باب 6- باب نهي الله تعالى و رسوله ص عائشة عن مقاتلة علي ع و إخبار النبي ص إياها بذلك

222-  فس، ]تفسير القمي[ محمد بن أحمد عن محمد بن عبد الله بن غالب عن ابن أبي نجران عن حماد عن حريز قال سألت أبا عبد الله عن قول الله يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ قال الفاحشة الخروج بالسيف

 أقول قد مضى بعض الأخبار في باب ذم عائشة و حفصة

223-  ج، ]الإحتجاج[ عن الصادق ع عن آبائه ع في خبر الطير أنه جاء علي ع مرتين فردته عائشة فلما دخل في الثالثة و أخبر النبي ص به قال النبي ص أبيت إلا أن يكون الأمر هكذا يا حميراء ما حملك على هذا قالت يا رسول الله اشتهيت أن يكون أبي أن يأكل من الطير فقال لها ما هو أول ضغن بينك و بين علي و قد وقفت على ما في قلبك لعلي إن شاء الله تعالى لتقاتلينه فقالت يا رسول الله و تكون النساء يقاتلن الرجال فقال لها يا عائشة إنك لتقاتلين عليا و يصحبك و يدعوك إلى هذا نفر من أهل بيتي و أصحابي فيحملونك عليه و ليكونن في قتالك أمر يتحدث به الأولون و الآخرون و علامة ذلك إنك تركبين شيطانا تبتلين به قبل أن تبلغي إلى الموضع الذي يقصد بك إليه فتنبح عليك كلاب الحوأب فتسألين الرجوع فيشهد عندك قسامة أربعين رجلا ما هي كلاب الحوأب فتصيرين إلى بلد أهله أنصارك و هو أبعد بلاد في الأرض من السماء و أقربها إلى الماء و لترجعن و أنت صاغرة غير بالغة ما تريدين و يكون هذا الذي يردك مع من يثق به من أصحابه و إنه لك خير منك له و لينذرنك ما يكون به الفراق بيني و بينك في الآخرة و كل من فرق علي بيني و بينه بعد وفاتي ففراقه جائز فقالت له يا رسول الله ليتني مت قبل أن يكون ما تعدني قال فقال لها هيهات هيهات و الذي نفسي بيده ليكونن ما قلت حتى كأني أراه

224-  مع، ]معاني الأخبار[ أحمد بن الحسين بن علي عن محمد بن العباس عن إبراهيم بن إسحاق عن إبراهيم بن سعيد عن أبي نعيم عن عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي ص أنه قال لنسائه ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأذيب التي تنبحها كلاب الحوأب فيقتل عن يمينها و عن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت

  قال الصدوق رحمه الله الحوأب ماء لبني عامر و الجمل الأذيب يقال إن الذئبة داء تأخذ الدواب يقال برذون مذءوب و أظن الجمل الأذيب مأخوذ من ذلك و قوله تنجو بعد ما كادت أي تنجو بعد ما كادت تهلك

225-  الكافية، عن عصام مثله ثم قال و رواه أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس و روى المسعودي في حديثه قال قال رسول الله ص يا علي إذا أدركته فاضربها و اضرب أصحابها

 226-  سر، ]السرائر[ قال محمد بن إدريس وجدت في الغريبين للهروي هذا الحديث و هو بالدال غير المعجمة مع الباء النقطة تحتها نقطة واحدة قال أبو عبيد و في الحديث ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب قيل أراد الأدب فأظهر التضعيف و الأدب الكثير الوبر يقال جمل أدب إذا كان كثير الدبب و الدبب كثرة شعر الوجه و دببه أنشدني أبو بكر بن الأنباري

يمشقن كل غصن معلوش مشق النساء دبب العروس

 يمشقن يقطعن كل غصن كثير الورق كما تنتف النساء الشعر من وجه العروس قال محمد بن إدريس و وجدت أيضا في كتاب مجمل اللغة لابن فارس ما ذكره أبو عبيد صاحب الغريبين قد أورد الحديث على ما ذكره و فسره على ما فسره وضعه في باب الدال غير المعجمة مع الباء و الاعتماد على أهل اللغة في ذلك فإنهم أقوم به و أظن أن شيخنا ابن بابويه تجاوز نظره في الحرف و زل فيه فأورده بالذال المعجمة و الياء على ما في كتابه و اعتقد أن الجمل الأذيب مشتق من المذئبة ففسره على ما فسره و هذا تصحيف منه أقول قال ابن الأثير في النهاية بعد إيراد الرواية أراد الأدب فأظهر الإدغام لأجل الحوأب و الأدب الكثير وبر الوجه. و قال السيوطي في بعض تصانيفه إنه قد يفك ما استحق الإدغام لاتباع كلمة أخرى كحديث أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب فك الأدبب و قياسه الأدب اتباعا للحوأب

