باب 17- أن الله تعالى أقدره على سير الآفاق و سخر له السحاب و هيأ له الأسباب و فيه ذهابه صلوات الله عليه إلى أصحاب الكهف

1-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال يا جابر هل لك من حمار يسير بك فبلغ بك من المطلع إلى المغرب في يوم واحد قال قلت يا أبا جعفر جعلني الله فداك و أنى لي هذا قال فقال أبو جعفر ع و ذلك أمير المؤمنين ثم قال أ لم تسمع قول رسول الله ص في علي بن أبي طالب ع لتبلغن الأسباب و الله لتركبن السحاب

2-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي بصير عن أبي جعفر ع أنه قال إن عليا ع ملك ما في الأرض و ما تحتها فعرضت له السحابان الصعب و الذلول فاختار الصعب و كان في الصعب ملك ما تحت الأرض و في الذلول ملك ما فوق الأرض و اختار الصعب على الذلول فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاث خراب و أربع عوامر

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن أبي بصير مثله

3-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن شريك بن عبد الله و هو يومئذ قاض أن النبي ص بعث عليا ع و أبا بكر و عمر إلى أصحاب الكهف فقال ائتوهم فأبلغوهم مني السلام فلما خرجوا من عنده قال أبو بكر لعلي أ تدري أين هم فقال ما كان رسول الله ص بعثنا إلى مكان إلا هدانا الله له فلما أوقفهم على باب الكهف قال يا أبا بكر سلم فإنك أسننا فسلم فلم يجب ثم قال يا أبا حفص سلم فإنك أسن مني فسلم فلم يجب قال فسلم علي ع فردوا السلام و حيوه و أبلغهم سلام رسول الله ص فردوا عليه فقال أبو بكر سلهم ما لهم سلمنا عليهم فلم يجيبوا قال سلهم أنت فسألهم فلم يكلموه ثم سألهم عمر فلم يكلموه فقالا يا أبا الحسن سلهم أنت فقال علي ع إن صاحبي هذين سألاني أن أسألكم لم رددتم علي و لم تردوا عليهما قالوا إنا لا نكلم إلا نبيا أو وصي نبي

4-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن الصحابة سألوا النبي ص أن يأمر الريح فتحملهم إلى أصحاب الكهف ففعل فلما نزلوا هناك سلم عليهم أبو بكر و عمر و عثمان فلم يردوا عليهم ثم قام القوم الآخرون كلهم فسلموا فلم يردوا عليهم أيضا فقام علي ع فقال السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً فقالوا و عليك السلام و رحمة الله و بركاته يا أبا الحسن فقال أبو بكر ما لنا سلمنا عليهم فلم يجيبوا فسألهم علي فقالوا إنا لا نكلم إلا نبيا أو وصي نبي و أنت وصي خاتم الأنبياء ثم قال علي ع يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء فلما أن كان في جوف الليل قال علي ع يا ريح ضعينا ثم قام فركض برجله فإذا نحن بعين ماء فتوضأ و قال توضئوا فإنكم مدركون بعض صلاة الصبح عند رسول الله ص ثم قال يا ريح احملينا فأدركنا آخر ركعة مع رسول الله ص فلما أن قضينا ما سبقنا به التفت إلينا و أمرنا بالإتمام فلما فرغنا قال يا أنس و أحدثكم أو تحدثونا قلت يا رسول الله من فيك أحسن فحدثنا كأنه كان معنا ثم قال اشهد بهذا لعلي يا أنس فاستشهدني علي ع و هو على المنبر فداهنت في الشهادة قال إن كنت كتمتها مداهنة من بعد وصية رسول الله ص فأبرصك الله و أعمى عينيك و أظمأ جوفك فلم أبرح من مكاني حتى عميت و برصت و كان أنس لا يستطيع الصوم في شهر رمضان و لا في غيره من شدة الظماء و كان يطعم في شهر رمضان كل يوم مسكينين حتى فارق الدنيا و هو يقول هذا من دعوة علي

