باب 3- معجزاته و معالي أموره و غرائب شأنه صلوات الله عليه

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ المفسر عن جعفر بن أحمد عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري عن سفيان بن عيينة عن الزهري قال كنت عند علي بن الحسين ع فجاءه رجل من أصحابه فقال له علي بن الحسين ع ما خبرك أيها الرجل فقال الرجل خبري يا ابن رسول الله أني أصبحت و علي أربعمائة دينار دين لا قضاء عندي لها و لي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به قال فبكى علي بن الحسين ع بكاء شديدا فقلت له ما يبكيك يا ابن رسول الله فقال و هل يعد البكاء إلا للمصائب و المحن الكبار قالوا كذلك يا ابن رسول الله قال فأية محنة و مصيبة أعظم على حر مؤمن من أن يرى بأخيه المؤمن خلة فلا يمكنه سدها و يشاهده على فاقة فلا يطيق رفعها قال فتفرقوا عن مجلسهم ذلك فقال بعض المخالفين و هو يطعن على علي بن الحسين ع عجبا لهؤلاء يدعون مرة أن السماء و الأرض و كل شي‏ء يطيعهم و أن الله لا يردهم عن شي‏ء من طلباتهم ثم يعترفون أخرى بالعجز عن إصلاح حال خواص إخوانهم فاتصل ذلك بالرجل صاحب القصة فجاء إلى علي بن الحسين ع فقال له يا ابن رسول الله بلغني عن  فلان كذا و كذا و كان ذلك أغلظ علي من محنتي فقال علي بن الحسين ع فقد أذن الله في فرجك يا فلانة احملي سحوري و فطوري فحملت قرصتين فقال علي بن الحسين ع للرجل خذهما فليس عندنا غيرهما فإن الله يكشف عنك بهما و ينيلك خيرا واسعا منهما فأخذهما الرجل و دخل السوق لا يدري ما يصنع بهما يتفكر في ثقل دينه و سوء حال عياله و يوسوس إليه الشيطان أين موقع هاتين من حاجتك فمر بسماك قد بارت عليه سمكة قد أراحت فقال له سمكتك هذه بائرة عليك و إحدى قرصتي هاتين بائرة علي فهل لك أن تعطيني سمكتك البائرة و تأخذ قرصتي هذه البائرة فقال نعم فأعطاه السمكة و أخذ القرصة ثم مر برجل معه ملح قليل مزهود فيه فقال هل لك أن تعطيني ملحك هذا المزهود فيه بقرصتي هذه المزهود فيها قال نعم ففعل فجاء الرجل بالسمكة و الملح فقال أصلح هذه بهذا فلما شق بطن السمكة وجد فيه لؤلؤتين فاخرتين فحمد الله عليهما فبينما هو في سروره ذلك إذ قرع بابه فخرج ينظر من بالباب فإذا صاحب السمكة و صاحب الملح قد جاءا يقول كل واحد منهما له يا عبد الله جهدنا أن نأكل نحن أو أحد من عيالنا هذا القرص فلم تعمل فيه أسناننا و ما نظنك إلا و قد تناهيت في سوء الحال و مرنت على الشقاء قد رددنا إليك هذا الخبز و طيبنا لك ما أخذته منا فأخذ القرصتين منهما فلما استقر بعد انصرافهما عنه قرع بابه فإذا رسول علي بن الحسين ع فدخل فقال إنه يقول لك إن الله قد أتاك بالفرج فاردد إلينا طعامنا فإنه لا يأكله غيرنا و باع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضى منه دينه و حسنت بعد ذلك حاله فقال بعض المخالفين ما أشد هذا التفاوت بينا علي بن الحسين لا يقدر أن يسد منه فاقة إذ أغناه هذا الغناء العظيم كيف يكون هذا و كيف يعجز عن سد الفاقة من يقدر على هذا الغناء العظيم فقال علي بن الحسين ع هكذا قالت قريش للنبي ص كيف يمضي إلى بيت المقدس و يشاهد ما فيه من آثار الأنبياء من مكة و يرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلا في اثني عشر يوما و ذلك حين هاجر منها  ثم قال علي بن الحسين ع جهلوا و الله أمر الله و أمر أوليائه معه إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه و ترك الاقتراح عليه و الرضا بما يدبرهم به إن أولياء الله صبروا على المحن و المكاره صبرا لم يساوهم فيه غيرهم فجازاهم الله عز و جل بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم

 توضيح يقال للشي‏ء أروح و أراح إذا تغيرت ريحه و مرن على الشي‏ء تعوده و الشقاء المشقة و الشدة

 أقول قال الشيخ جعفر بن نماء في كتاب أحوال المختار عن أبي بجير عالم الأهواز و كان يقول بإمامة ابن الحنفية قال حججت فلقيت إمامي و كنت يوما عنده فمر به غلام شاب فسلم عليه فقام فتلقاه و قبل ما بين عينيه و خاطبه بالسيادة و مضى الغلام و عاد محمد إلى مكانه فقلت له عند الله أحتسب عناي فقال و كيف ذاك قلت لأنا نعتقد أنك الإمام المفترض الطاعة تقوم تتلقى هذا الغلام و تقول له يا سيدي فقال نعم هو و الله إمامي فقلت و من هذا قال علي ابن أخي الحسين ع اعلم أني نازعته الإمامة و نازعني فقال لي أ ترضى بالحجر الأسود حكما بيني و بينك فقلت و كيف نحتكم إلى حجر جماد فقال إن إماما لا يكلمه الجماد فليس بإمام فاستحييت من ذلك و قلت بيني و بينك الحجر الأسود فقصدنا الحجر و صلى و صليت و تقدم إليه و قال أسألك بالذي أودعك مواثيق العباد لتشهد لهم بالموافاة إلا أخبرتنا من الإمام منا فنطق و الله الحجر و قال يا محمد سلم الأمر إلى ابن أخيك فهو أحق به منك و هو إمامك و تحلحل حتى ظننته يسقط فأذعنت بإمامته و دنت له بفرض طاعته قال أبو بجير فانصرفت من عنده و قد دنت بإمامة علي بن الحسين ع و تركت  القول بالكيسانية

2-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن دينار عن عبد الله بن عطاء التميمي قال كنت مع علي بن الحسين ع في المسجد فمر عمر بن عبد العزيز عليه شراكا فضة و كان من أحسن الناس و هو شاب فنظر إليه علي بن الحسين ع فقال يا عبد الله بن عطاء أ ترى هذا المترف إنه لن يموت حتى يلي الناس قال قلت هذا الفاسق قال نعم فلا يلبث فيهم إلا يسيرا حتى يموت فإذا هو مات لعنه أهل السماء و استغفر له أهل الأرض

3-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن الثمالي قال كنت مع علي بن الحسين ع في داره و فيها شجرة فيها عصافير فانتشرت العصافير و صوتت فقال يا أبا حمزة أ تدري ما تقول قلت لا قال تقدس ربها و تسأله قوت يومها قال ثم قال يا أبا حمزة عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ

4-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حلية الأولياء بالإسناد عن الثمالي مثله

5-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الجبار عن اللؤلؤي عن أحمد الميثمي عن صالح عن أبي حمزة قال كنت عند علي بن الحسين ع و عصافير على الحائط قبالته  يصحن فقال يا أبا حمزة أ تدري ما يقلن قال يتحدثن أن لهن وقتا يسألن فيه قوتهن يا أبا حمزة لا تنامن قبل طلوع الشمس فإني أكرهها لك إن الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد و على أيدينا يجريها

6-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ ابن أبي الخطاب عن ابن معروف عن أبي القاسم الكوفي عن محمد بن الحسن عن الحسن بن محمد بن عمران عن زرعة عن سماعة عن أبي بصير عن رجل قال خرجت مع علي بن الحسين ع إلى مكة فلما رحلنا من الأبواء كان على راحلته و كنت أمشي فرأى غنما و إذا نعجة قد تخلفت عن الغنم و هي تثغو ثغاء شديدا و تلتفت و إذا سخلة خلفها تثغو و تشتد في طلبها و كلما قامت السخلة ثغت النعجة فتتبعها السخلة فقال علي ع يا عبد العزيز أ تدري ما قالت النعجة قال قلت لا و الله ما أدري قال فإنها قالت الحقي بالغنم فإن أختها عام أول تخلفت في هذا الموضع فأكلها الذئب

 بيان الثغاء بالضم صوت الغنم و الظباء و نحوها

7-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن هاشم البجلي عن سالم بن سلمة عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين مع أصحابه في طريق مكة فمر به ثعلب و هم يتغدون فقال لهم علي بن الحسين هل لكم أن تعطوني موثقا من الله لا تهيجون هذا الثعلب و دعوه حتى يجيئني فحلفوا له  فقال يا ثعلب تعال قال فجاء الثعلب حتى أهل بين يديه فطرح عليه عرقا فولى به يأكله قال ع هل لكم تعطوني موثقا و دعوه أيضا فيجي‏ء فأعطوه فكلح رجل منهم في وجهه فخرج يعدو فقال علي بن الحسين أيكم الذي أخفر ذمتي فقال الرجل أنا يا ابن رسول الله كلحت في وجهه و لم أدر فأستغفر الله فسكت

8-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ من كتاب الوسيلة بالإسناد إلى أبي عبد الله ع مثله

 بيان العرق بالفتح العظم أكل لحمه أو العظم بلحمه و الكلوح العبوس

9-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي و محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي و علي بن محمد الحناط عن محمد بن سكن عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال بينا علي بن الحسين ع مع أصحابه إذ أقبل ظبية من الصحراء حتى قامت حذاءه و صوتت فقال بعض القوم يا ابن رسول الله ما تقول هذه الظبية قال تزعم أن فلانا القرشي أخذ خشفها بالأمس و أنها لم ترضعه من أمس شيئا فبعث إليه علي بن الحسين ع أرسل إلي بالخشف فلما رأت صوتت و ضربت بيديها ثم أرضعته قال فوهبه علي بن الحسين ع لها و كلمها بكلام نحو من كلامها و انطلقت و الخشف معها فقالوا يا ابن رسول الله ما الذي قالت قال دعت الله لكم و جزاكم بخير

10-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يونس الحر عن الفتال و القلادة عن أبي حاتم و الوسيلة عن الملا بالإسناد عن جابر مثله

   بيان الخشف مثلثة ولد الظبي

11-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم عن بشير و إبراهيم ابني محمد عن أبيهما عن حمران بن أعين قال كان أبو محمد علي بن الحسين ع قاعدا في جماعة من أصحابه إذ جاءته ظبية فبصبصت و ضربت بيديها فقال أبو محمد أ تدرون ما تقول الظبية قالوا لا قال تزعم أن فلان بن فلان رجلا من قريش اصطاد خشفا لها في هذا اليوم و إنما جاءت إلي تسألني أن أسأله أن يضع الخشف بين يديها فترضعه فقال علي بن الحسين ع لأصحابه قوموا بنا إليه فقاموا بأجمعهم فأتوه فخرج إليهم قال فداك أبي و أمي ما حاجتك فقال أسألك بحقي عليك إلا أخرجت إلي هذه الخشف التي اصطدتها اليوم فأخرجها فوضعها بين يدي أمها فأرضعتها ثم قال علي بن الحسين ع أسألك يا فلان لما وهبت لي هذه الخشف قال قد فعلت قال فأرسل الخشف مع الظبية فمضت الظبية فبصبصت و حركت ذنبها فقال علي بن الحسين ع أ تدرون ما تقول الظبية قالوا لا قال إنها تقول رد الله عليكم كل غائب لكم و غفر لعلي بن الحسين كما رد علي ولدي

 بيان قال الجوهري بصبص الكلب و تبصبص حرك ذنبه و التبصبص التملق

12-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الله بن أحمد الرازي عن إسماعيل بن موسى عن أبيه عن جده عن عمه عبد الصمد بن علي قال دخل رجل على علي بن الحسين ع فقال له علي بن الحسين من أنت قال أنا منجم قال فأنت عراف قال فنظر إليه ثم قال هل أدلك على رجل قد مر مذ دخلت  علينا في أربعة عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه قال من هو قال أنا و إن شئت أنبأتك بما أكلت و ما ادخرت في بيتك

13-  ك، ]إكمال الدين[ ابن عصام عن الكليني عن علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال حدثني أبي عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي ع أن حبابة الوالبية دعا لها علي بن الحسين ع فرد الله عليها شبابها و أشار إليها بإصبعه فحاضت لوقتها و لها يومئذ مائة سنة و ثلاث عشرة سنة

14-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ إن علي بن الحسين ع قال يوما موت الفجاءة تخفيف المؤمن و أسف على الكافر و إن المؤمن ليعرف غاسله و حامله فإن كان له عند ربه خير ناشد حملته أن يعجلوا به و إن كان غير ذلك ناشدهم أن يقصروا به فقال ضمرة بن سمرة إن كان كما تقول قفز من السرير و ضحك و أضحك فقال ع اللهم إن ضمرة بن سمرة ضحك و أضحك لحديث رسول الله ص فخذه أخذة أسف فمات فجاءة فأتى بعد ذلك مولى لضمرة زين العابدين فقال آجرك الله في ضمرة مات فجاءة إني لأقسم لك بالله أني سمعت صوته و أنا أعرفه كما كنت أعرف صوته في حياته في الدنيا و هو يقول الويل لضمرة بن سمرة خلا مني كل حميم و حللت بدار الجحيم و بها مبيتي و المقيل فقال علي بن الحسين الله أكبر هذا أجر من ضحك و أضحك من حديث رسول الله ص

