باب 9- باب احتجاجات الأئمة ع و أصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه

327-  ج، ]الإحتجاج[ جاء رجل من أهل البصرة إلى علي بن الحسين ع فقال يا علي بن الحسين إن جدك علي بن أبي طالب قتل المؤمنين فهملت عين علي بن الحسين دموعا حتى امتلأت كفه منها ثم ضرب بها على الحصى ثم قال يا أخا أهل البصرة لا و الله ما قتل علي مؤمنا و لا قتل مسلما و ما أسلم القوم و لكن استسلموا و كتموا الكفر و أظهروا الإسلام فلما وجدوا على الكفر أعوانا أظهروه و قد علمت صاحبة الجمل و المستحفظون من آل محمد أن أصحاب الجمل و أصحاب صفين و أصحاب النهروان لعنوا على لسان النبي الأمي ص وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى فقال شيخ من أهل الكوفة يا علي بن الحسين إن جدك كان يقول إخواننا بغوا علينا فقال علي بن الحسين أ ما تقرأ كتاب الله وَ إِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً فهم مثلهم أنجى الله عز و جل هودا و الذين معه و أهلك عادا بالريح العقيم

328-  ج، ]الإحتجاج[ روي أن سالما دخل على أبي جعفر ع فقال جئت أكلمك في أمر هذا الرجل قال أيما رجل قال علي بن أبي طالب قال في أي أموره قال في أحداثه قال أبو جعفر ع انظر ما استقر عندك مما جاءت به الرواة عن آبائهم قال ثم نسبهم ثم قال يا سالم أ بلغك أن رسول الله ص بعث سعد بن معاذ براية الأنصار إلى خيبر فرجع منهزما ثم بعث عمر بن الخطاب براية المهاجرين فأتي بسعد جريحا و جاء عمر يجبن أصحابه و يجبنونه فقال رسول الله ص هكذا تفعل المهاجرون و الأنصار حتى قالها ثلاثا ثم قال لأعطين الراية رجلا ليس بفرار يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله قال نعم و قال القوم جميعا أيضا فقال أبو جعفر يا سالم إن قلت إن الله أحبه و هو لا يعلم ما هو صانع فقد كفرت و إن قلت إن الله عز و جل أحبه و هو يعلم ما هو صانع فأي حدث ترى فقال فأعد علي فأعاد عليه فقال يا سالم عبدت الله على ضلالة سبعين سنة

 بيان قوله فقال يا سالم أي فقال سالم مخاطبا لنفسه أو قال الإمام مخاطبا له و الأول أظهر و يؤيده أن في بعض النسخ فقال سالم

  -329  شي، ]تفسير العياشي[ عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه قال جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين فقال أنت علي بن الحسين قال نعم قال أبوك الذي قتل المؤمنين فبكى علي بن الحسين ثم مسح عينيه فقال ويلك كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين قال لقوله إخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم فقال ويلك أ ما تقرأ القرآن قال بلى قال فقد قال الله تعالى وَ إِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً وَ إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أ فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم قال له الرجل لا بل في عشيرتهم قال ع فهؤلاء إخوانهم في عشيرتهم و ليسوا إخوانهم في دينهم قال فرجت عني فرج الله عنك

330-  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن الأعمش عن عباية الأسدي قال كان عبد الله بن العباس جالسا على شفير زمزم يحدث الناس فلما فرغ من حديثه أتاه رجل فسلم عليه ثم قال يا عبد الله إني رجل من أهل الشام فقال أعوان كل ظالم إلا من عصم الله منكم سل عما بدا لك فقال يا عبد الله بن عباس إني جئتك أسألك عمن قتله علي بن أبي طالب من أهل لا إله إلا الله لم يكفروا بصلاة و لا بحج و لا بصوم شهر رمضان و لا بزكاة فقال له عبد الله ثكلتك أمك سل عما يعنيك و دع ما لا يعنيك فقال ما جئتك أضرب إليك من حمص للحج و لا للعمرة و لكني أتيتك لتشرح لي أمر علي بن أبي طالب و فعاله فقال له ويلك إن علم العالم صعب لا تحتمله و لا تقر به قلوب الصدية أخبرك أن علي بن أبي طالب ع كان مثله في هذه الأمة كمثل موسى و العالم ع و ذلك أن الله تبارك و تعالى قال في كتابه يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ و كان موسى يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له كما ترون أنتم أن علماءكم قد أثبتوا جميع الأشياء فلما انتهى موسى إلى ساحل البحر فلقي العالم فاستنطق بموسى ليصل علمه و لم يحسده كما حسدتم أنتم علي بن أبي طالب و أنكرتم فضله فقال له موسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً فعلم العالم أن موسى لا يطيق بصحبته و لا يصبر على علمه فقال له إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً فقال له موسى سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً فعلم العالم أن موسى لا يصبر على علمه فقال فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ‏ءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً قال فركبا في السفينة فخرقها العالم فكان خرقها لله عز و جل رضى و سخطا لموسى و لقي الغلام فقتله فكان قتله لله عز و جل رضا و سخط ذلك موسى و أقام الجدار فكان إقامته لله عز و جل رضى و سخط موسى ذلك كذلك كان علي بن أبي طالب ع لم يقتل إلا من كان قتله لله عز و جل رضى و لأهل الجهالة من الناس سخطا اجلس حتى أخبرك أن رسول الله ص تزوج زينب بنت جحش فأولم فكانت

