باب 3- معجزاته صلوات الله عليه

1-  ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر عن علي بن أسباط قال رأيت أبا جعفر ع قد خرج علي فأحددت النظر إليه و إلى رأسه و إلى رجله لأصف قامته لأصحابنا بمصر فخر ساجدا و قال إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج في النبوة قال الله وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا و قال الله حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبي و يجوز أن يؤتى و هو ابن أربعين سنة

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن معلى بن محمد عن ابن أسباط مثله يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن ابن أسباط مثله شا، ]الإرشاد[ ابن قولويه عن الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن ابن أسباط مثله

2-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن إبراهيم بن محمد قال كان أبو جعفر محمد بن علي كتب إلي كتابا و أمرني أن لا أفكه حتى يموت يحيى بن أبي عمران قال  فمكث الكتاب عندي سنين فلما كان اليوم الذي مات فيه يحيى بن أبي عمران فككت الكتاب فإذا فيه قم بما كان يقوم به أو نحو هذا من الأمر

 قال و حدثني يحيى و إسحاق ابنا سليمان بن داود أن إبراهيم أقرأ هذا الكتاب في المقبرة يوما مات يحيى و كان إبراهيم يقول كنت لا أخاف الموت ما كان يحيى بن أبي عمران حيا و أخبرني بذلك الحسن بن عبد الله بن سليمان

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن إبراهيم مثله

3-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن حسان عن علي بن خالد و كان زيديا قال كنت في العسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا و قالوا إنه تنبأ قال علي فداريت القوادين و الحجبة حتى وصلت إليه فإذا رجل له فهم فقلت له يا هذا ما قصتك و ما أمرك فقال لي كنت رجلا بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال له موضع رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ع فبينا  أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال قم بنا قال فقمت معه قال فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي تعرف هذا المسجد قلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلى و صليت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد المدينة قال فصلى و صليت معه و صلى على رسول الله ص و دعا له فبينا أنا معه إذا أنا بمكة فلم أزل معه حتى قضى مناسكه و قضيت مناسكي معه قال فبينا أنا معه إذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله فيه بالشام قال و مضى الرجل قال فلما كان عام قابل في أيام الموسم إذا أنا به و فعل بي مثل فعلته الأولى فلما فرغنا من مناسكنا و ردني إلى الشام و هم بمفارقتي قلت له سألتك بحق الذي  أقدرك على ما رأيت إلا أخبرتني من أنت قال فأطرق طويلا ثم نظر إلي فقال أنا محمد بن علي بن موسى فتراقى الخبر حتى انتهى الخبر إلى محمد بن عبد الملك الزيات قال فبعث إلي فأخذني و كبلني في الحديد و حملني إلى العراق و حبسني كما ترى قال قلت له ارفع قصتك إلى محمد بن عبد الملك فقال و من لي يأتيه بالقصة قال فأتيته بقرطاس و دواة فكتب قصته إلى محمد بن عبد الملك فذكر في قصته ما كان قال فوقع في القصة قل للذي أخرجك في ليلة من الشام إلى الكوفة و من الكوفة إلى المدينة و من المدينة إلى المكان أن يخرجك من حبسك قال علي فغمني أمره و رققت له و أمرته بالعزاء قال ثم بكرت عليه يوما فإذا الجند و صاحب الحرس و صاحب السجن و خلق عظيم يتفحصون حاله قال فقلت ما هذا قالوا المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة لا ندري خسف به الأرض أو اختطفه الطير في الهواء و كان علي بن خالد هذا زيديا فقال بالإمامة بعد ذلك و حسن اعتقاده

 عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ ابن قولويه عن الكليني عن أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان مثله بيان العسكر اسم سرمن‏رأى و الكبل القيد الضخم فتراقى الخبر أي تصاعد و ارتفع محمد بن عبد الملك كان وزير المعتصم و بعد وزيرا لابنه الواثق هارون بن المعتصم و كان أبوه يبيع دهن الزيت في بغداد و الحرس بالتحريك جمع الحارس و يقال اختطفه إذا استلبه بسرعة

   -4  يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن أبي هاشم الجعفري قال دخلت على أبي جعفر الثاني و معي ثلاث رقاع غير معنونة و اشتبهت علي و اغتممت لذلك فتناول إحداهن و قال هذه رقعة زياد بن شبث و تناول الثانية و قال هذه رقعة محمد بن أبي حمزة و تناول الثالثة و قال هذه رقعة فلان فبهت فنظر إلي و تبسم

 شا، ]الإرشاد[ ابن قولويه عن الكليني عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أبي هاشم مثله قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن عياش في كتاب أخبار أبي هاشم مثله

5-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى الحميري أن أبا هاشم قال إن أبا جعفر أعطاني ثلاثمائة دينار في صرة و أمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه و قال أما إنه سيقول لك دلني على من اشترى بها منه متاعا فدله قال فأتيته بالدنانير فقال لي يا أبا هاشم دلني على حريف يشتري بها متاعا ففعلت

 شا، ]الإرشاد[ بالإسناد المتقدم عن أبي هاشم مثله قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن عياش في كتاب أخبار أبي هاشم مثله

6-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي هاشم قال كلفني جمالي أن أكلم أبا جعفر له ليدخله في بعض أموره قال فدخلت عليه لأكلمه فوجدته مع جماعة فلم يمكني  كلامه فقال يا أبا هاشم كل و قد وضع الطعام بين يديه ثم قال ابتداء منه من غير مسألة مني يا غلام انظر الجمال الذي آتانا أبو هاشم فضمه إليك

 عم، ]إعلام الورى[ عن الحميري عن أبي هاشم مثله شا، ]الإرشاد[ بالإسناد المتقدم عن أبي هاشم مثله

7-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي هاشم قال دخلت عليه ع ذات يوم بستانا فقلت له جعلت فداك إني مولع بأكل الطين فادع الله لي فسكت ثم قال بعد أيام يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين قلت ما شي‏ء أبغض إلي منه

 شا، ]الإرشاد[ بالإسناد المتقدم عن أبي هاشم مثله عم، ]إعلام الورى[ عن أبي هاشم مثله

8-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ قال أبو هاشم جاء رجل إلى محمد بن علي بن موسى ع فقال يا ابن رسول الله إن أبي مات و كان له مال و لست أقف على ماله و لي عيال كثيرون و أنا من مواليكم فأغثني فقال أبو جعفر ع إذا صليت العشاء الآخرة فصل على محمد و آل محمد فإن أباك يأتيك في النوم و يخبرك بأمر المال ففعل الرجل ذلك فرأى أباه في النوم فقال يا بني مالي في موضع كذا فخذه و اذهب إلى ابن رسول الله ص فأخبره أني دللتك على المال فذهب الرجل فأخذ المال و أخبر الإمام بأمر المال و قال الحمد لله الذي أكرمك و اصطفاك

   -9  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن عياش في كتاب أخبار أبي هاشم، مثله ثم قال و في رواية ابن أسباط و هو إذ ذاك خماسي إلا أنه لم يذكر موت والده

 أقول روي في إعلام الورى أخبار أبي هاشم هكذا و في كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري للشيخ أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش الذي أخبرني بجميعه السيد محمد بن الحسين الحسيني الجرجاني عن والده عن الشريف أبي الحسين طاهر بن محمد الجعفري عن أحمد بن محمد العطار عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبي هاشم الجعفري

10-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ يوسف بن السخت عن صالح بن عطية الأصحب قال حججت فشكوت إلى أبي جعفر ع الوحدة فقال أما إنك لا تخرج من الحرم حتى تشتري جارية ترزق منها ابنا فقلت تسير إلي قال نعم و ركب إلى النخاس و كتب إلى جارية فقال اشترها فاشتريتها فولدت محمدا ابني

