باب 20- أسباب شهادته صلوات الله عليه

1-  ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ المكتب و الوراق و الهمداني جميعا عن علي عن أبيه عن محمد بن سنان قال كنت عند مولاي الرضا ع بخراسان و كان المأمون يقعده على يمينه إذا قعد للناس يوم الاثنين و يوم الخميس فرفع إلى المأمون أن رجلا من الصوفية سرق فأمر بإحضاره فلما نظر إليه وجده متقشفا بين عينيه أثر السجود فقال سوأة لهذه الآثار الجميلة و لهذا الفعل القبيح أ تنسب إلي السرقة مع ما أرى من جميل آثارك و ظاهرك قال فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا حين منعتني حقي من الخمس و الفي‏ء فقال المأمون و أي حق لك في الخمس و الفي‏ء قال إن الله عز و جل قسم الخمس ستة أقسام و قال وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ و قسم الفي‏ء على ستة أقسام فقال عز و جل ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ قال بما منعتني و أنا ابن السبيل منقطع بي و مسكين لا أرجع إلى شي‏ء و من حملة القرآن فقال له المأمون أعطل حدا من حدود الله و حكما من أحكامه في السارق من أساطيرك هذه فقال الصوفي ابدأ بنفسك فطهرها ثم طهر غيرك و أقم حد الله عليها ثم على غيرك فالتفت المأمون إلى أبي الحسن ع فقال ما تقول فقال إنه يقول سرقت فسرق فغضب المأمون غضبا شديدا ثم قال للصوفي و الله لأقطعنك فقال الصوفي أ تقطعني و أنت عبد لي فقال المأمون ويلك و من أين صرت عبدا لك قال لأن أمك اشتريت من مال المسلمين فأنت عبد لمن في المشرق و المغرب حتى يعتقوك و أنا لم أعتقك ثم بلعت الخمس بعد ذلك فلا أعطيت آل الرسول حقا و لا أعطيتني و نظرائي حقنا و الأخرى أن الخبيث لا يطهر خبيثا مثله إنما يطهره طاهر و من في جنبه الحد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه أ ما سمعت الله عز و جل يقول أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ فالتفت المأمون إلى الرضا ع فقال ما ترى في أمره فقال ع إن الله جل جلاله قال لمحمد ص فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ و هي التي تبلغ الجاهل فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه و الدنيا و الآخرة قائمتان بالحجة و قد احتج الرجل فأمر المأمون عند ذلك بإطلاق الصوفي و احتجب عن الناس و اشتغل بالرضا ع حتى سمه فقتله و قد كان قتل الفضل بن سهل و جماعة من الشيعة

 قال الصدوق رضي الله عنه روي هذا الحديث كما حكيت و أنا بري‏ء من عهدة صحته بيان قال الجوهري المتقشف الذي يتبلغ بالقوت و المرقع

2-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري قال سألت أبا الصلت الهروي فقلت كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا ع مع إكرامه و محبته له و ما جعل له من ولاية العهد بعده فقال إن المأمون إنما كان يكرمه و يحبه لمعرفته بفضله و جعل له ولاية العهد من بعده ليرى الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله من نفوسهم فلما لم يظهر منه في ذلك للناس إلا ما ازداد به فضلا عندهم و محلا في نفوسهم جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعا من أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء و بسببهم يشتهر نقصه عند العامة فكان لا يكلمه خصم من اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و البراهمة و الملحدين و الدهرية و لا خصم من فرق المسلمين المخالفين له إلا قطعه و ألزمه الحجة و كان الناس يقولون و الله إنه أولى بالخلافة من المأمون فكان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه فيغتاظ من ذلك و يشتد حسده و كان الرضا ع لا يحابي المأمون من حق و كان يجيبه بما يكره في أكثر أحواله فيغيظه ذلك و يحقده عليه و لا يظهره له فلما أعيته الحيلة في أمره اغتاله فقتله بالسم

3-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ البيهقي عن الصولي عن القاسم بن إسماعيل قال سمعت إبراهيم بن العباس يقول لما عقد المأمون البيعة لعلي بن موسى الرضا ع قال له الرضا ع يا أمير المؤمنين إن النصح واجب لك و الغش لا ينبغي لمؤمن إن العامة لتكره ما فعلت بي و الخاصة تكره ما فعلت بالفضل بن سهل و الرأي لك أن تبعدنا عنك حتى يصلح لك أمرك قال إبراهيم فكان و الله قوله هذا السبب في الذي آل الأمر إليه

 أقول قد مرت العلل في ذلك في باب ولاية العهد و باب ما جرى بينه و بين المأمون