باب 10- سخائه و إنفاقه و إيثاره صلوات الله عليه و مسابقته فيها على سائر الصحابة

1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ المشهور من الصحابة بالنفقة في سبيل الله علي و أبو بكر و عمر و عثمان و عبد الرحمن و طلحة و لعلي في ذلك فضائل لأن الجود جودان نفسي و مالي قال جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ و قال النبي ص أجود الناس من جاد بنفسه في سبيل الله تعالى الخبر فصار قوله لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا أليق بعلي ع لأنه جمع بينهما و لم تجمع لغيره و قولهم إن أبا بكر أنفق على النبي ص  أربعين ألفا فإن صح هذا الخبر فليس فيه أنه كان دينارا أو درهما و أربعون ألف درهم هو أربعة آلاف دينار و مال خديجة أكثر من ماله و نفع ذلك للمسلمين عامة و قد شرحت ذلك في كتابي المشهور فأما قوله فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى فعموم و يعارض بقوله وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى بمال خديجة و روي أنه نزلت في علي ع و فيه يقول العبدي

أبوكم هو الصديق آمن و اتقى و أعطى و ما أكدى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى

 الضحاك عن ابن عباس نزلت في علي ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَ لا أَذىً الآية

 ابن عباس و السدي و مجاهد و الكلبي و أبو صالح و الواحدي و الطوسي و الثعلبي و الطبرسي و الماوردي و القشيري و الثمالي و النقاش و الفتال و عبيد الله بن الحسين و علي بن حرب الطائي في تفاسيرهم أنه كان عند علي بن أبي طالب ع أربعة دراهم من الفضة فتصدق بواحد ليلا و بواحد نهارا و بواحد سرا و بواحد علانية فنزل الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ الآية فسمى كل درهم مالا و بشره بالقبول رواه النطنزي في الخصائص تفسير النقاش و أسباب النزول قال الكلبي فقال له النبي ص ما حملك على هذا قال حملني أن أستوجب عفو الله الذي وعدني فقال له رسول الله ص ألا إن ذلك لك فأنزل الله هذه الآية

 الضحاك عن ابن عباس قال لما أنزل الله لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الآية بعث عبد الرحمن بن عوف بدنانير كثيرة إلى أصحاب الصفة حتى أغناهم  و بعث علي بن أبي طالب ع في جوف الليل بوسق من تمر فكان أحب الصدقتين إلى الله صدقة علي و أنزلت الآية و سئل النبي ص أي الصدقة أفضل في سبيل الله فقال جهد من مقل

 تاريخ البلاذري و فضائل أحمد أنه كانت غلة على أربعين ألف دينار فجعلها صدقة و أنه باع سيفه و قال لو كان عندي عشاء ما بعته

 شريك و الليث و الكلبي و أبو صالح و الضحاك و الزجاج و مقاتل بن حيان و مجاهد و قتادة و ابن عباس قالوا كانت الأغنياء يكثرون مناجاة الرسول فلما نزل قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً انتهوا فاستقرض علي ع دينارا و تصدق به فناجى النبي ص عشر نجوات ثم نسخته الآية التي بعدها

 أمير المؤمنين ع كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكان كلما أردت أن أناجي رسول الله ص قدمت درهما فنسختها الآية الأخرى

 الواحدي في أسباب نزول القرآن و في الوسيط أيضا و الثعلبي في الكشف و البيان ما رواه علي بن علقمة و مجاهد أن عليا ع قال إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا عمل بها أحد بعدي ثم تلا هذه الآية

 جامع الترمذي و تفسير الثعلبي و اعتقاد الأشنهي عن الأشجعي و الثوري و سالم بن أبي حفصة و علي بن علقمة الأنماري عن علي ع في هذه الآية فبي خفف الله ذلك عن هذه الأمة

 و في مسند الموصلي فبه خفف الله عن هذه الأمة

 زاد أبو القاسم الكوفي في الرواية أن الله تعالى امتحن الصحابة بهذه الآية فتقاعسوا كلهم عن مناجاة الرسول ص فكان رسول احتجب في منزله عن مناجاة أحد إلا من تصدق بصدقة فكان معي دينار و ساق ع كلامه إلى أن  قال فكنت أنا سبب التوبة من الله على المسلمين حين عملت بالآية فنسخت و لو لم أعمل بها حتى كان عملي بها سببا للتوبة عليهم لنزل العذاب عند امتناع الكل عن العمل بها