11-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ أحمد بن هلال عن أمية بن علي القيسي قال دخلت أنا و حماد بن عيسى على أبي جعفر بالمدينة لنودعه فقال لنا لا تخرجا أقيما إلى غد قال فلما خرجنا من عنده قال حماد أنا أخرج فقد خرج ثقلي قلت أما أنا فأقيم قال فخرج حماد فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه و قبره بسيالة

 كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن أمية مثله

12-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ داود بن محمد النهدي عن عمران بن محمد الأشعري قال دخلت على أبي جعفر الثاني ع و قضيت حوائجي و قلت له إن أم الحسن تقرئك السلام و تسألك ثوبا من ثيابك تجعله كفنا لها قال قد استغنت عن ذلك فخرجت  و لست أدري ما معنى ذلك فأتاني الخبر بأنها قد ماتت قبل ذلك بثلاثة عشر يوما أو أربعة عشر يوما

 كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن عمران مثله

13-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ ابن عيسى عن محمد بن سهل بن اليسع قال كنت مجاورا بمكة فصرت إلى المدينة فدخلت على أبي جعفر الثاني ع و أردت أن أسأله عن كسوة يكسونيها فلم يتفق أن أسأله حتى ودعته و أردت الخروج فقلت أكتب إليه و أسأله قال فكتبت إليه الكتاب فصرت إلى المسجد على أن أصلي ركعتين و أستخير الله مائة مرة فإن وقع في قلبي أن أبعث و الله بالكتاب بعثت و إلا خرقته ففعلت فوقع في قلبي أن لا أبعث فخرقت الكتاب و خرجت من المدينة فبينما أنا كذلك إذ رأيت رسولا و معه ثياب في منديل يتخلل القطار و يسأل عن محمد بن سهل القمي حتى انتهى إلي فقال مولاك بعث إليك بهذا و إذا ملاءتان قال أحمد بن محمد فقضى الله أني غسلته حين مات فكفنته فيهما

 بيان الملاءة بالضم الثوب اللين الرقيق

14-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ سهل بن زياد عن ابن حديد قال خرجت مع جماعة حجاجا فقطع علينا الطريق فلما دخلت المدينة لقيت أبا جعفر ع في بعض الطريق فأتيته إلى المنزل فأخبرته بالذي أصابنا فأمر لي بكسوة و أعطاني دنانير و قال فرقها على أصحابك على قدر ما ذهب فقسمتها بينهم فإذا هي على قدر ما ذهب منهم لا أقل و لا أكثر

15-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى يحيى بن أبي عمران قال دخل من أهل الري جماعة من  أصحابنا على أبي جعفر ع و فيهم رجل من الزيدية قالوا فسألنا عن مسائل فقال أبو جعفر لغلامه خذ بيد هذا الرجل فأخرجه فقال الزيدي أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و أنك حجة الله

16-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو سليمان عن صالح بن داود اليعقوبي قال لما توجه في استقبال المأمون إلى ناحية الشام أمر أبو جعفر ع أن يعقد ذنب دابته و ذلك في يوم صائف شديد الحر لا يوجد الماء فقال بعض من كان معه لا عهد له بركوب الدواب فإن موضع عقد ذنب البرذون غير هذا قال فما مررنا إلا يسيرا حتى ضللنا الطريق بمكان كذا و وقعنا في وحل كثير ففسد ثيابنا و ما معنا و لم يصبه شي‏ء من ذلك

17-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا جعفر ع قال لنا يوما و نحن في ذلك الوجه أما إنكم ستضلون الطريق بمكان كذا و تجدونها في مكان كذا بعد ما يذهب من الليل كذا فقلنا ما علم هذا و لا بصر له بطريق الشام فكان كما قال

18-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن عمران بن محمد قال دفع إلي أخي درعه أحملها إلى أبي جعفر ع مع أشياء فقدمت بها و نسيت الدرع فلما أردت أن أودعه قال لي احمل الدرع و سألتني والدتي أن أسأله قميصا من ثيابه فسألته فقال لي ليس بمحتاج إليه فجاءني الخبر أنها توفيت قبل بعشرين يوما

19-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن ابن أروبة أنه قال إن المعتصم دعا جماعة من وزرائه فقال اشهدوا لي على محمد بن علي بن موسى زورا و اكتبوا أنه أراد أن يخرج ثم  دعاه فقال إنك أردت أن تخرج علي فقال و الله ما فعلت شيئا من ذلك قال إن فلانا و فلانا شهدوا عليك فأحضروا فقالوا نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك قال و كان جالسا في بهو فرفع أبو جعفر ع يده و قال اللهم إن كانوا كذبوا علي فخذهم قال فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يرجف و يذهب و يجي‏ء و كلما قام واحد وقع فقال المعتصم يا ابن رسول الله إني تائب مما قلت فادع ربك أن يسكنه فقال اللهم سكنه إنك تعلم أنهم أعداؤك و أعدائي فسكن

 بيان قال الجوهري البهو البيت المقدم أمام البيوت

20-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ كتب جماعة من الأصحاب رقاعا في حوائج و كتب رجل من الواقفة رقعة و جعلها بين الرقاع فوقع الجواب بخطه في الرقاع إلا رقعة الواقفي لم يجب فيها بشي‏ء

21-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن محمد بن ميمون أنه كان مع الرضا ع بمكة قبل خروجه إلى خراسان قال قلت له إني أريد أن أتقدم إلى المدينة فاكتب معي كتابا إلى أبي جعفر ع فتبسم و كتب و صرت إلى المدينة و قد كان ذهب بصري فأخرج الخادم أبا جعفر ع إلينا فحمله في المهد فناولته الكتاب فقال لموفق الخادم فضه و انشره ففضه و نشره بين يديه فنظر فيه ثم قال لي يا محمد ما حال بصرك قلت يا ابن رسول الله اعتلت عيناي فذهب بصري كما ترى قال فمد يده فمسح بها على عيني فعاد إلي بصري كأصح ما كان فقبلت يده و رجله و انصرفت من عنده و أنا بصير

22-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي بكر بن إسماعيل قال قلت لأبي جعفر بن الرضا ع إن لي جارية تشتكي من ريح بها فقال ائتني بها فأتيت بها فقال ما  تشتكين يا جارية قالت ريحا في ركبتي فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب فخرجت الجارية من عنده و لم تشتك وجعا بعد ذلك

23-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن علي بن جرير قال كنت عند أبي جعفر بن الرضا ع جالسا و قد ذهبت شاة لمولاة له فأخذوا بعض الجيران يجرونهم إليه و يقولون أنتم سرقتم الشاة فقال أبو جعفر ع ويلكم خلوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم الشاة في دار فلان فاذهبوا فأخرجوها من داره فخرجوا فوجدوها في داره و أخذوا الرجل و ضربوه و خرقوا ثيابه و هو يحلف أنه لم يسرق هذه الشاة إلى أن صاروا إلى أبي جعفر ع فقال ويحكم ظلمتم الرجل فإن الشاة دخلت داره و هو لا يعلم بها فدعاه فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه و ضربه

24-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن عمير بن واقد الرازي قال دخلت على أبي جعفر بن الرضا ع و معي أخي به بهر شديد فشكا إليه ذلك البهر فقال ع عافاك الله مما تشكو فخرجنا من عنده و قد عوفي فما عاد إليه ذلك البهر إلى أن مات

 قال محمد بن عمير و كان يصيبني وجع في خاصرتي في كل أسبوع فيشتد ذلك الوجع بي أياما و سألته أن يدعو لي بزواله عني فقال و أنت فعافاك الله فما عاد إلي هذه الغاية

