باب 4- مكارم أخلاقه و نوادر أحواله و ما جرى بينه و بين خلفاء الجور و غيرهم و أحوال أصحابه و أهل زمانه صلوات الله عليه

1-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي عن الحسين بن علي عن أبي الحسن الأيادي قال حدثني أبو جعفر العمري رضي الله عنه أن أبا طاهر بن بلبل حج فنظر إلى علي بن جعفر الهماني و هو ينفق النفقات العظيمة فلما انصرف كتب بذلك إلى أبي محمد ع فوقع في رقعته قد أمرنا له بمائة ألف دينار ثم أمرنا له بمثلها فأبى قبولها إبقاء علينا ما للناس و الدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه

2-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ روى سعد بن عبد الله قال حدثني جماعة منهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري و القاسم بن محمد العباس و محمد بن عبيد الله و محمد بن إبراهيم العمري و غيرهم ممن كان حبس بسبب قتل عبد الله بن محمد العباسي أن أبا محمد ع و أخاه جعفر أدخلا عليهم ليلا قالوا كنا ليلة من الليالي جلوسا نتحدث إذ سمعنا حركة باب السجن فراعنا ذلك و كان أبو هاشم عليلا فقال لبعضنا اطلع و انظر ما ترى فاطلع إلى موضع الباب فإذا الباب فتح و إذا هو برجلين قد أدخلا إلى السجن و رد الباب و أقفل فقال فدنا منهما فقال من أنتما فقال أحدهما أنا الحسن بن علي و هذا جعفر بن علي فقال لهما جعلني الله فداكما إن رأيتما أن تدخلا البيت و بادر إلينا و إلى أبي هاشم فأعلمنا و دخلا فلما نظر إليهما أبو هاشم قام عن مضربة كانت تحته فقبل وجه أبي محمد ع و أجلسه عليها فجلس جعفر قريبا منه فقال جعفر وا شطناه بأعلى صوته يعني جارية له فزجره أبو محمد ع و قال له اسكت و إنهم رأوا فيه آثار السكر و إن النوم غلبه و هو جالس معهم فنام على تلك الحال

3-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ محمد بن يعقوب قال خرج إلى العمري في توقيع طويل اختصرناه و نحن نبرأ من ابن هلال لعنه الله و ممن لا يبرأ منه فأعلم الإسحاقي و أهل بلده مما أعلمناك من حال هذا الفاجر و جميع من كان سألك و يسألك عنه

4-  عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ ابن قولويه عن الكليني عن علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل العلوي قال جلس أبو محمد ع عند علي بن أوتاش و كان شديد العداوة لآل محمد ع غليظا على آل أبي طالب و قيل له افعل به و افعل قال فما أقام إلا يوما حتى وضع خده له و كان لا يرفع بصره إليه إجلالا و إعظاما و خرج من عنده و هو أحسن الناس بصيرة و أحسنهم قولا فيه

  -5  عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ ابن قولويه عن الكليني عن علي بن محمد عن محمد بن الحسن بن شمون عن أحمد بن محمد قال كتبت إلى أبي الحسن حين أخذ المهتدي في قتل الموالي يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا فقد بلغني أنه يهددك و يقول و الله لأجلينكم عن جدد الأرض فوقع أبو محمد ع بخطه ذلك أقصر لعمره عد من يومك هذا خمسة أيام و يقتل في اليوم السادس بعد هوان و استخفاف يمر به و كان كما قال ع

6-  عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ ابن قولويه عن الكليني عن علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال دخل العباسيون على صالح بن وصيف و دخل صالح بن علي و غيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عند ما حبس أبو محمد ع فقال له ضيق عليه و لا توسع فقال لهم صالح ما أصنع به و قد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة و الصلاة إلى أمر عظيم ثم أمر بإحضار الموكلين فقال لهما ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل فقالا له ما نقول في رجل يصوم نهاره و يقوم ليله كله لا يتكلم و لا يتشاغل بغير العبادة فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا و داخلنا ما لا نملكه من أنفسنا فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خاسئين

