باب 20- ما وصف إبليس لعنه الله و الجن من مناقبه ع و استيلائه عليهم و جهاده معهم

1-  ع، ]علل الشرائع[ لي، ]الأمالي للصدوق[ الحسين بن أحمد العلوي عن علي بن أحمد بن موسى عن أحمد بن علي عن الحسن بن إبراهيم العباسي عن عمير بن مرداس الدولقي عن جعفر بن بشير المكي عن وكيع عن المسعودي رفعه عن سلمان الفارسي رحمه الله قال مر إبليس لعنه الله بنفر يتناولون أمير المؤمنين ع فوقف أمامهم فقال القوم من الذي وقف أمامنا فقال أنا أبو مرة فقالوا يا أبا مرة أ ما تسمع كلامنا فقال سوأة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب فقالوا له من أين علمت أنه مولانا فقال من قول نبيكم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فقالوا له فأنت من مواليه و شيعته فقال ما أنا من مواليه و لا من شيعته و لكني أحبه و ما يبغضه أحد إلا شاركته في المال و الولد فقالوا له يا أبا مرة فتقول في علي شيئا فقال لهم اسمعوا مني معاشر الناكثين و القاسطين و المارقين عبدت الله عز و جل في الجان اثنتي عشرة ألف سنة فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عز و جل الوحدة فعرج بي إلى السماء الدنيا فعبدت الله في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة أخرى في جملة الملائكة فبينا نحن كذلك نسبح الله عز و جل و نقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني فخرت الملائكة لذلك النور سجدا فقالوا سبوح قدوس نور ملك مقرب أو نبي مرسل فإذا النداء من قبل الله جل جلاله لا نور ملك مقرب و لا نبي مرسل هذا نور طينة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه

  بيان لعل إبليس لعنه الله إنما بين لهم من مناقبه ع لتأكيد الحجة عليهم مع علمه بأنهم لا يرجعون عما هم عليه فيكون عذابهم أشد

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن محمد بن جرير الطبري عن الحسن بن محمد عن الحسن بن يحيى الدهان قال كنت ببغداد عند قاضي بغداد و اسمه سماعة إذ دخل عليه رجل من كبار أهل بغداد فقال له أصلح الله القاضي إني حججت في السنين الماضية فمررت بالكوفة فدخلت في مرجعي إلى مسجدها فبينا أنا واقف في المسجد أريد الصلاة إذا أمامي امرأة أعرابية بدوية مرخية الذوائب عليها شملة و هي تنادي و تقول يا مشهورا في السماوات يا مشهورا في الأرضين يا مشهورا في الآخرة يا مشهورا في الدنيا جهدت الجبابرة و الملوك على إطفاء نورك و إخماد ذكرك فأبى الله لذكرك إلا علوا و لنورك إلا ضياء و تماما و لو كره المشركون قال فقلت يا أمة الله و من هذا الذي تصفينه بهذه الصفة قالت ذاك أمير المؤمنين قال فقلت لها أي أمير المؤمنين هو قالت علي بن أبي طالب الذي لا يجوز التوحيد إلا به و بولايته قال فالتفت إليها فلم أر أحدا

3-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن إبراهيم بن أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال بينا أمير المؤمنين ع على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد فهم الناس أن يقتلوه فأرسل أمير المؤمنين ع أن كفوا فكفوا و أقبل الثعبان ينساب حتى انتهى إلى المنبر فتطاول فسلم على أمير المؤمنين ع فأشار أمير المؤمنين ع إليه أن يقف حتى يفرغ من خطبته و لما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال من أنت فقال أنا عمرو بن عثمان خليفتك على الجن و إن أبي مات و أوصاني أن آتيك و أستطلع رأيك و قد أتيتك يا أمير المؤمنين فما تأمرني به و ما ترى فقال له أمير المؤمنين أوصيك بتقوى الله و أن تنصرف و تقوم مقام أبيك في الجن فإنك خليفتي عليهم قال فودع عمرو أمير المؤمنين ع و انصرف و هو خليفته على الجن فقلت له جعلت فداك فيأتيك عمرو و ذاك الواجب عليه قال نعم

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن أبي جعفر ع مثله

4-  ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن ابن محبوب عن رجل عن أبي عبد الله ع قال بينا رسول الله بين جبال تهامة إذا رجل على عكازة فقال له النبي ص لغة جني و وطؤهم من جبال تهامة فقال من الرجل قال أنا هام بن هيم بن لاقيس السليم بن إبليس قال ليس بينك و بين إبليس غير أبوين قال لا قال أكلت عامة عمر الدنيا قال على ذلك كم أتى عليك قال كنت أيام قتل قابيل هابيل أخاه غلاما أعلو الآكام و أنهى عن الاعتصام و آمر بفساد الطعام فقال رسول الله ص بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم و الشاب المؤمل فقال دع يا محمد عنك اللوم و الهتك فقد جئتك تائبا و إني أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين و لقد كنت مع إبراهيم فلم أزل معه حتى ألقي في النار فقال لي إن لقيت عيسى فأقرئه مني السلام و لقد كنت مع عيسى فقال لي إن لقيت محمدا صلى الله عليه و على جميع أنبيائه و رسله فأقرئه مني السلام و علمني الإنجيل فقال رسول الله ص و على عيسى السلام ما دامت الدنيا و عليك يا هامة بما أديت الأمانة هات حاجتك قال علمني من القرآن قال فأمر عليا ع أن يعلمه فقال يا رسول الله من هذا الذي أمرتني أن أتعلم منه قال يا هامة من كان وصي آدم قال كان شيث قال من كان وصي نوح قال كان سام قال فمن وجدتم وصي هود قال ذاك ياسر بن هود قال فمن وجدتم وصي عيسى قال شمعون بن حمون الصفا ابن عم مريم ع ثم قال له رسول الله ص يا هام و لم كانوا هؤلاء أوصياء الأنبياء فقال يا رسول الله لأنهم كانوا أزهد الناس في الدنيا و أرغب الناس في الآخرة فقال له النبي ص فمن وجدتم وصي محمد قال هام ذاك إليا ابن عم محمد ص قال فهو علي و هو وصيي و أخي و هو أزهد أمتي في الدنيا و أرغب إلى الله في الآخرة قال فسلم هام على أمير المؤمنين ع و تعلم منه سورا ثم قال أخبرني بهذه السور أصلي بها قال له نعم يا هام قليل القرآن كثير فسلم هام على رسول الله ص و انصرف فلم يلقه رسول الله ص حتى قبض ص فلما كان يوم الهرير أتى أمير المؤمنين ع في حربه فقال له يا وصي محمد إنا وجدنا في كتب الأنبياء أن الأصلع وصي محمد خير الناس اكشف رأسك فكشف عن رأسه مغفره فقال أنا و الله ذاك يا هام