 و قال القاضي الطرثيثي إنهم عصوا في ذلك إلا علي فنسخه عنهم يدل عليه قوله فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ و لقد استحقوا العذاب لقوله أَشْفَقْتُمْ و قال مجاهد ما كان إلا ساعة و قال مقاتل بن حيان كان ذلك ليالي عشر و كانت الصدقة مفوضة إليهم غير مقدرة

 سفيان بإسناده عن علي ع عن النبي ص فيما استطعت تصدقت

 و روى الثعلبي عن أبي هريرة و ابن عمر أنه قال عمر بن الخطاب كان لعلي ثلاث لو كان لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم تزويجه فاطمة و إعطاؤه الراية يوم خيبر و آية النجوى و أنفق على ثلاث ضيفان من الطعام قوت ثلاث ليال فنزل فيه ثلاثين آية و نص على عصمته و ستره و مراده و قبول صدقته و كفاك من جوده قوله عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ الآية و إطعام الأسير خاصة و هو عدو الله في الدين

 و حدث أبو هريرة أنه كان في المدينة مجاعة و مر بي يوم و ليلة لم أذق شيئا و سألت أبا بكر آية كنت أعرف بتأويلها منه و مضيت معه إلى بابه و ردعني و انصرفت جائعا يومي و أصبحت و سألت عمر آية كنت أعرف منه بها فصنع كما صنع أبو بكر فجئت اليوم الثالث إلى علي ع و سألته ما يعلمه فقط فلما أردت أن أنصرف دعاني إلى بيته فأطعمني رغيفين و سمنا فلما شبعت انصرفت إلى رسول الله ص فلما بصر بي ضحك في وجهي و قال أنت تحدثني أو أحدثك ثم قص علي ما جرى و قال لي جبرئيل عرفني  و رئي أمير المؤمنين ع حزينا فقيل له مم حزنك قال لسبع أتت لم يضف إلينا ضيف

 تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان و علي بن حرب الطائي و مجاهد بأسانيدهم عن ابن عباس و أبي هريرة و روى جماعة عن عاصم بن كليب عن أبيه و اللفظ له عن أبي هريرة أنه جاء رجل إلى رسول الله ص فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله ص إلى أزواجه فقلن ما عندنا إلا الماء فقال ص من لهذا الرجل الليلة فقال أمير المؤمنين ع أنا يا رسول الله فأتى فاطمة و سألها ما عندك يا بنت رسول الله فقالت ما عندنا إلا قوت الصبية لكنا نؤثر ضيفنا به فقال علي ع يا بنت محمد ص نومي الصبية و أطفئي المصباح و جعلا يمضغان بألسنتهما فلما فرغ من الأكل أتت فاطمة بسراج فوجد الجفنة مملوءة من فضل الله فلما أصبح صلى مع النبي ص فلما سلم النبي ص من صلاته نظر إلى أمير المؤمنين ع و بكى بكاء شديدا و قال يا أمير المؤمنين لقد عجب الرب من فعلكم البارحة اقرأ وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ أي مجاعة وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ يعني عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