 بيان البهرة بالضم تتابع النفس

25-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن القاسم بن المحسن قال كنت فيما بين مكة و المدينة فمر بي أعرابي ضعيف الحال فسألني شيئا فرحمته فأخرجت له رغيفا فناولته إياه فلما مضى عني هبت ريح زوبعة فذهبت بعمامتي من رأسي فلم أرها كيف ذهبت و لا أين مرت فلما دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر بن الرضا ع فقال لي يا أبا القاسم ذهبت عمامتك في الطريق قلت نعم فقال يا غلام أخرج إليه عمامته فأخرج إلي عمامتي بعينها قلت يا ابن رسول الله كيف صارت إليك قال  تصدقت على أعرابي فشكره الله لك فرد إليك عمامتك و إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ

 بيان الزوبعة بفتح الزاء و الباء ريح تثير غبارا فيرتفع في السماء كأنه عمود

26-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن أورمة عن الحسين المكاري قال دخلت على أبي جعفر ببغداد و هو على ما كان من أمره فقلت في نفسي هذا الرجل لا يرجع إلى موطنه أبدا و ما أعرف مطعمه قال فأطرق رأسه ثم رفعه و قد اصفر لونه فقال يا حسين خبز شعير و ملح جريش في حرم رسول الله أحب إلي مما تراني فيها

   -27  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن إسماعيل بن عباس الهاشمي قال جئت إلى أبي جعفر ع يوم عيد فشكوت إليه ضيق المعاش فرفع المصلى و أخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها فخرجت بها إلى السوق فكانت ستة عشر مثقالا

28-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ حدث أبو عبد الله محمد بن سعيد النيسابوري متوجها إلى الحج عن أبي الصلت الهروي و كان خادما للرضا ع قال أصبح الرضا ع يوما فقال لي ادخل هذه القبة التي فيها هارون فجئني بقبضة تراب من عند بابها و قبضة من يمنتها و قبضة من يسرتها و قبضة من صدرها و ليكن كل تراب منها على حدته فصرت إليها فأتيته بذلك و جعلته بين يديه على منديل فضرب بيده إلى تربة الباب فقال هذا من عند الباب فقلت نعم قال غدا تحفر لي في هذا الموضع فتخرج صخرة لا حيلة فيها ثم قذف به و أخذ تراب اليمنة و قال هذا من يمنتها قلت نعم قال ثم تحفر لي في هذا الموضع فتخرج نبكة لا حيلة فيها ثم قذف به و أخذ تراب اليسرة و قال ثم تحفر لي في هذا الموضع فتخرج نبكة مثل الأولى و قذف به و أخذ تراب الصدر فقال هذا تراب من الصدر ثم تحفر لي في هذا الموضع فيستمر الحفر إلى أن يتم فإذا فرغت من الحفر فضع يدك على أسفل القبر و تكلم بهذه الكلمات فإنه سينبع الماء حتى يمتلئ القبر فتظهر فيه سميكات صغار فإذا رأيتها ففتت لها كسرة فإذا أكلتها خرجت حوتة كبيرة فابتلعت تلك السميكات كلها ثم تغيب فإذا غابت ضع يدك على الماء و أعد تلك الكلمات فإن الماء ينضب كله و سل المأمون عني أن يحضر وقت الحفر فإنه سيفعل ليشاهد هذا كله ثم قال ع الساعة يجي‏ء رسوله فاتبعني فإن قمت من عنده مكشوف الرأس فكلمني بما تشاء و إن قمت من عنده مغطى الرأس فلا تكلمني بشي‏ء قال فوافاه رسول المأمون فلبس الرضا ع ثيابه و خرج و تبعته فلما دخل على المأمون وثب  إليه فقبل بين عينيه و أجلسه معه على مقعده و بين يديه طبق صغير فيه عنب فأخذ عنقودا قد أكل منه نصفه و نصفه باق و قد شربه بالسم و قال للرضا ع حمل إلي هذا العنقود و تنغصت به أن لا تأكل منه فأسألك أن تأكل منه قال أعفني من ذلك قال لا و الله فإنك تسرني إذا أكلت منه قال فاستعفاه ذلك ثلاث مرات و هو يسأله بمحمد و علي أن يأكل منه فأخذ منه ثلاث حبات و غطى رأسه و نهض من عنده فتبعته و لم أكلمه بشي‏ء حتى دخل منزله فأشار لي أن أغلق الباب فغلقته و صار إلى مقعد له فنام عليه و صرت أنا في وسط الدار فإذا غلام عليه وفرة ظننته ابن الرضا ع و لم أكن قد رأيته قبل ذلك فقلت يا سيدي الباب مغلق فمن أين دخلت قال لا تسأل عما لا تحتاج إليه و قصد إلى الرضا ع فلما بصر به الرضا ع وثب إليه و ضمه إلى صدره و جلسا جميعا على المقعد و مد الرضا ع الرداء عليهما فتناجيا جميعا بما لم أعلمه ثم امتد الرضا ع على المقعد و غطاه محمد بالرداء و صار إلى وسط الدار و قال يا أبا الصلت فقلت لبيك يا ابن رسول الله فقال عظم الله أجرك في الرضا فقد مضى فبكيت قال لا تبك هات المغتسل و الماء لنأخذ في جهازه فقلت يا مولاي الماء حاضر و لكن ليس في الدار مغتسل إلا أن يحضر من خارج الدار قال بل هو في الخزانة فدخلتها فوجدتها و فيها مغتسل و لم أره قبل ذلك فأتيته به و بالماء قال تعال حتى نحمل الرضا ع فحملناه على المغتسل ثم قال اعزب عني فغسله و هو وحده ثم قال هات أكفانه و الحنوط قلت لم نعد له كفنا قال ذلك في الخزانة فدخلتها فرأيت في وسطها أكفانا و حنوطا لم أره قبل ذلك فأتيته به فكفنه و حنطه ثم قال لي هات التابوت من الخزانة فاستحييت منه أن أقول ما عندنا تابوت فدخلت الخزانة فوجدت بها تابوتا لم أره قبل ذلك فأتيته به فجعله فيه فقال تعال حتى نصلي عليه و صلى به و غربت الشمس و كان وقت صلاة المغرب فصلى

  بي المغرب و العشاء و جلسنا نتحدث فانفتح السقف و رفع التابوت فقلت يا مولاي ليطالبني المأمون به فما تكون حيلتي فقال لا عليك سيعود إلى موضعه فما من نبي يموت في مغرب الأرض و لا يموت وصي من أوصيائه في مشرقها إلا جمع الله بينهما قبل أن يدفن فلما مضى من الليل نصفه أو أكثر إذا التابوت رجع من السقف حتى استقر مكانه فلما صلينا الفجر قال افتح باب الدار فإن هذا الطاغي يجيئك الساعة فعرفه أن الرضا ع قد فرغ من جهازه قال فمضيت نحو الباب فالتفت فلم أره يدخل من باب و لم يخرج من باب فإذا المأمون قد وافى فلما رآني قال ما فعل الرضا قلت عظم الله أجرك فنزل و خرق ثيابه و سفى التراب على رأسه و بكى طويلا ثم قال خذوا في جهازه فقلت قد فرغ منه قال و من فعل به ذلك قلت غلام وافاه لم أعرفه إلا أني ظننته ابن الرضا ع قال فاحفروا له في القبة قلت فإنه سألك أن تحضر موضع دفنه قال نعم فأحضروا كرسيا و جلس عليه و أمر أن يحفروا له عند الباب فخرجت الصخرة فأمر بالحفر في يمنة القبة فخرجت النبكة ثم أمر بذلك في يسرتها فبرزت النبكة الأخرى و أمر بالحفر في الصدر فاستمر الحفر فلما فرغت منه وضعت يدي إلى أسفل القبر و تكلمت بالكلمات فنبع الماء و ظهرت السميكات ففتت لها كسرة فأكلت ثم ظهرت السمكة الكبيرة فابتلعتها كلها و غابت فوضعت يدي على الماء و أعدت الكلمات فنضب الماء كله و انتزعت الكلمات من صدري من ساعتي فلم أذكر منها حرفا واحدا فقال المأمون يا أبا الصلت الرضا ع أمرك بهذا قلت نعم قال ما زال الرضا ع يرينا العجائب في حياته ثم أراناها بعد وفاته فقال لوزيره ما هذا قال ألهمت أنه ضرب لكم مثلا بأنكم تمتعون في الدنيا قليلا مثل هذه السميكات ثم يخرج واحد منهم فيهلككم فلما دفن ع قال لي المأمون علمني الكلمات قلت قد و الله انتزعت من  قلبي فما أذكر منها كلمة واحدة حرفا و بالله لقد صدقته فلم يصدقني و توعدني القتل إن لم أعلمه إياها و أمر بي إلى الحبس فكان في كل يوم يدعوني إلى القتل أو أعلمه ذلك فأحلف له مرة بعد أخرى كذلك سنة فضاق صدري فقمت ليلة جمعة فاغتسلت و أحييتها راكعا و ساجدا و باكيا و متضرعا إلى الله في خلاصي فلما صليت الفجر إذا أبو جعفر بن الرضا ع قد دخل إلي و قال يا أبا الصلت قد ضاق صدرك قلت إي و الله يا مولاي قال أما لو فعلت قبل هذا ما فعلته الليلة لكان الله قد خلصك كما يخلصك الساعة ثم قال قم قلت إلى أين و الحراس على باب السجن و المشاعل بين أيديهم قال قم فإنهم لا يرونك و لا تلتقي معهم بعد يومك فأخذ بيدي و أخرجني من بينهم و هم قعود يتحدثون و المشاعل بينهم فلم يرونا فلما صرنا خارج السجن قال أي البلاد تريد قلت منزلي بهراة قال أرخ رداءك على وجهك و أخذ بيدي فظننت أنه حولني عن يمنته إلى يسرته ثم قال لي اكشف فكشفته فلم أره فإذا أنا على باب منزلي فدخلته فلم ألتق مع المأمون و لا مع أحد من أصحابه إلى هذه الغاية