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ سعد بإسناده مثله بيان قال الجوهري العكازة عصا ذات زج قوله ص لغة جني لعله إنما قال ذلك على سبيل التعجب أي لغته لغة جني فكيف وطئ جبال تهامة قوله عن الاعتصام أي بحبل الله و دينه قوله و الشاب المؤمل على بناء الفاعل أي الراجي للأمور العظيمة أو لطول البقاء أو لإضلال الخلق أو على بناء المفعول أي تجعل الناس بحيث يأملون منك الخير و في كتاب السماء و العالم برواية علي بن إبراهيم بئس لعمري الشاب المؤمل و الكهل المؤمر و قال الزمخشري في الفائق إن رجلا من الجن أتاه في صورة شيخ فقال إني كنت آمر بإفساد الطعام و قطع الأرحام و إني تائب إلى الله فقال بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم و الشاب المتلوم قالوا المتوسم المتحلي بسمة الشيوخ و المتلوم المتعرض للأئمة بالفعل القبيح و يجوز أن يكون المتوسم المتفرس يقال توسمت فيه الخير إذا تفرسته فيه و رأيت فيه وسمه أي أثره و علامته و المتلوم المنتظر لقضاء اللؤمة و هي الحاجة أو المسرع المتهافت من قول الأصمعي أسرع و أغذ و تلوم بمعنى

5-  سن، ]المحاسن[ عبد الله بن الصلت عن أبي هدية عن أنس بن مالك أن رسول الله ص كان ذات يوم جالسا على باب الدار و معه علي بن أبي طالب ع إذ أقبل شيخ فسلم على رسول الله ص ثم انصرف فقال رسول الله ص لعلي ع أ تعرف الشيخ فقال له علي ع ما أعرفه فقال ص هذا إبليس فقال علي ع لو علمت يا رسول الله لضربته ضربة بالسيف فخلصت أمتك منه قال فانصرف إبليس إلى علي ع فقال له ظلمتني يا أبا الحسن أ ما سمعت الله عز و جل يقول وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ فو الله ما شركت أحدا أحبك في أمه

6-  سن، ]المحاسن[ علي بن حسان الواسطي رفع الحديث قال أتت امرأة من الجن إلى رسول الله ص فآمنت به و حسن إسلامها فجعلت تجيئه في كل أسبوع فغابت عنه أربعين يوما ثم أتته فقال لها رسول الله ص ما الذي أبطأ بك يا جنية فقالت يا رسول الله أتيت البحر الذي هو محيط بالدنيا في أمر أردته فرأيت على شط ذلك البحر صخرة خضراء و عليها رجل جالس قد رفع يديه إلى السماء و هو يقول اللهم إني أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا ما غفرت لي فقلت له من أنت قال أنا إبليس فقلت و من أين تعرف هؤلاء قال إني عبدت ربي في الأرض كذا و كذا سنة و عبدت ربي في السماء كذا و كذا سنة ما رأيت في السماء أسطوانة إلا و عليها مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين أيدته به

7-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن جعفر بن عبد الحميد قال اجتمعنا يوما فقال نفر إن عليا ع كان وصي رسول الله ص و قال آخرون لم يكن وصيا لمحمد ص فقمنا فأتينا أبا حمزة الثمالي فقلنا جرى بيننا الكلام على كذا و كذا فغضب أبو حمزة و قال لقد شهدت الجن فضلا عن الإنس أن عليا كان وصي رسول الله ص أخبرني أبو خيثمة التميمي لما كان بين الحكمين ما كان قلت لا أكون مع علي و لا عليه فخرجت أريد أرض الروم فبينما أنا مار على شاطئ نهر بميافارقين إذا أنا بصوت من ورائي و هو يقول

يا أيها الساري بشط فارق مفارق للحق دين الخالق‏متبع به رئيس مارق ارجع إلى وصي النبي الصادق

فالتفت فلم أر أحدا فقلت

أنا أبو خيثمة التميمي لما رأيت القوم في الخصوم‏تركت أهلي غازيا للروم حتى يكون الأمة في الضميم

فإذا بصوت و هو يقول

اسمع مقالي و ارع قولي ترشدا ارجع إلى علي الخضم الأصيداإن عليا هو وصي أحمدا

قال أبو خيثمة فرجعت إلى علي ع

8-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عليا ع بينما هو قائم على المنبر إذ أقبلت حية من باب الفيل مثل البختي العظيم فناداهم علي أفرجوا لها فإن هذا رسول قوم من الجن فجاءت حتى وضعت فاها على أذنه و إنها لتنق كما ينق الضفدع و كلمها بكلام شبيه بنقها ثم ولت الحية فقال الناس ما حالها قال هو رسول قوم من الجن أخبرني أنه وقع بين بني عامر و غيرهم شر و قتال فبعثوه لآتيهم فأصلح بينهم فوعدتهم أني آتيهم الليلة فقالوا أ تأذن لنا أن نخرج معك قال ما أكره ذلك فلما صلى بهم العشاء الآخرة انطلق بهم حتى أتى ظهر الكوفة قبل الغري فخط حولهم خطة ثم قال إياكم أن تخرجوا من هذه الخطة فإنه إن يخرج أحد منكم من هذه الخطة يختطف فقعدوا في الخطة ينظرون و قد نصب له منبر فصعد عليه فخطب خطبة لم يسمع الأولون و الآخرون مثلها ثم لم يبرح حتى أصلح ذات بينهم و قد برئ بأمرهم بعضهم من بعض و كان الجن أشبه شي‏ء بالزط

9-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب الأربعين لمحمد بن مسلم بن أبي الفوارس عن علي بن الحسين الطوسي عن مسعود بن محمد الغزنوي عن الحسن بن محمد عن أحمد بن عبد الله الحافظ عن الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن موسى الفزاري عن تلميذ بن سليمان عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال كان النبي ص ذات يوم جالسا بالأبطح و عنده جماعة من أصحابه و هو مقبل علينا بالحديث إذ نظر إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار و ما زالت تدنو و الغبار تعلو إلى أن وقعت بحذاء النبي ص فسلم على رسول الله ص شخص فيها ثم قال يا رسول الله إني وافد قومي و قد استجرنا بك فأجرنا و ابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فإن بعضهم قد بغوا علينا ليحكم بيننا و بينهم بحكم الله و كتابه و خذ علي العهود و المواثيق المؤكدة أني أرده إليك سالما في غداة إلا أن يحدث علي حادثة من قبل الله فقال له النبي ص من أنت و من قومك قال أنا عرفطة بن سمراخ أحد بني كاخ من الجن المؤمنين أنا و جماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا ذلك و بعثك الله نبيا آمنا بك و صدقنا قولك و قد خالفنا بعض القوم و أقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا و بينهم الخلاف و هم أكثر منا عددا و قوة و قد غلبوا على الماء و المراعي و أضروا بنا و بدوابنا فابعث معي من يحكم بيننا بالحق فقال له النبي ص اكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها فكشف لنا عن صورته فنظرنا إلى شخص عليه شعر كثير و إذا رأسه طويل طويل العينين عيناه في طول رأسه صغير الحدقتين في فيه أسنان كأسنان السباع ثم إن النبي ص أخذ عليه العهد و الميثاق على أن يرد عليه من غد من يبعث معه به فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر و قال سر مع أخينا عرفطة و تشرف على قومه و تنظر إلى ما هم عليه فاحكم بينهم بالحق فقال يا رسول الله و أين هم قال هم تحت الأرض فقال أبو بكر و كيف أطيق النزول في الأرض و كيف أحكم بينهم و لا أحسن كلامهم فالتفت إلى عمر بن الخطاب و قال له مثل قوله لأبي بكر فأجاب بمثل جواب أبي بكر ثم استدعى بعلي ع و قال له يا علي سر مع أخينا عرفطة و تشرف على قومه و تنظر إلى ما هم عليه و تحكم بينهم بالحق فقام علي ع مع عرفطة و قد تقلد سيفه و تبعه أبو سعيد الخدري و سلمان الفارسي قالا نحن اتبعناهما إلى أن صاروا إلى واد فلما توسطاه نظر إلينا

