باب 3- مكارم أخلاقهما صلوات الله عليهما و إقرار المخالف و المؤالف بفضلهما

1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ استفتى أعرابي عبد الله بن الزبير و عمرو بن عثمان فتواكلا فقال اتقيا الله فإني أتيتكما مسترشدا أ مواكلة في الدين فأشارا عليه بالحسن و الحسين فأفتياه فأنشأ أبياتا منها

جعل الله حر وجهيكما نعلين سبتا يطؤهما الحسنان

 بيان قال الجزري فيه يا صاحب السبتين اخلع نعليك السبت بالكسر جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال سميت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها أي حلق و أزيل و قيل لأنها انسبتت بالدباغ أي لانت يريد يا صاحب النعلين و في تسميتهم للنعل المتخذة من السبت سبتا اتساع مثل قولهم فلان يلبس الصوف و القطن و الإبريسم أي الثياب المتخذة منها

2-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ إسماعيل بن بريد بإسناده عن محمد بن علي ع أنه قال أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الله ص فتغيب حتى وجد الحسن و الحسين ع في طريق خال فأخذهما فاحتملهما على عاتقيه و أتى بهما النبي ص فقال يا رسول الله إني مستجير بالله و بهما فضحك رسول الله ص حتى رد يده إلى فمه ثم قال للرجل اذهب فأنت طليق و قال للحسن و الحسين قد شفعتكما فيه أي فتيان فأنزل الله تعالى وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً

 أخبار الليث بن سعد بإسناده أن رجلا نذر أن يدهن بقارورة رجلي أفضل قريش فسأل عن ذلك فقيل إن مخرمة أعلم الناس اليوم بأنساب قريش فاسأله عن ذلك فأتاه و سأله و قد خرف و عنده ابنه المسور فمد الشيخ رجليه و قال ادهنهما فقال المسور ابنه للرجل لا تفعل أيها الرجل فإن الشيخ قد خرف و إنما ذهب إلى ما كان في الجاهلية و أرسله إلى الحسن و الحسين ع و قال ادهن بها أرجلهما فهما أفضل الناس و أكرمهم اليوم

 و في حديث مدرك بن أبي زياد قلت لابن عباس و قد أمسك للحسن ثم الحسين بالركاب و سوى عليهما أنت أسن منهما تمسك لهما بالركاب فقال يا لكع و ما تدري من هذان هذان ابنا رسول الله ص أ و ليس مما أنعم الله علي به أن أمسك لهما و أسوي عليهما

 عيون المحاسن عن الروياني أن الحسن و الحسين مرا على شيخ يتوضأ و لا يحسن فأخذا في التنازع يقول كل واحد منهما أنت لا تحسن الوضوء فقالا أيها الشيخ كن حكما بيننا يتوضأ كل واحد منا فتوضئا ثم قالا أينا يحسن قال كلاكما تحسنان الوضوء و لكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن و قد تعلم الآن منكما و تاب على يديكما ببركتكما و شفقتكما على أمة جدكما

 الباقر ع قال ما تكلم الحسين بين يدي الحسن إعظاما له و لا تكلم محمد بن الحنفية بين يدي الحسين ع إعظاما له

 و قالوا قيل لأيوب ع نعم العبد و للحسن و الحسين نعم المطية مطيتكما و نعم الراكبان أنتما و قال وَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ و قال الحسين ع إن لم تصدقوني فاعتزلوني و لا تقتلوني

  -3  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن محمد بن يحيى بن زكريا و عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه جميعا عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي سعيد عقيصا التميمي قال مررت بالحسن و الحسين صلى الله عليهما و هما في الفرات مستنقعان في إزارين فقلت لهما يا ابني رسول الله أ فسدتما الإزارين فقالا لي يا با سعيد فساد الإزارين أحب إلينا من فساد الدين إن للماء أهلا و سكانا كسكان الأرض ثم قالا لي أين تريد فقلت إلى هذا الماء فقالا و ما هذا الماء فقلت أريد دواءه أشرب من هذا الماء المر لعلة بي أرجو أن يجفف له الجسد و يسهل البطن فقالا ما نحسب أن الله عز و جل جعل في شي‏ء قد لعنه شفاء قلت و لم ذاك فقالا لأن الله تبارك و تعالى لما آسفه قوم نوح فتح السماء بماء منهمر و أوحى إلى الأرض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها و جعلها ملحا أجاجا

 و في رواية حمدان بن سليمان أنهما قالا ع يا با سعيد تأتي ماء ينكر ولايتنا في كل يوم ثلاث مرات إن الله عز و جل عرض ولايتنا على المياه فما قبل ولايتنا عذب و طاب و ما جحد ولايتنا جعله الله عز و جل مرا و ملحا أجاجا

4-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عمن حدثه عن عبد الرحمن العرزمي عن أبي عبد الله ع قال جاء رجل إلى الحسن و الحسين ع و هما جالسان على الصفا فسألهما فقالا إن الصدقة لا تحل إلا في دين موجع أو غرم مفظع أو فقر مدقع ففيك شي‏ء من هذا قال نعم فأعطياه و قد كان الرجل سأل عبد الله بن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر فأعطياه و لم يسألاه عن شي‏ء فرجع إليهما فقال لهما ما لكما لم تسألاني عما سألني عنه الحسن و الحسين و أخبرهما بما قالا فقالا إنهما غذيا بالعلم غذاء

  بيان قال الجزري فيه لا تحل المسألة إلا لذي فقر مدقع أي شديد يفضي بصاحبه إلى الدقعاء و هو التراب

5-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر عن يحيى الحلبي عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال مات الحسن ع و عليه دين و قتل الحسين ع و عليه دين

 أقول روى السيد بن طاوس في كشف المحجة بإسناده من كتاب عبد الله بن بكير بإسناده عن أبي جعفر ع أن الحسين ع قتل و عليه دين و إن علي بن الحسين ع باع ضيعة له بثلاثمائة ألف ليقضي دين الحسين ع وعدات كانت عليه