باب 3- مكارم أخلاقه و عمله و علمه و فضله و شرفه و جلالته و نوادر احتجاجاته صلوات الله عليه

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ علي بن أحمد عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قال الصادق ع حدثني أبي عن أبيه ع أن الحسن بن علي بن أبي طالب ع كان أعبد الناس في زمانه و أزهدهم و أفضلهم و كان إذا حج حج ماشيا و ربما مشى حافيا و كان إذا ذكر الموت بكى و إذا ذكر القبر بكى و إذا ذكر البعث و النشور بكى و إذا ذكر الممر على الصراط بكى و إذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها و كان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز و جل و كان إذا ذكر الجنة و النار اضطرب اضطراب السليم و سأل الله الجنة و تعوذ به من النار و كان ع لا يقرأ من كتاب الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا قال لبيك اللهم لبيك و لم ير في شي‏ء من أحواله إلا ذاكرا لله سبحانه و كان أصدق الناس لهجة و أفصحهم منطقا و لقد قيل لمعاوية ذات يوم لو أمرت الحسن بن علي بن أبي طالب فصعد المنبر فخطب ليتبين للناس نقصه فدعاه فقال له اصعد المنبر و تكلم بكلمات تعظنا بها فقام ع فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب و ابن سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله ص أنا ابن خير خلق الله أنا ابن رسول الله ص أنا ابن صاحب الفضائل أنا ابن صاحب المعجزات و الدلائل أنا ابن أمير المؤمنين أنا المدفوع عن حقي أنا و أخي الحسين سيدا شباب أهل الجنة أنا ابن الركن و المقام أنا ابن مكة و منى أنا ابن المشعر و عرفات فقال له معاوية يا با محمد خذ في نعت الرطب و دع هذا فقال ع الريح تنفخه و الحرور ينضجه و البرد يطيبه ثم عاد ع في كلامه فقال أنا إمام خلق الله و ابن محمد رسول الله فخشي معاوية أن يتكلم بعد ذلك بما يفتتن به الناس فقال يا با محمد انزل فقد كفى ما جرى فنزل

 بيان قال الجزري الفريصة اللحمة التي بين جنب الدابة و كتفها لا تزال ترعد و منه الحديث فجي‏ء بهما ترعد فرائصهما أي ترجف من الخوف انتهى و السليم من لدغته العقرب كأنهم تفاءلوا له بالسلامة قوله ع تنفخه لعل المعنى تعظمه و المنفوخ البطين و السمين

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ الطالقاني عن أبي سعيد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع قال لما حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب الوفاة بكى فقيل له يا ابن رسول الله أ تبكي و مكانك من رسول الله ص الذي أنت به و قد قال فيك رسول الله ص ما قال و قد حججت عشرين حجة ماشيا و قد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل و النعل فقال ع إنما أبكي لخصلتين لهول المطلع و فراق الأحبة

 إيضاح قال الجزري هول المطلع يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت فشبهه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال

3-  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن الوليد عن ابن بكير قال قلت لأبي عبد الله ع بلغنا أن الحسن بن علي ع حج عشرين حجة ماشيا قال إن الحسن بن علي ع حج و يساق معه المحامل و الرحال الخبر

 ع، ]علل الشرائع[ ابن موسى عن الأسدي عن النخعي عن الحسن بن سعيد عن المفضل بن يحيى عن سليمان عن أبي عبد الله ع مثله

4-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن هاشم و سهل عن ابن مرار و عبد الجبار بن المبارك عن يونس عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا مر بعثمان بن عفان و هو قاعد على باب المسجد فسأله فأمر له بخمسة دراهم فقال له الرجل أرشدني فقال له فقال له عثمان دونك الفتية الذين ترى و أومأ بيده إلى ناحية من المسجد فيها الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر ع فمضى الرجل نحوهم حتى سلم عليهم و سألهم فقال له الحسن ع يا هذا إن المسألة لا تحل إلا في إحدى ثلاث دم مفجع أو دين مقرح أو فقر مدقع ففي أيها تسأل فقال في وجه من هذه الثلاث فأمر له الحسن ع بخمسين دينارا و أمر له الحسين ع بتسعة و أربعين دينارا و أمر له عبد الله بن جعفر بثمانية و أربعين دينارا فانصرف الرجل فمر بعثمان فقال له ما صنعت فقال مررت بك فسألتك فأمرت لي بما أمرت و لم تسألني فيما أسأل و إن صاحب الوفرة لما سألته قال لي يا هذا فيما تسأل فإن المسألة لا تحل إلا في إحدى ثلاث فأخبرته بالوجه الذي أسأله من الثلاثة فأعطاني خمسين دينارا و أعطاني الثاني تسعة و أربعين دينارا و أعطاني الثالث ثمانية و أربعين دينار فقال عثمان و من لك بمثل هؤلاء الفتية أولئك فطموا العلم فطما و حازوا الخير و الحكمة

 قال الصدوق رحمه الله معنى قوله فطموا العلم فطما أي قطعوه عن غيرهم قطعا و جمعوه لأنفسهم جمعا. بيان الوفرة الشعرة إلى شحمة الأذن و يمكن أن يقرأ فطموا على بناء المجهول أي فطموا بالعلم على الحذف و الإيصال

5-  د، ]العدد القوية[ حدث أبو يعقوب يوسف بن الجراح عن رجاله عن حذيفة بن اليمان قال بينا رسول الله ص في جبل أظنه حري أو غيره و معه أبو بكر و عمر و عثمان و علي ع و جماعة من المهاجرين و الأنصار و أنس حاضر لهذا الحديث و حذيفة يحدث به إذ أقبل الحسن بن علي ع يمشي على هدوء و وقار فنظر إليه رسول الله ص و قال إن جبرئيل يهديه و ميكائيل يسدده و هو ولدي و الطاهر من نفسي و ضلع من أضلاعي هذا سبطي و قرة عيني بأبي هو فقام رسول الله ص و قمنا معه و هو يقول له أنت تفاحتي و أنت حبيبي و مهجة قلبي و أخذ بيده فمشى معه و نحن نمشي حتى جلس و جلسنا حوله ننظر إلى رسول الله ص و هو لا يرفع بصره عنه ثم قال أما إنه سيكون بعدي هاديا مهديا هذا هدية من رب العالمين لي ينبئ عني و يعرف الناس آثاري و يحيي سنتي و يتولى أموري في فعله ينظر الله إليه فيرحمه رحم الله من عرف له ذلك و برني فيه و أكرمني فيه فما قطع رسول الله ص كلامه حتى أقبل إلينا أعرابي يجر هراوة له فلما نظر رسول الله ص إليه قال قد جاءكم رجل يكلمكم بكلام غليظ تقشعر منه جلودكم و إنه يسألكم من أمور أن لكلامه جفوة فجاء الأعرابي فلم يسلم و قال أيكم محمد قلنا و ما تريد قال رسول الله ص مهلا فقال يا محمد لقد كنت أبغضك و لم أرك و الآن فقد ازددت لك بغضا قال فتبسم رسول الله ص و غضبنا لذلك و أردنا بالأعرابي إرادة فأومأ إلينا رسول الله ص أن اسكتوا فقال الأعرابي يا محمد إنك تزعم أنك نبي و إنك قد كذبت على الأنبياء و ما معك من برهانك شي‏ء قال له يا أعرابي و ما يدريك قال فخبرني ببرهانك قال إن أحببت أخبرك عضو من أعضائي فيكون ذلك أوكد لبرهاني قال أ و يتكلم العضو قال نعم يا حسن قم فازدرى الأعرابي نفسه و قال هو ما يأتي و يقيم صبيا ليكلمني قال إنك ستجده عالما بما تريد فابتدره الحسن ع و قال مهلا يا أعرابي