29-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الحسن بن علي الوشاء قال كنت بالمدينة بالصريا في المشربة مع أبي جعفر ع فقام و قال لا تبرح فقلت في نفسي كنت أردت أن أسأل أبا الحسن الرضا ع قميصا من ثيابه فلم أفعل فإذا عاد إلي أبو جعفر ع فأسأله فأرسل إلي من قبل أن أسأله و من قبل أن يعود إلي و أنا في المشربة بقميص و قال الرسول يقول لك هذا من ثياب أبي الحسن التي كان يصلي فيها

30-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن ابن أورمة قال حملت امرأة معي شيئا من حلي و شيئا من دراهم و شيئا من ثياب فتوهمت أن ذلك كله لها و لم أحتط عليها أن ذلك  لغيرها فيه شي‏ء فحملت إلى المدينة مع بضاعات لأصحابنا فوجهت ذلك كله إليه و كتبت في الكتاب أني قد بعثت إليك من قبل فلانة بكذا و من قبل فلان و فلان بكذا فخرج في التوقيع قد وصل ما بعثت من قبل فلان و فلان و من قبل المرأتين تقبل الله منك و رضي الله عنك و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة فلما سمعت ذكر المرأتين شككت في الكتاب أنه غير كتابه و أنه قد عمل علي دونه لأني كنت في نفسي على يقين أن الذي دفعت إلى المرأة كان كله لها و هي مرأة واحدة فلما رأيت امرأتين اتهمت موصل كتابي فلما انصرفت إلى البلاد جاءتني المرأة فقالت هل أوصلت بضاعتي فقلت نعم قالت و بضاعة فلانة قلت هل كان فيها لغيرك شي‏ء قالت نعم كان لي فيها كذا و لأختي فلانة كذا قلت بلى أوصلت

31-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى بكر بن صالح عن محمد بن فضيل الصيرفي قال كتبت إلى أبي جعفر ع كتابا و في آخره هل عندك سلاح رسول الله ص و نسيت أن أبعث بالكتاب فكتب إلي بحوائج و في آخر كتابه عندي سلاح رسول الله ص و هو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور معنا حيث درنا و هو مع كل إمام و كنت بمكة فأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه إلا الله فلما صرت إلى المدنية و دخلت عليه نظر إلي فقال استغفر الله لما أضمرت و لا تعد قال بكر فقلت لمحمد أي شي‏ء هذا قال لا أخبر به أحدا قال و خرج بإحدى رجلي العرق المدني و قد قال لي قبل أن خرج العرق في رجلي و قد عاهدته فكان آخر ما قال إنه ستصيب وجعا فاصبر فأيما رجل من شيعتنا اشتكى فصبر و احتسب كتب الله له أجر ألف شهيد فلما صرت في بطن مر ضرب على رجلي و خرج بي العرق فما زلت شاكيا أشهرا و حججت في السنة الثانية فدخلت عليه فقلت جعلني الله فداك عوذ رجلي و أخبرته أن هذه التي توجعني فقال لا بأس على هذه أرني رجلك الأخرى الصحيحة فبسطتها بين يديه و عوذها  فلما قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة فرجعت إلى نفسي فعلمت أنه عوذها قبل من الوجع فعافاني الله من بعد

32-  شا، ]الإرشاد[ ابن قولويه عن الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن علي عن محمد بن حمزة عن محمد بن علي الهاشمي قال دخلت على أبي جعفر ع صبيحة عرسه ببنت المأمون و كنت تناولت من أول الليل دواء فأول من دخل في صبيحته أنا و قد أصابني العطش و كرهت أن أدعو بالماء فنظر أبو جعفر ع في وجهي و قال أراك عطشانا قلت أجل قال يا غلام اسقنا ماء فقلت في نفسي الساعة يأتونه بماء مسموم و اغتممت لذلك فأقبل الغلام و معه الماء فتبسم في وجهي ثم قال يا غلام ناولني الماء فتناول و شرب ثم ناولني و شربت و أطلت عنده و عطشت فدعا بالماء ففعل كما فعل بالمرة الأولى فشرب ثم ناولني و تبسم

 قال محمد بن حمزة قال لي محمد بن علي الهاشمي و الله إني أظن أن أبا جعفر ع يعلم ما في النفوس كما تقول الرافضة

33-  عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ ابن قولويه عن الكليني عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد عن الحجال و عمر بن عثمان عن رجل من أهل المدينة عن المطرفي قال مضى أبو الحسن علي بن موسى الرضا ع و لي عليه أربعة آلاف درهم لم يكن يعرفها غيري و غيره فأرسل إلي أبو جعفر ع إذا كان غدا فأتني فأتيته من الغد فقال لي مضى أبو الحسن و لك عليه أربعة آلاف درهم فقلت نعم فرفع المصلى الذي كان تحته فإذا تحته دنانير فدفعها إلي و كان قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم

   يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن المطرفي مثله

34-  جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن بكر بن صالح قال كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني ع أن أبي ناصب خبيث الرأي و قد لقيت منه شدة و جهدا فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي و ما ترى جعلت فداك أ فترى أن أكاشفه أم أداريه فكتب قد فهمت كتابك و ما ذكرت من أمر أبيك و لست أدع الدعاء لك إن شاء الله و المداراة خير لك من المكاشفة و مع العسر يسر فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ثبتك الله على ولاية من توليت نحن و أنتم في وديعة الله التي لا يضيع ودائعه قال بكر فعطف الله بقلب أبيه حتى صار لا يخالفه في شي‏ء

35-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال عسكر مولى أبي جعفر ع دخلت عليه فقلت في نفسي يا سبحان الله ما أشد سمرة مولاي و أضوأ جسده قال فو الله ما استتممت الكلام في نفسي حتى تطاول و عرض جسده و امتلأ به الإيوان إلى سقفه و مع جوانب حيطانه ثم رأيت لونه و قد أظلم حتى صار كالليل المظلم ثم ابيض حتى صار كأبيض ما يكون من الثلج ثم احمر حتى صار كالعلق المحمر ثم اخضر حتى صار كأخضر ما يكون من الأغصان الورقة الخضرة ثم تناقص جسمه حتى صار في صورته الأولة و عاد لونه الأول و سقطت لوجهي مما رأيت فصاح بي يا عسكر تشكون فننبئكم و تضعفون فنقويكم و الله لا وصل إلى حقيقة معرفتنا إلا من من الله عليه بنا و ارتضاه لنا وليا

