باب 4- أحوال إخوانه و عشائره صلوات الله عليه

1-  ل، ]الخصال[ الحسن بن محمد بن يحيى العلوي عن جده عن إبراهيم بن محمد بن يوسف عن علي بن الحسن عن إبراهيم بن رستم عن أبي حمزة السكوني عن جابر الجعفي عن عبد الرحمن بن ثابت قال كان النبي ص يقول لعقيل إني لأحبك يا عقيل حبين حبا لك و حبا لحب أبي طالب لك

2-  د، ]العدد القوية[ ذكر ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب أن مولانا أمير المؤمنين ع كان أصغر ولد أبي طالب ع كان أصغر من جعفر بعشر سنين و جعفر أصغر من عقيل بعشر سنين و عقيل أصغر من طالب بعشر سنين

  -3  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أحمد بن محمد بن الصلت عن ابن عقدة عن أحمد بن القاسم الأكفاني عن عباد بن يعقوب عن أبي معاذ زياد بن رستم بياع الأدم عن عبد الصمد عن جعفر بن محمد ع قال قلت يا أبا عبد الله حدثنا حديث عقيل قال نعم جاء عقيل إليكم بالكوفة و كان علي ع جالسا في صحن المسجد و عليه قميص سنبلاني قال فسأله قال أكتب لك إلى ينبع قال ليس غير هذا قال لا فبينما هو كذلك إذ أقبل الحسين ع فقال اشتر لعمك ثوبين فاشترى له قال يا ابن أخي ما هذا قال هذه كسوة أمير المؤمنين ع ثم أقبل حتى انتهى إلى علي ع فجلس فجعل يضرب يده على الثوبين و جعل يقول ما ألين هذا الثوب يا أبا يزيد قال يا حسن أخد عمك قال قال ما أملك صفراء و لا بيضاء قال فمر له ببعض ثيابك قال فكساه بعض ثيابه قال ثم قال يا محمد أخد عمك قال و الله ما أملك درهما و لا دينارا قال اكسه بعض ثيابك قال عقيل يا أمير المؤمنين ائذن لي إلى معاوية قال في حل محلل فانطلق نحوه و بلغ ذلك معاوية فقال اركبوا أفره دوابكم و البسوا من أحسن ثيابكم فإن عقيلا قد أقبل نحوكم و أبرز معاوية سريره فلما انتهى إليه عقيل قال معاوية مرحبا بك يا أبا يزيد ما نزع بك قال طلب الدنيا من مظانها قال وقفت و أصبت قد أمرنا لك بمائة ألف فأعطاه المائة الألف ثم قال أخبرني عن العسكرين الذين مررت بهما عسكري و عسكر علي قال في الجماعة أخبرك أو في الوحدة قال لا بل في الجماعة قال مررت على عسكر علي ع فإذا ليل كليل النبي ص و نهار كنهار النبي ص إلا أن رسول الله ليس فيهم و مررت على عسكرك فإذا أول من استقبلني أبو الأعور و طائفة من المنافقين و المنفرين برسول الله ص إلا أن أبا سفيان ليس فيهم فكف عنه حتى إذا ذهب الناس قال له يا أبا يزيد أيش صنعت بي قال أ لم أقل لك في الجماعة أو في الوحدة فأبيت علي قال أما الآن فاشفني من عدوي قال ذلك عند الرحيل فلما كان من الغد شد غرائره و رواحله و أقبل نحو معاوية و قد جمع معاوية حوله فلما انتهى إليه قال يا معاوية من ذا عن يمينك قال عمرو بن العاص فتضاحك ثم قال لقد علمت قريش أنه لم يكن أحصى لتيوسها من أبيه ثم قال من هذا قال هذا أبو موسى فتضاحك ثم قال لقد علمت قريش بالمدينة أنه لم يكن بها امرأة أطيب ريحا من قب أمه قال أخبرني عن نفسي يا أبا يزيد قال تعرف حمامة ثم سار فألقى في خلد معاوية قال أم من أمهاتي لست أعرفها فدعا بنسابين من أهل الشام فقال أخبراني أو لأضربن أعناقكما لكما الأمان قالا فإن حمامة جدة أبي سفيان السابعة و كانت بغيا و كان لها بيت توفي فيه قال جعفر بن محمد ع و كان عقيل من أنسب الناس

