باب 4- خطبه بعد شهادة أبيه صلوات الله عليهما و بيعة الناس له

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن الثمالي عن حبيب بن عمرو قال لما توفي أمير المؤمنين ع و كان من الغد قام الحسن ع خطيبا على المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس في هذه الليلة نزل القرآن و في هذه الليلة رفع عيسى ابن مريم و في هذه الليلة قتل يوشع بن نون و في هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين و الله لا يسبق أبي أحد كان قبله من الأوصياء إلى الجنة و لا من يكون بعده و إن كان رسول الله ص ليبعثه في السرية فيقاتل جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و ما ترك صفراء و لا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادما لأهله

2-  جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن إسماعيل بن محمد الأنباري عن إبراهيم بن محمد الأزدي عن شعيب بن أيوب عن معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن حسان قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي ع يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال نحن حزب الله الغالبون و عترة رسوله الأقربون و أهل بيته الطيبون الطاهرون و أحد الثقلين الذين خلفهما رسول الله ص في أمته و التالي كتاب الله فيه تفصيل كل شي‏ء لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ فالمعول علينا في تفسيره لا نتظنى تأويله بل نتيقن حقائقه فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله عز و جل و رسوله مقرونة قال الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ و أحذركم الإصغاء لهتاف الشيطان ف إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ فتكونوا أولياءه الذين قال لهم لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ و قال إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ فتلقون إلى الرماح وزرا و إلى السيوف جزرا و للعمد حطما و للسهام غرضا ثم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً

 بيان قال الجوهري التظني إعمال الظن و أصله التظنن أبدل من إحدى النونات ياء قوله ع وزرا الوزر محركة الجبل المنيع و كل معقل و الملجأ و المعتصم و الوزر بالكسر الإثم و الثقل و الكارة الكبيرة و السلاح و الحمل الثقيل و وزر الرجل غلبه و أوزره أحزره و ذهب به كاستوزره و جعل له وزرا و أوثقه و خبأه كل ذلك ذكره الفيروزآبادي و الأظهر أنه الوزر بالتحريك أي تكونون معاقل للرماح تأوي إليكم و يحتمل أن يكون بالسكر أي لوزركم و إثمكم أو الحال أنكم كالحمل الثقيل. و قال الجوهري الجزور من الإبل يقع على الذكر و الأنثى و الجمع الجزر و جزر السباع اللحم الذي تأكله يقال تركوهم جزرا بالتحريك إذا قتلوهم و الجزر أيضا الشاة السمينة و قال الجزري فيه أبشر بجزرة سمينة أي شاة صالحة لأن تجزر أي تذبح للأكل و منه حديث الضحية فإنما هي زجرة أطعمها أهله و تجمع على جزر بالفتح و منه حديث موسى و السحرة حتى صارت حبالهم للثعبان جزرا و قد تكسر الجيم انتهى و الأظهر أنه بالتحريك و الحطم الكسر أو خاص باليابس و صعدة حطم ككسر ما تكسر من اليبيس ذكره الفيروزآبادي فهو إما بالتحريك و إن لم يرد في هذا المقام فإنه وزن معروف أو بكسر الحاء و فتح الطاء كما ذكره الفيروزآبادي و العمد بالتحريك و بضمتين جمع العمود أي تحطمكم و تكسركم العمد و نصب الجميع بالحالية إن قرئ فتلقون على بناء المجهول و يحتمل التميز و بالمفعولية أي قرئ على بناء المعلوم

3-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن علي بن الحسين بن عبيد عن إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف عن أبي الطفيل قال خطب الحسن بن علي ع بعد وفاة علي ع و ذكر أمير المؤمنين فقال خاتم الوصيين و وصي خاتم الأنبياء و أمير الصديقين و الشهداء و الصالحين ثم قال أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون و لا تدركه الآخرون لقد كان رسول الله ص يعطيه الراية فيقاتل جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه ما ترك ذهبا و لا فضة إلا شي‏ء على صبي له و ما ترك في بيت المال إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم ثم قال من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد النبي ص ثم تلي هذه الآية قول يوسف وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ أنا ابن البشير و أنا ابن النذير و أنا ابن الداعي إلى الله و أنا ابن السراج المنير و أنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين و أنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و أنا من أهل البيت الذين كان جبرئيل ينزل عليهم و منهم كان يعرج و أنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم و ولايتهم فقال فيما أنزل على محمد ص قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً و اقتراف الحسنة مودتنا

 فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عن أبي الطفيل مثله

4-  شا، ]الإرشاد[ كان الحسن ع وصي أبيه أمير المؤمنين ع على أهله و ولده و أصحابه و وصاه بالنظر في وقوفه و صدقاته و كتب إليه عهدا مشهورا و وصية ظاهرة في معالم الدين و عيون الحكمة و الآداب و قد نقل هذه الوصية جمهور العلماء و استبصر بها في دينه و دنياه كثير من الفقهاء و لما قبض أمير المؤمنين ع خطب الناس الحسن و ذكر حقه فبايعه أصحاب أبيه على حرب من حارب و سلم من سالم

 و روى أبو مخنف لوط بن يحيى قال حدثني أشعث بن سوار عن أبي إسحاق السبيعي و غيره قال خطب الحسن بن علي ع في صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين ع فحمد الله و أثنى عليه و صلى على رسول الله ص ثم قال لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل و لم يدركه الآخرون بعمل لقد كان يجاهد مع رسول الله ص فيقيه بنفسه و كان رسول الله ص يوجهه برايته فيكنفه جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و لا يرجع حتى يفتح الله على يديه و لقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسى ابن مريم و التي قبض فيها يوشع بن نون وصي موسى و ما خلف صفراء و لا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ثم خنقته العبرة فبكى و بكى الناس من حوله معه ثم قال أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه أنا ابن السراج المنير أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا أنا من أهل بيت فرض الله مودتهم في كتابه فقال تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً فالحسنة مودتنا أهل البيت ثم جلس فقام عبد الله بن العباس رحمه الله بين يديه فقال معاشر الناس هذا ابن نبيكم و وصي إمامكم فبايعوه فاستجاب له الناس فقالوا ما أحبه إلينا و أوجب حقه علينا و بادروا إلى البيعة له بالخلافة و ذلك في يوم الجمعة الحادي و العشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة فرتب العمال و أمر الأمراء و أنفذ عبد الله بن العباس إلى البصرة و نظر في الأمور

 أقول روى هذه الخطبة ابن أبي الحديد عن أبي الفرج عن عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق السبيعي عن هبيرة ابن مريم و رأيت أيضا في كتاب المقاتل لأبي الفرج الأصفهاني مثله

5-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ بويع ع بعد أبيه يوم الجمعة الحادي و العشرين من شهر رمضان في سنة أربعين و كان عمره ع لما بويع سبعا و ثلاثين سنة

6-  نص، ]كفاية الأثر[ الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي عن الجوهري عن عتبة بن الضحاك عن هشام بن محمد عن أبيه قال لما قتل أمير المؤمنين ع رقي الحسن بن علي ع المنبر فأراد الكلام فخنقته العبرة فقعد ساعة ثم قام فقال الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا في أزليته متعظما بإلهيته متكبرا بكبريائه و جبروته ابتدأ ما ابتدع و أنشأ ما خلق على غير مثال كان سبق مما خلق ربنا اللطيف بلطف ربوبيته و بعلم خبره فتق و بأحكام قدرته خلق جميع ما خلق فلا مبدل لخلقه و لا مغير لصنعه و لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ و لا راد لأمره و لا مستراح عن دعوته خلق جميع ما خلق و لا زوال لملكه و لا انقطاع لمدته فول كل شي‏ء علا و من كل شي‏ء دنا فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى و هو بالمنظر الأعلى احتجب بنوره و سما في علوه فاستتر عن خلقه و بعث إليهم شهيدا عليهم و بعث فيهم النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ و ليعقل العباد عن ربهم ما جهلوه فيعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروه و الحمد لله الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت و عنده نحتسب عزانا في خير الآباء رسول الله ص و عند الله نحتسب عزانا في أمير المؤمنين و لقد أصيب به الشرق و الغرب و الله ما خلف درهما و لا دينارا إلا أربعمائة درهم أراد أن يبتاع لأهله خادما و لقد حدثني حبيبي جدي رسول الله ص أن الأمر يملكه اثنا عشر إماما من أهل بيته و صفوته ما منا إلا مقتول أو مسموم ثم نزل عن منبره فدعا بابن ملجم لعنه الله فأتي به قال يا ابن رسول الله استبقني أكن لك و أكفيك أمر عدوك بالشام فعلاه الحسن ع بسيفه فاستقبل السيف بيده فقطع خنصره ثم ضربه ضربة على يافوخه فقتله لعنة الله عليه