باب 11- ثواب البكاء على مصيبته و مصائب سائر الأئمة ع و فيه أدب المأتم يوم عاشوراء

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن أحمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال قال الرضا ع من تذكر مصابنا و بكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة و من ذكر بمصابنا فبكى و أبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون و من جلس مجلسا يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب

2-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ القطان و النقاش و الطالقاني جميعا عن أحمد الهمداني عن ابن فضال عن أبيه قال قال الرضا ع من تذكر مصابنا فبكى و أبكى لم تبك إلى آخر الخبر

3-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله ع قال من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر

4-  جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن البرقي عن سليمان بن مسلم الكندي عن ابن غزوان عن عيسى بن أبي منصور عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال نفس المهموم لظلمنا تسبيح و همه لنا عبادة و كتمان سرنا جهاد في سبيل الله ثم قال أبو عبد الله يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب

  -5  مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن محمد البرقي عن أبان الأحمر عن محمد بن الحسين الخزاز عن ابن خارجة عن أبي عبد الله ع قال كنا عنده فذكرنا الحسين بن علي ع و على قاتله لعنة الله فبكى أبو عبد الله ع و بكينا قال ثم رفع رأسه فقال قال الحسين بن علي ع أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى و ذكر الحديث

6-  مل، ]كامل الزيارات[ السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن ابن مسكان عن ابن خارجة عن أبي عبد الله ع قال قال الحسين بن علي أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا و حقيق على الله أن لا يأتيني مكروب قط إلا رده الله أو أقلبه إلى أهله مسرورا

 مل، ]كامل الزيارات[ حكيم بن داود عن سلمة عن محمد بن عمرو عن ابن خارجة مثله بيان قوله أنا قتيل العبرة أي قتيل منسوب إلى العبرة و البكاء و سبب لها أو أقتل مع العبرة و الحزن و شدة الحال و الأول أظهر

7-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن أحمد بن عبد الحميد عن محمد بن عمرو بن عتبة عن الحسين الأشقر عن محمد بن أبي عمارة الكوفي قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول من دمعت عينه فينا دمعة لدم سفك لنا أو حق لنا نقصناه أو عرض انتهك لنا أو لأحد من شيعتنا بوأه الله تعالى بها في الجنة حقبا

 جا، ]المجالس للمفيد[ الجعابي مثله

8-  جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أبي عمرو عثمان الدقاق عن جعفر بن محمد بن مالك عن أحمد بن يحيى الأودي عن مخول بن إبراهيم عن الربيع بن المنذر عن أبيه عن الحسين بن علي ع قال ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا قال أحمد بن يحيى الأودي فرأيت الحسين بن علي ع في المنام فقلت حدثني مخول بن إبراهيم عن الربيع بن المنذر عن أبيه عنك أنك قلت ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا قال نعم قلت سقط الإسناد بيني و بينك

 بيان الحقب كناية عن الدوام قال الفيروزآبادي الحقبة بالكسر من الدهر مدة لا وقت لها و السنة و الجمع كعنب و حبوب و الحقب بالضم و بضمتين ثمانون سنة أو أكثر و الدهر و السنة و السنون و الجمع أحقاب و أحقب

9-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبي محمد الأنصاري عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال كل الجزع و البكاء مكروه سوى الجزع و البكاء على الحسين ع

10-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي و علي بن الحسين و ابن الوليد جميعا عن سعد عن ابن عيسى عن سعيد بن جناح عن أبي يحيى الحذاء عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال نظر أمير المؤمنين إلى الحسين ع فقال يا عبرة كل مؤمن فقال أنا يا أبتاه فقال نعم يا بني

11-  مل، ]كامل الزيارات[ جماعة مشايخي عن محمد العطار عن الحسين بن عبيد الله عن ابن أبي عثمان عن الحسن بن علي بن عبد الله عن أبي عمارة المنشد قال ما ذكر الحسين بن علي عند أبي عبد الله في يوم قط فرئي أبو عبد الله ع متبسما في ذلك اليوم إلى الليل و كان أبو عبد الله ع يقول الحسين عبرة كل مؤمن

 مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر عن ابن أبي الخطاب عن الحسن بن علي عن ابن أبي عمير عن علي بن المغيرة عن أبي عمارة مثله إلى قوله في ذلك اليوم و الليل

12-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن الخشاب عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع قال قال الحسين ع أنا قتيل العبرة

