باب 23- ما ظهر من بركات الروضة الرضوية على مشرفها ألف تحية و معجزاته ع عندها على الناس

1-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو طالب الحسين بن عبد الله بن بنان الطائي قال سمعت محمد بن عمر النوقاني يقول بينا أنا نائم بنوقان في علية لنا في ليلة ظلماء إذا انتبهت فنظرت إلى الناحية التي فيها مشهد علي بن موسى الرضا ع بسناباد فرأيت نورا قد علا حتى امتلأ منه المشهد و صار مضيئا كأنه نهار فكنت شاكا في أمر الرضا ع و لم أكن علمت أنه حق فقالت لي أمي و كانت مخالفة ما لك فقلت لها رأيت نورا ساطعا قد امتلأ منه المشهد بسناباد فقالت أمي ليس ذلك بشي‏ء و إنما هذا من عمل الشيطان قال فرأيت ليلة أخرى مظلمة أشد ظلمة من الليلة الأولى و مثل ما كنت رأيت من النور و المشهد قد امتلأ به فأعلمت أمي ذلك و جئت بها إلى المكان الذي كنت فيه حتى رأت ما رأيت من النور و امتلأ المشهد منه فاستعظمت ذلك و أخذت في الحمد لله عز و جل إلا أنها لم تؤمن به كإيماني فقصدت إلى المشهد فوجدت الباب مغلقا فقلت اللهم إن كان أمر الرضا ع حقا فافتح لي هذا الباب ثم دفعته بيدي فانفتح فقلت في نفسي لعله لم يكن مغلقا على ما وجب فغلقته حتى علمت أنه لم يمكن فتحه إلا بمفتاح ثم قلت اللهم إن كان أمر الرضا حقا فافتح لي هذا الباب ثم دفعته بيدي فانفتح فدخلت و زرت و صليت و استبصرت في أمر الرضا ع فكنت أقصده بعد ذلك كل جمعة زائرا من نوقان و أصلي عنده إلى وقتي هذا

2-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو طالب الحسين بن عبد الله بن بنان الطائي قال سمعت أبا منصور بن عبد الرزاق يقول لحاكم طوس المعروف بالبيوردي هل لك ولد فقال لا فقال له أبو منصور لم لا تقصد مشهد الرضا ع و تدعو الله عنده حتى يرزقك ولدا فإني سألت الله تعالى هناك في حوائج فقضيت لي قال الحاكم فقصدت المشهد على ساكنه السلام و دعوت الله تعالى عند الرضا ع أن يرزقني ولدا فرزقني الله عز و جل ولدا ذكرا فجئت إلى أبي منصور بن عبد الرزاق و أخبرته باستجابة الله تعالى لي في المشهد فوهب لي و أعطاني و أكرمني على ذلك

 قال الصدوق رحمه الله لما استأذنت الأمير السعيد ركن الدولة في زيارة مشهد الرضا ع أذن لي في ذلك في رجب من سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة فلما انقلبت عنه ردني فقال لي هذا مشهد مبارك قد زرته و سألت الله تعالى حوائج كانت في نفسي فقضاها لي فلا تقصر في الدعاء لي هناك و الزيارة عني فإن الدعاء فيه مستجاب فضمنت ذلك له و وفيت به فلما عدت من المشهد على ساكنه التحية و السلام و دخلت إليه قال لي هل دعوت لنا و زرت عنا فقلت نعم فقال قد أحسنت فقد صح لي أن الدعاء في ذلك المشهد مستجاب

3-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين الضبي و ما لقيت أنصب منه و بلغ من نصبه أنه كان يقول اللهم صل على محمد فردا و امتنع من الصلاة على آله قال سمعت أبا بكر الحمامي الفراء في سكة حرب بنيسابور و كان من أصحاب الحديث يقول أودعني بعض الناس وديعة فدفنتها و نسيت موضعها فلما أتى على ذلك مدة جاءني صاحب الوديعة يطالبني بها فلم أعرف موضعها و تحيرت و اتهمني صاحب الوديعة فخرجت من بيتي مغموما متحيرا و رأيت جماعة من الناس يتوجهون إلى مشهد الرضا ع فخرجت معهم إلى المشهد و زرت و دعوت الله أن يبين لي موضع الوديعة فرأيت هناك فيما يرى النائم كأن آت أتاني فقال لي دفنت الوديعة في موضع كذا و كذا فرجعت إلى صاحب الوديعة فأرشدته إلى ذلك الموضع الذي رأيته في المنام و أنا غير مصدق بما رأيت فقصد صاحب الوديعة ذلك المكان فحفره و استخرج منه الوديعة بختم صاحبها فكان الرجل بعد ذلك يحدث الناس بهذا الحديث و يحثهم على زيارة هذا المشهد على ساكنه التحية و السلام

