باب 3- أحوال أولاده و أزواجه و أمهات أولاده صلوات الله عليه و فيه بعض الرد على الكيسانية

1-  د، ]العدد القوية[ كان له ع سبعة و عشرون ذكرا و أنثى الحسن و الحسين و زينب الكبرى و زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم من فاطمة بنت رسول الله ص و أبو القاسم محمد أمه خولة بنت جعفر بن الحنفية و عمر و رقية كانا توأمين أمهما الصهباء و يقال أم حبيب التغلبية و العباس و جعفر و عثمان و عبد الله الشهداء بكربلاء أمهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة الكلابية و له من أسماء بنت عميس الخثعمية يحيى و عون و كان له من ليلى ابنة مسعود الدارمية محمد الأصغر المكنى أبا بكر و عبيد الله و كان له خديجة و أم هانئ و ميمونة و فاطمة لأم ولد و كان له من أم شعيب الدارمية و قيل أم مسعود المخزومية أم الحسن و رملة  و أعقب لأمير المؤمنين ع من البنين خمسة الحسن و الحسين ع و محمد و العباس و عمر رضي الله عنهم

2-  من كتاب تذكرة الخواص، لابن الجوزي النسل من ولد مولانا أمير المؤمنين ع لخمسة الحسن و الحسين و محمد بن الحنفية و عمر الأكبر و العباس و أما عمر الأكبر فعاش خمسا و ثمانين سنة حتى حاز نصف ميراث أمير المؤمنين و روى الحديث و كان فاضلا و تزوج أسماء بنت عقيل بن أبي طالب ع فأولدها محمدا و أم موسى و أم حبيب و أما العباس فأول من استشهد مع الحسين ع قال الزبير بن بكار كان للعباس ولد اسمه عبيد الله كان من العلماء فمن ولده عبيد الله بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن عبيد الله بن عباس بن أمير المؤمنين ع و كان عالما فاضلا جوادا طاف الدنيا و جمع كتبا تسمى الجعفرية فيها فقه أهل البيت ع قدم بغداد فأقام بها و حدث ثم سافر إلى مصر فتوفي بها سنة اثني عشر و ثلاثمائة و من نسل العباس بن أمير المؤمنين العباس بن الحسين بن عبيد الله بن العباس ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال قدم إليها في أيام الرشيد و صحبه و كان يكرمه ثم صحب المأمون بعده و كان فاضلا شاعرا فصيحا و تزعم العلوية أنه أشعر ولد أبي طالب

3-  ع، ]علل الشرائع[ المفسر عن علي بن محمد بن سنان عن محمد بن يزيد المنقري عن سفيان بن عيينة قال قيل للزهري من أزهد الناس في الدنيا قال علي بن الحسين ع حيث كان و قد قيل له فيما بينه و بين محمد بن الحنفية من المنازعة في صدقات علي بن أبي طالب ع لو ركبت إلى الوليد بن عبد الملك ركبه لكشف عنك من غرر شره و ميله عليك بمحمد فإن بينه و بينه خلة قال  و كان هو بمكة و الوليد بها فقال ويحك أ في حرم الله أسأل غير الله عز و جل إني أنف إذ أسأل الدنيا خالقها فكيف أسأل مخلوقا مثلي و قال الزهري لا جرم إن الله عز و جل ألقى هيبته في قلب الوليد حتى حكم له على محمد بن الحنفية

4-  جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن عمران عن علي بن عبد الرحيم السجستاني عن أبيه عن الحسين بن إبراهيم عن عبد الله بن عاصم عن محمد بن بشر قال لما سير ابن الزبير ابن عباس إلى الطائف كتب إليه محمد بن الحنفية أما بعد فقد بلغني أن ابن الجاهلية سيرك إلى الطائف فرفع الله عز و جل اسمه بذلك لك ذكرا و عظم لك أجرا و حط به عنك وزرا يا ابن عم إنما يبتلى الصالحون و إنما تهدى الكرامة للأبرار و لو لم تؤجر إلا فيما تحب إذا قل أجرك قال الله تعالى وَ عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ و هذا ما لست أشك أنه خير لك عند بارئك عزم الله لك على الصبر في البلوى و الشكر في النعماء إنه على كل شي‏ء قدير فلما وصل الكتاب إلى ابن عباس أجاب عنه و قال أما بعد فقد أتاني كتابك تعزيني فيه على تسييري و تسأل ربك جل اسمه أن يرفع لي به ذكرا و هو تعالى قادر على تضعيف الأجر و العائدة بالفضل و الزيادة من الإحسان أما أحب أن الذي ركب مني ابن الزبير كان ركبه مني أعداء خلق الله لي احتسابا و ذلك في حسناتي و لما أرجو أن أنال به رضوان ربي يا أخي الدنيا قد ولت و إن الآخرة قد أظلت فاعمل صالحا جعلنا الله و إياك ممن يخافه بالغيب و يعمل لرضوانه في السر و العلانية إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ

   -5  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن نضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال أتى محمد بن الحنفية الحسين بن علي ع فقال أعطني ميراثي من أبي فقال له الحسين ع ما ترك أبوك إلا سبع مائة درهم فضلت من عطاياه قال فإن الناس يزعمون فيأتون فيسألوني فلا أجد بدا من أن أجيبهم قال فأعطني من علم أبي فقال فدعا الحسين ع قال فذهب فجاء بصحيفة تكون أقل من شبر أو أكبر من أربع أصابع قال فملأت شجرة و نحوه علما

6-  خص، ]منتخب البصائر[ سعد بن عبد الله عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة و زرارة عن أبي جعفر ع قال لما قتل الحسين بن علي ع أرسل محمد بن حنفية إلى علي بن الحسين ع فخلا به ثم قال يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله ص كانت الوصية منه و الإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب ثم إلى الحسن بن علي ثم إلى الحسين ع و قد قتل أبوك و لم يوص و أنا عمك و صنو أبيك و ولادتي من علي ع في سني و قدمتي و أنا أحق بها منك في حداثتك لا تنازعني في الوصية و الإمامة و لا تجانبني فقال له علي بن الحسين ع يا عم اتق الله و لا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي ع يا عم أوصى إلي في ذلك قبل أن يتوجه إلى العراق و عهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة و هذا سلاح رسول الله ص عندي فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الحال إن الله تبارك و تعالى لما صنع الحسن مع معاوية أبى أن يجعل الوصية و الإمامة إلا في عقب الحسين ع فإن رأيت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه و نسأله عن ذلك قال أبو جعفر ع و كان الكلام بينهما بمكة  فانطلقا حتى أتيا الحجر فقال علي بن الحسين ع لمحمد بن علي آته يا عم و ابتهل إلى الله تعالى أن ينطق لك الحجر ثم سله عما ادعيت فابتهل في الدعاء و سأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه فقال علي بن الحسين ع أما إنك يا عم لو كنت وصيا و إماما لأجابك فقال له محمد فادع أنت يا ابن أخي فاسأله فدعا الله علي بن الحسين ع بما أراده ثم قال أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء و الأوصياء و ميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الإمام و الوصي بعد الحسين ع فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين فقال اللهم إن الوصية و الإمامة بعد الحسين بن علي ع إلى علي بن الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله ص فانصرف محمد بن علي ابن الحنفية و هو يقول علي بن الحسين

7-  أقول ذكر الصدوق في كتاب إكمال الدين في بيان خطاء الكيسانية أن السيد بن محمد الحميري رضي الله عنه اعتقد ذلك و قال فيه

ألا إن الأئمة من قريش ولاة الأمر أربعة سواءعلي و الثلاثة من بنيه هم أسباطنا و الأوصياءفسبط سبط إيمان و بر و سبط قد حوته كربلاءو سبط لا يذوق الموت حتى يقود الجيش يقدمه اللواءيغيب فلا يرى عنا زمانا برضوى عنده عسل و ماء

و قال فيه السيد أيضا

أيا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى فحتى متى تخفى و أنت قريب‏فلو غاب عنا عمر نوح لأيقنت منا النفوس بأنه سيئوب

و قال فيه السيد أيضا

ألا حي المقيم بشعب رضوى و أهد له بمنزله سلاما

  و قل يا ابن الوصي فدتك نفسي أطلت بذلك الجبل المقاماأضر بمعشر والوك منا و سموك الخليفة و الإمامافما ذاق ابن خولة طعم موت و لا وارت له أرض عظاما