 كتاب أبي بكر الشيرازي بإسناده عن مقاتل عن مجاهد عن ابن عباس في قوله رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ إلى قوله بِغَيْرِ حِسابٍ قال هو و الله أمير المؤمنين ثم قال بعد كلام و ذلك أن النبي ص أعطى عليا يوما ثلاثمائة دينار أهديت إليه قال علي فأخذتها و قلت و الله لأتصدقن الليلة من هذه الدنانير صدقة يقبلها الله مني فلما صليت العشاء الآخرة مع رسول الله ص أخذت مائة دينار و خرجت من المسجد فاستقبلتني امرأة فأعطيتها الدنانير فأصبح الناس بالغد يقولون تصدق علي الليلة بمائة دينار علي امرأة فاجرة فاغتممت غما شديدا فلما صليت الليلة القابلة صلاة العتمة أخذت مائة دينار و خرجت من المسجد  و قلت و الله لأتصدقن الليلة بصدقة يتقبلها ربي مني فلقيت رجلا فتصدقت عليه بالدنانير فأصبح أهل المدينة يقولون تصدق علي البارحة بمائة دينار على رجل سارق فاغتممت غما شديدا و قلت و الله لأتصدقن الليلة صدقة يتقبلها الله مني فصليت العشاء الآخرة مع رسول الله ص ثم خرجت من المسجد و معي مائة دينار فلقيت رجلا فأعطيته إياها فلما أصبحت قال أهل المدينة تصدق علي البارحة بمائة دينار على رجل غني فاغتممت غما شديدا فأتيت رسول الله ص فخبرته فقال لي يا علي هذا جبرئيل يقول لك إن الله عز و جل قد قبل صدقاتك و زكى عملك إن المائة دينار التي تصدقت بها أول ليلة وقعت في يدي امرأة فاسدة فرجعت إلى منزلها و تابت إلى الله عز و جل من الفساد و جعلت تلك الدنانير رأس مالها و هي في طلب بعل تتزوج به و إن الصدقة الثانية وقعت في يدي سارق فرجع إلى منزله و تاب إلى الله من سرقته و جعل الدنانير رأس ماله يتجر بها و إن الصدقة الثالثة وقعت في يدي رجل غني لم يزك ماله منذ سنين فرجع إلى منزله و وبخ نفسه و قال شحا عليك يا نفس هذا علي بن أبي طالب تصدق علي بمائة دينار و لا مال له و أنا فقد أوجب الله على مالي الزكاة لأعوام كثيرة لم أزكه فحسب ماله و زكاه و أخرج زكاة ماله كذا و كذا دينارا فأنزل الله فيك رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ الآية

 أبو الطفيل رأيت عليا ع يدعو اليتامى فيطعمهم العسل حتى قال بعض أصحابه لوددت أني كنت يتيما

 محمد بن الصمة عن أبيه عن عمه قال رأيت في المدينة رجلا على ظهره قربة و في يده صحفة يقول اللهم ولي المؤمنين و إله المؤمنين و جار المؤمنين اقبل قرباتي الليلة فما أمسيت أملك سوى ما في صحفتي و غير ما يواريني فإنك تعلم أني منعته نفسي مع شدة سغبي أطلب القربة إليك غنما اللهم فلا تخلق وجهي و لا ترد دعوتي  فأتيته حتى عرفته فإذا هو علي بن أبي طالب ع فأتى رجلا فأطعمه

 عبد الله بن علي بن الحسين يرفعه أن النبي ص أتى مع جماعة من أصحابه إلى علي ع فلم يجد علي شيئا يقربه إليهم فخرج ليحصل لهم شيئا فإذا هو بدينار على الأرض فتناوله و عرف به فلم يجد له طالبا فقومه على نفسه و اشترى به طعاما و أتى به إليهم و أصاب به عوضه و جعل ينشد صاحبه فلم يجده فأتى به النبي ص و أخبره بالخبر فقال يا علي إنه شي‏ء أعطاكه الله لما اطلع على نيتك و ما أردته و ليس هو شي‏ء للناس و دعا له بخير

 روت الخاصة و العامة منهم ابن شاهين المروزي و شيرويه الديلمي عن الخدري و أبي هريرة أن عليا أصبح ساغبا فسأل فاطمة طعاما فقالت ما كانت إلا ما أطعمتك منذ يومين آثرت به على نفسي و على الحسن و الحسين فقال ألا أعلمتيني فأتيتكم بشي‏ء فقالت يا أبا الحسن إني لأستحيي من إلهي أن أكلفك ما لا تقدر عليه فخرج و استقرض عن النبي ص دينارا فخرج يشتري به شيئا فاستقبله المقداد قائلا ما شاء الله فناوله علي ع الدينار ثم دخل المسجد فوضع رأسه فنام فخرج النبي ص فإذا هو به فحركه و قال ما صنعت فأخبره فقام و صلى معه فلما قضى النبي ص صلاته قال يا أبا الحسن هل عندك شي‏ء نفطر عليه فنميل معك فأطرق لا يحير جوابا حياء منه و كان الله أوحى إليه أن يتعشى تلك الليلة عند علي فانطلقا حتى دخلا على فاطمة و هي في مصلاها و خلفها جفنة تفور دخانا فأخرجت فاطمة الجفنة فوضعتها بين أيديهما فسأل علي أنى لك هذا قالت هو من فضل الله و رزقه إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ قال فوضع النبي ص كفه المبارك بين كتفي علي ثم قال يا علي هذا بدل دينارك ثم استعبر النبي ص باكيا و قال الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت في ابنتي ما رأى زكريا لمريم