4-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو جعفر محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الفضل التميمي الهروي رحمه الله قال سمعت أبا الحسن علي بن الحسن القهستاني قال كنت بمرورود فلقيت بها رجلا من أهل مصر مجتازا اسمه حمزة فذكر أنه خرج من مصر زائرا إلى مشهد الرضا ع بطوس و أنه لما دخل المشهد كان قرب غروب الشمس فزار و صلى و لم يكن ذلك اليوم زائرا غيره فلما صلى العتمة أراد خادم القبر أن يخرجه و يغلق الباب فسأله أن يغلق عليه الباب و يدعه في المشهد ليصلي فيه فإنه جاء من بلد شاسع و لا يخرجه و أنه لا حاجة له في الخروج فتركه و غلق عليه الباب و أنه كان يصلي وحده إلى أن أعيا فجلس و وضع رأسه على ركبتيه يستريح ساعة فلما رفع رأسه رأى في الجدار مواجهة وجهه رقعة عليها هذان البيتان من سره أن يرى قبرا برؤيته يفرج الله عمن زاره كربه فليأت ذا القبر إن الله أسكنه سلالة من نبي الله منتجبه قال فقمت و أخذت في الصلاة إلى وقت السحر ثم جلست كجلستي الأولى و وضعت رأسي على ركبتي فلما رفعت رأسي لم أر ما على الجدار شيئا و كان الذي أراه مكتوبا رطبا كأنه كتب في تلك الساعة قال فانفلق الصبح و فتح الباب و خرجت من هناك

  بيان الشاسع البعيد

5-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي النيسابوري قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي النصري المعدل قال رأى رجل من الصالحين فيما يرى النائم الرسول ص فقال له يا رسول الله ص من أزور من أولادك فقال إن من أولادي من أتاني مسموما و إن من أولادي من أتاني مقتولا قال فقلت له فمن أزور منهم يا رسول الله مع تشتت أماكنهم أو قال مشاهدهم قال من هو أقرب منك يعني بالمجاورة و هو مدفون بأرض الغربة قال فقلت يا رسول الله تعني الرضا ع فقال ص قل صلى الله عليه و آله قل صلى الله عليه و آله قل صلى الله عليه و آله ثلاثا

6-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي قال حدثنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الحكمي الحاكم بنوقان قال خرج علينا رجلان من الري برسالة بعض السلاطين بها إلى الأمير نصر بن أحمد ببخارى و كان أحدهما من أهل ري و الآخر من أهل قم و كان القمي على المذهب الذي كان قديما بقم في النصب و كان الرازي متشيعا فلما بلغا نيسابور قال الرازي للقمي أ لا نبدأ بزيارة الرضا ثم نتوجه إلى بخارى فقال القمي قد بعثنا سلطاننا برسالة إلى الحضرة ببخارى فلا يجوز لنا أن نشتغل بغيرها حتى نفرغ منها فقصدا بخارا و أديا الرسالة و رجعا حتى إذا حاذيا طوس فقال الرازي للقمي أ لا نزور الرضا ع قال خرجت من الري مرجئا لا أرجع إليها رافضيا قال فسلم الرازي أمتعته و دوابه إليه و ركب حمارا و قصد مشهد الرضا ع و قال لخدام المشهد خلوا المشهد لي هذه الليلة و ادفعوا إلي مفاتحه ففعلوا ذلك قال فدخلت المشهد و غلقت الباب و زرت الرضا ع ثم قمت عند رأسه و صليت ما شاء الله تعالى و ابتدأت في قراءة القرآن من أوله قال فكنت أسمع صوتا بالقرآن كما أقرأ فقطعت صلاتي و زرت المشهد كله و طلبت نواحيه فلم أر أحدا فعدت إلى مكاني و أخذت في القراءة من أول القرآن فكنت أسمع الصوت كما أقرأ لا ينقطع فسكت هنيئة و أصغيت بإذني فإذا الصوت من القبر فكنت أسمع مثل ما أقرأ حتى بلغت آخر سورة مريم ع فقرأت يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً فسمعت الصوت من القبر يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا و يساق المجرمون إلى جهنم وردا حتى ختمت القرآن و ختم فلما أصبحت رجعت إلى نوقان فسألت من بها من المقرءين عن هذه القراءة فقالوا هذا في اللفظ و المعنى مستقيم لكن لا نعرف في قراءة أحد قال فرجعت إلى نيسابور فسألت من بها من المقرءين عن هذه القراءة فقلت من قرأ يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا و يساق المجرمون إلى جهنم وردا فقال لي من أين جئت بهذا فقلت وقع لي احتياج إلى معرفتها في أمر حدث فقال هذه قراءة رسول الله ص من رواية أهل البيت ع ثم استحكاني السبب الذي من أجله سألت عن هذه القراءة فقصصت عليه القصة و صحت لي القراءة

