باب 7- ما ورد من النصوص عن الصادق عليه السلام عليهم صلى الله عليهم أجمعين

1-  ب، ]قرب الإسناد[ السندي بن محمد عن صفوان الجمال قال قلت لأبي عبد الله ع أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ثم قلت له أشهد أن محمدا رسول الله ص كان حجة الله على خلقه ثم كان أمير المؤمنين ع و كان حجة الله على خلقه فقال ع رحمك الله ثم كان الحسن بن علي ع و كان حجة الله على خلقه فقال ع رحمك الله ثم كان الحسين بن علي ع و كان حجة الله على خلقه فقال ع رحمك الله ثم كان علي بن الحسين ع و كان حجة الله على خلقه و كان محمد بن علي حجة الله على خلقه و أنت حجة الله على خلقه فقال رحمك الله

2-  ك، ]إكمال الدين[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ القطان عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول قال حدثني عبد الله بن أبي الهذيل و سألته عن الإمامة فيمن تجب و ما علامة من تجب له الإمامة فقال إن الدليل على ذلك و الحجة على المؤمنين و القائم بأمور المسلمين و الناطق بالقرآن و العالم بالأحكام أخو نبي الله و خليفته على أمته و وصيه عليهم و وليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى المفروض الطاعة بقول الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ الموصوف بقوله عز و جل إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ المدعو إليه بالولاية المثبت له الإمامة يوم غدير خم بقول الرسول ص عن الله عز و جل أ لست أولى بكم منكم بأنفسكم قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أعن من أعانه و علي بن أبي طالب ع أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و أفضل الوصيين و خير الخلق أجمعين بعد رسول الله ص و بعده الحسن بن علي ثم الحسين ع سبطا رسول الله ص و ابنا خيرة النسوان ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم محمد بن الحسن ع إلى يومنا هذا واحدا بعد واحد و هم عترة الرسول ص المعروفون بالوصية و الإمامة لا تخلو الأرض من حجة منهم في كل عصر و زمان و في كل وقت و أوان و هم العروة الوثقى و أئمة الهدى و الحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض و من عليها و كل من خالفهم ضال مضل تارك للحق و الهدى و هم المعبرون عن القرآن و الناطقون عن الرسول ص من مات و لا يعرفهم مات ميتة جاهلية و دينهم الورع و العفة و الصدق و الصلاح و الاجتهاد و أداء الأمانة إلى البر و الفاجر و طول السجود و قيام الليل و اجتناب المحارم و انتظار الفرج بالصبر و حسن الصحبة و حسن الجوار

 ثم قال تميم بن بهلول حدثني أبو معاوية عن الأعمش عن جعفر بن محمد ع في الإمامة مثله سواء

  -3  ك، ]إكمال الدين[ ماجيلويه و ابن المتوكل معا عن محمد العطار و الصفار معا عن عبد الله بن الصلت عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال كنت أنا و أبو بصير و محمد بن عمران مولى أبي جعفر بمنزل بمكة فقال محمد بن عمران سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن اثنا عشر مهديا فقال له أبو بصير تالله لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله ع فحلف مرة أو مرتين أنه سمع ذلك منه فقال أبو بصير لكني سمعته من أبي جعفر ع

 ك، ]إكمال الدين[ ابن الوليد عن الصفار عن عبد الله بن الصلت عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران مثله

 ك، ]إكمال الدين[ الطالقاني عن ابن عقدة عن سهل بن عبد الله عن عثمان بن عيسى مثله

4-  ك، ]إكمال الدين[ الطالقاني عن ابن عقدة عن أبي عبد الله العاصمي عن الحسين بن القاسم عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب عن ذريح عن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع أنه قال منا اثنا عشر مهديا

5-  ك، ]إكمال الدين[ المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن أحمد بن علي بن كلثوم عن علي بن الحسن الدقاق عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال يكون بعد الحسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم

6-  ني، ]الغيبة للنعماني[ عبد الواحد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن رياح عن أحمد بن علي عن الحسين بن أيوب عن عبد الكريم بن عمرو عن مفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد الله ع قول الله تعالى بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً قال لي إن الله خلق السنة اثني عشر شهرا و جعل الليل اثنتي عشرة ساعة و جعل النهار اثنتي عشرة ساعة و منا اثنا عشر محدثا و كان أمير المؤمنين ساعة من تلك الساعات

7-  ني، ]الغيبة للنعماني[ بهذا الإسناد عن عبد الكريم عن ثابت بن شريح عن أبي بصير قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول منا اثنا عشر محدثا

8-  ني، ]الغيبة للنعماني[ عبد الواحد بن عبد الله عن محمد بن جعفر القرشي عن ابن أبي الخطاب عن عمر بن أبان عن ابن سنان عن أبي السائب قال قال أبو عبد الله جعفر بن محمد ع الليل اثنتا عشرة ساعة و النهار اثنتا عشرة ساعة و الشهور اثنا عشر شهرا و الأئمة اثنا عشر إماما و النقباء اثنا عشر نقيبا و إن عليا ساعة من اثنتي عشرة ساعة و هو قول الله عز و جل وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً

9-  ني، ]الغيبة للنعماني[ علي بن الحسين عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن إبراهيم بن محمد بن يوسف عن محمد بن عيسى عن عبد الرزاق عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع و قال محمد بن الحسن الرازي و حدثنا به محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال قلت لأبي عبد الله ع أيما أفضل الحسن أم الحسين قال إن فضل أولنا يلحق فضل آخرنا و فضل آخرنا يلحق فضل أولنا فكل له فضل قال فقلت له جعلت فداك وسع علي في الجواب و الله ما أسألك إلا مرتادا فقال نحن من شجرة برأنا الله من طينة واحدة فضلنا من الله و علمنا من عند الله و نحن أمناء الله على خلقه و الدعاة إلى دينه و الحجاب فيما بينه و بين خلقه أزيدك يا زيد قلت نعم فقال خلقنا واحد و علمنا واحد و فضلنا واحد و كلنا واحد عند الله عز و جل فقلت أخبرني بعدتكم فقال نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربنا جل و عز في مبتدإ خلقنا أولنا محمد و أوسطنا محمد و آخرنا محمد

10-  ني، ]الغيبة للنعماني[ سلامة بن محمد عن علي بن عمر المعروف بالحاجي عن أبي القاسم العلوي العباسي عن جعفر بن محمد الحسني عن محمد بن كثير عن أبي أحمد بن موسى عن داود بن كثير قال دخلت على أبي عبد الله ع المدينة فقال لي ما الذي أبطأ بك يا داود عنا فقلت حاجة عرضت بالكوفة فقال من خلفت بها فقلت جعلت فداك خلفت بها عمك زيدا تركته راكبا على فرس متقلدا سيفا ينادي بأعلى صوته سلوني سلوني قبل أن تفقدوني في جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ من المنسوخ و الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ و إني العلم بين الله و بينكم فقال لي يا داود لقد ذهبت بك المذاهب ثم نادى يا سماعة بن مهران ايتني بسلة الرطب فأتاه بسلة فيها رطب فتناول منها رطبة فأكلها و استخرج النواة من فمه فغرسها في أرض ففلقت و أنبتت و أطلعت و أعذقت فضرب بيده إلى بسره من عذق فشقها و استخرج منها رقا أبيض ففضه و دفعه إلي و قال اقرأه فقرأته و إذا فيه سطران السطر الأول لا إله إلا الله محمد رسول الله و الثاني إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الحسن بن علي الحسين بن علي علي بن الحسين محمد بن علي جعفر بن محمد موسى بن جعفر علي بن موسى محمد بن علي علي بن محمد الحسن بن علي الخلف الحجة ثم قال ع يا داود أ تدري متى كتب هذا في هذا قلت الله أعلم و رسوله و أنتم قال قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام

  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ من كتاب الغيبة للشيخ المفيد عن سلامة مثله

