باب 2- الفواكه و عدد ألوانها و آداب أكلها و جوامع ما يتعلق بها

 الآيات الأنعام وَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَ مِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَ جَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَ الزَّيْتُونَ وَ الرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَ غَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَ يَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ و قال وَ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَ غَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَ النَّخْلَ وَ الزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَ الزَّيْتُونَ وَ الرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَ غَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ. الرعد وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ النحل هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَ مِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَ الزَّيْتُونَ وَ النَّخِيلَ وَ الْأَعْنابَ وَ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ إلى قوله تعالى وَ ما ذَرَأَ لَكُمْ   فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ المؤمنون فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ فاطر أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها يس وَ جَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنابٍ وَ فَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَ ما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَ فَلا يَشْكُرُونَ الرحمن فِيها فاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّيْحانُ عبس فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً وَ زَيْتُوناً وَ نَخْلًا وَ حَدائِقَ غُلْباً وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ التين وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ. تفسير أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً قيل أي من السحاب أو من جانب السماء فَأَخْرَجْنا على تلوين الخطاب بِهِ أي بالماء نَباتَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ أي نبت كل صنف من النبات و المعنى إظهار القدرة في إنبات الأنواع المفننة بماء واحد فَأَخْرَجْنا مِنْهُ أي من النبات أو الماء خَضِراً أي شيئا أخضر يقال أخضر و خضر كأعور و عور و هو الخارج من الحبة المتشعب نُخْرِجُ مِنْهُ أي من الخضر حَبًّا مُتَراكِباً و هو السنبل. وَ مِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ أي و أخرجنا من النخل نخلا من طلعها

    قنوان أو من النخل شيئا من طلعها قنوان و يجوز أن يكون مِنَ النَّخْلِ خبر قِنْوانٌ و مِنْ طَلْعِها بدل منه و المعنى و حاصله من طلع النخل قنوان و هو الأعذاق جمع قنو كصنوان جمع صنو دانِيَةٌ قريبة من المتناول لقصر شجره أو ملتفة قريب بعضها من بعض و إنما اقتصر على ذكرها عن مقابلها لدلالتها عليه و زيادة النعمة فيها. وَ جَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ عطف على نَباتَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ و قرئ بالرفع على الابتداء أي و لكم أو ثم جنات أو من الكرم جنات و لا يجوز عطفه على قِنْوانٌ إذ العنب لا يخرج من النخل. وَ الزَّيْتُونَ وَ الرُّمَّانَ أيضا عطف على نَباتَ أو نصب على الاختصاص لعزة هذين الصنفين عندهم مُشْتَبِهاً وَ غَيْرَ مُتَشابِهٍ حال من الرمان أو من الجميع أي بعض ذلك متشابه و بعضه غير متشابه في الهيئة و القدر و اللون و الطعم انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ أي إلى ثمر كل واحد من ذلك إِذا أَثْمَرَ إذا أخرج ثمره كيف يثمر ضئيلا لا يكاد ينتفع به وَ يَنْعِهِ و إلى حال نضجه كيف يعود ضخيما ذا نفع و لذة و هو في الأصل مصدر ينعت الثمرة إذا أدركت و قيل جمع يانع كتاجر و تجر. إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أي لآيات على وجود القادر الحكيم و توحيده فإن حدوث الأجناس المختلفة و الأنواع المفننة من أصل واحد و نقلها من حال إلى حال لا يكون إلا بإحداث قادر يعلم تفاصيلها و يرجح ما تقتضيه حكمته مما يمكن من أحوالها و لا يعوقه عن فعله ند يعارضه أو ضد يعانده. وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ بعضها طيبة و بعضها سبخة و بعضها رخوة و بعضها صلبة و بعضها يصلح للزرع دون الشجر و بعضها بالعكس و لو لا تخصيص قادر موقع لأفعاله على وجه دون وجه لم تكن كذلك لاشتراك تلك القطع في الطبيعة الأرضية و ما يلزمها و يعرض لها بتوسط ما يعرض من الأسباب السماوية من حيث إنها متضامة متشاركة في النسب و الأوضاع وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ أي و بساتين فيها أنواع الأشجار و الزروع و توحيد الزرع لأنه مصدر في أصله و قرأ   حفص و غيره وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ بالرفع عطفا علي وَ جَنَّاتٌ. صِنْوانٌ نخلات أصلها واحد وَ غَيْرُ صِنْوانٍ أي و متفرقات مختلفة الأصول و قرأ حفص بالضم و هو لغة تميم كقنوان في جمع قنو فِي الْأُكُلِ في الثمر شكلا و قدرا و رائحة و طعما و ذلك أيضا مما يدل على وجود الصانع الحكيم فإن اختلافها مع اتحاد الأصول و الأسباب لا يكون إلا بتخصيص قادر مختار لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ يستعملون عقولهم بالتفكر. فِيها فاكِهَةٌ أي ضروب مما يتفكه به ذاتُ الْأَكْمامِ أوعية التمر وَ الْحَبُّ كالحنطة و الشعير و سائر ما يتغذى به ذُو الْعَصْفِ ذو الورق اليابس كالتبن وَ الرَّيْحانُ يعني المشموم أو الرزق من قولهم خرجت أطلب ريحان الله. وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ قيل خصهما من الثمار بالقسم لأن التين فاكهة طيبة لا فضلة له و غذاء لطيف سريع الهضم و دواء كثير النفع فإنه يلين الطبع و يحلل البلغم و يطهر الكليتين و يزيل رمل المثانة و يفتح سدة الكبد و الطحال و يسمن البدن و الزيتون فاكهة و إدام و دواء و له دهن لطيف كثير المنافع و قد مر تأويلهما برسول الله و أمير المؤمنين أو بالحسنين صلوات الله عليهم