 أقول قد أوردنا نحوه مع زيادة في باب استجابة دعواته ع

5-  شف، ]كشف اليقين[ روينا من عدة طرق و رأينا من طرقهم و تصانيفهم في مواضع عن محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسين عن الحسن بن دينار عن عبد الله بن موسى عن أبيه عن جده جعفر بن محمد الصادق عن أبيه محمد بن علي عن أبيه ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال خرج علينا رسول الله ص يوما و نحن في مسجده فقال من هاهنا فقلت أنا يا رسول الله و سلمان الفارسي فقال يا سلمان اذهب فادع لي مولاك علي بن أبي طالب قال جابر فذهب سلمان يبتدر به حتى أخرج عليا من منزله فلما دنا من رسول الله ص قام فخلا به و أطال مناجاته و رسول الله يقطر عرقا كهيئة اللؤلؤ و يتهلل حسنا ثم انصرف رسول الله ص من مناجاته و جلس فقال له أ سمعت يا علي و وعيت قال نعم يا رسول الله قال جابر ثم التفت إلي و قال يا جابر ادع لي أبا بكر و عمر و عبد الرحمن بن عوف الزهري قال جابر فذهبت مسرعا فدعوتهم فلما حضروا قال يا سلمان اذهب إلى منزل أمك أم سلمة فأتني ببساط الشعر الخيبري قال جابر فذهب سلمان فلم يلبث أن جاء بالبساط فأمر رسول الله ص سلمان فبسطه ثم قال لأبي بكر و عمر و عبد الرحمن اجلسوا على البساط فجلسوا كما أمرهم ثم خلا رسول الله سلمان فلما جاءه أسر إليه شيئا ثم قال له اجلس في الزاوية الرابعة فجلس سلمان ثم أمر عليا ع أن يجلس في وسطه ثم قال له قل ما أمرتك فو الذي بعثني بالحق نبيا لو شئت قلت على الجبل لسار فحرك علي ع شفتيه قال جابر فاختلج البساط فمر بهم قال جابر فسألت سلمان فقلت أين مر بكم البساط قال و الله ما شعرنا بشي‏ء حتى انقض بنا البساط في ذروة جبل شاهق و صرنا إلى باب كهف قال سلمان فقمت و قلت لأبي بكر يا أبا بكر أمرني رسول الله ص أن نصرخ في هذا الكهف بالفتية الذين ذكرهم الله في محكم كتابه فقام أبو بكر فصرخ بهم بأعلى صوته فلم يجبه أحد ثم قلت لعمر قم فاصرخ في هذا الكهف كما صرخ أبو بكر فصرخ عمر فلم يجبه أحد ثم قلت لعبد الرحمن قم فاصرخ فيه كما صرخ أبو بكر و عمر فقام و صرخ فلم يجبه أحد ثم قمت أنا و صرخت بهم بأعلى صوتي فلم يجبني أحد ثم قلت لعلي بن أبي طالب ع قم يا أبا الحسن و اصرخ في هذا الكهف فإنه أمرني رسول الله أن آمرك كما أمرتهم فقام علي ع فصاح بهم بصوت خفي فانفتح باب الكهف و نظرنا إلى داخله يتوقد نورا و يأتلق إشراقا و سمعنا ضجة و وجبة شديدة فملئنا رعبا و ولى القوم هاربين فناداهم مهلا يا قوم و ارجعوا فرجعوا و قالوا ما هذا يا سلمان قلت هذا الكهف الذي وصفه الله جل و عز في كتابه و الذين نراهم هم الفتية الذين ذكرهم عز و جل هم الفتية المؤمنون و علي ع واقف يكلمهم فعادوا إلى موضعهم قال سلمان و أعاد علي ع فقالوا كلهم و عليك السلام و رحمة الله و بركاته و على محمد رسول الله ص خاتم النبوة منا السلام أبلغه منا السلام و قل له قد شهدوا لك بالنبوة التي أمرنا قبل وقت مبعثك بأعوام كثيرة و لك يا علي

