باب 10- ذكر أولاده صلوات الله عليه و أزواجه و عددهم و أسمائهم و طرف من أخبارهم

1-  شا، ]الإرشاد[ أولاد الحسن بن علي ع خمسة عشر ولدا ذكرا و أنثى زيد بن الحسن و أختاه أم الحسن و أم الحسين أمهم أم بشير بنت أبي مسعود بن عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية و الحسن بن الحسن أمه خولة بنت منظور الفزارية و عمرو بن الحسن و أخواه القاسم و عبد الله ابنا الحسن أمهم أم ولد و عبد الرحمن بن الحسن أمه أم ولد و الحسين بن الحسن الملقب بالأثرم و أخوه طلحة بن الحسن و أختهما فاطمة بنت الحسن أمهم أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي و أم عبد الله و فاطمة و أم سلمة و رقية بنات الحسن ع لأمهات شتى

 عم، ]إعلام الورى[ له من الأولاد ستة عشر و زاد فيهم أبا بكر و قال قتل عبد الله مع الحسين ع

2-  شا، ]الإرشاد[ و أما زيد بن الحسن ع فكان يلي صدقات رسول الله ص و أسن و كان جليل القدر كريم الطبع ظريف النفس كثير البر و مدحه الشعراء و قصده الناس من الآفاق لطلب فضله و ذكر أصحاب السيرة أن زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول الله ص فلما ولي سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة أما بعد فإذا جاءك كتابي هذا فاعزل زيدا عن صدقات رسول الله ص و ادفعها إلى فلان بن فلان رجلا من قومه و أعنه على ما استعانك عليه و السلام فلما استخلف عمر بن عبد العزيز إذا كتاب جاء منه أما بعد فإن زيد بن الحسن شريف بني هاشم و ذو سنهم فإذا جاءك كتابي هذا فاردد عليه صدقات رسول الله ص و أعنه على ما استعانك عليه و السلام

 و في زيد بن الحسن يقول محمد بن بشير الخارجي

إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة نفى جدبها و اخضر بالنبت عودهاو زيد ربيع الناس في كل شتوة إذا أخلفت أنواؤها و رعودهاحمول لأشناق الديات كأنه سراج الدجى إذا قارنته سعودها

و مات زيد بن الحسن و له تسعون سنة فرثاه جماعة من الشعراء و ذكروا مآثره و تلوا فضله فممن رثاه قدامة بن موسى الجمحي فقال

فإن يك زيد غالت الأرض شخصه فقد بان معروف هناك و جودو إن يك أمسى رهن رمس فقد ثوى به و هو محمود الفعال فقيدسميع إلى المعتر يعلم أنه سيطلبه المعروف ثم يعودو ليس بقوال و قد حط رحله لملتمس المعروف أين تريدإذا قصر الوغد الدني نمى به إلى المجد آباء له و جدودمباذيل للمولى محاشيد للقرى و في الروع عند النائبات أسودإذا انتحل العز الطريف فإنهم لهم إرث مجد ما يرام تليدإذا مات منهم سيد قام سيد كريم يبني بعده و يشيد

و في أمثال هذا يطول منها الكتاب

 بيان قوله و اخضر بالنبت النبت إما مصدر أو الباء بمعنى مع أو مبالغة في كثرة النبات حتى أنه نبت في ساق الشجر و يمكن أن يقرأ العود بالفتح و هو الطريق القديم و إنما قيد كونه ربيعا بالشتوة لأنها آخر السنة و هي مظنة الغلاء و فقد النبات و قيد أيضا بشتاء أخلفت أنواؤها التي تنسب العرب الأمطار إليها الوعد بالمطر و كذا الرعود. و قال الجوهري الشنق ما دون الدية و ذلك أن يسوق ذو الحمالة الدية كاملة فإذا كانت معها ديات جراحات فتلك هي الأشناق كأنها متعلقة بالدية العظمى و غاله الشي‏ء أي أخذه من حيث لم يدر و المعتر الذي يتعرض للمسألة و لا يسأل و المراد هنا السائل و الضمير في يعلم راجع إلى المعتر و يمكن إرجاعه إلى زيد بتكلف. قوله ليس بقوال أي أنه لا يقول لمن يحط رحله بفنائه ملتمسا معروفه أين تريد لأنه معلوم أن الناس لا يطلبون المعروف إلا منه و الوغد الرجل الدني الذي يخدم بطعام بطنه و حاصل البيت أن الأداني إذا قصروا عن المعالي و المفاخر فهو ليس كذلك بل هو منتسب إلى المجد بسبب آباء و جدود قوله إذا انتحل على البناء للمجهول قوله ما يرام أي لا يقصد بسوء و التليد القديم ضد الطريف