7-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو علي محمد بن أحمد المعاذي قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أبي عبد الله الهروي قال حضر المشهد رجل من أهل بلخ و معه مملوك له فزار هو و مملوكه الرضا ع و قام الرجل عند رأسه يصلي و مملوكه عند رجليه فلما فرغا من صلاتهما سجدا فأطالا سجودهما فرفع الرجل رأسه من السجود قبل المملوك و دعا بالمملوك فرفع رأسه من السجود و قال لبيك يا مولاي فقال له تريد الحرية فقال نعم فقال أنت حر لوجه الله تعالى و مملوكتي فلانة ببلخ حرة لوجه الله و قد زوجتها منك بكذا و كذا من الصداق و ضمنت لها ذلك عنك و ضيعتي الفلانية وقف عليكما و على أولادكما و أولاد أولادكما ما تناسلوا بشهادة هذا الإمام ع فبكى الغلام و حلف بالله عز و جل و بالإمام أنه ما كان يسأل في سجوده إلا هذه الحاجة بعينها و قد تعرفت الإجابة من الله عز و جل بهذه السرعة

8-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو علي محمد بن أحمد المعاذي قال حدثنا أبو النصر المؤذن النيسابوري قال أصابتني علة شديدة ثقل منها لساني فلم أقدر على الكلام فخطر ببالي أن أزور الرضا ع و أدعو الله عنده و أجعله شفيعي إليه حتى يعافيني من علتي و يطلق لساني فركبت حمارا و قصدت المشهد و زرت الرضا ع و قمت عند رأسه و صليت ركعتين و سجدت و كنت في الدعاء و التضرع مستشفعا بصاحب هذا القبر إلى الله عز و جل أن يعافيني من علتي و يحل عقدة لساني فذهب بي النوم في سجودي فرأيت في المنام كأن القبر قد انفرج و خرج منه رجل كهل آدم شديد الأدمة فدنا مني و قال لي يا أبا النصر قل لا إله إلا الله قال فأومأت إليه كيف أقول ذلك و لساني منغلق فصاح علي صيحة فقال تنكر لله قدرة قل لا إله إلا الله قال فانطلق لساني فقلت لا إله إلا الله و رجعت إلى منزلي راجلا و كنت أقول لا إله إلا الله و انطلق لساني و لم ينغلق بعد ذلك

10-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو علي محمد بن أحمد المعاذي قال سمعت أبا النصر المؤذن يقول امتلأ السيل يوما سناباد و كان الوادي أعلى من المشهد فأقبل السيل حتى إذا قرب من المشهد خفنا على المشهد منه فارتفع بإذن الله و قدرته عز و جل و وقع في قناة أعلى من الوادي و لم يقع في المشهد منه شي‏ء