فلم يزل السيد ضالا في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن علي بن الحنفية حتى لقي الصادق جعفر بن محمد ع و رأى منه علامات الإمامة و شاهد منه دلالات الوصية فسأله عن الغيبة و ذكر له أنها حق و أنها تقع بالثاني عشر من الأئمة ع و أخبره بموت محمد بن علي بن الحنفية و أن أباه شاهد دفنه فرجع السيد عن مقالته و استغفر من اعتقاده و رجع إلى الحق عند اتضاحه و دان بالإمامة

8-  حدثنا ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن محمد بن إسماعيل بن روح عن حيان السراج قال سمعت السيد بن محمد الحميري يقول كنت أقول بالغلو و أعتقد غيبة محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه قد ظللت في ذلك زمانا فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد ع و أنقذني به من النار و هداني إلى سواء الصراط فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي و على جميع أهل زمانه و أنه الإمام الذي فرض الله طاعته و أوجب الاقتداء به فقلت له يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك ع في الغيبة و صحة كونها فأخبرني بمن يقع فقال ع ستقع بالسادس من ولدي و هو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله ص أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و آخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض و صاحب الزمان و الله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما  ملئت ظلما و جورا قال السيد فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد ع تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه

9-  أقول أورد قصيدة عن السيد في ذلك و قد أوردناها في باب أحوال مداحي الصادق ع ثم قال و كان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية و متى صح موت محمد بن علي بن الحنفية بطل أن تكون الغيبة التي رويت في الأخبار واقعة به فمما روي في وفاة محمد بن الحنفية رضي الله عنه ما حدثنا به محمد بن عصام عن الكليني عن القاسم بن العلاء عن إسماعيل بن علي القزويني عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن جعفر بن مختار قال دخل حيان السراج على الصادق جعفر بن محمد ع فقال له يا حيان ما يقول أصحابك في محمد بن الحنفية قال يقولون حي يرزق فقال الصادق حدثني أبي ع أنه كان فيمن عاداه في مرضه و فيمن غمضه و أدخله حفرته و زوج نساءه و قسم ميراثه فقال يا أبا عبد الله إنما مثل محمد في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم شبه أمره للناس فقال الصادق ع شبه أمره على أوليائه أو على أعدائه قال بل على أعدائه قال أ تزعم أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر عدو عمه محمد بن الحنفية فقال لا ثم قال الصادق ع يا حيان إنكم صدفتم عن آيات الله و قد قال الله تبارك و تعالى سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ

10-  كش، ]رجال الكشي[ الحسين بن الحسن بن بندار عن سعد عن ابن عيسى و محمد بن عبد الجبار عن ابن معروف عن عبد الله بن الصلت عن حماد بن عيسى قال و حدثني علي بن إسماعيل و يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار القلانسي عن عبد الله بن مسكان قال دخل حيان السراج و ذكر نحوه  و زاد في آخره قال فقال أبو عبد الله فتبت إلى الله من كلام حيان ثلاثين يوما

11-  ك، ]إكمال الدين[ و قال الصادق ع ما مات محمد بن الحنفية حتى أقرت لعلي بن الحسين ع و كانت وفاة محمد بن الحنفية سنة أربع و ثمانين من الهجرة

12-  ير، ]بصائر الدرجات[ أيوب بن نوح عن صفوان عن مروان بن إسماعيل عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله ع قال ذكرنا خروج الحسين و تخلف ابن الحنفية عنه قال قال أبو عبد الله ع يا حمزة إني سأحدثك في هذا الحديث و لا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا إن الحسين لما فصل متوجها دعا بقرطاس و كتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من الحسين بن علي إلى بني هاشم أما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد معي و من تخلف لم يبلغ الفتح و السلام

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حمزة بن حمران مثله بيان قوله ع لم يبلغ الفتح أي لم يبلغ ما يتمناه من فتوح الدنيا و التمتع بها و ظاهر هذا الجواب ذمه و يحتمل أن يكون المعنى أنه ع خيرهم في ذلك فلا إثم على من تخلف و سيأتي بعض الكلام في ذلك في أحوال الحسين ع و سنعيد بعض أحواله عند ذكر أحوال المختار

13-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ أما الذي يدل على فساد قول الكيسانية القائلين بإمامة محمد بن الحنفية فأشياء منها أنه لو كان إماما مقطوعا على عصمته لوجب أن يكون منصوصا عليه نصا صريحا لأن العصمة لا تعلم إلا بالنص و هم لا يدعون نصا صريحا و إنما يتعلقون بأمور ضعيفة دخلت عليهم فيها شبهة لا يدل على النص نحو  إعطاء أمير المؤمنين إياه الراية يوم البصرة و قوله أنت ابني حقا مع كون الحسن و الحسين ع ابنيه و ليس في ذلك دلالة على إمامته على وجه و إنما يدل على فضله و منزلته على أن الشيعة تروي أنه جرى بينه و بين علي بن الحسين ع كلام في استحقاق الإمامة فتحاكما إلى الحجر فشهد الحجر لعلي بن الحسين ع بالإمامة فكان ذلك معجزا له فسلم له الأمر و قال بإمامته و الخبر بذلك مشهور عند الإمامية لأنهم رووا أن محمد بن الحنفية نازع علي بن الحسين ع في الإمامة و ادعى أن الأمر أفضي إليه بعد أخيه الحسين فناظره علي بن الحسين ع و احتج عليه بآي من القرآن كقوله وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ و أن هذه الآية جرت في علي بن الحسين ع و ولده ثم قال له أحاجك إلى الحجر الأسود فقال له كيف تحاجني إلى حجر لا يسمع و لا يجيب فأعلمه أنه يحكم بينهما فمضيا حتى انتهيا إلى الحجر فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية تقدم و كلمه فتقدم إليه فوقف حياله و تكلم ثم أمسك ثم تقدم علي بن الحسين ع فوضع يده عليه ثم قال اللهم إني أسألك باسمك المكتوب في سرادق العظمة ثم دعا بعد ذلك و قال لما أنطقت ذلك الحجر ثم قال أسألك بالذي جعل فيك مواثيق العباد و الشهادة لمن وافاك لما أخبرت لمن الإمامة و الوصية فزعزع الحجر ثم كاد أن يزول ثم أنطقه الله فقال يا محمد سلم الإمامة لعلي بن الحسين ع فرجع محمد عن منازعته و سلمها إلى علي بن الحسين ع و منها تواتر الشيعة الإمامية بالنص عليه من أبيه و جده و هي موجودة في كتبهم في الأخبار لا نطول بذكره الكتاب و منها الأخبار الواردة عن النبي ص من جهة الخاصة و العامة على ما سنذكره  فيما بعد بالنص على إمامة الاثني عشر و كل من قال بإمامتهم قطع على وفاة محمد بن الحنفية و سياقة الإمامة إلى صاحب الزمان ع و منها انقراض هذه الفرقة فإنه لم يبق في الدنيا في وقتنا و لا قبله بزمان طويل قائل يقول به و لو كان ذلك حقا لما جاز انقراضه فإن قيل كيف يعلم انقراضهم و هلا جاز أن يكون في بعض البلاد البعيدة و جزائر البحر و أطراف الأرض أقوام يقولون بهذا القول كما يجوز أن يكون في أطراف الأرض من يقول بمذهب الحسن في أن مرتكب الكبيرة منافق فلا يمكن ادعاء انقراض هذه الفرقة و إنما كان يمكن العلم لو كان المسلمون فيهم قلة و العلماء محصورين فأما الآن و قد انتشر الإسلام و كثر العلماء فمن أين يعلم ذلك قولنا هذا يؤدي إلى أن لا يمكن العلم بإجماع الأمة على قول و لا مذهب بأن يقال لعل في أطراف الأرض من يخالف ذلك و يلزم أن يجوز أن يكون في أطراف الأرض من يقول إن البرد لا ينقض الصوم و أنه يجوز للصائم أن يأكل إلى طلوع الشمس لأن الأول كان مذهب أبي طلحة الأنصاري و الثاني مذهب الحذيفة و الأعمش و كذلك مسائل كثيرة من الفقه كان الخلف فيها واقعا بين الصحابة و التابعين ثم زال الخلف فيما بعد و اجتمع أهل الأعصار على خلافه فينبغي أن يشك في ذلك و لا نثق بالإجماع على مسألة سبق الخلاف فيها و هذا طعن من يقول إن الإجماع لا يمكن معرفته و لا التوصل إليه و الكلام في ذلك لا يختص هذه المسألة فلا وجه لإيراده هاهنا ثم إنا نعلم أن الأنصار طلبت الإمرة و دفعهم المهاجرون عنها ثم رجعت الأنصار إلى قول المهاجرين على قول المخالف فلو أن قائلا قال يجوز عقد الإمامة لمن كان من الأنصار لأن الخلاف سبق فيه و لعل في أطراف الأرض من يقول به فما كان يكون جوابهم فيه فأي شي‏ء قالوه فهو جوابنا بعينه فلا نطول بذكره فإن قيل إذا كان الإجماع عندكم إنما يكون حجة لكون المعصوم فيه فمن أين تعلمون