ما غبيا سألت و ابن غبي بل فقيها إذن و أنت الجهول‏فإن تك قد جهلت فإن عندي شفاء الجهل ما سأل السؤل‏و بحرا لا تقسمه الدوالي تراثا كان أورثه الرسول

لقد بسطت لسانك و عدوت طورك و خادعت نفسك غير أنك لا تبرح حتى تؤمن إن شاء الله فتبسم الأعرابي و قال هيه فقال له الحسن ع نعم اجتمعتم في نادي قومك و تذاكرتم ما جرى بينكم على جهل و خرق منكم فزعمتم أن محمدا صنبور و العرب قاطبة تبغضه و لا طالب له بثأره و زعمت أنك قاتله و كان في قومك مئونته فحملت نفسك على ذلك و قد أخذت قناتك بيدك تؤمه تريد قتله فعسر عليك مسلكك و عمي عليك بصرك و أبيت إلا ذلك فأتيتنا خوفا من أن يشتهر و إنك إنما جئت بخير يراد بك أنبئك عن سفرك خرجت في ليلة ضحياء إذ عصفت ريح شديدة اشتد منها ظلماؤها و أطلت سماؤها و أعصر سحابها فبقيت محرنجما كالأشقر إن تقدم نحر و إن تأخر عقر لا تسمع لواطئ حسا و لا لنافخ نار جرسا تراكمت عليك غيومها و توارت عنك نجومها فلا تهتدي بنجم طالع و لا بعلم لامع تقطع محجة و تهبط لجة في ديمومة قفر بعيدة القعر مجحفة بالسفر إذا علوت مصعدا ازددت بعدا الريح تخطفك و الشوك تخبطك في ريح عاصف و برق خاطف قد أوحشتك آكامها و قطعتك سلامها فأبصرت فإذا أنت عندنا فقرت عينك و ظهر رينك و ذهب أنينك قال من أين قلت يا غلام هذا كأنك كشفت عن سويد قلبي و لقد كنت كأنك شاهدتني و ما خفي عليك شي‏ء من أمري و كأنه علم الغيب فقال له ما الإسلام فقال الحسن ع الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله فأسلم و حسن إسلامه و علمه رسول الله ص شيئا من القرآن فقال يا رسول الله أرجع إلى قومي فأعرفهم ذلك فأذن له فانصرف و رجع و معه جماعة من قومه فدخلوا في الإسلام فكان الناس إذا نظروا إلى الحسن ع قالوا لقد أعطي ما لم يعط أحد من الناس

6-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن محمد بن محمد بن طاهر عن ابن عقدة عن أحمد بن يوسف عن الحسن بن محمد عن أبيه عن عاصم بن عمر عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كتب إلى الحسن بن علي ع قوم من أصحابه يعزونه عن ابنه له فكتب إليهم أما بعد فقد بلغني كتابكم تعزوني بفلانة فعند الله احتسبها تسليما لقضائه و صبرا على بلائه فإن أوجعتنا المصائب و فجعتنا النوائب بالأحبة المألوفة التي كانت بنا حفية و الإخوان المحبين الذين كان يسر بهم الناظرون و تقر بهم العيون أضحوا قد اخترمتهم الأيام و نزل بهم الحمام فخلفوا الخلوف و أودت بهم الحتوف فهم صرعى في عساكر الموتى متجاورون في غير محله التجاور و لا صلاة بينهم و لا تزاور و لا يتلاقون عن قرب جوارهم أجسامهم نائية من أهلها خالية من أربابها قد أخشعها إخوانها فلم أر مثل دارها دارا و لا مثل قرارها قرارا في بيوت موحشة و حلول مضجعة قد صارت في تلك الديار الموحشة و خرجت عن الدار المونسة ففارقتها من غير قلى فاستودعتها للبلى و كانت أمة مملوكة سلكت سبيلا مسلوكة صار إليها الأولون و سيصير إليها الآخرون و السلام

 بيان قال الجزري فيه من صام رمضان إيمانا و احتسابا أي طلبا لوجه الله و ثوابه و الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد و إنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله احتسبه لأن له حينئذ أن يعتد عمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به و منه الحديث من مات له ولد فاحتسبه أي احتسب الأجر بصبره على مصيبته انتهى. و فجعته المصيبة أي أوجعته و كذلك التفجيع و الحفاوة المبالغة في السؤال عن الرجل و العناية في أمره و اخترمهم الدهر أي اقتطعهم و استأصلهم و الحمام بالكسر قدر الموت. و قال الجزري الخلف بالتحريك و السكون كل من يجي‏ء بعد من مضى إلا أنه بالتحريك في الخير و بالتسكين في الشر و في حديث ابن مسعود ثم إنه تخلف من بعده خلوف هي جمع خلف انتهى. و أودى به الموت ذهب و الحتوف بالضم جمع الحتف و هو الموت و عن في قوله عن قوله جوارهم لعلها للتعليل أي لا يقع منهم الملاقاة الناشية عن قرب الجوار بل أرواحهم يتزاورون بحسب درجاتهم و كمالاتهم. قوله ع قد أخشعها كذا في أكثر النسخ و لا يناسب المقام و في بعضها بالجيم قال في النهاية الجشع الجزع لفراق الإلف و منه الحديث فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله ص و لا يبعد أن يكون تصحيف اجتنبها و الحلول بالضم جمع حال من قولهم حل بالمكان أي نزل فيه و مضجعه بفتح الجيم من قولهم أضجعه أي وضع جنبه على الأرض و القلى بالكسر البغض

7-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبد الله ع يرفع الحديث إلى الحسن بن علي ع أنه قال إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق و الأخرى بالمغرب عليهما سوران من حديد و على كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب و فيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه و أنا أعرف جميع اللغات و ما فيهما و ما بينهما و ما عليهما حجة غيري و الحسين أخي

 ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن الحسين عن أبيه بهذا الإسناد مثله قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن ابن أبي عمير مثله

8-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن الحسن ع و عبد الله بن العباس كانا على مائدة فجاءت جرادة و وقعت على المائدة فقال عبد الله للحسن أي شي‏ء مكتوب على جناح الجرادة فقال ع مكتوب عليه أنا الله لا إله إلا أنا ربما أبعث الجراد لقوم جياع ليأكلوه و ربما أبعثها نقمة على قوم فتأكل أطعمتهم فقام عبد الله و قبل رأس الحسن و قال هذا من مكنون العلم

 9-  سن، ]المحاسن[ ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال  أتى رجل أمير المؤمنين ع فقال له جئتك مستشيرا أن الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر ع خطبوا إلي فقال أمير المؤمنين ع المستشار مؤتمن أما الحسن فإنه مطلاق للنساء و لكن زوجها الحسين فإنه خير لابنتك

10-  شا، ]الإرشاد[ روى جماعة منهم معمر عن الزهري عن أنس بن مالك قال لم يكن أحد أشبه برسول الله ص من الحسن بن علي ع