 بالوصية فأعاد علي ع سلامه عليهم فقالوا كلهم و عليك و على محمد منا السلام نشهد بأنك مولانا و مولى كل من آمن بمحمد ص قال سلمان فلما سمع القوم أخذوا بالبكاء و فزعوا و اعتذروا إلى أمير المؤمنين ع و قاموا كلهم إليه يقبلون رأسه و يقولون قد علمنا ما أراد رسول الله و مدوا أيديهم و بايعوه بإمرة المؤمنين و شهدوا له بالولاية بعد محمد ص ثم جلس كل واحد مكانه من البساط و جلس علي ع في وسطه ثم حرك شفتيه فاختلج البساط فلم ندر كيف مر بنا في البر أم في البحر حتى انقض بنا على باب مسجد رسول الله ص قال فخرج إلينا رسول الله ص فقال كيف رأيتم أبا بكر قالوا نشهد يا رسول الله كما شهد أهل الكهف و نؤمن كما آمنوا فقال رسول الله ص الله أكبر لا تقولوا سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ و لا تقولوا يوم القيامة إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ و الله لئن فعلتم لتهتدون وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ و إن لم تفعلوا تختلفوا و من وفى وفى الله له و من يكتم ما سمعه فعلى عقبيه ينقلب و لن يضر الله شيئا أ فبعد الحجة و المعرفة و البينة خلف و الذي بعثني بالحق نبيا لقد أمرت أن آمركم ببيعته و طاعته فبايعوه و أطيعوه بعدي ثم تلا هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ يعني علي بن أبي طالب قالوا يا رسول الله قد بايعناه و شهد علينا أهل الكهف فقال النبي ص إن صدقتم فقد أسقيتم ماء غدقا و أكلتم مِنْ فَوْقِكُمْ و مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً و تسلكون طريق بني إسرائيل فمن تمسك بولاية علي لقيني يوم القيامة و أنا عنه راض قال سلمان و القوم ينظر بعضهم إلى بعض فأنزل الله هذه الآية في ذلك اليوم أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ قال سلمان فاصفرت وجوههم ينظر كل واحد إلى صاحبه فأنزل الله هذه الآية يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ وَ اللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ فكان ذهابهم إلى الكهف و مجيئهم من زوال الشمس إلى وقت العصر

6-  أقول روى السيد هذا الخبر في كتاب سعد السعود، من بعض الكتب المعتبرة بهذا الإسناد بعينه و روى من تفسير أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني بإسناده عن محمد بن يعقوب الدينوري عن جعفر بن نصر عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال أهدي لرسول الله ص بساط من قرية يقال لها بهندف فقعد علي ع و أبو بكر و عمر و عثمان و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد فقال النبي ص يا علي قل يا ريح احملينا فقال علي ع يا ريح احملينا فحملتهم حتى أتوا أصحاب الكهف فسلم أبو بكر و عمر فلم يردوا عليهما السلام ثم قام علي ع فسلم فردوا عليه السلام فقال أبو بكر يا علي ما بالهم ردوا عليك و ما ردوا علينا فقال لهم علي ع فقالوا إنا لا نرد بعد الموت إلا على نبي أو وصي نبي ثم قال ع يا ريح احملينا فحملتنا ثم قال يا ريح ضعينا فوضعتنا فوكز برجله الأرض فتوضأ علي ع و توضأنا ثم قال يا ريح احملينا فحملتنا فوافينا المدينة و النبي ص في صلاة الغداة و هو يقرأ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً فلما قضى النبي الصلاة قال يا علي أخبروني عن مصيركم أم تحبون أن أخبركم قالوا بل تخبرنا يا رسول الله فقال أنس فقص القصة كأنه معنا

 قال السيد يحتمل أن يكون رواية واحدة فرواها أنس مختصرة و جابر مشروحة و يحتمل أن يكون حمل البساط لهم دفعتين روى كل واحد ما رآه

7-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عليا ع دخل المسجد بالمدينة غداة يوم و قال رأيت في النوم رسول الله ص و قال لي إن سلمان توفي و وصاني بغسله و تكفينه و الصلاة عليه و دفنه و ها أنا خارج إلى المدائن لذلك فقال عمر خذ الكفن في بيت المال فقال علي ع ذلك مكفي مفروغ منه فخرج و الناس معه إلى ظاهر المدينة ثم خرج و انصرف الناس فلما كان قبل ظهيرة رجع و قال دفنته و أكثر الناس لم يصدقوا حتى كان بعد مدة وصل من المدائن مكتوبا أن سلمان توفي في يوم كذا و دخل علينا أعرابي فغسله و كفنه و صلى عليه و دفنه ثم انصرف فتعجب الناس كلهم