   و في رواية الصادق ع أنه أنزل الله فيهم وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ

 و في رواية حذيفة أن جعفرا أعطى النبي ص الفرع من العالية و القطيفة فقال النبي ص لأدفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله و أعطاها عليا ع ففصل علي القطيفة سلكا سلكا فباع بالذهب فكان ألف مثقال ففرقه في فقراء المهاجرين كلها فلقيه النبي ص و معه حذيفة و عمار و سلمان و أبو ذر و المقداد فسأله النبي ص الغداء فقال حياء منه نعم فدخلوا عليه فوجدوا الجفنة

 و في حديث ابن عباس أن المقداد قال له أنا منذ ثلاثة أيام ما طعمت شيئا فخرج أمير المؤمنين ع و باع درعه بخمس مائة و دفع إليه بعضها و انصرف متحيرا فناداه أعرابي اشتر مني هذه الناقة مؤجلا فاشتراها بمائة و مضى الأعرابي فاستقبله آخر و قال بعني هذه بمائة و خمسين درهم فباع و صاح يا حسن و يا حسين امضيا في طلب الأعرابي و هو على الباب فرآه النبي ص و هو يتبسم و يقول يا علي الأعرابي صاحب الناقة جبرئيل و المشتري ميكائيل يا علي المائة عن الناقة و الخمسين بالخمس التي دفعتها إلى المقداد ثم تلا وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ الآية

 بيان قال الفيروزآبادي فرع كل شي‏ء أعلاه و المال الطائل و القوس عملت من طرف القضيب أو الفرع من خير القسي و بالتحريك أول ولد تنتجه الناقة و العالية و العوالي أماكن بأعلى أراضي المدينة و إنما اشتروا كل  سلك في القطيفة بالذهب لشرافتها و يحتمل كونها مطرزة بالذهب و قد مر في باب خيبر ما يؤيد الثاني

2-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و إنه ع طلبت منه صدقة فأعطى خاتما فنزل إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ و فيه يضرب المثل في الصدقات يقال في الدعاء تقبل الله منه كما تقبل توبة آدم و قربان إبراهيم و حج المصطفى و صدقة أمير المؤمنين و كان يأخذ من الغنائم لنفسه و فرسه و من سهم ذي القربى و ينفق جميع ذلك في سبيل الله و توفي و لم يترك إلا ثمان مائة درهم و سأله أعرابي شيئا فأمر له بألف فقال الوكيل من ذهب أو فضة فقال كلاهما عندي حجران فأعط الأعرابي أنفعهما له و قال له ابن الزبير إني وجدت في حساب أبي أن له على أبيك ثمانين ألف درهم فقال له إن أباك صادق فقضى ذلك ثم جاءه فقال غلطت فيما قلت إنما كان لوالدك على والدي ما ذكرته لك فقال والدك في حل و الذي قبضته مني هو لك

3-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الصادق ع أنه ع أعتق ألف نسمة من كد يده جماعة لا يحصون كثرة و قال له رجل و رأى عنده وسق نوى ما هذا يا أبا الحسن قال مائة ألف نخل إن شاء الله فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة فهو من أوقافه و وقف مالا بخيبر و بوادي القرى و وقف مال أبي نيرز و البغيبغة و أرباحا و أرينة و رغد و رزينا و رياحا على المؤمنين و أمر بذلك أكثر ولد فاطمة من ذوي الأمانة و الصلاح و أخرج مائة عين بينبع و جعلها للحجيج و هو باق إلى يومنا هذا و حفر آبارا في طريق مكة و الكوفة و هي مسجد الفتح في  المدينة و عند مقابل قبر حمزة و في الميقات و في الكوفة و جامع البصرة و في عبادان و غير ذلك

4-  كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب ابن طلحة عن مجاهد قال قال علي ع جعت يوما بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بلة فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت يكفي هكذا بين يديها و بسط الراوي كفيه و جمعهما فعدت لي ست عشرة تمرة فأتيت النبي ص فأخبرته فأكل معي منها

 قال الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس قال إن علي بن أبي طالب ع كان يملك أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية فأنزل الله سبحانه فيه الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ

5-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبد الله بن محمد بن هاشم عن علي بن الحسن القرشي عن عبد الله بن عبد الرحمن الشامي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً قال نزلت في علي بن أبي طالب ع و ذلك أنه أنفق أربع دراهم أنفق في سواد الليل درهما و في وضوح  النهار درهما و سرا درهما و علانية درهما فلما نزلت هذه الآية قال النبي ص أيكم صاحب هذه النفقة فأمسك القوم فعادها النبي ص فقام علي بن أبي طالب ع و قال أنا يا رسول الله فتلا النبي ص فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ يعني ثوابهم عند ربهم وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ من قبل العذاب و من قبل الموت يعني في الآخرة

6-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن الحسن المقري عن محمد بن سهل العطار عن أحمد بن عمر الدهقان عن محمد بن كثير عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي ص فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله إلى بيوت أزواجه فقلن ما عندنا إلا الماء فقال رسول الله ص من لهذا الرجل الليلة فقال علي بن أبي طالب ع أنا له يا رسول الله و أتى فاطمة ع فقال لها ما عندك يا بنت رسول الله فقالت ما عندنا إلا قوت الصبية نؤثر ضيفنا فقال علي ع يا ابنة محمد نومي الصبية و أطفئي المصباح فلما أصبح علي ع غدا على رسول الله ص فأخبره الخبر فلم يبرح حتى أنزل الله عز و جل وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

7-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن محمد بن قاسم الأنباري عن أبيه عن محمد بن أبي يعقوب الدينوري عن أحمد بن أبي المقدام العجلي قال يروى أن رجلا جاء إلى علي بن أبي طالب ع فقال له يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فقال اكتبها في الأرض فإني أرى الضر فيك بينا فكتب في الأرض أنا فقير محتاج فقال علي ع يا قنبر اكسه حلتين فأنشأ الرجل يقول  

كسوتني حلة تبلى محاسنها فسوف أكسوك من حسن الثنا حللاإن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة و لست تبغي بما قد نلته بدلاإن الثناء ليحيي ذكر صاحبه كالغيث يحيي نداه السهل و الجبلالا تزهد الدهر في عرف بدأت به فكل عبد سيجزى بالذي فعلا

فقال ع أعطوه مائة دينار فقيل له يا أمير المؤمنين لقد أغنيته فقال إني سمعت رسول الله ص يقول أنزل الناس منازلهم ثم قال علي ع إني لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم و لا يشترون الأحرار بمعروفهم

8-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال النبي ص نزلت الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً في علي ع

9-  شي، ]تفسير العياشي[ عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع في قوله وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ قال نزلت في علي ع

10-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ قال علي أمير المؤمنين أفضلهم و هو ممن ينفق ماله ابتغاء مرضاة الله

11-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي إسحاق قال كان لعلي بن أبي طالب أربعة دراهم لم يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية فبلغ ذلك النبي ص فقال يا علي ما حملك على ما صنعت قال إنجاز موعود الله فأنزل الله الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً إلى الآيات

12-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة  عن أبي عبد الله ع أن أمير المؤمنين ع بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر المعينعة و في نسخة أخرى البقيعة و كان الرجل ممن يرجى نوافله و يؤمل تائله و رفده و كان لا يسأل عليا و لا غيره شيئا فقال رجل لأمير المؤمنين ع و الله ما سألك فلان و لقد كان يجزيه من الخمسة الأوساق وسق واحد فقال له أمير المؤمنين ع لا أكثر الله في المؤمنين ضربك أعطي أنا و تبخل أنت الله أنت إذا لم أعط الذي يرجوني إلا من بعد المسألة ثم أعطيته من بعد المسألة فلم أعطه ثمن ما أخذت منه و ذلك لأني عوضته أن يبذل لي وجهه الذي يعفره في التراب لربي و ربه عند تعبده له و طلب حوائجه إليه فمن فعل هذا بأخيه المسلم و قد عرف أنه موضع لصلته و معروفه فلم يصدق الله في دعائه له حيث يتمنى له الجنة بلسانه و يبخل عليه بالحطام من ماله و ذلك أن العبد قد يقول في دعائه اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات فإذا دعا لهم بالمغفرة فقد طلب لهم الجنة فما أنصف من فعل هذا بالقول و لم يحققه بالفعل

