باب 11- علاج دخول العلق منافذ البدن

1-  الخرائج، رووا أن تسعة إخوة أو عشرة في حي من أحياء العرب كانت لهم أخت واحدة فقالوا لها كل ما يرزقنا الله نطرحه بين يديك فلا ترغبي في التزويج فحميتنا لا تحمل ذلك فوافقتهم في ذلك و رضيت به و قعدت في خدمتهم و هم يكرمونها فحاضت يوما فلما طهرت أرادت الاغتسال و خرجت إلى عين ماء كانت بقرب حيهم فخرجت من الماء علقة فدخلت في جوفها و قد جلست في الماء فمضت عليها الأيام و العلقة تكبر حتى علت بطنها و ظن الإخوة أنها حبلى و قد خانت فأرادوا قتلها فقال بعضهم نرفع أمرها إلى أمير المؤمنين علي ع فإنه يتولى ذلك فأخرجوها إلى حضرته و قالوا فيها ما ظنوا بها و استحضر علي ع طستا مملوا   بالحمأة و أمرها أن تقعد عليه فلما أحست العلقة رائحة الحمأة نزلت من جوفها الخبر

2-  و أقول قد روى جم غفير من علمائنا منهم شاذان بن جبرئيل و من المخالفين منهم أسعد بن إبراهيم الأردبيلي المالكي بأسانيدهم عن عمار بن ياسر و زيد بن أرقم قالا كنا بين يدي أمير المؤمنين ع و إذا بزعقة عظيمة و كان على دكة القضاء فقال يا عمار ائت بمن على الباب فخرجت و إذا على الباب امرأة في قبة على جمل و هي تشتكي و تصيح يا غياث المستغيثين إليك توجهت و بوليك توسلت فبيض وجهي و فرج عني كربتي قال عمار و حولها ألف فارس بسيوف مسلولة و قوم لها و قوم عليها فقلت أجيبوا أمير المؤمنين ع فنزلت المرأة و دخل القوم معها المسجد و اجتمع أهل الكوفة فقام أمير المؤمنين ع و قال سلوني ما بدا لكم يا أهل الشام فنهض من بينهم شيخ و قال يا مولاي هذه الجارية ابنتي قد خطبها ملوك العرب و قد نكست رأسي بين عشيرتي لأنها عاتق حامل فاكشف هذه الغمة فقال ع ما تقولين يا جارية قالت يا مولاي أما قوله أني عاتق صدق و أما قوله أني حامل فو حقك يا مولاي ما علمت من نفسي خيانة قط فصعد ع المنبر و قال علي بداية الكوفة فجاءت امرأة تسمى لبناء و هي قابلة نساء أهل الكوفة فقال لها اضربي بينك و بين الناس حجابا و انظري هذه الجارية عاتق حامل أم لا ففعلت ما أمر ع به   ثم خرجت و قالت نعم يا مولاي هي عاتق حامل فقال ع من منكم يقدر على قطعة ثلج في هذه الساعة قال أبو الجارية الثلج في بلادنا كثير و لكن لا نقدر عليها هاهنا قال عمار فمد يده من أعلى منبر الكوفة و ردها و إذا فيها قطعة من الثلج يقطر الماء منها ثم قال يا داية خذي هذه القطعة من الثلج و اخرجي بالجارية من المسجد و اتركي تحتها طستا و ضعي هذه القطعة مما يلي الفرج فسترى علقة وزنها سبعمائة و خمسون درهما ففعلت و رجعت بالجارية و العلقة إليه ع و كانت كما قال ع ثم قال ع لأبي الجارية خذ ابنتك فو الله ما زنت و لكن دخلت الموضع الذي فيه الماء فدخلت هذه العلقة و هي بنت عشر سنين و كبرت إلى الآن في بطنها و الروايات طويلة مختلفة الألفاظ اقتصرنا منها على موضع الاتفاق و الحاجة و الروايتان تدلان على أن العلق إذا دخل شيئا من منافذ البدن يمكن إخراجها بإدناء الحمأة و الثلج إلى الموضع الذي هي فيه