 علي ع فقال قد شكر الله تعالى سعيكما فارجعوا فقمنا ننظر إليهما فانشقت الأرض و دخلا فيها و عادت إلى ما كانت و رجعنا و قد تداخلنا من الحسرة و الندامة ما الله أعلم به كل ذلك تأسفا على علي ع و أصبح النبي ص و صلى بالناس الغداة ثم جاء و جلس على الصفا و حف به أصحابه و تأخر علي ع و ارتفع النهار و أكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس و قالوا إن الجني احتال على النبي ص و قد أراحنا الله من أبي تراب و ذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا و أكثروا الكلام إلى أن صلى النبي ص صلاة الأولى و عاد إلى مكانه و جلس على الصفا و ما زال أصحابه في الحديث إلى أن وجبت صلاة العصر و أكثر القوم الكلام و أظهروا اليأس من أمير المؤمنين ع و صلى بنا النبي ص صلاة العصر و جاء و جلس على الصفا و أظهر الفكر في علي ع و ظهرت شماتة المنافقين بعلي ع و كادت الشمس تغرب و تيقن القوم أنه هلك إذا انشق الصفا و طلع علي ع منه و سيفه يقطر دما و معه عرفطة فقام النبي ص فقبل ما بين عينيه و جبينيه فقال له ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت فقال صرت إلى خلق كثير قد بغوا على عرفطة و قومه الموافقين و دعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي ذلك دعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى و الإقرار بنبوتك و رسالتك فأبوا فدعوتهم إلى الجزية فأبوا و سألتهم أن يصالحوا عرفطة و قومه فيكون بعض المرعى لعرفطة و قومه و كذلك الماء فأبوا فوضعت سيفي فيهم و قتلت منهم رهطا ثمانين ألفا فلما نظر القوم إلى ما حل بهم طلبوا الأمان و الصلح ثم آمنوا و صاروا إخوانا و زال الخلاف و ما زلت معهم إلى الساعة فقال عرفطة يا رسول الله جزاك الله و عليا خيرا و انصرف

 يل، ]الفضائل لابن شاذان[ عن سلمان رضي الله عنه مثله  فض، ]كتاب الروضة[ عن أبي سعيد مثله إيضاح قال الفيروزآبادي الزوبعة اسم شيطان أو رئيس للجن و منه سمي الإعصار زوبعة

10-  شف، ]كشف اليقين[ من أربعين محمد بن أبي الفارس عن سعد بن أبي طالب الرازي عن عمه زين الدين عبد الجليل عن عبد الوهاب عن محمد بن مروك القزويني عن مسعود بن إبراهيم عن يحيى بن يوسف عن محمد بن الحسن الصفار عن ابن يزيد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن سعد بن أبي وقاص أنه قال بينا نحن بفناء الكعبة و رسول الله ص معنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شي‏ء عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة فتفل رسول الله ص و قال لعنت أو خزيت شك سعد فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و قال ما هذا يا رسول الله قال أ و ما تعرفه يا علي قال الله و رسوله أعلم قال هذا إبليس فوثب علي من مكانه و أخذ بناصيته و جذبه عن مكانه ثم قال أقتله يا رسول الله قال أ و ما علمت يا علي أنه قد أجل إلى الوقت المعلوم فجذبه من يده و وقف و قال ما لي و ما لك يا ابن أبي طالب و الله ما يبغضك أحد إلا و قد شاركت أباه فيه

11-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ بالإسناد يرفعه عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده الشهيد ع قال كان علي بن أبي طالب ع يخطب بالناس يوم الجمعة على منبر الكوفة إذ سمع وجبة عظيمة و عدوا الرجال يتواقعون بعضهم على بعض فقال لهم أمير المؤمنين ع ما بالكم يا قوم قالوا ثعبان عظيم قد دخل من باب المسجد كأنه النخلة السحوق و نحن نفزع منه و نريد أن نقتله فلا نقدر عليه فقال لا تقربوه و طرقوا له فإنه رسول إلي قد جاءني في حاجة قال فعند ذلك فرجوا له فما زال يخترق الصفوف إلى أن وصل إلى عيبة علم رسول الله ص ثم جعل ينق نقيقا فجعل الإمام ع ينق مثل ما نق له ثم نزل عن المنبر و انسل من الجماعة فما كان أسرع أن غاب فلم يروه فقالت الجماعة يا أمير المؤمنين ما هذا الثعبان قال هذا درجان بن مالك خليفتي على الجن المؤمنين و ذلك أنهم اختلف عليهم شي‏ء من أمر دينهم فأنفذوه إلي ليسألني عنه فأجبته فاستعلم جوابها ثم رجع إليهم

 بيان قال الجزري فيه كالنخلة السحوق أي الطويلة التي بعد ثمرها على المجتني و قال فيه فانسللت بين يديه أي مضيت و خرجت بتأن و تدريج

12-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن عبد الله بن عباس قال بينا رسول الله ص جالس إذا نظر إلى حية كأنها بعير فهم علي أن يضربها بالعصا فقال له النبي ص إنه إبليس و إني قد أخذت عليه شروطا ما يبغضك مبغض إلا شارك في رحم أمه و ذلك قوله تعالى وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ

13-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي نجران عن محمد بن عمر عن إبراهيم بن السندي عن يحيى الأزرق قال قال أبو عبد الله ع احتفر أمير المؤمنين ع بئرا فرموا فيها فأخبر بذلك فجاء حتى وقف عليها فقال لتكفن أو لأسكننها الحمام ثم قال أبو عبد الله ع إن حفيف أجنحتها يطرد الشياطين

14-  مشارق الأنوار للبرسي، بإسناده عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد ع قال كان أمير المؤمنين ع على منبر الكوفة يخطب و حوله الناس فجاء ثعبان ينفخ في الناس و هم يتحاودون عنه فقال أمير المؤمنين ع وسعوا له فأقبل حتى رقا المنبر و الناس ينظرون إليه ثم قبل أقدام أمير المؤمنين ع و جعل يتمرغ عليها و نفخ ثلاث نفخات ثم نزل و انساب و لم يقطع أمير المؤمنين ع خطبته فسألوه عن ذلك فقال هذا رجل من الجن ذكر أن ولده قتله رجل من الأنصار اسمه جابر بن سبيع عند خفان من غير أن يتعرض له بسوء و قد استوهبت دم ولده فقام إليه رجل طويل بين الناس و قال أنا الرجل الذي قتلت الحية في المكان المذكور و إني منذ قتلتها لا أقدر أستقر في مكان من الصياح و الصراخ فهربت إلى الجامع و إني منذ سبعة أيام هاهنا فقال له أمير المؤمنين ع خذ جملك و اعقره في موضع قتلت الحية و امض لا بأس عليك