11-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ محمد بن إسحاق في كتابه قال ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله ص ما بلغ الحسن كان يبسط له على باب داره فإذا خرج و جلس انقطع الطريق فما مر أحد من خلق الله إجلالا له فإذا علم قام و دخل بيته فمر الناس و لقد رأيته في طريق مكة ماشيا فما من خلق الله أحد رآه إلا نزل و مشى حتى رأيت سعد بن أبي وقاص يمشي

 أبو السعادات في الفضائل أنه أملى الشيخ أبو الفتوح في مدرسة الناجية أن الحسن بن علي ع كان يحضر مجلس رسول الله ص و هو ابن سبع سنين فيسمع الوحي فيحفظه فيأتي أمه فيلقي إليها ما حفظه كلما دخل علي ع وجد عندها علما بالتنزيل فيسألها عن ذلك فقال من ولدك الحسن فتخفى يوما في الدار و قد دخل الحسن و قد سمع الوحي فأراد أن يلقيه إليها فارتج عليه فعجبت أمه من ذلك فقال لا تعجبين يا أماه فإن كبيرا يسمعني فاستماعه قد أوقفني فخرج علي ع فقبله و في رواية يا أماه قل بياني و كل لساني لعل سيدا يرعاني

 بيان قال الجوهري ارتج على القارئ على ما لم يسم فاعله إذا لم يقدر على القراءة كأنه أطبق عليه كما يرتج الباب و كذلك ارتتج عليه و لا تقل ارتج عليه بالتشديد

12-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قيل للحسن بن علي ع إن فيك عظمة قال بل في عزة قال الله تعالى وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ

 و قال واصل بن عطاء كان الحسن بن علي ع عليه سيماء الأنبياء و بهاء الملوك

13-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أما زهده ع فقد جاء في روضة الواعظين أن الحسن بن علي ع كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله و اصفر لونه فقيل له في ذلك فقال حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه و ترتعد مفاصله

 و كان ع إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه و يقول إلهي ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسي‏ء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم

 الفائق إن الحسن ع كان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس و إن زحزح أي و إن أريد تنحيه من ذلك باستنطاق ما يهم

 قال الصادق ع إن الحسن بن علي ع حج خمسا و عشرين حجة ماشيا و قاسم الله تعالى ماله مرتين و في خبر قاسم ربه ثلاث مرات و حج عشرين حجة على قدميه

 أبو نعيم في حلية الأولياء بالإسناد عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي ع قال الحسن ع إني لأستحيي من ربي أن ألقاه و لم أمش إلى بيته فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه

 و في كتابه بالإسناد عن شهاب بن عامر أن الحسن بن علي ع قاسم الله تعالى ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله

 و في كتابه بالإسناد عن ابن نجيح أن الحسن بن علي ع حج ماشيا و قسم ماله نصفين

 و في كتابه بالإسناد عن علي بن جذعان قال خرج الحسن بن علي ع من ماله مرتين و قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى أن كان ليعطي نعلا و يمسك نعلا و يعطي خفا و يمسك خفا

 و روى عبد الله بن عمر عن ابن عباس قال لما أصيب معاوية قال ما آسى على شي‏ء إلا على أن أحج ماشيا و لقد حج الحسن بن علي ع خمسا و عشرين حجة ماشيا و إن النجائب لتقاد معه و قد قاسم الله مرتين حتى أن كان ليعطي النعل و يمسك النعل و يعطي الخف و يمسك الخف

  بيان أسي على مصيبته بالكسر يأسى أسى أي حزن

14-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و روي أنه دخلت عليه امرأة جميلة و هو في صلاته فأوجز في صلاته ثم قال لها أ لك حاجة قالت نعم قال و ما هي قالت قم فأصب مني فإني وفدت و لا بعل لي قال إليك عني لا تحرقيني بالنار و نفسك فجعلت تراوده عن نفسه و هو يبكي و يقول ويحك إليك عني و اشتد بكاؤه فلما رأت ذلك بكت لبكائه فدخل الحسين ع و رآهما يبكيان فجلس يبكي و جعل أصحابه يأتون و يجلسون و يبكون حتى كثر البكاء و علت الأصوات فخرجت الأعرابية و قام القوم و ترحلوا و لبث الحسين ع بعد ذلك دهرا لا يسأل أخاه عن ذلك إجلالا له فبينما الحسن ذات ليلة نائما إذا استيقظ و هو يبكي فقال له الحسين ع ما شأنك قال رؤيا رأيتها الليلة قال و ما هي قال لا تخبر أحدا ما دمت حيا قال نعم قال رأيت يوسف فجئت أنظر إليه فيمن نظر فلما رأيت حسنه بكيت فنظر إلي في الناس فقال ما يبكيك يا أخي بأبي أنت و أمي فقلت ذكرت يوسف و امرأة العزيز و ما ابتليت به من أمرها و ما لقيت من السجن و حرقة الشيخ يعقوب فبكيت من ذلك و كنت أتعجب منه فقال يوسف فهلا تعجبت مما فيه المرأة البدوية بالأبواء

 عبد الرحمن بن أبي ليلى قال دخل الحسن بن علي ع الفرات في بردة كانت عليه قال فقلت له لو نزعت ثوبك فقال لي يا أبا عبد الرحمن إن للماء سكانا

 و للحسن بن علي ع

ذري كدر الأيام إن صفاءها تولى بأيام السرور الذواهب‏و كيف يغر الدهر من كان بينه و بين الليالي محكمات التجارب

 و له ع

قل للمقيم بغير دار إقامة حان الرحيل فودع الأحبابا

 إن الذين لقيتهم و صحبتهم صاروا جميعا في القبور ترابا

 و له ع

يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها إن المقام بظل زائل حمق

 و له ع

لكسرة من خسيس الخبز تشبعني و شربة من قراح الماء تكفيني‏و طمرة من رقيق الثوب تسترني حيا و إن مت تكفيني لتكفيني

 و من سخائه ع ما روي أنه سأل الحسن بن علي ع رجل فأعطاه خمسين ألف درهم و خمس و مائة دينار و قال ائت بحمال يحمل لك فأتى بحمال فأعطى طيلسانه فقال هذا كرى الحمال و جاءه بعض الأعراب فقال أعطوه ما في الخزانة فوجد فيها عشرون ألف دينار فدفعها إلى الأعرابي فقال الأعرابي يا مولاي أ لا تركتني أبوح بحاجتي و أنشر مدحتي فأنشأ الحسن ع

نحن أناس نوالنا خضل يرتع فيه الرجاء و الأمل‏تجود قبل السؤال أنفسنا خوفا على ماء وجه من يسل‏لو علم البحر فضل نائلنا لغاض من بعد فيضه خجل

 بيان قال الفيروزآبادي الخضل ككتف و صاحب كل شي‏ء ند يترشف نداه و قال الجوهري الخضل النبات الناعم و قوله ع خجل خبر مبتدأ محذوف