8-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي الحسين بن غسق عن أبي الفضل بن يعقوب البغدادي عن الهيثم بن جميل عن عمرو بن عبيد عن عيسى بن سلام عن علي بن نصر بن سنان عن الحسن بن علي بن أبي طالب ع عن حذيفة بن اليمان قال بينما النبي ص جالس مع أصحابه إذ أقبلت الريح الدبور فقال لها النبي ص أيتها الريح الدبور أستودعك إخواننا فرديهم إلينا قالت قد أمرت بالسمع و الطاعة لك فدعا ببساط كان أهدي إليه فبسطه ثم دعا بعلي بن أبي طالب فأجلسه عليه ثم دعا بأبي بكر و عمر و عثمان و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقاص و عمار بن ياسر و المقداد بن الأسود الكندي و أبي ذر و سلمان و أجلسهم عليه ثم قال أما إنكم سائرون إلى موضع فيه ماء فانزلوا و توضئوا و صلوا ركعتين و أدوا الرسالة كما يؤدى إليكم ثم قال أيتها الريح استعلي بإذن الله فحملتهم حتى رمتهم في بلاد الروم عند أصحاب الكهف فنزلوا و توضئوا و صلوا فأول من تقدم إلى باب الكهف أبو بكر فسلم فلم يردوا ثم عمر فسلم فلم يردوا ثم تقدم واحد بعد واحد يسلم فلم يردوا ثم قام علي بن أبي طالب ع فأفاض عليه الماء و صلى ركعتين ثم مشى إلى باب الغار فسلم بأحسن ما يكون من السلام فانصدع الكهف ثم قاموا إليه فصافحوه و قالوا يا بقية الله في خلقه بعد رسول الله ثم رد الكهف كما كان فحملتهم الريح و جاءت بهم إلى مسجد رسول الله ص و قد خرج النبي ص لصلاة الفجر فصلوا معه

9-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كتاب ابن بابويه و أبي القاسم البستي و القاضي أبو عمرو بن أحمد عن جابر و أنس أن جماعة تنقصوا عليا عند عمر فقال سلمان أ و ما تذكر يا عمر اليوم الذي كنت فيه و أبو بكر و أنا و أبو ذر عند رسول الله ص و بسط لنا شملة و أجلس كل واحد منا على طرف و أخذ بيد علي ع و أجلسه في وسطها ثم قال قم يا أبا بكر و سلم على علي ع بالإمامة و خلافة المسلمين و هكذا كل واحد منا ثم قال قم يا علي و سلم على هذا النور يعني الشمس فقال أمير المؤمنين ع أيتها الآية المشرقة السلام عليك فأجابته القرصة و ارتعدت و قالت عليك السلام فقال رسول الله ص اللهم إنك أعطيت لأخي سليمان صفيك ملكا و ريحا غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ اللهم أرسل تلك لتحملهم إلى أصحاب الكهف و أمرنا أن نسلم على أصحاب الكهف فقال علي ع يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء فسرنا ما شاء الله ثم قال يا ريح ضعينا فوضعتنا عند الكهف فقام كل واحد منا و سلم فلم يردوا الجواب فقام علي ع فقال السلام عليكم أهل الكهف فسمعنا و عليك السلام يا وصي محمد إنا قوم محبوسون هاهنا في زمن دقيانوس فقال لم لم تردوا سلام القوم فقالوا نحن فتية لا نرد إلا على نبي أو وصي نبي و أنت وصي خاتم النبيين و خليفة رسول رب العالمين ثم قال خذوا مجالسكم فأخذنا مجالسنا ثم قال يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء فسرنا ما شاء الله ثم قال يا ريح ضعينا فوضعتنا ثم ركض برجله الأرض فنبعت عين ماء فتوضأ و توضأنا ثم قال ستدركون الصلاة مع النبي أو بعضها ثم قال يا ريح احملينا ثم قال ضعينا فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول الله ص و قد صلى من الغداة ركعة فقال أنس فاستشهدني علي و هو على منبر الكوفة فداهنت فقال إن كنت كتمتها مداهنة بعد وصية رسول الله ص إياك فرماك الله ببياض في جسمك و لظى في جوفك و عمى في عينيك فما برحت حتى برصت و عميت فكان أنس لا يطيق الصيام في شهر رمضان و لا غيره و البساط اهدوه أهل هربوق و الكهف في بلاد روم في موضع يقال له اركدى و كان في ملك باهندق و هو اليوم اسم الضيقة