15-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالإسناد إلى دارم عن الرضا عن آبائه ع عن أمير المؤمنين ع قال كنت جالسا عند الكعبة فإذا شيخ محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من شدة الكبر و في يده عكازة و على رأسه برنس أحمر و عليه مدرعة من الشعر فدنا إلى النبي ص و النبي مسند ظهره على الكعبة فقال يا رسول الله ادع لي بالمغفرة فقال رسول الله ص خاب سعيك يا شيخ و ضل عملك فلما تولى الشيخ قال لي يا أبا الحسن أ تعرفه فقلت لا قال ذلك اللعين إبليس قال علي ع فعدوت خلفه حتى لحقته و صرعته إلى الأرض و جلست على صدره و وضعت يدي في حلقه لأخنقه فقال لي لا تفعل يا أبا الحسن فإني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم و الله يا علي إني لأحبك جدا و ما أبغضك أحد إلا شركت أباه في أمه فصار ولد زنا فضحكت و خليت سبيله

16-  ع، ]علل الشرائع[ ابن سعيد الهاشمي عن فرات عن محمد بن علي بن معمر عن أحمد بن علي الرملي عن أحمد بن موسى عن يعقوب بن إسحاق عن عمر بن منصور عن إسماعيل بن أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنا بمنى مع رسول الله ص إذ بصرنا برجل ساجد و راكع و متضرع فقلنا يا رسول الله ما أحسن صلاته فقال ص هو الذي أخرج أباكم من الجنة فمضى إليه علي ع غير مكترث فهزه هزة أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى و اليسرى في اليمنى ثم قال لأقتلنك إن شاء الله فقال لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي ما لك تريد قتلي فو الله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه و لقد شاركت مبغضيك في الأموال و الأولاد و هو قول الله عز و جل في محكم كتابه وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ

  -17  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن مقرن قال دخلنا جماعة على أبي عبد الله ع فقال إن رسول الله ص قال لأم سلمة إذا جاء أخي فمريه أن يملأ هذه الشكوة من الماء و يلحقني بها بين الجبلين و معه سيفه فلما جاء علي ع قالت له قال أخوك املأ هذه الشكوة من الماء و الحقه بها بين الجبلين قالت فملأها و انطلق حتى إذا دخل بين الجبلين استقبله طريقان فلم يدر في أيهما يأخذ فرأى راعيا على الجبل فقال يا راعي هل مر بك رسول الله ص فقال الراعي ما لله من رسول فأخذ علي ع جندلة فصرخ الراعي فإذا الجبل قد امتلأ بالخيل و الرجل فما زالوا يرمونه بالجندل و اكتنفه طائران أبيضان فما زال يمضي و يرمونه حتى لقي رسول الله ص فقال يا علي ما لك منهزما فقال يا رسول الله كان كذا و كذا فقال و هل تدري من الراعي و ما الطائران قال لا قال أما الراعي فإبليس و أما الطائران فجبرئيل و ميكائيل ثم قال رسول الله ص يا علي خذ سيفي هذا و امض بين هذين الجبلين و لا تلق أحدا إلا قتلته و لا تهيبه فأخذ سيف رسول الله ص و دخل بين الجبلين فرأى رجلا عيناه كالبرق الخاطف و أسنانه كالمنجل يمشي في شعره فشد عليه فضربه ضربة فلم يبلغ شيئا ثم ضربه أخرى فقطعه بين اثنين ثم أتى رسول الله ص فقال قتلته فقال النبي ص الله أكبر ثلاثا هذا يغوث و لا يدخل في صنم يعبد من دون الله حتى تقوم الساعة

 بيان قال الفيروزآبادي الشكوة وعاء من أدم للماء و اللبن

18-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شا، ]الإرشاد[ من معجزات أمير المؤمنين ع ما تظاهر به الخبر من بعثة رسول الله ص له إلى وادي الجن و قد أخبره جبرئيل ع أن طوائف منهم قد اجتمعوا لكيده فأغنى عن رسول الله ص و كفى الله المؤمنين به كيدهم و دفعهم عن المسلمين بقوته التي بان بها عن جماعتهم فروى محمد بن أبي السري التميمي عن أحمد بن الفرج عن الحسن بن موسى النهدي عن أبيه عن وبرة بن الحارث عن ابن عباس قال لما خرج النبي ص إلى بني المصطلق جنب عن الطريق فأدركه الليل فنزل بقرب واد وعر فلما كان في آخر الليل هبط جبرئيل عليه يخبره أن طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيده و إيقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم إياه فدعا أمير المؤمنين ع فقال له اذهب إلى هذا الوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك فادفعه بالقوة التي أعطاك الله عز و جل إياها و تحصن منهم بأسماء الله عز و جل التي خصك بعلمها و أنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس و قال لهم كونوا معه و امتثلوا أمره فتوجه أمير المؤمنين ع إلى الوادي فلما قرب من شفيره أمر المائة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير و لا يحدثوا شيئا حتى يؤذن لهم ثم تقدم فوقف على شفير الوادي و تعوذ بالله من أعدائه و سمى الله عز اسمه و أومأ إلى القوم الذين اتبعوه أن يقربوا منه فقربوا و كان بينهم و بينه فرجة مسافتها غلوة ثم رام الهبوط إلى الوادي فاعترضت ريح عاصف كاد أن تقع القوم على وجوههم لشدتها و لم تثبت أقدامهم على الأرض من هول الخصم و من هول ما لحقهم فصاح أمير المؤمنين ع أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وصي رسول الله ص و ابن عمه اثبتوا إن شئتم فظهر للقوم أشخاص على صور الزط يخيل في أيديهم شعل النيران قد اطمأنوا و أطافوا بجنبات الوادي فتوغل أمير المؤمنين ع بطن الوادي و هو يتلو القرآن و هو يوئي بسيفه يمينا و شمالا فما لبث الأشخاص حتى صارت كالدخان الأسود و كبر أمير المؤمنين ع ثم صعد من حيث انهبط فقام مع القوم الذين اتبعوه حتى اصفر الموضع عما اعتراه فقال له أصحاب رسول الله ص ما لقيت يا أبا الحسن فلقد كدنا أن نهلك خوفا و أشفقنا عليك أكثر مما لحقنا فقال ع لهم إنه لما تراءى لي العدو جهرت فيهم بأسماء الله تعالى فتضاءلوا و علمت ما حل بهم من الجزع فتوغلت الوادي غير خائف منهم و لو بقوا على هيئتهم لأتيت على أنفسهم و قد كفى الله كيدهم و كفى أمير المؤمنين شرهم و ستسبقني بقيتهم إلى رسول الله ص يؤمنون به و انصرف أمير المؤمنين ع بمن معه إلى رسول الله ص و أخبره الخبر فسري عنه و دعا له بخير و قال له كيف قد سبقك يا علي من أخافه الله بك و أسلم و قبلت إسلامه ثم ارتحل بجماعة المسلمين حتى قطعوا الوادي آمنين غير خائفين و هذا الحديث قد روته العامة كما روته الخاصة و لم يتناكروا شيئا منه

19-  أقول روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب و غيره في غيره بأسانيدهم عن المعلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله ع يوم النيروز هو اليوم الذي وجه فيه رسول الله ص عليا ع إلى وادي الجن فأخذ عليهم العهود و المواثيق