7-  عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ بهذا الإسناد عن علي بن محمد عن جماعة من أصحابنا قالوا سلم أبو محمد ع إلى نحرير و كان يضيق عليه و يؤذيه فقالت له امرأته اتق الله فإنك لا تدري من في منزلك و ذكرت له صلاحه و عبادته و قالت إني أخاف عليك منه فقال و الله لأرمينه بين السباع ثم استأذن في ذلك فأذن له فرمى به إليها فلم يشكوا في أكلها فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه ع قائما يصلي و هي حوله فأمر بإخراجه إلى داره

8-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا مثله ثم قال و روي أن يحيى بن قتيبة الأشعري أتاه بعد ثلاث مع الأستاذ فوجداه يصلي و الأسود حوله فدخل الأستاذ الغيل فمزفوه و أكلوه و انصرف يحيى في قومه إلى المعتمد فدخل المعتمد على العسكري ع و تضرع إليه و سأل أن يدعو له بالبقاء عشرين سنة في الخلافة فقال ع مد الله في عمرك فأجيب و توفي بعد عشرين سنة

9-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ من ثقاته علي بن جعفر قيم لأبي الحسن و أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري و قد رأى خمسة من الأئمة و داود بن أبي يزيد النيسابوري و محمد بن علي بن بلال و عبد الله بن جعفر الحميري القمي و أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الزيات و السمان و إسحاق بن الربيع الكوفي و أبو القاسم جابر بن يزيد الفارسي و إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم النيسابوري و من وكلائه محمد بن أحمد بن جعفر و جعفر بن سهيل الصيقل و قد أدركا أباه و ابنه و من أصحابه محمد بن الحسن الصفار و عبدوس العطار و سري بن سلامة النيسابوري و أبو طالب الحسن بن جعفر الفافاي و أبو البختري مؤدب ولد الحجاج و بابه الحسين بن روح النيبختي و خرج من عند أبي محمد ع في سنة خمس و خمسين كتابا ترجمته رسالة المنقبة يشتمل على أكثر علم الحلال و الحرام و أوله أخبرني علي بن محمد بن علي بن موسى و ذكر الخيبري في كتاب سماه مكاتبات الرجال عن العسكريين قطعة من أحكام الدين

  أبو القاسم الكوفي في كتاب التبديل أن إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض القرآن و شغل نفسه بذلك و تفرد به في منزله و إن بعض تلامذته دخل يوما على الإمام الحسن العسكري ع فقال له أبو محمد ع أ ما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن فقال التلميذ نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره فقال أبو محمد ع أ تؤدي إليه ما ألقيه إليك قال نعم قال فصر إليه و تلطف في مؤانسته و معونته على ما هو بسبيله فإذا وقعت الأنسة في ذلك فقل قد حضرتني مسألة أسألك عنها فإنه يستدعي ذلك منك فقل له إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم به منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها فإنه سيقول إنه من الجائز لأنه رجل يفهم إذا سمع فإذا أوجب ذلك فقل له فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فتكون واضعا لغير معانيه فصار الرجل إلى الكندي و تلطف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة فقال له أعد علي فأعاد عليه فتفكر في نفسه و رأى ذلك محتملا في اللغة و سائغا في النظر

10-  عم، ]إعلام الورى[ من كتاب أحمد بن محمد بن العياش قال كان أبو هاشم الجعفري حبس مع أبي محمد ع كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنة ثمان و خمسين و مائتين و قال حدثنا أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن داود بن القاسم قال كنت في الحبس المعروف بحبس خشيش في الجوسق الأحمر أنا و الحسن بن محمد العقيقي و محمد بن إبراهيم العمري و فلان و فلان إذ دخل علينا أبو محمد الحسن و أخوه جعفر فحففنا به و كان المتولي لحبسه صالح بن وصيف و كان معنا في الحبس رجل جمحي يقول إنه علوي قال فالتفت أبو محمد فقال لو لا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتك متى يفرج عنكم و أومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج فقال أبو محمد هذا الرجل ليس منكم فاحذروه فإن في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة

 بيان الظاهر أن في التاريخ اشتباها و تصحيفا فإن المعتز قتل قبل ذلك بأكثر من ثلاث سنين و أيضا ذكر فيه أن هذا الحبس كان بتحريك صالح بن وصيف و قتل هو أيضا قبل ذلك بسنتين أو أكثر فالظاهر اثنين أو ثلاث و خمسين أو كان المعتمد مكان المعتز فإن التاريخ يوافقه لكن لم يكن صالح في هذا التاريخ حيا. و في القاموس الجوسق القصر و قلعه و دار بنيت للمقتدر في دار الخلافة في وسطها بركة من الرصاص ثلاثون ذراعا في عشرين

11-  مهج، ]مهج الدعوات[ من كتاب الأوصياء لعلي بن محمد بن زياد الصيمري قال لما هم المستعين في أمر أبي محمد ع بما هم و أمر سعيد الحاجب بحمله إلى الكوفة و أن يحدث عليه في الطريق حادثة انتشر الخبر بذلك في الشيعة فأقلقهم و كان بعد مضي أبي الحسن ع بأقل من خمس سنين فكتب إليه محمد بن عبد الله و الهيثم بن سيابة بلغنا جعلنا الله فداك خبر أقلقنا و غمنا و بلغ منا فوقع بعد ثلاث يأتيكم الفرج قال فخلع المستعين في اليوم الثالث و قعد المعتز و كان كما قال

 و روى أيضا الصيمري في الكتاب المذكور في ذلك ما هذا لفظه و حدث محمد عمر الكاتب عن علي بن محمد بن زياد الصيمري صهر جعفر بن محمود الوزير على ابنته أم أحمد و كان رجلا من وجوه الشيعة و ثقاتهم و مقدما في الكتاب و الأدب و العلم و المعرفة قال دخلت على أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر و بين يديه رقعة أبي محمد ع فيها إني نازلت الله عز و جل في هذا الطاغي يعني المستعين و هو آخذه بعد ثلاث فلما كان في اليوم الثالث خلع و كان من أمره ما رواه الناس في إحداره إلى واسط و قتله

 و روى الصيمري أيضا عن أبي هاشم قال كنت محبوسا عند أبي محمد في حبس المهتدي فقال لي يا أبا هاشم إن هذا الطاغي أراد أن يعبث بالله عز و جل في هذه الليلة و قد بتر الله عمره و جعلته للمتولي بعده و ليس لي ولد سيرزقني الله ولدا بكرمه و لطفه فلما أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي و أعانهم الأمة لما عرفوا من قوله بالاعتزال و القدر و قتلوه و نصبوا مكانه المعتمد و بايعوا له و كان المهتدي قد صحح العزم على قتل أبي محمد ع فشغله الله بنفسه حتى قتل و مضى إلى أليم عذاب الله

 و روي أيضا عن الحميري عن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار عن محمد بن أبي الزعفران عن أم أبي محمد ع قال قال لي يوما من الأيام تصيبني في سنة ستين و مائتين حزازة أخاف أن أنكب منها نكبة قالت و أظهرت الجزع و أخذني البكاء فقال لا بد من وقوع أمر الله لا تجزعي فلما كان في صفر سنة ستين أخذها المقيم و المقعد و جعلت تخرج في الأحايين إلى خارج المدينة و تجسس الأخبار حتى ورد عليها الخبر حين حبسه المعتمد في يدي علي بن جرين و حبس جعفرا أخاه معه و كان المعتمد يسأل عليا عن أخباره في كل وقت فيخبره أنه يصوم النهار و يصلي الليل فسأله يوما من الأيام عن خبره فأخبره بمثل ذلك فقال له امض الساعة إليه و أقرئه مني السلام و قل له انصرف إلى منزلك مصاحبا قال علي بن جرين فجئت إلى باب الحبس فوجدت حمارا مسرجا فدخلت عليه فوجدته جالسا و قد لبس خفه و طيلسانه و شاشته فلما رآني نهض فأديت إليه الرسالة فركب فلما استوى على الحمار وقف فقلت له ما وقوفك يا سيدي فقال لي حتى يجي‏ء جعفر فقلت إنما أمرني بإطلاقك دونه فقال لي ترجع إليه فتقول له خرجنا من دار واحدة جميعا فإذا رجعت و ليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك فمضى و عاد فقال له يقول لك قد أطلقت جعفرا لك لأني حبسته بجنايته على نفسه و عليك و ما يتكلم به و خلى سبيله فصار معه إلى داره