 بنان بن نافع قال سألت علي بن موسى الرضا ع فقلت جعلت فداك من صاحب الأمر بعدك فقال لي يا ابن نافع يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته ممن هو قبلي و هو حجة الله تعالى من بعدي فبينا أنا كذلك إذ دخل علينا محمد بن علي ع فلما بصر بي قال لي يا ابن نافع أ لا أحدثك  بحديث إنا معاشر الأئمة إذا حملته أمه يسمع الصوت في بطن أمه أربعين يوما فإذا أتى له في بطن أمه أربعة أشهر رفع الله تعالى له أعلام الأرض فقرب له ما بعد عنه حتى لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة و لا ضارة و إن قولك لأبي الحسن من حجة الدهر و الزمان من بعده فالذي حدثك أبو الحسن ما سألت عنه هو الحجة عليك فقلت أنا أول العابدين ثم دخل علينا أبو الحسن فقال لي يا ابن نافع سلم و أذعن له بالطاعة فروحه روحي و روحي روح رسول الله ص اجتاز المأمون بابن الرضا ع و هو بين صبيان فهربوا سواه فقال علي به فقال له ما لك لا هربت في جملة الصبيان قال ما لي ذنب فأفر منه و لا الطريق ضيق فأوسعه عليك سر حيث شئت فقال من تكون أنت قال أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع فقال ما تعرف من العلوم قال سلني عن أخبار السماوات فودعه و مضى و على يده باز أشهب يطلب به الصيد فلما بعد عنه نهض عن يده الباز فنظر يمينه و شماله لم ير صيدا و الباز يثب عن يده فأرسله فطار يطلب الأفق حتى غاب عن ناظره ساعة ثم عاد إليه و قد صاد حية فوضع الحية في بيت الطعم و قال لأصحابه قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم على يدي ثم عاد و ابن الرضا ع في جملة الصبيان فقال ما عندك من أخبار السماوات فقال نعم يا أمير المؤمنين حدثني أبي عن آبائه عن النبي عن جبرئيل عن رب العالمين أنه قال بين السماء و الهواء بحر عجاج يتلاطم به الأمواج فيه حيات خضر البطون رقط الظهور يصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن به العلماء فقال صدقت و صدق أبوك و صدق جدك و صدق ربك فأركبه ثم زوجه  أم الفضل

 و في كتاب معرفة تركيب الجسد عن الحسين بن أحمد التيمي روى عن أبي جعفر الثاني ع أنه استدعى فاصدا في أيام المأمون فقال له افصدني في العرق الزاهر فقال له ما أعرف هذا العرق يا سيدي و لا سمعت به فأراه إياه فلما فصده خرج منه ماء أصفر فجرى حتى امتلأ الطشت ثم قال له أمسكه و أمر بتفريغ الطست ثم قال خل عنه فخرج دون ذلك فقال شده الآن فلما شد يده أمر له بمائة دينار فأخذها و جاء إلى يوحنا بن بختيشوع فحكى له ذلك فقال و الله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطب و لكن هاهنا فلان الأسقف قد مضت عليه السنون فامض بنا إليه فإن كان عنده علمه و إلا لم نقدر على من يعلمه فمضيا و دخلا عليه و قصا القصص فأطرق مليا ثم قال يوشك أن يكون هذا الرجل نبيا أو من ذرية نبي

 أبو سلمة قال دخلت على أبي جعفر ع و كان بي صمم شديد فخبر بذلك لما أن دخلت عليه فدعاني إليه فمسح يده على أذني و رأسي ثم قال اسمع و عه فو الله إني لأسمع الشي‏ء الخفي عن أسماع الناس من بعد دعوته

 و روي أن أبا جعفر ع لما صار إلى شارع الكوفة نزل عند دار المسيب و كان في صحنه نبقة لم تحمل فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أسفل النبقة و قام فصلى بالناس المغرب و العشاء الآخرة و سجد سجدتي الشكر ثم خرج فلما انتهى إلى النبقة رآها الناس و قد حملت حملا حسنا فتعجبوا من ذلك و أكلوا منها فوجدوا نبقا حلوا لا عجم له و ودعوه و مضى إلى المدينة قال الشيخ المفيد و قد أكلت من ثمرها و كان لا عجم له

   -36  نجم، ]كتاب النجوم[ بإسنادنا إلى محمد بن جرير الطبري بإسناده إلى إبراهيم بن سعيد قال كنت جالسا عند محمد بن علي الجواد ع إذ مر بنا فرس أنثى فقال هذه تلد الليلة فلوا أبيض الناصية في وجهه غرة فاستأذنته ثم انصرفت مع صاحبها فلم أزل أحدثه إلى الليل حتى أتت فلوا كما وصف فأتيته قال يا ابن سعيد شككت فيما قلت لك أمس إن التي في منزلك حبلى بابن أعور فولدت و الله محمدا و كان أعور

37-  نجم، ]كتاب النجوم[ بإسنادنا إلى الحميري في كتاب الدلائل بإسناده إلى صالح بن عطية قال حججت فشكوت إلى أبي جعفر يعني الجواد ع الوحدة فقال أما إنك لا تخرج من الحرم حتى تشتري جارية ترزق منها ابنا قلت جعلت فداك أ فترى أن تشير علي فقال نعم اعترض فإذا رضيت فأعلمني فقلت جعلت فداك فقد رضيت قال اذهب فكن بالقرب حتى أوافيك فصرت إلى دكان النخاس فمر بنا فنظر ثم مضى فصرت إليه فقال قد رأيتها إن أعجبك فاشترها على أنها قصيرة العمر قلت جعلت فداك فما أصنع بها قال قد قلت لك فلما كان من الغد صرت إلى صاحبها فقال الجارية محمومة و ليس فيها غرض فعدت إليه من الغد فسألته عنها فقال دفنتها اليوم فأتيته فأخبرته الخبر فقال اعترض فاعترضت فأعلمته فأمرني أن أنظره فصرت إلى دكان النخاس فركب فمر بنا فصرت إليه فقال اشترها فقد رأيتها فاشتريتها فحولتها و صبرت عليها حتى طهرت و وقعت عليها فحملت و ولدت لي محمدا ابني

38-  دلائل الطبري، عن أبي المفضل عن بدر بن عمار الطبرستاني عن محمد بن علي الشلمغاني قال حج إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر ع قال إسحاق فأعددت له في رقعة عشرة مسائل لأسأله عنها و كان لي حمل فقلت إذا أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو الله لي أن يجعله ذكرا فلما سألته الناس قمت و الرقعة معي لأسأله عن مسائلي فلما نظر إلي قال لي يا أبا يعقوب  سمه أحمد فولد لي ذكر فسميته أحمد فعاش مدة و مات و كان ممن خرج مع الجماعة علي بن حسان الواسطي المعروف بالعمش قال حملت معي إليه من الآلة التي للصبيان بعضا من فضة و قلت أتحف مولاي أبا جعفر ع بها فلما تفرق الناس عنه عن جواب لجميعهم قام فمضى إلى صريا و اتبعته فلقيت موفقا فقلت استأذن لي على أبي جعفر ع فدخلت و سلمت فرد علي السلام و في وجهه الكراهة و لم يأمرني بالجلوس فدنوت منه و فرغت ما كان في كمي بين يديه فنظر إلي نظر مغضب ثم رمى يمينا و شمالا ثم قال ما لهذا خلقني الله ما أنا و اللعب فاستعفيته فعفا عني فخرجت