  -20  شا، ]الإرشاد[ روى حملة الآثار و رواة الأخبار أن أمير المؤمنين ع كان يخطب على منبر الكوفة إذ ظهر ثعبان من جانب المنبر و جعل يرقى حتى دنا من أمير المؤمنين ع فارتاع الناس لذلك و هموا بقصده و دفعه عن أمير المؤمنين ع فأومأ إليهم بالكف عنه فلما صار على المرقاة التي عليها أمير المؤمنين ع قائم انحنى إلى الثعبان و تطاول الثعبان إليه حتى التقم أذنه و سكت الناس و تحيروا لذلك و نق نقيقا سمعه كثير منهم ثم إنه زال عن مكانه و أمير المؤمنين ع يحرك شفتيه و الثعبان كالمصغي إليه ثم انساب و كأن الأرض ابتلعته و عاد أمير المؤمنين ع إلى خطبته فتممها فلما فرغ منها و نزل اجتمع الناس إليه يسألونه عن حال الثعبان و الأعجوبة فيه فقال لهم ليس ذلك كما ظننتم إنما هو حاكم من حكام الجن التبست عليه قضية فصار إلي أن يستفهمني عنها فأفهمته إياها و دعا لي بخير و انصرف

21-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ جابر عن أبي جعفر ع قال رسول الله ص يا علي ائت الوادي فدخل الوادي و دار فيه فلم ير أحدا حتى إذا صار على بابه لقيه شيخ فقال ما تصنع هنا قال أرسلني رسول الله ص قال تعرفني قال ينبغي أن تكون أنت الملعون فقال ما ترى أصارعك فصارعه فصرعه علي ع فقال قم عني حتى أبشرك فقام عنه فقال بم تبشرني يا ملعون قال إذا كان يوم القيامة صار الحسن عن يمين العرش و الحسين عن يسار العرش يعطون شيعتهم الجواز من النار فقام إليه فقال أصارعك مرة أخرى قال نعم فصرعه مرة أخرى أمير المؤمنين ع فقال قم عني حتى أبشرك فقام عنه قال لما خلق الله تعالى آدم أخرج ذريته عن ظهره مثل الذر فأخذ ميثاقهم أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى فأشهدهم على أنفسهم فأخذ ميثاق محمد و ميثاقك فعرف وجهك الوجوه و روحك الأرواح فلا يقول لك أحد يحبك إلا عرفته و لا يقول لك أحد أبغضك إلا عرفته قال قم صارعني ثالثة قال نعم فصارعه فاعتنقه ثم صارعه فصرعه أمير المؤمنين ع قال يا علي لا تنقضني قم عني حتى أبشرك فقال أبرأ منك و ألعنك قال و الله يا ابن أبي طالب ما أحد يبغضك إلا شركت أباه في رحم أمه و ولده و ماله أ ما قرأت كتاب الله وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ الآية

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الفارسي معنعنا عن أبي جعفر ع مثله

22-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ تاريخ الخطيب و كتاب النطنزي بإسنادهما عن ابن جريح عن مجاهد عن ابن عباس و بإسناد الخطيب عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن علي بن أبي طالب ع و في إبانة الخركوشي بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس و قد رواه القاضي أبو الحسن الأشناني عن إسحاق الأحمر و روى من أصحابنا جماعة منهم أبو جعفر بن بابويه في الامتحان و لفظ الحديث للخركوشي قال ابن عباس كنت أنا و رسول الله ص و علي بن أبي طالب ع بفناء الكعبة إذ أقبل شخص عظيم مما يلي الركن اليماني كفيل فتفل رسول الله ص و قال لعنت فقال علي ع ما هذا يا رسول الله قال أ و ما تعرفه ذاك إبليس اللعين فوثب علي ع و أخذ بناصيته و خرطومه و جذبه فأزاله عن موضعه و قال لأقتلنه يا رسول الله فقال رسول الله ص أ ما علمت يا علي أنه قد أجل له إلى يوم الوقت المعلوم فتركه فوقف إبليس و قال يا علي دعني أبشرك فما لي عليك و لا على شيعتك سلطان و الله ما يبغضك أحد إلا شاركت أباه فيه كما هو في القرآن وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ فقال النبي ص دعه يا علي فتركه

 كتاب إبراهيم روى أبو سارة الشامي بإسناده و كتاب ابن فياض روى إسماعيل بن أبان بإسناده كلاهما عن أم سلمة في حديث أنه خرج علي ع و معه بلال يقفوان أثر رسول الله ص حتى انتهيا إلى الجبل فانقطع الأثر عنهما فبينما هما كذلك إذ رفع لهما رجل متكئ على عصا له كساء على عاتقه كأنه راعي من هذه الرعاة فقال علي ع يا بلال اجلس حتى آتيك بالخبر و توجه قبل الرجل حتى إذا كان قريبا منه قال يا عبد الله رأيت رسول الله فقال الرجل و هل لله من رسول فغضب علي ع و تناول حجرا و رماه فأصاب بين عينيه فصاح صيحة فإذا الأرض كلها سواد بين خيل و رجل حتى أطافوا به ثم أقبل علي ع فبينما هو كذلك إذ أقبل طائران من قبل الجبل فأخذ أحدهما يمنة و الآخر يسرة فما زالا يضربانهم بأجنحتهما حتى ذهب ذلك السواد و رجع الطائران حتى أخذا في الجبل فقال لبلال انطلق حتى نتبع هذين الطائرين فصعد علي ع الجبل و بلال فإذا هما برسول الله ص و قد أقبل من خلف الجبل فتبسم في وجه علي ع فقال يا علي ما لي أراك مذعورا فقص عليه الخبر فقال تدري ما الطائران قال لا قال ذاك جبرئيل و ميكائيل عليهما السلام كانا عندي يحدثاني فلما سمعا الصوت عرفا أنه إبليس فأتياك يا علي ليعيناك

  -23  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في حديث طويل عن علي بن محمد الصوفي أنه لقي إبليس و سأله فقال له من أنت فقال أنا من ولد آدم فقال لا إله إلا الله أنت من قوم يزعمون أنهم يحبون الله و يعصونه و يبغضون إبليس و يطيعونه فقال من أنت فقال أنا صاحب الميسم و الاسم الكبير و الطبل العظيم و أنا قاتل هابيل و أنا الراكب مع نوح في الفلك أنا عاقر ناقة صالح أنا صاحب نار إبراهيم أنا مدبر قتل يحيى أنا ممكن قوم فرعون من النيل أنا مخيل السحر و قائده إلى موسى أنا صانع العجل لبني إسرائيل أنا صاحب منشار زكريا أنا السائر مع أبرهة إلى الكعبة بالفيل أنا المجمع لقتال محمد ص يوم أحد و حنين أنا ملقي الحسد يوم السقيفة في قلوب المنافقين أنا صاحب الهودج يوم البصرة و البعير أنا الواقف بين عسكر صفين أنا الشامت يوم كربلاء بالمؤمنين أنا إمام المنافقين أنا مهلك الأولين أنا مضل الآخرين أنا شيخ الناكثين أنا ركن القاسطين أنا ظل المارقين أنا أبو مرة مخلوق من نار لا من طين أنا الذي غضب الله عليه رب العالمين فقال الصوفي بحق الله عليك إلا دللتني على عمل أتقرب به إلى الله و أستعين به على نوائب دهري فقال اقنع من دنياك بالعفاف و الكفاف و استعن على الآخرة بحب علي بن أبي طالب ع و بغض أعدائه فإني عبدت الله في سبع سماواته و عصيته في سبع أرضيه فلا وجدت ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا إلا و هو يتقرب بحبه قال ثم غاب عن بصري فأتيت أبا جعفر ع فأخبرته بخبره فقال ع آمن الملعون بلسانه و كفر بقلبه

