باب 10- مداحيه صلوات الله عليه

1-  الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن علي بن محمد العسكري عن آبائه عن موسى بن جعفر ع قال كنت عند سيدنا الصادق ع إذ دخل عليه أشجع السلمي يمدحه فوجده عليلا فجلس و أمسك فقال له سيدنا الصادق ع عد عن العلة و اذكر ما جئت له فقال له

ألبسك الله منه عافية في نومك المعتري و في أرقك‏يخرج من جسمك السقام كما أخرج ذل السؤال من عنقك

فقال يا غلام أيش معك قال أربعمائة درهم قال أعطها للأشجع قال فأخذها و شكر و ولى فقال ردوه فقال يا سيدي سألت فأعطيت و أغنيت فلم رددتني قال حدثني أبي عن آبائه عن النبي ص أنه قال خير العطاء ما أبقى نعمة باقية و إن الذي أعطيتك لا يبقي لك نعمة باقية و هذا خاتمي فإن أعطيت به عشرة آلاف درهم و إلا فعد إلي وقت كذا و كذا أوفك إياها قال يا سيدي قد أغنيتني و أنا كثير الأسفار و أحصل في المواضع المفزعة فتعلمني ما آمن به على نفسي قال فإذا خفت أمرا فاترك يمينك على أم رأسك و اقرأ برفيع صوتك أَ فَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ قال أشجع فحصلت في واد تعبث فيه الجن فسمعت قائلا يقول خذوه فقرأتها فقال قائل كيف نأخذه و قد احتجز بآية طيبة

 2-  دعوات الراوندي، مرسلا مثله 3-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن عمران عن عبيد الله بن الحسن عن محمد بن رشيد قال آخر شعر قاله السيد بن محمد رحمه الله قبل وفاته بساعة و ذلك أنه أغمي عليه و اسود لونه ثم أفاق و قد ابيض وجهه و هو يقول

أحب الذي من مات من أهل وده تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك‏و من مات يهوى غيره من عدوه فليس له إلا إلى النار مسلك‏أبا حسن تفديك نفسي و أسرتي و مالي و ما أصبحت في الأرض أملك‏أبا حسن إني بفضلك عارف و إني بحبل من هواك لممسك

 و أنت وصي المصطفى و ابن عمه و إنا نعادي مبغضيك و نترك‏مواليك ناج مؤمن بين الهدى و قاليك معروف الضلالة مشرك‏و لاح لحاني في علي و حزبه فقلت لحاك الله إنك أعفك

 و معنى أعفك أحمق بيان قال الجوهري لحيت الرجل لحاء و لحيا إذا لمته و قولهم لحاه الله أي قبحه و لعنه

4-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن يحيى بن علي بن عبد الجبار عن علي بن الحسين بن أبي حرب عن أبيه قال دخلت على السيد بن محمد الحميري عائدا في علته التي مات فيها فوجدته يساق به و وجدت عنده جماعة من جيرانه و كانوا عثمانية و كان السيد جميل الوجه رحب الجبهة عريض ما بين السالفتين فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد ثم لم تزل تزيد و تنمي حتى طبقت وجهه يعني اسودادا فاغتم لذلك من حضره من الشيعة و ظهر من الناصبة سرور و شماتة فلم يلبث بذلك إلا قليلا حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء فلم تزل تزيد أيضا و تنمي حتى أسفر وجهه و أشرق و افتر السيد ضاحكا و أنشأ يقول 

كذب الزاعمون أن عليا لن ينجي محبه من هنات‏قد و ربي دخلت جنة عدن و عفا لي الإله عن سيئاتي‏فابشروا اليوم أولياء علي و تولوا علي حتى الممات‏ثم من بعده تولوا بنيه واحدا بعد واحد بالصفات

ثم أتبع قوله هذا أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا أشهد أن محمدا رسول الله حقا حقا أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا حقا أشهد أن لا إله إلا الله ثم أغمض عينه بنفسه فكأنما كانت روحه ذبالة طفئت أو حصاة سقطت فانتشر هذا القول في الناس فشهد جنازته و الله الموافق و المفارق