 بيان قفز أي وثب

15-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ إن زين العابدين كان يخرج إلى ضيعة له فإذا هو بذئب أمعط أعبس قد قطع على الصادر و الوارد فدنا منه و وعوع فقال انصرف  فإني أفعل إن شاء الله فانصرف الذئب فقيل ما شأن الذئب فقال أتاني و قال زوجتي عسر عليها ولادتها فأغثني و أغثها بأن تدعو بتخليصها و لك الله علي أن لا أتعرض أنا و لا شي‏ء من نسلي لأحد من شيعتك ففعلت

 إيضاح الذئب الأمعط الذي قد تساقط شعره و الأعبس إما مأخوذ من عبوس الوجه كناية عن غيظه و غضبه أو من العبس بالتحريك و هو ما يتعلق في أذناب الإبل من أبوالها و أبعارها فيجف عليها يقال أعبست الإبل أي صار ذا عبس

16-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ إن علي بن الحسين ع قال رأيت في النوم كأني أتيت بقعب لبن فشربته فأصبحت من غد فجاشت نفسي فتقيأت لبنا قليلا و ما لي به عهد منذ حين و منذ أيام

17-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ إن أبا بصير قال حدثني الباقر أن علي بن الحسين ع قال رأيت الشيطان في النوم فواثبني فرفعت يدي فكسرت أنفه فأصبحت و أنا على ثوبي كرش دم

18-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن يدي رجل و امرأة التصقتا على الحجر و هما في الطواف و جهد كل أحد على نزعهما فلم يقدر فقال الناس اقطعوهما و بينما هم كذلك إذ دخل زين العابدين ع و قد ازدحم الناس ففرجوا له فتقدم و وضع يده عليهما فانحلتا و افترقتا

19-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن الحجاج بن يوسف كتب إلى عبد الملك بن مروان إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين ع فكتب عبد الملك إليه أما بعد فجنبني دماء بني هاشم و احقنها فإني رأيت آل أبي سفيان لما أولعوا فيها لم يلبثوا إلى أن أزال الله الملك عنهم و بعث بالكتاب سرا أيضا فكتب علي بن الحسين ع إلى  عبد الملك في الساعة التي أنفذ فيها الكتاب إلى الحجاج وقفت على ما كتبت في دماء بني هاشم و قد شكر الله لك ذلك و ثبت لك ملكك و زاد في عمرك و بعث به مع غلام له بتاريخ الساعة التي أنفذ فيها عبد الملك كتابه إلى الحجاج فلما قدم الغلام أوصل الكتاب إليه فنظر عبد الملك في تاريخ الكتاب فوجده موافقا لتاريخ كتابه فلم يشك في صدق زين العابدين ففرح بذلك و بعث إليه بوقر دنانير و سأله أن يبسط إليه بجميع حوائجه و حوائج أهل بيته و مواليه و كان في كتابه ع أن رسول الله ص أتاني في النوم فعرفني ما كتبت به إليك و ما شكر من ذلك

20-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي خالد الكابلي قال دعاني محمد بن الحنفية بعد قتل الحسين ع و رجوع علي بن الحسين ع إلى المدينة و كنا بمكة فقال صر إلى علي بن الحسين ع و قل له إني أكبر ولد أمير المؤمنين بعد أخوي الحسن و الحسين و أنا أحق بهذا الأمر منك فينبغي أن تسلمه إلي و إن شئت فاختر حكما نتحاكم إليه فصرت إليه و أديت رسالته فقال ارجع إليه و قل له يا عم اتق الله و لا تدع ما لم يجعله الله لك فإن أبيت فبيني و بينك الحجر الأسود فمن أجابه الحجر فهو الإمام فرجعت إليه بهذا الجواب فقال له قد أجبتك قال أبو خالد فدخلا جميعا و أنا معهما حتى وافيا الحجر الأسود فقال علي بن الحسين ع تقدم يا عم فإنك أسن فسله الشهادة لك فتقدم محمد فصلى ركعتين و دعا بدعوات ثم سأل الحجر بالشهادة إن كانت الإمامة له فلم يجبه بشي‏ء ثم قام علي بن الحسين ع فصلى ركعتين ثم قال أيها الحجر الذي جعله الله شاهدا لمن يوافي بيته الحرام من وفود عباده إن كنت تعلم أني صاحب الأمر و أني الإمام المفترض الطاعة على جميع عباد الله فاشهدي ليعلم عمي أنه لا حق له في الإمامة فأنطق الله الحجر بلسان عربي مبين فقال يا محمد بن علي سلم  الأمر إلى علي بن الحسين فإنه الإمام المفترض الطاعة عليك و على جميع عباد الله دونك و دون الخلق أجمعين فقبل محمد بن الحنفية رجله و قال الأمر لك و قيل إن ابن الحنفية إنما فعل ذلك إزاحة لشكوك الناس في ذلك

 و في رواية أخرى إن الله أنطق الحجر يا محمد بن علي إن علي بن الحسين حجة الله عليك و على جميع من في الأرض و من في السماء مفترض الطاعة فاسمع له و أطع فقال محمد سمعا و طاعة يا حجة الله في أرضه و سمائه

21-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن جابر بن يزيد الجعفي عن الباقر ع قال كان علي بن الحسين جالسا مع جماعة إذ أقبلت ظبية من الصحراء حتى وقفت قدامه فهمهمت و ضربت بيدها الأرض فقال بعضهم يا ابن رسول الله ما شأن هذه الظبية قد أتتك مستأنسة قال تذكر أن ابنا ليزيد طلب عن أبيه خشفا فأمر بعض الصيادين أن يصيد له خشفا فصاد بالأمس خشف هذه الظبية و لم تكن قد أرضعته فإنها تسأل أن يحمله إليها لترضعه و ترده عليه فأرسل علي بن الحسين ع إلى الصياد فأحضره فقال إن هذه الظبية تزعم أنك أخذت خشفا لها و أنك لم تسقه لبنا منذ أخذته و قد سألتني أن أسألك أن تتصدق به عليها فقال يا ابن رسول الله لست أستجرئ على هذا قال إني أسألك أن تأتي به إليها لترضعه و ترده عليك ففعل الصياد فلما رأته همهمت و دموعها تجري فقال علي بن الحسين ع للصياد بحقي عليك إلا وهبته لها فوهبه لها و انطلقت مع الخشف و قال أشهد أنك من أهل بيت الرحمة و أن بني أمية من أهل بيت اللعنة

22-  كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب الدلائل للحميري مثله

23-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن بكر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين قال خرج أبي في نفر من أهل بيته و أصحابه إلى بعض حيطانه و أمر بإصلاح سفرة فلما  وضعت ليأكلوا أقبل ظبي من الصحراء يبغم فدنا من أبي فقالوا يا ابن رسول الله ما يقول هذا الظبي قال يشكو أنه لم يأكل منذ ثلاث شيئا فلا تمسوه حتى أدعوه ليأكل معنا قالوا نعم فدعاه فجاء فأكل معهم فوضع رجل منهم يده على ظهره فنفر فقال أبي أ لم تضمنوا لي أنكم لا تمسوه فحلف الرجل أنه لم يرد به سوءا فكلمه أبي و قال للظبي ارجع فلا بأس عليك فرجع يأكل حتى شبع ثم بغم و انطلق فقالوا يا ابن رسول الله ما قال قال دعا لكم و انصرف