 بيان الظاهر أن هذا الرق كان مكتوبا قبل آدم بألفي عام فجعله الله لإظهار إعجازه ع بين تلك البسرة في هذه الساعة

11-  ني، ]الغيبة للنعماني[ علي بن الحسين عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين الرازي عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي قال قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد ع جعلت فداك أخبرني عن قول الله عز و جل السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ قال نطق الله بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق و قبل أن يخلق الخلق بألفي عام فقلت فسر لي ذلك فقال إن الله عز و جل لما أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين و رفع لهم نارا فقال أدخلوها فكان أول من دخلها محمد ص و أمير المؤمنين و الحسن و الحسين ع و تسعة من الأئمة إمام بعد إمام ثم أتبعهم بشيعتهم فهم و الله السابقون

12-  ني، ]الغيبة للنعماني[ أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبيه عن القاسم بن هشام عن ابن محبوب عن إبراهيم الكرخي قال دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد ع و أبي عنده جالس إذ دخل أبو الحسن موسى و هو غلام فقمت إليه فقبلته و جلست فقال لي أبو عبد الله ع يا إبراهيم أما إنه صاحبك من بعدي أما ليهلكن فيه أقوام و يسعد آخرون فلعن الله قاتله و ضاعف على روحه العذاب أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه سمي جده و وارث علمه و أحكامه و قضاياه و معدن الإمامة و رأس الحكمة يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له و لكن اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ و يخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديا اختصهم الله بكرامته و أحلهم دار قدسه المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يديه بل كالشاهر بين يدي رسول الله ص يذب عنه و دخل رجل من موالي بني أمية فانقطع الكلام فعدت إلى أبي عبد الله ع إحدى عشرة مرة أريد أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك فلما كان قابل السنة الثانية دخلت عليه و هو جالس فقال يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد و بلاء طويل و جوع و خوف فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان حسبك يا إبراهيم قال فما رجعت بشي‏ء أسر إلي من هذا لقلبي و لا أقر لعيني

13-  ني، ]الغيبة للنعماني[ الكليني عن علي بن محمد عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن كرام قال حلفت فيما بيني و بين نفسي أن لا آكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد فدخلت على أبي عبد الله ع فقلت له رجل من شيعتك جعل لله عليه ألا يأكل طعاما بالنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد ص فقال صم يا كرام و لا تصم العيدين و لا ثلاثة أيام التشريق و لا إذا كنت مسافرا فإن الحسين ع لما قتل عجت السماوات و الأرض و من عليها و قالوا يا ربنا أ تأذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدهم من جديد الأرض بما استحلوا حرمتك و قتلوا صفوتك فأوحى الله إليهم يا ملائكتي و يا سمائي و يا أرضي اسكنوا ثم كشف حجابا من الحجب فإذا خلفه محمد و اثنا عشر وصيا له فأخذ بيد فلان من بينهم و قال يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي بهذا أنتصر منهم قالها ثلاثا

 و جاء في غير رواية محمد بن يعقوب الكليني بهذا أنتصر منهم و لو بعد حين

14-  كش، ]رجال الكشي[ جعفر بن أحمد عن نوح بن إبراهيم المحاربي قال وصفت الأئمة لأبي عبد الله ع فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن عليا إمام ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت فقال رحمك الله ثم قال اتقوا الله عليكم بالورع و صدق الحديث و أداء الأمانة و عفة البطن و الفرج