5-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن رشيد الهروي قال حدثني السيد و سماه و ذكر أنه خير قال سألته عن الخبر الذي يروى أن السيد اسود وجهه عند موته فقال الشعر الذي يروى له في ذلك حدثني أبو الحسن بن أيوب المروزي قال روي أن السيد بن محمد الشاعر اسود وجهه عند الموت فقال هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين قال فابيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر فأنشأ يقول

أحب الذي من مات من أهل وده

إلى آخر الأبيات

6-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن عمران المرزباني عن محمد بن يحيى عن جبلة بن محمد بن جبلة عن أبيه قال اجتمع عندنا السيد بن محمد الحميري و جعفر بن عفان الطائي فقال له السيد ويك تقول في آل محمد ع 

ما بال بيتكم تخرب سقفه و ثيابكم من أرذل الأثواب

فقال جعفر ما أنكرت من ذلك فقال له السيد إذا لم تحسن المدح فاسكت أ توصف آل محمد ص بمثل هذا و لكني أعذرك هذا طبعك و علمك و منتهاك و قد قلت أمحو عنهم عار مدحك

أقسم بالله و آلائه و المرء عما قال مسئول‏إن علي بن أبي طالب على التقى و البر مجبول‏و إنه كان الإمام الذي له على الأمة تفضيل‏يقول بالحق و يعني به و لا تلهيه الأباطيل‏كان إذا الحرب مرتها القنا و أحجمت عنها البهاليل‏يمشي إلى القرن و في كفه أبيض ماضي الحد مصقول‏مشي العفرنى بين أشباله أبرزه للقنص الغيل‏ذاك الذي سلم في ليلة عليه ميكال و جبريل‏ميكال في ألف و جبريل في ألف و يتلوهم سرافيل‏ليلة بدر مددا أنزلوا كأنهم طير أبابيل‏فسلموا لما أتوا حذوه و ذاك إعظام و تبجيل

كذا يقال فيه يا جعفر و شعرك يقال مثله لأهل الخصاصة و الضعف فقبل جعفر رأسه و قال أنت و الله الرأس يا أبا هاشم و نحن الأذناب

  إيضاح قال الفيروزآبادي البهلول كسرسور الضحاك و السيد الجامع لكل خير و أسد عفرنى شديد و الأشبال جميع الشبل و هو ولد الأسد و قال القنص محركة ابنا معد بن عدنان و إبل أو بقر غيل بضمتين كثيرة أو سمان

7-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن المرزباني قال وجدت بخط محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني الحمدوني الشاعر قال سمعت الرياشي ينشد للسيد بن محمد الحميري

إن امرأ خصمه أبو حسن لعازب الرأي داحض الحجج‏لا يقبل الله منه معذرة و لا يلقنه حجة الفلج

  -8  ك، ]إكمال الدين[ ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن محمد بن إسماعيل عن حيان السراج قال سمعت السيد بن محمد الحميري يقول كنت أقول بالغلو و أعتقد غيبة محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه قد ضللت في ذلك زمانا فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد ع و أنقذني به من النار و هداني إلى سواء الصراط فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي و على جميع أهل زمانه و أنه الإمام الذي فرض الله طاعته و أوجب الاقتداء به فقلت له يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك ع في الغيبة و صحة كونها فأخبرني بمن يقع فقال ع ستقع بالسادس من ولدي و هو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله ص أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و آخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض و صاحب الزمان و الله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما قال السيد فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه و قلت قصيدة أولها

فلما رأيت الناس في الدين قد غووا تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرواتجعفرت باسم الله و الله أكبر و أيقنت أن الله يعفو و يغفرو دنت بدين غير ما كنت دينا به و نهاني واحد الناس جعفرفقلت فهبني قد تهودت برهة و إلا فديني دين من يتنصرو إني إلى الرحمن من ذاك تائب و إني قد أسلمت و الله أكبرفلست بغال ما حييت و راجع إلى ما عليه كنت أخفي و أظهرو لا قائلا حي برضوى محمد و إن عاب جهال مقالي فأكثرواو لكنه ممن مضى لسبيله على أفضل الحالات يقفى و يخبرمع الطيبين الطاهرين الأولى لهم من المصطفى فرع زكي و عنصر