11-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن إسماعيل السليطي النيسابوري قال حدثني محمد بن أحمد السناني النيسابوري قال كنت في خدمة الأمير أبي نصر بن أبي علي الصغاني صاحب الجيش و كان محسنا إلي صحبته إلى صغانيان و كان أصحابه يحسدونني على ميله إلي و إكرامه لي فسلم إلي في بعض الأوقات كيسا فيه ثلاثة آلاف درهم و ختمه و أمرني أن أسلمه في خزانته فخرجت من عنده فجلست في المكان الذي يجلس فيه الحجاب و وضعت الكيس عندي و جعلت أحدث الناس في شغل لي فسرق ذلك الكيس و لم أشعر به و كان للأمير أبي النصر غلام يقال له خطلخ تاش و كان حاضرا فلما نظرت لم أر الكيس فأنكر جميعهم أن يعرفوا له خبرا و قالوا لي ما وضعت هاهنا شيئا فلما وضعت هذا الافتعال و كنت عارفا بحسدهم لي فكرهت تعريف الأمير أبي النصر الصغاني لذلك خشية أن يتهمني و بقيت متحيرا متفكرا لا أدري من أخذ الكيس و كان أبي إذا وقع له أمر يحزنه فزع إلى مشهد الرضا ع فزاره و دعا الله عز و جل عنده و كان يكفي ذلك عنده و يفرج عنه فدخلت إلى الأمير أبي النصر من الغد فقلت أيها الأمير تأذن لي في الخروج إلى طوس فلي بها شغل فقال لي و ما هو قلت لي غلام طوسي فهرب مني و قد فقدت الكيس و أنا أتهمه به فقال لي انظر أن لا تفسد حالك عندنا بخيانة فقلت أعوذ بالله من ذلك فقال و من يضمن لي الكيس إن تأخرت فقلت له إن لم أعد بعد أربعين يوما فمنزلي و ملكي بين يديك اكتب إلى أبي الحسن الخزاعي بالقبض على جميع أسبابي بطوس فأذن لي و كنت أكتري من منزل إلى منزل حتى وافيت المشهد على ساكنه السلام فزرت و دعوت الله عز و جل عند رأس القبر أن يطلعني على موضع الكيس فذهب بي النوم هناك فرأيت رسول الله ص في المنام يقول لي قم فقد قضى الله عز و جل حاجتك فقمت و جددت الوضوء و صليت ما شاء الله فذهب بي النوم فرأيت رسول الله ص في المنام فقال الكيس سرقه خطلخ تاش و دفنه تحت الكانون في بيته و هو هناك بختم أبي النصر الصغاني قال فانصرفت إلى الأمير أبي نصر الصغاني قبل الميعاد بثلاثة أيام فلما دخلت عليه قلت قد قضيت حاجتي فقال الحمد لله فخرجت و غيرت ثيابي و عدت إليه فقال أين الكيس فقلت له الكيس مع خطلخ تاش فقال من أين علمت فقلت أخبرني به رسول الله في منامي عند قبر الرضا ع فاقشعر بدنه لذلك و أمر بإحضار خطلخ تاش فقال له أين الكيس الذي أخذته من بين يديه فأنكر و كان من أعز غلمانه فأمر أن يهدد بالضرب فقلت أيها الأمير لا تأمر بضربه فإن رسول الله ص قد أخبرني بالموضع الذي وضعه فيه قال و أين هو قلت هو في بيته مدفون تحت الكانون بختم الأمير فبعث إلى منزله بثقة له و أمره أن يحفر موضع الكانون فتوجه إلى منزله و حفر فأخرج الكيس مختوما فوضعه بين يديه فلما نظر الأمير إلى الكيس و ختمه عليه قال لي يا أبا نصر لم أكن عرفت فضلك قبل هذا الوقت و سأزيد في برك و إكرامك و تقديمك و لو عرفتني أنك تريد قصد المشهد لحملتك على دابة من دوابي قال أبو نصر فخشيت أولئك الأتراك أن يحقدوا على ما جرى فيوقعوني في بلية فاستأذنت الأمير و جئت إلى نيسابور و جلست في الحانوت أبيع التين إلى وقتي هذا و لا قوة إلا بالله