 و عن عبد الله بن محمد قال قال عمارة بن زيد رأيت محمد بن علي ع و بين يديه قصعة صيني فقال يا عمارة أ ترى من هذا عجبا فقلت نعم فوضع يده عليه فذاب حتى صار ماء ثم جمعه فجعله في قدح ثم ردها و مسحها بيده فإذا هي قصعة كما كانت فقال مثل هذا فليكن القدرة

 و عن محمد بن هارون بن موسى عن أبيه عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن زكريا بن آدم قال إني لعند الرضا إذ جي‏ء بأبي جعفر ع و سنه أقل من أربع سنين فضرب بيده إلى الأرض و رفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر فقال له الرضا ع بنفسي فلم طال فكرك فقال فيما صنع بأمي فاطمة أما و الله لأخرجنهما ثم لأحرقنهما ثم لأذرينهما ثم لأنسفنهما في اليم نسفا فاستدناه و قبل بين عينيه ثم قال بأبي أنت و أمي أنت لها يعني الإمامة

39-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الحسين بن محمد الأشعري قال حدثني شيخ من أصحابنا يقال له عبد الله بن رزين قال كنت مجاورا بالمدينة مدينة الرسول و كان أبو جعفر ع يجي‏ء في كل يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل إلى الصخرة و يمر إلى رسول الله  ص و يسلم عليه و يرجع إلى بيت فاطمة و يخلع نعله فيقوم فيصلي فوسوس إلي الشيطان فقال إذا نزل فاذهب حتى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا فلما أن كان في وقت الزوال أقبل ع على حمار له فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه فجازه حتى نزل على الصخرة التي كانت على باب المسجد ثم دخل فسلم على رسول الله ص ثم رجع إلى مكانه الذي كان يصلي فيه ففعل ذلك أياما فقلت إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصا الذي يطأ عليه بقدميه فلما كان من الغد جاء عند الزوال فنزل على الصخرة ثم دخل على رسول الله ص و جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه و لم يخلعهما ففعل ذلك أياما فقلت في نفسي لم يتهيأ لي هاهنا و لكن أذهب إلى الحمام فإذا دخل الحمام آخذ من التراب الذي يطأ عليه فلما دخل ع الحمام دخل في المسلخ بالحمار و نزل على الحصير فقلت للحمامي في ذلك فقال و الله ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم فانتظرته فلما خرج دعا بالحمار فأدخل المسلخ و ركبه فوق الحصير و خرج فقلت و الله آذيته و لا أعود أروم ما رمت منه أبدا فلما كان وقت الزوال نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه

40-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد الأشعري قال حدثني شيخ من أصحابنا يقال له عبد الله بن رزين و ساق الحديث إلى قوله و لكن أذهب إلى باب الحمام فإذا دخل أخذت من التراب الذي يطأ عليه فسألت عن الحمام فقيل لي إنه يدخل حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه الحمام و صرت إلى باب الحمام و جلست إلى الطلحي أحدثه و أنا أنتظر مجيئه ع فقال الطلحي إن أردت دخول الحمام فقم فادخل فإنه لا يتهيأ لك بعد ساعة قلت و لم قال لأن ابن الرضا يريد دخول الحمام قال قلت و من ابن الرضا  قال رجل من آل محمد ص له صلاح و ورع قلت له و لا يجوز أن يدخل معه الحمام غيره قال نخلي له الحمام إذا جاء قال فبينا أنا كذلك إذ أقبل ع و معه غلمان له و بين يديه غلام و معه حصير حتى أدخله المسلخ فبسطه و وافى و سلم و دخل الحجرة على حماره و دخل المسلخ و نزل على الحصير فقلت للطلحي هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح و الورع فقال يا هذا و الله ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم فقلت في نفسي هذا من علمي أنا جنيته ثم قلت أنتظره حتى يخرج فلعلي أنال ما أردت إذا خرج فلما خرج و تلبس دعا بالحمار و أدخل المسلخ و ركب من فوق الحصير و خرج ع فقلت في نفسي قد و الله آذيته و لا أعود أروم ما رمت منه أبدا و صح عزمي على ذلك فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم أقبل على حماره حتى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن فدخل فسلم على رسول الله ص و جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمة ع و خلع نعليه و قام يصلي

 بيان كأن المراد بالصحن الفضاء عند باب المسجد قوله فوسوس إنما نسب ذلك إلى الشيطان لما علم بعد ذلك أنه ع لم يرض به إما للتقية أو لأنه ليس من المندوبات أو لإظهار حاله و الأول أظهر و لا يجوز على المجرد أو التفعيل هذا الذي وصفته استفهام تعجبي و غرضه أن مجيئه راكبا إلى الحصير من علامات التكبر و هو ينافي أنا جنيته أي جررته إليه و الضمير راجع إلى هذا في القاموس جنى الذنب عليه جره إليه

41-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ محمد بن الريان قال احتال المأمون على أبي جعفر ع بكل حيلة فلم يمكنه فيه شي‏ء فلما اعتل و أراد أن يبني عليه ابنته دفع إلي مائة وصيفة من أجمل ما يكن إلى كل واحدة منهن جاما فيه جوهر يستقبلون أبا جعفر  ع إذا قعد في موضع الأختان فلم يلتفت إليهن و كان رجل يقال له مخارق صاحب صوت و عود و ضرب طويل اللحية فدعاه المأمون فقال يا أمير المؤمنين إن كان في شي‏ء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره فقعد بين يدي أبي جعفر ع فشهق مخارق شهقة اجتمع إليه أهل الدار و جعل يضرب بعوده و يغني فلما فعل ساعة و إذا أبو جعفر ع لا يلتفت إليه و لا يمينا و لا شمالا ثم رفع رأسه إليه و قال اتق الله يا ذا العثنون قال فسقط المضراب من يده و العود فلم ينتفع بيده إلى أن مات قال فسأله المأمون عن حاله قال لما صاح بي أبو جعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا

 كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن محمد بن الريان مثله بيان كان احتياله لإدخاله فيما فيه من اللهو و الفسوق بنى على أهله بناء زفها و العثنون اللحية أو ما فضل منها بعد العارضين أو ما نبت على الذقن و تحته سفلا أو هو طولها و العثنون أيضا شعيرات تحت حنك البعير

42-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو هاشم الجعفري قال صليت مع أبي جعفر ع في مسجد المسيب و صلى بنا في موضع القبلة سواء و ذكر أن السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق فدعا بماء و تهيأ تحت السدرة فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها

 و قال ابن سنان دخلت على أبي الحسن ع فقال يا محمد حدث بآل فرج حدث فقلت مات عمر فقال الحمد لله على ذلك أحصيت له أربعا و عشرين مرة ثم قال أ و لا تدري ما قال لعنه الله لمحمد بن علي أبي قال قلت لا قال خاطبه في شي‏ء فقال أظنك سكران فقال أبي اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائما  فأذقه طعم الحرب و ذل الأسر فو الله إن ذهبت الأيام حتى حرب ماله و ما كان له ثم أخذ أسيرا فهو ذا مات الخبر

43-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عم، ]إعلام الورى[ روى محمد بن أحمد بن يحيى في كتاب نوادر الحكمة عن موسى بن جعفر عن أمية بن علي قال كنت بالمدينة و كنت أختلف إلى أبي جعفر ع و أبو الحسن بخراسان و كان أهل بيته و عمومة أبيه يأتونه و يسلمون عليه فدعا يوما الجارية فقال قولي لهم يتهيئون للمآتم فلما تفرقوا قالوا لا سألناه مأتم من فلما كان من الغد فعل مثل ذلك فقالوا مأتم من قال مأتم خير من على ظهرها فأتانا خبر أبي الحسن ع بعد ذلك بأيام فإذا هو قد مات في ذلك اليوم