15-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو جعفر المدائني في حديث طويل خرج الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر حجاجا ففاتهم أثقالهم فجاعوا و عطشوا فرأوا في بعض الشعوب خباء رثا و عجوزا فاستسقوها فقالت اطلبوا هذه الشويهة ففعلوا و استطعموها فقالت ليس إلا هي فليقم أحدكم فليذبحها حتى أصنع لكم طعاما فذبحها أحدهم ثم شوت لهم من لحمها فأكلوا و قيلوا عندها فلما نهضوا قالوا لها نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فإذا انصرفنا و عدنا فالممي بنا فإنا صانعون بك خيرا ثم رحلوا فلما جاء زوجها و عرف الحال أوجعها ضربا ثم مضت الأيام فأضرت بها الحال فرحلت حتى اجتازت بالمدينة فبصر بها الحسن ع فأمر لها بألف شاة و أعطاها ألف دينار و بعث معها رسولا إلى الحسين ع فأعطاها مثل ذلك ثم بعثها إلى عبد الله بن جعفر فأعطاها مثل ذلك

 البخاري وهب الحسن بن علي ع لرجل ديته و سأله ع رجل شيئا فأمر له بأربعمائة درهم فكتب له بأربعمائة دينار فقيل له في ذلك فأخذه و قال هذا سخاؤه و كتب عليه بأربعة آلاف درهم و سمع ع رجلا إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف إلى بيته و بعث إليه بعشرة آلاف درهم و دخل عليه جماعة و هو يأكل فسلموا و قعدوا فقال ع هلموا فإنما وضع الطعام ليؤكل و دخل الغاضري عليه ع فقال إني عصيت رسول الله ص فقال بئس ما عملت كيف قال قال ص لا يفلح قوم ملكت عليهم امرأة و قد ملكت علي امرأتي و أمرتني أن أشتري عبدا فاشتريته فأبق مني فقال ع اختر أحد ثلاثة إن شئت فثمن عبد فقال هاهنا و لا تتجاوز قد اخترت فأعطاه ذلك

 فضائل العكبري بالإسناد عن أبي إسحاق أن الحسن بن علي ع تزوج جعدة بنت الأشعث بن قيس على سنة النبي ص و أرسل إليها ألف دينار

 تفسير الثعلبي و حلية أبي نعيم قال محمد بن سيرين إن الحسن بن علي ع تزوج امرأة فبعث إليها مائة جارية مع كل جارية ألف درهم

 الحسن بن سعيد عن أبيه قال كان تحت الحسن بن علي ع امرأتان تميمية و جعفية فطلقهما جميعا و بعثني إليهما و قال أخبرهما فليعتدا و أخبرني بما تقولان و متعهما العشرة الآلاف و كل واحدة منهما بكذا و كذا من العسل و السمن فأتيت الجعفية فقلت اعتدي فتنفست الصعداء ثم قالت متاع قليل من حبيب مفارق و أما التميمية فلم تدر ما اعتدي حتى قال لها النساء فسكتت فأخبرته ع بقول الجعفية فنكت في الأرض ثم قال لو كنت مراجعا لامرأة لراجعتها

 و قال أنس حيت جارية للحسن بن علي ع بطاقة ريحان فقال لها أنت حرة لوجه الله فقلت له في ذلك فقال أدبنا الله تعالى فقال وَ إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها الآية و كان أحسن منها إعتاقها

 و للحسن بن علي ع

إن السخاء على العباد فريضة لله يقرأ في كتاب محكم‏وعد العباد الأسخياء جنانه و أعد للبخلاء نار جهنم‏من كان لا تندى يداه بنائل الراغبين فليس ذاك بمسلم

 و من همته ع ما روي أنه قدم الشام إلى عند معاوية فأحضر بارنامجا بحمل عظيم و وضع قبله ثم إن الحسن ع لما أراد الخروج خصف خادم نعله فأعطاه البارنامج

 بيان بارنامج معرب بارنامه أي تفصيل الأمتعة

16-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و قدم معاوية المدينة فجلس في أول يوم يجيز من يدخل عليه من خمسة آلاف إلى مائة ألف فدخل عليه الحسن بن علي ع في آخر الناس فقال أبطأت يا أبا محمد فلعلك أردت تبخلني عند قريش فانتظرت يفنى ما عندنا يا غلام أعط الحسن مثل جميع ما أعطينا في يومنا هذا يا أبا محمد و أنا ابن هند فقال الحسن ع لا حاجة لي فيها يا أبا عبد الرحمن و رددتها و أنا ابن فاطمة بنت محمد رسول الله ص

 المبرد في الكامل قال مروان بن الحكم إني مشغوف ببغلة الحسن بن علي ع فقال له ابن أبي عتيق إن دفعتها إليك تقضي لي ثلاثين حاجة قال نعم قال إذا اجتمع القوم فإني آخذ في مآثر قريش و أمسك عن مآثر الحسن فلمني على ذلك فلما حضر القوم أخذ في أولية قريش فقال مروان أ لا تذكر أولية أبي محمد و له في هذا ما ليس لأحد قال إنما كنا في ذكر الأشراف و لو كنا في ذكر الأنبياء لقدمنا ذكره فلما خرج الحسن ع ليركب اتبعه ابن أبي عتيق فقال له الحسن و تبسم أ لك حاجة قال نعم ركوب البغلة فنزل الحسن ع و دفعها إليه أن الكريم إذا خادعته انخدعا

 و من حلمه ما روى المبرد و ابن عائشة أن شاميا رآه راكبا فجعل يلعنه و الحسن لا يرد فلما فرغ أقبل الحسن ع فسلم عليه و ضحك فقال أيها الشيخ أظنك غريبا و لعلك شبهت فلو استعتبتنا أعتبناك و لو سألتنا أعطيناك و لو استرشدتنا أرشدناك و لو استحملتنا أحملناك و إن كنت جائعا أشبعناك و إن كنت عريانا كسوناك و إن كنت محتاجا أغنيناك و إن كنت طريدا آويناك و إن كان لك حاجة قضيناها لك فلو حركت رحلك إلينا و كنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك لأن لنا موضعا رحبا و جاها عريضا و مالا كثيرا فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال أشهد أنك خليفة الله في أرضه اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ و كنت أنت و أبوك أبغض خلق الله إلي و الآن أنت أحب خلق الله إلي و حول رحله إليه و كان ضيفه إلى أن ارتحل و صار معتقدا لمحبتهم

 بيان تقول استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني

17-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ المناقب عن أبي إسحاق العدل في خبر أن مروان بن الحكم خطب يوما فذكر علي بن أبي طالب ع فنال منه و الحسن بن علي ع جالس فبلغ ذلك الحسين ع فجاء إلى مروان فقال يا ابن الزرقاء أنت الواقع في علي في كلام له ثم دخل على الحسن ع فقال تسمع هذا يسب أباك فلا تقول له شيئا فقال و ما عسيت أن أقول لرجل مسلط يقول ما شاء و يفعل ما شاء

 و روي أن الحسن ع لم يسمع قط منه كلمة فيها مكروه إلا مرة واحدة فإنه كان بينه و بين عمرو بن عثمان خصومة في أرض فقال له الحسن ع ليس لعمر و عندنا إلا ما يرغم أنفه دعا أمير المؤمنين ع محمد بن الحنفية يوم الجمل فأعطاه رمحه و قال له أقصد بهذا الرمح قصد الجمل فذهب فمنعوه بنو ضبة فلما رجع إلى والده انتزع الحسن رمحه من يده و قصد قصد الجمل و طعنه برمحه و رجع إلى والده و على رمحه أثر الدم فتمغر وجه محمد من ذلك فقال أمير المؤمنين لا تأنف فإنه ابن النبي و أنت ابن علي