 مناقب أبي إسحاق الطبري و إبانة الفلكي قال أبو حمزة الثمالي كان رجل من بني تميم يقال له خيثمة فلما حكموا الحكمين خرج هاربا نحو الجزيرة فمر بواد مخيف يقال له ميافارقين فهتف به من الوادي 

يا أيها الساري باميافارق مخالفا للحق دين الصادق‏تابعت دينا ليس دين الخالق بل دين كل أحمق منافق

فقال خيثمة

لما رأيت القوم في الخصوم فارقت دين أحمق لئيم‏حتى يعود الدين في الصميم

فقال

اسمع لقولي ثم ترشد إن عليا كالحسام الأصيدمنهاجه دين النبي المهتدي فارجع إلى دين وصي أحمدفخالف المراق فيه و اشهد

فرجع إلى علي ع و لم يزل معه حتى قتل

 و في بعض كتب الأخبار عن بعض صالحات الجن ممن كانت تدخل على أهل البيت ع أنها قالت رأيت إبليس على صخرة جزيرة ماثلا و هو يقول

شفيعي إلى الله أهل العباء و إن لم يكونوا شفيعي فمن‏شفيعي النبي شفيعي الوصي شفيعي الحسين شفيعي الحسن‏شفيعي التي أحصنت فرجها فصلى عليهم إله المنن

 و هذه من عجائبه ع لأن الخلائق يخافون من إبليس و جنوده و يتعوذون منه و هم يخافون من علي بن أبي طالب ع و يحبونه و يتوسلون به لعلو شأنه و سمو مكانه

 المعجزات و الروضة و دلائل ابن عقدة أبو إسحاق السبيعي و الحارث الأعور رأينا شيخا باكيا و هو يقول أشرفت على المائة و ما رأيت العدل إلا ساعة فسئل عن ذلك فقال أنا هجر الحميري و كنت يهوديا أبتاع الطعام قدمت يوما نحو الكوفة فلما صرت بالقبة بالمسجد فقدت حميري فدخلت الكوفة على الأشتر فوجهني إلى أمير المؤمنين ع فلما رآني قال يا أخا اليهود إن عندنا علم البلايا و المنايا ما كان أو يكون أخبرك أم تخبرني بما ذا جئت فقلت بل تخبرني فقال اختلست الجن مالك في القبة فما تشاء قلت إن تفضلت علي آمنت بك فانطلق معي حتى إذا أتى القبة صلى ركعتين و دعا بدعاء و قرأ يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ الآية ثم قال يا عبيد الله ما هذا العبث و الله ما على هذا بايعتموني و عاهدتموني يا معشر الجن فرأيت مالي يخرج من القبة فقلت أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله و أشهد أن عليا ولي الله ثم إني لما قدمت الآن وجدته مقتولا

 قال ابن عقدة إن اليهود من سورات المدينة

 كتاب هواتف الجن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال حدثني سلمان الفارسي في خبر كنا مع رسول الله ص في يوم مطير و نحن ملتفتون نحوه فهتف هاتف السلام عليك يا رسول الله فرد عليه السلام و قال من أنت قال عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح قال اظهر لنا رحمك الله في صورتك قال سلمان فظهر لنا شيخ أذب أشعر قد لبس وجهه شعر غليظ متكاثف قد واراه و عيناه مشقوقتان طولا و فمه في صدره فيه أنياب بادية طوال و أظفاره كمخالب السباع فقال الشيخ يا نبي الله ابعث معي من يدعو قومي إلى الإسلام و أنا أرده إليك سالما فقال النبي ص أيكم يقوم معه فيبلغ الجن عني و له الجنة فلم يقم أحد فقال ثانية و ثالثة فقال علي ع أنا يا رسول الله فالتفت النبي ص إلى الشيخ فقال وافني إلى الحرة في هذه الليلة أبعث معك رجلا يفصل حكمي و ينطق بلساني و يبلغ الجن عني قال فغاب الشيخ ثم أتى في الليل و هو على بعير كالشاة و معه بعير آخر كارتفاع الفرس فحمل النبي ص عليا ع عليه و حملني خلفه و عصب عيني و قال لا تفتح عينيك حتى تسمع عليا يؤذن و لا يروعك ما تسمع و إنك آمن فثار البعير فدفع سائرا يدف كدفيف النعام و علي يتلو القرآن فسرنا ليلتنا حتى إذا طلع الفجر أذن علي ع و أناخ البعير و قال انزل يا سلمان فحللت عيني و نزلت فإذا أرض قوراء فأقام الصلاة و صلى بنا و لم أزل أسمع الحس حتى إذا سلم علي ع التفت فإذا خلق عظيم و أقام علي يسبح ربه حتى طلعت الشمس ثم قام خطيبا فخطبهم فاعترضته مردة منهم فأقبل علي ع فقال أ بالحق تكذبون و عن القرآن تصدفون و بآيات الله تجحدون ثم رفع طرفه إلى السماء فقال اللهم بالكلمة العظمى و الأسماء الحسنى و العزائم الكبرى و الحي القيوم و محيي الموتى و مميت الأحياء و رب الأرض و السماء يا حرسة الجن و رصدة الشياطين و خدام الله الشرهاليين و ذوي الأرواح الطاهرة اهبطوا بالجمرة التي لا تطفأ و الشهاب الثاقب و الشواظ المحرق و النحاس القاتل ب كهيعص و الطواسين و الحواميم و يس و ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ و الذَّارِياتِ و النَّجْمِ إِذا هَوى و الطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ و الأقسام العظام و مواقع النجوم لما أسرعتم الانحدار إلى المردة المتولعين المتكبرين الجاحدين آثار رب العالمين قال سلمان فأحسست بالأرض من تحتي ترتعد و سمعت في الهواء دويا شديدا ثم نزلت نار من السماء صعق كل من رآها من الجن و خرت على وجوهها مغشيا عليها و سقطت أنا على وجهي فلما أفقت إذا دخان يفور من الأرض فصاح بهم علي ع ارفعوا رءوسكم فقد أهلك الله الظالمين ثم عاد إلى خطبته فقال يا معشر الجن و الشياطين و الغيلان و بني شمراخ و آل نجاح و سكان الآجام و الرمال و القفار و جميع شياطين البلدان اعلموا أن الأرض قد ملئت عدلا كما كانت مملوءة جورا هذا هو الحق فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ فقالوا آمنا بالله و برسوله و رسول رسوله فلما دخلنا المدينة قال النبي ص لعلي ع ما ذا صنعت قال أجابوا و أذعنوا و قص عليه خبرهم فقال ص لا يزالون كذلك هائبين إلى يوم القيامة و أخذ البيعة على الجن بوادي العقيق بأن لا يظهروا في رحالاتنا و جواد المسلمين و قضى منه و من رسول الله ص فشكت الجن مأكلهم فقال أ و ليس قد أبحت لكم النثيل و العظام قالوا يا أمير المؤمنين على أن لا يستجمر بها فقال لكم ذلك فقالوا يا أمير المؤمنين فإن الشمس تضر بأطفالنا فأمر أمير المؤمنين ع الشمس أن ترجع فرجعت و أخذ عليها العهد أن لا تضر بأولاد المؤمنين من الجن و الإنس