13-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم بإسناده ذكره عن الحارث الهمداني قال سامرت أمير المؤمنين ع فقلت يا أمير المؤمنين عرضت لي حاجة قال فرأيتني لها أهلا قلت نعم يا أمير المؤمنين قال جزاك الله عني خيرا ثم قام إلى السراج فأغشاها و جلس ثم قال إنما أغشيت السراج لئلا أرى ذل حاجتك في وجهك فتكلم فإني سمعت رسول الله ص يقول الحوائج أمانة من الله في صدور العباد فمن كتمها كتب له عبادة و من أفشاها كان حقا على من سمعها أن يعينه

   -14  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن التفليسي عن السمندي عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع يضرب بالمر و يستخرج الأرضين و أنه أعتق ألف مملوك من كد يده

15-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ معنعنا عن علي بن الحسين ع قال كان رجل مؤمن على عهد النبي ص في دار حديقة و له جار له صبية فكان يتساقط الرطب من النخلة فينشدون صبيته يأكلونه فيأتي الموسر فيخرج الرطب من جوف أفواه الصبية و شكا الرجل ذلك إلى النبي ص فأقبل وحده إلى الرجل فقال بعني حديقتك هذه بحديقة في الجنة فقال له الموسر لا أبيعك عاجلا بأجل فبكى النبي ص و رجع نحو المسجد فلقيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال له يا رسول الله ما يبكيك لا أبكى الله عينيك فأخبره خبر الرجل الضعيف و الحديقة فأقبل أمير المؤمنين ع حتى استخرجه من منزله و قال له بعني دارك قال الموسر بحائطك الحسنى فصفق على يده و دار إلى الضعيف فقال له تحول إلى دارك فقد ملكها الله رب العالمين لك و أقبل أمير المؤمنين ع و نزل جبرئيل على النبي ص فقال له يا محمد اقرأ وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى إلى آخر السورة فقام النبي ص و قبل بين عينيه ثم قال بأبي أنت قد أنزل الله فيك هذه السورة الكاملة

16-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن علي بن أبي حفص الأعشى معنعنا عن موسى بن عيسى الأنصاري قال كنت جالسا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع بعد أن صلينا مع النبي ص العصر بهفوات فجاء رجل إليه فقال له يا أبا الحسن  قد قصدتك في حاجة لي أريد أن تمضي معي فيها إلى صاحبها فقال له قف قال إني ساكن في دار لرجل فيها نخلة و إنه يهيج الريح فيسقط من ثمرها بلح و بسر و رطب و تمر و يصعد الطير فيلقي منه و أنا آكل منه و يأكلون منه الصبيان من غير أن نبخسها بقصب أو نرميها بحجر فاسأله أن يجعلني في حل قال انهض بنا فنهضت معه فجئنا إلى الرجل فسلم عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فرحب و فرح به و سر و قال فيما جئت يا أبا الحسن قال جئتك في حاجة قال تقضى إن شاء الله فما هي قال هذا الرجل ساكن في دار لك في موضع كذا ذكر أن فيها نخلة فإنه يهيج الريح فيسقط منها بلح و بسر و رطب و تمر و يصعد الطير فيلقي مثل ذلك من غير حجر يرميها به أو قصبة يبخسها فاجعله في حل فتأبى عن ذلك و سأله ثانيا و أقبل عليه في المسألة و يتأبى إلى أن قال و الله أنا أضمن لك عن رسول الله ص أن يبدلك بهذا النبي حديقة في الجنة فأبى عليه و رهقنا لمساء فقال له علي ع تبيعنيها بحديقتي فلانة فقال له نعم قال فاشهد لي عليك الله و موسى بن عيسى الأنصاري أنك قد بعتها بهذا الدار قال نعم أشهد الله و موسى بن عيسى الأنصاري على أني قد بعتك هذه الحديقة بشجرها و نخلها و ثمرها بهذه الدار أ ليس قد بعتني هذه الدار بما فيها بهذه الحديقة و لم يتوهم أنه يفعل فقال نعم أشهد الله و موسى بن عيسى على أني قد بعتك هذه الدار بهذه الحديقة فالتفت علي ع إلى الرجل فقال له قم فخذ الدار بارك الله لك و أنت في حل منها و سمعوا أذان بلال فقاموا مبادرين حتى صلوا مع النبي ص المغرب و العشاء الآخرة ثم انصرفوا إلى منازلهم فلما أصبحوا  صلى النبي بهم الغداة و عقب فهو يعقب حتى هبط عليه جبرئيل ع بالوحي من عند الله فأدار وجهه إلى أصحابه فقال من فعل منكم في ليلته هذه فعلا فقد أنزل الله بيانها فمنكم أحد يخبرني أو أخبره فقال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع بل أخبرنا يا رسول الله قال نعم هبط جبرئيل فأقرأني عن الله السلام و قال لي إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فعل البارحة فعلة فقلت لحبيبي ما هي فقال اقرأ يا رسول الله فقلت و ما أقرأ فقال اقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى إلى آخر السورة وَ لَسَوْفَ يَرْضى أنت يا علي أ لست صدقت بالجنة و صدقت بالدار على ساكنها و بذلت الحديقة قال نعم يا رسول الله قال فهذه سورة نزلت فيك و هذا لك فوثب إلى أمير المؤمنين ع فقبل بين عينيه و ضمه إليه و قال له أنت أخي و أنا أخوك صلى الله عليهما و آلهما