 بيان تمغر وجهه احمر مع كدورة و أنف منه استنكف

18-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ طاف الحسن بن علي ع بالبيت فسمع رجلا يقول هذا ابن فاطمة الزهراء فالتفت إليه فقال قل علي بن أبي طالب فأبي خير من أمي و نادى عبد الله بن عمر الحسن بن علي ع في أيام صفين و قال إن لي نصيحة فلما برز إليه قال إن أباك بغضة لعنة و قد خاض في دم عثمان فهل لك أن تخلعه نبايعك فأسمعه الحسن ع ما كرهه فقال معاوية إنه ابن أبيه

19-  كشف، ]كشف الغمة[ قال كمال الدين بن طلحة روى أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي في تفسيره الوسيط ما يرفعه بسنده أن رجلا قال دخلت مسجد المدينة فإذا أنا برجل يحدث عن رسول الله ص و الناس حوله فقلت له أخبرني عن شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فقال نعم أما الشاهد فيوم الجمعة و أما المشهود فيوم عرفة فجزته إلى آخر يحدث فقلت أخبرني عن شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فقال نعم أما الشاهد فيوم الجمعة و أما المشهود فيوم النحر فجزتهما إلى غلام كان وجهه الدينار و هو يحدث عن رسول الله ص فقلت أخبرني عن شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فقال نعم أما الشاهد فمحمد ص و أما المشهود فيوم القيامة أ ما سمعته يقول يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً و قال تعالى ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ فسألت عن الأول فقالوا ابن عباس و سألت عن الثاني فقالوا ابن عمر و سألت عن الثالث فقالوا الحسن بن علي بن أبي طالب و كان قول الحسن أحسن

 و نقل أنه ع اغتسل و خرج من داره في حلة فاخرة و بزة طاهرة و محاسن سافرة و قسمات ظاهرة و نفخات ناشرة و وجهه يشرق حسنا و شكله قد كمل صورة و معنى و الإقبال يلوح من أعطافه و نضرة النعيم تعرف في أطرافه و قاضي القدر قد حكم أن السعادة من أوصافه ثم ركب بغلة فارهة غير قطوف و سار مكتنفا من حاشيته و غاشيته بصفوف فلو شاهده عبد مناف لأرغم بمفاخرته به معاطس أنوف و عده و آباءه و جده في إحراز خصل الفخار يوم التفاخر بألوف فعرض له في طريقه من محاويج اليهود هم في هدم قد أنهكته العلة و ارتكبته الذلة و أهلكته القلة و جلده يستر عظامه و ضعفه يقيد أقدامه و ضره قد ملك زمامه و سوء حاله قد حبب إليه حمامه و شمس الظهيرة تشوي شواه و أخمصه يصافح ثرى ممشاه و عذاب عرعريه قد عراه و طول طواه قد أضعف بطنه و طواه و هو حامل جر مملوء ماء على مطاه و حاله تعطف عليه القلوب القاسية عند مرآة فاستوقف الحسن ع و قال يا ابن رسول الله أنصفني فقال ع في أي شي‏ء فقال جدك يقول الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و أنت مؤمن و أنا كافر فما أرى الدنيا إلا جنة تتنعم بها و تستلذ بها و ما أراها إلا سجنا لي قد أهلكني ضرها و أتلفني فقرها فلما سمع الحسن ع كلامه أشرق عليه نور التأييد و استخرج الجواب بفهمه من خزانة علمه و أوضح لليهودي خطاء ظنه و خطل زعمه و قال يا شيخ لو نظرت إلى ما أعد الله لي و للمؤمنين في الدار الآخرة مما لا عين رأت و لا أذن سمعت لعلمت أني قبل انتقالي إليه في هذه الدنيا في سجن ضنك و لو نظرت إلى ما أعد الله لك و لكل كافر في الدار الآخرة من سعير نار الجحيم و نكال العذاب المقيم لرأيت أنك قبل مصيرك إليه الآن في جنة واسعة و نعمة جامعة

 بيان سفر الصبح أضاء و أشرق كأسفر و المرأة كشفت عن وجهها فهي سافر و القسمة بكسر السين و فتحها الحسن و الأعطاف الجوانب و الغاشية السؤال يأتونك و الزوار و الأصدقاء ينتابونك و الهم بالكسر الشيخ الفاني و الهدم بالكسر الثوب البالي أو المرقع أو خاص بكساء الصوف و الجمع أهدام و هدم و الشوى اليدان و الرجلان و الرأس من الآدميين و العر بالضم قروح مثل القوباء تخرج بالإبل متفرقة في مشافرها و قوائمها يسيل منها مثل الماء الأصفر و بالفتح الجرب و يحتمل أن يكون عرعرته و عرعرة الجبل و السنام و كل شي‏ء بضم العينين رأسه الطوى بالفتح الجوع و لعل المراد بالطوى ثانيا ما انطوى عليه بطنه من الأحشاء و الأمعاء و المطا الظهر

20-  كشف، ]كشف الغمة[ روى صاحب كتاب صفة الصفوة بسنده عن علي بن زيد بن جذعان أنه قال حج الحسن ع خمس عشرة حجة ماشيا و إن الجنائب لتقاد معه و من كرمه و جوده ع ما رواه سعيد بن عبد العزيز قال إن الحسن سمع رجلا يسأل ربه تعالى أنه يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن إلى منزله فبعث بها إليه و منها أن رجلا جاء إليه ع و سأله حاجة فقال له يا هذا حق سؤالك يعظم لدي و معرفتي بما يجب لك يكبر لدي و يدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله و الكثير في ذات الله عز و جل قليل و ما في ملكي وفاء لشكرك فإن قبلت الميسور و رفعت عني مئونة الاحتفال و الاهتمام بما أتكلفه من واجبك فعلت فقال يا ابن رسول الله ص أقبل القليل و أشكر العطية و أعذر على المنع فدعا الحسن ع بوكيله و جعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها فقال هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم فأحضر خمسين ألفا قال فما فعل الخمسمائة دينار قال هي عندي قال أحضرها فأحضرها فدفع الدراهم و الدنانير إلى الرجل و قال هات من يحملها لك فأتاه بحمالين فدفع الحسن ع إليه رداءه لكراء الحمالين فقال مواليه و الله ما عندنا درهم فقال ع لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم

 و منها ما رواه أبو الحسن المدائني قال خرج الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر ع حجاجا ففاتهم أثقالهم فجاعوا و عطشوا فمروا بعجوز في خباء لها فقالوا هل من شراب فقالت نعم فأناخوا بها و ليس لها إلا شويهة في كسر الخيمة فقالت احلبوها و امتذقوا لبنها ففعلوا ذلك و قالوا لها هل من طعام قالت لا إلا هذه الشاة فليذبحنها أحدكم حتى أهيئ لكم شيئا تأكلون فقام إليها أحدهم فذبحها و كشطها ثم هيأت لهم طعاما فأكلوا ثم أقاموا حتى أبردوا فلما ارتحلوا قالوا لها نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فإذا رجعنا سالمين فألمي بنا فإنا صانعون إليك خيرا ثم ارتحلوا و أقبل زوجها و أخبرته عن القوم الشاة فغضب الرجل و قال ويحك تذبحين شاتي لأقوام لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش ثم بعد مدة ألجأتهم الحاجة إلى دخول المدينة فدخلاها و جعلا ينقلان البعير إليها و يبيعانه و يعيشان منه فمرت العجوز في بعض سكك المدينة فإذا الحسن ع على باب داره جالس فعرف العجوز و هي له منكرة فبعث غلامه فردها فقال لها يا أمة الله تعرفيني قالت لا قال أنا ضيفك يوم كذا فقالت العجوز بأبي أنت و أمي فأمر الحسن ع فاشترى لها من شاء الصدقة ألف شاة و أمر لها بألف دينار و بعث بها مع غلامه إلى أخيه الحسين ع فقال بكم وصلك أخي الحسن فقالت بألف شاة و ألف دينار فأمر لها بمثل ذلك ثم بعث بها مع غلامه إلى عبد الله بن جعفر ع فقال بكم وصلك الحسن و الحسين ع فقالت بألفي دينار و ألفي شاة فأمر لها عبد الله بألفي شاة و ألفي دينار و قال لو بدأت بي لأتعبتهما فرجعت العجوز إلى زوجها بذلك