  دخول قوله في جملة أقوال الأمة و هلا جاز أن يكون قوله منفردا عنهم فلا تتيقنون بالإجماع قلنا المعصوم إذا كان من جملة علماء الأمة فلا بد أن يكون قوله موجودا في جملة أقوال العلماء لأنه لا يجوز أن يكون قوله منفردا مظهرا للكفر فإن ذلك لا يجوز عليه فإذا لا بد أن يكون قوله في جملة الأقوال و إن شككنا في أنه الإمام فإذا اعتبرنا أقوال الأمة و وجدنا بعض العلماء يخالف فيه فإن كنا نعرفه و نعرف مولده و منشأه لم نعتد بقوله لعلمنا أنه ليس بإمام و إن شككنا في نسبه لم يكن المسألة إجماعيا فعلى هذا أقوال العلماء من الأمة اعتبرناها فلم نجد فيهم قائلا بهذا المذهب الذي هو مذهب الكيسانية أو الواقفية و إن وجدنا فرضا واحدا أو اثنين فإنا نعلم منشأه و مولده فلا يعتد بقوله و اعتبرنا أقوال الباقين الذين نقطع على كون المعصوم فيهم فسقطت هذه الشبهة على هذا التحرير و بان وهنها

14-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن دعبل الخزاعي قال حدثنا الرضا عن أبيه عن جده ع قال كنت عند أبي الباقر ع إذ دخل عليه جماعة من الشيعة و فيهم جابر بن يزيد فقالوا هل رضي أبوك علي بإمامة الأول و الثاني قال اللهم لا قالوا فلم نكح من سبيهم خولة الحنفية إذا لم يرض بإمامتهم فقال الباقر ع امض يا جابر بن يزيد إلى منزل جابر بن عبد الله الأنصاري فقل له إن محمد بن علي يدعوك قال جابر بن يزيد فأتيت منزله و طرقت عليه الباب فناداني جابر بن عبد الله الأنصاري من داخل الدار اصبر يا جابر بن يزيد فقلت في نفسي أين علم جابر الأنصاري أني جابر بن يزيد و لا يعرف الدلائل إلا الأئمة من آل محمد ع و الله لأسألنه إذا خرج إلي فلما خرج قلت له من أين علمت أني جابر  و أنا على الباب و أنت داخل الدار قال خبرني مولاي الباقر ع البارحة أنك تسأله عن الحنفية في هذا اليوم و أنا أبعثه إليك يا جابر بكرة غدو أدعوك فقلت صدقت قال سر بنا فسرنا جميعا حتى أتينا المسجد فلما بصر مولاي الباقر ع بنا و نظر إلينا قال للجماعة قوموا إلى الشيخ فاسألوه حتى ينبئكم بما سمع و رأى فقالوا يا جابر هل راض إمامك علي بن أبي طالب ع بإمامة من تقدم قال اللهم لا قالوا فلم نكح من سبيهم إذ لم يرض بإمامتهم قال جابر آه آه لقد ظننت أني أموت و لا أسأل عن هذا إذ سألتموني فاسمعوا و عوا حضرت السبي و قد أدخلت الحنفية فيمن أدخل فلما نظرت إلى جميع الناس عدلت إلى تربة رسول الله ص فرنت و زفرت زفرة و أعلنت بالبكاء و النحيب ثم نادت السلام عليك يا رسول الله ص و على أهل بيتك من بعدك هؤلاء أمتك سبينا سبي النوب و الديلم و الله ما كان لنا إليهم من ذنب إلا الميل إلى أهل بيتك فجعلت الحسنة سيئة و السيئة حسنة فسبينا ثم انعطفت إلى الناس و قالت لم سبيتمونا و قد أقررنا بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص قالوا منعتمونا الزكاة قالت هب الرجال منعوكم فما بال النسوان فسكت المتكلم كأنما ألقم حجرا ثم ذهب إليها طلحة و خالد يرميان في التزويج إليها ثوبين  فقالت لست بعريانة فتكسوني قيل إنهما يريدان أن يتزايدا عليك فأيهما زاد على صاحبه أخذك من السبي قالت هيهات و الله لا يكون ذلك أبدا و لا يملكني و لا يكون لي ببعل إلا من يخبرني بالكلام الذي قلته ساعة خرجت من بطن أمي فسكت الناس ينظر بعضهم إلى بعض و ورد عليهم من ذلك الكلام ما أبهر عقولهم و أخرس ألسنتهم و بقي القوم في دهشة من أمرها فقال أبو بكر ما لكم ينظر بعضكم إلى بعض قال الزبير لقولها الذي سمعت قال أبو بكر ما هذا الأمر الذي أحصر أفهامكم إنها جارية من سادات قومها و لم يكن لها عادة بما لقيت و رأت فلا شك أنها داخلها الفزع و تقول ما لا تحصيل له فقالت رميت بكلامك غير مرمي و الله ما داخلني فزع و لا جزع و و الله ما قلت إلا حقا و لا نطقت إلا فصلا و لا بد أن يكون كذلك و حق صاحب هذا البنية ما كذبت ثم سكتت و أخذ طلحة و خالد ثوبيهما و هي قد جلست ناحية من القوم فدخل علي بن أبي طالب ع فذكروا له حالها فقال ع هي صادقة فيما قالت و كان حالتها و قصتها كيت و كيت في حال ولادتها و قال إن كل ما تكلمت به في حال خروجها من بطن أمها هو كذا و كذا و كل ذلك مكتوب على لوح معها فرمت باللوح إليهم لما سمعت كلامه ع فقرءوها على ما حكى علي بن أبي طالب ع لا يزيد حرفا و لا ينقص فقال أبو بكر خذها يا أبا الحسن بارك الله لك فيها فوثب سلمان فقال و الله ما لأحد هاهنا منة على أمير المؤمنين بل لله المنة و لرسوله و لأمير المؤمنين و الله ما أخذها إلا بمعجزه الباهر و علمه القاهر و فضله

  الذي يعجز عنه كل ذي فضل ثم قال المقداد ما بال أقوام قد أوضح الله لهم الطريق للهداية فتركوه و أخذوا طريق العمى و ما من قوم إلا و تبين لهم فيه دلائل أمير المؤمنين و قال أبو ذر وا عجبا لمن يعاند الحق و ما من وقت إلا و ينظر إلى بيانه أيها الناس قد تبين لكم فضل أهل الفضل ثم قال يا فلان أ تمن على أهل الحق بحقهم و هم بما في يديك أحق و أولى و قال عمار أناشدكم بالله أ ما سلمنا على أمير المؤمنين هذا علي بن أبي طالب ع في حياة رسول الله ص بإمرة المؤمنين فزجره عمر عن الكلام فقام أبو بكر فبعث علي ع خولة إلى بيت أسماء بنت عميس قال لها خذي هذه المرأة و أكرمي مثواها فلم تزل خولة عند أسماء بنت عميس إلى أن قدم أخوها فتزوجها علي بن أبي طالب ع فكان الدليل على علم أمير المؤمنين ع و فسادها ما يورده القوم من سبيهم و أنه ع تزوجها نكاحا فقالت الجماعة يا جابر أنقذك الله من حر النار كما أنقذتنا من حرارة الشك

15-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال جمع أمير المؤمنين ع بنيه و هم اثنا عشر ذكرا فقال لهم إن الله أحب أن يجعل في سنة من يعقوب إذ جمع بنيه و هم اثنا عشر ذكرا فقال لهم إني أوصي إلى يوسف فاسمعوا له و أطيعوا و أنا أوصي إلى الحسن و الحسين فاسمعوا لهما و أطيعوا فقال له عبد الله ابنه دون محمد بن علي يعني محمد بن الحنفية فقال له أ جرأة علي في حياتي كأني بك قد وجدت مذبوحا في فسطاطك لا يدرى من قتلك فلما كان في زمان المختار أتاه فقال لست هناك فغضب فذهب إلى مصعب بن الزبير و هو بالبصرة فقال ولني قتال أهل الكوفة فكان على مقدمة مصعب فالتقوا بحروراء فلما  حجز الليل بينهم أصبحوا و قد وجدوه مذبوحا في فسطاطه لا يدرى من قتله