 و فيه، عن حمدان بن سليمان عن أبي سعيد الأرمني عن محمد بن عبد الله بن مهران قال قال محمد بن الفرج كتب إلي أبو جعفر ع احملوا إلي الخمس فإني لست آخذه منكم سوى عامي هذا فقبض ع في تلك السنة

44-  كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن أمية بن علي قال كنت مع أبي الحسن بمكة في السنة التي حج فيها ثم صار إلى خراسان و معه أبو جعفر و أبو الحسن يودع البيت فلما قضى طوافه عدل إلى المقام فصلى عنده فصار أبو جعفر ع على عنق موفق يطوف به فصار أبو جعفر إلى الحجر فجلس فيه فأطال فقال له موفق قم جعلت فداك فقال ما أريد أن أبرح من مكاني هذا إلا أن يشاء الله و استبان في وجهه الغم فأتى موفق أبا الحسن ع فقال له جعلت فداك قد جلس أبو جعفر ع في الحجر و هو يأبى أن يقوم فقام أبو الحسن ع فأتى أبا جعفر ع فقال له قم يا حبيبي فقال ما أريد أن أبرح من مكاني هذا فقال بلى يا حبيبي ثم قال كيف أقوم و قد ودعت البيت وداعا لا ترجع إليه فقال قم يا حبيبي  فقام معه

 و عن ابن بزيع العطار قال قال أبو جعفر ع الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا قال فنظرنا فمات ع بعد ثلاثين شهرا

 و عن معمر بن خلاد عن أبي جعفر أو عن رجل عن أبي جعفر ع الشك من أبي علي قال قال أبو جعفر يا معمر اركب قلت إلى أين قال اركب كما يقال لك قال فركبت فانتهيت إلى واد أو إلى وهدة الشك من أبي علي فقال لي قف هاهنا فوقفت فأتاني فقلت له جعلت فداك أين كنت قال دفنت أبي الساعة و كان بخراسان

 قال قاسم بن عبد الرحمن و كان زيديا قال خرجت إلى بغداد فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعادون و يتشرفون و يقفون فقلت ما هذا فقالوا ابن الرضا ابن الرضا فقلت و الله لأنظرن إليه فطلع على بغل أو بغلة فقلت لعن الله أصحاب الإمامة حيث يقولون إن الله افترض طاعة هذا فعدل إلي و قال يا قاسم بن عبد الرحمن أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ فقلت في نفسي ساحر و الله فعدل إلي فقال أَ أُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ قال فانصرفت و قلت بالإمامة و شهدت أنه حجة الله على خلقه و اعتقدت

45-  كش، ]رجال الكشي[ أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال رأيت رجلا من أصحابنا يعرف بأبي زينبة فسألني عن أحكم بن بشار المروزي و سألني عن قصته و عن الأثر الذي في حلقه و قد كنت رأيت في بعض حلقه شبه الخط كأنه أثر الذبح فقلت له قد سألته مرارا فلم يخبرني قال فقال كنا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر الثاني ع فغاب عنا أحكم من عند العصر و لم يرجع في تلك الليلة فلما كان في جوف الليل  جاءنا توقيع من أبي جعفر ع أن صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد في مزبلة كذا و كذا فاذهبوا و داووه بكذا و كذا فذهبنا فوجدناه مذبوحا مطروحا كما قال فحملناه و داويناه بما أمرنا به فبرأ من ذلك

 قال أحمد بن علي كان من قصته أنه تمتع ببغداد في دار قوم فعلموا به فأخذوه و ذبحوه و أدرجوه في لبد و طرحوه في مزبلة

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو زينبة مثله

46-  كش، ]رجال الكشي[ وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن عبد الله بن عامر عن شاذويه بن الحسن بن داود القمي قال دخلت على أبي جعفر ع و بأهلي حبل فقلت له جعلت فداك ادع الله أن يرزقني ولدا ذكرا فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال اذهب فإن الله يرزقك غلاما ذكرا ثلاث مرات قال فقدمت مكة فصرت إلى المسجد فأتى محمد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا منهم صفوان بن يحيى و محمد بن سنان و ابن أبي عمير و غيرهم فأتيتهم فسألوني فخبرتهم بما قال فقالوا لي فهمت عنه ذكر أو ذكي فقلت ذكرا قد فهمت قال ابن سنان أما أنت سترزق ولدا ذكرا أما إنه يموت على المكان أو يكون ميتا فقال أصحابنا لمحمد بن سنان أسأت قد علمنا الذي علمت فأتى غلام في المسجد فقال أدرك فقد مات أهلك فذهبت مسرعا و وجدتها على شرف الموت  ثم لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميتا

 بيان قوله ذكر أو ذكي لعل المعنى أنه ع لما قال غلاما لم يحتج إلى الوصف بالذكورة فقالوا لعله كان ذكيا من التذكية بمعنى الذبح كناية عن الموت

47-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن أبي سعيد الآدمي عن محمد بن مرزبان عن محمد بن سنان قال شكوت إلى الرضا ع وجع العين فأخذ قرطاسا فكتب إلى أبي جعفر ع و هو أقل من يدي و دفع الكتاب إلى الخادم و أمرني أن أذهب معه و قال اكتم فأتيناه و خادم قد حمله قال ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر ع قال فجعل أبو جعفر ع ينظر في الكتاب و يرفع رأسه إلى السماء و يقول ناج ففعل ذلك مرارا فذهب كل وجع في عيني و أبصرت بصرا لا يبصره أحد فقال قلت لأبي جعفر ع جعلك الله شيخا على هذه الأمة كما جعل عيسى ابن مريم شيخا على بني إسرائيل قال ثم قلت له يا شبيه صاحب فطرس قال فانصرفت و قد أمرني الرضا ع أن أكتم فما زلت صحيح النظر حتى أذعت ما كان من أبي جعفر ع في أمر عيني فعاودني الوجع قال فقلت لمحمد بن سنان ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس قال فقال إن الله غضب على ملك من الملائكة يدعى فطرس فدق جناحه و رمى به في جزيرة من جزائر البحر فلما ولد الحسين ع بعث الله إلى محمد ص ليهنئه بولادة الحسين و كان جبرئيل صديقا لفطرس فمر و هو في الجزيرة مطروح فخبره بولادة الحسين ع و ما أمر الله به و قال هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي و أمضي بك إلى محمد ص يشفع لك قال فقال له فطرس نعم فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمدا ص فبلغه تهنئة ربه تعالى ثم حدثه بقصة فطرس فقال محمد ص لفطرس امسح جناحك  على مهد الحسين و تمسح به ففعل ذلك فطرس فجبر الله جناحه و رده إلى منزله مع الملائكة

48-  كش، ]رجال الكشي[ وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن أحمد بن محمد بن أبي نصر و محمد بن سنان جميعا قالا كنا بمكة و أبو الحسن الرضا ع بها فقلنا له جعلنا الله فداك نحن خارجون و أنت مقيم فإن رأيت أن تكتب لنا إلى أبي جعفر ع كتابا نلم به قال فكتب إليه فقدمنا فقلنا للموفق أخرجه إلينا قال فأخرجه إلينا و هو في صدر موفق فأقبل يقرؤه و يطويه و ينظر فيه و يتبسم حتى أتى على آخره كذلك يطويه من أعلاه و ينشره من أسفله قال محمد بن سنان فلما فرغ من قراءته حرك رجله و قال ناج ناج فقال أحمد ثم قال ابن سنان عند ذلك فطرسية فطرسية