 و في خبر أن الكساء أتى به حطي بن الأشرف أخو كعب فلما رأى معجزات علي ع أسلم و سماه النبي ص محمدا

10-  إرشاد القلوب، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال دخل أبو بكر و عمر و عثمان على رسول الله فقالوا ما بالك يا رسول الله تفضل علينا عليا في كل حال قال ما أنا فضلته بل الله تعالى فضله فقالوا و ما الدليل فقال ص إذا لم تقبلوا مني فليس من الموتى عندكم أصدق من أهل الكهف و أنا أبعثكم و عليا فأجعل سلمان شاهدا عليكم إلى أصحاب الكهف حتى تسلموا عليهم فمن أحياهم الله له و أجابوه كان الأفضل قالوا رضينا فأمر فبسط بساطا له و دعا بعلي ع فأجلسه وسط البساط و أجلس كل واحد على قرنة من البساط و أجلس سلمان على القرنة الرابعة ثم قال يا ريح احمليهم إلى أصحاب الكهف و رديهم إلي قال سلمان فدخلت الريح تحت البساط و سارت بنا و إذا نحن بكهف عظيم فحطتنا عليه فقال علي ع يا سلمان هذا الكهف و الرقيم فقل للقوم يتقدمون أو نتقدم فقالوا نحن نتقدم فقام كل واحد منهم فصلى ركعتين و دعا و نادى يا أصحاب الكهف فلم يجبه أحد فقام أمير المؤمنين ع بعدهم فصلى ركعتين و دعا و نادى يا أصحاب الكهف فصاح الكهف و صاح القوم من داخله بالتلبية فقال أمير المؤمنين ع السلام عليكم أيها الفتية الذين آمَنُوا بِرَبِّهِمْ فزادهم هدى فقالوا و عليك السلام يا أخا رسول الله و وصيه و أمير المؤمنين لقد أخذ الله علينا العهد بإيماننا بالله و برسوله محمد ص و بالولاية يا أمير المؤمنين لك إلى يوم القيامة يوم الدين فسقط القوم على وجوههم و قالوا لسلمان يا أبا عبد الله ردنا فقال و ما ذاك إلي فقالوا يا أبا الحسن ردنا فقال ع يا ريح ردينا إلى رسول الله ص فحملتنا فإذا نحن بين يديه فقص عليهم رسول الله ص كل ما جرى و قال هذا حبيبي جبرئيل ع أخبرني به فقالوا الآن علمنا أن فضل علي علينا من أمر الله عز و جل لا منك

