باب 6- علل تسمية الدواب و بدء خلقها

1-  العلل، عن علي بن أحمد عن الكليني عن علان بإسناده رفعه قال قال أمير المؤمنين ع في جواب ما سأل اليهودي إنما قيل للفرس أجد لأن أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل و أنشأ يقول أجد اليوم و ما ترك الناس دما فقيل للفرس أجد لذلك و إنما قيل للبغل عد لأن أول من ركب البغل آدم ع و ذلك كان له ابن يقال له معد و كان عشوقا للدواب و كان يسوق بآدم ع فإذا تقاعس البغل نادى يا معد سقها فألفت البغلة اسم معد فترك الناس معد و قالوا عد و إنما قيل للحمار حر لأن أول من ركب الحمار حواء و ذلك أنه كان لها حمارة و كانت تركبها لزيارة قبر ولدها هابيل فكانت تقول في مسيرها وا حراه فإذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة و إذا أمسكت تقاعست فترك الناس ذلك و قالوا حر

 بيان قوله أجد اليوم كأنه من الإجادة أي أجد السعي لأن الناس لا يتركون الدم بل يطلبونه مني أو من الوجدان أي أجد الناس اليوم لا يتركون الدم أو بتشديد الدال بمعنى الجد و السعي فيرجع إلى المعنى الأول و ربما يقال لعل قوله و ما تصحيف دما أي أجد اليوم أخذت لنفسي دما و انتقمت من   عدوي فيكون قوله ترك الناس دما كلامه ع و على الأول و الثاني الظاهر أنها كلمة زجر كما في عد لكن المشهور أنها زجر للإبل قال في القاموس أجد بالكسر ساكنة الدال زجر للإبل و قال عد عد زجر للبغل و قال الحر زجر للبعير كما يقال للضأن الحيه انتهى. و كأنه كان في أول الحال زجرا للحمار و كذا عد كان زجرا للبغل و لما كانت الإبل أشيع و أكثر عند العرب منهما شاع استعمالهما فيها عندهم

2-  العلل، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن عبدوس بن أبي عبيدة قال سمعت الرضا ع يقول أول من ركب الخيل إسماعيل و كانت وحشية لا تركب فحشرها الله عز و جل على إسماعيل من جبل منى و إنما سميت الخيل العراب لأن أول من ركبها إسماعيل

 بيان و إنما سميت الخيل أي نفائسها و عربيها لأن أول من ركبها إسماعيل فإنه كان أصل العرب و أباهم فنسب الخيل إلى العرب قال في النهاية العرب اسم لهذا الجيل المعروف من الناس و لا واحد له من لفظه سواء أقام بالبادية أو المدن و النسب إليهما أعرابي و عربي و في حديث سطيح يقود خيلا عرابا أي عربية منسوبة إلى العرب فرقوا بين الخيل و الناس فقالوا في الناس عرب و أعراب و في الخيل عراب

3-  أمان الأخطار، ذكر محمد بن صالح مولى جعفر بن سليمان في كتاب نسب   الخيل في حديث عن ابن عباس أن إسماعيل ع لما بلغ أخرج الله له من البحر مائة فرس فأقامت ترعى بمكة ما شاء الله ثم أصبحت على بابه فرسنها و أنتجها و ركبها

4-  و روي في حديث آخر عن محمد بن مسلم أن أول من ركب الخيل إسماعيل

 بيان في القاموس الرسن محركة الحبل و ما كان من زمام على أنف و رسنها يرسنها و يرسنها و أرسنها جعل لها رسنا و رسنها شدها برسن

5-  العلل، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله عن البزنطي عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن مجاهد عن ابن عباس قال كانت الخيل العراب وحوشا بأرض العرب فلما رفع إبراهيم و إسماعيل القواعد من البيت قال إني قد أعطيتك كنزا لم أعطه أحدا كان قبلك قال فخرج إبراهيم و إسماعيل حتى صعدا جيادا فقالا ألا هلا ألا هلم فلم يبق في أرض العرب فرس إلا أتاه و تذلل له و أعطت بنواصيها و إنما سميت جيادا لهذا فما زالت الخيل بعد تدعو الله أن يحببها إلى أربابها فلم تزل الخيل حتى اتخذها سليمان فلما ألهته أمر بها أن يمسح رقابها و سوقها حتى بقي أربعون فرسا