12-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن إسماعيل السليطي رحمه الله قال سمعت الحاكم الرازي صاحب أبي جعفر العتبي يقول بعثني رسولا إلى أبي منصور بن عبد الرزاق فلما كان يوم الخمسين استأذنته في زيارة الرضا ع فقال اسمع مني ما أحدثك به في أمر هذا المشهد كنت في أيام شبابي أتعصب على أهل هذا المشهد و أتعرض الزوار في الطريق و أسلب ثيابهم و نفقاتهم و مرقعاتهم فخرجت متصيدا ذات يوم و أرسلت فهدا على غزال فما زال يتبعه حتى ألجأه إلى حائط المسجد فوقف الغزال و وقف الفهد مقابله لا يدنو منه فجهدنا كل الجهد بالفهد أن يدنو منه فلم ينبعث و كان متى فارق الغزال موضعه يتبعه الفهد فإذا التجأ إلى الحائط وقف فدخل الغزال حجرا في حائط المشهد فدخلت الرباط فقلت لأبي النصر المقرئ أين الغزال الذي دخل هاهنا الآن فقال لم أره فدخلت المكان الذي دخله فرأيت بعر الغزال و أثر البول و لم أر الغزال و فقدته فنذرت لله تعالى أن لا أوذي الزوار بعد ذلك و لا أتعرض لهم إلا بسبيل الخير و كنت متى ما دهمني أمر فزعت إلى هذا المشهد فزرته و سألت الله تعالى في حاجتي فيقضيها لي و قد سألت الله تعالى أن يرزقني ولدا ذكرا فرزقني حتى إذا بلغ و قتل عدت إلى مكاني من المشهد و سألت الله أن يرزقني ولدا ذكرا فرزقني ابنا آخر و لم أسأل الله عز و جل هناك حاجة إلا قضاها لي فهذا ما ظهر لي من بركة هذا المشهد على ساكنها السلام

13-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن إسماعيل السليطي قال حدثنا أبو الطيب محمد بن أبي الفضل السليطي قال خرج حمويه صاحب جيش خراسان ذات يوم بنيسابور على ميدان الحسين بن زيد لينظر إلى مكان من كان معه من القواد بباب عقيل و كان قد أمر أن يبنى و يجعل بيمارستان فمر به رجل فقال لغلام له اتبع هذا الرجل و رده إلى الدار حتى أعود فلما عاد الأمير حمويه إلى الدار أجلس من كان معه من القواد على الطعام فلما جلسوا على المائدة فقال للغلام أين الرجل قال هو على الباب فقال أدخله فلما دخل أمر أن يصب على يده الماء و أن يجلس على المائدة فلما فرغ قال له معك حمار قال لا فأمر له بحمار ثم قال له معك دراهم النفقة فقال لا فأمر له بألف درهم و بزوج جوالق خوزية و بسفرة و بآلات ذكرها فأتي بجميع ذلك ثم التفت الأمير حمويه إلى القواد فقال لهم أ تدرون من هذا قالوا لا قال اعلموا أني كنت في شبابي زرت الرضا ع و علي أطمار رثة و رأيت هذا الرجل هناك و كنت أدعو الله عز و جل عند القبر أن يرزقني ولاية خراسان و سمعت هذا الرجل يدعو الله تعالى و يسأله ما قد أمرت له به فرأيت حسن إجابة الله لي فيما دعوته فيه ببركة ذلك المشهد فأحببت أن أرى حسن إجابة الله تعالى لهذا الرجل على يدي و لكن بيني و بينه قصاص في شي‏ء قالوا ما هو قال إن هذا الرجل لما رآني و علي تلك الأطمار الرثة و سمع طلبي بشي‏ء عظيم فصغر عنده محلي في الوقت و ركلني برجله و قال لي مثلك بهذا الحال يطمع في ولاية خراسان و قود الجيش فقال له القواد أيها الأمير اعف عنه و اجعله في حل حتى تكون قد أكملت الصنيعة إليه فقال قد فعلت و كان حمويه بعد ذلك يزور هذا المشهد و زوج ابنته من زيد بن محمد بن زيد العلوي بعد قتل أبيه رضوان الله عليه بجرجان و حوله إلى قصره و سلم إليه ما سلم من النعمة و كل ذلك لما كان يعرفه من بركة هذا المشهد و لما خرج أبو الحسين محمد بن زياد العلوي رحمه الله و بايع له عشرون ألف رجل بنيسابور أخذه الخليفة بها و أنفذه إلى بخارى فدخل حمويه و رفع قيده و قال لأمير خراسان هؤلاء أولاد رسول الله ص و هم جياع فيجب أن تكفيهم حتى لا يحوجوا إلى طلب معاش فأخرج له رسما في كل شهر و أطلق عنه و رده إلى نيسابور فصار ذلك سببا لما جعل لأهل الشرف ببخارى من الرسم و ذلك ببركة هذا المشهد على ساكنه السلام

