باب 4- تزويجه ع أم الفضل و ما جرى في هذا المجلس من الاحتجاج و المناظرة

1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الخطيب في تاريخ بغداد عن يحيى بن أكثم أن المأمون خطب فقال الحمد لله الذي تصاغرت الأمور لمشيته و لا إله إلا الله إقرارا بربوبيته و صلى الله على محمد عبده و خيرته أما بعد فإن الله جعل النكاح الذي رضيه لكمال سبب المناسبة ألا و إني قد زوجت زينب ابنتي من محمد بن علي بن موسى الرضا أمهرناها عنه أربعمائة درهم و يقال إنه ع كان ابن تسع سنين و أشهر و لم يزل المأمون متوافرا على إكرامه و إجلال قدره

2-  مهج، ]مهج الدعوات[ بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه ره عن إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي قال حدثني أبي و كان خادما لعلي بن موسى الرضا ع لما زوج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ع ابنته كتب إليه أن لكل زوجة صداقا من مال زوجها و قد جعل الله أموالنا في الآخرة مؤجلة مذخورة هناك كما جعل أموالكم معجلة في الدنيا و كنزها هاهنا و قد أمهرت ابنتك الوسائل إلى المسائل و هي مناجات دفعها إلي أبي قال دفعها إلي أبي موسى قال دفعها إلي أبي جعفر ع قال دفعها إلي محمد أبي قال دفعها إلي علي بن الحسين ع أبي قال دفعها إلي الحسين أبي قال دفعها إلي الحسن ع أخي قال دفعها إلي أمير المؤمنين علي بن  أبي طالب ع قال دفعها إلي رسول الله قال دفعها إلي جبرئيل ع قال يا محمد رب العزة يقرئك السلام و يقول لك هذه مفاتيح كنوز الدنيا و الآخرة فاجعلها وسائلك إلى مسائلك تصل إلى بغيتك فتنجح في طلبتك فلا تؤثرها في حوائج الدنيا فتبخس بها الحظ من آخرتك و هي عشر وسائل إلى عشرة مسائل تطرق بها أبواب الرغبات فتفتح و تطلب بها الحاجات فتنجح و هذه نسختها ثم ذكر الأدعية على ما سيأتي في موضعها إن شاء الله تعالى

3-  ج، ]الإحتجاج[ عن الريان بن شبيب قال لما أراد المأمون أن يزوج ابنته أم الفضل أبا جعفر محمد بن علي ع بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم و استنكروه منه و خافوا أن ينتهي الأمر معه إلى ما انتهى مع الرضا ع فخاضوا في ذلك و اجتمع منهم أهل بيته الأدنون منه فقالوا ننشدك الله يا أمير المؤمنين أن تقيم على هذا الأمر الذي عزمت عليه من تزويج ابن الرضا فإنا نخاف أن يخرج به عنا أمر قد ملكناه الله عز و جل و ينزع منا عزا قد ألبسناه الله و قد عرفت ما بيننا و بين هؤلاء القوم قديما و حديثا و ما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم و التصغير بهم و قد كنا في وهلة من عملك مع الرضا ع ما عملت فكفانا الله المهم من ذلك فالله الله أن تردنا إلى غم قد انحسر عنا و اصرف رأيك عن ابن الرضا و اعدل إلى من تراه من أهل بيتك يصلح لذلك دون غيره فقال لهم المأمون أما ما بينكم و بين آل أبي طالب فأنتم السبب فيه و لو أنصفتم القوم لكانوا أولى بكم و أما ما كان يفعله من قبلي بهم فقد كان قاطعا للرحم و أعوذ بالله من ذلك و الله ما ندمت على ما كان مني من استخلاف الرضا  ع و لقد سألته أن يقوم بالأمر و أنزعه من نفسي فأبى وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً و أما أبو جعفر محمد بن علي فقد اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سنه و الأعجوبة فيه بذلك و أنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه فيعلمون أن الرأي ما رأيت فيه فقالوا له إن هذا الفتى و إن راقك منه هديه فإنه صبي لا معرفة له و لا فقه فأمهله ليتأدب ثم اصنع ما تراه بعد ذلك فقال لهم ويحكم إني أعرف بهذا الفتى منكم و إن أهل هذا البيت علمهم من الله تعالى و مواده و إلهامه لم تزل آباؤه أغنياء في علم الدين و الأدب عن الرعايا الناقصة عن حد الكمال فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبين لكم به ما وصفت لكم من حاله قالوا قد رضينا لك يا أمير المؤمنين و لأنفسنا بامتحانه فخل بيننا و بينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شي‏ء من فقه الشريعة فإن أصاب في الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في أمره و ظهر للخاصة و العامة سديد رأي أمير المؤمنين فيه و إن عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه فقال لهم المأمون شأنكم و ذلك متى أردتم فخرجوا من عنده و اجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن أكثم و هو يومئذ قاضي الزمان على أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها و وعدوه بأموال نفيسة على ذلك و عادوا إلى المأمون و سألوه أن يختار لهم يوما للاجتماع فأجابهم إلى ذلك فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه و حضر معهم يحيى بن أكثم و أمر المأمون أن يفرش لأبي جعفر دست و يجعل له فيه مسورتان ففعل ذلك و خرج أبو جعفر و هو يومئذ ابن تسع سنين و أشهر فجلس بين المسورتين و جلس يحيى بن أكثم بين يديه و قام الناس في مراتبهم و المأمون جالس في دست متصل بدست أبي جعفر عليه الصلاة و السلام