 بيان أتاه أي أتى عبد الله المختار ليبايع المختار له بالإمامة فقال المختار له لست هناك أي لا تستحق الإمامة

16-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ الصفار عن أبي بصير عن جذعان بن نصر عن محمد بن مسعدة عن محمد بن حمويه بن إسماعيل عن أبي عبد الله الربيبي عن عمر بن أذينة قال قيل لأبي عبد الله ع إن الناس يحتجون علينا و يقولون إن أمير المؤمنين ع زوج فلانا ابنته أم كلثوم و كان متكئا فجلس و قال أ يقولون ذلك إن قوما يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السبيل سبحان الله ما كان يقدر أمير المؤمنين ع أن يحول بينه و بينها فينقذها كذبوا و لم يكن ما قالوا إن فلانا خطب إلى علي ع بنته أم كلثوم فأبى علي ع فقال للعباس و الله لئن لم تزوجني لانتزعن منك السقاية و زمزم فأتى العباس عليا فكلمه فأبى عليه فألح العباس فلما رأى أمير المؤمنين ع مشقة كلام الرجل على العباس و أنه سيفعل بالسقاية ما قال أرسل أمير المؤمنين ع إلى جنية من أهل نجران يهودية يقال لها سحيفة بنت جريرية فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم و حجبت الأبصار عن أم كلثوم و بعث بها إلى الرجل فلم تزل عنده حتى أنه استراب بها يوما فقال ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم ثم أراد أن يظهر ذلك للناس فقتل و حوت الميراث و انصرفت إلى نجران و أظهر أمير المؤمنين ع أم كلثوم

17-  سر، ]السرائر[ عن أبان بن تغلب عن صفوان عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع أن أباه حدثه أن علي بن الحسين ع أتى محمد بن علي الأكبر قال  إن هذا الكذاب أراه يكذب على الله و على رسوله و علينا أهل البيت و ذكر أنه يأتيه جبرئيل و ميكائيل ع فقال له محمد بن علي يا ابن أخي أتاك بهذا من يصدق قال نعم قال اذهب فارو عني لا أقول هذا و إني أبرأ ممن قال به فلما انصرف من عنده دخل عليه عبد الله بن محمد و امرأته و سريته فقال له إنما أتاك علي بن الحسين بهذا أنه حسدك لما يبعث به إليك فأرسل إليه محمد بن علي لا ترو علي شيئا فإنك إن رويت عني شيئا قلت لم أقله

 بيان المراد بالكذاب المختار قوله و ذكر أنه أي ذكر المختار للناس أن محمد بن الحنفية يأتيه جبرئيل و ميكائيل فلما خرج ع دخل على ابن الحنفية ابنه و امرأته و سريته ليصرفوه عن رد المختار و تكذيبه لئلا ينقطع عنهم ما يأتيهم من قبله من الأموال فلم يقبل منهم و بعث إلى المختار لا ترو عني الأكاذيب بعد ذلك فإنك إن رويت عني قلت للناس إني لم أقله و إنه كاذب هذا تأويل للكلام يناسب حال محمد بن الحنفية و إلا فظاهر الكلام أنه قبل منه ذلك و بعث إلى علي بن الحسين ع أن لا تقل ما أمرتك بروايته عني من تكذيب المختار و براءتي منه و إلا فأنا أكذبك في ذلك عند الناس

18-  شا، ]الإرشاد[ أولاد أمير المؤمنين ع سبعة و عشرون ولدا ذكرا و أنثى الحسن و الحسين و زينب الكبرى و زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم أمهم فاطمة البتول سيدة نساء العالمين بنت سيد المرسلين و خاتم النبيين محمد النبي ص و محمد المكنى بأبي القاسم أمه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية و عمر و رقية كانوا توأمين و أمهما أم حبيب بنت ربيعة و العباس و جعفر و عثمان و عبد الله الشهداء مع أخيهم الحسين ع بطف كربلاء أمهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن دارم و محمد الأصغر  المكنى بأبي بكر و عبد الله الشهيدان مع أخيهما الحسين بن علي ع بالطف أمهما ليلى بنت مسعود الدارمية و يحيى أمه أسماء بنت عميس الخثعمية رضي الله عنها و أم الحسن و رملة أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي و نفيسة و زينب الصغرى و رقية الصغرى و أم هانئ و أم الكرام و جمانة المكناة أم جعفر و أمامة و أم سلمة و ميمونة و خديجة و فاطمة رحمة الله عليهن لأمهات شتى و في الشيعة من يذكر أن فاطمة صلوات الله عليها أسقطت بعد النبي ص ذكرا كان سماه رسول الله ص و هو حمل محسنا فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين ع ثمانية و عشرون ولدا و الله أعلم

 أقول قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أما الحسن و الحسين و أم كلثوم الكبرى و زينب الكبرى فأمهم فاطمة بنت سيدنا رسول الله ص و أما محمد فأمه خولة بنت أياس بن جعفر من بني حنيفة و أما أبو بكر و عبد الله فأمهما ليلى بنت مسعود النهشلية من تميم و أما عمر و رقية فأمهما سبية من بني تغلب يقال لها الصهباء سبيت في خلافة أبي بكر و إمارة خالد بن الوليد بعين التمر و أما يحيى و عون فأمهما أسماء بنت عميس الخثعمية و أما جعفر و العباس و عبد الله و عبد الرحمن فأمهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد من بني كلاب و أما رملة و أم الحسن فأمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي و أما أم كلثوم الصغرى و زينب الصغرى و جمانة و ميمونة و خديجة و فاطمة و أم الكرام و نفيسة و أم سلمة و أم أبيها و أمامة بنت علي ع فهن  لأمهات أولاد شتى

19-  شا، ]الإرشاد[ هارون بن موسى عن عبد الملك بن عبد العزيز قال لما ولي عبد الملك بن مروان الخلافة رد إلى علي بن الحسين ع صدقات رسول الله و صدقات أمير المؤمنين ع و كانتا مضمومتين فخرج عمر بن علي إلى عبد الملك يتظلم إليه من ابن أخيه فقال عبد الملك أقول كما قال ابن أبي الحقيق

إنا إذا مالت دواعي الهوى و أنصت السامع للقائل‏و اصطرع القوم بألبابهم نقضي بحكم عادل فاصل‏لا نجعل الباطل حقا و لا نلط دون الحق بالباطل‏نخاف أن تسفه أحلامنا فنخمل الدهر مع الخامل

20-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال الشيخ المفيد في الإرشاد أولاده خمسة و عشرون و ربما يزيدون على ذلك إلى خمسة و ثلاثين ذكره النسابة العمري في الشافي و صاحب الأنوار البنون خمسة عشر و البنات ثماني عشرة فولد من فاطمة ع الحسن و الحسين و المحسن سقط و زينب الكبرى و أم كلثوم الكبرى تزوجها عمر و ذكر أبو محمد النوبختي في كتاب الإمامة أن أم كلثوم كانت صغيرة و مات عمر قبل أن يدخل بها و أنه خلف على أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر ثم محمد بن جعفر ثم عبد الله بن جعفر و من خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية محمدا و من أم البنين ابنة حزام بن خالد الكلابية عبد الله و جعفر الأكبر و العباس و عثمان و من أم حبيب بنت ربيعة التغلبية عمر و رقية توأمان في بطن و من أسماء بنت عميس الخثعمية  يحيى و محمد الأصغر و قيل بل ولدت له عونا و محمد الأصغر من أم ولد و من أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية نفيسة و زينب الصغرى و رقية الصغرى و من أم شعيب المخزومية أم الحسن و رملة و من الهملاء بنت مسروق النهشلية أبو بكر و عبد الله و من أمامة بنت أبي العاص بن الربيع و أمها زينب بنت رسول الله ص محمد الأوسط و من محياة بنت إمرئ القيس الكلبية جارية هلكت و هي صغيرة و كانت له خديجة و أم هانئ و تميمة و ميمونة و فاطمة لأمهات أولاد شتى و توفي قبله يحيى و أم كلثوم الصغرى و زينب الصغرى و أم الكرام و جمانة و كنيتها أم جعفر و أمامة و أم سلمة و رملة الصغرى و زوج ثماني بنات زينب الكبرى من عبد الله بن جعفر و ميمونة من عقيل بن عبد الله بن عقيل و أم كلثوم الصغرى من كثير بن عباس بن عبد المطلب و رملة من أبي الهياج عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب و رملة من الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث و فاطمة من محمد بن عقيل