  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو جعفر المدائني مثله إلا أن فيه فأعطاها عبد الله بن جعفر مثل ذلك

21-  كشف، ]كشف الغمة[ قلت هذه القصة مشهورة و في دواوين جودهم مسطورة و عنهم ع مأثورة و كنت نقلتها على غير هذا الرواية و إنه كان معهم رجل آخر من أهل المدينة و أنها أتت عبد الله بن جعفر فقال ابدئي بسيدي الحسن و الحسين فأتت الحسن فأمر لها بمائة بعير و أعطاها الحسين ألف شاة فعادت إلى عبد الله فسألها فأخبرته فقال كفاني سيداي أمر الإبل و الشاة و أمر لها بمائة ألف درهم و قصدت المدني الذي كان معهم فقال لها أنا لا أجاري أولئك الأجواد في مدى و لا أبلغ عشر عشيرهم في الندى و لكن أعطيك شيئا من دقيق و زبيب فأخذت و انصرفت رجع الكلام إلى ابن طلحة رحمه الله قال و روي عن ابن سيرين قال تزوج الحسن ع امرأة فأرسل إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم

 و روى الحافظ في الحلية عن أبي نجيح أن الحسن بن علي ع حج ماشيا و قسم ماله نصفين

 و عن شهاب بن أبي عامر أن الحسن بن علي ع قاسم الله ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله

 و عن علي بن زيد بن جذعان قال خرج الحسن بن علي من ماله مرتين و قاسم الله ثلاث مرات حتى أنه كان يعطي من ماله نعلا و يمسك نعلا و يعطي خفا و يمسك خفا

 و عن قرة بن خالد قال أكلت في بيت محمد بن سيرين طعاما فلما أن شبعت أخذت المنديل و رفعت يدي فقال محمد إن الحسن بن علي ع قال إن الطعام أهون من أن يقسم فيه

 و عن الحسن بن سعيد عن أبيه قال متع الحسن بن علي ع امرأتين بعشرين ألفا و زقاق من عسل فقالت إحداهما و أراها الحنفية متاع قليل من حبيب مفارق و أتاه رجل فقال إن فلانا يقع فيك فقال ألقيتني في تعب أريد الآن أن أستغفر الله لي و له

22-  د، ]العدد القوية[ قيل وقف رجل على الحسن بن علي ع فقال يا ابن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه بل إنعاما منه عليك إلا ما أنصفتني من خصمي فإنه غشوم ظلوم لا يوقر الشيخ الكبير و لا يرحم الطفل الصغير و كان متكئا فاستوى جالسا و قال له من خصمك حتى انتصف لك منه فقال له الفقر فأطرق ع ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه و قال له أحضر ما عندك من موجود فأحضر خمسة آلاف درهم فقال ادفعها إليه ثم قال له بحق هذه الأقسام التي أقسمت بها علي متى أتاك خصمك جائرا إلا ما أتيتني منه متظلما

23-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أحمد بن القاسم معنعنا عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر ع يقول قال علي بن أبي طالب ع للحسن قم اليوم خطيبا و قال لأمهات أولاده قمن فاسمعن خطبة ابني قال فحمد الله تعالى و صلى على النبي ص ثم قال ما شاء الله أن يقول ثم قال إن أمير المؤمنين في باب و منزل مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً و من خرج منه كان كافرا أقول قولي و أستغفر الله العظيم لي و لكم و نزل فقام علي فقبل رأسه و قال بأبي أنت و أمي ثم قرأ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

24-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ أبو جعفر الحسني و الحسن بن حباش معنعنا عن جعفر بن محمد ع قال قال علي بن أبي طالب ع للحسن يا بني قم فاخطب حتى أسمع كلامك قال يا أبتاه كيف أخطب و أنا أنظر إلى وجهك أستحيي منك قال فجمع علي بن أبي طالب ع أمهات أولاده ثم توارى عنه حيث يسمع كلامه فقام الحسن ع فقال الحمد لله الواحد بغير تشبيه الدائم بغير تكوين القائم بغير كلفة الخالق بغير منصبة الموصوف بغير غاية المعروف بغير محدودية العزيز لم يزل قديما في القدم ردعت القلوب لهيبته و ذهلت العقول لعزته و خضعت الرقاب لقدرته فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته و لا يبلغ الناس كنه جلاله و لا يفصح الواصفون منهم لكنه عظمته و لا تبلغه العلماء بألبابها و لا أهل التفكر بتدبير أمورها أعلم خلقه به الذي بالحد لا يصفه يدرك الأبصار و لا يدركه الأبصار وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أما بعد فإن عليا باب من دخله كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم لي و لكم فقام علي بن أبي طالب ع و قبل بين عينيه ثم قال ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

25-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن علي بن أسباط عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال لقي الحسن بن علي ع عبد الله بن جعفر فقال يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمنا و هو يسخط قسمه و يحقر منزلته و الحاكم عليه الله و أنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو الله فيستجاب له

26-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال و ابن محبوب عن يونس بن يعقوب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن ناسا بالمدينة قالوا ليس للحسن مال فبعث الحسن إلى رجل بالمدينة فاستقرض منه ألف درهم فأرسل بها إلى المصدق و قال هذه صدقة ما لنا فقالوا ما بعث الحسن هذه من تلقاء نفسه إلا و عنده مال

27-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي عبد الله ع قال كان الحسن بن علي ع يحج ماشيا و تساق معه المحامل و الرحال

28-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كتاب الفنون عن أحمد المؤدب و نزهة الأبصار عن ابن مهدي أنه مر الحسن بن علي ع على فقراء و قد وضعوا كسيرات على الأرض و هم قعود يلتقطونها و يأكلونها فقالوا له هلم يا ابن بنت رسول الله إلى الغداء قال فنزل و قال إن الله لا يحب المستكبرين و جعل يأكل معهم حتى اكتفوا و الزاد على حاله ببركته ع ثم دعاهم إلى ضيافته و أطعمهم و كساهم

 و روى الحاكم في أماليه للحسن ع من كان يباء بجد فإن جدي الرسول ص أو كان يباء بأم فإن أمي البتول أو كان يباء بزور فزورنا جبرئيل