3-  شا، ]الإرشاد[ و خرج زيد بن الحسن رحمة الله عليه من الدنيا و لم يدع الإمامة و لا ادعاه له مدع من الشيعة و لا غيرهم و ذلك أن الشيعة رجلان إمامي و زيدي فالإمامي يعتمد في الإمامة على النصوص و هي معدومة في ولد الحسن ع باتفاق و لم يدع ذلك أحد منهم لنفسه فيقع فيه ارتياب و الزيدي يراعي في الإمامة بعد علي و الحسن و الحسين ع الدعوة و الجهاد و زيد بن الحسن رحمة الله عليه كان مسالما لبني أمية و متقلدا من قبلهم الأعمال و كان رأيه التقية لأعدائه و التألف لهم و المداراة و هذا يضاد عند الزيدية علامات الإمامة كما حكيناه و أما الحشوية فإنها تدين بإمامة بني أمية و لا ترى لولد رسول الله ص إمامة على حال و المعتزلة لا ترى الإمامة إلا فيمن كان على رأيها في الاعتزال و من تولوهم العقد بالشورى و الاختيار و زيد على ما قدمنا ذكره خارج عن هذه الأحوال و الخوارج لا ترى إمامة من تولى أمير المؤمنين ع و زيد كان متواليا أباه و جده بلا خلاف و أما الحسن بن الحسن ع فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا و كان يلي صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في وقته و كان له مع الحجاج بن يوسف خبر رواه الزبير بكار قال كان الحسن بن الحسن واليا صدقات أمير المؤمنين ع في عصره فسار يوما الحجاج بن يوسف في موكبه و هو إذ ذاك أمير المدينة فقال له الحجاج أدخل عمر بن علي معك في صدقة أبيه فإنه عمك و بقية أهلك فقال له الحسن لا أغير شرط علي ع و لا أدخل فيه من لم يدخل فقال الحجاج إذا أدخله معك فنكص الحسن بن الحسن ع عنه حين غفل الحجاج ثم توجه إلى عبد الملك حتى قدم عليه فوقف ببابه يطلب الإذن فمر به يحيى ابن أم الحكم فلما رآه يحيى عدل إليه و سلم عليه و سأله عن مقدمه و خبره ثم قال له سأنفعك عند أمير المؤمنين يعني عبد الملك فلما دخل الحسن بن الحسن على عبد الملك رحب به و أحسن مساءلته و كان الحسن قد أسرع إليه الشيب و يحيى ابن أم الحكم في المجلس فقال له عبد الملك لقد أسرع إليك الشيب يا أبا محمد فقال له يحيى و ما يمنعه لأبي محمد شيبة أماني أهل العراق تفد عليه الركب يمنونه الخلافة فأقبل عليه الحسن بن الحسن و قال له بئس و الله الرفد رفدت ليس كما قلت و لكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب و عبد الملك يسمع فأقبل عبد الملك فقال هلم بما قدمت له فأخبره بقول الحجاج فقال ليس ذلك له اكتب كتابا إليه لا يجاوزه فكتب إليه و وصل الحسن بن الحسن و أحسن صلته فلما خرج من عنده لقيه يحيى ابن أم الحكم فعاتبه الحسن على سوء محضره و قال له ما هذا الذي وعدتني فقال له يحيى أيها عنك فو الله لا يزال يهابك و لو لا هيبتك ما قضى لك حاجة و ما ألوتك رفدا

 و كان الحسن بن الحسن حضر مع عمه الحسين ع يوم الطف فلما قتل الحسين ع و أسر الباقون من أهله جاءه أسماء بنت خارجة فانتزعه من بين الأسارى و قال و الله لا يوصل إلى ابن خولة أبدا فقال عمر بن سعد دعوا لأبي حسان ابن أخته و يقال أنه أسر و كان به جراح قد أشفى منه و روي أن الحسن بن الحسن ع خطب إلى عمه الحسين ع إحدى ابنتيه فقال له الحسين ع اختر يا بني أحبهما إليك فاستحيا الحسن و لم يحر جوابا فقال له الحسين ع فإني قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبها بفاطمة أمي بنت رسول الله ص و قبض الحسن بن الحسن و له خمس و ثلاثون سنة رحمه الله و أخوه زيد بن الحسن حي و وصى إلى أخيه من أمه إبراهيم بن محمد بن طلحة و لما مات الحسن بن الحسن ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي ع على قبره فسطاطا و كانت تقوم الليل و تصوم النهار و كانت تشبه بالحور العين لجمالها فلما كان رأس السنة قالت لمواليها إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط فلما أظلم الليل سمعت صوتا يقول هل وجدوا ما فقدوا فأجابه آخر يقول بل يئسوا فانقلبوا و مضى الحسن بن الحسن و لم يدع الإمامة و لا ادعاها له مدع كما وصفناه من حال أخيه رحمه الله و أما عمرو و القاسم و عبد الله بنو الحسن بن علي ع فإنهم استشهدوا بين يدي عمهم الحسين بن علي ع بالطف رضي الله عنهم و أرضاهم و أحسن عن الدين و الإسلام و أهله جزاءهم و عبد الرحمن بن الحسن رضي الله عنه خرج مع عمه الحسين ع إلى الحج فتوفي بالأبواء و هو محرم رحمة الله عليه و الحسين بن الحسن المعروف بالأثرم كان له فضل و لم يكن له ذكر في ذلك و طلحة بن الحسن كان جوادا

 بيان قوله و ما يمنعه أي المشيب قوله ما ألوتك رفدا أي ما قصرت في رفدك قوله قد أشفى منه أي أشرف على الهلاك و قوضت البناء نقضته

4-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أولاده ع ثلاثة عشر ذكرا و ابنة واحدة عبد الله و عمر و القاسم أمهم أم ولد و الحسين الأثرم و الحسن أمهما خولة بنت منظور الفزارية و العقيل و الحسن أمهما أم بشير بنت أبي مسعود الخزرجية و زيد و عمر من الثقفية و عبد الرحمن من أم ولد و طلحة و أبو بكر أمهما أم إسحاق بنت طلحة التيمي و أحمد و إسماعيل و الحسن الأصغر ابنته أم الحسن فقط عند عبد الله و يقال و أم الحسين و كانتا من أم بشير الخزاعية و فاطمة من أم إسحاق بنت طلحة و أم عبد الله و أم سلمة و رقية لأمهات أولاد و قتل مع الحسين ع من أولاده عبد الله و القاسم و أبو بكر و المعقبون من أولاده اثنان زيد بن الحسن و الحسن بن الحسن أبو طالب المكي في قوت القلوب أنه ع تزوج مائتين و خمسين امرأة و قد قيل ثلاثمائة و كان علي ع يضجر من ذلك فكان يقول في خطبته إن الحسن مطلاق فلا تنكحوه أبو عبد الله المحدث في رامش افزاى أن هذه النساء كلهن خرجن في خلف جنازته حافيات البخاري لما مات الحسن بن الحسن بن علي ع ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت فسمعوا صائحا يقول هل وجدوا ما فقدوا فأجابه آخر بل يئسوا فانقلبوا و في رواية غيرها أنها أنشدت بيت لبيد 

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر

5-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في الإحياء أنه خطب الحسن بن علي ع إلى عبد الرحمن بن الحارث بنته فأطرق عبد الرحمن ثم رفع رأسه فقال و الله ما على وجه الأرض من يمشي عليها أعز علي منك و لكنك تعلم أن ابنتي بضعة مني و أنت مطلاق فأخاف أن تطلقها و إن فعلت خشيت أن يتغير قلبي عليك لأنك بضعة من رسول الله ص فإن شرطت أن لا تطلقها زوجتك فسكت الحسن ع و قام و خرج فسمع منه يقول ما أراد عبد الرحمن إلا أن يجعل ابنته طوقا في عنقي و روى محمد بن سيرين أنه خطب الحسن بن علي ع إلى منظور بن ريان ابنته خولة فقال و الله إني لأنكحك و إني لأعلم أنك غلق طلق ملق غير أنك أكرم العرب بيتا و أكرمهم نفسا فولد منها الحسن بن الحسن و رأى يزيد امرأة عبد الله بن عامر أم خالد بنت أبي جندل فهام بها و شكا ذلك إلى أبيه فلما حضر عبد الله عند معاوية قال له لقد عقدت لك على ولاية البصرة و لو لا أن لك زوجة لزوجتك رملة فمضى عبد الله و طلق زوجته طمعا في رملة فأرسل معاوية أبا هريرة ليخطب أم خالد ليزيد ابنه و بذل لها ما أرادت من الصداق فاطلع عليها الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر ع فاختارت الحسن فتزوجها