إلى آخر القصيدة و قلت بعد ذلك 

أيا راكبا نحو المدينة حسرة عذافرة يطوى بها كل سبسب‏إذا ما هداك الله عاينت جعفرا فقل لولي الله و ابن المهذب‏ألا يا أمين الله و ابن أمينه أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي‏إليك من الأمر الذي كنت مبطنا أحارب فيه جاهدا كل معرب‏و ما كان قولي في ابن خولة مطنبا معاندة مني لنسل المطيب‏و لكن روينا عن وصي محمد و ما كان فيما قال بالمتكذب‏بأن ولي الله يفقد لا يرى سنين كفعل الخائف المترقب‏فتقسم أموال الفقيد كأنما تغيبه بين الصفيح المنصب‏فيمكث حينا ثم ينبع نبعة كنبعة جدي من الأفق كوكب‏يسير بنصر الله من بيت ربه على سؤدد منه و أمر مسبب‏يسير إلى أعدائه بلوائه فيقتلهم قتلا كجران مغضب‏فلما روي أن ابن خولة غائب صرفنا إليه قولنا لم نكذب‏و قلنا هو المهدي و العالم الذي يعيش به من عدله كل مجدب‏فإذ قلت لا فالحق قولك و الذي أمرت فحتم غير ما متعصب‏و أشهد ربي أن قولك حجة على الناس طرا من مطيع و مذنب‏بأن ولي الأمر و العالم الذي تطلع نفسي نحوه بتطرب‏له غيبة لا بد من أن يغيبها فصلى عليه الله من متغيب‏فيمكث حينا ثم يظهر حينه فيملأ عدلا كل شرق و مغرب‏بذاك أدين الله سرا و جهرة و لست و إن عوتبت فيه بمعتب

 و كان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية

  -9  شا، ]الإرشاد[ و فيه يقول السيد الحميري و قد رجع عن قوله بمذهب الكيسانية لما بلغه إنكار أبي عبد الله ع مقاله و دعاؤه إلى القول بنظام الإمامة ثم ذكر الأبيات مع اختصار

 بيان العذافرة العظيمة الشديدة من الإبل و السبسب المفازة أو الأرض المستوية البعيدة و قال الفيروزآبادي الصفيح السماء و وجه كل شي‏ء عريض و هنا يحتمل الوجهين و على الثاني يكون المراد الحجر الذي يفرش على القبر و اللبن التي تنضد على اللحد و يقال جرن جرونا تعود الأمر و مرن و ما في قوله غير ما متعصب زائدة و قوله طرا أي جميعا

10-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن الباقر عليه السلام دعا للكميت لما أراد أعداء آل محمد أخذه و إهلاكه و كان متواريا فخرج في ظلمة الليل هاربا و قد أقعدوا على كل طريق جماعة ليأخذوه إذا ما خرج في خفية فلما وصل الكميت إلى الفضاء و أراد أن يسلك طريقا فجاء أسد منعه من أن يسري منها فسلك جانبا آخر فمنعه منه أيضا و كأنه أشار إلى الكميت أن يسلك خلفه و مضى الأسد في جانب الكميت إلى أن أمن و تخلص من الأعداء و كذلك كان حال السيد الحميري دعا له الصادق ع لما هرب عن أبويه و قد حرشا السلطان عليه لنصبهما فدله سبع على طريق و نجا منهما

11-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ داود الرقي بلغ السيد الحميري أنه ذكر عند الصادق ع فقال السيد كافر فأتاه و قال يا سيدي أنا كافر مع شدة حبي لكم و معاداتي الناس فيكم قال و ما ينفعك ذاك و أنت كافر بحجة الدهر و الزمان ثم أخذ بيده و أدخله بيتا فإذا في البيت قبر فصلى ركعتين ثم ضرب بيده على القبر فصار القبر قطعا فخرج شخص من قبره ينفض التراب عن رأسه و لحيته فقال له الصادق ع من أنت قال أنا محمد بن علي المسمى بابن الحنفية فقال فمن أنا قال جعفر بن محمد حجة الدهر و الزمان فخرج السيد يقول

تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرا

12-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عثمان بن عمر الكواء في خبر أن السيد قال له اخرج إلى باب الدار تصادف غلاما نوبيا على بغلة شهباء معه حنوط و كفن يدفعها إليك قال فخرجت فإذا بالغلام الموصوف فلما رآني قال يا عثمان إن سيدي جعفر بن محمد يقول لك ما آن أن ترجع عن كفرك و ضلالك فإن الله عز و جل اطلع عليك فرآك للسيد خادما فانتجبك فخذ في جهازه

13-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الأغاني قال عباد بن صهيب كنت عند جعفر بن محمد فأتاه نعي السيد فدعا له و ترحم عليه فقال له رجل يا ابن رسول الله و هو يشرب الخمر و يؤمن بالرجعة فقال ع حدثني أبي عن جدي أن محبي آل محمد لا يموتون إلا تائبين و قد تاب و رفع مصلى كان تحته فأخرج كتابا من السيد يعرفه أنه قد تاب و يسأله الدعاء و في أخبار السيد أنه ناظر معه مؤمن الطاق في ابن الحنفية فغلبه عليه فقال

تركت ابن خولة لا عن قلى و إني لكالكلف الوامق‏و إني له حافظ في المغيب أدين بما دان في الصادق‏هو الحبر حبر بني هاشم و نور من الملك الرازق‏به ينعش الله جمع العباد و يجري البلاغة في الناطق‏أتاني برهانه معلنا فدنت و لم أك كالمائق‏كمن صد بعد بيان الهدى إلى حبتر و أبي حامق

فقال الطاقي أحسنت الآن أتيت رشدك و بلغت أشدك و تبوأت من الخير موضعا و من الجنة مقعدا

 بيان يقال كلفت بهذا الأمر أي أولعت به و الوامق المحب و الموق حمق في غباوة يقال أحمق وامق و الحبتر و أبو حامق كناية عن ]الأول و الثاني[ أو كلاهما عن الأول و قد مر أن حبتر كثيرا ما يعبر به عن ]الأول[

14-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و أنشد فيه

أمدح أبا عبد الإله فتى البرية في احتماله‏سبط النبي محمد حبل تفرع من حباله‏تغشى العيون الناظرات إذا سمون إلى جلاله‏عذب الموارد بحره يروي الخلائق من سجاله‏بحر أطل على البحور يمدهن ندى بلاله‏سقت العباد يمينه و سقى البلاد ندى شماله‏يحكي السحاب يمينه و الودق يخرج من خلاله‏الأرض ميراث له و الناس طرا في عياله‏يا حجة الله الجليل و عينه و زعيم آله

 و ابن الوصي المصطفى و شبيه أحمد في كماله‏أنت ابن بنت محمد حذوا خلفت على مثاله‏فضياء نورك نوره و ظلال روحك من ظلاله‏فيك الخلاص من الردى و بك الهداية من ضلاله‏أثني و لست ببالغ عشر الفريدة من خصاله

15-  كش، ]رجال الكشي[ طاهر بن عيسى عن جعفر بن أحمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب قال أنشد الكميت أبا عبد الله شعره

أخلص الله في هواي فما أغرق نزعا و ما تطيش سهامي

فقال أبو عبد الله ع لا تقل هكذا و لكن قل

... قد أغرق نزعا و ما تطيش سهامي

  -16  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن محمد بن الوليد مثله

17-  كش، ]رجال الكشي[ نصر بن صباح عن إسحاق بن محمد البصري عن محمد بن جمهور العمي عن موسى بن بشار الوشاء عن داود بن النعمان قال دخلت الكميت فأنشده و ذكر نحوه ثم قال في آخره إن الله عز و جل يحب معالي الأمور و يكره سفسافها فقال الكميت يا سيدي أسألك عن مسألة و كان متكئا فاستوى جالسا و كسر في صدره وسادة ثم قال سل فقال أسألك عن الرجلين فقال يا كميت ابن زيد ما أهريق في الإسلام محجمة من دم و لا اكتسب مال من غير حله و لا نكح فرج حرام إلا و ذلك في أعناقهما إلى يوم القيامة حتى يقوم قائمنا و نحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا و صغارنا بسبهما و البراءة منهما