 بيان يباء بالباء فيما عندنا من النسخ و لعله يباء من البأو بمعنى الكبر و الفخر يقال بأوت على القوم أبأى بأوا أو بالنون من نأى بمعنى بعد كناية عن الرفعة أو من النوء بمعنى العطاء أو من المناواة بمعنى المفاخرة و يحتمل أن يكون نباء من النبأ بمعنى الخبر على صيغة المبالغة أو نثاء كذلك من النثاء

29-  من بعض كتب المناقب المعتبرة، بإسناده عن نجيح قال رأيت الحسن بن علي ع يأكل و بين يديه كلب كلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها فقلت له يا ابن رسول الله أ لا أرجم هذا الكلب عن طعامك قال دعه إني لأستحيي من الله عز و جل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي و أنا آكل ثم لا أطعمه

 و ذكر الثقة أن مروان بن الحكم عليه اللعنة شتم الحسن بن علي ع فلما فرغ قال الحسن إني و الله لا أمحو عنك شيئا و لكن مهدك الله فلئن كنت صادقا فجزاك الله بصدقك و لئن كنت كاذبا فجزاك الله بكذبك و الله أشد نقمة مني

 و روي أن غلاما له ع جنى جناية توجب العقاب فأمر به أن يضرب فقال يا مولاي وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ قال عفوت عنك قال يا مولاي وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ قال أنت حر لوجه الله و لك ضعف ما كنت أعطيك

30-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه و عمرو بن عثمان جميعا عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر و أبا عبد الله ع يقولان بينا الحسن بن علي ع في مجلس أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذ أقبل قوم فقالوا يا با محمد أردنا أمير المؤمنين قال و ما حاجتكم قالوا أردنا أن نسأله عن مسألة قال و ما هي تخبرونا بها فقالوا امرأة جامعها زوجها فلما قام عنها قامت بحموتها فوقعت على جارية بكر فساحقتها فألقت النطفة فيها فحملت فما تقول في هذا فقال الحسن ع معضلة و أبو الحسن لها و أقول فإن أصبت فمن الله ثم من أمير المؤمنين و إن أخطأت فمن نفسي فأرجو أن لا أخطئ إن شاء الله يعمد إلى المرأة فيؤخذ منها مهر الجارية البكر في أول وهلة لأن الولد لا يخرج منها حتى يشق فتذهب عذرتها ثم ترجم المرأة لأنها محصنة و ينتظر بالجارية حتى تضع ما في بطنها و يرد إلى أبيه صاحب النطفة ثم تجلد الجارية الحد قال فانصرف القوم من عند الحسن فلقوا أمير المؤمنين ع فقال ما قلتم لأبي محمد و ما قال لكم فأخبروه فقال لو أنني المسئول ما كان عندي فيها أكثر مما قال ابني

31-  ج، ]الإحتجاج[ روي أن عمرو بن العاص قال لمعاوية ابعث إلى الحسن بن ع فمره أن يصعد المنبر يخطب الناس لعله يحصر فيكون ذلك مما نعيره به في كل محفل فبعث إليه معاوية فأصعده المنبر و قد جمع له الناس و رؤساء أهل الشام فحمد الله الحسن بن علي صلوات الله عليه و أثنى عليه ثم قال أيها الناس من عرفني فأنا الذي يعرف و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله أول المسلمين إسلاما و أمي فاطمة بنت رسول الله ص و جدي محمد بن عبد الله نبي الرحمة أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن السراج المنير أنا ابن من بعث رحمة للعالمين أنا ابن من بعث إلى الجن و الإنس أجمعين فقال معاوية يا با محمد خذ بنا في نعت الرطب أراد تخجيله فقال الحسن الريح تنفخه و الحر ينضجه و الليل يبرده و يطيبه ثم أقبل الحسن ع فرجع في كلامه الأول فقال أنا ابن مستجاب الدعوة أنا ابن الشفيع المطاع أنا ابن أول من ينفض عن الرأس التراب أنا ابن من يقرع باب الجنة فيفتح له أنا ابن من قاتل معه الملائكة و أحل له المغنم و نصر بالرعب من مسيرة شهر فأكثر في هذا النوع من الكلام و لم يزل به حتى أظلمت الدنيا على معاوية و عرف الحسن ع من لم يكن يعرفه من أهل الشام و غيرهم ثم نزل فقال له معاوية أما إنك يا حسن قد كنت ترجو أن تكون خليفة و لست هناك فقال الحسن ع أما الخليفة فمن سار بسيرة رسول الله ص و عمل بطاعة الله عز و جل ليس الخليفة من سار بالجور و عطل السنن و اتخذ الدنيا أما و أبا و لكن ذلك ملك أصاب ملكا فتمتع منه قليلا و كان قد انقطع عنه فاتخم لذته و بقيت عليه تبعته و كان كما قال الله تبارك و تعالى وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ فأومأ بيده إلى معاوية ثم قام فانصرف فقال معاوية لعمرو و الله ما أردت إلا شيني حين أمرتني بما أمرتني و الله ما كان يرى أهل الشام أن أحدا مثلي في حسب و لا غيره حتى قال الحسن ما قال قال عمرو هذا شي‏ء لا يستطاع دفنه و لا تغييره لشهرته في الناس و اتضاحه فسكت معاوية

 بيان الاتخام الثقل الحاصل من كثرة أكل الطعام أي اتخم من لذته

32-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ القاضي النعمان في شرح الأخبار بالإسناد عن عبادة بن الصامت و رواه جماعة عن غيره أنه سأل أعرابي أبا بكر فقال إني أصبت بيض نعام فشويته و أكلته و أنا محرم فما يجب علي فقال له يا أعرابي أشكلت علي في قضيتك فدله على عمر و دله عمر على عبد الرحمن فلما عجزوا قالوا عليك بالأصلع فقال أمير المؤمنين ع سل أي الغلامين شئت فقال الحسن يا أعرابي أ لك إبل قال نعم قال فاعمد إلى عدد ما أكلت من البيض نوقا فاضربهن بالفحول فما فضل منها فأهده إلى بيت الله العتيق الذي حججت إليه فقال أمير المؤمنين إن من النوق السلوب و منها ما يزلق فقال إن يكن من النوق السلوب و ما يزلق فإن من البيض ما يمرق قال فسمع صوت معاشر الناس إن الذي فهم هذا الغلام هو الذي فهمها سليمان بن داود

 بيان السلوب من النوق التي ألقت ولدها بغير تمام و أزلقت الناقة أسقطت و المراد هنا ما تسقط النطفة و مرقت البيضة فسدت. أقول قد أورد كثير من قضاياه ع في الفقيه و الكافي في كتاب الحدود و كتاب القضايا و كتاب الديات تركناها لوضوح الأمر و خوف الإطناب

33-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن سنان عن رجل من أهل الكوفة أن الحسن بن علي ع كلم رجلا فقال من أي بلد أنت قال من الكوفة قال لو كنت بالمدينة لأريتك منازل جبرئيل ع من ديارنا

 محمد بن سيرين أن عليا ع قال لابنه الحسن أجمع الناس فاجتمعوا فأقبل فخطب الناس فحمد الله و أثنى عليه و تشهد ثم قال أيها الناس إن الله اختارنا لنفسه و ارتضانا لدينه و اصطفانا على خلقه و أنزل علينا كتابه و وحيه و ايم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا إلا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه و آخرته و لا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ثم نزل فجمع بالناس و بلغ أباه فقبل بين عينيه ثم قال بأبي و أمي ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