 بيان يقال أخديته أي أعطيته و القب بالكسر العظم الناتئ بين الأليتين. أقول قال عبد الحميد بن أبي الحديد رووا أن عقيلا رحمه الله قدم على أمير المؤمنين ع فوجده جالسا في صحن المسجد بالكوفة فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين قال و عليك السلام يا أبا يزيد ثم التفت إلى الحسن ابنه ع فقال قم فأنزل عمك فقام فأنزله ثم عاد إليه فقال اذهب فاشتر لعمك قميصا جديدا و رداء جديدا و إزارا جديدا و نعلا جديدا فذهب فاشترى له فغدا عقيل على أمير المؤمنين ع في الثياب فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال و عليك السلام يا أبا يزيد يخرج عطائي فأدفعه إليك فلما ارتحل عن أمير المؤمنين ع إلى معاوية فنصب له كراسيه و أجلس جلساءه حوله فلما ورد عليه أمر له بمائة ألف فقبضها ثم غدا عليه يوما بعد ذلك و جلساء معاوية حوله فقال يا أبا يزيد أخبرني عن عسكري و عسكر أخيك فقد وردت عليهما قال أخبرك مررت و الله بعسكر أخي فإذا ليل كليل رسول الله ص و نهار كنهار رسول الله ص إلا أن رسول الله ليس في القوم ما رأيت إلا مصليا و لا سمعت إلا قارئا و مررت بعسكرك فاستقبلني قوم من المنافقين ممن نفر ناقة رسول الله ص ليلة العقبة ثم قال من هذا عن يمينك يا معاوية قال هذا عمرو بن العاص قال هذا الذي اختصم فيه ستة نفر فغلب عليه جزار قريش فمن الآخر قال الضحاك بن قيس الفهري قال أما و الله لقد كان أبوه جيد الأخذ لعسب التيوس فمن هذا الآخر قال أبو موسى الأشعري قال هذا ابن السراقة فلما رأى معاوية أنه قد أغضب جلساءه علم أنه إن استخبره عن نفسه قال فيه سوءا فأحب أن يسأله ليقول فيه ما يعلمه من السوء فيذهب بذلك غضب جلسائه قال يا أبا يزيد فما تقول في قال دعني من هذا قال لتقولن قال أ تعرف حمامة قال و من حمامة يا أبا يزيد قال قد أخبرتك ثم قال فمضى فأرسل معاوية إلى النسابة فدعاه قال من حمامة قال و لي الأمان قال نعم قال حمامة جدتك أم أبي سفيان كانت بغيا في الجاهلية صاحبة راية قال معاوية لجلسائه قد ساويتكم و زدت عليكم فلا تغضبوا. و قال في موضع آخر من المفارقين لعلي ع أخوه عقيل بن أبي طالب قدم على أمير المؤمنين ع الكوفة يسترفده فعرض عليه عطاءه فقال إنما أريد من بيت المال فقال تقيم لي يوم الجمعة فلما صلى علي الجمعة قال له ما تقول فيمن خان هؤلاء أجمعين قال بئس الرجل قال فإنك أمرتني أن أخونهم و أعطيك فلما خرج من عنده شخص إلى معاوية فأمر له يوم قدومه بمائة ألف درهم و قال له يا أبا يزيد أنا خير لك أم علي قال وجدت عليا أنظر لنفسه منك و وجدتك أنظر لي منك لنفسك و قال معاوية لعقيل إن فيكم يا بني هاشم لينا قال أجل إن فينا للينا من غير ضعف و عزا من غير عنف و إن لينكم يا معاوية غدر و سلمكم كفر و قال معاوية و لا كل هذا يا أبا يزيد و قال الوليد بن عقبة لعقيل في مجلس معاوية غلبك أخوك يا أبا يزيد على الثروة قال نعم و سبقني و إياك إلى الجنة قال أما و الله لو أن أهل الأرض اشتركوا في قتله لأرهقوا صعودا و إن أخاك لأشد هذه الأمة عذابا فقال صه و الله إنا لنرغب بعبد من عبيده عن صحبة أبيك عقبة بن أبي معيط. و قال معاوية يوما و عنده عمرو بن العاص و قد أقبل عقيل لأضحكنك من عقيل فلما سلم قال معاوية مرحبا برجل عمه أبو لهب فقال عقيل و أهلا بمن عمته حمالة الحطب فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ لأن امرأة أبي لهب أم جميل بنت حرب بن أمية

  قال معاوية يا أبا يزيد ما ظنك بعمك أبي لهب قال إذا دخلت النار فخذ على يسارك تجده مفترشا عمتك حمالة الحطب أ فناكح في النار خير أم منكوح قال كلاهما شر و الله. و قال في موضع آخر عقيل بن أبي طالب هو أخو أمير المؤمنين ع لأبيه و أمه و كانوا بنو أبي طالب أربعة طالب و هو أسن من عقيل بعشر سنين و عقيل و هو أسن من جعفر بعشر سنين و جعفر و هو أسن من علي بعشر سنين و علي ع و هو أصغرهم سنا و أعظمهم قدرا بل و أعظم الناس بعد ابن عمه قدرا و كان أبو طالب يحب عقيلا أكثر من حبه سائر بنيه فلذلك قال للنبي ص و للعباس حين أتياه ليقسما بنيه عام المحل فيخففا عنه ثقلهم دعوا لي عقيلا و خذوا من شئتم فأخذ العباس جعفرا و أخذ محمد عليا و كان عقيل يكنى أبا يزيد قال له رسول الله ص يا أبا يزيد إني أحبك حبين حبا لقرابتك مني و حبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك أخرج عقيل إلى بدر مكرها كما أخرج العباس فأسر و فدي و عاد إلى مكة ثم أقبل مسلما مهاجرا قبل الحديبية و شهد غزاة مؤتة مع أخيه جعفر و توفي في خلافة معاوية في سنة خمسين و كان عمره ست و تسعون سنة و له دار بالمدينة معروفة و خرج إلى مكة ثم إلى الشام ثم عاد إلى المدينة و لم يشهد مع أخيه أمير المؤمنين ع شيئا من حروبه أيام خلافته و عرض نفسه و ولده عليه فأعفاه و لم يكلفه حضور الحرب و كان أنسب قريش و أعلمهم بأيامها و كان مبغضا إليهم لأنه كان يعد مساويهم و كانت له طنفسة تطرح في مسجد رسول الله فيصلي عليها و يجتمع إليه الناس في علم النسب و أيام العرب و كان حينئذ قد ذهب بصره و كان أسرع الناس جوابا و أشدهم عارضة و كان يقال إن في قريش أربعة يتحاكم إليهم في علم النسب و أيام قريش و يرجع إلى قولهم عقيل بن أبي طالب و مخرمة بن نوفل الزهري و أبو الجهم بن حذيفة العدوي و حويطب بن عبد العزى العامري و اختلف الناس فيه هل التحق بمعاوية و أمير المؤمنين ع حي فقال قوم و رووا أن معاوية قال يوما و عقيل عنده هذا أبو يزيد لو لا علمه أني خير له من أخيه لما أقام عندنا و تركه فقال عقيل أخي خير لي في ديني و أنت خير لي في دنياي و قد آثرت دنيا و أسأل الله خاتمة خير و قال قوم إنه لم يفد إلى معاوية إلا بعد وفاة أمير المؤمنين ع و استدلوا على ذلك بالكتاب الذي كتبه إليه في آخر خلافته و الجواب الذي أجابه ع به و قد ذكرناه فيما تقدم و سيأتي ذكره أيضا في باب كتبه ع و هذا القول هو الأظهر عندي. و روى المدائني قال قال معاوية يوما لعقيل بن أبي طالب هل من حاجة فأقضيها لك قال نعم جارية عرضت علي و أبى أصحابها أن يبيعوها إلا بأربعين ألفا فأحب معاوية أن يمازحه قال و ما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا و أنت أعمى تجتزئ بجارية قيمتها خمسون درهما قال أرجو أن أطأها فتلد لي غلاما إذا أغضبته يضرب عنقك فضحك معاوية و قال مازحناك يا أبا يزيد و أمر فابتيعت له الجارية التي أولد منها مسلما رحمه الله فلما أتت على مسلم ثماني عشرة سنة و قد مات عقيل أبوه قال لمعاوية يا أمير المؤمنين إن لي أرضا بمكان كذا من المدينة و إني أعطيت بها مائة ألف و قد أحببت أن أبيعك إياها فادفع إلي ثمنها فأمر معاوية بقبض الأرض و دفع الثمن إليه فبلغ ذلك الحسين ع فكتب إلى معاوية أما بعد فإنك اغتررت غلاما من بني هاشم فابتعت منه أرضا لا يملكها فاقبض من الغلام ما دفعته إليه و اردد علينا أرضنا فبعث معاوية إلى مسلم فأخبره ذلك و أقرأه كتاب الحسين ع

  و قال اردد علينا مالنا و خذ أرضك فإنك بعت ما لا تملك فقال مسلم أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه و قال يا بني هذا و الله كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له أمك ثم كتب إلى الحسين ع أني قد رددت عليكم الأرض و سوغت مسلما ما أخذه فقال الحسين ع أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما. فقال معاوية لعقيل يا أبا يزيد أين يكون عمك أبو لهب اليوم قال إذا دخلت جهنم فاطلبه تجده مضاجعا عمتك أم جميل بنت حرب بن أمية و قالت له زوجته ابنة عتبة بن ربيعة يا بني هاشم لا يحبكم قلبي أبدا أين أبي أين عمي أين أخي كأن أعناقهم أباريق الفضة ترد أنفهم الماء قبل شفاههم قال إذا دخلت جهنم فخذي على شمالك تجدينهم. سأل معاوية عقيلا رحمه الله عن قصة الحديدة المحماة المذكورة فبكى و قال أنا أحدثك يا معاوية عنه ثم أحدثك عما سألت نزل بالحسين ابنه ضيف فاستسلف درهما اشترى به خبزا و احتاج إلى الإدام فطلب من قنبر خادمهم أن يفتح له زقا من زقاق عسل جاءتهم من اليمن فأخذ منه رطلا فلما طلبها ليقسمها قال يا قنبر أظن أنه حدث في هذا الزق حدث قال نعم يا أمير المؤمنين و أخبره فغضب و قال علي بحسين و رفع الدرة فقال بحق عمي جعفر و كان إذا سئل بحق جعفر سكن فقال له ما حملك إذ أخذت منه قبل القسمة قال إن لنا فيه حقا فإذا أعطيناه رددناه قال فداك أبوك و إن كان لك فيه حق فليس لك أن تنتفع بحقك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم أما لو لا أني رأيت رسول الله يقبل ثنيتيك لأوجعتك ضربا ثم دفع إلى قنبر درهما كان مصرورا في ردائه و قال اشتر به خير عسل تقدر عليه قال عقيل و الله لكأني أنظر إلى يدي علي و هي على فم الزق و قنبر يقلب العسل فيه ثم شده و جعل يبكي و يقول اللهم اغفر للحسين فإنه لم يعلم. فقال معاوية ذكرت من لا ينكر فضله رحم الله أبا حسن فلقد سبق من كان قبله و أعجز من يأتي بعده هلم حديث الحديدة قال نعم أقويت و أصابتني مخمصة شديدة فسألته فلم تند صفاته فجمعت صبياني و جئته بهم و البؤس و الضر ظاهران عليهم فقال ائتني عشية لأدفع إليك شيئا فجئته يقودني أحد ولدي فأمره بالتنحي ثم قال ألا فدونك فأهويت حريصا قد غلبني الجشع أظنها صرة فوضعت يدي على حديد تلتهب نارا فلما قبضتها نبذتها و خرت كما يخور الثور تحت جازره فقال لي ثكلتك أمك هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا فكيف بك و بي غدا إن سلكنا في سلاسل جهنم ثم قرأ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ثم قال ليس لك عندي فوق حقك الذي فرضه الله لك إلا ما ترى فانصرف إلى أهلك فجعل معاوية يتعجب و يقول هيهات عقمت النساء أن تلد بمثله. أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن قتادة أن أروى بنت الحارث بن عبد المطلب دخلت على معاوية بن أبي سفيان و قد قدم المدينة و هي عجوز كبيرة فلما رآها معاوية قال مرحبا بك يا خالة كيف كنت بعدي قالت كيف أنت يا ابن أختي لقد كفرت النعمة و أسأت لابن عمك الصحبة و تسميت بغير اسمك

  و أخذت غير حقك بلا بلاء كان منك و لا من آبائك في ديننا و لا سابقة كانت لكم بل كفرتم بما جاء به محمد ص فأتعس الله منكم الجدود و أصعر منكم الخدود و رد الحق إلى أهله فكانت كلمتنا هي العليا و نبينا هو المنصور على من ناواه فوثبت قريش علينا من بعده حسدا لنا و بغيا فكنا بحمد الله و نعمته أهل بيت فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون و كان سيدنا فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى و غايتنا الجنة و غايتكم النار فقال لها عمرو بن العاص كفي أيتها العجوز الضالة و اقصري من قولك مع ذهاب عقلك إذ لا تجوز شهادتك وحدك فقالت و أنت يا ابن الباغية تتكلم و أمك أشهر بغي بمكة و أقلهم أجرة و ادعاك خمسة من قريش فسئلت أمك عن ذلك فقالت كل أتاها فانظروا أشبههم به فألحقوه به فغلب شبه العاص بن وائل جزار قريش ألأمهم مكرا و أمهنهم خيرا فما ألومك ببغضنا قال مروان بن الحكم كفي أيتها العجوز و اقصدي لما جئت له فقالت و أنت يا ابن الزرقاء تتكلم و الله و أنت ببشير مولى ابن كلدة أشبه منك بالحكم بن العاص و قد رأيت الحكم سبط الشعر مديد القامة و ما بينكما قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرف فاسأل عما أخبرتك به أمك فإنها ستخبرك بذلك ثم التفتت إلى معاوية فقالت و الله ما جرأ هؤلاء غيرك و إن أمك القائلة في قتل حمزة

نحن جزيناكم بيوم بدر و الحرب بعد الحرب ذات السعر

. إلى آخر الأبيات فأجابتها ابنة عمي

خزيت في بدر و غير بدر يا بنت وقاع عظيم الكفر

. إلى آخر الأبيات فالتفت معاوية إلى مروان و عمرو و قال و الله ما جرأها على غيركما و لا أسمعني هذا الكلام سواكما ثم قال يا خالة اقصدي لحاجتك و دعي أساطير النساء عنك قالت تعطيني ألفي دينار و ألفي دينار و ألفي دينار قال ما تصنعين بألفي دينار قالت أزوج بها فقراء بني الحارث بن عبد المطلب قال هي كذلك فما تصنعين بألفي دينار قالت أستعين بها على شدة الزمان و زيارة بيت الله الحرام قال قد أمرت بها لك فما تصنعين بألفي دينار قالت أشتري بها عينا خرارة في أرض حوارة تكون لفقراء بني الحارث بن عبد المطلب قال هي لك يا خالة أما و الله لو كان ابن عمك علي ما أمر بها لك قالت تذكر عليا فض الله فاك و أجهد بلاك ثم علا نحيبها و بكاؤها و جعلت تقول

ألا يا عين ويحك فاسعدينا ألا فابكي أمير المؤمنينارزئنا خير من ركب المطايا و جال بها و من ركب السفيناو من لبس النعال و من حذاها و من قرأ المثاني و المئيناإذا استقبلت وجه أبي حسين رأيت البدر راق الناظريناألا فأبلغ معاوية بن حرب فلا قرت عيون الشامتيناأ في الشهر الحرام فجعتمونا بخير الخلق طرا أجمعينامضى بعد النبي فدته نفسي أبو حسن و خير الصالحيناكأن الناس إذ فقدوا عليا نعام جال في بلد سنينافلا و الله لا أنسى عليا و حسن صلاته في الراكعينالقد علمت قريش حيث كانت بأنك خيرها حسبا و دينافلا يفرح معاوية بن حرب فإن بقية الخلفاء فينا

. قال فبكى معاوية ثم قال يا خالة لقد كان كما قلت و أفضل. بيان الخرير صوت الماء أي عينا يكون لمائها صوت لكثرته و الحوارة لعلها من الحور بمعنى الرجوع أي ترجع كل سنة إلى إعطاء الغلة و في أكثر النسخ بالخاء المعجمة و الخوار الصوت و الضعف و الانكسار و لا يستقيم إلا بتكلف

4-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ إخوته ع طالب و عقيل و جعفر و علي أصغرهم و كل واحد منهم أكبر من أخيه بعشر سنين بهذا الترتيب و أسلموا كلهم و أعقبوا إلا طالب فإنه أسلم و لم يعقب أخته أم هانئ و اسمها فاختة و جمانة و خاله حنين بن أسد بن هاشم و خالته خالدة بنت أسد و ربيبة محمد بن أبي بكر و ابن أخته جعدة بن هبيرة

5-  ل، ]الخصال[ الحسن بن محمد العلوي عن جده عن الحسين بن محمد عن ابن أبي السري عن هشام بن محمد السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان بين طالب و عقيل عشر سنين و بين عقيل و جعفر عشر سنين و بين جعفر و علي ع عشر سنين و كان علي ع أصغرهم

 أقول قد مضى كثير من أحوال عقيل في باب جوامع مكارمه ع و أحوال جعفر ع و بعض عشائره في أبواب أحوال عشائر الرسول ص و أصحابه ع و سيأتي أحوال عبد الله بن جعفر و عبد الله بن عباس في باب أحوال أصحابه ع و أبواب أحوال الحسين ع