باب 9- معالجات علل سائر أجزاء الوجه و الأسنان و الفم

1-  العيون، عن أحمد بن علي الثعالبي عن عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بالصفواني قال خرجت قافلة من خراسان إلى كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق و أخذوا منهم رجلا اتهموه بكثرة المال فبقي في أيديهم مدة يعذبونه ليفتدي منهم نفسه و أقاموه في الثلج فشدوه و ملئوا فاه من ذلك الثلج فرحمته امرأة من نسائهم فأطلقته و هرب فانفسد فمه و لسانه حتى لم يقدر على الكلام ثم انصرف إلى خراسان و سمع بخبر علي بن موسى الرضا ع و أنه بنيشابور فرأى فيما يرى النائم كأن قائلا يقول له إن ابن رسول الله قد ورد خراسان فسله عن علتك دواء تنتفع به قال فرأيت كأني قد قصدته ع و شكوت إليه ما كنت وقعت فيه و أخبرته بعلتي فقال لي خذ الكمون و السعتر و الملح و دقه و خذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا فإنك تعافى فانتبه الرجل من منامه و لم يفكر فيما كان رأى في منامه و لا اعتد به حتى ورد باب نيسابور فقيل له إن علي بن موسى الرضا ع قد ارتحل من نيسابور و هو برباط سعد فوقع في نفس الرجل أن يقصده و يصف له أمره ليصف له ما ينتفع به من الدواء فقصده إلى رباط سعد فدخل إليه فقال له يا ابن رسول الله كان من أمري كيت و كيت و قد انفسد علي فمي و لساني حتى لا أقدر على الكلام إلا بجهد فعلمني دواء أنتفع به فقال ع أ لم أعلمك اذهب فاستعمل ما وصفته في منامك فقال له الرجل يا ابن رسول الله إن رأيت أن تعيده علي فقال ع خذ من الكمون و السعتر و الملح   فدقه و خذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا فإنك ستعافى قال الرجل فاستعملت ما وصفه لي فعوفيت قال أبو حامد أحمد الثعالبي سمعت الصفواني يقول رأيت هذا الرجل و سمعت منه هذه الحكاية

 توصيف في القانون الكمون منه كرماني و منه فارسي و منه شامي و منه نبطي و الكرماني أسود اللون و الفارسي أصفر اللون و الفارسي أقوى من الشامي و النبطي هو الموجود في سائر المواضع و من الجميع بري و بستاني و البري أشد حراقة و من البري صنف يشبه بزره بزر السوسن حار في الثانية يابس في الثالثة يطرد الرياح و يحلل فيه تقطيع و تجفيف و فيه قبض يدمل الجراحات خصوصا البري الذي يشبه بزره بزر السوسن إذا حشيت به الجراحات. و قال السعتر حار يابس في الثالثة محلل مفش ملطف يمضغ فيسكن وجع السن. و قال الملح حار يابس في الثانية أكال للحوم الزائدة و يشد اللثة المسترخية خصوصا الأندراني و هو الذي كالبلور

2-  الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن يعقوب بن يزيد رفعه قال قال أبو عبد الله ع من ذر على أول لقمة من طعامه الملح ذهب عنه بنمش الوجه

 بيان في القاموس النمش محركة نقط بيض و سود تقع في الجلد تخالف لونه

3-  الكافي، عن محمد بن يحيى عن علي بن الحسن بن علي عن أحمد بن الحسين بن عمر عن عمه محمد بن عمر عن رجل عن أبي الحسن الأول ع قال   قال من استنجى بالسعد بعد الغائط و غسل به فمه بعد الطعام لم تصبه علة في فمه و لا يخاف شيئا من أرياح البواسير

4-  و منه، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه عن إبراهيم بن أبي البلاد قال أخذني العباس بن موسى فأمر فوجئ فمي فتزعزعت أسناني فلا أقدر أن أمضغ الطعام فرأيت أبي في المنام و معه شيخ لا أعرفه فقال أبي سلم عليه فقلت يا أبة من هذا فقال هذا أبو شيبة الخراساني قال فسلمت عليه فقال لي ما لي أراك هكذا قال فقلت إن الفاسق عباس بن موسى أمر بي فوجئ فمي فتزعزعت أسناني فقال لي شدها بالسعد فأصبحت فتمضمضت بالسعد فسكنت أسناني

 بيان في القاموس وجأه باليد و السكين كوضعه ضربه و قال الزعزعة تحريك الريح الشجرة و نحوها أو كل تحريك شديد

5-  الكافي، عن محمد عن أحمد عن ابن محبوب عن أبي ولاد قال رأيت أبا الحسن ع في الحجر و هو قاعد و معه عدة من أهل بيته فسمعته يقول ضربت على أسناني فأخذت السعد فدلكت به أسناني فنفعني ذلك و سكنت عني

6-  العلل، عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوي عن محمد بن أسباط عن أحمد بن محمد بن زياد القطان عن أبي الطيب أحمد بن محمد بن عبد الله عن عيسى بن جعفر العلوي عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ع بمدينة النبي ص قال مر أخي عيسى ع بمدينة و إذا وجوههم صفر و عيونهم زرق فصاحوا إليه و شكوا ما بهم من العلل فقال لهم أنتم دواؤه معكم أنتم إذا أكلتم اللحم طبختموه   غير مغسول و ليس يخرج شي‏ء من الدنيا إلا بجنابة فغسلوا بعد ذلك لحومهم فذهبت أمراضهم و قال مر أخي عيسى بمدينة و إذا أهلها أسنانهم منتثرة و وجوههم منتفخة فشكوا إليه فقال أنتم إذا نمتم تطبقون أفواهكم فتغلي الريح في الصدور حتى تبلغ إلى الفم فلا يكون لها مخرج فترجع إلى أصول الأسنان فيفسد الوجه فإذا نمتم فافتحوا شفاهكم و صيروه لكم خلقا ففعلوا فذهب ذلك عنهم