  -13  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسين بن محمد النحوي عن أحمد بن مازن عن القاسم بن سليمان عن بكر بن هشام عن إسماعيل بن مهران عن الأصم عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله يقول إن الحسين بن علي عند ربه عز و جل ينظر إلى معسكره و من حله من الشهداء معه و ينظر إلى زواره و هو أعرف بهم و بأسمائهم و أسماء آبائهم و بدرجاتهم و منزلتهم عند الله عز و جل من أحدكم بولده و إنه ليرى من يبكيه فيستغفر له و يسأل آباءه ع أن يستغفروا له و يقول لو يعلم زائري ما أعد الله له لكان فرحه أكثر من جزعه و إن زائره لينقلب و ما عليه من ذنب

13-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن العلا عن محمد عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع يقول أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا و أيما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى يسيل على خده لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله مبوأ صدق في الجنة و أيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى و آمنه يوم القيامة من سخطه و النار

 مل، ]كامل الزيارات[ الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن ابن محبوب مثله ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن الحميري عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن محبوب مثله

 أقول روى السيد بن طاوس هذا الخبر مرسلا و فيه مكان دمعت أولا ذرفت و فيه أيما مؤمن مسه أذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى و آمنه يوم القيامة من سخط النار.

 بيان المضاضة بالفتح وجع المصيبة و ذرفت عينه سال دمعها

14-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن سعد عن الأزدي عن أبي عبد الله ع قال قال لفضيل تجلسون و تحدثون قال نعم جعلت فداك قال إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه و لو كانت أكثر من زبد البحر

15-  لي، ]الأمالي للصدوق[ العطار عن أبيه عن الأشعري عن اللؤلؤي عن ابن أبي عثمان عن علي بن المغيرة عن أبي عمارة المنشد عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا أبا عمارة أنشدني في الحسين بن علي قال فأنشدته فبكى ثم أنشدته فبكى قال فو الله ما زلت أنشده و يبكي حتى سمعت البكاء من الدار قال فقال يا با عمارة من أنشد في الحسين بن علي شعرا فأبكى خمسين فله الجنة و من أنشد في الحسين شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة و من أنشد في الحسين شعرا فأبكى عشرين فله الجنة و من أنشد في الحسين شعرا فأبكى عشرة فله الجنة و من أنشد في الحسين شعرا فأبكى واحدا فله الجنة و من أنشد في الحسين شعرا فبكى فله الجنة و من أنشد في الحسين شعرا فتباكى فله الجنة

 ثو، ]ثواب الأعمال[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري مثله مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عثمان مثله

16-  كش، ]رجال الكشي[ نصر بن الصباح عن ابن عيسى عن يحيى بن عمران عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال كنا عند أبي عبد الله و نحن جماعة من الكوفيين فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله ع فقربه و أدناه ثم قال يا جعفر قال لبيك جعلني الله فداك قال بلغني أنك تقول الشعر في الحسين و تجيد فقال له نعم جعلني الله فداك قال قل فأنشده صلى الله عليه فبكى و من حوله حتى صارت الدموع على وجهه و لحيته ثم قال يا جعفر و الله لقد شهدت ملائكة الله المقربون هاهنا يسمعون قولك في الحسين ع و لقد بكوا كما بكينا و أكثر و لقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها و غفر الله لك فقال يا جعفر أ لا أزيدك قال نعم يا سيدي قال ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكى و أبكى به إلا أوجب الله له الجنة و غفر له

17-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن إبراهيم بن أبي محمود قال قال الرضا ع إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلت فيه دماؤنا و هتكت فيه حرمتنا و سبي فيه ذرارينا و نساؤنا و أضرمت النيران في مضاربنا و انتهب ما فيها من ثقلنا و لم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا أن يوم الحسين أقرح جفوننا و أسبل دموعنا و أذل عزيزنا بأرض كرب و بلاء أورثتنا الكرب و البلاء إلى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام ثم قال ع كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا و كانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه و بكائه و يقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين صلى الله عليه

18-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن أحمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الرضا ع قال من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا و الآخرة و من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته و حزنه و بكائه جعل الله عز و جل يوم القيامة يوم فرحه و سروره و قرت بنا في الجنان عينه و من سمى يوم عاشوراء يوم بركة و ادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر و حشر يوم القيامة مع يزيد و عبيد الله بن زياد و عمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار

19-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي عن أبي بصير عن الصادق عن آبائه ع قال قال أبو عبد الله الحسين بن علي ع أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر

 مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين مثله مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن الخشاب عن إسماعيل بن مهران عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير مثله

20-  مل، ]كامل الزيارات[ حكيم بن داود عن سلمة عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمد عن فضيل عن أبي عبد الله ع قال من ذكرنا عنده ففاضت عيناه و لو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر

 مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن عبد الله عن أبيه عن البرقي عن أبيه عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله ع مثله

21-  مل، ]كامل الزيارات[ حكيم بن داود عن سلمة عن الحسن بن علي عن العلا عن محمد عن أبي جعفر ع قال أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا

22-  مل، ]كامل الزيارات[ حكيم بن داود عن سلمة عن علي بن سيف عن بكر بن محمد عن فضيل بن فضالة عن أبي عبد الله ع قال من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار

23-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن علي عن أبيه عن الريان بن شبيب قال دخلت على الرضا ع في أول يوم من المحرم فقال لي يا ابن شبيب أ صائم أنت فقلت لا فقال إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربه عز و جل فقال رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ فاستجاب الله له و أمر الملائكة فنادت زكريا وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز و جل استجاب الله له كما استجاب لزكريا ع ثم قال يا ابن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم و القتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها و لا حرمة نبيها لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته و سبوا نساءه و انتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبدا يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشي‏ء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب ع فإنه ذبح كما يذبح الكبش و قتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيهون و لقد بكت السماوات السبع و الأرضون لقتله و لقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره و شعارهم يا لثارات الحسين يا ابن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده أنه لما قتل جدي الحسين أمطرت السماء دما و ترابا أحمر يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا يا ابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز و جل و لا ذنب عليك فزر الحسين ع يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي ص فالعن قتلة الحسين يا ابن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا و افرح لفرحنا و عليك بولايتنا فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة

24-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن حسان عن ابن أبي شعبة عن عبد الله بن غالب قال دخلت على أبي عبد الله ع فأنشدته مرثية الحسين بن علي ع فلما انتهيت إلى هذا الموضع

لبلية تسقوا حسينا بمسقاة الثرى غير التراب

صاحت باكية من وراء الستر يا أبتاه

  -25  مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال لي أنشدني فأنشدته فقال لا كما تنشدون و كما ترثيه عند قبره فأنشدته

امرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكية

قال فلما بكى أمسكت أنا فقال مر فمررت قال ثم قال زدني زدني قال فأنشدته

يا مريم قومي و اندبي مولاك و على الحسين فأسعدي ببكاك

قال فبكى و تهايج النساء قال فلما أن سكتن قال لي يا با هارون من أنشد في الحسين فأبكى عشرة فله الجنة ثم جعل ينتقص واحدا واحدا حتى بلغ الواحد فقال من أنشد في الحسين فأبكى واحدا فله الجنة ثم قال من ذكره فبكى فله الجنة

 و روي عن أبي عبد الله ع قال لكل سر ثواب إلا الدمعة فينا

 بيان لعل المعنى أن أسرار كل مصيبة و الصبر عليها موجب للثواب إلا البكاء عليهم و يحتمل أن يكون تصحيف شي‏ء أي لكل شي‏ء من الطاعة ثواب مقدر إلا الدمعة فيهم فإنه لا تقدير لثوابها

26-  ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع إن الله تبارك و تعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا و اختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا أولئك منا و إلينا

27-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن الفزاري عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن زياد عن أبي الجارود عن ابن جبير عن ابن عباس قال قال علي لرسول الله ص يا رسول الله إنك لتحب عقيلا قال إي و الله إني لأحبه حبين حبا له و حبا لحب أبي طالب له و إن ولده لمقتول في محبة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين و تصلي عليه الملائكة المقربون ثم بكى رسول الله حتى جرت دموعه على صدره ثم قال إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي

 قال ابن طاوس روي عن آل الرسول ع أنهم قالوا من بكى و أبكى فينا مائة فله الجنة و من بكى و أبكى خمسين فله الجنة و من بكى و أبكى ثلاثين فله الجنة و من بكى و أبكى عشرين فله الجنة و من بكى و أبكى عشرة فله الجنة و من بكى و أبكى واحدا فله الجنة و من تباكى فله الجنة

28-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف قال قال لي أبو عبد الله ع يا با هارون أنشدني في الحسين ع قال فأنشدته قال فقال لي أنشدني كما تنشدون يعني بالرقة قال فأنشدته شعر

امرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكية

قال فبكى ثم قال زدني فأنشدته القصيدة الأخرى قال فبكى و سمعت البكاء من خلف الستر قال فلما فرغت قال يا با هارون من أنشد في الحسين شعرا فبكى و أبكى عشرة كتبت لهم الجنة و من أنشد في الحسين شعرا فبكى و أبكى خمسة كتبت لهم الجنة و من أنشد في الحسين شعرا فبكى و أبكى واحدا كتبت لهما الجنة و من ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدمع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز و جل و لم يرض له بدون الجنة

 مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر عن ابن أبي الخطاب مثله بيان الرقة بالفتح بلدة على الفرات واسطة ديار ربيعة و آخر غربي بغداد و قرية أسفل منها بفرسخ ذكره الفيروزآبادي

29-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي عبد الله ع قال من أنشد في الحسين بيتا من شعر فبكى و أبكى عشرة فله و لهم الجنة و من أنشد في الحسين بيتا فبكى و أبكى تسعة فله و لهم الجنة فلم يزل حتى قال و من أنشد في الحسين بيتا فبكى و أظنه قال أو تباكى فله الجنة

 مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل مثله مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن أحمد بن الحسين العسكري عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن محمد بن سنان عن محمد بن إسماعيل مثله

30-  سن، ]المحاسن[ ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمد عن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال من ذكرنا عنده ففاضت عيناه و لو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه و لو كان مثل زبد البحر

31-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد الحميري عن أبيه عن علي بن محمد بن سالم عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد عن عبد الله الأصم عن مسمع كردين قال قال لي أبو عبد الله يا مسمع أنت من أهل العراق أ ما تأتي قبر الحسين قلت لا أنا رجل مشهور من أهل البصرة و عندنا من يتبع هوى هذا الخليفة و أعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصاب و غيرهم و لست آمنهم أن يرفعوا علي حالي عند ولد سليمان فيمثلون علي قال لي أ فما تذكر ما صنع به قلت بلى قال فتجزع قلت إي و الله و أستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي قال رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون في أهل الجزع لنا و الذين يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يخافون لخوفنا و يأمنون إذا أمنا أما إنك سترى عند موتك و حضور آبائي لك و وصيتهم ملك الموت بك و ما يلقونك به من البشارة ما تقر به عينك قبل الموت فملك الموت أرق عليك و أشد رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها قال ثم استعبر و استعبرت معه فقال الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة و خصنا أهل البيت بالرحمة يا مسمع إن الأرض و السماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا و ما بكى لنا من الملائكة أكثر و ما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا و ما بكى أحد رحمة لنا و لما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه فإذا سال دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر و إن الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض و إن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا و لم يشق بعدها أبدا و هو في برد الكافور و ريح المسك و طعم الزنجبيل أحلى من العسل و ألين من الزبد و أصفى من الدمع و أذكى من العنبر يخرج من تسنيم و يمر بأنهار الجنان تجري على رضراض الدر و الياقوت فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء يوجد ريحه من مسيرة ألف عام قدحانه من الذهب و الفضة و ألوان الجوهر يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة يقول الشارب منه ليتني تركت هاهنا لا أبغي بهذا بدلا و لا عنه تحويلا أما إنك يا كردين ممن تروي منه و ما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر و سقيت منه من أحبنا فإن الشارب منه ليعطى من اللذة و الطعم و الشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا و إن على الكوثر أمير المؤمنين ع و في يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا فيقول الرجل منهم إني أشهد الشهادتين فيقول انطلق إلى إمامك فلان فاسأله أن يشفع لك فيقول يتبرأ مني إمامي الذي تذكره فيقول ارجع وراءك فقل للذي كنت تتولاه و تقدمه على الخلق فاسأله إذ كان عندك خير الخلق أن يشفع لك فإن خير الخلق حقيق أن لا يرد إذا شفع فيقول إني أهلك عطشا فيقول زادك الله ظمأ و زادك الله عطشا قلت جعلت فداك و كيف يقدر على الدنو من الحوض و لم يقدر عليه غيره قال ورع عن أشياء قبيحة و كف عن شتمنا إذا ذكرنا و ترك أشياء اجترأ عليها غيره و ليس ذلك لحبنا و لا لهوى منه و لكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته و تدينه و لما قد شغل به نفسه عن ذكر الناس فأما قلبه فمنافق و دينه النصب باتباع أهل النصب و ولاية الماضين و تقدمه لهما على كل أحد

 بيان الرضراض الحصا أو صغارها قوله ع و سقيت إسناد السقي إليها مجازي لسببيتها لذلك

32-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن البكاء و الجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن علي ع فإنه فيه مأجور

33-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر الرزاز عن خاله محمد بن الحسين الزيات عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف قال قال أبو عبد الله ع في حديث طويل و من ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز و جل و لم يرض له بدون الجنة

  مل، ]كامل الزيارات[ أبي و جماعة مشايخنا عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن حمزة بن علي الأشعري عن الحسن بن معاوية بن وهب عمن حدثه عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع يقول و ذكر مثله

34-  مل، ]كامل الزيارات[ حكيم بن داود بن حكيم عن سلمة عن بكار بن أحمد القسام و الحسن بن عبد الواحد عن مخول بن إبراهيم عن الربيع بن المنذر عن أبيه قال سمعت علي بن الحسين ع يقول من قطرت عيناه فينا قطرة و دمعت عيناه فينا دمعة بوأه الله بها في الجنة حقبا

35-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن بكير قال حججت مع أبي عبد الله ع في حديث طويل فقلت يا ابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن علي ع هل كان يصاب في قبره شي‏ء فقال يا ابن بكير ما أعظم مسائلك إن الحسين بن علي ع مع أبيه و أمه و أخيه في منزل رسول الله ص و معه يرزقون و يحبرون و إنه لعن يمين العرش متعلق به يقول يا رب أنجز لي ما وعدتني و إنه لينظر إلى زواره فهو أعرف بهم و بأسمائهم و أسماء آبائهم و ما في رحالهم من أحدهم بولده و إنه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له و يسأل أباه الاستغفار له و يقول أيها الباكي لو علمت ما أعد الله لك لفرحت أكثر مما حزنت و إنه ليستغفر له من كل ذنب و خطيئة

36-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن ابن أبان عن الأهوازي عن عبد الله بن المغيرة عن الأصم مثله

37-  أقول رأيت في بعض تأليفات بعض الثقات من المعاصرين روي أنه لما أخبر النبي ص ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين و ما يجري عليه من المحن بكت فاطمة بكاء شديدا و قالت يا أبة متى يكون ذلك قال في زمان خال مني و منك و من علي فاشتد بكاؤها و قالت يا أبة فمن يبكي عليه و من يلتزم بإقامة العزاء له فقال النبي يا فاطمة أن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي و رجالهم يبكون على رجال أهل بيتي و يجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء و أنا أشفع للرجال و كل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده و أدخلناه الجنة يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ بنعيم الجنة

 أقول سيأتي بعض الأخبار في ذلك في باب بكاء السماء و الأرض عليه ع

38-  و رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا أنه حكي عن السيد علي الحسيني قال كنت مجاورا في مشهد مولاي علي بن موسى الرضا ع مع جماعة من المؤمنين فلما كان اليوم العاشر من شهر عاشوراء ابتدأ رجل من أصحابنا يقرأ مقتل الحسين ع فوردت رواية عن الباقر ع أنه قال من ذرفت عيناه على مصاب الحسين و لو مثل جناح البعوضة غفر الله له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر و كان في المجلس معنا جاهل مركب يدعي العلم و لا يعرفه فقال ليس هذا بصحيح و العقل لا يعتقده و كثر البحث بيننا و افترقنا عن ذلك المجلس و هو مصر على العناد في تكذيب الحديث فنام ذلك الرجل تلك الليلة فرأى في منامه كأن القيامة قد قامت و حشر الناس في صعيد صفصف لا تَرى فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً و قد نصبت الموازين و امتد الصراط و وضع الحساب و نشرت الكتب و أسعرت النيران و زخرفت الجنان و اشتد الحر عليه و إذا هو قد عطش عطشا شديدا و بقي يطلب الماء فلا يجده فالتفت يمينا و شمالا و إذا هو بحوض عظيم الطول و العرض قال قلت في نفسي هذا هو الكوثر فإذا فيه ماء أبرد من الثلج و أحلى من العذب و إذا عند الحوض رجلان و امرأة أنوارهم تشرق على الخلائق و مع ذلك لبسهم السواد و هم باكون محزونون فقلت من هؤلاء فقيل لي هذا محمد المصطفى و هذا الإمام علي المرتضى و هذه الطاهرة فاطمة الزهراء فقلت ما لي أراهم لابسين السواد و باكين و محزونين فقيل لي أ ليس هذا يوم عاشوراء يوم مقتل الحسين فهم محزونون لأجل ذلك قال فدنوت إلى سيدة النساء فاطمة و قلت لها يا بنت رسول الله إني عطشان فنظرت إلي شزرا و قالت لي أنت الذي تنكر فضل البكاء على مصاب ولدي الحسين و مهجة قلبي و قرة عيني الشهيد المقتول ظلما و عدوانا لعن الله قاتليه و ظالميه و مانعيه من شرب الماء قال الرجل فانتبهت من نومي فزعا مرعوبا و استغفرت الله كثيرا و ندمت على ما كان مني و أتيت إلى أصحابي الذين كنت معهم و خبرت برؤياي و تبت إلى الله عز و جل