17-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ صاحب حلية و أحمد في الفضائل عن مجاهد و صاحب مسند العشرة و جماعة عن محمد بن كعب القرظي أنه رأى أمير المؤمنين ع أثر الجوع في وجه النبي ص فأخذ إهابا فحوى وسطه و أدخله في عنقه و شد وسطه بخوص نخل و هو شديد الجوع فاطلع على رجل يستقي ببكره فقال هل لك في كل دلوة بتمرة فقال نعم فنزح له حتى امتلأ كفه ثم أرسل الدلو فجاء بها إلى النبي ص

18-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن عطية الحذاء قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قسم نبي الله الفي‏ء فأصاب عليا أرض فاحتفر فيها عينا فخرج ماء ينبع في السماء كهيئة عنق البعير فسماها ينبع فجاء البشير يبشر  فقال ع بشر الوارث هي صدقة بتة بتلا في حجيج بيت الله و عابر سبيل الله لا تباع و لا توهب و لا تورث فمن باعها أو وهبها فعليه لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ و لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا

19-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال بعث إلي أبو الحسن موسى ع بوصية أمير المؤمنين ع و هي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هذا ما أوصى به و قضى به في ماله عبد الله علي ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة و يصرفني به عن النار و يصرف النار عني يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ إن ما كان لي من ينبع من مال يعرف لي فيها و ما حولها صدقة و رقيقها غير أن رياحا و أبا نيزر و جبيرا عتقاء ليس لأحد عليهم سبيل فهم موالي يعملون في المال خمس حجج و فيه نفقتهم و رزقهم و أرزاق أهاليهم و مع ذلك ما كان لي بوادي القرى كله من مال بني فاطمة و رقيقها صدقة و ما كان لي بديمة و أهلها صدقة غير أن زريقا له مثل ما كتبت لأصحابه و ما كان لي بأذنية و أهلها صدقة و القفيرتين كما قد علمتم صدقة في سبيل الله و أن الذي كتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة حيا أنا أو ميتا ينفق في كل نفقة يبتغى بها وجه الله في سبيل الله و وجهه و ذوي الرحم من بني هاشم و بني عبد المطلب و القريب و البعيد فإنه يقوم على ذلك الحسن بن علي يأكل منه بالمعروف و ينفقه حيث يراه الله عز و جل في حل محلل لا حرج عليه فيه فإن أراد أن يبيع نصيبا من المال فيقضي به الدين فليفعل إن شاء لا حرج عليه فيه و إن شاء جعله  سرى الملك و إن ولد علي و مواليهم و أموالهم إلى الحسن بن علي و إن كانت دار الحسن بن علي غير دار الصدقة فبدا له أن يبيعها فليبع إن شاء لا حرج عليه فيه و إن باع فإنه يقسم ثمنها ثلاثة أثلاث فيجعل ثلثها في سبيل الله و يجعل ثلثا في بني هاشم و بني المطلب و يجعل الثلث في آل أبي طالب و إنه يضعه فيهم حيث يراه الله و إن حدث بحسن حدث و حسين حي فإنه إلى الحسين بن علي و إن حسينا يفعل فيه مثل الذي أمرت به حسنا له مثل الذي كتبت للحسن و عليه مثل الذي على حسن و إن لبني ابني فاطمة من صدقة علي مثل الذي لبني علي و إني إنما جعلت الذي جعلت لابني فاطمة ابتغاء وجه الله عز و جل و تكريم حرمة رسول الله ص و تعظيمها و تشريفها و رضاها و إن حدث بحسن و حسين حدث فإن الآخر منهما ينظر في بني علي فإن وجد فيهم من يرضى بهديه و إسلامه و أمانته فإنه يجعله إليه إن شاء و إن لم ير فيهم بعض الذي يريده فإنه يجعله إلى رجل من آل أبي طالب فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب كبراؤهم و ذوو آرائهم فإنه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم و إنه يشترط على الذي يجعله إليه أن يترك المال على أصوله و ينفق ثمره حيث أمرته به في سبيل الله و وجهه و ذوي الرحم من بني هاشم و بني المطلب و القريب و البعيد لا يباع منه شي‏ء و لا يوهب و لا يورث و إن مال محمد بن علي على ناحية و هو إلى ابني فاطمة و إن رقيقي الذين في صحيفة صغيرة التي كتبت لي عتقاء