1-  الخصال، عن أبيه و محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال لما أهبط الله عز و جل آدم ع من الجنة أهبط معه عشرين و مائة قضيب منها أربعون ما يؤكل داخلها و خارجها و أربعون منها ما يؤكل داخلها و يرمى بخارجها و أربعون منها ما يؤكل خارجها و يرمى بداخلها و غرارة فيها بزر كل شي‏ء

 بيان في القاموس الغرارة بالكسر الجوالق و قال البزر كل حب يبذر للنبات

    -2  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ع قال سألته عن القران بين التين و التمر و سائر الفواكه قال نهى رسول الله ص عن القران فإن كنت وحدك فكل كيف أحببت و إن كنت مع قوم مسلمين فلا تقرن

 المحاسن، عن أبي القاسم عن إسماعيل بن همام عن علي بن جعفر مثله

3-  و منه، عن بعض أصحابه عن محمد بن المثنى أو غيره رفعه قال إذا آكلت أحدا فأردت أن تقرن فأعلمه بذلك

4-  و منه، عن نوح بن شعيب عن نادر الخادم قال أكل الغلمان فاكهة و لم يستقصوا أكلها و رموا بها فقال أبو الحسن ع سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإن الناس لم يستغنوا أطعموه من يحتاج إليه

5-  و منه، عن النهيكي عن منصور بن يونس قال سمعت أبا الحسن موسى ع يقول لا تضر العنب الرازقي و قصب السكر و التفاح

6-  و منه، عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه ع أنه كان يكره تقشير الثمرة

7-  و منه، عن حسين بن المنذر عمن ذكره عن فرات بن أحنف قال إن لكل ثمرة سماما فإذا أتيتم بها فأمسوها بالماء أو اغمسوها في الماء يعني اغسلوها

 بيان سماما بالكسر جمع سم أو بالفتح و التشديد في الميمين فما للتبهيم و التقليل أي سما قليلا و ليس ما في الكافي فأمسوها و في الكافي فمسوها   و هو أظهر و على ما هنا كأن الباء زائدة و كأن التعبير بالمس للإشعار بالاكتفاء بصب قليل من الماء و يحتمل الحقيقة

8-  المحاسن، عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب عن أبي عبد الله ع قال شيئان يؤكلان باليدين العنب و الرمان