24-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي الصباح الكناني قال سمعت الباقر ع يقول خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين برهة من الزمان ثم شكا شدة شوقه إلى والدته و سأله الإذن في الخروج إليها فقال له علي بن الحسين ع يا كنكر إنه يقدم علينا غدا رجل من أهل الشام له قدر و جاه و مال و ابنة له قد أصابها عارض من الجن و هو يطلب معالجا يعالجها و يبذل في ذلك ماله فإذا قدم فصر إليه أول الناس و قل له أنا أعالج ابنتك بعشرة آلاف درهم فإنه يطمئن إلى قولك و يبذل في ذلك فلما كان من الغد قدم الشامي و معه ابنته و طلب معالجا فقال أبو خالد أنا أعالجها على أن تعطيني عشرة آلاف درهم فإن أنتم وفيتم وفيت على أن لا يعود إليها أبدا فضمن أبوها له ذلك فقال علي بن الحسين إنه سيغدر بك قال قد ألزمته قال فانطلق فخذ بأذن الجارية اليسرى و قل يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية و لا تعد إليها ففعل كما أمره فخرج عنها و أفاقت الجارية من جنونها فطالبه بالمال فدافعه فرجع إلى علي بن الحسين ع فقال له يا با خالد أ لم أقل لك إنه يغدر و لكن سيعود إليها فإذا أتاك فقل إنما عاد إليها لأنك لم تف بما ضمنت فإن وضعت عشرة آلاف على يد علي بن الحسين ع فإني أعالجها على أن لا يعود أبدا فوضع المال على  يد علي بن الحسين ع و ذهب أبو خالد إلى الجارية فأخذ بأذنها اليسرى ثم قال يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية و لا تتعرض لها إلا بسبيل خير فإنك إن عدت أحرقتك بنار الله الموقدة الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ فخرج و أفاقت الجارية و لم يعد إليها فأخذ أبو خالد المال و أذن له في الخروج إلى والدته فخرج بالمال حتى قدم على والدته

25-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن الحجاج بن يوسف لما خرب الكعبة بسبب مقاتلة عبد الله بن الزبير ثم عمروها فلما أعيد البيت و أرادوا أن ينصبوا الحجر الأسود فكلما نصبه عالم من علمائهم أو قاض من قضاتهم أو زاهد من زهادهم يتزلزل و يضطرب و لا يستقر الحجر في مكانه فجاءه علي بن الحسين ع و أخذه من أيديهم و سمى الله ثم نصبه فاستقر في مكانه و كبر الناس و لقد ألهم الفرزدق في قوله

يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

26-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما رأت ما يفعله ابن أخيها قالت لجابر هذا علي بن الحسين ع بقية أبيه انخرم أنفه و ثفنت جبهتاه و ركبتاه فعليك أن تأتيه و تدعوه إلى البقيا على نفسه فجاء جابر بابه و إذا ابنه محمد أقبل قال له أنت و الله الباقر و أنا أقرئك سلام رسول الله ص فقال له إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف عن بصرك الخبر بتمامه

   -27  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن ظريف بن ناصح قال لما كانت الليلة التي خرج فيها محمد بن عبد الله بن الحسن دعا أبو عبد الله بسفط و أخذ منه صرة قال هذه مائتا دينار عزلها علي بن الحسين من ثمن شي‏ء باعه لهذا الحدث الذي يحدث الليلة في المدينة فأخذها و مضى من وقته إلى طيبة و قال هذه حادثة ينجو منها من كان عنها مسيرة ثلاث ليال و كانت تلك الدنانير نفقته بطيبة إلى قتل محمد بن عبد الله

28-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو المفضل الشيباني في أماليه و أبو إسحاق العدل الطبري في مناقبه عن حبابة الوالبية قالت دخلت على علي بن الحسين ع و كان بوجهي وضح فوضع يده عليه فذهب قالت ثم قال يا حبابة ما على ملة إبراهيم غيرنا و غير شيعتنا و سائر الناس منها براء

 جابر عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً فقال يا جابر هم بنو أمية و يوشك أن لا يحس منهم من أحد يرجى و لا يخشى فقلت رحمك الله و إن ذلك لكائن فقال ما أسرعه سمعت علي بن الحسين ع يقول إنه قد رأى أسبابه

 كافي الكليني، أبو حمزة الثمالي قال دخلت على علي بن الحسين ع فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت البيت و هو يلتقط شيئا و أدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت فقلت جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقط أي شي‏ء هو فقال فضلة من زغب الملائكة فقلت جعلت فداك و إنهم  ليأتونكم فقال يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على متكائنا

 أبو عبد الله بن عياش في المقتضب عن سعيد بن المسيب في خبر طويل عن أم سليم صاحبة الحصى قال لي يا أم سليم ائتيني بحصاة فدفعت إليه الحصاة من الأرض فأخذها فجعلها كهيئة الدقيق السحيق ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ثم قالت بعد كلام ثم ناداني يا أم سليم قلت لبيك قال ارجعي فرجعت فإذا هو واقف في صرحة داره وسطا فمد يده اليمنى فانخرقت الدور و الحيطان و سكك المدينة و غابت يده عني ثم قال خذي يا أم سليم فناولني و الله كيسا فيه دنانير و قرط من ذهب و فصوص كانت لي من جزع في حق لي في منزلي فإذا الحق حقي

 بيان الصرح القصر و كل بناء عال

29-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كتاب الأنوار إنه ع كان قائما يصلي حتى وقف ابنه محمد ع و هو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت إليه أمه فصرخت و أقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر و تستغيث و تقول يا ابن رسول الله غرق ولدك محمد و هو لا ينثني عن صلاته و هو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر فلما طال عليها ذلك قالت حزنا على ولدها ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله فأقبل على صلاته و لم يخرج عنها إلا عن كمالها و إتمامها ثم أقبل عليها و جلس على أرجاء البئر و مد يده إلى قعرها و كانت لا تنال إلا برشاء طويل فأخرج ابنه محمدا ع على يديه يناغي و يضحك لم يبتل له ثوب و لا جسد بالماء فقال هاك يا ضعيفة اليقين بالله فضحكت لسلامة ولدها و بكت لقوله ع  يا ضعيفة اليقين بالله فقال لا تثريب عليك اليوم لو علمت أني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني أ فمن يرى راحما بعده

30-  د، ]العدد القوية[ مثله و في آخره أ فمن ترى أرحم لعبده منه

 توضيح الأرجاء جمع الرجا و هو ناحية البئر و يقال ناغت الأم صبيها أي لاطفته و شاغلته بالمحادثة و الملاعبة