227-  ل، ]الخصال[ علي بن أحمد الدقاق عن حمزة بن القاسم عن علي بن الجنيد الرازي عن أبي عوانة عن الحسين بن علي عن عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال قلت للنبي ص يا رسول الله من يغسلك إذا مت فقال يغسل كل نبي وصيه قلت فمن وصيك يا رسول الله قال علي بن أبي طالب فقلت كم يعيش بعدك يا رسول الله قال ثلاثين سنة فإن يوشع بن نون وصي موسى عاش من بعده ثلاثين سنة و خرجت عليه صفراء بنت شعيب زوج موسى فقالت أنا أحق بالأمر منك فقاتلها فقتل مقاتلها و أسرها فأحسن أسرها و إن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا و كذا ألفا من أمتي فيقاتلها فيقتل مقاتلها و يأسرها فيحسن أسرها و فيها أنزل الله وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى يعني صفراء بنت شعيب

228-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن النبي ص قال ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب فتنبحها كلاب الحوأب

 و روي أنه لما أقبلت عائشة مياه بني عامر ليلا نبحتها كلاب الحوأب فقالت ما هذا الماء قالوا الحوأب قالت ما أظنني إلا راجعة ردوني إن رسول الله ص قال لنا ذات يوم كيف بإحداكن إذا نبح عليها كلاب الحوأب

229-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب المعرفة لإبراهيم بن محمد الثقفي عن عثمان بن سعد عن محمد بن كثير عن إسماعيل بن زياد عن أبي إدريس عن نافع مولى عائشة قال كنت خادما لعائشة و أنا غلام أعاطيهم إذا كان رسول الله ص عندها فبينا رسول الله عند عائشة إذ جاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطى فرجعت إلى عائشة فأخبرتها فقالت أدخلها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة فوضعته عائشة بين يدي رسول الله ص فمد يده يأكل ثم قال ليت أمير المؤمنين و سيد المسلمين كان حاضرا كي يأكل معي قالت عائشة و من أمير المؤمنين فسكت ثم أعادت فسألت فسكت ثم جاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا علي بن أبي طالب فرجعت إلى النبي ص فأخبرته فقال أدخله ففتحت له الباب فدخل فقال مرحبا و أهلا لقد تمنيتك حتى لو أبطأت علي لسألت الله أن يجي‏ء بك اجلس فكل فجلس فأكل فقال رسول الله ص قاتل الله من يقاتلك و من يعاديك فسكت ثم أعادها فقالت عائشة من يقاتله و من يعاديه قال أنت و من معك أنت و من معك

230-  شف، ]كشف اليقين[ محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان عن محمد بن أحمد بن عيسى العلوي عن محمد بن أحمد المكتب عن حميد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن محمد بن علي عن محمد بن كثير عن إسماعيل بن زياد عن أبي إدريس عن نافع مثله

231-  كافية، المفيد عن محمد بن علي بن مهران عن محمد بن علي بن خلف عن محمد بن كثير عن إسماعيل بن الزياد البزاز عن أبي إدريس عن نافع مولى عائشة مثله

232-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال السدي نزل قوله تعالى وَ اتَّقُوا فِتْنَةً في أهل بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا

 و عن الصادق ع في قوله تعالى وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ قال ما قوتل أهل هذه يعني البصرة إلا بهذه الآية و قرأ أمير المؤمنين يوم البصرة وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ثم قال لقد عهد إلي رسول الله ص و قال يا علي لتقاتلن الفئة الناكثة و الفئة الباغية و الفرقة المارقة إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون

 الأعمش عن شقيق و زر بن حبيش عن حذيفة و ذكر السمعاني في الفضائل و الديلمي في الفردوس عن جابر الأنصاري و روي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و اللفظ لهما في قوله فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ يا محمد من مكة إلى المدينة فإنا رادوك منها و منتقمون منهم بعلي

 و في تفسير الكلبي يعني في حرب الجمل

 و عن عمار و حذيفة و ابن عباس و الباقر و الصادق ع أنه نزلت في علي ع يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ الآية