9-  و منه، قال روي عن عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه قال دخل أبو عكاشة بن محصن الأسدي على أبي جعفر ع فكان أبو عبد الله ع قائما عنده فقدم إليه عنبا فقال حبة حبة يأكل الشيخ الكبير أو الصبي الصغير و ثلاثة و أربعة من يظن أنه لا يشبع فكله حبتين حبتين فإنه يستحب و نروي أن الثمار إذا أدركت ففيها الشفاء لقوله جل و عز كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ

10-  المكارم، كان النبي ص ربما أكل العنب حبة حبة و كان ص ربما أكله خرطا حتى ترى رواله على لحيته كتحدر اللؤلؤ و الروال الماء الذي يخرج من تحت القشر و كان يأكل القثاء بالرطب و القثاء بالملح و كان يأكل الفاكهة الرطبة و كان أحبها إليه البطيخ و العنب و كان يأكل البطيخ بالخبز و ربما أكل بالسكر و كان ربما أكل ص البطيخ بالرطب و يستعين باليدين جميعا و كان ص يأكل التمر و يشرب عليه الماء و كان التمر و الماء أكثر طعامه و كان يتمجع اللبن و التمر و يسميهما الأطيبين

 و عن الصادق ع قال كان رسول الله ص إذا أتي بفاكهة حديثة قبلها و وضعها على عينيه و يقول اللهم أريتنا أولها فأرنا آخرها و في رواية ابن بابويه اللهم كما أريتنا أولها في عافية أرنا آخرها في عافية

 و عن ابن عباس قال قال رسول الله ص من أكل الفاكهة و بدأ ببسم الله لم   تضره و قال ص لما أخرج آدم ع من الجنة زوده الله تعالى من ثمار الجنة و علمه صنعة كل شي‏ء فثماركم من ثمار الجنة غير أن هذه تغير و تلك لا تتغير

 بيان قال في النهاية فيه أنه ع كان يأكل العنب خرطا يقال خرط العنقود و اخترطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه و يخرج عرجونه عاريا منه و قال الجوهري الروال على فعال بالضم اللعاب يقال فلان يسيل رواله و الفرس يرول في مخلاته ترويلا قال ابن السكيت الروال و المرغ و اللعاب و البصاق كله بمعنى و في النهاية التمجع و المجع أكل التمر باللبن و هو أن يحسو حسوة من اللبن و يأكل على أثرها تمرة

11-  الدر المنثور، عن ابن عباس قال أهبط آدم ع بثلاثين صنفا من فاكهة الجنة منها ما يؤكل داخله و خارجه و منها ما يؤكل داخله و يطرح خارجه و منها ما يؤكل خارجه و يطرح داخله

12-  الدعائم، عن رسول الله ص أنه نهى عن القران بين التمرتين في فم و عن سائر الفاكهة كذلك

 قال أبو جعفر ع إنما ذلك إذا كان مع الناس في طعام مشترك فأما من أكل وحده فليأكل كيف أحب

 بيان قال في النهاية في الحديث أنه نهى عن القران إلا أن يستأذن أحدكم صاحبه و يروى الإقران و الأول أصح و هو أن يقرن بين التمرتين في الأكل و إنما نهى عنه لأن فيه شرها و ذلك يزري بفاعله أو لأن فيه غبنا برفيقه و قيل إنما نهى لما كانوا فيه من شدة العيش و قلة الطعام و كانوا مع هذا   يواسون من القليل فإذا اجتمعوا على الأكل آثر بعضهم بعضا على نفسه و قد يكون في القوم من قد اشتد جوعه فربما قرن بين التمرتين أو عظم اللقمة فأرشدهم إلى الإذن فيه لتطيب به أنفس الباقين. و منه حديث جبلة قال كنا في المدينة في بعث العراق فكان ابن الزبير يرزقنا التمر و كان ابن عمر يمر فيقول لا تقارنوا إلا أن يستأذن الرجل أخاه هذا لأجل ما فيه من الغبن و لأن ملكهم فيه سواء و روي نحوه عن أبي هريرة في أصحاب الصفة انتهى. و قال الكرماني النهي للتحريم أو الكراهية بحسب الأحوال و الإذن و قال الطيبي و لا حاجة إلى الإذن عند الاتساع و كذا إذا كان الطعام كثيرا يشبع الجميع لكن الأدب حسن. و قال في إكمال الإكمال