 و ذكر الصيمري أيضا عن المحمودي قال رأيت خط أبي محمد ع لما خرج من حبس المعتمد يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ

 و ذكر نصر بن علي الجهضمي و هو من ثقات المخالفين في مواليد الأئمة ع و من الدلائل ما جاء عن الحسن بن علي العسكري عند ولادة م‏ح‏م‏د بن الحسن زعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل كيف رأوا قدرة القادر و سماه المؤمل

12-  البرسي، في المشارق عن الحسن بن حمدان عن أبي الحسن الكرخي قال كان أبي بزازا في الكرخ فجهزني بقماش إلى سرمن‏رأى فلما دخلت إليها جاءني خادم فناداني باسمي و اسم أبي و قال أجب مولاك قلت و من مولاي حتى أجيبه فقال ما على الرسول إلا البلاغ قال فتبعته فجاء بي إلى دار عالية البناء لا أشك أنها الجنة و إذا رجل جالس على بساط أخضر و نور جماله يغشى الأبصار فقال لي إن فيما حملت من القماش حبرتين إحداهما في مكان كذا و الأخرى في مكان كذا في السفط الفلاني و في كل واحدة منهن رقعة مكتوبة فيها ثمنها و ربحها و ثمن إحداهما ثلاثة و عشرون دينارا و الربح ديناران و ثمن الأخرى ثلاثة عشر دينارا و الربح كالأولى فاذهب فأت بهما قال الرجل فرجعت فجئت بهما إليه فوضعتهما بين يديه فقال لي اجلس فجلست لا أستطيع النظر إليه إجلالا لهيبته قال فمد يده إلى طرف البساط و ليس هناك شي‏ء و قبض قبضة و قال هذا ثمن حبرتيك و ربحهما قال فخرجت و عددت المال في الباب فكان المشتري و الربح كما كتب والدي لا يزيد و لا ينقص

13-  مروج الذهب، قال ذكر محمد بن علي الشريعي و كان ممن بلي بالمهتدي و كان حسن المجلس عارفا بأيام الناس و أخبارهم قال كنت أبايت المهتدي كثيرا فقال لي ذات ليلة أ تعرف خبر نوف الذي حكى عن علي بن أبي طالب ع حين كان يبايته قلت نعم يا أمير المؤمنين ذكر نوف قال رأيت عليا ع قد أكثر الخروج و الدخول و النظر إلى السماء ثم قال لي يا نوف أ نائم أنت قال قلت بل أرمقك بعيني منذ الليلة يا أمير المؤمنين فقال لي يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا و الراغبين في الآخرة أولئك قوم اتخذوا أرض الله بساطا و ترابها فراشا و ماءها طيبا و الكتاب شعارا و الدعاء دثارا ثم تركوا الدنيا تركا على منهاج المسيح عيسى ابن مريم ع يا نوف إن الله جل و علا أوحى إلى عبده المسيح أن قل لبني إسرائيل لا تدخلوا بيوتي إلا بقلوب خاضعة و أبصار خاشعة و أكف نقية و أعلمهم أني لا أجيب لأحد منهم دعوة و لأحد قبله مظلمة قال محمد بن علي فو الله لقد كتب المهتدي الخبر بخطه و لقد كنت أسمعه في جوف الليل و قد خلا بربه و هو يبكي و يقول يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا و الراغبين في الآخرة إلى أن كان من أمره مع الأتراك ما كان

 أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن علي بن عاصم الكوفي الأعمى قال دخلت على سيدي الحسن العسكري فسلمت عليه فرد علي السلام و قال مرحبا بك يا ابن عاصم اجلس هنيئا لك يا ابن عاصم أ تدري ما تحت قدميك فقلت يا مولاي إني أرى تحت قدمي هذا البساط كرم الله وجه صاحبه فقال لي يا ابن عاصم اعلم أنك على بساط جلس عليه كثير من النبيين و المرسلين فقلت يا سيدي ليتني كنت لا أفارقك ما دمت في دار الدنيا ثم قلت في نفسي ليتني كنت أرى هذا البساط فعلم الإمام ع ما في ضميري فقال ادن مني فدنوت منه فمسح يده على وجهي فصرت بصيرا بإذن الله ثم قال هذا قدم أبينا آدم و هذا أثر هابيل و هذا أثر شيث و هذا أثر إدريس و هذا أثر هود و هذا أثر صالح و هذا أثر لقمان و هذا أثر إبراهيم و هذا أثر لوط و هذا أثر شعيب و هذا أثر موسى و هذا أثر داود و هذا أثر سليمان و هذا أثر الخضر و هذا أثر دانيال و هذا أثر ذي القرنين و هذا أثر عدنان و هذا أثر عبد المطلب و هذا أثر عبد الله و هذا أثر عبد مناف و هذا أثر جدي رسول الله ص و هذا أثر جدي علي بن أبي طالب ع قال علي بن عاصم فأهويت على الأقدام كلها فقبلتها و قبلت يد الإمام ع و قلت له إني عاجز عن نصرتكم بيدي و ليس أملك غير موالاتكم و البراءة من أعدائكم و اللعن لهم في خلواتي فكيف حالي يا سيدي فقال ع حدثني أبي عن جدي رسول الله ص قال من ضعف على نصرتنا أهل البيت و لعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته إلى جميع الملائكة فكلما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة و لعنوا من لا يلعنهم فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له و أثنوا عليه و قالوا اللهم صل على روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده و لو قدر على أكثر من ذلك لفعل فإذا النداء من قبل الله تعالى يقول يا ملائكتي إني قد أحببت دعاءكم في عبدي هذا و سمعت نداءكم و صليت على روحه مع أرواح الأبرار و جعلته من الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ

14-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كتب أبو محمد ع إلى أهل قم و آبة أن الله تعالى بجوده و رأفته قد من على عباده بنبيه محمد بشيرا و نذيرا و وفقكم لقبول دينه و أكرمكم بهدايته و غرس في قلوب أسلافكم الماضين رحمة الله عليهم و أصلابكم الباقين تولى كفايتهم و عمرهم طويلا في طاعته حب العترة الهادية فمضى من مضى على وتيرة الصواب و منهاج الصدق و سبيل الرشاد فوردوا موارد الفائزين و اجتنوا ثمرات ما قدموا و وجدوا غب ما أسلفوا و منها فلم يزل نيتنا مستحكمة و نفوسنا إلى طيب آرائكم ساكنة و القرابة الواشجة بيننا و بينكم قوية وصية أوصي بها أسلافنا و أسلافكم و عهد عهد إلى شباننا و مشايخكم فلم يزل على جملة كاملة من الاعتقاد لما جعلنا الله عليه من الحال القريبة و الرحم الماسة يقول العالم سلام الله عليه إذ يقول المؤمن أخو المؤمن لأمه و أبيه

 و مما كتب ع إلى علي بن الحسين بن بابويه القمي و اعتصمت بحبل الله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ و الجنة للموحدين و النار للملحدين و لا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ و لا إله إلا الله أحسن الخالقين و الصلاة على خير خلقه محمد و عترته الطاهرين منها و عليك بالصبر و انتظار الفرج فإن النبي ص قال أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج و لا تزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي ص يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن على أمر جميع شيعتي بالصبر ف إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ و السلام عليك و على جميع شيعتنا و رحمة الله و بركاته و صلى الله على محمد و آله