 توضيح الأذب الطويل و قال الجزري فيه إنه دفع من عرفات أي ابتدأ السير و دفع نفسه منها و نحاها أو دفع ناقته و حملها على السير و قال فيه إن في الجنة لنجائب تدف بركبانها أي تسير بهم سيرا لينا انتهى و في بعض النسخ يزف كزفيف النعام أي يسرع و القوراء الواسعة

24-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ عن علي ع قال دعاني رسول الله ذات ليلة من الليالي و هي ليلة مدلهمة سوداء فقال لي خذ سيفك و مر في جبل أبي قبيس فكل من رأيته على رأسه فاضربه بهذا السيف فقصدت الجبل فلما علوته وجدت عليه رجلا أسود هائل المنظر كأن عينيه جمرتان فهالني منظره فقال لي يا علي فدنوت إليه و ضربته بالسيف فقطعته نصفين فسمعت الضجيج من بيوت مكة بأجمعها ثم أتيت رسول الله ص و هو بمنزل خديجة رضي الله عنها فأخبرته بالخبر فقال أ تدري من قتلت يا علي قلت الله و رسوله أعلم فقال قتلت اللات و العزى و الله لا عادت عبدت بعدها أبدا

25-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ بالإسناد يرفعه إلى ابن عباس رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله ص الغداة و استند إلى محرابه و الناس حوله منهم المقداد و حذيفة و أبو ذر و سلمان و إذا بأصوات عالية قد ملأت المسامع فعند ذلك قال ص يا حذيفة انظر ما الخبر قال فخرجت و إذا هم أربعون رجلا على رواحلهم بأيديهم الرماح الخطية على رءوس الرماح أسنة من العقيق الأحمر و على كل واحد ضربة من اللؤلؤ و على رءوسهم قلانس مرصوعة بالدر و الجواهر يقدمهم غلام لا نبات بعارضية كأنه فلقة قمر و هم ينادون الحذار الحذار البدار البدار إلى محمد المختار المبعوث في الأرض قال حذيفة فأخبرت النبي ص بذلك قال يا حذيفة انطلق إلى حجرة كاشف الكروب و عبد علام الغيوب و الليث الهصور و اللسان الشكور و الهزبر الغيور و البطل الجسور و العالم الصبور الذي حوى اسمه التوراة و الإنجيل و الزبور انطلق إلى حجرة ابنتي فاطمة و ائتني ببعلها علي بن أبي طالب قال فمضيت و إذا به قد تلقاني قال لي يا حذيفة جئت لتخبرني عن قوم أنا عالم بهم منذ خلقوا و منذ ولدوا و في أي شي‏ء جاءوا فقال حذيفة فقلت زادك الله علما و فهما يا مولاي ثم أقبل ع إلى المسجد و القوم حافون بالنبي ص فلما رأوه نهضوا قياما على أقدامهم فقال لهم النبي ص كونوا على مجالسكم فقعدوا فلما استقر بهم المجلس قام الغلام الأمرد قائما دون أصحابه و قال أيها الناس أيكم الراهب إذا انسدل الليل الظلام أيكم مكسر الأصنام أيكم ساتر عورات النسوان أيكم الشاكر لما أولاه المنان أيكم الضارب يوم الضرب و الطعان أيكم مكسر رءوس الفرسان أيكم محمد معدن الإيمان أيكم وصيه الذي ينصر به دينه على سائر الأديان أيكم علي بن أبي طالب فعند ذلك قال النبي ص يا علي أجب الغلام الذي هو في وصفه غلام و قم لحاجته فعند ذلك قال علي ع ادن مني يا غلام إني أعطيك سؤلك و المرام و أشفي عليك الأسقام بعون رب الأنام فانطلق بحاجتك فأنا أبلغك أمنيتك لتعلم المسلمون أني سفينة النجاة و عصا موسى و الكلمة الكبرى و النبأ العظيم و صراطه المستقيم فقال الغلام إن معي أخي و كان مولعا بالصيد فخرج في بعض أيامه متصيدا فعارضته بقرات وحش عثر فرمى إحداهن فقتلها ففلج نصفه في الوقت و الحال و قل كلامه حتى لا يكلمنا إلا إيماء و قد بلغنا أن صاحبكم يدفع عنه ما يجده فإن شفى صاحبكم علته آمنا به فنحن بني النجدة و البأس و القوة و المراس و لنا الذهب و الفضة و الخيل و الإبل و المضارب العالية و نحن سبعون ألفا بخيول جياد و سواعد شداد و نحن بقايا قوم عاد

 فعند ذلك قال أمير المؤمنين ع أين أخوك عجاج بن الحلاحل بن أبي الغضب بن سعد بن المقنع بن عملاق بن ذهب بن سعد العادي فلما سمع الغلام نسبه قال ها هو في هودج سيأتي مع جماعة منا يا مولاي فإن شفيت علته رجعنا عن عبادة الأوثان و اتبعنا ابن عمك صاحب البردة و القضيب و الغمام قال فبينما هم في الكلام إذا قد أقبلت عجوز فوق جمل عليه محمل قد أبركته بباب المصطفى قال الغلام جاء أخي يا فتى فنهض أمير المؤمنين ع و دنا من المحمل و إذا فيه غلام له وجه صبيح ففتح عينيه فنظر إلى وجه علي ع فبكى و قال بلسان ضعيف و قلب حزين إليكم المشتكى و الملتجى يا أهل بيت النبوة فقال له علي ع لا بأس عليك بعد اليوم ثم نادى أيها الناس اخرجوا هذه الليلة إلى البقيع سترون من علي عجبا قال حذيفة بن اليمان فاجتمع الناس من العصر بالبقيع إلى أن هدأ الليل ثم خرج إليهم أمير المؤمنين ع و معه ذو الفقار فقال اتبعوني حتى أريكم عجبا فتبعوه فإذا هو بنارين متفرقة نار كثيرة و نار قليلة فدخل في النار القليلة فأقبلها على النار الكثيرة قال حذيفة فسمعت زمجرة كزمجرة الرعد و قد قلب النار بعضها في بعض ثم دخل فيها و نحن بالبعد منه و قد تداخلنا الرعب من كثرة الزمجرة و نحن ننتظر ما يصنع بالنار فلم يزل كذلك إلى أن أسفر الصباح ثم خمدت النار فطلع منها و قد كنا آيسنا منه فوصل إلينا و بيده رأس فيه ذروة له أحد عشر إصبعا و له عين واحدة في جبهته و هو ماسك بشعره و له شعر كالدب فقلنا له أعان الله عليك ثم أتى به إلى المحفل الذي فيه الغلام و قال قم بإذن الله يا غلام فما بقي عليك بأس فنهض الغلام و يداه صحيحتان و رجلاه سليمتان فانكب على رجل الإمام يقبلها و هو يقول مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنك علي ولي الله و ناصر دينه ثم أسلم القوم الذين كانوا معه قال و بقي الناس متحيرين قد بهتوا لما رأوا الرأس و خلقته فالتفت إليهم علي ع و قال أيها الناس هذا رأس عمرو بن الأخيل بن لاقيس بن إبليس اللعين كان في اثني عشر ألف فيلق من الجن و هو الذي فعل بالغلام ما شاهدتموه فضربتهم بسيفي هذا و قاتلتهم بقلبي هذا فماتوا كلهم بالاسم الأعظم الذي كان على عصا موسى الذي ضرب بها البحر فانفلق اثنا عشر فرقا فاعتصموا بطاعة الله و طاعة رسوله ترشدوا