  -14  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الحاكم قال سمعت أبا علي عامر بن عبد الله البيرودي الحاكم بمرورود و كان من أصحاب الحديث يقول حضرت مشهد الرضا ع بطوس فرأيت رجلا تركيا قد دخل القبة و وقف عند الرأس و جعل يبكي و يدعو بالتركية و يقول يا رب إن كان ابني حيا فاجمع بيني و بينه و إن كان ميتا فاجعلني من خبره على علم و معرفة قال و كنت أعرف اللغة التركية فقلت له أيها الرجل ما لك فقال كان لي ابن و كان معي في حرب إسحاق‏آباد ففقدته و لا أعرف خبره و له أم تديم البكاء عليه فأنا أدعو الله تعالى هاهنا في ذلك لأني سمعت أن الدعاء في هذا المشهد مستجاب قال فرحمته و أخذته بيده و أخرجته لأضيفه ذلك اليوم فلما خرجنا من المسجد لقينا رجلا طويلا مختطا عليه مرقعة فلما بصر بذلك التركي وثب إليه فعانقه و بكى و عرف كل واحد منهما صاحبه فإذا ابنه الذي كان يدعو الله تعالى أن يجمع بينه و بينه و يجعله من خبره على علم عند قبر الرضا ع قال فسألته كيف وقعت إلى هذا الموضع قال قال وقعت إلى طبرستان بعد حرب إسحاق‏آباد و رباني ديلمي هناك فالآن لما كبرت خرجت في طلب أبي و أمي فقد كان خفي علي خبرهما و كنت مع قوم أخذوا الطريق إلى هاهنا فجئت معهم فقال التركي قد ظهر لي من أمر هذا المشهد ما صح لي به يقيني و قد آليت على نفسي أن لا أفارق هذا المشهد ما بقيت و الحمد لله أولا و آخرا و ظاهرا و باطنا و الصلاة و السلام على نبيه و حبيبه محمد المصطفى و آله و عترته مصابيح الدجى و سلم تسليما

15-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الأصل في مسجد زرد في كورة مرو أنه صلى فيه الرضا ع فبنى مسجدا ثم دفن فيه ولد الرضا ع و يروى فيه من الكرامات

16-  كشف، ]كشف الغمة[ قال الحافظ عبد العزيز الجنابذي في كتابه قال عبد الله بن محمد الجمال الرازي قال كنت و علي بن موسى بن بابويه القمي وفد أهل الري فلما بلغنا نيسابور قلت لعلي بن موسى القمي هل لك في زيارة قبر الرضا ع بطوس فقال خرجنا إلى هذا الملك و نخاف أن يتصل به عدو لنا إلى زيارة القبر و لكنا إذا انصرفنا فلما رجعنا قلت له هل لك في الزيارة فقال لا يتحدث أهل الري أني خرجت من عندهم مرجئا و أرجع إليهم رافضيا قلت فتنتظرني في مكانك قال أفعل و خرجت فأتيت القبر عند غروب الشمس و أزمعت المبيت على القبر فسألت امرأة حضرت من بعض سدنة القبر هل من حذر بالليل قالت لا فاستدعيت منها سراجا و أمرتها بإغلاق الباب و نويت أن أختم القرآن على القبر فلما كان في بعض الليل سمعت قراءة فقدرت أنها قد أذنت لغيري فأتيت الباب فوجدته مغلقا و انطفأ السراج فبقيت أسمع الصوت فوجدته من القبر و هو يقرأ سورة مريم يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا و يساق المجرمون إلى جهنم وردا و ما كنت سمعت هذه القراءة فلما قدمت الري بدأت بأبي القاسم العباس بن الفضل بن شاذان فسألته هل قرأ أحد بذلك فقال نعم النبي و أخرج إلي قراءته ص فإذا هي كذلك

17-  د، ]العدد القوية[ قال الحاكم بخراسان صاحب كتاب المقتفي رأيت في منامي و أنا في مشهد الإمام الرضا ع و كأن ملكا نزل من السماء و عليه ثياب خضر و كتب على شاذروان القبر بيتين حفظتهما و هما من سره أن يرى قبرا برؤيته يفرج الله عمن زاره كربه فليأت ذا القبر إن الله أسكنه سلالة من رسول الله منتجبه