  هذا ما وصى به علي بن أبي طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مسكن ابتغاء وجه الله و الدار الآخرة و الله المستعان على كل حال و لا يحل لامرئ مسلم يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يقول في شي‏ء قضيته من مالي و لا يخالف فيه أمري من قريب أو بعيد أما بعد فإن ولائدي اللائي أطوف عليهن السبعة عشر منهن أمهات أولاد معهن أولادهن و منهن حبالى و منهن لا ولد لها فقضائي فيهن إن حدث بي حدث أن من كان منهن ليس لها ولد و ليست بحبلى فهي عتيق لوجه الله عز و جل ليس لأحد عليهن سبيل و من كانت منهن لها ولد أو حبلى فتمسك على ولدها و هي من حظه فإن مات ولدها و هي حية فهي عتيق ليس لأحد عليها سبيل هذا ما قضى به علي في ماله الغد من يوم قدم مسكن شهد أبو سمر بن أبرهة و صعصعة بن صوحان و يزيد بن قيس و هياج بن أبي هياج و كتب علي بن أبي طالب بيده لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع و ثلاثين

 بيان قوله ع سرى الملك السرى النفيس أي يتخذه لنفسه و ظاهره جواز اشتراط بيع الوقف و تملكه عند الحاجة و هو خلاف المشهور بين الأصحاب و حمله على الإجارة مجازا بعيد و سيأتي القول في ذلك في كتاب الوقف قوله ع الغد من يوم قدم مسكن تاريخ لكتابة الكتاب و المسكن كمسجد موضع بالكوفة أي كانت الكتابة في اليوم الذي بعد يوم قدومه المسكن بعد رجوعه من بعض أسفاره

20-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أبي عميرة و سلمة صاحب  السابري عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال إن عليا ع أعتق ألف مملوك من كد يده

21-  جع، ]جامع الأخبار[ جاء عليا ع أعرابي فقال يا أمير المؤمنين إني مأخوذ بثلاث علل علة النفس و علة الفقر و علة الجهل فأجاب أمير المؤمنين ع و قال يا أخا العرب علة النفس تعرض على الطبيب و علة الجهل تعرض على العالم و علة الفقر تعرض على الكريم فقال الأعرابي يا أمير المؤمنين أنت الكريم و أنت العالم و أنت الطبيب فأمر أمير المؤمنين ع بأن يعطى له من بيت المال ثلاثة آلاف درهم و قال تنفق ألفا بعلة النفس و ألفا بعلة الجهل و ألفا بعلة الفقر

 أقول روى السيد بن طاوس في كشف المحجة من بعض كتب المناقب أن عليا ع قال تزوجت فاطمة ع و ما كان لي فراش و صدقتي اليوم لو قسمت على بني هاشم لوسعتهم و قال فيه إنه ع وقف أمواله و كانت غلته أربعين ألف دينار و باع سيفه و قال من يشتري سيفي و لو كان عندي عشاء ما بعته و قال فيه إنه ع قال مرة من يشتري سيفي الفلاني و لو كان عندي ثمن إزار ما بعته قال و كان يفعل هذا و غلته أربعون ألف دينار من صدقته