 و في الأحكام الشرعية عن الخزاز القمي أنه نظر النبي ص إلى أولاد علي و جعفر فقال بناتنا لبنينا و بنونا لبناتنا و أعقب له من خمسة الحسن و الحسين و محمد بن الحنفية و العباس الأكبر و عمر و كان النبي ص لم يتمتع بحرة و لا أمة في حياة خديجة و كذلك كان علي مع فاطمة ع

 و في قوت القلوب أنه تزوج بعد وفاتها بتسع ليال و أنه تزوج بعشرة نسوة و توفي عن أربعة أمامة و أمها زينب بنت النبي ص و أسماء بنت عميس و ليلى التميمية و أم البنين الكلابية و لم يتزوجن بعده و خطب المغيرة بن نوفل أمامة ثم أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث فروت عن علي ع أنه لا يجوز لأزواج النبي ص و الوصي أن يتزوجن بغيره بعده فلم يتزوج امرأة و لا أم ولد بهذه الرواية و توفي عن ثماني عشرة أم ولد فقال ع جميع أمهات أولادي الآن محسوبات على أولادهن بما ابتعتهن به من أثمانهن فقال و من كان من إمائه  غير ذوات أولاد فهن حرائر من ثلثه

 و يروى أن عمر بن علي خاصم علي بن الحسين ع إلى عبد الملك في صدقات النبي و أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين أنا ابن المصدق و هذا ابن ابن فأنا أولى بها منه فتمثل عبد الملك بقول أبي الحقيق

لا تجعل الباطل حقا و لا تلط دون الحق بالباطل

قم يا علي بن الحسين فقد وليتكها فقاما فلما خرجا تناوله عمر و آذاه فسكت ع عنه و لم يرد عليه شيئا فلما كان بعد ذلك دخل محمد بن عمر على علي بن الحسين ع فسلم عليه و أكب عليه يقبله فقال علي ع يا ابن عم لا تمنعني قطيعة أبيك أن أصل رحمك فقد زوجتك ابنتي خديجة ابنة علي

21-  عم، ]إعلام الورى[ أما زينب الكبرى بنت فاطمة بنت رسول الله ص فتزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب و ولد له منها علي و جعفر و عون الأكبر و أم كلثوم أولاد عبد الله بن جعفر و قد روت زينب عن أمها فاطمة ع أخبارا و أما أم كلثوم فهي التي تزوجها عمر بن الخطاب و قال أصحابنا إنه ع إنما زوجها منه بعد مدافعة كثيرة و امتناع شديد و اعتلال عليه بشي‏ء بعد شي‏ء حتى ألجأته الضرورة إلى أن رد أمرها إلى العباس بن عبد المطلب فزوجها إياه و أما رقية بنت علي فكانت عند مسلم بن عقيل فولدت له عبد الله قتل بالطف و عليا و محمدا ابني مسلم و أما زينب الصغرى فكانت عند محمد بن عقيل فولدت له عبد الله و فيه العقب من ولد عقيل و أما أم هانئ فكانت عند عبد الله الأكبر ابن عقيل بن أبي طالب فولدت له محمدا قتل بالطف و عبد الرحمن و أما ميمونة بنت علي فكانت عند عبد الله الأكبر ابن عقيل فولدت له عقيلا و أما نفيسة فكانت عند عبد الله الأكبر ابن عقيل فولدت له أم عقيل و أما زينب الصغرى فكانت عند عبد الرحمن بن عقيل فولدت  له سعدا و عقيلا و أما فاطمة بنت علي ع فكانت عند أبي سعيد بن عقيل فولدت له حميدة و أما أمامة بنت علي فكانت عند الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فولدت له نفيسة و توفيت عنده

22-  يف، ]الطرائف[ ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال لما خطب عمر إلى أمير المؤمنين ع قال له إنها صبية قال فأتى العباس فقال ما لي أ بي بأس فقال له و ما ذاك قال خطبت إلى ابن أخيك فردني أما و الله لأعورن زمزم و لا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها و لأقيمن عليه شاهدين أنه سرق و لأقطعن يمينه فأتاه العباس فأخبره و سأله أن يجعل الأمر إليه فجعله إليه

 كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله

23-  كش، ]رجال الكشي[ وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الخياط عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد بن الحنفية دهرا و ما كان يشك في أنه إمام حتى أتاه ذات يوم فقال له جعلت فداك إن لي حرمة و مودة و انقطاعا فأسألك بحرمة رسول الله ص و أمير المؤمنين ع إلا أخبرتني أنت الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه قال فقال يا أبا خالد حلفتني بالعظيم الإمام علي بن الحسين ع علي و عليك و  على كل مسلم فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية و جاء إلى علي بن الحسين ع فلما استأذن عليه فأخبر أن أبا خالد بالباب أذن له فلما دخل عليه دنا منه قال مرحبا بك يا كنكر ما كنت لنا بزائر ما بدا لك فينا فخر أبو خالد ساجدا شكرا لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين ع فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي فقال له علي بن الحسين ع و كيف عرفت إمامك يا أبا خالد قال إنك دعوتني باسمي الذي سمتني أمي التي ولدتني و قد كنت في عمياء من أمري و لقد خدمت محمد بن الحنفية عمرا من عمري و لا أشك إلا و أنه إمام حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة الله و بحرمة رسوله و بحرمة أمير المؤمنين فأرشدني إليك و قال هو الإمام علي و عليك و على جميع خلق الله كلهم ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك و سميتني باسمي الذي سمتني أمي فعلمت أنك الإمام الذي فرض الله طاعته علي و على كل مسلم

24-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن أبي خالد مثله إلا أنه قال في آخره ولدتني أمي فسمتني وردان فدخل عليها والدي فقال سميه كنكر و الله ما سماني به أحد من الناس إلى يومي هذا غيرك فأشهد أنك إمام من في الأرض و من في السماء

25-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن الحسن بن موسى عن محمد بن أصبغ عن مروان بن مسلم عن بريد العجلي قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال لي لو كنت سبقت قليلا لأدركت حيان السراج قال و أشار إلى موضع في البيت أبو عبد الله ع فقال و كان هاهنا جالسا فذكر محمد بن الحنفية و ذكر حياته و جعل يطريه و يقرظه فقلت له يا حيان أ ليس تزعم و يزعمون و تروي و يروون لم يكن في بني إسرائيل شي‏ء إلا و هو في هذه الأمة مثله قال بلى قال فقلت فهل رأينا  و رأيتم و سمعنا و سمعتم بعالم مات على أعين الناس فنكح نساؤه و قسمت أمواله و هو حي لا يموت فقام و لم يرد علي شيئا

 بيان أطراه أحسن الثناء عليه و التقريظ مدح الإنسان و هو حي بحق أو باطل

26-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن الحسن بن موسى قال روى أصحابنا عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قال أبو عبد الله ع أتاني ابن عم لي يسألني أن آذن لحيان السراج فأذنت له فقال لي يا أبا عبد الله إني أريد أن أسألك عن شي‏ء أنا به عالم إلا أني أحب أن أسألك عنه أخبرني عن عمك محمد بن علي مات قال فقلت أخبرني أبي أنه كان في ضيعة له فأتي فقيل له أدرك عمك قال فأتيت و قد كانت أصابته غشية فأفاق فقال لي ارجع إلى ضيعتك قال فأبيت فقال لترجعن قال فانصرفت فما بلغت الضيعة حتى أتوني فقالوا أدركه فأتيته فوجدته قد اعتقل لسانه فأتوا بطشت و جعل يكتب وصيته فما برحت حتى غمضته و كفنته و غسلته و صليت عليه و دفنته فإن كان هذا موتا فقد و الله مات قال فقال لي رحمك الله شبه على أبيك قال فقلت يا سبحان الله أنت تصدف على قلبك قال فقال لي و ما الصدف على القلب قال قلت الكذب