 في رواية مسلم عن ابن عمر أنه قال لا تقارنوا فإن رسول الله ص نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل صاحبه

هذا النهي متفق عليه حتى يستأذنهم فإذا أذنوا فلا بأس و اختلفوا في أن هذا النهي على التحريم أو على الكراهة و الأدب فنقل القاضي عياض عن أهل الظاهر أنه للتحريم و عن غيرهم أنه للكراهة و الأدب. و الصواب التفصيل فإن كان الطعام مشتركا بينهم فالقران حرام إلا برضاهم و يحصل الرضا بتصريحهم أو بما يقوم مقام التصريح من قرينة حال أو إدلال عليهم كلهم بحيث يعلم يقينا أو ظنا قويا أنهم يرضون به و متى شك في   رضاهم فهو حرام و إن كان الطعام لغيرهم أو لأحدهم اشترط رضاه وحده فإن قرن بغير رضاه فحرام و يستحب أن يستأذن الآكلين معه و لا يجب. و إن كان الطعام لنفسه و قد ضيفهم به فلا يحرم عليه القران ثم إن كان في الطعام قلة فحسن أن لا يقترن لتساويهم و إن كان كثيرا بحيث يفضل عنهم فلا بأس بقرانه لكن الأدب مطلقا التأدب في الأكل و ترك الشره إلا أن يكون مستعجلا و يريد الإسراع لشغل آخر. و قال الخطابي إنما كان هذا في زمنهم و حين كان الطعام ضيقا فأما اليوم مع اتساع الحال فلا حاجة إلى الإذن و ليس كما قال بل الصواب ما ذكرناه من التفصيل فإن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لو ثبت السبب كيف و هو غير ثابت و قوله يقرن أي يجمع و هو بضم الراء و كسرها لغتان و قوله نهى عن الإقران هكذا في الأصول و المعروف في اللغة القران

13-  المحاسن، عن أبيه عن أحمد بن سليمان الكوفي عن أحمد بن يحيى الطحان عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال خمس من فاكهة الجنة في الدنيا الرمان الملاسي و التفاح الأصفهاني و السفرجل و العنب و الرطب المشان

14-  مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنه قال أربعة نزلت من الجنة العنب الرازقي و الرطب المشان و الرمان الأملسي و التفاح الشعشعاني يعني الشامي و في خبر آخر و السفرجل

 توضيح روى الكليني الخبر الأول عن العدة عن البرقي و في بعض نسخه   الإمليسي مكان الملاسي و هو أظهر. قال في القاموس الإمليس و بهاء الفلاة ليس بها نبات و الرمان الإمليسي كأنه منسوب إليه انتهى و المعروف عندنا الملس بالتحريك و هو ما لا عجم له و به فسر الأملسي في بحر الجواهر و في بعض النسخ موضع الأصفهاني الشفان و لم أجد له معنى مناسبا قال في القاموس غداة ذات شفان برد و ريح و في أكثر نسخ الكافي الشيسقان و لم أجده في اللغة و في بعضها الشيقان و في القاموس الشيقان بالكسر جبلان أو موضع قرب المدينة. و أقول لو كان بالإضافة كان له وجه. و الشعشعاني الطويل و كأنه أصح النسخ فتفسير الشيخ إياه بالشامي كأنه لكون تفاحهم كذلك و في الأصبهان أيضا تفاح صغير طويل هو أطيب هذا النوع و أنفعه و في الكافي و العنب الرازقي. و في القاموس الرازقي الضعيف و العنب الملاحي و قال الملاحي كغرابي و قد يشدد عنب أبيض طويل. و قال الموشان بالضم و كغراب و ككتاب من أطيب الرطب

15-  الفردوس، عن علي ع قال قال رسول الله ص كلوا العنب حبة حبة فإنه أهنأ و أمرأ

 و عن ابن عباس قال من أكل من الفواكه وترا لم تضره