15-  نص، ]كفاية الأثر[ علي بن الحسين عن هارون بن موسى عن محمد بن همام عن الحميري عن عمر بن علي العبدي عن داود بن كثير الرقي عن يونس بن ظبيان قال دخلت على الصادق جعفر بن محمد ع فقلت يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك و أصحابه و عنده جماعة يتكلمون في الله فسمعت بعضهم يقول إن لله وجها كالوجوه و بعضهم يقول له يدان و احتجوا لذلك بقول الله تبارك و تعالى بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ و بعضهم يقول هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة فما عندك في هذا يا ابن رسول الله قال و كان متكئا فاستوى جالسا و قال اللهم عفوك عفوك ثم قال يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك و من زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله و لا تقبلوا شهادته و لا تأكلوا ذبيحته تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين فوجه الله أنبياؤه و أولياؤه و قوله خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ فاليد القدرة كقوله تعالى وَ أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ فمن زعم أن الله في شي‏ء أو على شي‏ء أو يحول من شي‏ء إلى شي‏ء أو يخلو منه شي‏ء أو يشغل به شي‏ء فقد وصفه بصفة المخلوقين و اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ لا يقاس بالقياس و لا يشبه بالناس لا يخلو منه مكان و لا يشغل به مكان قريب في بعده بعيد في قربه ذلك الله ربنا لا إله غيره فمن أراد الله و أحبه و وصفه بهذه الصفة فهو من الموحدين و من أحبه و وصفه بغير هذه الصفة فالله منه بري‏ء و نحن منه برآء ثم قال ع إن أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثه القلب و استضاء به أسرع إليه اللطف فإذا نزل منزلة اللطف صار من أهل الفوائد فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة فصار صاحب فطنة فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة فإذا عمل في القدرة عرف الأطباق السبعة فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكره بلطف و حكمة و بيان فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى فعاين ربه في قلبه و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء و ورث العلم بغير ما ورثه العلماء و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة فمن أخذه بهذه السيرة إما أن يسفل و إما يرفع و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع إذ لم يرع حق الله و لم يعمل بما أمر به فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته و لم يحبه حق محبته فلا يغرنك صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و علومهم فإنهم حمر مستنفرة ثم قال يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت فإنا ورثناه و أوتينا شرح الحكمة و فصل الخطاب فقلت يا ابن رسول الله و كل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتهم من كان من ولد علي و فاطمة ع فقال ما ورثه إلا الأئمة الاثنا عشر قلت سمهم لي يا ابن رسول الله قال أولهم علي بن أبي طالب و بعده الحسن و الحسين و بعده علي بن الحسين و بعده محمد بن علي الباقر ثم أنا و بعدي موسى ولدي و بعد موسى علي ابنه و بعد علي محمد ابنه و بعد محمد علي ابنه و بعد علي الحسن ابنه و بعد الحسن الحجة صلوات الله عليهم اصطفانا الله و طهرنا و آتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين ثم قلت يا ابن رسول الله إن عبد الله بن سعد دخل عليك بالأمس فسألك عما سألتك فأجبته بخلاف هذا فقال يا يونس كل امرئ و ما يحتمله و لكل وقت حديثه و إنك لأهل لما سألت فاكتمه إلا عن أهله و السلام

 قال أبو محمد و حدثني أبو العباس بن عقدة عن الحميري عن محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن أحمد عن الحسن بن علي عن ابن أخت شعيب العقرقوفي عن خاله شعيب قال كنت عند الصادق إذ دخل عليه يونس فسأله و ذكر الحديث إلا أنه يقول في حديث شعيب عند قوله ليونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا فنحن أهل الذكر الذي قال الله تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ

 بيان قوله فمن أخذه بهذه السيرة و في بعض النسخ فمن أخذه بهذه المسيرة فالضمير راجع إلى الله أو إلى كل واحد من الحكمة و العلم و الصدق و المراد بهذه السيرة أو المسيرة طلب الحكمة بالصمت و العلم بالطلب و الصدق بالعبادة و لا يبعد أن يكون في الأصل فمن أخذ هذه المسيرة و لعل حاصل المعنى أن الإنسان إذا عمل الطاعات مع التفكر و أعمل فكرته في خالقه و فيما خلق له و فيما يجب عليه تحصيله و في السبيل الذي ينبغي له أن يحصل ذلك منه و في الباب الذي يجب أن يأتي الله منه و في العمل الذي يوجب قربه و يورث نجاته فيعمل بعد ذلك خالصا على يقين فذلك يوصله إلى درجة المحبة و يفتح الله عليه به أبواب الحكمة و يفيض على قلبه من ألطافه الخاصة و أما إذا طلب الحكمة بمحض الصمت و العلم بمحض الطلب من غير أن يتفكر فيمن يطلب منه العلم و الصدق بالعبادة من غير أن يتفكر فيما ينجيه منها فمثل هذا قد يتفق له سبيل النجاة فيرفع إلى بعض السعادات و قد يتفق له طريق الهلاك فيتحير في الجهالات و لا يزيده كثرة السير إلا بعدا عن الكمالات و هذا الأخير إليه أقرب من الأول و لتحقيق ذلك مقام آخر و هذا الخبر مشتمل على كثير من الحقائق الربانية و الأسرار الإلهية ينتفع بها من نور الله قلبه بنور الإيمان و الله الموفق و عليه التكلان

16-  نص، ]كفاية الأثر[ الحسين بن علي عن هارون بن موسى عن محمد بن الحسن عن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال كنت عند الصادق جعفر بن محمد ع إذ دخل عليه معاوية بن وهب و عبد الملك بن أعين فقال له معاوية بن وهب يا ابن رسول الله ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الله ص رأى ربه على أي صورة رآه و عن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة على أي صورة يرونه فتبسم ع ثم قال يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله و يأكل من نعمه ثم لا يعرف الله حق معرفته ثم قال ع يا معاوية إن محمدا ص لم ير الرب تبارك و تعالى بمشاهدة العيان و إن الرؤية على وجهين رؤية القلب و رؤية البصر فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب و من عنى برؤية البصر فقد كفر بالله و بآياته لقول رسول الله ص من شبه الله بخلقه فقد كفر و لقد حدثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي ع قال سئل أمير المؤمنين فقيل له يا أخا رسول الله هل رأيت ربك فقال و كيف أعبد من لم أره لم تره العيون بمشاهدة العيان و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان و إذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة البصر فإن كل من جاز عليه البصر و الرؤية فهو مخلوق و لا بد للمخلوق من الخالق فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا و من شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريكا ويلهم أ و لم يسمعوا قول الله تعالى لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ و قوله لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا و إنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط فدكت الأرض و صعقت الجبال وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً أي ميتا فَلَمَّا أَفاقَ و رد عليه روحه قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ من قول من زعم أنك ترى و رجعت إلى معرفتي بك إن الأبصار لا تدركك وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ و أول المقرين بأنك ترى و لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى ثم قال ع إن أفضل الفرائض و أوجبها على الإنسان معرفة الرب و الإقرار له بالعبودية و حد المعرفة أن يعرف أنه لا إله غيره و لا شبيه له و لا نظير له و أن يعرف أنه قديم مثبت موجود غير فقيد موصوف من غير شبيه و لا مثيل لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ و بعده معرفة الرسول ص و الشهادة له بالنبوة و أدنى معرفة الرسول الإقرار بنبوته و أن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك من الله عز و جل و بعده معرفة الإمام الذي به يأتم بنعته و صفته و اسمه في حال العسر و اليسر و أدنى معرفة الإمام أنه عدل النبي إلا درجة النبوة و وارثه و أن طاعته طاعة الله و طاعة رسول الله و التسليم له في كل أمر و الرد إليه و الأخذ بقوله و يعلم أن الإمام بعد رسول الله ص علي بن أبي طالب و بعده الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنا ثم بعدي موسى ابني و بعده علي ابنه و بعد على محمد ابنه و بعد محمد علي ابنه و بعد علي الحسن ابنه و الحجة من ولد الحسن ثم قال يا معاوية جعلت لك أصلا في هذا فاعمل عليه فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الأحوال فلا يغرنك قول من زعم أن الله تعالى يرى بالبصر قال و قد قالوا أعجب من هذا أ و لم ينسبوا أبي آدم إلى المكروه أ و لم ينسبوا إبراهيم إلى ما نسبوه أ و لم ينسبوا داود ع إلى ما نسبوه من حديث الطير أ و لم ينسبوا يوسف الصديق إلى ما نسبوه من حديث زليخا أ و لم ينسبوا موسى ع إلى ما نسبوه من القتل أ و لم ينسبوا رسول الله إلى ما نسبوه من حديث زيد أ و لم ينسبوا علي بن أبي طالب ع إلى ما نسبوه من حديث القطيفة أنهم أرادوا بذلك توبيخ الإسلام ليرجعوا على أعقابهم أعمى الله أبصارهم كما أعمى قلوبهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

 بيان و صعقت الجبال فيه استعارة أو تجوز في الإسناد و في بعض النسخ و صفصفت أي استوت بالأرض أو انفردت عن أهلها في القاموس الصفصف المستوي من الأرض و صفصف سار وحده فيه

17-  نص، ]كفاية الأثر[ أحمد بن إسماعيل عن محمد بن همام عن الحميري عن موسى بن مسلم عن مسعدة قال كنت عند الصادق ع إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متكئا على عصاه فسلم فرد أبو عبد الله ع الجواب ثم قال يا ابن رسول الله ناولني يدك أقبلها فأعطاه يده فقبلها ثم بكى فقال أبو عبد الله ع ما يبكيك يا شيخ قال جعلت فداك يا ابن رسول الله أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر و هذه السنة و قد كبرت سني و دق عظمي و اقترب أجلي و لا أرى فيكم ما أحب أراكم مقتلين مشردين و أرى عدوكم يطيرون بالأجنحة فكيف لا أبكي فدمعت عينا أبي عبد الله ع ثم قال يا شيخ إن الله أبقاك حتى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى و إن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد ص و نحن ثقله فقد قال ص إني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي فقال الشيخ لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر ثم قال يا شيخ اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن و الحسن يخرج من صلب علي و علي يخرج من صلب محمد و محمد يخرج من صلب علي و علي يخرج من صلب ابني هذا و أشار إلى موسى ع و هذا خرج من صلبي و نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون فقال الشيخ يا سيدي بعضكم أفضل من بعض قال لا نحن في الفضل سواء و لكن بعضنا أعلم من بعض ثم قال ع يا شيخ و الله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله تعالى ذكره ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل البيت ألا إن شيعتنا يقعون في فتنة و حيرة في غيبته هناك يثبت الله على هداه المخلصين اللهم أعنهم على ذلك

 بيان لا يخفى أن هذا الخبر مخالف لما دلت عليه الأخبار الكثيرة من كونهم في العلم و الطاعة سواء و لأمير المؤمنين و الحسن و الحسين ع فضلهم و لا يبعد أن يكون اشتبه على الراوي فعكس و يمكن توجيهه بأن يكون المراد أعلمية بعضهم من بعض في بعض الأحوال أي قبل إمامة الآخر و استكمال علمه و لا يبعد أن يكون مبنيا على البداء فإن الحكم البدائي يصل إلى إمام الزمان و لم يكن وصل إلى من قبله و إن ورد في الخبر أنه يعرض على أرواح من تقدمه من الأئمة لئلا يكون بعضهم أعلم من بعض لكن يصدق عليه أنه أعلم ممن كان قبله في حياته و الله تعالى يعلم و حججه ع حقائق أحوالهم

18-  نص، ]كفاية الأثر[ أبو المفضل الشيباني عن الكليني عن محمد العطار عن سلمة بن الخطاب عن محمد الطيالسي عن ابن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن علقمة بن محمد الحضرمي عن الصادق ع قال الأئمة اثنا عشر قلت يا ابن رسول الله فسمهم لي قال ع من الماضين علي بن أبي طالب ع و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي ثم أنا قلت فمن بعدك يا ابن رسول الله فقال إني أوصيت إلى ولدي موسى و هو الإمام بعدي قلت فمن بعد موسى قال علي ابنه يدعى الرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان ثم بعد علي ابنه محمد و بعد محمد علي ابنه و بعد علي الحسن ابنه و المهدي من ولد الحسن ع ثم قال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي ع قال قال رسول الله ص يا علي إن قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر فإذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود ناداه السيف قم يا ولي الله فاقتل أعداء الله