 بيان صدف عنه أعرض و على بمعنى عن أو ضمن معنى الافتراء و نحوه أي تعرض عن الحق مفتريا على قلبك حيث تدعي ما لا يصدقه قلبك

27-  كشف، ]كشف الغمة[ قيل لمحمد بن الحنفية رحمه الله أبوك يسمح بك في الحرب و يشح بالحسن و الحسين ع فقال هما عيناه و أنا يده و الإنسان يقي عينيه بيده و قال مرة أخرى و قد قيل له ذلك أنا ولده و هما ولدا رسول الله ص

   -28  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن أسماء بنت عميس نفست بمحمد بن أبي بكر فأمرها رسول الله ص حين أرادت الإحرام من ذي الحليفة أن تحتشي بالكرسف و الخرق و تهل بالحج الخبر

29-  يف، ]الطرائف[ أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى المستظل قال إن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ع أم كلثوم فاعتل بصغرها فقال له لم أكن أريد الباه و لكن سمعت رسول الله ص يقول كل حسب و نسب منقطع يوم القيامة ما خلا حسبي و نسبي و كل قوم فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم و عصبتهم

 كنز الكراجكي، عن القاضي السلمي أسد بن إبراهيم عن عمر بن علي العتكي عن محمد بن إسحاق عن الكديمي عن بشر بن مهران عن شريك بن شبيب عن عروة عن المستطيل بن حصين مثله إلا أن فيه فاعتل بصغرها و قال إني أعددتها لابن أخي جعفر و مكان كل قوم كل بني أنثى

30-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن البطائني عن أبي بصير عن عمران بن ميثم أو صالح بن ميثم عن أبيه قال أتت امرأة مجح أمير المؤمنين ع فقالت يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني و ساق الحديث الطويل إلى أن قال فأخرجها أمير المؤمنين ع إلى الظهر بالكوفة فأمر أن يحفر لها حفيرة ثم  دفنها فيه ثم ركب بغلته و نادى بأعلى صوته يا أيها الناس إن الله تعالى عهد إلى نبيه ص عهدا عهده محمد ص إلي بأن لا يقيم الحد من لله عليه حد فمن كان لله عليه حد مثل ما له عليها فلا يقيم عليها الحد قال فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أمير المؤمنين و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم فأقام هؤلاء الثلاثة عليها الحد يومئذ و ما معهم غيرهم قال و انصرف فيمن انصرف يومئذ محمد بن أمير المؤمنين

31-  كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي عن مغيرة الضبي قال لما نكح علي ع ليلى بنت مسعود النهشلي قالت ما زلت أحب أن يكون بيني و بينه سبب منذ رأيته فأقام مقاما من رسول الله ص فذكر أنه ولدت له عبيد الله بن علي فبايع مصعبا يوم المختار

 أقول قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة دفع أمير المؤمنين ع يوم الجمل رايته إلى محمد ابنه و قد استوت الصفوف و قال له احمل فتوقف قليلا فقال يا أمير المؤمنين أ ما ترى السماء كأنها شآبيب المطر فدفع في صدره و قال أدركك عرق من أمك ثم أخذ الراية بيده فهزها ثم قال.  

اطعن بها طعن أبيك تحمد لا خير في الحرب إذا لم توقدبالمشرفي و القنا المسدد

. ثم حمل و حمل الناس خلفه فطحن عسكر البصرة قيل لمحمد لم يغرر بك أبوك في الحرب و لا يغرر بالحسن و الحسين فقال إنهما عيناه و أنا يمينه فهو يدفع عن عينيه بيمينه كان علي ع يقذف بمحمد في مهالك الحرب و يكف حسنا و حسينا عنها و من كلامه في يوم صفين أملكوا عني هذين الفتيين أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله ص. أم محمد خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل و اختلف في أمرها فقال قوم إنها سبية من سبايا الردة قوتل أهلها على يد خالد بن الوليد في أيام أبي بكر لما منع كثير من العرب الزكاة و ارتدت بنو حنيفة و ادعت نبوة مسيلمة و أن أبا بكر دفعها إلى علي ع من سهمه في المغنم و قال قوم منهم أبو الحسن علي بن محمد بن سيف المدائني هي سبية في أيام رسول الله ص قالوا بعث رسول الله ص عليا ع إلى اليمن فأصاب خولة في بني زبية و قد ارتدوا مع عمرو بن معديكرب و كانت زبية سبتها من بني حنيفة في غارة لهم عليهم فصارت في سهم علي ع فقال رسول الله ص إن ولدت منك غلاما فسمه باسمي و كنه بكنيتي فولدت له بعد موت فاطمة ع محمدا فكناه أبا القاسم و قال قوم و هم المحققون و قولهم الأظهر أن بني أسد أغارت على بني حنيفة في خلافة أبي بكر فسبوا خولة بنت جعفر و قدموا بها المدينة فباعوها من علي ع و بلغ قومها خبرها فقدموا المدينة على علي فعرفوها و أخبروه بموضعها منهم فأعتقها و مهرها و تزوجها فولدت له محمدا فكناه أبا القاسم و هذا القول هو اختيار أحمد بن يحيى البلاذري في كتابه المعروف بتاريخ الأشراف. لما تعامس محمد يوم الجمل عن الحملة و حمل علي ع بالراية فضعضع أركان عسكر الجمل دفع إليه الراية و قال امح الأولى بالأخرى و هذه الأنصار معك و ضم إليه خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين في جمع من الأنصار كثير منهم أهل بدر حمل حملات كثيرة أزال بها القوم عن مواقفهم و أبلى بلاء حسنا فقال خزيمة بن ثابت لعلي ع أما إنه لو كان غير محمد اليوم لافتضح و لئن كنت خفت عليه الجبن و هو بينك و بين حمزة و جعفر لما خفنا عليه و إن كنت أردت أن تعلمه الطعان فطال ما علمته الرجال و قالت الأنصار يا أمير المؤمنين لو لا ما جعل الله تعالى لحسن و الحسين لما قدمنا على محمد أحدا من العرب فقال ع أين النجم من الشمس و القمر أما إنه قد أغنى و أبلى و له فضل و لا ينقص فضل صاحبه عليه و حسب صاحبكم ما انتهت به نعمة الله تعالى إليه فقالوا يا أمير المؤمنين إنا و الله ما نجعله كالحسن و الحسين و لا نظلمهما و لا نظلمه لفضلهما عليه حقه فقال علي ع أين يقع ابني من ابني رسول الله ص فقال خزيمة بن ثابت فيه

محمد ما في عودك اليوم وصمة و لا كنت في الحرب الضروس معرداأبوك الذي لم يركب الخيل مثله علي و سماك النبي محمدافلو كان حقا من أبيك خليفة لكنت و لكن ذاك ما لا يرى بداو أنت بحمد الله أطول غالب لسانا و أنداها بما ملكت يداو أقربها من كل خير تريده قريش و أوفاها بما قال موعدا.

 و أطعنهم صدر الكمي برمحه و أكساهم للهام عضبا مهنداسوى أخويك السيدين كلاهما إماما الورى و الداعيان إلى الهدى‏أبى الله أن يعطي عدوك مقعدا من الأرض أو في اللوح مرقى و مصعدا