49-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد بن عيسى قال بعث إلي أبو جعفر ع غلامه و معه كتاب فأمرني أن أسير إليه فأتيته و هو بالمدينة نازل في دار بزيع فدخلت و سلمت عليه فذكر في صفوان و محمد بن سنان و غيرهما مما قد سمعه غير واحد فقلت في نفسي أستعطفه على زكريا بن آدم لعله أن يسلم مما في هؤلاء ثم رجعت إلى نفسي فقلت من أنا أن أتعرض في هذا و شبهه مولاي هو أعلم بما يصنع فقال لي يا أبا علي ليس على مثل أبي يحيى يعجل و كان من خدمته لأبي ع و منزلته عنده و عندي من بعده غير أني احتجت إلى المال فلم يبعث فقلت جعلت فداك هو باعث إليك بالمال و قال لي إن وصلت إليه فأعلمه أن  الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون و مسافر فقال احمل كتابي إليه و مره أن يبعث إلي بالمال فحملت كتابه إلى زكريا فوجه إليه بالمال قال فقال لي أبو جعفر ع ابتداء منه ذهبت الشبهة ما لأبي ولد غيري قلت صدقت جعلت فداك

 ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن أبيه مثله

50-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن أحمد بن الحسين عن محمد بن الطيب عن عبد الوهاب بن منصور عن محمد بن أبي العلا قال سمعت يحيى بن أكثم قاضي سامراء بعد ما جهدت به و ناظرته و حاورته و راسلته و سألته عن علوم آل محمد ص فقال فبينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله ص فرأيت محمد بن علي الرضا يطوف به فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي فقلت له و الله إني أريد أن أسألك مسألة واحدة و إني و الله لأستحيي من ذلك فقال لي أنا أخبرك قبل أن تسألني تسألني عن  الإمام فقلت هو و الله هذا فقال أنا هو فقلت علامة فكان في يده عصا فنطقت فقالت إنه مولاي إمام هذا الزمان و هو الحجة

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن محمد بن أبي العلا مثله

51-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى محمد بن إبراهيم الجعفري عن حكيمة بنت الرضا ع قالت لما توفي أخي محمد بن الرضا ع صرت يوما إلى امرأته أم الفضل بسبب احتجت إليها فيه قالت فبينما نحن نتذاكر فضل محمد و كرمه و ما أعطاه من العلم و الحكمة إذ قالت امرأته أم الفضل يا حكيمة أخبرك عن أبي جعفر بن الرضا ع بأعجوبة لم يسمع أحد بمثلها قلت و ما ذاك قالت إنه كان ربما أغارني مرة بجارية و مرة بتزويج فكنت أشكوه إلى المأمون فيقول يا بنية احتملي فإنه ابن رسول الله ص فبينما أنا ذات ليلة جالسة إذ أتت امرأة فقلت من أنت فكأنها قضيب بان أو غصن خيزران قالت أنا زوجة لأبي جعفر قلت من أبو جعفر قالت محمد بن الرضا ع و أنا امرأة من ولد عمار بن ياسر قالت فدخل علي من الغيرة ما لم أملك نفسي فنهضت من ساعتي و صرت إلى المأمون و قد كان ثملا من الشراب و قد مضى من الليل ساعات فأخبرته بحالي و قلت له يشتمني و يشتمك و يشتم العباس و ولده قالت و قلت ما لم يكن فغاظه ذلك مني جدا و لم يملك نفسه من السكر  و قام مسرعا فضرب بيده إلى سيفه و حلف أنه يقطعه بهذا السيف ما بقي في يده و صار إليه قالت فندمت عند ذلك فقلت في نفسي ما صنعت هلكت و أهلكت قالت فعدوت خلفه لأنظر ما يصنع فدخل إليه و هو نائم فوضع فيه السيف فقطعه قطعة قطعة ثم وضع سيفه على حلقه فذبحه و أنا أنظر إليه و ياسر الخادم و انصرف و هو يزبد مثل الجمل قالت فلما رأيت ذلك هربت على وجهي حتى رجعت إلى منزل أبي فبت بليلة لم أنم فيها إلى أن أصبحت قال فلما أصبحت دخلت إليه و هو يصلي و قد أفاق من السكر فقلت له يا أمير المؤمنين هل تعلم ما صنعت الليلة قال لا و الله فما الذي صنعت ويلك قلت فإنك صرت إلى ابن الرضا ع و هو نائم فقطعته إربا إربا و ذبحته بسيفك و خرجت من عنده قال ويلك ما تقولين قلت أقول ما فعلت فصاح يا ياسر ما تقول هذه الملعونة ويلك قال صدقت في كل ما قالت قال إنا لله و إنا إليه راجعون هلكنا و افتضحنا ويلك يا ياسر بادر إليه و ائتني بخبره فركض ثم عاد مسرعا فقال يا أمير المؤمنين البشرى قال و ما وراك قال دخلت فإذا هو قاعد يستاك و عليه قميص و دواج فبقيت متحيرا في أمره ثم أردت أن أنظر إلى بدنه هل فيه شي‏ء من الأثر فقلت له أحب أن تهب لي هذا القميص الذي عليك لأتبرك فيه فنظر إلي و تبسم كأنه علم ما أردت بذلك فقال أكسوك كسوة فاخرة فقلت لست أريد غير هذا القميص الذي عليك فخلعه و كشف بدنه كله فو الله ما رأيت أثرا فخر المأمون ساجدا و وهب لياسر ألف دينار و قال الحمد لله الذي لم يبتلني بدمه ثم قال يا ياسر كلما كان من مجي‏ء هذه الملعونة إلي و بكائها بين يدي فأذكره و أما مصيري إليه فلست أذكره فقال ياسر و الله ما زلت تضربه بالسيف  و أنا و هذه ننظر إليك و إليه حتى قطعته قطعة قطعة ثم وضعت سيفك على حلقه فذبحته و أنت تزبد كما تزبد البعير فقال الحمد لله ثم قال لي و الله لئن عدت بعدها في شي‏ء مما جرى لأقتلنك ثم قال لياسر احمل إليه عشرة آلاف دينار و قد إليه الشهري الفلاني و سله الركوب إلي و ابعث إلى الهاشميين و الأشراف و القواد معه ليركبوا معه إلى عندي و يبدءوا بالدخول إليه و التسليم عليه ففعل ياسر ذلك و صار الجميع بين يديه و أذن للجميع فقال يا ياسر هذا كان العهد بيني و بينه قلت يا ابن رسول الله ليس هذا وقت العتاب فو حق محمد و على ما كان يعقل من أمره شيئا فأذن للأشراف كلهم بالدخول إلا عبد الله و حمزة ابني الحسن لأنهما كانا وقعا فيه عند المأمون و سعيا به مرة بعد أخرى ثم قام فركب مع الجماعة و صار إلى المأمون فتلقاه و قبل ما بين عينيه و أقعده على المقعد في الصدر و أمر أن يجلس الناس ناحية فجعل يعتذر إليه فقال أبو جعفر ع لك عندي نصيحة فاسمعها مني قال هاتها قال أشير عليك بترك الشراب المسكر قال فداك ابن عمك قد قبلت نصيحتك

 بيان ثمل الرجل بالكسر ثملا إذا أخذ فيه الشراب فهو ثمل أي نشوان و قال الفيروزآبادي الشهرية بالكسر ضرب من البراذين. أقول قال علي بن عيسى بعد إيراد هذا الخبر و هذه القصة عندي فيها نظر و أظنها موضوعة فإن أبا جعفر ع إنما كان يتزوج و يتسرى حيث كان بالمدينة و لم يكن المأمون بالمدينة فتشكو إليه ابنته.  فإن قلت إنه جاء حاجا قلت إنه لم يكن ليشرب في تلك الحال و أبو جعفر ع مات ببغداد و زوجته معه فأخته أين رأتها بعد موته و كيف اجتمعتا و تلك بالمدينة و هذه ببغداد و تلك الامرأة التي هي من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه في المدينة تزوجها فكيف رأتها أم الفضل فقامت من فورها و شكت إلى أبيها كل هذا يجب أن ينظر فيه انتهى. أقول كل ما ذكره من المقدمات التي بنى عليها رد الخبر في محل المنع و لا يمكن رد الخبر المشهور المتكرر في جميع الكتب بمحض هذا الاستبعاد ثم اعلم أنه قد مضى بعض معجزاته في باب شهادة أبيه ع