31-  ضه، ]روضة الواعظين[ في خبر طويل عن سعيد بن جبير قال أبو خالد الكابلي أتيت علي بن الحسين ع على أن أسأله هل عندك سلاح رسول الله فلما بصر بي قال يا أبا خالد أ تريد أن أريك سلاح رسول الله ص قلت و الله يا ابن رسول الله ما أتيت إلا لأسألك عن ذلك و لقد أخبرتني بما في نفسي قال نعم فدعا بحق كبير و سفط فأخرج لي خاتم رسول الله ص ثم أخرج لي درعه و قال هذا درع رسول الله ص و أخرج إلي سيفه و قال هذا و الله ذو الفقار و أخرج عمامته و قال هذه السحاب و أخرج رايته و قال هذه العقاب و أخرج قضيبه و قال هذا السكب و أخرج نعليه و قال هذان نعلا رسول الله ص و أخرج رداءه و قال هذا كان يرتدي به رسول الله ص و يخطب أصحابه فيه يوم الجمعة و أخرج لي شيئا كثيرا قلت حسبي جعلني الله فداك

32-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ العامري في الشيصبان و أبو علي الطبرسي في إعلام الورى عبد الله بن سليمان الحضرمي في خبر طويل إن غانم ابن أم غانم دخل المدينة و معه أمه و سأل هل تحسنون رجلا من بني هاشم اسمه علي قالوا نعم هو ذاك  فدلوني على علي بن عبد الله بن عباس فقلت له معي حصاة ختم عليها علي و الحسن و الحسين ع و سمعت أنه يختم عليه رجل اسمه علي فقال علي بن عبد الله بن العباس يا عدو الله كذبت على علي بن أبي طالب و على الحسن و الحسين و صار بنو هاشم يضربونني حتى أرجع عن مقالتي ثم سلبوا مني الحصاة فرأيت في ليلتي في منامي الحسين ع و هو يقول لي هاك الحصاة يا غانم و امض إلى علي ابني فهو صاحبك فانتبهت و الحصاة في يدي فأتيت إلى علي بن الحسين ع فختمها و قال لي إن في أمرك لعبرة فلا تخبر به أحدا فقال في ذلك غانم ابن أم غانم أتيت عليا أبتغي الحق عنده و عند علي عبرة لا أحاول فشد وثاقي ثم قال لي اصطبر كأني مخبول عراني خابل فقلت لحاك الله و الله لم أكن لأكذب في قولي الذي أنا قائل و خلى سبيلي بعد ضنك فأصبحت مخلاة نفسي و سربي سابل فأقبلت يا خير الأنام مؤمما لك اليوم عند العالمين أسائل و قلت و خير القول ما كان صادقا و لا يستوي في الدين حق و باطل و لا يستوي من كان بالحق عالما كآخر يمسي و هو للحق جاهل فأنت الإمام الحق يعرف فضله و إن قصرت عنه النهى و الفضائل و أنت وصي الأوصياء محمد أبوك و من نيطت إليه الوسائل

 بيان ثم قال لي أي قائل أو علي بن عبد الله و الخبل فساد العقل و الجن و قال الجوهري لحاه الله أي قبحه و لعنه انتهى و الضنك الضيق و السرب بالفتح و الكسر الطريق و بالكسر البال و القلب و النفس و في البيت يحتمل الطريق و النفس و قوله سابل إما بالباء الموحدة قال الفيروزآبادي السابلة من الطرق المسلوكة و القوم المختلفة عليها أو بالياء المثناة من تحت

   -33  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كتاب الإرشاد، الزهري قال سعيد بن المسيب كان الناس لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين فخرج و خرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين سبح في سجوده فلم يبق شجر و لا مدر إلا سبحوا معه ففزعت منه فرفع رأسه فقال يا سعيد أ فزعت قلت نعم يا ابن رسول الله قال هذا التسبيح الأعظم و في رواية سعيد بن المسيب كان القراء لا يحجون حتى يحج زين العابدين ع و كان يتخذ لهم السويق الحلو و الحامض و يمنع نفسه فسبق يوما إلى الرحل فألفيته و هو ساجد فو الذي نفس سعيد بيده لقد رأيت الشجر و المدر و الرحل و الراحلة يردون عليه مثل كلامه و ذكر فصاحة الصحيفة الكاملة عند بليغ في البصرة فقال خذوا عني حتى أملي عليكم و أخذ القلم و أطرق رأسه فما رفعه حتى مات

 حلية أبي نعيم، و فضائل أبي السعادات، روى أبو حمزة الثمالي و منذر الثوري عن علي بن الحسين ع قال خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكيت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ثم قال يا علي بن الحسين ما لي أراك كئيبا حزينا أ على الدنيا حزنك فرزق الله حاضر للبر و الفاجر قلت ما على هذا حزني و إنه لكما تقول قال فعلى الآخرة فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر فعلام حزنك قال قلت أتخوف من فتنة ابن الزبير قال فضحك ثم قال يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه قلت لا قال يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه قلت لا فقال يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه قلت لا ثم نظرت فإذا ليس قدامي أحد و كان الخضر ع

   إبراهيم بن أدهم و فتح الموصلي قال كل واحد منهما كنت أسيح في البادية مع القافلة فعرضت لي حاجة فتنحيت عن القافلة فإذا أنا بصبي يمشي فقلت سبحان الله بادية بيداء و صبي يمشي فدنوت منه و سلمت عليه فرد علي السلام فقلت له إلى أين قال أريد بيت ربي فقلت حبيبي إنك صغير ليس عليك فرض و لا سنة فقال يا شيخ ما رأيت من هو أصغر سنا مني مات فقلت أين الزاد و الراحلة فقال زادي تقواي و راحلتي رجلاي و قصدي مولاي فقلت ما أرى شيئا من الطعام معك فقال يا شيخ هل يستحسن أن يدعوك إنسان إلى دعوة فتحمل من بيتك الطعام قلت لا قال الذي دعاني إلى بيته هو يطعمني و يسقيني فقلت ارفع رجلك حتى تدرك فقال علي الجهاد و عليه الإبلاغ أ ما سمعت قوله تعالى وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ قال فبينا نحن كذلك إذ أقبل شاب حسن الوجه عليه ثياب بيض حسنة فعانق الصبي و سلم عليه فأقبلت على الشاب و قلت له أسألك بالذي حسن خلقك من هذا الصبي فقال أ ما تعرفه هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فتركت الشاب و أقبلت على الصبي و قلت أسألك بآبائك من هذا الشاب فقال أ ما تعرفه هذا أخي الخضر يأتينا كل يوم فيسلم علينا فقلت أسألك بحق آبائك لما أخبرتني بما تجوز المفاوز بلا زاد قال بل أجوز بزاد و زادي فيها أربعة أشياء قلت و ما هي قال أرى الدنيا كلها بحذافيرها مملكة الله و أرى الخلق كلهم عبيد الله و إماءه و عياله و أرى الأسباب و الأرزاق بيد الله و أرى قضاء الله نافذا في كل أرض الله فقلت نعم الزاد زادك يا زين العابدين و أنت تجوز بها مفاوز الآخرة فكيف مفاوز الدنيا