. و قال في موضع آخر روى عمرو بن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال خطب عبد الله بن الزبير فنال من علي ع فبلغ ذلك محمد بن الحنفية فجاء إليه و هو يخطب فوضع له كرسي فقطع عليه خطبته و قال يا معشر العرب شاهت الوجوه أ ينتقص علي و أنتم حضور إن عليا كان يد الله على أعدائه و صاعقة من أمر الله أرسله على الكافرين به و الجاحدين لحقه فقتلهم بكفرهم فشنئوه و أبغضوه و ضمروا له السيف و الحسد و ابن عمه ع حي بعد لم يمت فلما نقله الله إلى جواره و أحب له ما عنده أظهرت له رجال أحقادها و شفت أضغانها فمنهم من ابتزه حقه و منهم من أسمر به ليقتله و منهم من شتمه و قذفه بالأباطيل فإن يكن لذريته و ناصري دعوته دولة ينشر عظامهم و يحفر على أجسادهم و الأبدان يومئذ بالية بعد أن يقتل الأحياء منهم و يذل رقابهم و يكون الله عز اسمه قد عذبهم بأيدينا و أخزاهم و نصرنا عليهم و شفي صدورنا منهم إنه و الله ما يشتم عليا إلا كافر يسر شتم رسول الله ص و يخاف أن يبوح به فيلقى شتم علي عنه أما إنه قد يخطب المنية منكم من امتد عمره و سمع قول رسول الله ص فيه لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ فعاد ابن الزبير إلى خطبته و قال عذرت بني الفواطم يتكلمون فما بال ابن أم حنفية فقال محمد يا ابن أم فتيلة و ما لي لا أتكلم و هل فاتني من الفواطم إلا واحدة و لم يفتني فخرها لأنها أم أخوي أنا ابن فاطمة بنت عمران بن عائذ بن مخزوم جده رسول الله ص و أنا ابن فاطمة بنت أسد بن هاشم كافلة رسول الله و القائمة مقام أمه أما و الله لو لا خديجة بنت خويلد ما تركت في أسد بن عبد العزى عظما إلا هشمته ثم قام فانصرف. و قال ابن أبي الحديد في موضع آخر قال أبو العباس المبرد قد جاءت الرواية أن أمير المؤمنين عليا ع لما ولد لعبد الله بن العباس مولود ففقده وقت صلاة الظهر فقال ما بال ابن العباس لم يحضر قالوا ولد له ولد ذكر يا أمير المؤمنين قال فامضوا بنا إليه فأتاه فقال له شكرت الواهب و بورك لك في الموهوب ما سميته فقال يا أمير المؤمنين أو يجوز لي أن أسميه حتى تسميه فقال أخرجه إلي و أخرجه فأخذه فحنكه و دعا له ثم رده إليه و قال خذ إليك أبا الأملاك قد سميته عليا و كنيته أبا الحسن قال فلما قدم معاوية خليفة قال لعبد الله بن العباس لا أجمع لك بين الاسم و الكنية قد كنيته أبا محمد فجرت عليه. قلت سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن محمد بن أبي زيد فقلت له من أي طريق عرف بنو أمية أن الأمر سينتقل عنهم و أنه سيليه بنو هاشم و أول من يلي منهم يكون اسمه عبد الله و لم منعوهم عن مناكحة بني الحارث بن كعب لعلمهم

  أن أول من يلي الأمر من بني هاشم يكون أمه حارثية و بأي طريق عرف بنو هاشم أن الأمر سيصير إليهم و يملكه عبيد أولادهم حتى عرفوا أولادهم صاحب الأمر منهم كما قد جاء في هذا الخبر فقال أصل هذا كله محمد بن الحنفية ثم ابنه عبد الله المكنى أبا هاشم قلت له أ فكان محمد بن الحنفية مخصوصا من أمير المؤمنين بعلم يستأثر به على أخويه حسن و حسين ع قال لا و لكنهما كتما و أذاع ثم قال قد صحت الرواية عندنا عن أسلافنا و عن غيرهم من أرباب الحديث أن عليا ع لما قبض أتى محمد ابنه أخويه حسنا و حسينا فقال لهما أعطياني ميراثي من أبي فقالا له قد علمت أن أباك لم يترك صفراء و لا بيضاء فقال قد علمت ذلك و ليس ميراث المال أطلب إنما أطلب ميراث العلم أبو جعفر فروى أبان بن عثمان عمن روى له ذلك عن جعفر بن محمد ع قال فدفعا إليه صحيفة لو أطلعاه على أكثر منها لهلك فيها ذكر دولة بني العباس. قال أبو جعفر و قد روى أبو الحسن علي بن محمد النوفلي قال حدثني عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس قال لما أردنا الهرب من مروان بن محمد لما قبض على إبراهيم الإمام جعلنا نسخة الصحيفة التي دفعها أبو هاشم بن محمد بن الحنفية إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس و هي التي كان آباؤنا يسمونها صحيفة الدولة في صندوق من نحاس صغير ثم دفناه تحت زيتونات بالشراة لم يكن بالشراة من الزيتون غيرهن فلما أفضى السلطان إلينا و ملكنا الأمر أرسلنا إلى ذلك الموضع فبحث و حفر فلم يوجد شي‏ء فأمرنا بحفر جريب من الأرض في ذلك الموضع حتى بلغ الحفر الماء و لم نجد شيئا. قال أبو جعفر و قد كان محمد بن الحنفية صرح بالأمر لعبد الله بن العباس و عرفه تفصيله و لم يكن أمير المؤمنين ع قد فصل لعبد الله بن العباس الأمر و إنما أخبره به مجملا كقوله في هذا الخبر خذ إليك أبا الأملاك و نحو ذلك مما كان يعرض له به و لكن الذي كشف القناع و أبرز المستور هو محمد بن الحنفية و كذلك أيضا ما وصل إلى بني أمية من علم هذا الأمر فإنه وصل من جهة محمد بن الحنفية و أطلعهم على السر الذي علمه و لكن لم يكشف لهم كشفه لبني العباس كان أكمل. قال أبو جعفر فأما أبو هاشم فإنه قد كان أفضى بالأمر إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس و أطلعه عليه و أوضحه له فلما حضرته الوفاة عقيب انصرافه من عند الوليد بن عبد الملك مر بالشراة و هو مريض و محمد بن علي بها فدفع إليه كتبه و جعله وصيه و أمر الشيعة بالاختلاف إليه قال أبو جعفر و حضر وفاة أبي هاشم ثلاثة نفر من بني هاشم محمد بن علي هذا و معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب و عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فلما مات خرج محمد بن علي و معاوية بن عبد الله بن جعفر من عنده و كل واحد منهما يدعي وصايته فأما عبد الله بن الحارث فلم يقل شيئا. قال أبو جعفر و صدق محمد بن علي إليه أوصى أبو هاشم و إليه دفع الكتاب الدولة و كذب معاوية بن عبد الله بن جعفر لكنه قرأ الكتاب فوجد لهم فيه ذكرا يسيرا فادعى الوصية بذلك فمات و خرج ابنه عبد الله بن معاوية يدعي وصاية أبيه إليه و يدعي لأبيه وصاية أبي هاشم و يظهر الإنكار على بني أمية و كان له في ذلك شيعة يقولون بإمامته سرا حتى قتل انتهى. أقول

 روي في جامع الأصول من صحيح الترمذي عن محمد بن الحنفية عن أبيه ع قال قلت يا رسول الله أ رأيت إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك و أكنيه بكنيتك قال نعم.

 و قال ابن أبي الحديد أسماء بنت عميس هي أخت ميمونة زوج النبي ص و كانت من المهاجرات إلى أرض الحبشة و هي إذ ذاك تحت جعفر بن أبي طالب فولدت له هناك محمد بن جعفر و عبد الله و عونا ثم هاجرت معه إلى المدينة فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمد بن أبي بكر ثم مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب ع فولدت له يحيى بن علي لا خلاف في ذلك. و قال ابن عبد البر في الاستيعاب ذكر ابن الكلبي أن عون بن علي أمه أسماء بنت عميس و لم يقل ذلك أحد غيره و قد روي أن أسماء كانت تحت حمزة بن عبد المطلب فولدت له بنتا تسمى أمة الله و قيل أمامة. أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن ابن عباس قال لما كنا في حرب صفين دعا علي ع ابنه محمد بن الحنفية و قال له يا بني شد على عسكر معاوية فحمل على الميمنة حتى كشفهم ثم رجع إلى أبيه مجروحا فقال يا أبتاه العطش العطش فسقاه جرعة من الماء ثم صب الباقي بين درعه و جلده فو الله لقد رأيت علق الدم يخرج من حلق درعه فأمهله ساعة ثم قال له يا بني شد على الميسرة فحمل على ميسرة عسكر معاوية فكشفهم ثم رجع و به جراحات و هو يقول الماء الماء يا أباه فسقاه جرعة من الماء و صب باقيه بين درعه و جلده ثم قال يا بني شد على القلب فحمل عليهم و قتل منهم فرسانا ثم رجع إلى أبيه و هو يبكي و قد أثقلته الجراح فقام إليه أبوه و قبل ما بين عينيه و قال له فداك أبوك فقد سررتني و الله يا بني بجهادك هذا بين يدي فما يبكيك أ فرحا أم جزعا فقال يا أبت كيف لا أبكي و قد عرضتني للموت ثلاث مرات فسلمني الله و ها أنا مجروح كما ترى و كلما رجعت إليك لتمهلني عن الحرب ساعة ما أمهلتني و هذان أخواي الحسن و الحسين ما تأمرهما بشي‏ء من الحرب فقام إليه أمير المؤمنين و قبل وجهه و قال له يا بني أنت ابني و هذان ابنا رسول الله ص أ فلا أصونهما عن القتل فقال بلى يا أبتاه جعلني الله فداك و فداهما من كل سوء

