باب 3- ما وقع بعد شهادته ع و أحوال قاتله لعنه الله

1-  ب، ]قرب الإسناد[ أبو البختري عن جعفر عن أبيه ع قال أخبرني أبي أن الحسن ع قدم ابن ملجم فأراد أن يضرب عنقه بيده فقال قد عهدت الله عهدا أن أقتل أباك فقد وفيت فإن شئت فاقتل و إن شئت فاعف فإن عفوت ذهبت إلى معاوية فقتلته و أرحتك منه ثم جئتك فقال لا حتى أعجلك إلى النار فقدمه فضرب عنقه

2-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أحمد بن علي عن أبيه عن جده إبراهيم بن هاشم عن ابن معبد عن علي بن عبد العزيز عن يحيى بن بشير عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سأل هشام بن عبد الملك أبي ع فقال أخبرني عن الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب ع بما استدل النائي عن المصر الذي قتل فيه علي و ما كانت العلامة فيه للناس و أخبرني هل كانت لغيره في قتله عبرة فقال له أبي إنه لما كانت الليلة التي قتل فيها علي صلوات الله عليه لم يرفع عن وجه الأرض حجر إلا وجد تحته دم عبيط حتى طلع الفجر و كذلك كانت الليلة التي فقد فيها هارون أخو موسى صلوات الله عليهما و كذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون و كذلك كانت الليلة التي رفع عيسى ابن مريم صلوات الله عليه و كذلك الليلة التي قتل فيها الحسين صلوات الله عليه

  أقول أوردناه بإسناد آخر في باب ما وقع بعد شهادة الحسين ع

3-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن عاقر ناقة صالح كان أزرق ابن بغي و إن قاتل علي صلوات الله عليه ابن بغي و كانت مراد تقول ما نعرف له فينا أبا و لا نسبا و إن قاتل الحسين بن علي صلوات الله عليه ابن بغي و إنه لم يقتل الأنبياء و لا أولاد الأنبياء إلا أولاد البغايا

4-  ك، ]إكمال الدين[ أبي عن سعد و الحميري معا عن ابن عيسى عن محمد البرقي عن أحمد بن الزيد النيسابوري عن عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله ص قال لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين ع ارتجت الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض النبي ص و جاء رجل باك و هو متسرع مسترجع و هو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين صلى الله عليه فقال رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم لله عز و جل و أعظمهم عناء و أحوطهم على رسول الله ص و آمنهم على أصحابه و أفضلهم مناقب و أكرمهم سوابق و أرفعهم درجة و أقربهم من رسول الله و أشبههم به هديا و نطقا و سمتا و فعلا و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه فجزاك الله عن الإسلام و عن رسول الله ص و عن المسلمين خيرا قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول الله ص إذ هم أصحابه و كنت خليفته حقا لم تنازع و لم تضرع بزعم المنافقين و غيظ الكافرين و كره الحاسدين و ضغن الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور الله عز و جل حين وقفوا و لو اتبعوك لهدوا و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم فوتا و أقلهم كلاما و أصوبهم منطقا و أكثرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالأمور كنت و الله للدين يعسوبا و كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و علوت إذ هلعوا و صبرت إذ جزعوا و أدركت إذ تخلفوا و نالوا بك ما لم يحتسبوا و كنت على الكافرين عذابا صبا و للمؤمنين غيثا و خصبا فطرت و الله بعنانها و فزت بجنانها و أحرزت سوابقها و ذهبت بفضائلها لم يفلل حدك و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك و لم تخن كنت كالجبل لا تحركه العواصف و لا تزيله القواصف و كنت كما قال النبي ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله عز و جل كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز و لا لأحد عندك هوادة القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق و البعيد و القريب عندك في ذلك سواء شأنك الحق و الرفق و الصدق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم و عزم فأقلعت و قد نهج السبيل و سهل العسير و أطفأت النار و اعتدل بك الدين و قوي بك الإيمان و ثبت بك الإسلام و المؤمنون و سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن البكاء و عظمت رزيتك في السماء و هدت مصيبتك الأنام ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ رضينا عن الله قضاءه و سلمنا لله أمره فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا و حصنا و على الكافرين غلظة و غيظا فألحقك الله بنبيه و لا حرمنا أجرك و لا أضلنا بعدك و سكت القوم حتى انقضى كلامه و بكى و أبكى أصحاب رسول الله ص ثم طلبوه فلم يصادفوه

 كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي عن أحمد بن زيد مثله بيان الارتجاج الاضطراب و الاسترجاع قول إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ قوله انقطعت خلافة النبوة أي استيلاء خلفاء الحق و حاطه يحوطه حفظه و صانه و ذب عنه و الهدي السيرة و الهيئة و الطريقة و السمت الهيئة الحسنة و الاستكانة الخضوع و المراد هنا الضعف و الجبن و العجز قوله ع و نهضت أي قمت بأمر الجهاد و إعانة الرسول قوله ع إذ هم أصحابه أي قصدوا ما قصدوا من البدع و الارتداد عن الدين قوله ع لم تنازع أي ما كان ينبغي النزاع فيك لظهور الأمر و يقال ضرع إليه بتثليث الراء أي خضع و ذل و استكان و ككرم ضعف و الفشل الكسل و الجبن و التعتعة التردد في الكلام من حصر أو عي و الفوت السبق إلى الشي‏ء و الهلع أفحش الجزع قوله ع فطرت و الله بعنانها أي في ميدان المسابقة طرت آخذا بعنان فرس الفضيلة حتى سبقتهم فالضمائر في قوله بعنانها و نظائره راجعة إلى الأمة أو إلى الكمالات و في النهج و فزت برهانها و في الكافي فطرت و الله بنعمائها و فزت بحبائها فيمكن أن يكون المراد الطيران إلى الآخرة و الهوادة السكون و الرخصة و المحاباة قوله فأقلعت أي ذهبت عنا و تركتنا و نهج الطريق كمنع وضح و أوضح قوله ع فجللت عن البكاء أي أنت أجل من أن يقضي حق مصيبتك البكاء و الظاهر أن القائل كان هو الخضر ع

5-  حة، ]فرحة الغري[ قال الثقفي في كتاب مقتل أمير المؤمنين ع و نقلته من نسخة عتيقة تاريخها سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة و ذلك على أحد القولين إن عبد الله بن جعفر الطيار قال دعوني أشفي بعض ما في نفسي عليه يعني ابن ملجم لعنه الله فدفع إليه فأمر بمسمار فحمي بالنار ثم كحله فجعل ابن ملجم يقول تبارك الله الخالق للإنسان من علق يا ابن أخ إنك لتكحلن بملمول مض ثم أمر بقطع يده و رجله فقطع و لم يتكلم ثم أمر بقطع لسانه فجزع فقال له بعض الناس يا عدو الله كحلت عينك بالنار و قطعت يداك و رجلاك فلم تجزع و جزعت من قطع لسانك فقال لهم يا جهال أنا و الله ما جزعت لقطع لساني و لكني أكره أن أعيش في الدنيا فواقا لا أذكر الله فيه فلما قطع لسانه أحرق بالنار

 بيان قال الجوهري الملمول الميل الذي يكتحل به و قال كحله بملمول مض أي حار

  -6  حة، ]فرحة الغري[ عبد الصمد بن أحمد عن أبي الفرج الجوزي قال قرأت بخط أبي الوفاء بن عقيل قال لما جي‏ء بابن ملجم إلى الحسن قال له إني أريد أن أسارك بكلمة فأبى الحسن ع و قال إنه يريد أن يعض أذني فقال ابن ملجم و الله لو أمكنني منها لأخذتها من صماخه

7-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي عن أبي الحسن عن علي بن أحمد الميداني عن محمد بن يحيى عن عمرو بن أحمد بن محمد بن عمرو عن الحسن بن محمد المعروف بابن الرفاء قال سمعته يقول كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم فقلت ما هذا قالوا راهب أسلم فأشرفت عليه و إذا بشيخ كبير عليه جبة صوف و قلنسوة صوف عظيم الخلقة و هو قاعد بحذاء مقام إبراهيم فسمعته يقول كنت قاعدا في صومعة فأشرفت منها و إذا بطائر كالنسر قد سقط على صخرة على شاطئ البحر فتقيأ فرمى بربع إنسان ثم طار فتفقدته فعاد فتقيأ فرمى بربع إنسان ثم طار فجاء فتقيأ بربع إنسان ثم طار فجاء فتقيأ بربع إنسان ثم طار فدنت الأرباع فقام رجلا و هو قائم و أنا أتعجب منه ثم انحدر الطير فضربه و أخذ ربعه فطار ثم رجع فأخذ ربعه فطار ثم رجع فأخذ ربعه فطار ثم انحدر الطير فأخذ الربع الآخر فطار فبقيت أتفكر و تحسرت ألا أكون لحقته و سألته من هو فبقيت أتفقد الصخرة حتى رأيت الطير قد أقبل فتقيأ بربع إنسان فنزلت فقمت بإزائه فلم أزل حتى تقيأ بالربع الرابع ثم طار فالتأم رجلا فقام قائما فدنوت منه فسألت فقلت من أنت فسكت عني فقلت بحق من خلقك من أنت قال أنا ابن ملجم قلت له و أيش عملت قال قتلت علي بن أبي طالب ع فوكل بي هذا الطير يقتلني كل يوم قتلة فهو يخبرني إذ انقض الطائر فأخذ ربعه و طار فسألت عن علي ع فقال هو ابن عم رسول الله ص فأسلمت

  كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن الرفاء مثله

8-  شا، ]الإرشاد[ روى جعفر بن سليمان الضبيعي عن المعلى بن زياد قال جاء عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله إلى أمير المؤمنين ع يستحمله فقال يا أمير المؤمنين احملني فنظر إليه ثم قال له أنت عبد الرحمن بن ملجم المرادي قال يا غزوان احمله على الأشقر فجاء بفرس أشقر فركبه ابن ملجم و أخذ بعنانه فلما ولى قال أمير المؤمنين ع