   في كتاب الكشي، قال القاسم بن عوف في حديثه قال زين العابدين ع و إياك أن تشد راحلة برحلها فإن ما هنا مطلب العلم حتى يمضي لكم بعد موتي سبع حجج ثم يبعث لكم غلاما من ولد فاطمة صلوات الله عليها تنبت الحكمة في صدره كما ينبت الطل الزرع قال فلما مضى علي بن الحسين ع حسبنا الأيام و الجمع و الشهور و السنين فما زادت يوما و لا نقصت حتى تكلم محمد الباقر ع

 و في حديث أبي حمزة الثمالي أنه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين ع و قال يا ابن الحسين أنت الذي تقول إن يونس بن متى إنما لقي من الحوت ما لقي لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها قال بلى ثكلتك أمك قال فأرني أنت ذلك إن كنت من الصادقين فأمر بشد عينيه بعصابة و عيني بعصابة ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه فقال ابن عمر يا سيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي فقال هيه و أريه إن كنت من الصادقين ثم قال يا أيتها الحوت قال فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم و هو يقول لبيك لبيك يا ولي الله فقال من أنت قال أنا حوت يونس يا سيدي قال أنبئنا بالخبر قال يا سيدي إن الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم إلى أن صار جدك محمد إلا و قد عرض عليه ولايتكم أهل البيت فمن قبلها من الأنبياء سلم و تخلص و من توقف عنها و تمنع في حملها لقي ما لقي آدم من المعصية و ما لقي نوح من الغرق و ما لقي إبراهيم من النار و ما لقي يوسف من الجب و ما لقي أيوب من البلاء و ما لقي داود من الخطيئة إلى أن بعث الله يونس فأوحى الله إليه أن يا يونس تول أمير المؤمنين عليا و الأئمة الراشدين من صلبه في كلام  له قال فكيف أتولى من لم أره و لم أعرفه و ذهب مغتاظا فأوحى الله تعالى إلي أن التقمي يونس و لا توهني له عظما فمكث في بطني أربعين صباحا يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث ينادي أنه لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة الراشدين من ولده فلما أن آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل البحر فقال زين العابدين ع ارجع أيها الحوت إلى وكرك و استوى الماء

 حماد بن حبيب الكوفي القطان قال انقطعت عن القافلة عند زبالة فلما أن أجنني الليل أويت إلى شجرة عالية فلما اختلط الظلام إذا أنا بشاب قد أقبل عليه أطمار بيض يفوح منه رائحة المسك فأخفيت نفسي ما استطعت فتهيأ للصلاة ثم وثب قائما و هو يقول يا من حاز كل شي‏ء ملكوتا و قهر كل شي‏ء جبروتا أولج قلبي فرح الإقبال عليك و ألحقني بميدان المطيعين لك ثم دخل في الصلاة فلما رأيته و قد هدأت أعضاؤه و سكنت حركاته قمت إلى الموضع الذي تهيأ فيه إلى الصلاة فإذا أنا بعين تنبع فتهيأت للصلاة ثم قمت خلفه فإذا بمحراب كأنه مثل في ذلك الوقت فرأيته كلما مر بالآية التي فيها الوعد و الوعيد يرددها بانتحاب و حنين فلما أن تقشع الظلام وثب قائما و هو يقول يا من قصده الضالون فأصابوه مرشدا و أمه الخائفون فوجدوه معقلا و لجأ إليه العابدون فوجدوه موئلا متى راحة من نصب لغيرك بدنه و متى فرح من قصد سواك بنيته إلهي قد تقشع الظلام و لم أقض من خدمتك وطرا و لا من حياض مناجاتك صدرا صل على محمد و آله و افعل بي أولى الأمرين بك يا أرحم الراحمين فخفت أن يفوتني شخصه و أن يخفى علي أمره فتعلقت به فقلت بالذي أسقط عنك هلاك التعب و منحك شدة لذيذ الرهب إلا ما لحقتني منك جناح رحمة و كنف رقة فإني ضال فقال لو صدق توكلك ما كنت ضالا و لكن  اتبعني و اقف أثري فلما أن صار تحت الشجرة أخذ بيدي و تخيل لي أن الأرض يمتد من تحت قدمي فلما انفجر عمود الصبح قال لي ابشر فهذه مكة فسمعت الضجة و رأيت الحجة فقلت له بالذي ترجوه يوم الآزفة يوم الفاقة من أنت فقال إذا أقسمت فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

35-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن حماد بن حبيب القطان الكوفي قال خرجنا سنة حجاجا فرحلنا من زبالة و استقبلتنا ريح سوداء مظلمة فتقطعت القافلة فتهت في تلك البراري فانتهيت إلى واد قفر و جنني الليل فأويت إلى شجرة فلما اختلط الظلام إذا أنا بشاب عليه أطمار بيض قلت هذا ولي من أولياء الله متى أحس بحركتي خشيت نفاده فأخفيت نفسي فدنا إلى موضع فتهيأ للصلاة و قد نبع له ماء فوثب قائما و ساق الحديث نحو ما مر و فيه و متى فرح من قصد غيرك بهمته

 بيان تقشع الظلام و انقشع أي تصدع و انكشف

36-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ كتاب المقتل، قال أحمد بن حنبل كان سبب مرض زين العابدين ع في كربلاء أنه كان لبس درعا ففضل عنه فأخذ الفضلة بيده و مزقه

 أمالي أبي جعفر الطوسي، قال خرج علي بن الحسين ع إلى مكة حاجا حتى انتهى إلى واد بين مكة و المدينة فإذا هو برجل يقطع الطريق قال فقال لعلي انزل قال تريد ما ذا قال أريد أن أقتلك و آخذ ما معك قال فأنا أقاسمك ما معي و أحللك قال فقال اللص لا قال فدع معي ما أتبلغ به فأبى قال فأين ربك قال نائم قال فإذا أسدان مقبلان بين يديه فأخذ هذا برأسه و هذا برجليه قال زعمت أن ربك عنك نائم

   -37  نبه، ]تنبيه الخاطر[ عن أبي عبد الله ع قال خرج علي بن الحسين ع و ذكر نحوه

38-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن فضال عن العباس بن عامر عن أحمد بن زرق عن يحيى بن العلاء عن أبي جعفر ع مثله

39-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ روى أبو مخنف عن الجلودي أنه لما قتل الحسين ع كان علي بن الحسين نائما فجعل رجل منهم يدافع عنه كل من أراد به سوءا

40-  نجم، ]كتاب النجوم[ ذكر محمد بن علي مؤلف كتاب الأنبياء و الأوصياء من آدم ع إلى المهدي ع في حديث علي بن الحسين ع ما هذا لفظه أو معناه و روي أن رجلا أتى علي بن الحسين ع و عنده أصحابه فقال له ممن الرجل قال أنا منجم قائف عراف فنظر إليه ثم قال هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة آلاف عالم قال من هو قال أما الرجل فلا أذكره و لكن إن شئت أخبرتك بما أكلت و ادخرت في بيتك قال نبئني قال أكلت في هذا اليوم جبنا فأما في بيتك فعشرون دينارا منها ثلاثة دنانير وازنة فقال له الرجل أشهد أنك الحجة العظمى و المثل الأعلى و كلمة التقوى فقال له و أنت صديق امتحن الله قلبك بالإيمان و أثبت

 بيان وازنة أي صحيحة الوزن بها يوزن غيرها

   -41  نجم، ]كتاب النجوم[ بإسنادنا إلى محمد بن جرير الطبري في كتاب الإمامة قال حضر علي بن الحسين ع الموت فقال يا محمد أي ليلة هذه قال ليلة كذا و كذا قال و كم مضى من الشهر قال كذا و كذا قال إنها الليلة التي وعدتها و دعا بوضوء فقال إن فيه فأرة فقال بعض القوم إنه ليهجر فقال هاتوا المصباح فجي‏ء به فإذا فيه فأرة فأمر بذلك الماء فأهريق و أتوه بماء آخر فتوضأ و صلى حتى إذا كان آخر الليل توفي ع

42-  كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب الدلائل لعبد الله الحميري كان علي بن الحسين ع في سفر و كان يتغذى و عنده رجل فأقبل غزال في ناحية يتقمم و كانوا يأكلون على سفرة في ذلك الموضع فقال له علي بن الحسين ادن فكل فأنت آمن فدنا الغزال فأقبل يتقمم من السفرة فقام الرجل الذي كان يأكل معه بحصاة فقذف بها ظهره فنفر الغزال و مضى فقال له علي بن الحسين ع أخفرت ذمتي لا كلمتك كلمة أبدا

 و عن أبي جعفر ع قال إن أبي خرج إلى ماله و معنا ناس من مواليه و غيرهم فوضعت المائدة ليتغذى و جاء ظبي و كان منه قريبا فقال له يا ظبي أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و أمي فاطمة بنت رسول الله ص هلم إلى هذا الغذاء فجاء الظبي حتى أكل معهم ما شاء الله أن يأكل ثم تنحى الظبي فقال بعض غلمانه رده علينا فقال لهم لا تخفروا ذمتي قالوا لا فقال له يا ظبي أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و أمي فاطمة بنت رسول الله ص هلم إلى هذا الغذاء و أنت آمن في ذمتي فجاء الظبي حتى قام على المائدة فأكل معهم فوضع رجل من جلسائه يده على ظهره فنفر الظبي فقال علي بن الحسين ع أخفرت ذمتي لا كلمتك كلمة أبدا  و تلكأت عليه ناقته بين جبال رضوى فأناخها ثم أراها السوط و القضيب ثم قال لتنطلقن أو لأفعلن فانطلقت و ما تلكأت بعدها

 بيان قال الفيروزآبادي تلكأ عليه اعتل و عنه أبطأ

43-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ كشف، ]كشف الغمة[ و روي عن أبي عبد الله أنه التزقت يد رجل و امرأة على الحجر في الطواف فجهد كل واحد منهما أن ينزع يده فلم يقدرا عليه و قال الناس اقطعوهما قال فبينا هما كذلك إذ دخل علي بن الحسين ع فأفرجوا له فلما عرف أمرهما تقدم فوضع يده عليهما فانحلا و تفرقا

44-  كشف، ]كشف الغمة[ عن أبي عبد الله ع قال لما ولي عبد الملك بن مروان الخلافة كتب إلى الحجاج بن يوسف بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجاج بن يوسف أما بعد فانظر دماء بني عبد المطلب فاحقنها و اجتنبها فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولعوا فيها لم يلبثوا إلا قليلا و السلام قال و بعث بالكتاب سرا و ورد الخبر على علي بن الحسين ع ساعة كتب الكتاب و بعث به إلى الحجاج فقيل له إن عبد الملك قد كتب إلى الحجاج كذا و كذا و إن الله قد شكر له ذلك و ثبت ملكه و زاده برهة قال فكتب علي بن الحسين ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلى عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من علي بن الحسين بن علي أما بعد فإنك كتبت يوم كذا و كذا من ساعة كذا و كذا من شهر كذا و كذا بكذا و كذا و إن رسول الله ص أنبأني و خبرني و إن الله قد شكر لك ذلك و ثبت ملكك و زادك فيه برهة و طوى الكتاب و ختمه و أرسل به مع غلام له على بعيره و أمره أن يوصله إلى عبد الملك ساعة يقدم  عليه فلما قدم الغلام أوصل الكتاب إلى عبد الملك فلما نظر في تاريخ الكتاب وجده موافقا لتلك الساعة التي كتب فيها إلى الحجاج فلم يشك في صدق علي بن الحسين ع و فرح فرحا شديدا و بعث إلى علي بن الحسين ع بوقر راحلته دراهم ثوابا لما سره من الكتاب

45-  طا، ]الأمان[ من كتاب الدلائل لمحمد بن جرير الطبري بإسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر الباقر ع قال خرج أبو محمد علي بن الحسين ع إلى مكة في جماعة من مواليه و ناس من سواهم فلما بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها فلما دنا علي بن الحسين ع من ذلك الموضع قال لمواليه كيف ضربتم في هذا الموضع و هذا موضع قوم من الجن هم لنا أولياء و لنا شيعة و ذلك يضر بهم و يضيق عليهم فقلنا ما علمنا ذلك و عمدوا إلى قلع الفسطاط و إذا هاتف نسمع صوته و لا نرى شخصه و هو يقول يا ابن رسول الله لا تحول فسطاطك من موضعه فإنا نحتمل لك ذلك و هذا اللطف قد أهديناه إليك و نحب أن تنال منه لنسر بذلك فإذا جانب الفسطاط طبق عظيم و أطباق معه فيها عنب و رمان و موز و فاكهة كثيرة فدعا أبو محمد ع من كان معه فأكل و أكلوا من تلك الفاكهة

46-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ مرسلا مثله

47-  كش، ]رجال الكشي[ وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن علي عن محمد بن عبد الجبار عن ابن البطائني عن أبيه عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد بن الحنفية دهرا و ما كان  يشك في أنه إمام حتى أتاه ذات يوم فقال له جعلت فداك إن لي حرمة و مودة و انقطاعا فأسألك بحرمة رسول الله ص و أمير المؤمنين ع إلا أخبرتني أنت الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه قال فقال يا أبا خالد حلفتني بالعظيم الإمام علي بن الحسين ع علي و عليك و على كل مسلم فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية و جاء إلى علي بن الحسين ع فلما استأذن عليه أخبر أن أبا خالد بالباب فأذن له فلما دخل عليه و دنا منه قال مرحبا يا كنكر ما كنت لنا بزائر ما بدا لك فينا فخر أبو خالد ساجدا شاكرا لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين ع فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي فقال له علي ع و كيف عرفت إمامك يا أبا خالد قال إنك دعوتني باسمي الذي سمتني به أمي التي ولدتني و قد كنت في عمياء من أمري و لقد خدمت محمد بن الحنفية عمرا من عمري و لا أشك أنه إمام حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة الله تعالى و حرمة رسوله ص و بحرمة أمير المؤمنين ع فأرشدني إليك و قال هو الإمام علي و عليك و على جميع خلق الله كلهم ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك و سميتني باسمي الذي سمتني أمي فعلمت أنك الإمام الذي فرض الله طاعته علي و على كل مسلم