32-  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن الحسن عن علي بن الأسباط عن الحسن بن شجرة عن عنبسة العابد قال إن فاطمة بنت علي مد لها في العمر حتى رآها أبو عبد الله ع

33-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن بشير عن الحسين بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال أبي ع إن محمد بن الحنفية كان رجلا رابط الجأش و أشار بيده و كان يطوف بالبيت فاستقبله الحجاج فقال قد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك قال له محمد كلا إن لله تبارك اسمه في خلقه في كل يوم ثلاثمائة لحظة أو لمحة فلعل إحداهن تكفك عني

34-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم و حماد عن زرارة عن أبي عبد الله ع في تزويج أم كلثوم فقال إن ذلك فرج غصبناه

 بيان هذه الأخبار لا ينافي ما مر من قصة الجنية لأنها قصة مخفية أطلعوا عليها خواصهم و لم يكن يتم به الاحتجاج على المخالفين بل ربما كانوا يحترزون عن إظهار أمثال تلك الأمور لأكثر الشيعة أيضا لئلا تقبله عقولهم و لئلا يغلو فيهم فالمعنى غصبناه ظاهرا و بزعم الناس إن صحت تلك القصة. و قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في جواب المسائل السروية إن الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين ع ابنته من عمر لم يثبت و طريقته من الزبير بن بكار و لم يكن موثوقا به في النقل و كان متهما فيما يذكره من بغضه لأمير المؤمنين ع و غير مأمون و الحديث نفسه مختلف فتارة يروي أن أمير المؤمنين تولى العقد له على ابنته و تارة يروي عن العباس أنه تولى ذلك عنه و تارة يروي أنه لم يقع العقد إلا بعد وعيد عن عمر و تهديد لبني هاشم و تارة يروي أنه كان عن اختيار و إيثار ثم بعض الرواة يذكر أن عمر أولدها ولدا سماه زيدا و بعضهم يقول إن لزيد بن عمر عقبا و منهم من يقول إنه قتل و لا عقب له و منهم من يقول إنه و أمه قتلا و منهم من يقول إن أمه بقيت بعده و منهم من يقول إن عمر أمهر أم كلثوم أربعين ألف درهم و منهم من يقول مهرها أربعة آلاف درهم و منهم من يقول كان مهرها خمسمائة درهم و هذا الاختلاف مما يبطل الحديث. ثم إنه لو صح لكان له وجهان لا ينافيان مذهب الشيعة في ضلال المتقدمين على أمير المؤمنين ع أحدهما أن النكاح أنما هو على ظاهر الإسلام الذي هو الشهادتان و الصلاة إلى الكعبة و الإقرار بجملة الشريعة و إن كان الأفضل مناكحة من يعتقد الإيمان و يكره مناكحة من ضم إلى ظاهر الإسلام ضلالا يخرجه عن الإيمان إلا أن الضرورة متى قادت إلى مناكحة الضال مع إظهاره كلمة الإسلام زالت الكراهة من ذلك و أمير المؤمنين ع كان مضطرا إلى مناكحة الرجل لأنه تهدده و تواعده فلم يأمنه على نفسه و شيعته فأجابه إلى ذلك ضرورة كما أن الضرورة يشرع إظهار كلمة الكفر و ليس ذلك بأعجب من قول لوط هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فدعاهم إلى العقد عليهم لبناته و هم كفار ضلال قد أذن الله تعالى في هلاكهم و قد زوج رسول الله ص ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الأصنام أحدهما عتبة بن أبي لهب و الآخر أبو العاص بن الربيع فلما بعث ص فرق بينهما و بين ابنتيه. و قال السيد المرتضى رضي الله عنه في كتاب الشافي فأما الحنفية فلم تكن سبية على الحقيقة و لم يستبحها ع بالسبي لأنها بالإسلام قد صارت حرة مالكة أمرها فأخرجها من يد من استرقها ثم عقد عليها النكاح و في أصحابنا من يذهب إلى أن الظالمين متى غلبوا على الدار و قهروا و لم يتمكن المؤمن من الخروج من أحكامهم جاز له أن يطأ سبيهم و يجري أحكامهم مع الغلبة و القهر مجرى أحكام المحقين فيما يرجع إلى المحكوم عليه و إن كان فيما يرجع إلى الحاكم معاقبا آثما و أما تزويجه بنته فلم يكن ذلك عن اختيار ثم ذكر رحمه الله الأخبار السابقة الدالة على الاضطرار ثم قال على أنه لو لم يجر ما ذكرناه لم يمتنع أن يجوزه ع لأنه كان على ظاهر الإسلام و التمسك بشرائعه و إظهار الإسلام و هذا حكم يرجع إلى الشرع فيه و ليس مما يخاطره العقول و قد كان يجوز في العقول أن يبيحنا الله تعالى مناكحة المرتدين على اختلاف ردتهم و كان يجوز أيضا أن يبيحنا أن ننكح اليهود و النصارى كما أباحنا عند أكثر المسلمين أن ننكح فيهم و هذا إذا كان في العقول سائغا فالمرجع في تحليله و تحريمه إلى الشريعة و فعل أمير المؤمنين ع حجة عندنا في الشرع فلنا أن نجعل ما فعله أصلا في جواز مناكحة من ذكروه و ليس لهم أن يلزموا على ذلك مناكحة اليهود و النصارى و عباد الأوثان لأنهم إن سألوا عن جوازه في العقل فهو جائز و إن سألوا عنه في الشرع فالإجماع يحظره

  و يمنع منه انتهى كلامه رفع الله مقامه. أقول بعد إنكار عمر النص الجلي و ظهور نصبه و عداوته لأهل البيت ع يشكل القول بجواز مناكحته من غير ضرورة و لا تقية إلا أن يقال بجواز مناكحة كل مرتد عن الإسلام و لم يقل به أحد من أصحابنا و لعل الفاضلين إنما ذكرا ذلك استظهارا على الخصم و كذا إنكار المفيد رحمه الله أصل الواقعة إنما هو لبيان أنه لم يثبت ذلك من طرقهم و إلا فبعد ورود ما مر من الأخبار إنكار ذلك عجيب.

 و قد روى الكليني عن حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان و معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن عليا لما توفي عمر أتى أم كلثوم فانطلق بها إلى بيته

 و روي نحو ذلك عن محمد بن يحيى و غيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع

و الأصل في الجواب هو أن ذلك وقع على سبيل التقية و الاضطرار و لا استبعاد في ذلك فإن كثيرا من المحرمات تنقلب عند الضرورة و تصير من الواجبات على أنه ثبت بالأخبار الصحيحة أن أمير المؤمنين و سائر الأئمة ع كانوا قد أخبرهم النبي ص بما يجري عليهم من الظلم و بما يجب عليهم فعله عند ذلك فقد أباح الله تعالى له خصوص ذلك بنص الرسول ص و هذا مما يسكن استبعاد الأوهام و الله يعلم حقائق أحكامه و حججه ع. أقول قد أثبتنا في غزوة الخوارج بعض أحوال محمد بن الحنفية و كذا في باب معجزات علي بن الحسين ع منازعته له ظاهرا في الإمامة و في أبواب أحوال الحسين ع و ما جرى بعد شهادته ثم اعلم أنه سأل السيد مهنا بن سنان عن العلامة الحلي قدس الله روحهما فيما كتب إليه من المسائل ما يقول سيدنا في محمد بن الحنفية هل كان يقول بإمامة زين العابدين ع و كيف تخلف عن الحسين ع و كذلك عبد الله بن جعفر فأجاب العلامة رحمه الله قد ثبت في أصل الإمامة أن أركان الإيمان التوحيد و العدل و النبوة و الإمامة و السيد محمد بن الحنفية و عبد الله بن جعفر و أمثالهم أجل قدرا و أعظم شأنا من اعتقادهم خلاف الحق و خروجهم عن الإيمان الذي يحصل به اكتساب الثواب الدائم و الخلاص من العقاب و أما تخلفه عن نصرة الحسين ع فقد نقل أنه كان مريضا و يحتمل في غيره عدم العلم بما وقع على مولانا الحسين ع من القتل و غيره و بنوا على ما وصل من كتب الغدرة إليه و توهموا نصرتهم له