 العقد عن ابن عبد ربه و الأندلسي و كتاب المدائني أيضا أنه قال عمرو بن العاص لمعاوية لو أمرت الحسن بن علي يخطب على المنبر فلعله حصر فيكون ذلك وضعا له عند الناس فأمر الحسن بذلك فلما صعد المنبر تكلم و أحسن ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب أنا ابن أول المسلمين إسلاما و أمي فاطمة بنت رسول الله أنا ابن البشير النذير أنا ابن السراج المنير أنا ابن من بعث رحمة للعالمين و في رواية ابن عبد ربه لو طلبتم ابنا لنبيكم ما بين لابتيها لم تجدوا غيري و غير أخي فناداه معاوية يا أبا محمد حدثنا بنعت الرطب أراد بذلك يخجله و يقطع بذلك كلامه فقال نعم تلقحه الشمال و تخرجه الجنوب و تنضجه الشمس و يطيبه القمر و في رواية المدائني الريح تنفخه و الحر تنضجه و الليل يبرده و يطيبه و في رواية المدائني فقال عمرو أبا محمد هل تنعت الخرأة قال نعم تبعد الممشي في الأرض الصحصح حتى تتوارى من القوم و لا تستقبل القبلة و لا تستدبرها و لا تمسح باللقمة و الرمة يريد العظم و الروث و لا تبل في الماء الراكد

 توضيح الخرء بالفتح دفع الخرء بالضم و الصحصح المكان المستوي و لا يخفى ما في إدخال الروث في تفسير الرمة من الاشتباه

34-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ المنهال بن عمرو إن معاوية سأل الحسن ع أن يصعد المنبر و ينتسب فصعد فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فسأبين له نفسي بلدي مكة و منى و أنا ابن المروة و الصفا و أنا ابن النبي المصطفى و أنا ابن من علا الجبال الرواسي و أنا ابن من كسا محاسن وجهه الحياء أنا ابن فاطمة سيدة النساء أنا ابن قليلات العيوب نقيات الجيوب و أذن المؤذن فقال أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله فقال يا معاوية محمد أبي أم أبوك فإن قلت ليس بأبي فقد كفرت و إن قلت نعم فقد أقررت ثم قال أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمدا منها و أصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمدا منها و أصبحت العجم تعرف حق العرب بأن محمدا منها يطلبون حقنا و لا يردون إلينا حقنا

 بيان قال الجوهري رجل ناصح الجيب أي أمين انتهى فقوله ع نقيات الجيوب كناية عن عفتهن كما أن طهارة الذيل في عرف العجم كناية عنها

  -35  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن ثلاث عن مكان بمقدار وسط السماء و عن أول قطرة دم وقعت على الأرض و عن مكان طلعت فيه الشمس مرة فلم يعلم ذلك فاستغاث بالحسن بن علي ع فقال ظهر الكعبة و دم حواء و أرض البحر حين ضربه موسى و عنه ع في جواب ملك الروم ما لا قبلة له فهي الكعبة و ما لا قرابة له فهو الرب تعالى و سأل شامي الحسن بن علي ع فقال كم بين الحق و الباطل فقال أربع أصابع فما رأيت بعينك فهو الحق و قد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا و قال كم بين الإيمان و اليقين فقال أربع أصابع الإيمان ما سمعناه و اليقين ما رأيناه قال و كم بين السماء و الأرض قال دعوة المظلوم و مد البصر قال كم بين المشرق و المغرب قال مسيرة يوم للشمس

 أبو المفضل الشيباني في أماليه و ابن الوليد في كتابه بالإسناد عن جابر بن عبد الله قال كان الحسن بن علي قد ثقل لسانه و أبطأ كلامه فخرج رسول الله ص في عيد من الأعياد و خرج معه بالحسن بن علي فقال النبي ص الله أكبر يفتتح الصلاة قال الحسن الله أكبر قال فسر بذلك رسول الله فلم يزل رسول الله يكبر و الحسن معه يكبر حتى كبر سبعا فوقف الحسن عند السابعة فوقف رسول الله ص عندها ثم قام رسول الله إلى الركعة الثانية فكبر الحسن حتى إذا بلغ رسول الله خمس تكبيرات فوقف الحسن عند الخامسة و وقف رسول الله عند الخامسة فصار ذلك سنة في تكبير العيدين و في رواية أنه كان الحسين ع

 كتاب إبراهيم قال بعض أصحاب الحسن ع مرفوعا الطلق للنساء إنما يكون سره المولود متصلة بسرة أمه فتقطع فيؤلمها

 أقول قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة روى محمد بن حبيب في أماليه أن الحسن ع حج خمس عشرة حجة ماشيا تقاد الجنائب معه و خرج من ماله مرتين و قاسم الله عز و جل ثلاث مرات ماله حتى أنه كان يعطي نعلا و يمسك نعلا و يعطي خفا و يمسك خفا

 و روي أيضا أن الحسن ع أعطى شاعرا فقال له رجل من جلسائه سبحان الله شاعرا يعصي الرحمن و يقول البهتان فقال يا عبد الله إن خير ما بذلت من مالك ما وقيت به عرضك و إن من ابتغاء الخير اتقاء الشر

36-  د، ]العدد القوية[ حدث الزبير بن بكار و ابن عون عن عمير بن إسحاق قال ما تكلم أحد أحب إلي أن لا يسكت من الحسن بن علي ع و ما سمعت منه كلمة فحش قط و إنه كان بين الحسن بن علي و عمرو بن عثمان خصومة في أرض فعرض الحسين أمرا لم يرضه عمرو فقال الحسن ع ليس له عندنا إلا ما أرغم أنفه فإن هذه أشد و أفحش كلمة سمعتها منه قط

37-  د، ]العدد القوية[ قيل طعن أقوام من أهل الكوفة في الحسن بن علي ع فقالوا إنه عي لا يقوم بحجة فبلغ ذلك أمير المؤمنين ع فدعا الحسن فقال يا ابن رسول الله إن أهل الكوفة قد قالوا فيك مقالة أكرهها قال و ما يقولون يا أمير المؤمنين قال يقولون إن الحسن بن علي عي اللسان لا يقوم بحجة و إن هذه الأعواد فأخبر الناس فقال يا أمير المؤمنين لا أستطيع الكلام و أنا أنظر إليك فقال أمير المؤمنين ع إني متخلف عنك فناد إن الصلاة جامعة فاجتمع المسلمون فصعد ع المنبر فخطب خطبة بليغة وجيزة فضج المسلمون بالبكاء ثم قال أيها الناس اعقلوا عن ربكم إِنَّ اللَّهَ عز و جل اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فنحن الذرية من آدم و الأسرة من نوح و الصفوة من إبراهيم و السلالة من إسماعيل و آل من محمد ص نحن فيكم كالسماء المرفوعة و الأرض المدحوة و الشمس الضاحية و كالشجرة الزيتونة لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ التي بورك زيتها النبي أصلها و علي فرعها و نحن و الله ثمرة تلك الشجرة فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا و من تخلف عنها فإلى النار هوى فقام أمير المؤمنين من أقصى الناس يسحب رداءه من خلفه حتى علا المنبر مع الحسن ع فقبل بين عينيه ثم قال يا ابن رسول الله أثبت على القوم حجتك أوجبت عليهم طاعتك فويل لمن خالفك