 بيان الخط موضع باليمامة تنسب إليه الرماح الخطية و الزمجرة الصياح و الصخب و الفيلق كصيقل الجيش و الرجل العظيم

26-  إرشاد القلوب، بالإسناد إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي قال دخلت المسجد الأعظم بالكوفة فإذا أنا بشيخ أبيض الرأس و اللحية لا أعرفه مستندا إلى أسطوانة و هو يبكي و دموعه تسيل على خديه فقلت يا شيخ ما يبكيك فقال لي أتى علي نيف و مائة سنة لم أر فيها عدلا و لا حقا و لا علما ظاهرا إلا ساعتين من ليل و ساعتين من نهار و أنا أبكي لذلك فقلت و ما تلك الساعة و الليلة و اليوم الذي رأيت فيه العدل قال إني رجل من اليهود و كان لي ضيعة بناحية سوراء و كان لنا جار في الضيعة من أهل الكوفة يقال له الحارث الأعور الهمداني و كان رجلا مصاب العين و كان لي صديقا و خليطا و إني دخلت الكوفة يوما من الأيام و معي طعام على أحمرة لي أريد بيعها بالكوفة فبينما أنا أسوق الأحمرة و قد صرت في مسبخة الكوفة و ذلك بعد عشاء الآخرة فافتقدت حميري فكأن الأرض ابتلعتها أو السماء تناولتها و كأن الجن اختطفتها و طلبتها يمينا و شمالا فلم أجدها فأتيت منزل الحارث الهمداني من ساعتي أشكو إليه ما أصابني و أخبرته بالخبر فقال انطلق بنا إلى أمير المؤمنين ع حتى نخبره فانطلقنا إليه فأخبره الخبر فقال أمير المؤمنين ع للحارث انصرف إلى منزلك و خلني و اليهودي فأنا ضامن لحميره و طعامه حتى أردها له فمضى الحارث إلى منزله و أخذ أمير المؤمنين ع بيدي حتى أتينا الموضع الذي افتقدت حميري و طعامي فحول وجهه عني و حرك شفتيه و لسانه بكلام لم أفهمه ثم رفع رأسه فسمعته يقول و الله ما على هذا بايعتموني يا معشر الجن و ايم الله لئن لم تردوا على اليهودي حميره و طعامه لأنقضن عهدكم و لأجاهدنكم فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ قال فو الله ما فرغ أمير المؤمنين ع من كلامه حتى رأيت حميري و طعامي بين يدي ثم قال أمير المؤمنين ع اختر يا يهودي إحدى خصلتين إما أن تسوق حميرك و أحثها عليك أو أسوقها أنا و تحثها علي أنت قال قلت بل أسوقها و أنا أقوى على حثها و تقدم أنت يا أمير المؤمنين ع أمامها إلى الرحبة فقال يا يهودي إن عليك بقية من الليل فاحفظ حميرك حتى تصبح و حط أنت عنها أو أحط أنا عنها و تحفظ أنت فقلت يا أمير المؤمنين أنا قوي على حطها و أنت على حفظها حتى يطلع الفجر فقال أمير المؤمنين ع خلني و إياها و نم أنت حتى يطلع الفجر فلما طلع الفجر انتبهت فقال قم قد طلع الفجر فاحفظ حميرك و ليس عليك بأس و لا تغفل عنها حتى أعود إليك إن شاء الله تعالى ثم انطلق أمير المؤمنين ع فصلى بالناس الصبح فلما طلعت الشمس أتاني و قال افتح برك على بركة الله تعالى و سعر طعامك ففعلت ثم قال اختر مني خصلة من خصلتين إما أن أبيع أنا و تستوفي أنت الثمن أو تبيع أنت و أستوفي أنا لك الثمن فقلت بل أبيع أنا و تستوفي أنت الثمن فقال افعل فلما فرغت من بيعي سلم إلي الثمن و قال لي لك حاجة فقلت نعم أريد أدخل السوق في شراء حوائج قال فانطلق حتى أعينك فإنك ذمي فلم يزل معي حتى فرغت من حوائجي ثم ودعني فقلت عند الفراغ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أشهد أنك عالم هذه الأمة و خليفة رسول الله ص على الجن و الإنس فجزاك الله عن الإسلام خير الجزاء ثم انطلقت إلى ضيعتي فأقمت بها شهورا و نحو ذلك فاشتقت إلى رؤيته فقدمت و سألت عنه فقيل قد قتل أمير المؤمنين ع فاسترجعت و صليت عليه صلاة كثيرة و قلت عند فراقي ذهب العلم و كان أول عدل رأيته منه تلك الليلة و آخر عدل رأيته منه في ذلك اليوم فما لي لا أبكي و كان هذا من دلائله ع

27-  ختص، ]الإختصاص[ القاسم بن محمد الهمداني عن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الكوفي عن أبي الحسين يحيى بن محمد الفارسي عن أبيه عن أبي عبد الله عن أبيه عن أمير المؤمنين ع قال خرجت ذات يوم إلى ظهر الكوفة و بين يدي قنبر فقلت له يا قنبر ترى ما أرى فقال قد ضوأ الله لك يا أمير المؤمنين عما عمي عنه بصري فقلت يا أصحابنا ترون ما أرى فقالوا لا قد ضوأ الله لك يا أمير المؤمنين عما عمي عنه أبصارنا فقلت و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لترونه كما أراه و لتسمعن كلامه كما أسمع فما لبثنا أن طلع شيخ عظيم الهامة مديد القامة له عينان بالطول فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته فقلت من أين أقبلت يا لعين قال من الآثام فقلت و أين تريد قال الآثام فقلت بئس الشيخ أنت فقال لم تقول هذا يا أمير المؤمنين فو الله لأحدثنك بحديث عني عن الله عز و جل ما بيننا ثالث فقلت يا لعين عنك عن الله ما بينكما ثالث قال نعم إنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت إلهي و سيدي ما أحسبك خلقت خلقا هو أشقى مني فأوحى الله تبارك و تعالى إلي بلى قد خلقت من هو أشقى منك فانطلق إلى مالك يريكه فانطلقت إلى مالك و قلت السلام يقرأ عليك السلام و يقول أرني من هو أشقى مني فانطلق بي مالك إلى النار فرفع الطبق الأعلى فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني و أكلت مالكا فقال لها اهدئي فهدأت ثم انطلق منه إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك سوادا و أشد حمى فقال لها اخمدي فخمدت إلى أن انطلق بي إلى السابع و كل نار تخرج من طبق فهي أشد من الأولى فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني و أكلت مالكا و جميع ما خلقه الله عز و جل فوضعت يدي على عيني و قلت مرها يا مالك تخمد و إلا خمدت فقال إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم فأمرها فخمدت فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلقين بها إلى فوق و على رءوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بها فقلت يا مالك من هذان فقال و ما قرأت على ساق العرش و كنت قبل قرأته قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته و نصرته بعلي فقال هذان عدوا أولئك و ظالماهم

 أقول قد مضى بعض الأخبار في باب حبه ع و بعضها في باب أن الجن تأتيهم ع في كتاب الإمامة و سيأتي قصة بئر العلم و غيرها في باب شجاعته صلوات الله عليه