 و روي عن علي ع أنه قال يوم البصرة و الله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم و تلا هذه الآية

 ابن عباس قال لما علم الله أنه سيجري حرب الجمل قال لأزواج النبي ص وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى و قال تعالى يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ في حربها مع علي ع

  شعبة و الشعبي و الأعثم و ابن مردويه و خطيب خوارزم في كتبهم بالأسانيد عن ابن عباس و ابن مسعود و حذيفة و قتادة و قيس بن أبي حازم و أم سلمة و ميمونة و سالم بن أبي الجعد و اللفظ له أنه ذكر النبي ص خروج بعض نسائه فضحكت عائشة فقال انظري يا حميراء لا تكونين هي ثم التفت إلى علي فقال يا أبا الحسن إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها

233-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حذيفة قال لو أحدثكم بما سمعت من رسول الله ص لوجمتموني قالوا سبحان الله نحن نفعل قال لو أحدثكم أن بعض أمهاتكم تأتيكم في كتيبة كثير عددها شديد بأسها تقاتلكم صدقتم قالوا سبحان الله و من يصدق بهذا قال تأتيكم أمكم الحميراء في كتيبة يسوق بها أعلاجها من حيث يسوؤكم وجوهكم

 ابن عباس قال قال النبي ص أيتكن صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثير بعد أن كادت

 بيان لوجمتموني يقال وجم الشي‏ء أي كرهه و وجم فلانا لكزه و كانت النسخة تحتمل الراء أيضا و الأعلاج جمع العلج بالكسر و هو الرجل من كفار العجم و غيرهم

  -234  الكافية، عن الحسن بن حماد عن زياد بن المنذر عن الأصبغ بن نباتة قال لما عقر الجمل وقف علي ع على عائشة فقال ما حملك على ما صنعت قالت ذيت و ذيت فقال أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لقد ملأت أذنيك من رسول الله ص و هو يلعن أصحاب الجمل و أصحاب النهروان أما أحياؤهم فيقتلون في الفتنة و أما أمواتهم ففي النار على ملة اليهود

235-  و عن أبي داود الطهوي عن عبد الله بن شريك العامري عن عبد الله بن عامر أن عبد الله بن محمد بن بديل الخزاعي قال لعائشة أنشدك بالله أ لم نسمعك تقولين سمعت رسول الله ص يقول علي على الحق و الحق معه لن يزيلا حتى يردا علي الحوض قالت بلى قال فما بدا لك قالت دعوني و الله لوددت أنهم تفانوا

236-  و عن يحيى بن مساور عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي سعيد المهري قال كان عبد الملك بن أبي رافع نازلا في بيعة كدي يتحدث إليه فقال أبو رافع سأحدثكم بحديث سمعته أذناي لا أحدثكم عن غيري سمعت رسول الله ص يقول لعلي ع قاتل الله من قاتلك و عادى الله من عاداك فقالت عائشة يا رسول الله من يقاتله و يعاديه قال أنت و من معك أنت و من معك

237-  و عن علي بن مسهر من رجال الصحاح الست عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله ص إني رأيتك في المنام مرتين أرى جملا يحملك في سدافة من حرير فقال هذه امرأتك فاكشفها فإذا هي أنت

  بيان في القاموس ذيت و ذيت مثلثة الآخر أي كيت و كيت و كدي جبل قريب من مكة و السدافة ككتابة الحجاب

238-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن الصادق ع قال كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً عائشة هي نكثت أيمانها

239-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد البرقي عن الحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه عن سالم بن مكرم عن أبيه قال سمعت أبا جعفر ع يقول في قوله مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً قال هي الحميراء

 قال مؤلف الكتاب إنما كنى عنها بالعنكبوت لأنه حيوان ضعيف اتخذت بيتا ضعيفا أوهن البيوت و كذلك الحميراء حيوان ضعيف لقلة حظها و عقلها و دينها اتخذت من رأيها الضعيف و عقلها السخيف في مخالفتها و عداوتها لمولاها بيتا مثل بيت العنكبوت في الوهن و الضعف

240-  و روى محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن كرام عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال قال أ تدري ما الفاحشة المبينة قلت لا قال قتال أمير المؤمنين ع يعني أهل الجمل

  -241  مد، ]العمدة[ من صحيح البخاري بإسناده عن نافع عن عبد الله قال قام النبي ص خطيبا و أشار نحو مسكن عائشة فقال هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان