باب 9- الاستدلال بولايته و استنابته في الأمور على إمامته و خلافته و فيه أخبار كثيرة من الأبواب السابقة و اللاحقة و فيه ذكر صعوده على ظهر الرسول لحط الأصنام و ج

1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ولاه رسول الله ص في أداء سورة براءة و عزل به أبا بكر بإجماع المفسرين و نقلة الأخبار أقول قد مضى شرحه مستوفى ثم قال ابن شهرآشوب  و أجمع أهل السير و قد ذكره التاريخي أن النبي ص بعث خالدا إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام فيهم البراء بن عازب فأقام ستة أشهر فلم يجبه أحد فساء ذلك على النبي ص و أمره أن يعزل خالدا فلما بلغ أمير المؤمنين ع القوم صلى بهم الفجر ثم قرأ على القوم كتاب رسول الله ص فأسلم همدان كلها في يوم واحد و تبايع أهل اليمن على الإسلام فلما بلغ ذلك رسول الله ص خر لله ساجدا و قال السلام على همدان السلام على همدان و من أبيات لأمير المؤمنين ع في يوم صفين

و لو أن يوما كنت بواب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام

و استنابه لما أنفذه إلى اليمن قاضيا على ما أطبق عليه الولي و العدو على قوله ص و ضرب على صدره و قال اللهم سدده و لقنه فصل الخطاب قال فلما شككت في قضاء بين اثنين بعد ذلك اليوم رواه أحمد بن حنبل و أبو يعلى في مسنديهما و ابن بطة في الإبانة من أربعة طرق و استنابه حين أنفذه إلى المدينة لمهم شرعي

 ذكره أحمد في المسند و الفضائل و أبو يعلى في المسند و ابن بطة في الإبانة و الزمخشري في الفائق و اللفظ لأحمد قال علي ع كنا مع رسول الله في جنازة فقال من يأتي المدينة فلا يدع قبرا إلا سواه و لا صورة إلا لطخها و لا وثنا إلا كسره فقام رجل فقال أنا ثم هاب أهل المدينة فجلس فانطلقت ثم جئت فقلت يا رسول الله لم أدع بالمدينة قبرا إلا سويته و لا صورة إلا لطختها و لا وثنا إلا كسرته قال فقال ص من عاد فصنع شيئا من ذلك فقد كفر بما أنزل الله على محمد الخبر و استنابه في ذبح باقي إبله فيما زاد على ثلاثة و ستين

 روى إسماعيل البخاري و أبو داود السجستاني و البلاذري و أبو يعلى الموصلي و أحمد بن حنبل و أبو القاسم الأصفهاني  في الترغيب و اللفظ له عن جابر و ابن عباس قال أهدى رسول الله مائة بدنة فقدم علي ع من المدينة فأشركه في بدنه بالثلث فنحر رسول الله ص ستا و ستين بدنة و أمر عليا فنحر أربعا و ثلاثين و أمره النبي ص من كل جزور ببضعة فطبخت فأكلا من اللحم و حسيا من المرق

 و في رواية مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي ع قال أمرني رسول الله ص أن أقوم على البدن قال فإذا نحرتها فتصدق بجلودها و بجلالها و بشحومها و في رواية أن لا أعطي الجازر منها قال نحن نعطيه من عندنا

 كافي الكليني قال أبو عبد الله ع نحر رسول الله ص بيده ثلاثا و ستين و نحر علي ما غبر

 تهذيب الأحكام إن النبي ص لما فرغ من السعي قال هذا جبرئيل يأمرني بأن آمر من لم يسق هديا أن يحل و لو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم و لكني سقت الهدي و كان ص ساق الهدي ستا و ستين أو أربعا و ستين و جاء علي من اليمن بأربع و ثلاثين أو ست و ثلاثين و قال لعلي بما أهللت قال يا رسول الله إهلالا كإهلال النبي فقال النبي ص كن على إحرامك مثلي و أنت شريكي في هديي فلما رمى الجمرة نحر رسول الله ص منها ستا و ستين و نحر علي أربعا و ثلاثين و استنابه في التضحي

 الحاكم بن البيع في معرفة علوم الحديث حدثنا أبو نصر سهل الفقيه عن صالح بن محمد بن الحبيب عن علي بن حكيم عن شريك عن أبي الحسناء عن الحكم بن عتيبة عن زر بن حبيش قال كان علي يضحي بكبشين بكبش عن النبي و بكبش عن نفسه  و قال كان أمرني رسول الله ص أن أضحي عنه فأنا أضحي عنه أبدا

 و رواه أحمد في الفضائل و استنابه في إصلاح ما أفسده خالد

 روى البخاري أن النبي ص بعث خالدا في سرية فأغار على حي أبي زاهر الأسدي و في رواية الطبري أنه أمر بكتفهم ثم عرضهم على السيف فقتل منهم من قتل فأتوا بالكتاب الذي أمر رسول الله ص أمانا له و لقومه إلى النبي ص قالوا جميعا إن النبي ص قال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد و في رواية الخدري اللهم إني أبرأ من خالد ثلاثا ثم قال أما متاعكم فقد ذهب فاقتسمه المسلمون و لكني أرد عليكم مثل متاعكم ثم إنه قدم على رسول الله ص ثلاث رزم من متاع اليمن فقال يا علي فاقض ذمة الله و ذمة رسوله و دفع إليه الرزم الثلاث فأمر علي بنسخة ما أصيب لهم فكتبوا فقال خذوا هذه الرزمة فقوموها بما أصيب لكم فقالوا سبحان الله هذا أكبر مما أصيب لنا فقال خذوا هذه الثانية فاكسوا عيالكم و خدمكم ليفرحوا بقدر ما حزنوا و خذوا الثالثة بما علمتم و ما لا تعلموا لترضوا عن رسول الله ص فلما قدم علي على رسول الله ص أخبره بالذي منه فضحك رسول الله ص حتى بدت نواجذه و قال أدى الله عن ذمتك كما أديت عن ذمتي و نحو ذلك روي أيضا في بني جذيمة

 الحميري

من ذا الذي أوصى إليه محمد يقضي العداة فأنفذ الأقضاء

 و قد ولاه في رد الودائع لما هاجر إلى المدينة و استخلف عليا ص في آله و ماله فأمره أن يؤدي عنه كل دين و كل وديعة و أوصى إليه بقضاء ديونه

 الطبري بإسناد له عن عباد عن علي ع أنه قال قال رسول الله ص من يؤدي عني ديني و يقضي عداتي و يكون معي في الجنة قلت أنا يا رسول الله

   فردوس الديلمي قال سلمان قال ص علي بن أبي طالب ينجز عداتي و يقضي ديني

 أحمد في الفضائل عن ابن آدم السلولي و حبشي بن جنادة السلولي قال النبي ص علي مني و أنا منه و لا يقضي عني ديني إلا أنا أو علي و قوله ص يقضي ديني و ينجز وعدي و قوله أنت قاضي ديني في روايات كثيرة

 قتادة بلغنا أن عليا ع نادى ثلاثة أعوام بالموسم من كان له على رسول الله ص شي‏ء فليأتنا نقضي عنه

 و روت العامة عن حبشي بن جنادة أنه أتى رجل أبا بكر فقال رسول الله وعدني أن يحثو لي ثلاث حثيات من تمر فقال يا علي فاحثها له فعدها أبو بكر فوجد في كل حثية ستين تمرة فقال صدق رسول الله سمعته يقول يا أبا بكر كفي و كف علي في العدد سواء

 و دين النبي إنما كان عداته و هي ثمانون ألف درهم فأداها. و مما قضى عنه الدين دين الله الذي هو أعظم و ذلك ما كان افترضه الله عليه فقبض ص قبل أن يقضيه و أوصى عليا بقضائه عنه و ذلك قول الله تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقِينَ فجاهد الكفار في حياته و أمر عليا بجهاد المنافقين بعد وفاته فجاهد الناكثين و القاسطين و المارقين و قضى بذلك دين رسول الله الذي كان لربه عليه. و إنه ص جعل طلاق نسائه إليه. أبو الدرعل المرادي و صالح مولى التومة عن عائشة أن النبي ص جعل طلاق نسائه إلى علي

 الأصبغ بن نباتة قال بعث علي ع يوم الجمل إلى عائشة ارجعي و إلا تكلمت بكلام تبرين من الله و رسوله و قال أمير المؤمنين ع للحسن اذهب إلى فلانة فقل لها قال لك أمير المؤمنين و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لئن لم ترحلي الساعة لأبعثن  إليك بما تعلمين فلما أخبرها الحسن بما قال أمير المؤمنين ع قامت ثم قالت خلوني فقالت لها امرأة من المهالبة أتاك ابن عباس شيخ بني هاشم و حاورتيه و خرج من عندك مغضبا و أتاك غلام فأقلعت قالت إن هذا الغلام ابن رسول الله ص فمن أراد أن ينظر إلى مقلتي رسول الله فلينظر إلى هذا الغلام و قد بعث إلي بما علمت قالت فأسألك بحق رسول الله ص عليك إلا أخبرتينا بالذي بعث إليك قالت إن رسول الله ص جعل طلاق نسائه بيد علي فمن طلقها في الدنيا بانت منه في الآخرة

 و في رواية كان النبي يقسم نفلا في أصحابه فسألناه أن يعطينا منه شيئا و ألححنا عليه في ذلك فلامنا علي فقال حسبكن ما أضجرتن رسول الله فتهجمناه فغضب النبي ص مما استقبلنا به عليا ثم قال يا علي إني قد جعلت طلاقهن إليك فمن طلقتها منهن فهي بائنة و لم يوقت النبي ص في ذلك وقتا في حياة و لا موت فهي تلك الكلمة فأخاف أن أبين من رسول الله

 خطيب خوارزم

علي في النساء له وصي أمين لم يمانع بالحجاب.

 و استنابه في مبيته على فراشه ليلة الغار و استنابه في نقل الحرم إلى المدينة بعد ثلاثة أيام و استنابه في خاصة أمره و حفظ سره مثل حديث مارية لما قرفوها و استنابه على المدينة لما خرج إلى تبوك و استنابه في قتل الصناديد من قريش و ولاه عليهم عند هزيمتهم و ولاه حين بعثه إلى فدك و ولاه الخروج إلى بني زهرة و ولاه يوم أحد في أخذ الراية و كان صاحب رأيته دونهم و ولاه على نفسه عند وفاته و على غسله و تكفينه و الصلاة عليه و دفنه و قد روي عنه إنا أهل بيت النبوة و الرسالة و الإمامة و إنه لا يجوز أن يقبلنا عند ولادتنا القوابل. و إن الإمام لا يتولى ولادته و تغميضه و غسله و دفنه  إلا إمام مثله فتولى ولادته رسول الله و تولى وفاة رسول الله ص علي و تولى أمير المؤمنين ولادة الحسن و الحسين و تولياه وفاته و وصى إليه أمر الأمة على ما يأتي بيانه إن شاء الله. و قد استنابه يوم الفتح في أمر عظيم فإنه وقف حتى صعد على كتفيه و تعلق بسطح البيت و صعد و كان يقلع الأصنام بحيث يهتز حيطان البيت و يرمي بها فتنكسر

 و رواه أحمد بن حنبل و أبو يعلى الموصلي في مسنديهما و أبو بكر الخطيب في تاريخه و محمد بن الصباح الزعفراني في الفضائل و الخطيب الخوارزمي في أربعينه و أبو عبد الله النطنزي في الخصائص و أبو المضا صبيح مولى الرضا ع قال سمعته يحدث عن أبيه عن جده في قوله تعالى وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا قال نزلت في صعود علي ع على ظهر النبي ص لقلع الصنم

 أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين ع عن قتادة عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال لي جابر بن عبد الله دخلنا مع النبي مكة و في البيت و حوله ثلاثمائة و ستون صنما فأمر بها رسول الله ص فألقيت كلها لوجوهها و كان على البيت صنم طويل يقال له هبل فنظر النبي ص إلى علي و قال له يا علي تركب علي أو أركب عليك لألقي هبل عن ظهر الكعبة قلت يا رسول الله بل تركبني فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة قلت يا رسول الله بل أركبك فضحك و نزل و طأطأ لي ظهره و استويت عليه فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي فألقيت هبل عن ظهر الكعبة فأنزل الله تعالى وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ

 و روى أحمد بن حنبل و أبو بكر الخطيب في كتابيهما بالإسناد عن نعيم بن حكيم المدائني قال حدثني أبو مريم عن علي بن أبي طالب ع قال انطلق بي رسول الله  ص إلى الأصنام فقال اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ثم صعد رسول الله على منكبي ثم قال لي انهض بي إلى الصنم فنهضت به فلما رأى ضعفي عنه قال اجلس فجلست و أنزلته عني و جلس لي رسول الله ص ثم قال لي اصعد يا علي فصعدت على منكبه ثم نهض بي رسول الله ص فلما نهض بي خيل لي أني لو شئت نلت السماء و صعدت على الكعبة و تنحى رسول الله ص فألقيت صنمهم الأكبر صنم قريش و كان من نحاس موتدا بأوتاد من حديد إلى الأرض الخبر

 و في رواية الخطيب فإنه يخيل إلي أني لو شئت لنلت إلى أفق السماء

 و حدثني أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي عن إسماعيل بن أحمد الواعظ عن أبي بكر البيهقي بإسناده عن أبي مريم عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص احملني لنطرح الأصنام عن الكعبة فلم أطق حمله فحملني فلو شئت أتناول السماء فعلت

 و في خبر و الله لو شئت أن أنال السماء بيدي لنلتها

 و روى القاضي أبو عمرو عثمان بن أحمد عن شيوخ بإسناده عن ابن عباس قال قال النبي ص لعلي صلوات الله عليهما قم بنا إلى الصنم في أعلى الكعبة لنكسره فقاما جميعا فلما أتياه قال له النبي ص قم على عاتقي حتى أرفعك عليه فأعطاه علي ثوبه فوضعه رسول الله ص على عاتقه ثم رفعه حتى وضعه على البيت فأخذ علي ع الصنم و هو من نحاس فرمى به من فوق الكعبة فنادى رسول الله ص انزل فوثب من أعلى الكعبة كأنما كان له جناحان و يقال إن عمر كان تمنى ذلك فقال ع إن الذي عبده لا يقلعه و لما صعد أبو بكر المنبر نزل مرقاة فلما صعد عمر نزل مرقاة فلما صعد عثمان نزل مرقاة فلما صعد علي صلوات الله عليه صعد إلى موضع يجلس عليه رسول الله ص فسمع من الناس ضوضاء فقال ما هذا الذي أسمعها قالوا لصعودك إلى موضع  رسول الله ص الذي لم يصعده الذي تقدمك فقال سمعت رسول الله ص يقول من قام مقامي و لم يعمل بعملي أكبه الله في النار و أنا و الله العامل بعمله الممتثل قوله الحاكم بحكمه فلذلك قمت هنا ثم ذكر في خطبته معاشر الناس قمت مقام أخي و ابن عمي لأنه أعلمني بسري و ما يكون مني فكأنه قال أنا الذي وضعت قدمي على خاتم النبوة فما هذه الأعواد أنا من محمد و محمد مني و قال ع في خطبة الافتخار أنا كسرت الأصنام أنا رفعت الأعلام أنا بنيت الإسلام و قال ابن نباتة حتى شد به أطناب الإسلام و هد به أحزاب الأصنام فأصبح الإيمان فاشيا بإقباله و البهتان متلاشيا بصياله و لمقام إبراهيم شرف على كل حجر لكونه مقاما لقدم إبراهيم فيجب أن يكون قدم علي أكرم من رءوس أعدائه لأن مقامه كتف النبوة

 مسند أبي يعلى أبو مريم قال علي ع انطلقت مع رسول الله ليلا حتى أتينا الكعبة فقال لي اجلس فجلست فصعد رسول الله ص على منكبي ثم نهضت به فلما رأى ضعفي عنه قال اجلس فجلست فنزل رسول الله ص فجلس لي و قال اصعد على منكبي ثم صعدت عليه ثم نهض بي حتى أنه ليخيل إلي لو شئت نلت أفق السماء و صعدت على البيت فأتيت صنم قريش و هو بمثال رجل من صفر أو نحاس الحديث

 و روى إسماعيل بن محمد الكوفي في خبر طويل عن ابن عباس أنه كان صنم لخزاعة من فوق الكعبة فقال له النبي ص يا أبا الحسن انطلق بنا نلقي هذا الصنم عن البيت فانطلقا ليلا فقال له يا أبا الحسن ارق على ظهري و كان طول الكعبة أربعين ذراعا فحمله رسول الله ص فقال انتهيت يا علي قال و الذي بعثك بالحق لو هممت أن أمس المساء بيدي لمسستها و احتمل الصنم و جلد به الأرض فتقطع قطعا ثم تعلق بالميزاب و تخلى بنفسه إلى الأرض فلما سقط ضحك فقال النبي ص ما  يضحكك يا علي أضحك الله سنك قال ضحكت يا رسول الله تعجبا من أني رميت بنفسي من فوق البيت إلى الأرض فما ألمت و لا أصابني وجع فقال كيف تألم يا أبا الحسن أو يصيبك وجع إنما رفعك محمد و أنزلك جبرئيل

 و في أربعين الخوارزمي في خبر طويل فانطلقت أنا و النبي ص و خشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم فقذفته فتكسر و نزوت من فوق الكعبة

 فهذه دلالات ظاهرة على أنه أقرب الناس إليه و أخصهم لديه و أنه ولي عهده و وصيه على أمته من بعده و أنه ص لم يستنب المشايخ في شي‏ء إلا ما روي في أبي بكر أنه استنابه في الحج و في قول عائشة مروا أبا بكر ليصلي بالناس و كلا الموضعين فيه خلاف و لعلي بن أبي طالب مزايا فإنه لم يول عليه أحدا و ما أخرجه إلى موضع و لا تركه في قوم إلا ولاه عليهم و كان الشيخان تحت ولاية أسامة و عمرو بن العاص و غيرهما

2-  مع، ]معاني الأخبار[ ع، ]علل الشرائع[ أحمد بن يحيى المكتب عن أحمد بن محمد الوراق عن بشير بن سعيد بن قيلويه عن عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني قال سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول سألت جعفر بن محمد ع فقلت له يا ابن رسول الله في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها فقال إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني و إن شئت فاسأل قال قلت له يا ابن رسول الله و بأي شي‏ء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي فقال بالتوسم و التفرس أ ما سمعت قول الله عز و جل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ و قول رسول الله ص اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله قال فقلت له يا ابن رسول الله فأخبرني بمسألتي قال أردت أن تسألني عن رسول الله لم لم يطق حمله علي ع عند حط الأصنام من سطح الكعبة مع قوته و شدته و مع ما ظهر منه  في قلع باب القوم بخيبر و الرمي به إلى ورائه أربعين ذراعا و كان لا يطيق حمله أربعون رجلا و قد كان رسول الله ص يركب الناقة و الفرس و الحمار و ركب البراق ليلة المعراج و كل ذلك دون علي في القوة و الشدة قال فقلت له عن هذا و الله أردت أن أسألك يا ابن رسول الله فأخبرني فقال إن عليا برسول الله تشرف و به ارتفع و به وصل إلى أن أطفأ نار الشرك و أبطل كل معبود من دون الله عز و جل و لو علاه النبي ص لحط الأصنام لكان بعلي مرتفعا و شريفا واصلا إلى حط الأصنام و لو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه أ لا ترى أن عليا قال لما علوت ظهر رسول الله شرفت و ارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها أ ما علمت أن المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة و انبعاث فرعه من أصله و قد قال علي ع أنا من أحمد كالضوء من الضوء أ ما علمت أن محمدا و عليا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله عز و جل قبل خلق الخلق بألفي عام و إن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعب منه شعاع لامع فقالت إلهنا و سيدنا ما هذا النور فأوحى الله تبارك الله و تعالى إليهم هذا نور من نوري أصله نبوة و فرعه إمامة أما النبوة فلمحمد عبدي و رسولي  و أما الإمامة فلعلي حجتي و وليي و لولاهما ما خلقت خلقي أ ما علمت أن رسول الله ص رفع يد علي ع بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما فجعله ولي المسلمين و إمامهم و قد احتمل الحسن و الحسين ع يوم حظيرة بني النجار فلما قال له بعض أصحابه ناولني أحدهما يا رسول الله قال نعم الراكبان و أبوهما خير منهما و أنه كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلما سلم قيل له يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة فقال ص إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعاجله حتى ينزل و إنما أراد بذلك رفعهم و تشريفهم فالنبي ص إمام نبي و علي إمام ليس بنبي و لا رسول فهو غير مطيق لأثقال النبوة قال محمد بن حرب الهلالي فقلت له زدني يا ابن رسول الله ص فقال إنك لأهل الزيادة إن رسول الله ص حمل عليا على ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده و إمامة الأئمة من صلبه كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء و أراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا قال قلت له زدني يا ابن رسول الله فقال احتمل رسول الله ص عليا يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله ما عليه من الدين و العداة و الأداء عنه من بعده قال فقلت له يا ابن رسول الله زدني فقال احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله و ما حمل إلا لأنه معصوم لا يحمل

  وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة و ثوابا و قد قال النبي ص لعلي ع يا علي إن الله تبارك و تعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي و ذلك قوله عز و جل لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ و لما أنزل الله عز و جل عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ قال النبي ص أيها الناس عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ و علي نفسي و أخي أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل و لا يشقى ثم تلا هذه الآية قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ قال محمد بن حرب الهلالي ثم قال جعفر بن محمد أيها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبي عليا عند حط الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت إن جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعت فقمت إليه و قبلت رأسه و يديه و قلت اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ

 بيان قوله ع و انبعاث فرعه هو مبتدأ و الظرف خبره يعني أن فرع المصباح أي النور المتصاعد منه سوى ما يخلط بالفتيلة أو المصباح الآخر الذي يقتبس منه مع انبعاثه عن أصله و كونه أدون منه مرتفع عليه و يكون فوقه فكذلك رسول الله ص المصباح الذي يهتدى به في ظلمات الضلالة و الجهالة و أمير المؤمنين ص فرعه و لذا علاه و ركبه و على هذا يكون وجها آخر و هو الظاهر و يحتمل أن يكون المراد أن أمير المؤمنين ع فرع النبي ص فلو صار النبي ص به مرتفعا لكان علي أفضل  منه فيلزم زيادة الفرع على الأصل فيكون تتمة للوجه الأول قوله ع فالنبي إمام نبي أقول يحتمل وجهين. الأول أن يكون من تتمة الوجوه السابقة فالمعنى أن عليا لما لم يطق ما يطيقه النبي ص و لم يكن له طاقة تلك المرتبة العظمى من النبوة فلو كان رفع النبي ص به كان أفضل منه لأنه حينئذ كان مبينا لفضل النبي ص و كان النبي ص به مشرفا و مرتفعا و هو كان غير بالغ رتبته فكيف يكون أفضل منه. الثاني أن يكون علة أخرى لأصل المطلوب و هي أنه ع لم يكن ليقدر على حمله لكونه حاملا لما لا يطيق حمله من أعباء النبوة و لما كان جواب ما اعترض به السائل من ركوبه على الناقة و البراق ظاهرا في نفسه و قد تبين في عرض الكلام أيضا لم يتعرض له إذ هذا الثقل لم يكن من قبيل ثقل الأجسام ليظهر على غير ذوي العقول بل لا يظهر إلا لمن كان عارفا بتلك الدرجة القصوى حق معرفتها مدانيا لها و يكون حمله الجسماني مقرونا بالحمل الروحاني و يكون لتجرده و تقدسه و روحانيته واجدا لثقل الرتب و المعاني فيكون الحمل عليه كالانتقاش على العقول و النفوس المجردة و بالجملة هذا من الأسرار التي لا يطلع عليها إلا من كان عالما بغرائب أحوالهم. قوله ع إنه أبو ولده أي لما كانت الذرية في صلب الإنسان و رفعه النبي ص فوق صلبه عرف الناس أنه عال على الذرية و والدهم و إمامهم قوله و قد قال النبي ص أقول ما سيذكر بعد ذلك يحتمل وجوها الأول أن يكون مؤيدات لما دل عليه الحمل من عصمته لأنه قال النبي ص حملني ذنوب شيعتك و لو كان له ذنب لكان ذنبه أولى بالحمل فيدل على أنه ع كان معصوما الثاني أن يكون ع ذكر بعض فضائله استطرادا أو تأييدا لفضائله و لم يكن المراد إثبات العصمة الثالث أن يكون وجها آخر للحمل و هو أنه لما كان حمل علي مستلزما لحمل ذنوب شيعته و لم يكن هذا لائقا بعصمته غفرها الله تعالى فصار هذا الحمل سببا لغفران ذنوب شيعة  علي و لذا نسب الله الذنوب إليه في قوله تعالى ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ لأنه بالحمل صار كأنها ذنبه. قوله ص و علي نفسي أي يلزمني ملازمته و محافظته و بيان فضله لقوله تعالى عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ قوله تعالى فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ يدخل فيه ذنوب الشيعة على تفسيره ع فلا تغفل

3-  عم، ]إعلام الورى[ من خصائص أمير المؤمنين ع أن النبي ص حمله فطرح الأصنام من الكعبة

 فروى عبد الله بن داود عن نعيم بن أبي هند عن أبي مريم عن علي ع قال قال لي رسول الله ص احملني لنطرح الأصنام من الكعبة فلم أطق حمله فحملني فلو شئت أن أتناول السماء فعلت

 و في حديث آخر طويل قال علي ع فحملني النبي ص فعالجت ذلك حتى قذفت به و نزلت أو قال نزوت الشك من الراوي

 و منها أنه لما دخل رسول الله ص المسجد الحرام وجد فيه ثلاثمائة و ستين صنما بعضها مشدود ببعض فقال لأمير المؤمنين أعطني يا علي كفا من الحصى فقبض أمير المؤمنين ع له كفا من الحصى فرماها به و هو يقول جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً فما بقي منها صنم إلا خر لوجهه ثم أمر بها فأخرجت من المسجد فكسرت

4-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ عن علي ع قال دعاني رسول الله ص و هو بمنزل خديجة ذات ليلة فلما صرت إليه قال اتبعني يا علي فما زال يمشي و أنا خلفه و نحن نخرق  دروب مكة حتى أتينا الكعبة و قد أنام الله كل عين فقال لي رسول الله ص يا علي قلت لبيك يا رسول الله قال اصعد على كتفي يا علي قال ثم انحنى النبي ص فصعدت على كتفه فألقيت الأصنام على رءوسهم و خرجنا من الكعبة شرفها الله تعالى حتى أتينا منزل خديجة فقال لي إن أول من كسر الأصنام جدك إبراهيم ثم أنت يا علي آخر من كسر الأصنام فلما أصبحوا أهل مكة وجدوا الأصنام منكوسة مكبوبة على رءوسها فقالوا ما فعل هذا إلا محمد و ابن عمه ثم لم يقم بعدها في الكعبة صنم

5-  كشف، ]كشف الغمة[ من مسند أحمد بن حنبل عن أبي مريم عن علي ع قال انطلقت أنا و النبي ص حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله اجلس و صعد على منكبي فنهضت به فرأى مني ضعفا فنزل و جلس لي نبي الله ص و قال اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه قال فنهض لي قال فإنه تخيل إلي أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت و عليه تمثال صفر أو نحاس فجعلت أزاوله عن يمينه و شماله و بين يديه و من خلفه حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله ص اقذف به فقذفت به فتكسر كما تنكسر القوارير ثم نزلت و انطلقت أنا و رسول الله نستبق  حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس

 أقول روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب و غيره بأسانيدهم عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال يوم النيروز هو اليوم الذي حمل فيه رسول الله ص أمير المؤمنين ع على منكبه حتى رمى أصنام القريش من فوق بيت الله الحرام و هشمها

6-  مد، ]العمدة[ ابن المغازلي عن أحمد بن موسى الطحان عن أحمد بن علي الحنوطي عن محمد بن الحسن عن محمد بن غياث عن هدية بن خالد عن حماد بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص يوم فتح مكة لعلي ع أ ما ترى هذا الصنم يا علي على الكعبة قال بلى يا رسول الله قال فأحملك تتناوله قال بل أنا أحملك يا رسول الله فقال لو أن ربيعة و مضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة و أنا حي ما قدروا و لكن قف يا علي قال فضرب رسول الله يديه إلى ساقي علي ع فوق القربوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ثم قال له ما ترى يا علي قال أرى أن الله عز و جل قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء بيدي لمسستها فقال له تناول الصنم يا علي فتناوله علي ع فرمى به ثم خرج رسول الله ص من تحت علي و ترك رجليه فسقط على الأرض فضحك فقال له ما أضحكك يا علي فقال سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شي‏ء فقال له رسول الله ص كيف يصيبك و إنما حملك محمد و أنزلك جبرئيل

 يف، ]الطرائف[ ابن المغازلي عن أبي هريرة إلى قوله فرمى به

 ثم قال و روى هذا الحديث الحافظ عندهم محمد بن موسى في كتابه الذي استخرجه من التفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالى قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً بأتم من هذه الألفاظ و المعاني و أرجح في تعظيم علي بن أبي طالب ع و ذكر محمد بن علي المازندراني في كتاب البرهان في أسباب نزول القرآن تخصيص النبي ص لعلي ع بحمله على  ظهره و رميه الأصنام و تشريفه بذلك على غيره من سائر الأنام رواه أحمد بن حنبل و أبو يعلى الموصلي في مسنديهما و أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد و محمد بن صباح الزعفراني في الفضائل و الحافظ أبو بكر البيهقي و القاضي أبو عمر و عثمان بن أحمد في كتابيهما و الثعلبي في تفسيره و ابن مردويه في المناقب و ابن مندة في المعرفة و النطنزي في الخصائص و الخطيب الخوارزمي في الأربعين و أبو أحمد الجرجاني في التاريخ و رواه شعبة عن قتادة عن الحسن و قد صنف في صحته أبو عبد الله الجعل و أبو القاسم الحسكاني و أبو الحسن شاذان مصنفات و اجتمع أهل البيت ع على صحتها هذا آخر لفظ ما ذكره محمد بن علي المازندراني في كتابه المذكور في هذا المعنى و جميع هؤلاء من علماء الأربعة المذاهب

7-  يف، ]الطرائف[ مسند أحمد بن حنبل عن زيد بن منيع قال قال رسول الله ص لتنتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا يمضي فيهم أمري يقتل المقاتلة و يسبي الذرية قال فقال أبو ذر فما راعني إلا برد كف عمر في حجرتي من خلفي قال من تراه يعني قلت ما يعنيك به و لكن خاصف النعل يعني عليا

8-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن المراغي عن علي بن الحسين الكوفي عن جعفر بن محمد بن مروان عن أبيه عن شيخ بن محمد عن أبي علي بن أبي عمر الخراساني عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي إسحاق السبيعي قال دخلنا على مسروق الأجدع فإذا عنده ضيف له لا نعرفه و هما يطعمان من طعام لهما فقال الضيف كنت مع رسول الله ص بحنين فلما قال عرفنا أنه كانت له صحبة من النبي ص قال جاءت صفية بنت حيي بن أخطب إلى النبي ص فقالت يا رسول الله إني لست كأحد نسائك قتلت الأب  و الأخ و العم فإن حدث بك حدث فإلى من فقال لها رسول الله ص إلى هذا و أشار إلى علي بن أبي طالب ع

9-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف عن حسان عن أبي داود عن يزيد بن شرجيل أن النبي ص قال لعلي بن أبي طالب ع هذا أفضلكم حلما و أعلمكم علما و أقدمكم سلما قال ابن مسعود يا رسول الله فضلنا بالخير كله فقال النبي ص ما علمت شيئا إلا و قد علمته و ما أعطيت شيئا إلا و قد أعطيته و لا استودعت شيئا إلا و قد استودعته قالوا فأمر نسائك إليه قال نعم قالوا في حياتك قال نعم من عصاه فقد عصاني و من أطاعه فقد أطاعني فإن دعاكم فاشهدوا

10-  ك، ]إكمال الدين[ محمد بن علي بن محمد النوفلي عن أحمد بن عيسى الوشاء عن أحمد بن طاهر القمي عن محمد بن بحر بن سهل الشيباني عن أحمد بن مسرور عن سعد بن عبد الله القمي قال سألت الحجة القائم فقلت مولانا و ابن مولانا إنا روينا عنكم أن رسول الله ص جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين ع حتى أرسل يوم الجمل إلى عائشة إنك قد أرهجت على الإسلام و أهله بفتنتك و وردت بنيك حياض الهلكة بجهلك فإن كففت عني عز بك و إلا طلقتك و نساء رسول الله ص قد كان طلقهن وفاته قال ما الطلاق قلت تخلية السبيل قال فإذا كان وفاة رسول الله ص قد خلى لهن السبيل فلم لا يحل لهن الأزواج قلت لأن الله تعالى حرم الأزواج  عليهن قال و كيف و قد خلى الموت سبيلهن قلت فأخبرني يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول الله ص حكمه إلى أمير المؤمنين ع قال إن الله تبارك و تعالى عظم شأن نساء النبي فخصهن بشرف الأمهات فقال رسول الله ص يا أبا الحسن إن هذا الشرف باق لهن ما دمن لله على الطاعة فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج و أسقطها من شرف أمومة المؤمنين

 ج، ]الإحتجاج[ عن سعد مثله

 أقول قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح ما كتب أمير المؤمنين إلى معاوية و أقسم بالله لو لا بعض الاستبقاء لوصلت إليك مني قوارع تقرع العظم و تنهس اللحم قال قد قيل إن النبي ص فوض إليه أمر نسائه بعد موته و جعل إليه أن يقطع عصمة أيتهن شاء إذا رأى ذلك و له من الصحابة جماعة يشهدون له بذلك فقد كان قادرا على أن يقطع عصمة أم حبيبة و يبيح نكاحها للرجال عقوبة لها و لمعاوية أخيها فإنها كانت تبغض عليا كما يبغضه أخوها و لو فعل ذلك لانتهس لحمه و هذا قول الإمامية و قد رووا عن رجالهم أنه ع تهدد عائشة بضرب من ذلك و أما نحن فلا نصدق هذا الخبر و نفسر كلامه على وجه آخر إلى آخر ما قال. أقول يظهر من كلامه أن هذا من المشهورات بين الشيعة حتى وقف عليه مخالفوهم و نسبوهم إليه. أقول سيأتي الأخبار الكثيرة المناسبة لهذا الباب في باب اختصاصه ع بالرسول ص و غيره من الأبواب