 بيان قال الجوهري السفساف الردي‏ء من كل شي‏ء و الأمر الحقير و في الحديث أن الله يحب معالي الأمور و يكره سفسافها

18-  كش، ]رجال الكشي[ نصر بن صباح عن إسحاق بن محمد البصري عن جعفر بن محمد الفضيل عن محمد بن علي الهمداني عن درست بن أبي منصور قال كنت عند أبي الحسن موسى ع و عنده الكميت بن زيد فقال للكميت أنت الذي تقول

فالآن صرت إلى أمية و الأمور إلى مصائر

قال قد قلت ذلك فو الله ما رجعت عن إيماني و إني لكم لموال و لعدوكم لقال و لكني قلته على التقية قال أما لأن قلت ذلك إن التقية تجوز في شرب الخمر

19-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن الحسن عن العباس بن عامر القصباني و جعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان عن عقبة بن بشير الأسدي عن كميت بن زيد الأسدي قال دخلت على أبي جعفر ع فقال و الله يا كميت لو أن عندنا مالا لأعطيناك منه و لكن لك ما قال رسول الله ص لحسان لا يزال معك روح القدس ما ذببت عنا

20-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى عن حنان عن عبيد بن زرارة عن أبيه قال دخل الكميت بن زيد على أبي جعفر ع و أنا عنده فأنشده من لقلب متيم مستهام فلما فرغ منها قال للكميت لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا

21-  كش، ]رجال الكشي[ علي بن محمد بن قتيبة عن أبي محمد الفضل بن شاذان عن أبي المسيح عبد الله بن مروان الجواني قال كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين و كان رواية لشعر الكميت يعني الهاشميات و كان سمع ذلك منه و كان عالما بها فتركه خمسا و عشرين سنة لا يستحل روايته و إنشاده ثم عاد فيه فقيل له أ لم تكن زهدت فيها و تركتها فقال نعم و لكني رأيت رؤيا دعتني إلى العود فيه فقيل له و ما رأيت قال رأيت كان القيامة قد قامت و كأنما أنا في المحشر فدفعت إلي مجلة قال أبو محمد فقلت لأبي المسيح و ما المجلة قال الصحيفة قال نشرتها فإذا فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أسماء من يدخل الجنة من محبي علي بن أبي طالب ع قال فنظرت في السطر الأول فإذا أسماء قوم لم أعرفهم و نظرت في السطر الثاني فإذا هو كذلك و نظرت في السطر الثالث و الرابع فإذا فيه و الكميت بن زيد الأسدي قال فذلك دعاني إلى العود فيه

22-  كش، ]رجال الكشي[ نصر بن الصباح عن إسحاق بن محمد البصري عن علي بن إسماعيل عن فضيل الرسان قال دخلت على أبي عبد الله ع بعد ما قتل زيد بن علي فأدخلت بيتا جوف بيت فقال لي يا فضيل قتل عمي زيد قلت جعلت فداك قال رحمه الله أ ما إنه كان مؤمنا و كان عارفا و كان عالما و كان صدوقا أ ما إنه لو ظفر لوفى أ ما إنه لو ملك لعرف كيف يضعها قلت يا سيدي أ لا أنشدك شعرا قال أمهل ثم أمر بستور فسدلت و بأبواب ففتحت ثم قال أنشد فأنشدته

لأم عمرو باللوى مربع طامسة أعلامه بلقع‏لما وقفت العيس في رسمه و العين من عرفانه تدمع‏ذكرت من قد كنت أهوى به فبت و القلب شجا موجع‏عجبت من قوم أتوا أحمدا بخطة ليس لها مدفع‏قالوا له لو شئت أخبرتنا إلى من الغاية و المفزع‏إذا توليت و فارقتنا و منهم في الملك من يطمع‏فقال لو أخبرتكم مفزعا ما ذا عسيتم فيه أن تصنعواصنيع أهل العجل إذ فارقوا هارون فالترك له أودع