48-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ مرسلا مثله و فيه و قال ولدتني أمي فسمتني وردان فدخل عليها والدي فقال سميه كنكر و و الله ما سماني به أحد من الناس إلى يومي هذا غيرك فأشهد أنك إمام من في الأرض و من في السماء

 أقول روى الشيخ أبو جعفر بن نما في كتاب شرح الثار مثله و قد مر في باب أحوال المختار

   -49  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن الثمالي قال دخلت على علي بن الحسين فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت و هو يلتقط شيئا و أدخل يده في وراء الستر فناوله من كان في البيت فقلت جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقط أي شي‏ء هو قال فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا لأولادنا فقلت جعلت فداك و إنهم ليأتونكم فقال يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكأتنا

 بيان السيح عباءة و منهم من قرأ سبحا بالباء الموحدة جمع السبحة. أقول سيأتي في الأبواب الآتية كثير من الأخبار المشتملة على المعجزات

 و رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا روي أن رجلا مؤمنا من أكابر بلاد بلخ كان يحج البيت و يزور النبي في أكثر الأعوام و كان يأتي علي بن الحسين ع و يزوره و يحمل إليه الهدايا و التحف و يأخذ مصالح دينه منه ثم يرجع إلى بلاده فقالت له زوجته أراك تهدي تحفا كثيرة و لا أراه يجازيك عنها بشي‏ء فقال إن الرجل الذي نهدي إليه هدايانا هو ملك الدنيا و الآخرة و جميع ما في أيدي الناس تحت ملكه لأنه خليفة الله في أرضه و حجته على عباده و هو ابن رسول الله ص و إمامنا فلما سمعت ذلك منه أمسكت عن ملامته ثم إن الرجل تهيأ للحج مرة أخرى في السنة القابلة و قصد دار علي بن الحسين ع فاستأذن عليه فأذن له فدخل فسلم عليه و قبل يديه و وجد بين يديه طعاما فقربه إليه و أمره بالأكل معه فأكل الرجل ثم دعا بطست و إبريق فيه ماء فقام الرجل و أخذ الإبريق و صب الماء على يدي الإمام ع فقال ع يا شيخ أنت ضيفنا فكيف تصب على يدي الماء فقال إني أحب ذلك فقال الإمام ع لما أحببت ذلك فو الله لأرينك ما تحب و ترضى و تقر به عيناك فصب الرجل على يديه الماء حتى امتلأ ثلث الطست فقال الإمام ع للرجل ما هذا فقال ماء قال الإمام ع بل  هو ياقوت أحمر فنظر الرجل فإذا هو قد صار ياقوتا أحمر بإذن الله تعالى ثم قال ع يا رجل صب الماء فصب حتى امتلأ ثلثا الطست فقال ع ما هذا قال هذا ماء قال ع بل هذا زمرد أخضر فنظر الرجل فإذا هو زمرد أخضر ثم قال ع صب الماء فصبه على يديه حتى امتلأ الطست فقال ما هذا فقال هذا ماء قال ع بل هذا در أبيض فنظر الرجل إليه فإذا هو در أبيض فامتلأ الطست من ثلاثة ألوان در و ياقوت و زمرد فتعجب الرجل و انكب على يديه ع يقبلهما فقال ع يا شيخ لم يكن عندنا شي‏ء نكافيك على هداياك إلينا فخذ هذه الجواهر عوضا عن هديتك و اعتذر لنا عند زوجتك لأنها عتبت علينا فأطرق الرجل رأسه و قال يا سيدي من أنبأك بكلام زوجتي فلا أشك أنك من أهل بيت النبوة ثم إن الرجل ودع الإمام ع و أخذ الجواهر و سار بها إلى زوجته و حدثها بالقصة فسجدت لله شكرا و أقسمت على بعلها بالله العظيم أن يحملها معه إليه ع فلما تجهز بعلها للحج في السنة القابلة أخذها معه فمرضت في الطريق و ماتت قريبا من المدينة فأتى الرجل الإمام ع باكيا و أخبره بموتها فقام الإمام ع و صلى ركعتين و دعا الله سبحانه بدعوات ثم التفت إلى الرجل و قال له ارجع إلى زوجتك فإن الله عز و جل قد أحياها بقدرته و حكمته و هو يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ فقام الرجل مسرعا فلما دخل خيمته وجد زوجته جالسة على حال صحتها فقال لها كيف أحياك الله قالت و الله لقد جاءني ملك الموت و قبض روحي و هم أن يصعد بها فإذا أنا برجل صفته كذا و كذا و جعلت تعد أوصافه ع و بعلها يقول نعم صدقت هذه صفة سيدي و مولاي علي بن الحسين ع قالت فلما رآه ملك الموت مقبلا انكب على قدميه يقبلهما و يقول السلام عليك يا حجة الله في أرضه السلام عليك يا زين العابدين فرد عليه السلام و قال له يا ملك الموت أعد روح هذه المرأة إلى جسدها فإنها كانت قاصدة إلينا و إني قد سألت ربي أن يبقيها ثلاثين سنة أخرى  و يحييها حياة طيبة لقدومها إلينا زائرة لنا فقال الملك سمعا و طاعة لك يا ولي الله ثم أعاد روحي إلى جسدي و أنا أنظر إلى ملك الموت قد قبل يده ع و خرج عني فأخذ الرجل بيد زوجته و أدخلها إليه ع و هو ما بين أصحابه فانكبت على ركبتيه تقبلهما و هي تقول هذا و الله سيدي و مولاي و هذا هو الذي أحياني الله ببركة دعائه قال فلم تزل المرأة مع بعلها مجاورين عند الإمام ع بقية أعمارهما إلى أن ماتا رحمة الله عليهما

 و روى البرسي في مشارق الأنوار أن رجلا قال لعلي بن الحسين ع بما ذا فضلنا على أعدائنا و فيهم من هو أجمل منا فقال له الإمام ع أ تحب أن ترى فضلك عليهم فقال نعم فمسح يده على وجهه و قال انظر فنظر فاضطرب و قال جعلت فداك ردني إلى ما كنت فإني لم أر في المسجد إلا دبا و قردا و كلبا فمسح يده على وجهه فعاد إلى حاله