15-  كش، ]رجال الكشي[ علي بن محمد بن قتيبة عن أحمد بن إبراهيم المراغي قال ورد على القاسم بن العلا نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال و كان ابتداء ذلك أن كتب ع إلى قوامه بالعراق احذروا الصوفي المتصنع قال و كان من شأن أحمد بن هلال أنه قد كان حج أربعا و خمسين حجة عشرون منها على قدميه قال و كان رواة أصحابنا بالعراق لقوه و كتبوا منه فأنكروا ما ورد في مذمته فحملوا القاسم بن العلا على أن يراجع في أمره فخرج إليه قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنع ابن هلال لا رحمه الله بما قد علمت لم يزل لا غفر الله له ذنبه و لا أقاله عثرته دخل في أمرنا بلا إذن منا و لا رضى يستبد برأيه فيتحامى من ديوننا لا يمضي من أمرنا إياه إلا بما يهواه و يريد أرداه الله في نار جهنم فصبرنا عليه حتى بتر الله عمره بدعوتنا و كنا قد عرفنا خبره قوما من موالينا في أيامه لا رحمه الله و أمرناهم بإلقاء ذلك إلى الخلص من موالينا و نحن نبرأ إلى الله من ابن هلال لا رحمه الله و ممن لا يبرأ منه و أعلم الإسحاقي سلمه الله و أهل بيته مما أعلمناك من حال أمر هذا الفاجر و جميع من كان سألك و يسألك عنه من أهل بلده و الخارجين و من كان يستحق أن يطلع على ذلك فإنه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يؤديه عنا ثقاتنا قد عرفوا بأننا نفاوضهم سرنا و نحمله إياه إليهم و عرفنا ما يكون من ذلك إن شاء الله قال و قال أبو حامد فثبت قوم على إنكار ما خرج فيه فعاودوه فيه فخرج لا شكر الله قدره لم يدع المرزئة بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه و أن يجعل ما من به عليه مستقرا و لا يجعله مستودعا و قد علمتم ما كان من أمر الدهقان عليه لعنة الله و خدمته و طول صحبته فأبدله الله بالإيمان كفرا حين فعل ما فعل فعاجله الله بالنقمة و لم يمهله

16-  كش، ]رجال الكشي[ حكى بعض الثقات بنيسابور أنه خرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي محمد ع توقيع يا إسحاق بن إسماعيل سترنا الله و إياك بستره و تولاك في جميع أمورك بصنعة قد فهمت كتابك رحمك الله و نحن بحمد الله و نعمته أهل بيت نرق على موالينا و نسر بتتابع إحسان الله إليهم و فضله لديهم و نعتد بكل نعمة ينعمها الله عز و جل عليهم فأتم الله عليكم بالحق و من كان مثلك ممن قد رحمه و بصره بصيرتك و نزع عن الباطل و لم يعم في طغيانه بعمه فإن تمام النعمة دخولك الجنة و ليس من نعمة و إن جل أمرها و عظم خطرها إلا و الحمد لله تقدست أسماؤه عليها يؤدي شكرها و أنا أقول الحمد لله مثل ما حمد الله به حامد إلى أبد الأبد بما من به عليك من نعمته و نجاك من الهلكة و سهل سبيلك على العقبة و ايم الله إنها لعقبة كئود شديد أمرها صعب مسلكها عظيم بلاؤها طويل عذابها قديم في الزبر الأولى ذكرها و لقد كانت منكم أمور في أيام الماضي إلى أن مضى لسبيله صلى الله على روحه و في أيامي هذه كنتم فيها غير محمودي الشأن و لا مسددي التوفيق و اعلم يقينا يا إسحاق أن من خرج من هذه الحياة الدنيا أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا إنها يا ابن إسماعيل ليس تعمى الأبصار وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ و ذلك قول الله عز و جل في محكم كتابه للظالم رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ الله عز و جل كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى و أي آية يا إسحاق أعظم من حجة الله عز و جل على خلقه و أمينه في بلاده و شاهده على عباده من بعد ما سلف من آبائه الأولين من النبيين و آبائه الآخرين من الوصيين عليهم أجمعين رحمة الله و بركاته فأين يتاه بكم و أين تذهبون كالأنعام على وجوهكم عن الحق تصدفون و بالباطل تؤمنون و بنعمة الله تكفرون أو تكذبون فمن يؤمن ببعض الكتاب و يكفر ببعض فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ و من غيركم إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا الفانية و طول عذاب الآخرة الباقية و ذلك و الله الخزي العظيم إن الله بفضله و منه لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم بل رحمة منه لا إله إلا هو عليكم لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ لِيَبْتَلِيَ... ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ و لتألفوا إلى رحمته و لتتفاضل منازلكم في جنته ففرض عليكم الحج و العمرة و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و الصوم و الولاية و كفى بهم لكم بابا ليفتحوا أبواب الفرائض و مفتاحا إلى سبيله و لو لا محمد ص و الأوصياء من بعده لكنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض و هل يدخل قرية إلا من بابها فلما من عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيه قال الله عز و جل لنبيه ص