 بيان قال الفيروزآبادي هلا زجر للخيل و تهلى الفرس أسرع   و هلهل زجره بهلا و قال الخيل جماعة الأفراس لا واحد له أو واحده خائل لأنه يختال و الجمع أخيال و خيول و يكسر و الفرسان قال الجوهري جاد الفرس أي صار رائعا يجود جودة بالضم فهو جواد للذكر و الأنثى من خيل جياد و أجياد و أجاويد و الأجياد جبل بمكة سمي بذلك لموضع خيل تبع و سمي قعيقعان لموضع سلاحه و في القاموس أجياد شاة و أرض بمكة أو جبل بها لكونه موضع خيل تبع انتهى. و الخبر يدل على أن اسم الجبل كان جيادا بدون ألف و يحتمل سقوطه من الرواة أو النساخ و يؤيده أن الدميري رواه عن ابن عباس و فيه فخرج إسماعيل إلى أجياد كما سيأتي. و قوله فلما ألهته إلخ لم يكن في بعض النسخ و كان المصنف ضرب عليه أخيرا لكونه مخالفا لما اختاره في تلك القصة كما مر مفصلا في بابه و هذا موافق لما رواه المخالفون في ذلك

6-  الكافي، عن العدة عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن أبان عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال إن الخيل كانوا وحوشا في بلاد العرب فصعد إبراهيم و إسماعيل ع على جبل جياد ثم صاحا ألا هلا ألا هلم قال فما بقي الفرس إلا أعطاهما بيده و أمكن من ناصيته

    المحاسن، عن غير واحد مثله

7-  حياة الحيوان، نقلا من تاريخ نيسابور روى بإسناده عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله ص لما أراد الله أن يخلق الخيل قال لريح الجنوب إني خالق منك خلقا أجعله عزا لأوليائي و مذلة لأعدائي و جمالا لأهل طاعتي فقالت الريح اخلق يا رب فقبض منها قبضة فخلق منها فرسا و قال خلقتك عربيا و جعلت الخير معقودا بناصيتك و الغنائم محتازة على ظهرك و بوأتك سعة من الرزق و أيدتك على غيرك من الدواب و عطفت عليك صاحبك و جعلتك تطيرين بلا جناح فأنت للطلب و أنت للهرب و إني سأجعل على ظهرك رجالا يسبحوني و يحمدوني و يهللوني و يكبروني ثم قال ص ما من تسبيحة و تهليلة و تكبيرة يكبرها صاحبها فتسمعه إلا تجيبه بمثلها قال فلما سمعت الملائكة بخلق الفرس قالت يا رب نحن ملائكتك نسبحك و نحمدك و نهللك فما ذا لنا فخلق الله لها خيلا لها أعناق كأعناق البخت يمد بها من يشاء من أنبيائه و رسله قال فلما استوت قوائم الفرس في الأرض قال الله له أذل بصهيلك المشركين و املأ منه آذانهم و أذل به أعناقهم و أرعب به قلوبهم قال فلما أن عرض الله على آدم كل شي‏ء مما خلق قال له اختر من خلقي ما شئت فاختار الفرس فقيل له اخترت عزك و عز ولدك خالدا ما خلدوا و باقيا   ما بقوا أبد الآبدين و دهر الداهرين ثم قال أول من ركبها إسماعيل ع و لذلك سميت العراب و كانت قبل ذلك وحشيا كسائر الوحوش فلما أذن الله تعالى لإبراهيم و إسماعيل برفع القواعد من البيت قال الله عز و جل إني معطيكما كنزا ادخرته لكما ثم أوحى الله تعالى إلى إسماعيل أن اخرج فادع بذلك الكنز فخرج إلى أجياد و كان لا يدري ما الدعاء و ما الكنز فألهمه الله عز و جل الدعاء فلم يبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلا أجابته و أمكنته من نواصيها و تذللت له و لذلك قال النبي ص اركبوا الخيل فإنها ميراث أبيكم إسماعيل

8-  قرب الإسناد، عن عبد الله بن الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى ع قال سألته عن جياد لم سمي جيادا قال لأن الخيل كانت وحوشا فاحتاج إليها إبراهيم و إسماعيل فدعا الله تبارك و تعالى أن يسخرها له فأمره أن يصعد على أبي قبيس فينادي ألا هلا ألا هلم فأقبلت حتى وقفت بجياد فنزل إليها فأخذها فلذلك سمي جيادا

 كتاب المسائل، بإسناده عن علي بن جعفر مثله