 توضيح رجل غلق بكسر اللام سيئ الخلق و رجل ملق بكسر اللام يعطي بلسانه ما ليس في قلبه و قال الجزري في حديث الحسن إنك رجل طلق أي كثير طلاق النساء

6-  كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد بن عيسى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن عليا صلوات الله عليه قال و هو على المنبر لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق فقام رجل من همدان فقال بلى و الله لنزوجنه و هو ابن رسول الله ص و ابن أمير المؤمنين فإن شاء أمسك و إن شاء طلق

7-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن جعفر بن بشير عن يحيى بن أبي العلا عن أبي عبد الله ع قال إن الحسن بن علي ع طلق خمسين امرأة فقام علي ع بالكوفة فقال يا معشر أهل الكوفة لا تنكحوا الحسن فإنه رجل مطلاق فقام إليه رجل فقال بلى و الله لننكحنه إنه ابن رسول الله ص و ابن فاطمة ع فإن أعجبه أمسك و إن كره طلق

8-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن أبي مريم عن أبي عبد الله ع قال توفي عبد الرحمن بن الحسن بن علي بالأبواء و هو محرم و معه الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر و عبد الله و عبيد الله ابنا العباس فكفنوه و خمروا وجهه و رأسه و لم يحنطوه و قال هكذا في كتاب علي

  -9  أقول قال ابن أبي الحديد قال أبو جعفر محمد بن حبيب كان الحسن ع إذا أراد أن يطلق امرأة جلس إليها فقال أ يسرك أن أهب لك كذا و كذا فتقول له ما شئت أو نعم فيقول هو لك فإذا قام أرسل إليها بالطلاق و بما سمى لها

 و روى أبو الحسن المدائني قال تزوج الحسن ع هندا بنت سهيل بن عمرو و كانت عند عبد الله بن عامر بن كريز فطلقها فكتب معاوية إلى أبي هريرة أن يخطبها على يزيد بن معاوية قال الحسن ع فاذكرني لها فأتاها أبو هريرة فأخبرها الخبر فقالت اختر لي فقال أختار لك الحسن فزوجته و روي أيضا أنه ع تزوج حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر و كان المنذر بن الزبير يهواها فأبلغ الحسن عنها شيئا فطلقها فخطبها المنذر فأبت أن تزوجه و قالت شهرني و قال أبو الحسن المدائني كان الحسن ع كثير التزويج تزوج خولة بنت منظور بن زياد الفزارية فولدت له الحسن بن الحسن و أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله فولدت له ابنا سماه طلحة و أم بشر بنت أبي مسعود الأنصاري فولدت له زيدا و جعدة بنت الأشعث و هي التي سمته و هندا بنت سهيل بن عمرو و حفصة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر و امرأة من كلب و امرأة من بنات عمرو بن الأهيم المنقري و امرأة من ثقيف فولدت له عمر و امرأة من بنات علقمة بن زرارة و امرأة من بني شيبان من آل همام بن مرة فقيل له إنها ترى رأي الخوارج فطلقها و قال إني أكره أن أضم إلى نحري جمرة من جمر جهنم قال المدائني و خطب إلى رجل فزوجه و قال له إني مزوجك و أعلم أنك ملق طلق غلق و لكنك خير الناس نسبا و أرفعهم جدا و أبا و قال أحصي زوجات الحسن ع فكن سبعين امرأة

10-  د، ]العدد القوية[ تزوج ع سبعين حرة و ملك مائة و ستين أمة في سائر عمره و كان أولاده خمسة عشر