  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً و فرض عليكم لأوليائه حقوقا أمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم و أموالكم و مأكلكم و مشربكم و يعرفكم بذلك النماء و البركة و الثروة و ليعلم من يطيعه منكم بالغيب قال الله عز و جل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و اعلموا أن مَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ على نفسه و أن الله هو الْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ و لقد طالت المخاطبة فيما بيننا و بينكم فيما هو لكم و عليكم و لو لا ما يجب من تمام النعمة من الله عز و جل عليكم لما أريتكم مني خطا و لا سمعتم مني حرفا من بعد الماضي ع أنتم في غفلة عما إليه معادكم و من بعد الثاني رسولي و ما ناله منكم حين أكرمه الله بمصيره إليكم و من بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبدة وفقه الله لمرضاته و أعانه على طاعته و كتابه الذي حمله محمد بن موسى النيسابوري و الله المستعان على كل حال و إني أراكم مفرطين في جنب الله فتكونون من الخاسرين فبعدا و سحقا لمن رغب عن طاعة الله و لم يقبل مواعظ أوليائه و قد أمركم الله عز و جل بطاعته لا إله إلا هو و طاعة رسوله ص و بطاعة أولي الأمر ع فرحم الله ضعفكم و قلة صبركم عما أمامكم فما أغر الإنسان بربه الكريم و استجاب الله تعالى دعائي فيكم و أصلح أموركم على يدي فقد قال الله جل جلاله يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ و قال جل جلاله وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً و قال الله جل جلاله  كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ فما أحب أن يدعو الله جل جلاله بي و لا بمن هو في أيامي إلا حسب رقتي عليكم و ما انطوى لكم عليه من حب بلوغ الأمل في الدارين جميعا و الكينونة معنا في الدنيا و الآخرة فقد يا إسحاق يرحمك الله و يرحم من هو وراءك بينت لك بيانا و فسرت لك تفسيرا و فعلت بكم فعل من لم يفهم هذا الأمر قط و لم يدخل فيه طرفة عين و لو فهمت الصم الصلاب بعض ما في هذا الكتاب لتصدعت قلقا خوفا من خشية الله و رجوعا إلى طاعة الله عز و جل فاعملوا من بعد ما شئتم فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ثم تردون إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ و الحمد لله كثيرا رب العالمين و أنت رسولي يا إسحاق إلى إبراهيم بن عبدة وفقه الله أن يعمل بما ورد عليه في كتابي مع محمد بن موسى النيسابوري إن شاء الله و رسولي إلى نفسك و إلى كل من خلفت ببلدك أن تعملوا بما ورد عليكم في كتابي مع محمد بن موسى النيسابوري إن شاء الله و يقرأ إبراهيم بن عبدة كتابي هذا على من خلفه ببلدة حتى لا يتساءلون و بطاعة الله يعتصمون و الشيطان بالله عن أنفسهم يجتنبون و لا يطيعون و على إبراهيم بن عبدة سلام الله و رحمته و عليك يا إسحاق و على جميع موالي السلام كثيرا سددكم الله جميعا بتوفيقه و كل من قرأ كتابنا هذا من موالي من أهل بلدك و من هو بناحيتكم و نزع عما هو عليه من الانحراف عن الحق فليؤد حقوقنا إلى إبراهيم و ليحمل ذلك إبراهيم بن عبدة إلى الرازي رضي الله عنه أو إلى من يسمي له الرازي فإن ذلك عن أمري و رأيي إن شاء الله