 وليمته الحيس و كان يدعو عشرة فكانوا إذا أصابوا طعام رسول الله ص استأنسوا إلى حديثه و استغنموا النظر إلى وجهه و كان رسول الله ص يشتهي أن يخفوا عنه فيخلوا له المنزل لأنه حديث عهد بعرس و كان يكره أذى المؤمنين فأنزل الله عز و جل فيه قرآنا أدبا للمؤمنين و ذلك قوله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَ لكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَ اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ فلما نزلت هذه الآية كان الناس إذا أصابوا طعام نبيهم ص لم يلبثوا أن يخرجوا قال فلبث رسول الله ص سبعة أيام و لياليهن عند زينب بنت جحش ثم تحول إلى بيت أم سلمة بنت أبي أمية و كان ليلتها و صبيحة يومها من رسول الله ص قال فلما تعالى النهار انتهى علي ع إلى الباب فدقه دقا خفيفا له عرف رسول الله دقه و أنكرته أم سلمة فقال يا أم سلمة قومي فافتحي له الباب فقالت يا رسول الله من هذا الذي يبلغ من خطره أن أقوم له فأفتح له الباب و قد نزل فينا بالأمس ما قد نزل من قول الله عز و جل وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ فمن هذا الذي بلغ من خطره أن أستقبله بمحاسني و معاصمي قال فقال لها رسول الله ص كهيئة المغضب مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ قومي فافتحي له الباب فإن بالباب رجلا ليس بالخرق و لا بالنزق و لا بالعجول في أمره يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله و ليس بفاتح الباب حتى يتوارى عنه الوطء فقامت أم سلمة و هي لا تدري من بالباب غير أنها قد حفظت النعت و المدح فمشت نحو الباب و هي تقول بخ بخ لرجل يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله ففتحت له قال فأمسك علي بعضادتي الباب و لم يزل قائما حتى خفي عنه الوطء و دخلت أم سلمة خدرها ففتح الباب و دخل فسلم على رسول الله ص فقال رسول الله يا أم سلمة أ تعرفينه قالت نعم و هنيئا له هذا علي بن أبي طالب فقال صدقت يا أم سلمة هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و سيد الوصيين و هو عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه و هو الوصي بعدي على الأموات من أهل بيتي و الخليفة على الأحياء من أمتي و أخي في الدنيا و الآخرة و هو معي في السنام الأعلى اشهدي يا أم سلمة و احفظي أنه يقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين فقال الشامي فرجت عني يا عبد الله و أشهد أن علي بن أبي طالب مولاي و مولى كل مسلم

331-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب أحمد بن محمد الطبري عن أحمد بن هشام عن محمد بن نسيم القرشي عن الحسن بن الحسين عن يحيى بن يعلى عن الأعمش قال و حدثني جعفر بن محمد الكوفي عن عبد الله بن داهر الرازي عن أبيه داهر بن يحيى عن الأعمش عن عباية عن ابن عباس مثله

332-  شف، ]كشف اليقين[ المظفر بن جعفر عن محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني عن محمد بن جرير الطبري عن محمد بن حميد الرازي عن داهر عن الأعمش عن عباية عن ابن عباس مثله

 بيان قال ابن الأثير في مادة صدأ من كتاب النهاية فيه إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد هو أن يركبها الرين بمباشرة المعاصي و الآثام فيذهب بجلائه كما يعلو الصدأ وجه المرآة و السيف و نحوهما. قوله فاستنطق بموسى أي أنطقه الله بسبب موسى ليضل علم موسى في جنب علمه و يقر موسى بالجهل فلم يحسده موسى. و الحيس تمر يخلط بسمن و أقط. قوله و كان ليلتها أي كان زمان التحول الليلة و الصبيحة التي كانت نوبتها منه ص. قوله دقا خفيفا له أي دقا خفيفا كان مختصا به ع عرف بذلك أنه هو الداق. و الخرق ترك الرفق في الأمر و النزق الخفة و الطيش و الخدر بالكسر ستر يمد للجارية في ناحية البيت و سنام كل شي‏ء أعلاه

333-  جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن المراغي عن زيد بن الحسن الكوفي عن جعفر بن نجيح عن جندل بن والق عن محمد بن محمد بن عمر عن زيد الأنصاري عن سعيد بن بشير عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال سمعت رجلا يسأل ابن عباس عن علي بن أبي طالب ع فقال له ابن عباس إن علي بن أبي طالب صلى القبلتين و بايع البيعتين و لم يعبد صنما و لا وثنا و لم يضرب على رأسه بزلم و لا قدح ولد على الفطرة و لم يشرك بالله طرفة عين فقال الرجل إني لم أسألك عن هذا إنما أسألك عن حمله سيفه على عاتقه يختال به حتى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفا ثم سار إلى الشام فلقي حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتى قتلهم ثم أتى النهروان و هم مسلمون فقتلهم عن آخرهم فقال له ابن عباس أ علي أعلم عندك أم أنا فقال لو كان علي أعلم عندي منك ما سألتك قال فغضب ابن عباس حتى اشتد غضبه ثم قال ثكلتك أمك علي علمني و كان علمه من رسول الله ص و رسول الله علمه الله من فوق عرشه فعلم النبي ص من علم الله و علم علي من علم النبي و علمي من علم علي و علم أصحاب محمد كلهم في علم علي كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر