باب 3- معجزاته و بعض مكارم أخلاقه و معالي أموره صلوات الله عليه

1-  عم، ]إعلام الورى[ السيد أبو طالب محمد بن الحسين الحسيني الجرجاني عن والده الحسين بن الحسن عن أبي الحسين طاهر بن محمد الجعفري عن أحمد بن محمد بن عياش عن عبد الله بن أحمد بن يعقوب عن الحسين بن أحمد المالكي عن أبي هاشم الجعفري قال كنت بالمدينة حتى مر بها بغا أيام الواثق في طلب الأعراب فقال أبو الحسن أخرجوا بنا حتى ننظر إلى تعبئة هذا التركي فخرجنا فوقفنا فمرت بنا تعبئته فمر بنا تركي فكلمه أبو الحسن ع بالتركية فنزل عن فرسه فقبل حافر دابته قال فحلفت التركي و قلت له ما قال لك الرجل قال هذا نبي قلت ليس هذا بنبي قال دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك ما علمه أحد إلا الساعة

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو هاشم مثله

2-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه قال دخلت يوما على المتوكل و هو يشرب فدعاني إلى الشرب فقلت يا سيدي ما شربته قط قال أنت تشرب مع علي بن محمد قال فقلت له ليس تعرف من في يدك إنما يضرك و لا يضره و لم أعد ذلك عليه قال فلما كان يوما من الأيام قال لي الفتح بن خاقان قد ذكر الرجل يعني المتوكل خبر مال يجي‏ء من قم و قد أمرني أن أرصده لأخبره له فقل لي من أي طريق يجي‏ء حتى أجتنبه فجئت إلى الإمام علي بن محمد فصادفت عنده من أحتشمه فتبسم و قال لي لا يكون إلا خيرا يا أبا موسى لم لم تعد الرسالة الأولة فقلت أجللتك يا سيدي فقال لي المال يجي‏ء الليلة و ليس يصلون إليه فبت عندي فلما كان من الليل و قام إلى ورده قطع الركوع بالسلام و قال لي قد جاء الرجل و معه المال و قد منعه الخادم الوصول إلي فاخرج خذ ما معه فخرجت فإذا معه زنفيلجة فيها المال فأخذته و دخلت به إليه فقال قل له هات الجبة التي قالت لك القمية إنها ذخيرة جدتها فخرجت إليه فأعطانيها فدخلت بها إليه فقال لي قل له الجبة التي أبدلتها منها ردها إلينا فخرجت إليه فقلت له ذلك فقال نعم كانت ابنتي استحسنتها فأبدلتها بهذه الجبة و أنا أمضي فأجي‏ء بها فقال اخرج فقل له إن الله تعالى يحفظ لنا و علينا هاتها من كتفك فخرجت إلى الرجل فأخرجتها من كتفه فغشي عليه فخرج إليه فقال له قد كنت شاكا فتيقنت

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الفتح مثله بيان و لم أعد ذلك عليه أي على أبي الحسن ع و هو المراد بالرسالة الأولة لأن الملعون لما ذكر ذلك ليبلغه ع سماه رسالة

3-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام قال حدثني المنصوري عن عم أبيه و حدثني عمي عن كافور الخادم بهذا الحديث قال كان في الموضع مجاور الإمام من أهل الصنائع صنوف من الناس و كان الموضع كالقرية و كان يونس النقاش يغشى سيدنا الإمام ع و يخدمه فجاءه يوما يرعد فقال يا سيدي أوصيك بأهلي خيرا قال و ما الخبر قال عزمت على الرحيل قال و لم يا يونس و هو ع متبسم قال قال موسى بن بغا وجه إلي بفص ليس له قيمة أقبلت أن أنقشه فكسرته باثنين و موعده غدا و هو موسى بن بغا إما ألف سوط أو القتل قال امض إلى منزلك إلى غد فما يكون إلا خيرا فلما كان من الغد وافى بكرة يرعد فقال قد جاء الرسول يلتمس الفص قال امض إليه فما ترى إلا خيرا قال و ما أقول له يا سيدي قال فتبسم و قال امض إليه و اسمع ما يخبرك به فلن يكون إلا خيرا قال فمضى و عاد يضحك قال قال لي يا سيدي الجواري اختصمن فيمكنك أن تجعله فصين حتى نغنيك فقال سيدنا الإمام ع اللهم لك الحمد إذ جعلتنا ممن يحمدك حقا فأيش قلت له قال قلت له أمهلني حتى أتأمل أمره كيف أعمله فقال أصبت

4-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن عمه عمر بن يحيى عن كافور الخادم قال قال لي الإمام علي بن محمد ع اترك لي السطل الفلاني في الموضع الفلاني لأتطهر منه للصلاة و أنفذني في حاجة و قال إذا عدت فافعل ذلك ليكون معدا إذا تأهبت للصلاة و استلقى ع لينام و أنسيت ما قال لي و كانت ليلة باردة فحسست به و قد قام إلى الصلاة و ذكرت أنني لم أترك السطل فبعدت عن الموضع خوفا من لومه و تألمت له حيث يشقى لطلب الإناء فناداني نداء مغضب فقلت إنا لله أيش عذري أن أقول نسيت مثل هذا و لم أجد بدا من إجابته فجئت مرعوبا فقال يا ويلك أ ما عرفت رسمي أنني لا أتطهر إلا بماء بارد فسخنت لي ماء فتركته في السطل فقلت و الله يا سيدي ما تركت السطل و لا الماء قال الحمد لله و الله لا تركنا رخصة و لا رددنا منحة الحمد لله الذي جعلنا من أهل طاعته و وفقنا للعون على عبادته إن النبي ص يقول إن الله يغضب على من لا يقبل رخصة

5-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه قال قصدت الإمام ع يوما فقلت يا سيدي إن هذا الرجل قد أطرحني و قطع رزقي و مللني و ما أتهم في ذلك إلا علمه بملازمتي لك و إذا سألته شيئا منه يلزمه القبول منك فينبغي أن تتفضل علي بمسألته فقال تكفى إن شاء الله فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكل رسول يتلو رسولا فجئت و الفتح على الباب قائم فقال يا رجل ما تأوي في منزلك بالليل كدني هذا الرجل مما يطلبك فدخلت و إذا المتوكل جالس على فراشه فقال يا أبا موسى نشغل عنك و تنسينا نفسك أي شي‏ء لك عندي فقلت الصلة الفلانية و الرزق الفلاني و ذكرت أشياء فأمر لي بها و بضعفها فقلت للفتح وافى علي بن محمد إلى هاهنا فقال لا فقلت كتب رقعة فقال لا فوليت منصرفا فتبعني فقال لي لست أشك أنك سألته دعاء لك فالتمس لي منه دعاء فلما دخلت إليه ع فقال لي يا أبا موسى هذا وجه الرضا فقلت ببركتك يا سيدي و لكن قالوا لي إنك ما مضيت إليه و لا سألته فقال إن الله تعالى علم منا أنا لا نلجأ في المهمات إلا إليه و لا نتوكل في الملمات إلا عليه و عودنا إذا سألناه الإجابة و نخاف أن نعدل فيعدل بنا قلت إن الفتح قال لي كيت و كيت قال إنه يوالينا بظاهره و يجانبنا بباطنه الدعاء لمن يدعو به إذا أخلصت في طاعة الله و اعترفت برسول الله ص و بحقنا أهل البيت و سألت الله تبارك و تعالى شيئا لم يحرمك قلت يا سيدي فتعلمني دعاء أختص به من الأدعية قال هذا الدعاء كثيرا أدعو الله به و قد سألت الله أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي و هو يا عدتي عند العدد و يا رجائي و المعتمد و يا كهفي و السند و يا واحد يا أحد يا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك و لم تجعل في خلقك مثلهم أحدا أن تصلي عليهم و تفعل بي كيت و كيت

 بيان الدعاء لمن يدعو به أي كل من يدعو به يستجاب له أو الدعاء تابع لحال الداعي فإذا لم يكن في الدعاء شرائط الدعاء لم يستجب له فيكون قوله إذا أخلصت مفسرا لذلك و هو أظهر

6-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن أحمد بن محمد بن بطة عن خير الكاتب قال حدثني سميلة الكاتب و كان قد عمل أخبار سرمن‏رأى قال كان المتوكل يركب إلى الجامع و معه عدد ممن يصلح للخطابة و كان فيهم رجل من ولد العباس بن محمد يلقب بهريسة و كان المتوكل يحقره فتقدم إليه أن يخطب يوما فخطب فأحسن فتقدم المتوكل يصلي فسابقه من قبل أن ينزل من المنبر فجاء فجذب منطقته من ورائه و قال يا أمير المؤمنين من خطب يصلي فقال المتوكل أردنا أن نخجله فأخجلنا و كان أحد الأشرار فقال يوما للمتوكل ما يعمل أحد بك أكثر مما تعمله بنفسك في علي بن محمد فلا يبقى في الدار إلا من يخدمه و لا يتعبونه بشيل ستر و لا فتح باب و لا شي‏ء و هذا إذا علمه الناس قالوا لو لم يعلم استحقاقه للأمر ما فعل به هذا دعه إذا دخل يشيل الستر لنفسه و يمشي كما يمشي غيره فتمسه بعض الجفوة فتقدم أن لا يخدم و لا يشال بين يديه ستر و كان المتوكل ما رئي أحد ممن يهتم بالخبر مثله قال فكتب صاحب الخبر إليه أن علي بن محمد دخل الدار فلم يخدم و لم يشل أحد بين يديه سترا فهب هواء رفع الستر له فدخل فقال اعرفوا خبر خروجه فذكر صاحب الخبر هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتى خرج فقال ليس نريد هواء يشيل الستر شيلوا الستر بين يديه قال و دخل يوما على المتوكل فقال يا أبا الحسن من أشعر الناس و كان قد سأل قبله لابن الجهم فذكر شعراء الجاهلية و شعراء الإسلام فلما سأل الإمام ع قال فلان بن فلان العلوي قال ابن الفحام و أخوه الحماني قال حيث يقول

لقد فاخرتنا من قريش عصابة بمط خدود و امتداد أصابع‏فلما تنازعنا القضاء قضى لنا عليهم بما فاهوا نداء الصوامع

قال و ما نداء الصوامع يا أبا الحسن قال أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا جدي أم جدكم فضحك المتوكل كثيرا ثم قال هو جدك لا ندفعك عنه

 بيان ما رئي أحد على بناء المجهول أي كان المتوكل كثيرا ما يهتم باستعلام الأخبار و كان قد وكل لذلك رجلا يعلمه و يكتب إليه و لعل مط الخدود و امتداد الأصابع كناية عن التكبر و الاستيلاء و بسط اليد

7-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن أبيه عن محمد بن أحمد العلوي عن أحمد بن القاسم عن أبي هاشم الجعفري قال أصابتني ضيقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد ع فأذن لي فلما جلست قال يا أبا هاشم أي نعم الله عز و جل عليك تريد أن تؤدي شكرها قال أبو هاشم فوجمت فلم أدر ما أقول له فابتدأ ع فقال رزقك الإيمان فحرم بدنك على النار و رزقك العافية فأعانتك على الطاعة و رزقك القنوع فصانك عن التبذل يا أبا هاشم إنما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنك تريد أن تشكو لي من فعل بك هذا و قد أمرت لك بمائة دينار فخذها

8-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه قال قال يوما الإمام علي بن محمد ع يا أبا موسى أخرجت إلى سرمن‏رأى كرها و لو أخرجت عنها أخرجت كرها قال قلت و لم يا سيدي قال لطيب هوائها و عذوبة مائها و قلة دائها ثم قال تخرب سرمن‏رأى حتى يكون فيها خان و بقال للمارة و علامة تدارك خرابها تدارك العمارة في مشهدي من بعدي

9-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن أبي علي بن راشد قال قدمت علي أحمال فأتاني رسوله قبل أن أنظر في الكتب أن أوجهه بها إليه سرح إلي بدفتر كذا و لم يكن عندي في منزلي دفتر أصلا قال فقمت أطلب ما لا أعرف بالتصديق له فلم أقع على شي‏ء فلما ولى الرسول قلت مكانك فحللت بعض الأحمال فتلقاني دفتر لم أكن علمت به إلا أني علمت أنه لم يطلب إلا حقا فوجهت به إليه

10-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن علي بن مهزيار عن الطيب الهادي ع قال دخلت عليه فابتدأني فكلمني بالفارسية

11-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن علي بن مهزيار قال أرسلت إلى أبي الحسن ع غلامي و كان سقلابيا فرجع الغلام إلي متعجبا فقلت ما لك يا بني قال كيف لا أتعجب ما زال يكلمني بالسقلابية كأنه واحد منا فظننت أنه إنما دار بينهم

12-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ علي بن مهزيار إلى قوله كأنه واحد منا و إنما أراد بهذا الكتمان عن القوم

 كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب الدلائل عن علي بن مهزيار مثله

  -13  ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي السرسوني عن إبراهيم بن مهزيار قال كان أبو الحسن ع كتب إلى علي بن مهزيار يأمره أن يعمل له مقدار الساعات فحملناه إليه في سنة ثمان و عشرين فلما صرنا بسيالة كتب يعلمه قدومه و يستأذنه في المصير إليه و عن الوقت الذي نسير إليه فيه و استأذن لإبراهيم فورد الجواب بالإذن أنا نصير إليه بعد الظهر فخرجنا جميعا إلى أن صرنا في يوم صائف شديد الحر و معنا مسرور غلام علي بن مهزيار فلما أن دنوا من قصره إذا بلال قائم ينتظرنا و كان بلال غلام أبي الحسن ع قال ادخلوا فدخلنا حجرة و قد نالنا من العطش أمر عظيم فما قعدنا حينا حتى خرج إلينا بعض الخدم و معه قلال من ماء أبرد ما يكون فشربنا ثم دعا بعلي بن مهزيار فلبث عنده إلى بعد العصر ثم دعاني فسلمت عليه و استأذنته أن يناولني يده فأقبلها فمد يده فقبلتها و دعاني و قعدت ثم قمت فودعته فلما خرجت من باب البيت ناداني ع فقال يا إبراهيم فقلت لبيك يا سيدي فقال لا تبرح فلم نزل جالسا و مسرور غلامنا معنا فأمر أن ينصب المقدار ثم خرج ع فألقي له كرسي فجلس عليه و ألقي لعلي بن مهزيار كرسي عن يساره فجلس و قمت أنا بجنب المقدار فسقطت حصاة فقال مسرور هشت فقال ع هشت ثمانية فقلنا نعم يا سيدنا فلبثنا عنده إلى المساء ثم خرجنا فقال لعلي رد إلي مسرورا بالغداة فوجهه إليه فلما أن دخل قال له بالفارسية بار خدا چون فقلت له نيك يا سيدي فمر نصر فقال در ببند در ببند فأغلق الباب ثم ألقى رداءه علي يخفيني من نصر حتى سألني عما أراد فلقيه علي بن مهزيار فقال له كل هذا خوفا من نصر فقال يا أبا الحسن يكاد خوفي منه خوفي من عمرو بن قرح

  -14  كا، ]الكافي[ ير، ]بصائر الدرجات[ الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد عن إسحاق الجلاب قال اشتريت لأبي الحسن ع غنما كثيرة فدعاني فأدخلني من إصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه فجعلت أفرق تلك الغنم فيمن أمرني به فبعثت إلى أبي جعفر و إلى والدته و غيرهما ممن أمرني ثم استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدي و كان ذلك يوم التروية فكتب إلي تقيم غدا عندنا ثم تنصرف قال فأقمت فلما كان يوم عرفة أقمت عنده و بت ليلة الأضحى في رواق له فلما كان في السحر أتاني فقال لي يا إسحاق قم فقمت ففتحت عيني فإذا أنا على بابي ببغداد فدخلت على والدي و أتاني أصحابي فقلت لهم عرفت بالعسكر و خرجت إلى العيد ببغداد

15-  ير، ]بصائر الدرجات[ الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن محمد بن بحر عن صالح بن سعيد قال دخلت على أبي الحسن ع فقلت جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك و التقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال هاهنا أنت يا ابن سعيد ثم أومأ بيده فقال انظر فنظرت فإذا بروضات آنقات و روضات ناضرات فيهن خيرات عطرات و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون و أطيار و ظباء و أنهار تفور فحار بصري و التمع و حسرت عيني فقال حيث كنا فهذا لنا عتيد و لسنا في خان الصعاليك

 عم، ]إعلام الورى[ الكليني عن الحسين مثله ير، ]بصائر الدرجات[ الحسين بن محمد عن علي بن النعمان بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن محمد بن يحيى عن صالح بن سعيد مثله بيان الصعلوك الفقير أو اللص قوله هاهنا أنت أي أنت في هذا المقام من معرفتنا خيرات مخفف خيرات لأن خير الذي بمعنى أخير لا يجمع كأنهن اللؤلؤ المكنون أي المصون عما يضر به في الصفاء و النقاء عتيد أي حاضر مهيأ. أقول لما قصر علم السائل و فهمه عن إدراك اللذات الروحانية و درجاتهم المعنوية و توهم أن هذه الأمور مما يحط من منزلتهم و لم يعلم أن تلك الأحوال مما يضاعف منازلهم و درجاتهم الحقيقية و لذاتهم الروحانية و أنهم اجتووا لذات الدنيا و نعيمها و كان نظره مقصورا على اللذات الدنية الفانية فلذا أراه ع ذلك لأنه كان مبلغه من العلم. و أما كيفية رؤيته لها فهي محجوبة عنا و الخوض فيها لا يهمنا لكن خطر لنا بقدر فهمنا وجوه. الأول أنه تعالى أوجد في هذا الوقت لإظهار إعجازه ع هذه الأشياء في الهواء ليراه فيعلم أن عروض تلك الأحوال لهم لتسليمهم و رضاهم بقضاء الله تعالى و إلا فهم قادرون على إحداث هذه الغرائب و أن إمامتهم الواقعية و قدرتهم العلية و نفاذ حكمهم في العالم الأدنى و الأعلى و خلافتهم الكبرى لم تنقص بما يرى فيهم من الذلة و المغلوبية و المقهورية. الثاني أن تلك الأشكال أوجدها الله سبحانه في حسه المشترك إيذانا بأن اللذات الدنيوية عندهم بمثل تلك الخيالات الوهمية كما يرى النائم في طيفه ما يلتذ به كالتذاذه في اليقظة و لذا

 قال النبي ص الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

الثالث أنه ع أراه صور اللذات الروحانية التي معهم دائما بما يوافق فهمه فإنه كان في منام طويل و غفلة عظيمة عن درجات العارفين و لذاتهم كما يرى النائم العلم بصورة الماء الصافي أو اللبن اليقق و المال بصورة الحية و أمثالها و هذا قريب من السابق و هذا على مذاق الحكماء و المتألهين. الرابع ما حققته في بعض المواضع و ملخصه أن النشآت مختلفة و الحواس في إدراكها متفاوتة كما أن النبي ص كان يرى جبرئيل ع و سائر الملائكة و الصحابة لم يكونوا يرونهم و أمير المؤمنين كان يرى الأرواح في وادي السلام و حبة و غيره لا يرونهم فيمكن أن يكون جميع هذه الأمور في جميع الأوقات حاضرة عندهم ع و يرونها و يلتذون بها لكن لما كانت أجساما لطيفة روحانية ملكوتية لم يكن سائر الخلق يرونها فقوى الله بصر السائل بإعجازه ع حتى رآها. فعلى هذا لا يبعد أن يكون في وادي السلام جنات و أنهار و رياض و حياض تتمتع بها أرواح المؤمنين بأجسادهم المثالية اللطيفة و نحن لا نراها. و بهذا الوجه تنحل كثير من الشبه عن المعجزات و أخبار البرزخ و المعاد و هذا قريب من عالم المثال الذي أثبته الإشراقيون من الحكماء و الصوفية لكن بينهما فرق بين. هذه هي التي خطرت ببالي و أرجو من الله أن يسددني في مقالي و فعالي

16-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن معاوية بن حكيم عن أبي المفضل الشيباني عن هارون بن الفضل قال رأيت أبا الحسن ع في اليوم الذي توفي فيه أبو جعفر ع فقال إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مضى أبو جعفر فقيل له و كيف عرفت ذلك قال تداخلني ذلة لله لم أكن أعرفها

 ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن أبي الفضل عن هارون بن الفضل مثله

17-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ جعفر الفزاري عن أبي هاشم الجعفري قال دخلت على أبي الحسن ع فكلمني بالهندية فلم أحسن أن أرد عليه و كان بين يديه ركوة ملآ حصا فتناول حصاة واحدة و وضعها في فيه و مصها مليا ثم رمى بها إلي فوضعتها في فمي فو الله ما برحت من عنده حتى تكلمت بثلاثة و سبعين لسانا أولها الهندية

 عم، ]إعلام الورى[ قال أبو عبد الله بن عياش حدثني علي بن حبشي بن قوني عن جعفر مثله

18-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي هاشم قال كنت عند أبي الحسن ع و هو مجدر فقلت للمتطبب آب گرفت ثم التفت إلي و تبسم و قال تظن أن لا يحسن الفارسية غيرك فقال له المتطبب جعلت فداك تحسنها فقال أما فارسية هذا فنعم قال لك احتمل الجدري ماء

19-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي هاشم قال لي أبو الحسن ع و على رأسه غلام كلم الغلام بالفارسية و أعرب له فيها فقلت للغلام نام تو چيست فسكت الغلام فقال له أبو الحسن ع يسألك ما اسمك

20-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن الحسن بن الأشتر العلوي قال كنت مع أبي بباب المتوكل و أنا صبي في جمع الناس ما بين طالبي إلى عباسي إلى جندي إلى غير ذلك و كان إذا جاء أبو الحسن ع ترجل الناس كلهم حتى يدخل فقال بعضهم لبعض لم نترجل لهذا الغلام و ما هو بأشرفنا و لا بأكبرنا و لا بأسننا و لا بأعلمنا فقالوا و الله لا ترجلنا له فقال لهم أبو هاشم و الله لترجلن له صغارا و ذلة إذا رأيتموه فما هو إلا أن أقبل و بصروا به فترجل له الناس كلهم فقال لهم أبو هاشم أ ليس زعمتم أنكم لا تترجلون له فقالوا و الله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا

 عم، ]إعلام الورى[ محمد بن الحسين الحسيني عن أبيه عن طاهر بن محمد الجعفري عن أحمد بن محمد بن عياش في كتابه عن الحسن بن عبد القاهر الطاهري عن محمد بن الحسن مثله

21-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا هاشم الجعفري كان منقطعا إلى أبي الحسن بعد أبيه أبي جعفر و جده الرضا ع فشكا إلى أبي الحسن ع ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد ثم قال يا سيدي ادع الله لي فربما لم أستطع ركوب الماء فسرت إليك على الظهر و ما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه فادع الله أن يقويني على زيارتك فقال قواك الله يا أبا هاشم و قوى برذونك قال الراوي و كان أبو هاشم يصلي الفجر ببغداد و يسير على ذلك البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سرمن‏رأى و يعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت

 عم، ]إعلام الورى[ بالإسناد عن ابن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن الصالحي عن أبي هاشم مثله قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن عبد الله الصالحي مثله

22-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن يحيى بن زكريا الخزاعي عن أبي هاشم الجعفري قال خرجت مع أبي الحسن ع إلى ظاهر سرمن‏رأى يتلقى بعض القادمين فأبطئوا فطرح لأبي الحسن ع غاشية السرج فجلس عليها و نزلت عن دابتي و جلست بين يديه و هو يحدثني فشكوت إليه قصر يدي و ضيق حالي فأهوى بيده إلى رمل كان عليه جالسا فناولني منه كفا و قال اتسع بهذا يا أبا هاشم و اكتم ما رأيت فخبأته معي و رجعنا فأبصرته فإذا هو يتقد كالنيران ذهبا أحمر فدعوت صائغا إلى منزلي و قلت له اسبك لي هذه السبيكة فسبكها و قال لي ما رأيت ذهبا أجود من هذا و هو كهيئة الرمل فمن أين لك هذا فما رأيت أعجب منه قلت كان عندي قديما

  عم، ]إعلام الورى[ قال ابن عياش و حدثني علي بن محمد المقعد عن يحيى بن زكريا مثله و زاد في آخره تدخره لنا عجائزنا على طول الأيام

23-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي يعقوب قال رأيت أبا الحسن مع أحمد بن الخصيب يتسايران و قد قصر عنها أبو الحسن ع فقال له ابن الخصيب سر فقال أبو الحسن أنت المقدم فما لبثنا إلا أربعة أيام حتى وضع الوهق على ساق ابن الخصيب و قتل و قد ألح قبل هذا ابن الخصيب على أبي الحسن في الدار التي نزلها و طالبه بالانتقال منها و تسليمها إليه فقال أبو الحسن لأقعدن لك من الله مقعدا لا تبقى لك معه باقية فأخذه الله في تلك الأيام و قتل

 عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يعقوب مثله بيان الوهق بالتحريك و قد يسكن حبل و في بعض النسخ الدهق بالدال و هو خشبتان يغمز بهما الساق فارسيته إشكنجه

24-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو يعقوب قال رأيت محمد بن الفرج ينظر إليه أبو الحسن ع نظرا شافيا فاعتل من الغد فدخلت عليه فقال إن أبا الحسن ع قد أنفذ إليه بثوب فأرانيه مدرجا تحت ثيابه قال فكفن فيه و الله

 عم، ]إعلام الورى[ أحمد بن محمد عن أبي يعقوب مثله

25-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن الفرج أنه قال إن أبا الحسن كتب إلي أجمع أمرك و خذ حذرك قال فأنا في جمع أمري لست أدري ما الذي أراد فيما كتب به إلي حتى ورد علي رسول حملني من مصر مقيدا مصفدا بالحديد و ضرب على كل ما أملك فمكثت في السجن ثماني سنين ثم ورد علي كتاب من أبي الحسن ع و أنا في الحبس لا تنزل في ناحية الجانب الغربي فقرأت الكتاب فقلت في نفسي يكتب إلي أبو الحسن ع بهذا و أنا في الحبس إن هذا لعجيب فما مكثت إلا أياما يسيرة حتى أفرج عني و حلت قيودي و خلي سبيلي و لما رجع إلى العراق لم يقف ببغداد لما أمره أبو الحسن ع و خرج إلى سرمن‏رأى قال فكتبت إليه بعد خروجي أسأله أن يسأل الله ليرد علي ضياعي فكتب إلي سوف يرد عليك و ما يضرك أن لا ترد عليك قال علي بن محمد النوفلي فلما شخص محمد بن الفرج إلى العسكر كتب له برد ضياعه فلم يصل الكتاب إليه حتى مات

 عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ ابن قولويه عن الكليني عن الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد بن النوفلي عن محمد بن الفرج مثله ثم قال قال علي بن محمد النوفلي كتب أحمد بن الخصيب إلى محمد بن الفرج بالخروج إلى العسكر فكتب إلى أبي الحسن ع يشاوره فكتب إليه أبو الحسن ع اخرج فإن فيه فرجك إن شاء الله فخرج فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات

26-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ حدث جماعة من أهل أصفهان منهم أبو العباس أحمد بن النضر و أبو جعفر محمد بن علوية قالوا كان بأصفهان رجل يقال له عبد الرحمن و كان شيعيا قيل له ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة علي النقي دون غيره من أهل الزمان قال شاهدت ما أوجب علي و ذلك أني كنت رجلا فقيرا و كان لي لسان و جرأة فأخرجني أهل أصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين فكنا بباب المتوكل يوما إذا خرج الأمر بإحضار علي بن محمد بن الرضا ع فقلت لبعض من حضر من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره فقيل هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته ثم قال و يقدر أن المتوكل يحضره للقتل فقلت لا أبرح من هاهنا حتى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو قال فأقبل راكبا على فرس و قد قام الناس يمنة الطريق و يسرتها صفين ينظرون إليه فلما رأيته وقع حبه في قلبي فجعلت أدعو في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل فأقبل يسير بين الناس و هو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنة و لا يسرة و أنا دائم الدعاء فلما صار إلي أقبل بوجهه إلي و قال استجاب الله دعاءك و طول عمرك و كثر مالك و ولدك قال فارتعدت و وقعت بين أصحابي فسألوني و هم يقولون ما شأنك فقلت خير و لم أخبر بذلك فانصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان ففتح الله علي وجوها من المال حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم سوى مالي خارج داري و رزقت عشرة من الأولاد و قد بلغت الآن من عمري نيفا و سبعين سنة و أنا أقول بإمامة الرجل على الذي علم ما في قلبي و استجاب الله دعاءه في و لي

27-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن يحيى بن هرثمة قال دعاني المتوكل قال اختر ثلاث مائة رجل ممن تريد و اخرجوا إلى الكوفة فخلفوا أثقالكم فيها و اخرجوا إلى طريق البادية إلى المدينة فأحضروا علي بن محمد بن الرضا إلى عندي مكرما معظما مبجلا قال ففعلت و خرجنا و كان في أصحابي قائد من الشراة و كان لي كاتب يتشيع و أنا على مذهب الحشوية و كان ذلك الشاري يناظر ذلك الكاتب و كنت أستريح إلى مناظرتهما لقطع الطريق فلما صرنا إلى وسط الطريق قال الشاري للكاتب أ ليس من قول صاحبكم علي بن أبي طالب أنه ليس من الأرض بقعة إلا و هي قبر أو سيكون قبرا فانظر إلى هذه التربة أين من يموت فيها حتى يملأها الله قبورا كما يزعمون قال فقلت للكاتب هذا من قولكم قال نعم قلت صدق أين يموت في هذه التربة العظيمة حتى يمتلئ قبورا و تضاحكنا ساعة إذا انخذل الكاتب في أيدينا قال و سرنا حتى دخلنا المدينة فقصدت باب أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا ع فدخلت عليه فقرأ كتاب المتوكل فقال انزلوا و ليس من جهتي خلاف قال فلما صرت إليه من الغد و كنا في تموز أشد ما يكون من الحر فإذا بين يديه خياط و هو يقطع من ثياب غلاظ خفاتين له و لغلمانه ثم قال للخياط اجمع عليها جماعة من الخياطين و اعمد على الفراغ منها يومك هذا و بكر بها إلي في هذا الوقت ثم نظر إلي و قال يا يحيى اقضوا وطركم من المدينة في هذا اليوم و اعمد على الرحيل غدا في هذا الوقت قال فخرجت من عنده و أنا أتعجب من الخفاتين و أقول في نفسي نحن في تموز و حر الحجاز و إنما بيننا و بين العراق مسيرة عشرة أيام فما يصنع بهذه الثياب ثم قلت في نفسي هذا رجل لم يسافر و هو يقدر أن كل سفر يحتاج فيه إلى مثل هذه الثياب و العجب من الرافضة حيث يقولون بإمامة هذا مع فهمه هذا فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت فإذا الثياب قد أحضرت فقال لغلمانه ادخلوا و خذوا لنا معكم لبابيد و برانس ثم قال أرحل يا يحيى فقلت في نفسي هذا أعجب من الأول أ يخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق حتى أخذ معه اللبابيد و البرانس فخرجت و أنا أستصغر فهمه فعبرنا حتى إذا وصلنا ذلك الموضع الذي وقعت المناظرة في القبور ارتفعت سحابة و اسودت و أرعدت و أبرقت حتى إذا صارت على رءوسنا أرسلت علينا بردا مثل الصخور و قد شد على نفسه و على غلمانه الخفاتين و لبسوا اللبابيد و البرانس قال لغلمانه ادفعوا إلى يحيى لبادة و إلى الكاتب برنسا و تجمعنا و البرد يأخذنا حتى قتل من أصحابي ثمانين رجلا و زالت و رجع الحر كما كان فقال لي يا يحيى أنزل من بقي من أصحابك ليدفن من قد مات من أصحابك فهكذا يملأ الله البرية قبورا قال فرميت نفسي عن دابتي و عدوت إليه و قبلت ركابه و رجله و قلت أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و أنكم خلفاء الله في أرضه و قد كنت كافرا و إنني الآن قد أسلمت على يديك يا مولاي قال يحيى و تشيعت و لزمت خدمته إلى أن مضى

28-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى هبة الله بن أبي منصور الموصلي أنه كان بديار ربيعة كاتب نصراني و كان من أهل كفرتوثا يسمى يوسف بن يعقوب و كان بينه و بين والدي صداقة قال فوافى فنزل عند والدي فقال له ما شأنك قدمت في هذا الوقت قال دعيت إلى حضرة المتوكل و لا أدري ما يراد مني إلا أني اشتريت نفسي من الله بمائة دينار و قد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا ع معي فقال له والدي قد وفقت في هذا قال و خرج إلى حضرة المتوكل و انصرف إلينا بعد أيام قلائل فرحا مستبشرا فقال له والدي حدثني حديثك قال صرت إلى سرمن‏رأى و ما دخلتها قط فنزلت في دار و قلت أحب أن أوصل المائة إلى ابن الرضا ع قبل مصيري إلى باب المتوكل و قبل أن يعرف أحد قدومي قال فعرفت أن المتوكل قد منعه من الركوب و أنه ملازم لداره فقلت كيف أصنع رجل نصراني يسأل عن دار بن الرضا لا آمن أن يبدر بي فيكون ذلك زيادة فيما أحاذره قال ففكرت ساعة في ذلك فوقع في قلبي أن أركب حماري و أخرج في البلد و لا أمنعه من حيث يذهب لعلي أقف على معرفة داره من غير أن أسأل أحدا قال فجعلت الدنانير في كاغذة و جعلتها في كمي و ركبت فكان الحمار يتخرق الشوارع و الأسواق يمر حيث يشاء إلى أن صرت إلى باب دار فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل فقلت للغلام سل لمن هذه الدار فقيل هذه دار ابن الرضا فقلت الله أكبر دلالة و الله مقنعة قال و إذا خادم أسود قد خرج فقال أنت يوسف بن يعقوب قلت نعم قال انزل فنزلت فأقعدني في الدهليز فدخل فقلت في نفسي هذه دلالة أخرى من أين عرف هذا الغلام اسمي و ليس في هذا البلد من يعرفني و لا دخلته قط قال فخرج الخادم فقال مائة دينار التي في كمك في الكاغذ هاتها فناولته إياها قلت و هذه ثالثة ثم رجع إلي و قال ادخل فدخلت إليه و هو في مجلسه وحده فقال يا يوسف ما آن لك فقلت يا مولاي قد بان لي من البرهان ما فيه كفاية لمن اكتفى فقال هيهات إنك لا تسلم و لكن سيسلم ولدك فلان و هو من شيعتنا يا يوسف إن أقواما يزعمون أن ولايتنا لا تنفع أمثالكم كذبوا و الله إنها لتنفع أمثالك امض فيما وافيت له فإنك سترى ما تحب قال فمضيت إلى باب المتوكل فقلت كل ما أدرت فانصرفت قال هبة الله فلقيت ابنه بعد هذا يعني بعد موت والده و الله و هو مسلم حسن التشيع فأخبرني أن أباه مات على النصرانية و أنه أسلم بعد موت أبيه و كان يقول أنا بشارة مولاي ع

29-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو هاشم الجعفري أنه ظهر برجل من أهل سرمن‏رأى برص فتنغص عليه عيشه فجلس يوما إلى أبي علي الفهري فشكا إليه حاله فقال له لو تعرضت يوما لأبي الحسن علي بن محمد بن الرضا ع فسألته أن يدعو لك لرجوت أن يزول عنك فجلس له يوما في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكل فلما رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك فقال تنح عافاك الله و أشار إليه بيده تنح عافاك الله تنح عافاك الله ثلاث مرات فأبعد الرجل و لم يجسر أن يدنو منه و انصرف فلقي الفهري فعرفه الحال و ما قال فقال قد دعا لك قبل أن تسأل فامض فإنك ستعافى فانصرف الرجل إلى بيته فبات تلك الليلة فلما أصبح لم ير على بدنه شيئا من ذلك

30-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو القاسم بن أبي القاسم البغدادي عن زرارة حاجب المتوكل أنه قال وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكل يلعب بلعب الحق لم ير مثله و كان المتوكل لعابا فأراد أن يخجل علي بن محمد بن الرضا فقال لذلك الرجل إن أنت أخجلته أعطيتك ألف دينار زكية قال تقدم بأن يخبز رقاق خفاف و اجعلها على المائدة و أقعدني إلى جنبه ففعل و أحضر علي بن محمد ع و كانت له مسورة عن يساره كان عليها صورة أسد و جلس اللاعب إلى جانب المسورة فمد علي بن محمد ع يده إلى رقاقة فطيرها ذلك الرجل و مد يده إلى أخرى فطيرها فتضاحك الناس فضرب علي بن محمد ع يده على تلك الصورة التي في المسورة و قال خذه فوثبت تلك الصورة من المسورة فابتلعت الرجل و عادت في المسورة كما كانت فتحير الجميع و نهض علي بن محمد ع فقال له المتوكل سألتك إلا جلست و رددته فقال و الله لا ترى بعدها أتسلط أعداء الله على أولياء الله و خرج من عنده فلم ير الرجل بعد ذلك

31-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه أتاه رجل من أهل بيته يقال له معروف و قال أتيتك فلم تأذن لي فقال ما علمت بمكانك و أخبرت بعد انصرافك و ذكرتني بما لا ينبغي فحلف ما فعلت فقال أبو الحسن ع فعلمت أنه حلف كاذبا فدعوت الله عليه اللهم إنه حلف كاذبا فانتقم منه فمات الرجل من الغد

32-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو القاسم البغدادي عن زرارة قال أراد المتوكل أن يمشي علي بن محمد بن الرضا ع يوم السلام فقال له وزيره إن في هذا شناعة عليك و سوء قالة فلا تفعل قال لا بد من هذا قال فإن لم يكن بد من هذا فتقدم بأن يمشي القواد و الأشراف كلهم حتى لا يظن الناس أنك قصدته بهذا دون غيره ففعل و مشى ع و كان الصيف فوافى الدهليز و قد عرق قال فلقيته فأجلسته في الدهليز و مسحت وجهه بمنديل و قلت ابن عمك لم يقصدك بهذا دون غيرك فلا تجد عليه في قلبك فقال إيها عنك تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ قال زرارة و كان عندي معلم يتشيع و كنت كثيرا أمازحه بالرافضي فانصرفت إلى منزلي وقت العشاء و قلت تعال يا رافضي حتى أحدثك بشي‏ء سمعته اليوم من إمامكم قال لي و ما سمعت فأخبرته بما قال فقال أقول لك فاقبل نصيحتي قلت هاتها قال إن كان علي بن محمد قال بما قلت فاحترز و اخزن كل ما تملكه فإن المتوكل يموت أو يقتل بعد ثلاثة أيام فغضبت عليه و شتمته و طردته من بين يدي فخرج فلما خلوت بنفسي تفكرت و قلت ما يضرني أن آخذ بالحزم فإن كان من هذا شي‏ء كنت قد أخذت بالحزم و إن لم يكن لم يضرني ذلك قال فركبت إلى دار المتوكل فأخرجت كل ما كان لي فيها و فرقت كل ما كان في داري إلى عند أقوام أثق بهم و لم أترك في داري إلا حصيرا أقعد عليه فلما كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل و سلمت أنا و مالي و تشيعت عند ذلك فصرت إليه و لزمت خدمته و سألته أن يدعو لي و تواليته حق الولاية

 بيان إيها عنك بكسر الهمزة أي اسكت و كف و إذا أردت التبعيد قلت أيها بفتح الهمزة بمعنى هيهات

33-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي القاسم بن القاسم عن خادم علي بن محمد ع قال كان المتوكل يمنع الناس من الدخول إلى علي بن محمد فخرجت يوما و هو في دار المتوكل فإذا جماعة من الشيعة جلوس خلف الدار فقلت ما شأنكم جلستم هاهنا قالوا ننتظر انصراف مولانا لننظر إليه و نسلم عليه و ننصرف قلت لهم إذا رأيتموه تعرفونه قالوا كلنا نعرفه فلما وافى أقاموا إليه فسلموا عليه و نزل فدخل داره و أراد أولئك الانصراف فقلت يا فتيان اصبروا حتى أسألكم أ ليس قد رأيتم مولاكم قالوا نعم قلت فصفوه فقال واحد هو شيخ أبيض الرأس أبيض مشرب بحمرة و قال آخر لا تكذب ما هو إلا أسمر أسود اللحية و قال الآخر لا لعمري ما هو كذلك هو كهل ما بين البياض و السمرة فقلت أ ليس زعمتم أنكم تعرفونه انصرفوا في حفظ الله

34-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو هاشم الجعفري أنه كان للمتوكل مجلس بشبابيك كيما تدور الشمس في حيطانه قد جعل فيها الطيور التي تصوت فإذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس فلا يسمع ما يقال له و لا يسمع ما يقول لاختلاف أصوات تلك الطيور فإذا وافاه علي بن محمد بن الرضا ع سكتت الطيور فلا يسمع منها صوت واحد إلى أن يخرج فإذا خرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها قال و كان عنده عدة من القوابج في الحيطان فكان يجلس في مجلس له عال و يرسل تلك القوابج تقتتل و هو ينظر إليها و يضحك منها فإذا وافى علي بن محمد ع ذلك المجلس لصقت القوابج بالحيطان فلا تتحرك من مواضعها حتى ينصرف فإذا انصرف عادت في القتال

35-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا هاشم الجعفري قال ظهرت في أيام المتوكل امرأة تدعي أنها زينب بنت فاطمة بنت رسول الله ص فقال المتوكل أنت امرأة شابة و قد مضى من وقت رسول الله ص ما مضى من السنين فقالت إن رسول الله ص مسح علي و سأل الله أن يرد علي شبابي في كل أربعين سنة و لم أظهر للناس إلى هذه الغاية فلحقتني الحاجة فصرت إليهم فدعا المتوكل مشايخ آل أبي طالب و ولد العباس و قريش و عرفهم حالها فروى جماعة وفاة زينب في سنة كذا فقال لها ما تقولين في هذه الرواية فقالت كذب و زور فإن أمري كان مستورا عن الناس فلم يعرف لي حياة و لا موت فقال لهم المتوكل هل عندكم حجة على هذه المرأة غير هذه الرواية فقالوا لا فقال هو بري‏ء من العباس أن لا أنزلها عما ادعت إلا بحجة قالوا فأحضر ابن الرضا ع فلعل عنده شيئا من الحجة غير ما عندنا فبعث إليه فحضر فأخبره بخبر المرأة فقال كذبت فإن زينب توفيت في سنة كذا في شهر كذا في يوم كذا قال فإن هؤلاء قد رووا مثل هذه و قد حلفت أن لا أنزلها إلا بحجة تلزمها قال و لا عليك فهاهنا حجة تلزمها و تلزم غيرها قال و ما هي قال لحوم بني فاطمة محرمة على السباع فأنزلها إلى السباع فإن كانت من ولد فاطمة فلا تضرها فقال لها ما تقولين قالت إنه يريد قتلي قال فهاهنا جماعة من ولد الحسن و الحسين ع فأنزل من شئت منهم قال فو الله لقد تغيرت وجوه الجميع فقال بعض المبغضين هو يحيل على غيره لم لا يكون هو فمال المتوكل إلى ذلك رجاء أن يذهب من غير أن يكون له في أمره صنع فقال يا أبا الحسن لم لا تكون أنت ذلك قال ذاك إليك قال فافعل قال أفعل فأتي بسلم و فتح عن السباع و كانت ستة من الأسد فنزل أبو الحسن إليها فلما دخل و جلس صارت الأسود إليه فرمت بأنفسها بين يديه و مدت بأيديها و وضعت رءوسها بين يديه فجعل يمسح على رأس كل واحد منها ثم يشير إليه بيده إلى الاعتزال فتعتزل ناحية حتى اعتزلت كلها و أقامت بإزائه فقال له الوزير ما هذا صوابا فبادر بإخراجه من هناك قبل أن ينتشر خبره فقال له يا أبا الحسن ما أردنا بك سوءا و إنما أردنا أن نكون على يقين مما قلت فأحب أن تصعد فقام و صار إلى السلم و هي حوله تتمسع بثيابه فلما وضع رجله على أول درجة التفت إليها و أشار بيده أن ترجع فرجعت و صعد فقال كل من زعم أنه من ولد فاطمة فليجلس في ذلك المجلس فقال لها المتوكل انزلي قالت الله الله ادعيت الباطل و أنا بنت فلان حملني الضر على ما قلت قال المتوكل ألقوها إلى السباع فاستوهبتها والدته

36-  شا، ]الإرشاد[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن علي قال أخبرني زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال مرضت فدخل على الطبيب ليلا و وصف لي دواء آخذه في السحر كذا و كذا يوما فلم يمكني تحصيله من الليل و خرج الطبيب من الباب فورد صاحب أبي الحسن ع في الحال و معه صرة فيها ذلك الدواء بعينه فقال لي أبو الحسن يقرئك السلام و يقول خذ هذا الدواء كذا يوما فشربت فبرأت قال محمد قال زيد أين الغلاة عن هذا الحديث

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ زيد مثله

37-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن خيران الأسباطي قال قدمت المدينة على أبي الحسن ع فقال لي ما فعل الواثق قلت هو في عافية قال و ما يفعل جعفر قلت تركته أسوأ الناس حالا في السجن قال و ما يفعل ابن الزيات قلت الأمر أمره و أنا منذ عشرة أيام خرجت من هناك قال مات الواثق و قد قعد المتوكل جعفر و قتل ابن الزيات قلت متى قال بعد خروجك بستة أيام و كان كذلك

38-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن علي بن جعفر قال قلت لأبي الحسن ع أينا أشد حبا لدينه قال أشدكم حبا لصاحبه في حديث طويل ثم قال يا علي إن هذا المتوكل يبني بين المدينة بناء لا يتم و يكون هلاكه قبل تمامه على يد فرعون من فراعنة الترك

39-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أحمد بن عيسى الكاتب قال رأيت رسول الله ص فيما يرى النائم كأنه نائم في حجري و كأنه دفع إلي كفا من تمر عدده خمس و عشرون تمرة قال فما لبثت إلا و أنا بأبي الحسن علي بن محمد ع و معه قائد فأنزله في حجرتي و كان القائد يبعث و يأخذ من العلف من عندي فسألني يوما كم لك علينا قلت لست آخذ منك شيئا فقال لي أ تحب أن تدخل إلى هذا العلوي فتسلم عليه قلت لست أكره ذلك فدخلت فسلمت عليه و قلت له إن في هذه القرية كذا و كذا من مواليك فإن أمرتنا بحضورهم فعلنا قال لا تفعلوا قلت فإن عندنا تمورا جيادا فتأذن لي أن أحمل لك بعضها فقال إن حملت شيئا يصل إلي و لكن احمله إلى القائد فإنه سيبعث إلي منه فحملت إلى القائد أنواعا من التمر و أخذت نوعا جيدا في كمي و سكرجة من زبد فحملته إليه ثم جئت فقال القائد أ تحب أن تدخل على صاحبك قلت نعم فدخلت فإذا قدامه من ذلك التمر الذي بعثت به إلى القائد فأخرجت التمر الذي كان معي و الزبد فوضعته بين يديه فأخذ كفا من تمر فدفعه إلي و قال لو زادك رسول الله ص لزدناك فعددته فإذا هي كما رأيت في النوم لم يزد و لم ينقص

40-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أحمد بن هارون قال كنت جالسا أعلم غلاما من غلمانه في فازة داره إذ دخل علينا أبو الحسن ع راكبا على فرس له فقمنا إليه فسبقنا فنزل قبل أن ندنو منه فأخذ عنان فرسه بيده فعلقه في طنب من أطناب الفازة ثم دخل فجلس معنا فأقبل علي و قال متى رأيك أن تنصرف إلى المدينة فقلت الليلة قال فاكتب إذا كتابا معك توصله إلى فلان التاجر قلت نعم قال يا غلام هات الدواة و القرطاس فخرج الغلام ليأتي بهما من دار أخرى فلما غاب الغلام صهل الفرس و ضرب بذنبه فقال له بالفارسية ما هذا الغلق فصهل الثانية فضرب بيده فقال له بالفارسية اقلع فامض إلى ناحية البستان و بل هناك و رث و ارجع فقف هناك مكانك فرفع الفرس رأسه و أخرج العنان من موضعه ثم مضى إلى ناحية البستان حتى لا نراه في ظهر الفازة فبال و راث و عاد إلى مكانه فدخلني من ذلك ما الله به عليم فوسوس الشيطان في قلبي فقال يا أحمد لا يعظم عليك ما رأيت إن ما أعطى الله محمدا و آل محمد أكثر مما أعطى داود و آل داود قلت صدق ابن رسول الله ص فما قال لك و ما قلت له فقد فهمته فقال قال لي الفرس قم فاركب إلى البيت حتى تفرغ عني قلت ما هذا الغلق قال قد تعبت قلت لي حاجة أريد أن أكتب كتابا إلى المدينة فإذا فرغت ركبتك قال إني أريد أن أروث و أبول و أكره أن أفعل ذلك بين يديك فقلت اذهب إلى ناحية البستان فافعل ما أردت ثم عد إلى مكانك ففعل الذي رأيت ثم أقبل الغلام بالدواة و القرطاس و قد غابت الشمس فوضعها بين يديه فأخذ في الكتابة حتى أظلم الليل فيما بيني و بينه فلم أر الكتاب و ظننت أنه أصابه الذي أصابني فقلت للغلام قم فهات شمعة من الدار حتى يبصر مولاك كيف يكتب فمضى فقال للغلام ليس إلى ذلك حاجة ثم كتب كتابا طويلا إلى أن غاب الشفق ثم قطعه فقال للغلام أصلح و أخذ الغلام الكتاب و خرج إلى الفازة ليصلحه ثم عاد إليه و ناوله ليختمه فختمه من غير أن ينظر الخاتم مقلوبا أو غير مقلوب فناولني فقمت لأذهب فعرض في قلبي قبل أن أخرج من الفازة أصلي قبل أن آتي المدينة قال يا أحمد صل المغرب و العشاء الآخرة في مسجد الرسول ص و اطلب الرجل في الروضة فإنك توافقه إن شاء الله قال فخرجت مبادرا فأتيت المسجد و قد نودي العشاء الآخرة فصليت المغرب ثم صليت معهم العتمة و طلبت الرجل حيث أمرني فوجدته فأعطيته الكتاب و أخذه و فضه ليقرأه فلم يستبن قراءته في ذلك الوقت فدعا بسراج فأخذته و قرأته عليه في السراج في المسجد فإذا خط مستو ليس حرف ملتصقا بحرف و إذا الخاتم مستو ليس بمقلوب فقال لي الرجل عد إلي غدا حتى أكتب جواب الكتاب فغدوت فكتب الجواب فجئت به إليه فقال أ ليس قد وجدت الرجل حيث قلت لك فقلت نعم قال أحسنت

41-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن الفرج قال قال لي علي بن محمد ع إذا أردت أن تسأل مسألة فاكتبها و ضع الكتاب تحت مصلاك و دعه ساعة ثم أخرجه و انظر قال ففعلت فوجدت جواب ما سألت عنه موقعا فيه

42-  أقول، روى السيد بن طاوس في كشف المحجة بإسناده من كتاب الرسائل للكليني عمن سماه قال كتبت إلى أبي الحسن ع أن الرجل يحب أن يفضي إلى إمامه ما يحب أن يفضي إلى ربه قال فكتب إن كان لك حاجة فحرك شفتيك فإن الجواب يأتيك

43-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي محمد الطبري قال تمنيت أن يكون لي خاتم من عنده ع فجاءني نصر الخادم بدرهمين فصغت خاتما فدخلت على قوم يشربون الخمر فتعلقوا بي حتى شربت قدحا أو قدحين فكان الخاتم ضيقا في إصبعي لا يمكنني إدارته للوضوء فأصبحت و قد افتقدته فتبت إلى الله

44-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن المتوكل أو الواثق أو غيرهما أمر العسكر و هم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسرمن‏رأى أن يملأ كل واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر و يجعلوا بعضه على بعض في وسط تربة واسعة هناك ففعلوا فلما صار مثل جبل عظيم و اسمه تل المخالي صعد فوقه و استدعى أبا الحسن و استصعده و قال استحضرتك لنظارة خيولي و قد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف و يحملوا الأسلحة و قد عرضوا بأحسن زينة و أتم عدة و أعظم هيبة و كان غرضه أن يكسر قلب كل من يخرج عليه و كان خوفه من أبي الحسن ع أن يأمر أحدا من أهل بيته أن يخرج على الخليفة فقال له أبو الحسن ع و هل أعرض عليك عسكري قال نعم فدعا الله سبحانه فإذا بين السماء و الأرض من المشرق و المغرب ملائكة مدججون فغشي على الخليفة فلما أفاق قال أبو الحسن ع نحن لا نناقشكم في الدنيا نحن مشتغلون بأمر الآخرة فلا عليك شي‏ء مما تظن

 بيان التجافيف جمع التجفاف بالكسر و هو آلة للحرب يلبسه الفرس و الإنسان ليقيه في الحرب و مدججون بتشديد الجيم المفتوحة يقال فلان مدجج أي شاك في السلاح

45-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو محمد البصري عن أبي العباس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمد قال كنا أجرينا ذكر أبي الحسن ع فقال لي يا أبا محمد لم أكن في شي‏ء من هذا الأمر و كنت أعيب على أخي و على أهل هذا القول عيبا شديدا بالذم و الشتم إلى أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكل إلى المدينة في إحضار أبي الحسن ع فخرجنا إلى المدينة فلما خرج و صرنا في بعض الطريق و طوينا المنزل و كان منزلا صائفا شديد الحر فسألناه أن ينزل فقال لا فخرجنا و لم نطعم و لم نشرب فلما اشتد الحر و الجوع و العطش فبينما و نحن إذ ذلك في أرض ملساء لا نرى شيئا و لا ظل و لا ماء نستريح فجعلنا نشخص بأبصارنا نحوه قال و ما لكم أحسبكم جياعا و قد عطشتم فقلنا إي و الله يا سيدنا قد عيينا قال عرسوا و كلوا و اشربوا فتعجبت من قوله و نحن في صحراء ملساء لا نرى فيها شيئا نستريح إليه و لا نرى ماء و لا ظلا فقال ما لكم عرسوا فابتدرت إلى القطار لأنيخ ثم التفت و إذا أنا بشجرتين عظيمتين تستظل تحتهما عالم من الناس و إني لأعرف موضعهما إنه أرض براح قفراء و إذا بعين تسيح على وجه الأرض أعذب ماء و أبرده فنزلنا و أكلنا و شربنا و استرحنا و إن فينا من سلك ذلك الطريق مرارا فوقع في قلبي ذلك الوقت أعاجيب و جعلت أحد النظر إليه أتأمله طويلا و إذا نظرت إليه تبسم و زوى وجهه عني فقلت في نفسي و الله لأعرفن هذا كيف هو فأتيت من وراء الشجرة فدفنت سيفي و وضعت عليه حجرين و تغوطت في ذلك الموضع و تهيأت للصلاة فقال أبو الحسن ع استرحتم قلنا نعم قال فارتحلوا على اسم الله فارتحلنا فلما أن سرنا ساعة رجعت على الأثر فأتيت الموضع فوجدت الأثر و السيف كما وضعت و العلامة و كان الله لم يخلق ثم شجرة و لا ماء و لا ظلالا و لا بللا فتعجبت من ذلك و رفعت يدي إلى السماء فسألت الله الثبات على المحبة و الإيمان به و المعرفة منه و أخذت الأثر فلحقت القوم فالتفت إلي أبو الحسن ع و قال يا أبا العباس فعلتها قلت نعم يا سيدي لقد كنت شاكا و أصبحت أنا عند نفسي من أغنى الناس في الدنيا و الآخرة فقال هو كذلك هم معدودون معلومون لا يزيد رجل و لا ينقص

 بيان هم معدودون أي الشيعة و أنت كنت منهم

46-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن داود بن أبي القاسم قال دخلت على أبي الحسن صاحب العسكر ع فقال لي كلم هذا الغلام بالفارسية فإنه زعم أنه يحسنها فقلت للخادم زانوى تو چيست فلم يجب فقال له يسألك و يقول ركبتك ما هي

47-  مصبا، ]المصباحين[ قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي قال ركب أبي و عمومتي إلى أبي الحسن علي بن محمد و قد اختلفوا في الأربعة أيام التي تصام في السنة و هو مقيم بصريا قبل مصيره إلى سرمن‏رأى فقال جئتم تسألوني عن الأيام التي تصام في السنة فقالوا ما جئنا إلا لهذا فقال اليوم السابع عشر من ربيع الأول و هو اليوم الذي ولد فيه رسول الله ص و اليوم السابع و العشرون من رجب و هو اليوم الذي بعث فيه رسول الله ص و اليوم الخامس و العشرون من ذي القعدة و هو اليوم الذي دحيت فيه الأرض و اليوم الثامن عشر من ذي الحجة و هو يوم الغدير

48-  عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ ابن قولويه عن الكليني عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن خيران الأسباطي قال قدمت على أبي الحسن علي بن محمد ع المدينة فقال لي ما خبر الواثق عندك قلت جعلت فداك خلفته في عافية أنا من أقرب الناس عهدا به عهدي به منذ عشرة أيام فقال لي إن أهل المدينة يقولون إنه مات فلما قال إن الناس يقولون إنه مات علمت أنه يعني نفسه ثم قال لي ما فعل جعفر قلت تركته أسوأ الناس حالا في السجن قال فقال لي إنه صاحب الأمر ثم قال ما فعل ابن الزيات قلت الناس معه و الأمر أمره فقال أما إنه شؤم عليه قال ثم إنه سكت و قال لا بد أن يجري مقادير الله و أحكامه يا خيران مات الواثق و قد قعد المتوكل جعفر و قد قتل ابن الزيات قلت متى جعلت فداك قال بعد خروجك بستة أيام

49-  كا، ]الكافي[ الحسين بن الحسن الحسيني عن يعقوب بن ياسر قال كان المتوكل يقول ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا و جهدت أن يشرب معي و ينادمني فامتنع و جهدت أن آخذ فرصة في هذا المعنى فلم أجدها فقالوا له فإن لم تجد من ابن الرضا ما تريده في هذه الحالة فهذا أخوه موسى قصاف عزاف يأكل و يشرب و يتعشق قال ابعثوا إليه و جيئوا به حتى نموه به على الناس و نقول ابن الرضا فكتب إليه و أشخص مكرما و تلقاه جميع بني هاشم و القواد و الناس على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة و بنى له فيها و حول الخمارين و القيان إليه و وصله و بره و جعل له منزلا سريا حتى يزوره هو فيه فلما وافى موسى تلقاه أبو الحسن في قنطرة وصيف و هو موضع يتلقى فيه القادمون فسلم عليه و وفاه حقه ثم قال له إن هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك و يضع منك فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط فقال له موسى فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي قال فلا تضع من قدرك و لا تفعل فإنما أراد هتكك فأبى عليه فكرر عليه القول و الوعظ و هو مقيم على خلافه فلما رأى أنه لا يجيب قال أما إن هذا مجلس لا تجتمع أنت و هو عليه أبدا فأقام موسى ثلاث سنين يبكر كل يوم فيقال قد تشاغل اليوم فرح فيروح فيقال قد سكر فبكر فيبكر فيقال قد شرب دواء فما زال على هذا ثلاث سنين حتى قتل المتوكل و لم يجتمع معه عليه

 بيان قوله أعياني أي أعجزني و حيرني و المراد بالشرب شرب الخمر و النبيذ و المنادمة المجالسة على الشراب و كأن المراد هنا الحضور في مجلس الشرب و إن لم يشرب و موسى هو المشهور بالمبرقع و قبره بقم معروف. قال في عمدة الطالب و أما موسى المبرقع بن محمد الجواد و هو لأم ولد مات بقم و قبره بها و يقال لولده الرضويون و هم بقم إلا من شذ منهم إلى غيرها. قال الحسن بن علي القمي في ترجمة تاريخ قم نقلا عن الرضائية للحسين بن محمد بن نصر أول من انتقل من الكوفة إلى قم من السادات الرضوية كان أبا جعفر موسى بن محمد بن علي الرضا ع في سنة ست و خمسين و مائتين و كان يسدل على وجهه برقعا دائما فأرسلت إليه العرب أن اخرج من مدينتنا و جوارنا فرفع البرقع عن وجهه فلم يعرفوه فانتقل عنهم إلى كاشان فأكرمه أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي فرحب به و ألبسه خلاعا فاخرة و أفراسا جيادا و وظفه في كل سنة ألف مثقال من الذهب و فرسا مسرجا. فدخل قم بعد خروج موسى منه أبو الصديم الحسين بن علي بن آدم و رجل آخر من رؤساء العرب و أنبأهم على إخراجه فأرسلوا رؤساء العرب لطلب موسى و ردوه إلى قم و اعتذروا منه و أكرموه و اشتروا من مالهم له دارا و وهبوا له سهاما من قرى هنبرد و أندريقان و كارچة و أعطوه عشرين ألف درهم و اشترى ضياعا كثيرة. فأتته أخواته زينب و أم محمد و ميمونة بنات الجواد ع و نزلن عنده فلما متن دفن عند فاطمة بنت موسى ع و أقام موسى بقم حتى مات ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من ربيع الآخر سنة ست و تسعين و مائتين و دفن في داره و هو المشهد المعروف اليوم

50-  نجم، ]كتاب النجوم[ روينا بإسنادنا إلى محمد بن جرير الطبري بإسناده قال حدثني أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن أحمد القهقلي الكاتب بسرمن‏رأى سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة قال حدثني أبي قال كنت بسرمن‏رأى أسير في درب الحصا فرأيت يزداد الطبيب النصراني تلميذ بختيشوع و هو منصرف من دار موسى بن بغا فسايرني و أفضى الحديث إلى أن قال لي أ ترى هذا الجدار تدري من صاحبه قلت و من صاحبه قال هذا الفتى العلوي الحجازي يعني علي بن محمد بن الرضا ع و كنا نسير في فناء داره قلت ليزداد نعم فما شأنه قال إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو قلت فكيف ذلك قال أخبرك عنه بأعجوبة لن تسمع بمثلها أبدا و لا غيرك من الناس و لكن لي الله عليك كفيل و راع أن لا تحدث به أحدا فإني رجل طبيب و لي معيشة أرعاها عند السلطان و بلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا ينصرف إليه وجوه الناس فيخرج هذا الأمر عنهم يعني بني العباس قلت لك علي ذلك فحدثني به و ليس عليك بأس إنما أنت رجل نصراني لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هؤلاء القوم قال نعم أعلمك أني لقيته منذ أيام و هو على فرس أدهم و عليه ثياب سود و عمامة سوداء و هو أسود اللون فلما بصرت به وقفت إعظاما له و قلت في نفسي لا و حق المسيح ما خرجت من فمي إلى أحد من الناس قلت في نفسي ثياب سوداء و دابة سوداء و رجل أسود سواد في سواد في سواد فلما بلغ إلي نظر إلي و أحد النظر و قال قلبك أسود مما ترى عيناك من سواد في سواد في سواد قال أبي رحمه الله فقلت له أجل فلا تحدث به أحدا فما صنعت و ما قلت له قال أسقطت في يدي فلم أحر جوابا قلت له فما أبيض قلبك لما شاهدت قال الله أعلم قال أبي فلما اعتل يزداد بعث إلي فحضرت عنده فقال إن قلبي قد ابيض بعد سواد فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا رسول الله ص و أن علي بن محمد حجة الله على خلقه و ناموسه الأعظم ثم مات في مرضه ذلك و حضرت الصلاة عليه رحمه الله

51-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال أبو عبد الله الزيادي لما سم المتوكل نذر لله إن رزقه الله العافية أن يتصدق بمال كثير فلما عوفي اختلف الفقهاء في المال الكثير فقال له الحسن حاجبه إن أتيتك يا أمير المؤمنين بالصواب فما لي عندك قال عشرة آلاف درهم و إلا ضربتك مائة مقرعة قال قد رضيت فأتى أبا الحسن ع فسأله عن ذلك فقال قل له يتصدق بثمانين درهما فأخبر المتوكل فسأله ما العلة فأتاه فسأله قال إن الله تعالى قال لنبيه ص لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ فعددنا مواطن رسول الله ص فبلغت ثمانين موطنا فرجع إليه فأخبر ففرح و أعطاه عشرة آلاف درهم و قال المتوكل لابن السكيت سل ابن الرضا مسألة عوصاء بحضرتي فسأله فقال لم بعث الله موسى بالعصا و بعث عيسى ع بإبراء الأكمه و الأبرص و إحياء الموتى و بعث محمدا بالقرآن و السيف فقال أبو الحسن ع بعث الله موسى ع بالعصا و اليد البيضاء في زمان الغالب على أهله السحر فأتاهم من ذلك ما قهر سحرهم و بهرهم و أثبت الحجة عليهم و بعث عيسى ع بإبراء الأكمه و الأبرص و إحياء الموتى بإذن الله في زمان الغالب على أهله الطب فأتاهم من إبراء الأكمه و الأبرص و إحياء الموتى بإذن الله فقهرهم و بهرهم و بعث محمدا بالقرآن و السيف في زمان الغالب على أهله السيف و الشعر فأتاهم من القرآن الزاهر و السيف القاهر ما بهر به شعرهم و بهر سيفهم و أثبت الحجة به عليهم فقال ابن السكيت فما الحجة الآن قال العقل يعرف به الكاذب على الله فيكذب فقال يحيى بن أكثم ما لابن السكيت و مناظرته و إنما هو صاحب نحو و شعر و لغة و رفع قرطاسا فيه مسائل فأملأ علي بن محمد ع على ابن السكيت جوابها و أمره أن يكتب سألت عن قول الله تعالى قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ فهو آصف بن برخيا و لم يعجز سليمان عن معرفة ما عرف آصف و لكنه أحب أن يعرف أمته من الجن و الإنس أنه الحجة من بعده و ذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ففهمه ذلك لئلا يختلف في إمامته و ولايته من بعده و لتأكيد الحجة على الخلق و أما سجود يعقوب لولده فإن السجود لم يكن ليوسف و إنما كان ذلك من يعقوب و ولده طاعة لله تعالى و تحية ليوسف ع كما أن السجود من الملائكة لم يكن لآدم ع فسجود يعقوب و ولده و يوسف معهم شكرا لله تعالى باجتماع الشمل أ لم تر أنه يقول في شكره في ذلك الوقت رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ الآية و أما قوله فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ فإن المخاطب بذلك رسول الله ص و لم يكن في شك مما أنزل الله إليه و لكن قالت الجهلة كيف لم يبعث الله نبيا من الملائكة و لم لم يفرق بينه و بين الناس في الاستغناء عن المأكل و المشرب و المشي في الأسواق فأوحى الله إلى نبيه ص

 فاسأل الذين يقرءون الكتاب بمحضر من الجهلة هل بعث الله نبيا قبلك إلا و هو يأكل الطعام و يشرب الشراب و لك بهم أسوة يا محمد و إنما قال فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ و لم يكن للنصفة كما قال فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ و لو قال تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبوا إلى المباهلة و قد علم الله أن نبيه مؤد عنه رسالته و ما هو من الكاذبين و كذلك عرف النبي ص بأنه صادق فيما يقول و لكن أحب أن ينصف من نفسه و أما قوله وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ الآية فهو كذلك لو أن أشجار الدنيا أقلام وَ الْبَحْرُ مداد يَمُدُّهُ... سَبْعَةُ أَبْحُرٍ حتى انفجرت الأرض عيونا كما انفجرت في الطوفان ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ و هي عين الكبريت و عين اليمن و عين برهوت و عين طبرية و حمة ماسيدان تدعى لسان و حمة إفريقية تدعى بسيلان و عين باحوران و نحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا و لا تستقصى و أما الجنة ففيها من المآكل و المشارب و الملاهي و ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ و أباح الله ذلك لآدم و الشجرة التي نهى الله آدم عنها و زوجته أن لا يأكلا منها شجرة الحسد عهد الله إليهما أن لا ينظرا إلى من فضل الله عليهما و على خلائقه بعين الحسد فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً و أما قوله أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً فإن الله تعالى زوج الذكران المطيعين و معاذ الله أن يكون الجليل العظيم عنى ما لبست على نفسك بطلب الرخص لارتكاب المحارم وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً إن لم يتب فأما شهادة امرأة وحدها التي جازت فهي القابلة التي جازت شهادتها مع الرضا فإن لم يكن رضا فلا أقل من امرأتين تقوم المرأتان بدل الرجل للضرورة لأن الرجل لا يمكنه أن يقوم مقامها فإن كان وحدها قبل قولها مع يمينها و أما قول علي ع في الخنثى فهو كما قال يرث من المبال و ينظر إليه قوم عدول يأخذ كل واحد منهم مرآتا و تقوم الخنثى خلفهم عريانة و ينظرون إلى المرآة فيرون الشي‏ء و يحكمون عليه و أما الرجل الناظر إلى الراعي و قد نزا على شاة فإن عرفها ذبحها و أحرقها و إن لم يعرفها قسمها الإمام نصفين و ساهم بينهما فإن وقع السهم على أحد القسمين فقد انقسم النصف الآخر ثم يفرق الذي وقع عليه السهم نصفين فيقرع بينهما فلا يزال كذلك حتى يبقى اثنان فيقرع بينهما فأيهما وقع السهم عليها ذبحت و أحرقت و قد نجا سائرها و سهم الإمام سهم الله لا يخيب و أما صلاة الفجر و الجهر فيها بالقراءة لأن النبي ص كان يغلس بها فقراءتها من الليل و أما قول أمير المؤمنين بشر قاتل ابن صفية بالنار لقول رسول الله ص و كان ممن خرج يوم النهروان فلم يقتله أمير المؤمنين ع بالبصرة لأنه علم أنه يقتل في فتنة النهروان و أما قولك إن عليا ع قاتل أهل صفين مقبلين و مدبرين و أجهز على جريحهم و إنه يوم الجمل لم يتبع موليا و لم يجهز على جريحهم و كل من ألقى سيفه و سلاحه آمنه فإن أهل الجمل قتل إمامهم و لم يكن لهم فئة يرجعون إليها و إنما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين و لا محتالين و لا متجسسين و لا مبارزين فقد رضوا بالكف عنهم فكان الحكم فيه رفع السيف و الكف عنهم إذ لم يطلبوا عليه أعوانا و أهل صفين يرجعون إلى فئة مستعدة و إمام منتصب يجمع لهم السلاح من الرماح و الدروع و السيوف و يستعد لهم و يسني لهم العطاء و يهيئ لهم الأموال و يعقب مريضهم و يجبر كسيرهم و يداوي جريحهم و يحمل راجلهم و يكسو حاسرهم و يردهم فيرجعون إلى محاربتهم و قتالهم فإن الحكم في أهل البصرة الكف عنهم لما ألقوا أسلحتهم إذ لم تكن لهم فئة يرجعون إليها و الحكم في أهل صفين أن يتبع مدبرهم و يجهز على جريحهم فلا يساوي بين الفريقين في الحكم و لو لا أمير المؤمنين ع و حكمه في أهل صفين و الجمل لما عرف الحكم في عصاة أهل التوحيد فمن أبى ذلك عرض على السيف و أما الرجل الذي أقر باللواط فإنه أقر بذلك متبرعا من نفسه و

 لم تقم عليه بينة و لا أخذه سلطان و إذا كان للإمام الذي من الله أن يعاقب في الله فله أن يعفو في الله أ ما سمعت الله يقول لسليمان هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ فبدأ بالمن قبل المنع فلما قرأه ابن أكثم قال للمتوكل ما نحب أن تسأل هذا الرجل عن شي‏ء بعد مسائلي فإنه لا يرد عليه شي‏ء بعدها إلا دونها و في ظهور علمه تقوية للرافضة

 جعفر بن رزق الله قال قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة فأراد أن يقيم عليه الحد فأسلم فقال يحيى بن أكثم الإيمان يمحو ما قبله و قال بعضهم يضرب ثلاثة حدود فكتب المتوكل إلى علي بن محمد النقي يسأله فلما قرأ الكتاب كتب يضرب حتى يموت فأنكر الفقهاء ذلك فكتب إليه يسأله عن العلة فقال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ السورة قال فأمر المتوكل فضرب حتى مات

 أبو الحسن بن سهلويه البصري المعروف بالملاح قال دلني أبو الحسن و كنت واقفيا فقال إلى كم هذه النومة أ ما آن لك أن تنتبه منها فقدح في قلبي شيئا و غشي علي و تبعت الحق

52-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ داود بن القاسم الجعفري قال دخلت عليه بسرمن‏رأى و أنا أريد الحج لأودعه فخرج معي فلما انتهى إلى آخر الحاجز نزل فنزلت معه فخط بيده الأرض خطة شبيهة بالدائرة ثم قال لي يا عم خذ ما في هذه يكون في نفقتك و تستعين به على حجك فضربت بيدي فإذا سبيكة ذهب فكان فيها مائتا مثقال دخل أبو عمرو عثمان بن سعيد و أحمد بن إسحاق الأشعري و علي بن جعفر الهمداني على أبي الحسن العسكري فشكا إليه أحمد بن إسحاق دينا عليه فقال يا أبا عمرو و كان وكيله ادفع إليه ثلاثين ألف دينار و إلى علي بن جعفر ثلاثين ألف دينار و خذ أنت ثلاثين ألف دينار فهذه معجزة لا يقدر عليها إلا الملوك و ما سمعنا بمثل هذا العطاء

53-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ وجه المتوكل عتاب بن أبي عتاب إلى المدينة يحمل علي بن محمد ع إلى سرمن‏رأى و كانت الشيعة يتحدثون أنه يعلم الغيب و كان في نفس عتاب من هذا شي‏ء فلما فصل من المدينة رآه و قد لبس لبادة و السماء صاحية فما كان بأسرع من أن تغيمت و أمطرت فقال عتاب هذا واحد ثم لما وافى شط القاطول رآه مقلق القلب فقال له ما لك يا أبا أحمد فقال قلبي مقلق بحوائج التمستها من أمير المؤمنين قال له فإن حوائجك قد قضيت فما كان بأسرع من أن جاءته البشارات بقضاء حوائجه فقال الناس يقولون إنك تعلم الغيب و قد تبينت من ذلك خلتين

 المعتمد في الأصول، قال علي بن مهزيار وردت العسكر و أنا شاك في الإمامة فرأيت السلطان قد خرج إلى الصيد في يوم من الربيع إلا أنه صائف و الناس عليهم ثياب الصيف و على أبي الحسن ع لبادة و على فرسه تجفاف لبود و قد عقد ذنب الفرسة و الناس يتعجبون منه و يقولون أ لا ترون إلى هذا المدني و ما قد فعل بنفسه فقلت في نفسي لو كان هذا إماما ما فعل هذا فلما خرج الناس إلى الصحراء لم يلبثوا إلا أن ارتفعت سحابة عظيمة هطلت فلم يبق أحد إلا ابتل حتى غرق بالمطر و عاد ع و هو سالم من جميعه فقلت في نفسي يوشك أن يكون هو الإمام ثم قلت أريد أن أسأله عن الجنب إذا عرق في الثوب فقلت في نفسي إن كشف وجهه فهو الإمام فلما قرب مني كشف وجهه ثم قال إن كان عرق الجنب في الثوب و جنابته من حرام لا يجوز الصلاة فيه و إن كان جنابته من حلال فلا بأس فلم يبق في نفسي بعد ذلك شبهة

54-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في كتاب البرهان عن الدهني أنه لما ورد به ع سرمن‏رأى كان المتوكل برا به و وجه إليه يوما بسلة فيها تين فأصاب الرسول المطر فدخل إلى المسجد ثم شرهت نفسه إلى التين ففتح السلة و أكل منها فدخل و هو قائم يصلي فقال له بعض خدمه ما قصتك فعرفه القصة قال له أ و ما علمت أنه قد عرف خبرك و ما أكلت من هذا التين فقامت على الرسول القيامة و مضى مبادرا إلى منزله حتى إذا سمع صوت البريد ارتاع هو و من في منزله بذلك الخبر

 الحسين بن علي أنه أتى النقي ع رجل خائف و هو يرتعد و يقول إن ابني أخذ بمحبتكم و الليلة يرمونه من موضع كذا و يدفنونه تحته قال فما تريد قال ما يريد الأبوان فقال لا بأس عليه اذهب فإن ابنك يأتيك غدا فلما أصبح أتاه ابنه فقال يا بني ما شأنك قال لما حفروا القبر و شدوا لي الأيدي أتاني عشرة أنفس مطهرة معطرة و سألوا عن بكائي فذكرت لهم فقالوا لو جعل الطالب مطلوبا تجرد نفسك و تخرج و تلزم تربة النبي ص قلت نعم فأخذوا الحاجب فرموه من شاهق الجبل و لم يسمع أحد جزعه و لا رأوا الرجال و أوردوني إليك و هم ينتظرون خروجي إليهم و ودع أباه و ذهب فجاء أبوه إلى الإمام و أخبره بحاله فكان الغوغاء تذهب و تقول وقع كذا و كذا و الإمام ع يتبسم و يقول إنهم لا يعلمون ما نعلم

  بيان الغوغاء السفلة من الناس و المتسرعين إلى الشر

55-  كشف، ]كشف الغمة[ قال محمد بن طلحة خرج ع يوما من سرمن‏رأى إلى قرية لمهم عرض له فجاء رجل من الأعراب يطلبه فقيل له قد ذهب إلى الموضع الفلاني فقصده فلما وصل إليه قال له ما حاجتك فقال أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بولاية جدك علي بن أبي طالب ع و قد ركبني دين فادح أثقلني حمله و لم أر من أقصده لقضائه سواك فقال له أبو الحسن طب نفسا و قر عينا ثم أنزله فلما أصبح ذلك اليوم قال له أبو الحسن ع أريد منك حاجة الله الله أن تخالفني فيها فقال الأعرابي لا أخالفك فكتب أبو الحسن ع ورقة بخطه معترفا فيها أن عليه للأعرابي مالا عينه فيها يرجح على دينه و قال خذ هذا الخط فإذا وصلت إلى سرمن‏رأى احضر إلي و عندي جماعة فطالبني به و أغلظ القول علي في ترك إبقائك إياه الله الله في مخالفتي فقال أفعل و أخذ الخط فلما وصل أبو الحسن إلى سرمن‏رأى و حضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة و غيرهم حضر ذلك الرجل و أخرج الخط و طالبه و قال كما أوصاه فألان أبو الحسن ع له القول و رفقه و جعل يعتذر و وعده بوفائه و طيبة نفسه فنقل ذلك إلى الخليفة المتوكل فأمر أن يحمل إلى أبي الحسن ع ثلاثون ألف درهم فلما حملت إليه تركها إلى أن جاء الرجل فقال خذ هذا المال و اقض منه دينك و أنفق الباقي على عيالك و أهلك و أعذرنا فقال له الأعرابي يا ابن رسول الله و الله إن أملي كان يقصر عن ثلث هذا و لكن الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ و أخذ المال و انصرف

 و من كتاب الدلائل للحميري، عن الحسن بن علي الوشاء قال حدثتني أم محمد مولاة أبي الحسن الرضا بالحير و هي مع الحسن بن موسى قالت جاء أبو الحسن ع قد رعب حتى جلس في حجر أم أبيها بنت موسى فقالت له ما لك فقال لها مات أبي و الله الساعة فقالت له لا تقل هذا قال هو و الله كما أقول لك فكتبنا ذلك اليوم فجاءت وفاة أبي جعفر ع في ذلك اليوم و كتب إليه محمد بن الحسين بن مصعب المدائني يسأله عن السجود على الزجاج قال فلما نفذ الكتاب حدثت نفسي أنه مما أنبتت الأرض و أنهم قالوا لا بأس بالسجود على ما أنبتت الأرض قال فجاء الجواب لا تسجد عليه و إن حدثت نفسك أنه مما تنبت الأرض فإنه من الرمل و الملح و الملح سبخ

 و عن علي بن محمد النوفلي قال سمعته يقول اسم الله الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا و إنما كان عند آصف منه حرف واحد فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه و بين سبإ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ثم بسطت له الأرض في أقل من طرفة عين و عندنا منه اثنان و سبعون حرفا و حرف واحد عند الله عز و جل استأثر به في علم الغيب

 و عن فاطمة ابنة الهيثم قالت كنت في دار أبي الحسن ع في الوقت الذي ولد فيه جعفر فرأيت أهل الدار قد سروا به فقلت يا سيدي ما لي أراك غير مسرور فقال هوني عليك فسيضل به خلق كثير

 حدث محمد بن شرف قال كنت مع أبي الحسن ع أمشي بالمدينة فقال لي أ لست ابن شرف قلت بلى فأردت أن أسأله عن مسألة فابتدأني من غير أن أسأله فقال نحن على قارعة الطريق و ليس هذا موضع مسألة

 محمد بن الفضل البغدادي قال كتبت إلى أبي الحسن ع أن لنا حانوتين خلفهما لنا والدنا رضي الله عنه و أردنا بيعهما و قد عسر ذلك علينا فادع الله يا سيدنا أن ييسر الله لنا بيعهما بإصلاح الثمن و يجعل لنا في ذلك الخيرة فلم يجب عنهما بشي‏ء و انصرفنا إلى بغداد و الحانوتان قد احترقا

 أيوب بن نوح قال كتبت إلى أبي الحسن ع أن لي حملا فادع الله أن يرزقني ابنا فكتب إلي إذا ولد فسمه محمدا قال فولد ابن فسميته محمدا قال و كان ليحيى بن زكريا حمل فكتب إليه أن لي حملا فادع الله أن يرزقني ابنا فكتب إليه رب ابنة خير من ابن فولدت له ابنة

 أيوب بن نوح قال كتبت إلى أبي الحسن ع قد تعرض لي جعفر بن عبد الواحد القاضي و كان يؤذيني بالكوفة أشكو إليه ما ينالني منه من الأذى فكتب إلي تكفى أمره إلى شهرين فعزل عن الكوفة في شهرين و استرحت منه

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن أيوب مثل الخبرين

56-  كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب الدلائل عن أيوب قال قال فتح بن يزيد الجرجاني ضمني و أبا الحسن ع الطريق منصرفي من مكة إلى خراسان و هو صائر إلى العراق فسمعته و هو يقول من اتقى الله يتقى و من أطاع الله يطاع قال فتلطفت في الوصول إليه فسلمت عليه فرد علي السلام و أمرني بالجلوس و أول ما ابتدأني به أن قال يا فتح من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق و من أسخط الخالق فأيقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق و إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و أنى يوصف الخالق الذي يعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار عن الإحاطة به جل عما يصفه الواصفون و تعالى عما ينعته الناعتون نأى في قربه و قرب في نأيه فهو في نأيه قريب و في قربه بعيد كيف الكيف فلا يقال كيف و أين الأين فلا يقال أين إذ هو منقطع الكيفية و الأينية هو الواحد الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فجل جلاله بل كيف يوصف بكنهه محمد ص و قد قرنه الجليل باسمه و شركه في عطائه و أوجب لمن أطاعه جزاء طاعته إذ يقول وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ و قال يحكي قول من ترك طاعته و هو يعذبه بين أطباق نيرانها و سرابيل قطرانها يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و قال وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ و قال إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها و قال فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ يا فتح كما لا يوصف الجليل جل جلاله و الرسول و الخليل و ولد البتول فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لأمرنا فنبينا أفضل الأنبياء و خليلنا أفضل الأخلاء و وصينا أكرم الأوصياء و اسمهما أفضل الأسماء و كنيتهما أفضل الكنى و أحلاها لو لم يجالسنا إلا كفو لم يجالسنا أحد و لو لم يزوجنا إلا كفو لم يزوجنا أحد أشد الناس تواضعا أعظمهم حلما و أنداهم كفا و أمنعهم كنفا ورث عنهما أوصياؤهما علمهما فاردد إليهما الأمر و سلم إليهم أماتك الله مماتهم و أحياك حياتهم إذا شئت رحمك الله قال فتح فخرجت فلما كان الغد تلطفت في الوصول إليه فسلمت عليه فرد السلام فقلت يا ابن رسول الله أ تأذن في مسألة اختلج في صدري أمرها ليلتي قال سل و إن شرحتها فلي و إن أمسكتها فلي فصحح نظرك و تثبت في مسألتك و أصغ إلى جوابها سمعك و لا تسأل مسألة تعنيت و اعتن بما تعتني به فإن العالم و المتعلم شريكان في الرشد مأموران بالنصيحة منهيان عن الغش و أما الذي اختلج في صدرك فإن شاء العالم أنبأك إن الله لم يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فكل ما كان عند الرسول كان عند العالم و كل ما اطلع عليه الرسول فقد اطلع أوصياؤه عليه كيلا تخلو أرضه من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته و جواز عدالته يا فتح عسى الشيطان أراد اللبس عليك فأوهمك في بعض ما أودعتك و شكك في بعض ما أنبأتك حتى أراد إزالتك عن طريق الله و صراطه المستقيم فقلت متى أيقنت أنهم كذا فهم أرباب معاذ الله إنهم مخلوقون مربوبون مطيعون لله داخرون راغبون فإذا جاءك الشيطان من قبل ما جاءك فاقمعه بما أنبأتك به فقلت له جعلت فداك فرجت عني و كشفت ما لبس الملعون علي بشرحك فقد كان أوقع في خلدي أنكم أرباب قال فسجد أبو الحسن ع و هو يقول في سجوده راغما لك يا خالقي داخرا خاضعا قال فلم يزل كذلك حتى ذهب ليلي ثم قال يا فتح كدت أن تهلك و تهلك و ما ضر عيسى ع إذا هلك من هلك انصرف إذا شئت رحمك الله قال فخرجت و أنا فرح بما كشف الله

 عني من اللبس بأنهم هم و حمدت الله على ما قدرت عليه فلما كان في المنزل الآخر دخلت عليه و هو متكئ و بين يديه حنطة مقلوة يعبث بها و قد كان أوقع الشيطان في خلدي أنه لا ينبغي أن يأكلوا و يشربوا إذ كان ذلك آفة و الإمام غير ذي آفة فقال اجلس يا فتح فإن لنا بالرسل أسوة كانوا يأكلون و يشربون وَ يَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ و كل جسم مغذو بهذا إلا الخالق الرازق لأنه جسم الأجسام و هو لم يجسم و لم يجزأ بتناه و لم يتزايد و لم يتناقص مبرأ من ذاته ما ركب في ذات من جسمه الواحد الأحد الصمد الذي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ منشئ الأشياء مجسم الأجسام وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الرءوف الرحيم تبارك و تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا لو كان كما يوصف لم يعرف الرب من المربوب و لا الخالق من المخلوق و لا المنشئ من المنشأ لكنه فرق بينه و بين من جسمه و شيأ الأشياء إذ كان لا يشبهه شي‏ء يرى و لا يشبه شيئا

 محمد بن الريان بن الصلت قال كتبت إلى أبي الحسن ع أستأذنه في كيد عدو و لم يمكن كيده فنهاني عن ذلك و قال كلاما معناه تكفاه فكفيته و الله أحسن كفاية ذل و افتقر و مات أسوأ الناس حالا في دنياه و دينه

 علي بن محمد الحجال قال كتبت إلى أبي الحسن أنا في خدمتك و أصابني علة في رجلي لا أقدر على النهوض و القيام بما يجب فإن رأيت أن تدعو الله أن يكشف علتي و يعينني على القيام بما يجب علي و أداء الأمانة في ذلك و يجعلني من تقصيري من غير تعمد مني و تضييع ما لا أتعمده من نسيان يصيبني في حل و يوسع علي و تدعو لي بالثبات على دينه الذي ارتضاه لنبيه ص فوقع كشف الله عنك و عن أبيك قال و كان بأبي علة و لم أكتب فيها فدعا له ابتداء

 و عن داود الضرير قال أردت الخروج إلى مكة فودعت أبا الحسن بالعشي و خرجت فامتنع الجمال تلك الليلة و أصبحت فجئت أودع القبر فإذا رسوله يدعوني فأتيته و استحييت و قلت جعلت فداك إن الجمال تخلف أمس فضحك و أمرني بأشياء و حوائج كثيرة فقال كيف تقول فلم أحفظ مثلها قال لي فمد الدواة و كتب بسم الله الرحمن الرحيم أذكر إن شاء الله و الأمر بيدك كله فتبسمت فقال لي ما لك فقلت له خير فقال أخبرني فقلت له ذكرت حديثا حدثني رجل من أصحابنا أن جدك الرضا ع كان إذا أمر بحاجته كتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أذكر إن شاء الله فتبسم فقال يا داود لو قلت لك إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا

 بيان قوله ع كيف تقول أي سأله ع عما أوصى إليه هل حفظه و لعله كان و لم أحفظ مثل ما قال لي فصحف فكتب ع ذلك ليقرأه لئلا ينسى أو كتب ليحفظ بمحض تلك الكتابة بإعجازه ع و على ما في الكتاب يحتمل أن يكون المعنى أنه لم يكن قال لي سابقا شيئا أقوله في مثل هذا المقام و يحتمل أن يكون كيف تتولى كما كان المأخوذ منه يحتمل ذلك أي كيف تتولى تلك الأعمال و كيف تحفظها. و أما التعرض لذكر التقية فهو إما لكون عدم كتابة الحوائج و التعويل على حفظ داود للتقية أو لأمر آخر لم يذكر في الخبر

57-  عم، ]إعلام الورى[ في كتاب الواحدة عن الحسن بن جمهور العمي قال حدثني أبو الحسين سعيد بن سهل البصري و كان يلقب بالملاح قال و كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشمي البصري و كنت معه بسرمن‏رأى إذ رآه أبو الحسن ع في بعض الطرق فقال له إلى كم هذه النومة أ ما آن لك أن تنتبه منها فقال لي جعفر سمعت ما قال لي علي بن محمد قد و الله قدح في قلبي شيئا فلما كان بعد أيام حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة فدعانا فيها و دعا أبا الحسن معنا فدخلنا فلما رأوه أنصتوا إجلالا له و جعل شاب في المجلس لا يوقره و جعل يلغط و يضحك فأقبل عليه و قال له يا هذا تضحك مل‏ء فيك و تذهل عن ذكر الله و أنت بعد ثلاثة من أهل القبور قال فقلنا هذا دليل حتى ننظر ما يكون قال فأمسك الفتى و كف عما هو عليه و طعمنا و خرجنا فلما كان بعد يوم اعتل الفتى و مات في اليوم الثالث من أول النهار و دفن في آخره

 و حدثني سعيد أيضا قال اجتمعنا أيضا في وليمة لبعض أهل سرمن‏رأى و أبو الحسن ع معنا فجعل رجل يعبث و يمزح و لا يرى له جلالة فأقبل على جعفر فقال أما إنه لا يأكل من هذا الطعام و سوف يرد عليه من خبر أهله ما ينغص عليه عيشه قال فقدمت المائدة قال جعفر ليس بعد هذا خبر قد بطل قوله فو الله لقد غسل الرجل يده و أهوى إلى الطعام فإذا غلامه قد دخل من باب البيت يبكي و قال له الحق أمك فقد وقعت من فوق البيت و هي بالموت قال جعفر فقلت و الله لا وقفت بعد هذا و قطعت عليه

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن سعيد بن سهل مثل الخبرين

58-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود قال قال يوسف بن السخت كان علي بن جعفر وكيلا لأبي الحسن صلوات الله عليهما و كان رجلا من أهل همينيا قرية من قرى سواد بغداد فسعي به إلى المتوكل فحبسه فطال حبسه و احتال من قبل عبد الرحمن بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة ألف دينار و كلمه عبيد الله فعرض حاله على المتوكل فقال يا عبيد الله لو شككت فيك لقلت إنك رافضي هذا وكيل فلان و أنا على قتله قال فتأدى الخبر إلى علي بن جعفر فكتب إلى أبي الحسن ع يا سيدي الله الله في فقد و الله خفت أن أرتاب فوقع في رقعته أما إذا بلغ بك الأمر ما أرى فسأقصد الله فيك و كان هذا في ليلة الجمعة فأصبح المتوكل محموما فازدادت عليه حتى صرخ عليه يوم الإثنين فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه حتى ذكر هو علي بن جعفر و قال لعبيد الله لم لم تعرض علي أمره فقال لا أعود إلى ذكره أبدا قال خل سبيله الساعة و سله أن يجعلني في حل فخلى سبيله و صار إلى مكة بأمر أبي الحسن ع مجاورا بها و برأ المتوكل من علته

59-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد القمي عن محمد بن أحمد عن أبي يعقوب يوسف بن السخت عن العباس عن علي بن جعفر قال عرضت أمري على المتوكل فأقبل على عبيد الله بن يحيى بن خاقان فقال لا تتعبن نفسك بعرض قصة هذا و أشباهه فإن عمك أخبرني أنه رافضي و أنه وكيل علي بن محمد و حلف أن لا يخرج من الحبس إلا بعد موته فكتبت إلى مولانا أن نفسي قد ضاقت و أني أخاف الزيغ فكتب إلي أما إذا بلغ الأمر منك ما أرى فسأقصد الله فيك فما عادت الجمعة حتى أخرجت من السجن

60-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبي علي بن راشد عن صاحب العسكر قال قلت له جعلت فداك نؤتى بالشي‏ء فيقال هذا كان لأبي جعفر عندنا فكيف نصنع فقال ما كان لأبي جعفر ع بسبب الإمامة فهو لي و ما كان غير ذلك فهو ميراث على كتاب الله و سنة نبيه

61-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله قال كان عبد الله بن هليل يقول بعبد الله فصار إلى العسكر فرجع عن ذلك فسألته عن سبب رجوعه فقال إني عرضت لأبي الحسن ع أن أسأله عن ذلك فوافقني في طريق ضيق فمال نحوي حتى إذا حاذاني أقبل نحوي بشي‏ء من فيه فوقع على صدري فأخذته فإذا هو رق فيه مكتوب ما كان هنالك و لا كذلك

62-  مشارق الأنوار، عن محمد بن داود القمي و محمد الطلحي قالا حملنا مالا من خمس و نذر و هدايا و جواهر اجتمعت في قم و بلادها و خرجنا نريد بها سيدنا أبا الحسن الهادي ع فجاءنا رسوله في الطريق أن ارجعوا فليس هذا وقت الوصول فرجعنا إلى قم و أحرزنا ما كان عندنا فجاءنا أمره بعد أيام أن قد أنفذنا إليكم إبلا عيرا فاحملوا عليها ما عندكم و خلوا سبيلها قال فحملناها و أودعناها الله فلما كان من قابل قدمنا عليه فقال انظروا إلى ما حملتم إلينا فنظرنا فإذا المنائح كما هي

63-  عيون المعجزات، عن أبي جعفر بن جرير الطبري عن عبد الله بن محمد البلوي عن هاشم بن زيد قال رأيت علي بن محمد صاحب العسكر و قد أتي بأكمه فأبرأه و رأيته تهيئ من الطين كهيئة الطير و ينفخ فيه فيطير فقلت له لا فرق بينك و بين عيسى ع فقال أنا منه و هو مني

 حدثني أبو التحف المصري يرفع الحديث برجاله إلى محمد بن سنان الرامزي رفع الله درجته قال كان أبو الحسن علي بن محمد ع حاجا و لما كان في انصرافه إلى المدينة وجد رجلا خراسانيا واقفا على حمار له ميت يبكى و يقول على ما ذا أحمل رحلي فاجتاز ع به فقيل له هذا الرجل الخراساني ممن يتولاكم أهل البيت فدنا من الحمار الميت فقال لم تكن بقرة بني إسرائيل بأكرم على الله تعالى مني و قد ضرب ببعضها الميت فعاش ثم وكزه برجله اليمنى و قال قم بإذن الله فتحرك الحمار ثم قال و وضع الخراساني رحله عليه و أتى به المدينة و كلما مر ع أشاروا عليه بإصبعهم و قالوا هذا الذي أحيا حمار الخراساني

 عن الحسن بن إسماعيل شيخ من أهل النهرين قال خرجت أنا و رجل من أهل قريتي إلى أبي الحسن بشي‏ء كان معنا و كان بعض أهل القرية قد حملنا رسالة و دفع إلينا ما أوصلناه و قال تقرءونه مني السلام و تسألونه عن بيض الطائر الفلاني من طيور الآجام هل يجوز أكلها أم لا فسلمنا ما كان معنا إلى جارية و أتاه رسول السلطان فنهض ليركب و خرجنا من عنده و لم نسأله عن شي‏ء فلما صرنا في الشارع لحقنا ع و قال لرفيقي بالنبطية أقرئه مني السلام و قل له بيض الطائر الفلاني لا تأكله فإنه من المسوخ و روي أن رجلا من أهل المدائن كتب إليه يسأله عما بقي من ملك المتوكل فكتب ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ فقتل في أول الخامس عشر

64-  جش، ]الفهرست للنجاشي[ جعفر بن محمد المؤدب عن أحمد بن محمد عن أحمد بن يحيى الأودي قال دخلت مسجد الجامع لأصلي الظهر فلما صليته رأيت حرب بن الحسن الطحان و جماعة من أصحابنا جلوسا فملت إليهم فسلمت عليهم و جلست و كان فيهم الحسن بن سماعة فذكروا أمر الحسن بن علي ع و ما جرى عليه ثم من بعد زيد بن علي و ما جرى عليه و معنا رجل غريب لا نعرفه فقال يا قوم عندنا رجل علوي بسرمن‏رأى من أهل المدينة ما هو إلا ساحر أو كاهن فقال له ابن سماعة بمن يعرف قال علي بن محمد بن الرضا فقال له الجماعة فكيف تبينت ذلك منه قال كنا جلوسا معه على باب داره و هو جارنا بسرمن‏رأى نجلس إليه في كل عشية نتحدث معه إذ مر بنا قائد من دار السلطان و معه خلع و معه جمع كثير من القواد و الرجالة و الشاكرية و غيرهم فلما رآه علي بن محمد وثب إليه و سلم عليه و أكرمه فلما أن مضى قال لنا هو فرح بما هو فيه و غدا يدفن قبل الصلاة فعجبنا من ذلك فقمنا من عنده فقلنا هذا علم الغيب فتعاهدنا ثلاثة إن لم يكن ما قال أن نقتله و نستريح منه فإني في منزلي و قد صليت الفجر إذ سمعت غلبة فقمت إلى الباب فإذا خلق كثير من الجند و غيرهم و هم يقولون مات فلان القائد البارحة سكر و عبر من موضع إلى موضع فوقع و اندقت عنقه فقلت أشهد أن لا إله إلا الله و خرجت أحضره و إذا الرجل كان كما قال أبو الحسن ميت فما برحت حتى دفنته و رجعت فتعجبنا جميعا من هذه الحال و ذكر الحديث بطوله

65-  ق، ]كتاب العتيق الغروي[ أبو الفتح غازي بن محمد الطرائفي عن علي بن عبد الله الميموني عن محمد بن علي بن معمر عن علي بن يقطين بن موسى الأهوازي قال كنت رجلا أذهب مذاهب المعتزلة و كان يبلغني من أمر أبي الحسن علي بن محمد ما أستهزئ به و لا أقبله فدعتني الحال إلى دخولي بسرمن‏رأى للقاء السلطان فدخلتها فلما كان يوم وعد السلطان الناس أن يركبوا إلى الميدان فلما كان من غد ركب الناس في غلائل القصب بأيديهم المراوح و ركب أبو الحسن ع في زي الشتاء و عليه لباد و برنس و على سرجه تجفاف طويل و قد عقد ذنب دابته و الناس يهزءون به و هو يقول ألا إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فلما توسطوا الصحراء و جازوا بين الحائطين ارتفعت سحابة و أرخت السماء عزاليها و خاضت الدواب إلى ركبها في الطين و لوثتهم أذنابها فرجعوا في أقبح زي و رجع أبو الحسن ع في أحسن زي و لم يصبه شي‏ء مما أصابهم فقلت إن كان الله عز و جل أطلعه على هذا السر فهو حجة ثم إنه لجأ إلى بعض السقائف فلما قرب نحى البرنس و جعله على قربوس سرجه ثلاث مرات ثم التفت إلي و قال إن كان من حلال فالصلاة في الثوب حلال و إن كان من حرام فالصلاة في الثوب حرام فصدقته و قلت بفضله و لزمته

 بيان الغلالة بالكسر شعار تحت الثوب و القصب محركة ثياب ناعمة من كتان و التجفاف بالكسر آلة للحرب يلبسه الفرس و الإنسان ليقيه في الحرب و المراد هنا ما يلقى على السرج وقاية من المطر و الظاهر أن المراد بالسر ما أضمر من حكم عرق الجنب كما مر في الأخبار السابقة و يحتمل أن يكون المراد به نزول المطر و سيأتي الخبر بتمامه في كتاب الدعاء إن شاء الله