أريد حباءه و يريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد

قال فلما كان من أمره ما كان و ضرب أمير المؤمنين ع قبض عليه و قد خرج من المسجد فجي‏ء به إلى أمير المؤمنين ع فقال له و الله لقد كنت أصنع بك ما أصنع و أنا أعلم أنك قاتلي و لكن كنت أفعل ذلك بك لأستظهر بالله عليك

9-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أحاديث علي بن الجعد عن شعبة عن قتادة و مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله ص إن السماء و الأرض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعين صباحا و إنها لتبكي على العالم إذا مات أربعين شهرا و إن السماء و الأرض ليبكيان على الرسول أربعين سنة و إن السماء و الأرض ليبكيان عليك يا علي إذا قتلت أربعين سنة قال ابن عباس لقد قتل أمير المؤمنين ع على الأرض بالكوفة فأمطرت السماء ثلاثة أيام دما

 أبو حمزة عن الصادق ع و قد روي أيضا عن سعيد بن المسيب أنه لما قبض أمير المؤمنين ع لم يرفع من وجه الأرض حجر إلا وجد تحته دم عبيط

 أربعين الخطيب و تاريخ النسوي أنه سأل عبد الملك بن مروان الزهري ما كانت علامة يوم قتل علي ع قال ما رفع حصاة من بيت المقدس إلا كان تحتها دم عبيط و لما ضرب ع في المسجد سمع صوت لله الحكم لا لك يا علي و لا لأصحابك فلما توفي سمع في داره أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ الآية ثم هتفت آخر مات رسول الله ص و مات أبوكم

 و في أخبار الطالبيين أن الروم أسروا قوما من المسلمين فأتي بهم إلى الملك فعرض عليهم الكفر فأبوا فأمر بإلقائهم في الزيت المغلي و أطلق منهم رجلا يخبر بحالهم فبينما هو يسير إذ سمع وقع حوافر الخيل فوقف فنظر إلى أصحابه الذين ألقوا في الزيت فقال لهم في ذلك فقالوا قد كان ذلك فنادى مناد من السماء في شهداء البر و البحر أن علي بن أبي طالب ع قد استشهد في هذه الليلة فصلوا عليه فصلينا عليه و نحن راجعون إلى مصارعنا

 أبو ذرعة الرازي بإسناده عن منصور بن عمار أنه سئل عن أعجب ما رآه قال ترى هذه الصخرة في وسط البحر يخرج من هذا البحر كل يوم طائر مثل النعامة فيقع عليها فإذا استوى وافقا تقيأ رأسا ثم تقيأ يدا و هكذا عضوا عضوا ثم تلتئم الأعضاء بعضها إلى بعض حتى يستوي إنسانا قاعدا ثم يهم للقيام فإذا هم للقيام نقره نقرة فأخذ رأسه ثم أخذه عضوا عضوا كما قاءه قال فلما طال علي ذلك ناديته يوما ويلك من أنت ثم التفت إلي و قال هو عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ع وكل الله به هذا الطير فهو يعذبه إلى يوم القيامة و زعم أنهم يسمعون العواء من قبره

  -10  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن سليمان بن يسار قال رأيت ابن عباس لما توفي أمير المؤمنين ع بالكوفة و قد قعد على المسجد محتبيا و وضع فرقه على ركبتيه و أسند يده تحت خده و قال أيها الناس إني قائل فاسمعوا فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ سمعت عن رسول الله يقول إذا مات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و أخرج من الدنيا ظهرت في الدنيا خصال لا خير فيها فقلت و ما هي يا رسول الله فقال تقل الأمانة و تكثر الخيانة حتى يركب الرجل الفاحشة و أصحابه ينظرون إليه و الله لتضايق الدنيا بعده بنكبة ألا و إن الأرض لم تخل مني ما دام علي بن أبي طالب حيا في الدنيا بقية من بعدي علي في الدنيا عوض مني بعدي علي كجلدي علي لحمي علي عظمي علي كدمي علي عروقي علي أخي و وصيي في أهلي و خليفتي في قومي و منجز عداتي و قاضي ديني قد صحبني علي في ملمات أمري و قاتل معي أحزاب الكفار و شاهدني في الوحي و أكل معي طعام الأبرار و صافحه جبرئيل ع مرارا نهارا جهارا و شهد جبرئيل و أشهدني أن عليا ع من الطيبين الأخيار و أنا أشهدكم معاشر الناس لا يتساءلون من علم آمركم ما دام علي فيكم فإذا فقدتموه فعند ذلك تقوم الآية لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ صدق الله و صدق نبي الله

  البرسي في المشارق من كتاب الواحدة أن الحسن ع لما قام بالأمر بعد أمير المؤمنين ع اجتمع إليه أكابر أهل الكوفة و طلبوا منه أن يريهم من العجائب مثل ما كان يريهم أمير المؤمنين ع فجاء بهم إلى الدار ثم أدخلهم و كشف الستر و قال انظروا فنظروا فإذا أمير المؤمنين ع جالسا هناك فقال القوم بأجمعهم أشهد أنك خليفة الله و هذه و الله أسرار أمير المؤمنين ع التي كنا نراها منه