 و يا إسحاق اقرأ كتابي على البلالي رضي الله عنه فإنه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه و اقرأه على المحمودي عافاه الله فما أحمدنا له لطاعته فإذا وردت بغداد فاقرأه على الدهقان وكيلنا و ثقتنا و الذي يقبض من موالينا و كل من أمكنك من موالينا فأقرئهم هذا الكتاب و ينسخه من أراد منهم نسخة إن شاء الله و لا يكتم أمر هذا عمن شاهده من موالينا إلا من شيطان مخالف لكم فلا تنثرن الدر بين أظلاف الخنازير و لا كرامة لهم و قد وقعنا في كتابك بالوصول و الدعاء لك و لمن شئت و قد أجبنا سعيدا عن مسألته و الحمد لله فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فلا تخرجن من البلد حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضاي عنه و تسلم عليه و تعرفه و يعرفك فإنه الطاهر الأمين العفيف القريب منا و إلينا فكل ما يحمل إلينا من شي‏ء من النواحي فإليه يصير آخر أمره ليوصل ذلك إلينا و الحمد لله كثيرا سترنا الله و إياكم يا إسحاق بستره و تولاك في جميع أمورك بصنعة و السلام عليك و على جميع موالي و رحمة الله و بركاته و صلى الله على سيدنا النبي صلى الله عليه و آله و سلم تسليما كثيرا

17-  تاريخ قم، للحسن بن محمد القمي قال رويت عن مشايخ قم أن الحسين بن الحسن بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ع كان بقم يشرب الخمر علانية فقصد يوما لحاجة باب أحمد بن إسحاق الأشعري و كان وكيلا في الأوقاف بقم فلم يأذن له و رجع إلى بيته مهموما فتوجه أحمد بن إسحاق إلى الحج فلما بلغ سرمن‏رأى استأذن على أبي محمد الحسن العسكري ع فلم يأذن له فبكى أحمد لذلك طويلا و تضرع حتى أذن له فلما دخل قال يا ابن رسول الله لم منعتني الدخول عليك و أنا من شيعتك و مواليك قال ع لأنك طردت ابن عمنا عن بابك فبكى أحمد و حلف بالله أنه لم يمنعه من الدخول عليه إلا لأن يتوب من شرب الخمر قال صدقت و لكن لا بد عن إكرامهم و احترامهم على كل حال و أن لا تحقرهم و لا تستهين بهم لانتسابهم إلينا فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ فلما رجع أحمد إلى قم أتاه أشرافهم و كان الحسين معهم فلما رآه أحمد وثب إليه و استقبله و أكرمه و أجلسه في صدر المجلس فاستغرب الحسين ذلك منه و استبدعه و سأله عن سببه فذكر له ما جرى بينه و بين العسكري ع في ذلك فلما سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة و تاب منها و رجع إلى بيته و أهرق الخمور و كسر آلاتها و صار من الأتقياء المتورعين و الصلحاء المتعبدين و كان ملازما للمساجد معتكفا فيها حتى أدركه الموت و دفن قريبا من مزار فاطمة رضي الله عنهما