11-  عيون المعجزات للسيد المرتضى، حدثني أبو علي يرفعه إلى الصادق عن أبيه عن آبائه ع قال جرى بحضرة السيد محمد ص ذكر سليمان بن داود ع و البساط و حديث أصحاب الكهف و أنهم موتى أو غير موتى فقال ص من أحب منكم أن ينظر باب الكهف و يسلم عليه فقال أبو بكر و عمر و عثمان نحن يا رسول الله فصاح ص يا درجان بن مالك و إذا بشاب قد دخل بثياب عطرة فقال له النبي ص ائتنا ببساط سليمان ع فذهب و وافى بعد لحظة و معه بساط طوله أربعون في أربعين من الشعر الأبيض فألقى في صحن المسجد و غاب فقال النبي ص لبلال و ثوبان مولييه أخرجا هذا البساط إلى باب المسجد و ابسطاه ففعلا ذلك و قام ص و قال لأبي بكر و عمر و عثمان و أمير المؤمنين ع و سلمان قوموا و ليقعد كل واحد منكم على طرف من البساط و ليقعد أمير المؤمنين ع في وسطه ففعلوا و نادى يا منشبة فإذا بريح دخلت تحت البساط فرفعته حتى وضعته بباب الكهف الذي فيه أصحاب الكهف فقال أمير المؤمنين ع لأبي بكر تقدم و سلم عليهم و إنك شيخ قريش فقال يا علي ما أقول فقال ع قل السلام عليكم أيها الفتية الذين آمَنُوا بِرَبِّهِمْ السلام عليكم يا نجباء الله في أرضه فتقدم أبو بكر إلى الكهف و هو مسدود فنادى بما قال له أمير المؤمنين ع ثلاث مرات فلم يجبه أحد فجاء و جلس و قال يا أمير المؤمنين ما أجابوني فقال أمير المؤمنين ع قم يا عمر ثم قل كما قاله صاحبك فقام و قال مثل قوله ثلاث مرات فلم يجب أحد مقالته فجاء و جلس فقال أمير المؤمنين ع لعثمان قم أنت و قل مثل قولهما فقام و قال فلم يكلمه أحد فجاء و جلس فقال أمير المؤمنين ع لسلمان تقدم أنت و سلم عليهم فقام و تقدم فقال مثل مقالة الثلاثة و إذا بقائل يقول من داخل الكهف أنت عبد امتحن الله قلبك بالإيمان و أنت من خير و إلى خير و لكنا أمرنا أن لا نرد إلا على الأنبياء و الأوصياء فجاء و جلس فقام أمير المؤمنين ع فقال السلام عليكم يا نجباء الله في أرضه الوافين بعهده نعم الفتية أنتم و إذا بأصوات جماعة و عليك السلام يا أمير المؤمنين و سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين فاز و الله من والاك و خاب من عاداك فقال أمير المؤمنين ع لم لم تجيبوا أصحابي فقالوا يا أمير المؤمنين إنا نحن أحياء محجوبون عن الكلام و لا نجيب إلا الأنبياء أو وصي نبي و عليك السلام و على الأوصياء من بعدك حتى يظهر حق الله على أيديهم ثم سكتوا و أمر أمير المؤمنين ع المنشبة فحملت البساط ثم ردته إلى المدينة و هم عليه كما كانوا و أخبروا رسول الله ص بما جرى قال الله تعالى إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً

12-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن أبي عيسى عن الأهوازي عن الحجال عن ثعلبة عن زكريا الزجاجي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن عليا ع كان فيما ولي بمنزلة سليمان بن داود قال له سبحانه هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ

13-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ الحسن بن علي بن رحيم معنعنا عن جابر الأنصاري قال افتقدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و لم أره بالمدينة أياما فغلبني الشوق فجئت فأتيت أم سلمة المخزومية فوقفت بالباب فخرجت و هي تقول من بالباب فقلت أنا جابر بن عبد الله فقالت ما حاجتك يا أخا الأنصاري فقلت إني فقدت سيدي أمير المؤمنين ع لم أره بالمدينة مذ أيام فغلبني الشوق إليه أتيتك لأسألك ما فعل أمير المؤمنين ع فقالت يا جابر أمير المؤمنين في السفر فقلت في أي سفر فقالت يا جابر علي في برحات منذ ثلاث فقلت في أي برحات فأجافت الباب دوني فقالت يا جابر ظننتك أعلم مما أنت صر إلى مسجد النبي ص فإنك سترى عليا فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور و سحاب من نور و لا أرى عليا فقلت يا عجبا غرتني أم سلمة فتلبثت قليلا إذ تطامن السحاب و انشقت و نزل منها أمير المؤمنين ع و في كفه سيف يقطر دما فقام إليه الساجد فضمه إليه و قبل بين عينيه و قال الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي نصرك على أعدائك و فتح على يدك لك إلي حاجة قال حاجتي إليك أن تقرأ ملائكة السماوات مني السلام و تبشرهم بالنصر ثم ركب السحاب فطار فقمت إليه و قلت يا أمير المؤمنين لم أرك بالمدينة أياما فغلبني الشوق إليك فأتيت أم سلمة المخزومية لأسألها عنك فوقفت بالباب فخرجت تقول من بالباب فقلت أنا جابر فقالت ما حاجتك يا أخا الأنصار فقلت إني فقدت أمير المؤمنين ع و لم أره بالمدينة فأتيتك لأسألك ما فعل أمير المؤمنين ع فقالت يا جابر اذهب إلى المسجد ستراه فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور و سحاب من نور و لا أراك فلبثت قليلا إذ تطامن السحاب و انشقت و نزلت و في يدك سيف يقطر دما فأين كنت يا أمير المؤمنين قال يا جابر كنت في برحات منذ ثلاث فقلت و أيش صنعت في برحات فقال لي يا جابر ما أغفلك أ ما علمت أن ولايتي عرضت على أهل السماوات و من فيها و أهل الأرضين و من فيها فأبت طائفة من الجن ولايتي فبعثني حبيبي محمد بهذا السيف فلما وردت الجن افترقت الجن ثلاث فرق فرقة طارت بالهواء فاحتجبت مني و فرقة آمنت بي و هي الفرقة التي نزل فيها الآية من قُلْ أُوحِيَ و فرقة جحدتني حقي فجادلتها بهذا السيف سيف حبيبي محمد حتى قتلتها عن آخرها فقلت الحمد لله يا أمير المؤمنين فمن كان الساجد قال أكرم الملائكة على الله صاحب الحجب وكله الله تعالى بي إذا كان أيام الجمعة يأتيني بأخبار السماوات و السلام من الملائكة و يأخذ السلام من ملائكة السماوات إلي