  فقال يحيى بن أكثم للمأمون يأذن لي أمير المؤمنين أن أسأل أبا جعفر عن مسألة فقال له المأمون استأذنه في ذلك فأقبل عليه يحيى بن أكثم فقال أ تأذن لي جعلت فداك في مسألة فقال أبو جعفر ع سل إن شئت قال يحيى ما تقول جعلت فداك في محرم قتل صيدا فقال أبو جعفر ع قتله في حل أو حرم عالما كان المحرم أو جاهلا قتله عمدا أو خطأ حرا كان المحرم أو عبدا صغيرا كان أو كبيرا مبتدئا بالقتل أو معيدا من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها من صغار الصيد أم من كبارها مصرا على ما فعل أو نادما في الليل كان قتله للصيد أم في النهار محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرما فتحير يحيى بن أكثم و بان في وجهه العجز و الانقطاع و لجلج حتى عرف جماعة أهل المجلس أمره فقال المأمون الحمد لله على هذه النعمة و التوفيق لي في الرأي ثم نظر إلى أهل بيته فقال لهم أ عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ثم أقبل على أبي جعفر ع فقال له أ تخطب يا أبا جعفر فقال نعم يا أمير المؤمنين فقال له المأمون اخطب لنفسك جعلت فداك قد رضيتك لنفسي و أنا مزوجك أم الفضل ابنتي و إن رغم قوم لذلك فقال أبو جعفر ع الحمد لله إقرارا بنعمته و لا إله إلا الله إخلاصا لوحدانيته و صلى الله على محمد سيد بريته و الأصفياء من عترته أما بعد فقد كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام و قال سبحانه وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب أم الفضل بنت عبد الله المأمون و قد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد ع و هو خمس مائة درهم جيادا فهل زوجته يا أمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور  فقال المأمون نعم قد زوجتك يا أبا جعفر أم الفضل ابنتي على الصداق المذكور فهل قبلت النكاح قال أبو جعفر ع قد قبلت ذلك و رضيت به فأمر المأمون أن يقعد الناس على مراتبهم في الخاصة و العامة قال الريان و لم نلبث أن سمعنا أصواتا تشبه أصوات الملاحين في محاوراتهم فإذا الخدم يجرون سفينة مصنوعة من فضة مشدودة بالحبال من الإبريسم على عجلة مملوة من الغالية ثم أمر المأمون أن تخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية ثم مدت إلى دار العامة فتطيبوا منها و وضعت الموائد فأكل الناس و خرجت الجوائز إلى كل قوم على قدرهم فلما تفرق الناس و بقي من الخاصة من بقي قال المأمون لأبي جعفر ع إن رأيت جعلت فداك أن تذكر الفقه الذي فصلته من وجوه من قتل المحرم لنعلمه و نستفيده فقال أبو جعفر ع نعم إن المحرم إذا قتل صيدا في الحل و كان الصيد من ذوات الطير و كان من كبارها فعليه شاة فإن أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا و إذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل قد فطم من اللبن و إذا قتله في الحرم فعليه الحمل و قيمة الفرخ فإذا كان من الوحش و كان حمار وحش فعليه بقرة و إن كان نعامة فعليه بدنة و إن كان ظبيا فعليه شاة و إن كان قتل شيئا من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة و إذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه و كان إحرامه بالحج نحره بمنى و إن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة و جزاء الصيد على العالم و الجاهل سواء و في العمد عليه المأثم و هو موضوع عنه في الخطاء و الكفارة على الحر في نفسه و على السيد في عبده و الصغير لا كفارة عليه و هي على الكبير واجبة و النادم يسقط ندمه عنه عقاب الآخرة و المصر يجب عليه العقاب في الآخرة فقال المأمون أحسنت يا أبا جعفر أحسن الله إليك فإن رأيت أن تسأل يحيى

  عن مسألة كما سألك فقال أبو جعفر ع ليحيى أسألك قال ذلك إليك جعلت فداك فإن عرفت جواب ما تسألني عنه و إلا استفدته منك فقال له أبو جعفر ع أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة في أول النهار فكان نظره إليها حراما عليه فلما ارتفع النهار حلت له فلما زالت الشمس حرمت عليه فلما كان وقت العصر حلت له فلما غربت الشمس حرمت عليه فلما دخل وقت العشاء الآخرة حلت له فلما كان وقت انتصاف الليل حرمت عليه فلما طلع الفجر حلت له ما حال هذه المرأة و بما ذا حلت له و حرمت عليه فقال له يحيى بن أكثم لا و الله لا أهتدي إلى جواب هذا السؤال و لا أعرف الوجه فيه فإن رأيت أن تفيدناه فقال أبو جعفر ع هذه أمة لرجل من الناس نظر إليها أجنبي في أول النهار فكان نظره إليها حراما عليه فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلت له فلما كان عند الظهر أعتقها فحرمت عليه فلما كان وقت العصر تزوجها فحلت له فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه فلما كان وقت العشاء الآخرة كفر عن الظهار فحلت له فلما كان نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه فلما كان عند الفجر راجعها فحلت له قال فأقبل المأمون على من حضره من أهل بيته فقال لهم هل فيكم من يجيب هذه المسألة بمثل هذا الجواب أو يعرف القول فيما تقدم من السؤال قالوا لا و الله إن أمير المؤمنين أعلم و ما رأى فقال ويحكم إن أهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل و إن صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال أ ما علمتم أن رسول الله ص افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و هو ابن عشر سنين و قبل منه الإسلام و حكم له به و لم يدع أحدا في سنه غيره و بايع الحسن و الحسين ع و هما ابنا دون الست سنين و لم يبايع صبيا غيرهما أ و لا تعلمون ما اختص الله به هؤلاء القوم و إنهم ذرية بعضها من بعض يجري لآخرهم ما يجري لأولهم فقالوا صدقت يا أمير المؤمنين ثم نهض القوم  فلما كان من الغد أحضر الناس و حضر أبو جعفر ع و سار القواد و الحجاب و الخاصة و العمال لتهنئة المأمون و أبي جعفر ع فأخرجت ثلاثة أطباق من الفضة فيها بنادق مسك و زعفران معجون في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة و عطايا سنية و إقطاعات فأمر المأمون بنثرها على القوم من خاصته فكان كل من وقع في يده بندقة أخرج الرقعة التي فيها و التمسه فأطلق يده له و وضعت البدر فنثر ما فيها على القواد و غيرهم و انصرف الناس و هم أغنياء بالجوائز و العطايا و تقدم المأمون بالصدقة على كافة المساكين و لم يزل مكرما لأبي جعفر ع معظما لقدره مدة حياته يؤثره على ولده و جماعة أهل بيته

 فس، ]تفسير القمي[ محمد بن الحسن عن محمد بن عون النصيبي قال لما أراد المأمون و ذكره نحوه شا، ]الإرشاد[ روى الحسن بن محمد بن سليمان عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الريان بن شبيب مثله بيان الوهلة الفزعة و وهل عنه غلط فيه و نسيه و برز تبريزا فاق أصحابه فضلا و الهدي السيرة و الهيئة و الطريقة و المسورة بكسر الميم متكأ من أدم

4-  ف قال لأبي جعفر ع أبو هاشم الجعفري في يوم تزوج أم الفضل ابنة المأمون يا مولاي لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم فقال يا أبا هاشم عظمت بركات الله علينا فيه قلت نعم يا مولاي فما أقول في اليوم فقال تقول فيه خيرا فإنه يصيبك قلت يا مولاي أفعل هذا و لا أخالفه قال إذا ترشد و لا ترى إلا خيرا

5-  شا، ]الإرشاد[ روى الناس أن أم الفضل كتبت إلى أبيها من المدينة تشكو أبا جعفر ع و تقول إنه يتسرى علي و يغيرني فكتب المأمون يا بنية إنا  لم نزوجك أبا جعفر ع لتحرم عليه حلالا و لا تعاودي لذكر ما ذكرت بعدها

6-  ج، ]الإحتجاج[ و روي أن المأمون بعد ما زوج ابنته أم الفضل أبا جعفر ع كان في مجلس و عنده أبو جعفر ع و يحيى بن أكثم و جماعة كثيرة فقال له يحيى بن أكثم ما تقول يا ابن رسول الله في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل ع على رسول الله ص و قال يا محمد إن الله عز و جل يقرئك السلام و يقول لك سل أبا بكر هل هو عني راض فإني عنه راض فقال أبو جعفر لست بمنكر فضل أبي بكر و لكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله ص في حجة الوداع قد كثرت علي الكذابة و ستكثر فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث فأعرضوه على كتاب الله و سنتي فما وافق كتاب الله و سنتي فخذوا به و ما خالف كتاب الله و سنتي فلا تأخذوا به و ليس يوافق هذا الخبر كتاب الله قال الله تعالى وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ فالله عز و جل خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل من مكنون سره هذا مستحيل في العقول ثم قال يحيى بن أكثم و قد روي أن مثل أبي بكر و عمر في الأرض كمثل جبرئيل و ميكائيل في السماء فقال و هذا أيضا يجب أن ينظر فيه لأن جبرئيل و ميكائيل ملكان لله مقربان لم يعصيا الله قط و لم يفارقا طاعته لحظة واحدة و هما قد أشركا بالله عز و جل و إن أسلما بعد الشرك و كان أكثر أيامهما في الشرك بالله فمحال أن يشبههما بهما قال يحيى و قد روي أيضا أنهما سيدا كهول أهل الجنة فما تقول فيه فقال ع و هذا الخبر محال أيضا لأن أهل الجنة كلهم يكونون شبابا و لا يكون  فيهم كهل و هذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قال رسول الله ص في الحسن و الحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة فقال يحيى بن أكثم و روي أن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة فقال ع و هذا أيضا محال لأن في الجنة ملائكة الله المقربين و آدم و محمد و جميع الأنبياء و المرسلين لا تضي‏ء بأنوارهم حتى تضي‏ء بنور عمر فقال يحيى و قد روي أن السكينة تنطق على لسان عمر فقال ع لست بمنكر فضائل عمر و لكن أبا بكر أفضل من عمر فقال على رأس المنبر إن لي  شيطانا يعتريني فإذا ملت فسددوني فقال يحيى قد روي أن النبي ص قال لو لم أبعث لبعث عمر فقال ع كتاب الله أصدق من هذا الحديث يقول الله في كتابه وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه و كان الأنبياء ع لم يشركوا طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك و كان أكثر أيامه مع الشرك بالله و قال رسول الله ص نبئت و آدم بين الروح و الجسد فقال يحيى بن أكثم و قد روي أن النبي ص قال ما احتبس الوحي عني قط إلا ظننته قد نزل على آل الخطاب فقال ع و هذا محال أيضا لأنه لا يجوز أن يشك النبي ص في نبوته قال الله تعالى اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ  مِنَ النَّاسِ فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به قال يحيى بن أكثم روي أن النبي ص قال لو نزل العذاب لما نجا منه إلا عمر فقال ع و هذا محال أيضا إن الله تعالى يقول وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ فأخبر سبحانه أن لا يعذب أحد ما دام فيهم رسول الله ص و ما داموا يستغفرون الله تعالى

7-  البرسي في مشارق الأنوار، عن أبي جعفر الهاشمي قال كنت عند أبي جعفر الثاني ع ببغداد فدخل عليه ياسر الخادم يوما و قال يا سيدنا إن سيدتنا أم جعفر تستأذنك أن تصير إليها فقال للخادم ارجع فإني في الأثر ثم قام و ركب البغلة و أقبل حتى قدم الباب قال فخرجت أم جعفر أخت المأمون و سلمت عليه و سألته الدخول على أم الفضل بنت المأمون و قالت يا سيدي أحب أن أراك مع ابنتي في موضع واحد فتقر عيني قال فدخل و الستور تشال بين يديه فما لبث أن خرج راجعا و هو يقول فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ قال ثم جلس فخرجت أم جعفر تعثر في ذيولها فقالت يا سيدي أنعمت علي بنعمة فلم تتمها فقال لها أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ إنه قد حدث ما لم يحسن إعادته فارجعي إلى أم الفضل فاستخبريها عنه فرجعت أم جعفر فأعادت عليها ما قال فقالت يا عمة و ما أعلمه بذاك ثم قالت كيف لا أدعو على أبي و قد زوجني ساحرا ثم قالت و الله يا عمة إنه لما طلع على جماله حدث لي ما يحدث للنساء فضربت يدي إلى أثوابي و ضممتها  قال فبهتت أم جعفر من قولها ثم خرجت مذعورة و قالت يا سيدي و ما حدثت لها قال هو من أسرار النساء فقالت يا سيدي تعلم الغيب قال لا قالت فنزل إليك الوحي قال لا قالت فمن أين لك علم ما لا يعلمه إلا الله و هي فقال و أنا أيضا أعلمه من علم الله قال فلما رجعت أم جعفر قلت يا سيدي و ما كان إكبار النسوة قال هو ما حصل لأم الفضل من الحيض