤمن بالقدر

  -219  و عن أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد قال قال رجل لعائشة يا أم المؤمنين لم خرجت على علي قالت له أبوك لم تزوج بأمك قدرا لله عز و جل

220-  و عن فضيل بن مرزوق عن أبي إسحاق قال كانت عائشة إذا سئلت عن خروجها على أمير المؤمنين قالت كان شي‏ء قدره الله علي

221-  البرسي في كتاب مشارق الأنوار قال لما قدم الحسن بن علي ع من الكوفة جاءت النسوة يعزينه بأمير المؤمنين ع و دخلت عليه أزواج النبي ص فقالت عائشة يا أبا محمد ما فقد جدك إلا يوم فقد أبوك فقال لها الحسن ع نسيت نبشك في بيتك ليلا بغير قبس بحديدة حتى ضربت الحديدة كفك فصارت جرحا إلى الآن تبغين جرارا خضرا فيها ما جمعت من خيانة حتى أخذت منها أربعين دينارا عددا لا تعلمين لها وزنا تفرقيها في مبغضي علي من تيم و عدي قد تشفيت بقتله فقالت قد كان ذلك