 فالناس يوم البعث راياتهم خمس فمنها هالك أربع‏قائدها العجل و فرعونها و سامري الأمة المفظع‏و مجدع من دينه مارق أجدع عبد لكع أوكع‏و راية قائدها وجهه كأنه الشمس إذا تطلع

قال سمعت نحيبا من وراء الستر و قال من قال هذا الشعر قلت السيد بن محمد الحميري فقال رحمه الله فقلت إني رأيته يشرب النبيذ فقال رحمه الله قلت إني رأيته يشرب النبيذ الرستاق قال تعني الخمر قلت نعم قال رحمه الله و ما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي ع

 توضيح أم عمرو يعبر به عن مطلق الحبيبة و اللوى كإلى ما التوى من الرمل أو مسترقه و المربع منزل القوم في الربيع و الطموس الدروس و الانمحاء و البلقع الأرض القفر الذي لا شي‏ء بها و العيس مفعول لقوله وقفت و هو بالكسر الإبل البيض يخالط بياضها شي‏ء من الشقرة و الشجو الهم و الحزن قوله فالترك له أودع أي إن كنت تصنعون مثل صنيعهم فالترك لهذا السؤال أودع لكم من الدعة بمعنى الراحة و الخفض. و قوله و سامري الأمة إشارة إلى عثمان أو إلى عمر إما بأن يكون عطف تفسير لقوله فرعونها أو بأن يكون فرعونها إشارة إلى عثمان و على الأول يكون المجدع عبارة عن عثمان و الأجدع إلى معاوية لكن الأظهر أن تمام البيت وصف لمعاوية. و قال الفيروزآبادي الجدع قطع الأنف أو الأذن أو اليد أو الشفة فهو أجدع و الأجدع الشيطان و حمار مجدع كمعظم مقطوع الأذنين و جادع مجادعة و جداعا شاتم و خاصم كتجادع و قال اللكع كصرد اللئيم و العبد و الأحمق و قال وكع ككرم لؤم و صلب و اشتد و فلان وكيع لكيع و وكوع لكوع لئيم

23-  كش، ]رجال الكشي[ نصر بن الصباح عن ابن عيسى عن ابن أبي نجران عن ابن بكير عن محمد بن النعمان قال دخلت على السيد بن محمد و هو لما به قد اسود وجهه و زرق عيناه و عطش كبده و هو يومئذ يقول بمحمد بن الحنفية و هو من حشمه و كان ممن يشرب المسكر فجئت و كان قد قدم أبو عبد الله ع الكوفة لأنه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور فدخلت على أبي عبد الله ع فقلت جعلت فداك إني فارقت السيد بن محمد الحميري لما به قد اسود وجهه و ازرقت عيناه و عطش كبده و سلب الكلام فإنه كان يشرب المسكر فقال أبو عبد الله ع أسرجوا حماري فأسرج له و ركب و مضى و مضيت معه حتى دخلنا على السيد و إن جماعة محدقون به فقعد أبو عبد الله ع عند رأسه و قال يا سيد ففتح عينه ينظر إلى أبي عبد الله ع و لا يمكنه الكلام و قد اسود فجعل يبكي و عينه إلى أبي عبد الله ع و لا يمكنه الكلام و إنا لنتبين منه أنه يريد الكلام و لا يمكنه فرأينا أبا عبد الله ع حرك شفتيه فنطق السيد فقال جعلني الله فداك أ بأوليائك يفعل هذا فقال أبو عبد الله ع يا سيد قل بالحق يكشف الله ما بك و يرحمك و يدخلك جنته التي وعد أولياءه فقال في ذلك

تجعفرت بسم الله و الله أكبر

فلم يبرح أبو عبد الله ع حتى قعد السيد على استه

 و روي أن أبا عبد الله ع لقي السيد بن محمد الحميري قال سمتك أمك سيدا و وفقت في ذلك و أنت سيد الشعراء ثم أنشد السيد في ذلك

و لقد عجبت لقائل لي مرة علامة فهم من الفقهاءسماك قومك سيدا صدقوا به أنت الموفق سيد الشعراء