7-  الطب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ روي عن أبي الحسن الماضي ع قال ضربت على أسناني فجعلت عليها السعد و قال خل الخمر يشد اللثة و قال تأخذ حنظلة و تقشرها و تستخرج دهنها فإن كان الضرس مأكولا متحفرا تقطر فيه قطرتين من الدهن و اجعل منه في قطنة و اجعلها في أذنك التي تلي الضرس ثلاث ليال فإنه يحسم ذلك إن شاء الله تعالى

 بيان في القانون السعد أصل نبات يشبه الكراث و الزرع أيضا إلا أنه أدق و أطول في أكثر البلدان إلا أن الجيد منه هو الكوفي ينفع من عفن الأنف و الفم و القلاع و استرخاء اللثة انتهى. و قيل المراد بخل الخمر هو ما جعل بالعلاج خلا أو كل خل كان أصله خمرا إن أمكن الاستحالة خلا بدون الاستحالة خمرا كما يدعى ذلك كثيرا قال في القاموس الخل ما حمض من عصير العنب و غيره و أجوده خل الخمر مركب من جوهرين حار و بارد نافع للمعدة و اللثة و القروح الخبيثة و الحكة و نهش الهوام و أكل الأفيون و حرق النار و أوجاع الأسنان و بخار حارة للاستسقاء و عسر السمع و الدوي و الطنين انتهى. و الظاهر أن المراد بخل الخمر خل خمر العنب فإن الخمر تطلق غالبا   عليها و قال صاحب بحر الجواهر خل الخمر هو أن يعصر الخمر و يصفى و يجعل على كل عشرة أرطال من مائة رطل من خل العنب جيد و يجعل في خزف مقير في الشمس انتهى. و هذا معنى غريب و إعمال الحنظل سيأتي مفصلا و كأنه سقط منه شي‏ء

8-  الكافي، عن أحمد بن محمد الكوفي عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن عبد الحميد عن الحكم بن مسكين عن حمزة بن الطيار قال كنت عند أبي الحسن الأول فرآني أتأوه فقال ما لك قلت ضرسي فقال احتجم فاحتجمت فسكن فأعلمته فقال لي ما تداوى الناس بشي‏ء خير من مصة دم أو مزعة عسل قال قلت جعلت فداك ما المزعة عسل قال لعقة عسل

 بيان المذكور في كتب الرجال هو أن حمزة بن الطيار مات في حياة الصادق ع و ترحم عليه فروايته عن أبي الحسن الأول ع لعلها كانت في حياة والده ع. و قال الجوهري المزعة بالضم و الكسر قطعة لحم يقال ما عليه مزعة لحم و ما في الإناء مزعة من الماء أي جرعة

9-  الكافي، عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد عن بكر بن صالح عن سليمان بن جعفر الجعفري قال سمعت أبا الحسن موسى ع يقول دواء الضرس تأخذ حنظلة فتقشرها ثم تستخرج دهنها فإن كان الضرس مأكولا منحفرا تقطر فيه قطرات و تجعل منه في قطن شيئا و تجعل في جوف الضرس و ينام صاحبه مستلقيا يأخذه ثلاث ليال فإن كان الضرس لا أكل فيه و كانت ريحا قطر في الأذن التي تلي ذلك الضرس ثلاث ليال كل ليلة قطرتين أو ثلاث قطرات يبرأ بإذن الله قال و سمعته يقول لوجع الفم و الدم الذي يخرج من الأسنان و الضربان   و الحمرة التي تقع في الفم يأخذ حنظلة رطبة قد اصفرت فيجعل عليها قالبا من طين ثم يثقب رأسها و يدخل سكينا جوفها فيحك جوانبها برفق ثم يصب عليها خل خمر حامضا شديد الحموضة ثم يضعها على النار فيغليها غليانا شديدا ثم يأخذ صاحبه كل ما احتمل ظفره فيدلك به فيه و يتمضمض بخل و إن أحب أن يحول ما في الحنظلة في زجاجة أو بستوقة فعل و كلما فني خلة أعاد مكانه و كلما عتق كان خيرا له إن شاء الله تعالى

 بيان ثم يستخرج دهنها دهنها معروف يخرج بوضعها في الشمس و نحو ذلك قوله ع منحفرا أي حدثت فيه حفرة و قال الجوهري تقول في أسنانه حفر و قد حفرت تحفر حفرا إذا فسدت أصولها قوله فيجعل عليها قالبا من طين أي يطلى جميعها بالطين لئلا تفسدها النار إذا وضعت عليها و لا يخرج منها شي‏ء إذا حصل فيه خرق أو ثقبة. و في القانون الحنظل المختار منه هو الأبيض الشديد البياض اللين و ينبغي أن لا يجتنى ما لم تأخذ في الصفرة و لم ينسلخ الخضرة بتمامها و إلا فهو ضار ردي‏ء حار في الثالثة يابس نافع لأوجاع العصب و المفاصل و عرق النسا و النقرس البارد ينقي الدماغ و يطبخ أصله مع الخل و يتمضمض به لوجع الأسنان أو يقور و يرمى بما فيه و يطبخ الخل فيه في رماد حار و إذا طبخ في الزيت كان ذلك الزيت قطورا نافعا من الدوي في الأذن و يسهل قلع الأسنان