 بيان البرحات كأنه جمع البراح و هو المتسع من الأرض لا زرع بها و لا شجر و هو غير موافق للقياس و في بعض النسخ بالجيم و كأنه أيضا جمع البرج على غير القياس و لعل فيه تصحيفا و التطامن الانخفاض

14-  يف، ]الطرائف[ ابن المغازلي في كتاب المناقب و الثعلبي في تفسيره عن أنس بن مالك قال أهدي لرسول الله بساط من خندق فقال لي يا أنس ابسطه فبسطته ثم قال ادع العشرة فدعوتهم فلما دخلوا عليه أمرهم بالجلوس على البساط ثم دعا عليا ع و ناجاه طويلا ثم رجع علي على البساط ثم قال يا ريح احملينا فحملتنا الريح قال فإذا البساط يدف بنا دفا ثم قال يا ريح ضعينا ثم قال علي أ تدرون في أي مكان أنتم قلنا لا قال هذا موضع الكهف و الرقيم قوموا فسلموا على إخوانكم قال أنس فقمنا رجلا رجلا فسلمنا عليهم فلم يردوا علينا السلام فقام علي ع فقال السلام عليكم يا معشر الصديقين و الشهداء فقالوا و عليك السلام و رحمة الله و بركاته قال فقلت ما بالهم ردوا عليك و لم يردوا علينا فقال لهم ما بالكم لم تردوا على إخواني فقالوا إنا معشر الصديقين و الشهداء لا نكلم بعد الموت إلا نبيا أو وصيا قال يا ريح احملينا فحملتنا تدف بنا دفا ثم قال يا ريح ضعينا فوضعتنا فإذا نحن بالحرة قال فقال علي ع ندرك النبي ص في آخر ركعة فتوضأنا و أتيناه و إذا النبي يقرأ في آخر ركعة أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً

 و زاد الثعلبي في هذا الحديث علي ابن المغازلي قال فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهدي ع فقال إن المهدي يسلم عليهم فيحييهم الله عز و جل له ثم يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة

 مد، ]العمدة[ بإسناده عن ابن المغازلي عن أبي طاهر محمد بن علي البغدادي عن أبي بكر أحمد بن جعفر الجبلي عن عمر بن أحمد عن عمر بن الحسن بن إدريس عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن أبان عن أنس بن مالك مثله

15-  ختص، ]الإختصاص[ أحمد بن عبد الله عن عبد الله بن محمد العبسي عن حماد بن سلمة عن الأعمش عن زياد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال أتيت فاطمة صلوات الله عليها فقلت لها أين بعلك فقالت عرج به جبرئيل إلى السماء فقلت فيما ذا فقالت إن نفرا من الملائكة تشاجروا في شي‏ء فسألوا حكما من الآدميين فأوحى الله إليهم أن تخيروا فاختاروا علي بن أبي طالب ع