 ما أنت حين تخص آل محمد بالمدح منك و شاعر بسواءمدح الملوك ذوي الغنى لعطائهم و المدح منك لهم بغير عطاءفابشر فإنك فائز في حبهم لو قد وردت عليهم بجزاءما يعدل الدنيا جميعا كلها من حوض أحمد شربة من ماء

 أقول وجدت في بعض تأليفات أصحابنا أنه روى بإسناده عن سهل بن ذبيان قال دخلت على الإمام علي بن موسى الرضا ع في بعض الأيام قبل أن يدخل عليه أحد من الناس فقال لي مرحبا بك يا ابن ذبيان الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا فقلت لما ذا يا ابن رسول الله فقال لمنام رأيته البارحة و قد أزعجني و أرقني فقلت خيرا يكون إن شاء الله تعالى فقال يا ابن ذبيان رأيت كأني قد نصب لي سلم فيه مائة مرقاة فصعدت إلى أعلاه فقلت يا مولاي أهنيك بطول العمر و ربما تعيش مائة سنة لكل مرقاة سنة فقال لي ع ما شاء الله كان ثم قال يا ابن ذبيان فلما صعدت إلى أعلى السلم رأيت كأني دخلت في قبة خضراء يرى ظاهرها من باطنها و رأيت جدي رسول الله ص جالسا فيها و إلى يمينه و شماله غلامان حسنان يشرق النور من وجوههما و رأيت امرأة بهية الخلقة و رأيت بين يديه شخصا بهي الخلقة جالسا عنده و رأيت رجلا واقفا بين يديه و هو يقرأ هذه القصيدة

لأم عمرو باللوى مربع

فلما رآني النبي ص قال لي مرحبا بك يا ولدي يا علي بن موسى الرضا سلم على أبيك علي فسلمت عليه ثم قال لي سلم على أمك فاطمة الزهراء فسلمت عليها فقال لي و سلم على أبويك الحسن و الحسين فسلمت عليهما ثم قال لي و سلم على شاعرنا و مادحنا في دار الدنيا السيد إسماعيل الحميري فسلمت عليه و جلست فالتفت النبي إلى السيد إسماعيل فقال له عد إلى ما كنا فيه من إنشاد القصيدة فأنشد يقول

لأم عمرو باللوى مربع طامسة أعلامه بلقع

فبكى النبي ص فلما بلغ إلى قوله

و وجهه كالشمس إذ تطلع

بكى النبي ص و فاطمة ع معه و من معه و لما بلغ إلى قوله

قالوا له لو شئت أعلمتنا إلى من الغاية و المفزع

رفع النبي ص يديه و قال إلهي أنت الشاهد علي و عليهم إني أعلمتهم أن الغاية و المفزع علي بن أبي طالب و أشار بيده إليه و هو جالس بين يديه صلوات الله عليه قال علي بن موسى الرضا ع فلما فرغ السيد إسماعيل الحميري من إنشاء القصيدة التفت النبي ص إلي و قال لي يا علي بن موسى احفظ هذه القصيدة و مر شيعتنا بحفظها و أعلمهم أن من حفظها و أدمن قراءتها ضمنت له الجنة على الله تعالى قال الرضا ع و لم يزل يكررها علي حتى حفظتها منه و القصيدة هذه

لأم عمرو باللوى مربع طامسة أعلامه بلقع‏تروح عنه الطير وحشية و الأسد من خيفته تفزع‏برسم دار ما بها مونس إلا صلال في الثرى وقع

 رقش يخاف الموت نفثاتها و السم في أنيابها منقع‏لما وقفن العيس في رسمها و العين من عرفانه تدمع‏ذكرت من قد كنت ألهو به فبت و القلب شجا موجع‏كأن بالنار لما شفني من حب أروى كبدي تلذع‏عجبت من قوم أتوا أحمدا بخطة ليس لها موضع‏قالوا له لو شئت أعلمتنا إلى من الغاية و المفزع‏إذا توفيت و فارقتنا و فيهم في الملك من يطمع‏فقال لو أعلمتكم مفزعا كنتم عسيتم فيه أن تصنعواصنيع أهل العجل إذ فارقوا هارون فالترك له أودع‏و في الذي قال بيان لمن كان إذا يعقل أو يسمع‏ثم أتته بعد ذا عزمة من ربه ليس لها مدفع‏أبلغ و إلا لم تكن مبلغا و الله منهم عاصم يمنع‏فعندها قام النبي الذي كان بما يأمره يصدع‏يخطب مأمورا و في كفه كف علي ظاهرا تلمع‏رافعها أكرم بكف الذي يرفع و الكف الذي يرفع‏يقول و الأملاك من حوله و الله فيهم شاهد يسمع‏من كنت مولاه فهذا له مولى فلم يرضوا و لم يقنعوافاتهموه و حنت منهم على خلاف الصادق الأضلع‏و ضل قوم غاظهم فعله كأنما آنافهم تجدع‏حتى إذا واروه في قبره و انصرفوا عن دفنه ضيعواما قال بالأمس و أوصى به و اشتروا الضر بما ينفع‏و قطعوا أرحامه بعده فسوف يجزون بما قطعواو أزمعوا غدرا بمولاهم تبا لما كان به أزمعوالا هم عليه يردوا حوضه غدا و لا هو فيهم يشفع

 حوض له ما بين صنعا إلى أيلة و العرض به أوسع‏ينصب فيه علم للهدى و الحوض من ماء له مترع‏يفيض من رحمته كوثر أبيض كالفضة أو أنصع‏حصاه ياقوت و مرجانة و لؤلؤ لم تجنه إصبع‏بطحاؤه مسك و حافاته يهتز منها مونق مربع‏أخضر ما دون الورى ناضر و فاقع أصفر أو أنصع‏فيه أباريق و قد حانه يذب عنها الرجل الأصلع‏يذب عنها ابن أبي طالب ذبا كجربا إبل شرع‏و العطر و الريحان أنواعه زاك و قد هبت به زعزع‏ريح من الجنة مأمورة ذا هبة ليس لها مرجع‏إذا دنوا منه لكي يشربوا قيل لهم تبا لكم فارجعوادونكم فالتمسوا منهلا يرويكم أو مطعما يشبع‏هذا لمن والى بني أحمد و لم يكن غيرهم يتبع‏فالفوز للشارب من حوضه و الويل و الذل لمن يمنع‏و الناس يوم الحشر راياتهم خمس فمنها هالك أربع‏فراية العجل و فرعونها و سامري الأمة المشنع‏و راية يقدمها أدلم عبد لئيم لكع أكوع‏و راية يقدمها حبتر للزور و البهتان قد أبدعواو راية يقدمها نعثل لا برد الله له مضجع‏أربعة في سقر أودعوا ليس لها من قعرها مطلع‏و راية يقدمها حيدر و وجهه كالشمس إذ تطلع

 غدا يلاقي المصطفى حيدر و راية الحمد له ترفع‏مولى له الجنة مأمورة و النار من إجلاله تفزع‏إمام صدق و له شيعة يرووا من الحوض و لم يمنعوابذاك جاء الوحي من ربنا يا شيعة الحق فلا تجزعواالحميري مادحكم لم يزل و لو يقطع إصبع إصبع‏و بعدها صلوا على المصطفى و صنوه حيدرة الأصلع

24-  كتاب مقتضب الأثر، لابن عياش عن عبد الله بن محمد المسعودي عن الحسن بن محمد الوهبي عن علي بن قادم عن عيسى بن دأب قال لما حمل أبو عبد الله جعفر بن محمد ع على سريره و أخرج إلى البقيع ليدفع قال أبو هريرة 

أقول و قد راحوا به يحملونه على كاهل من حامليه و عاتق‏أ تدرون ما ذا تحملون إلى الثرى ثبيرا ثوى من رأس علياء شاهق‏غداة حثا الحاثون فوق ضريحه ترابا و أولى كان فوق المفارق‏أيا صادق بن الصادقين ألية بآبائك الأطهار حلفة صادق‏لحقا بكم ذو العرش أقسم في الورى فقال تعالى الله رب المشارق‏نجوم هي اثنتا عشرة كن سبقا إلى الله في علم من الله سابق