باب 5- أحوال رشيد الهجري و ميثم التمار و قنبر رضي الله عنهم أجمعين

1-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن محمد بن يوسف بن إبراهيم عن أبيه عن وهيب بن حفص عن أبي حسان العجلي قال لقيت أمة الله بنت راشد الهجري فقلت لها أخبريني بما سمعت من أبيك قالت سمعته يقول قال لي حبيبي أمير المؤمنين ع يا راشد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك و رجليك و لسانك فقلت يا أمير المؤمنين أ يكون آخر ذلك إلى الجنة قال نعم يا راشد و أنت معي في الدنيا و الآخرة قالت فو الله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه الدعي عبيد الله بن زياد فدعاه إلى البراءة منه فقال له ابن زياد فبأي ميتة قال لك صاحبك تموت قال خبرني خليلي صلوات الله عليه أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرأ فتقدمني فتقطع يدي و رجلي و لساني فقال و الله لأكذبن صاحبك قدموه و اقطعوا يده و رجله و اتركوا لسانه فقطعوه ثم حملوه إلى منزلنا فقلت له يا أبت جعلت فداك هل تجد لما أصابك ألما قال لا و الله يا بنية إلا كالزحام بين الناس ثم دخل عليه جيرانه و معارفه يتوجعون له فقال آتوني بصحيفة و دواة أذكر لكم ما يكون مما أعلمنيه مولاي أمير المؤمنين ع فأتوه بصحيفة و دواة فجعل يذكر و يملي عليهم أخبار الملاحم و الكائنات و يسندها إلى أمير المؤمنين ع فبلغ ذلك ابن زياد فأرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه فمات من ليلته تلك و كان أمير المؤمنين ع يسميه راشد المبتلى و كان قد ألقي إليه علم البلايا و المنايا فكان يلقى الرجل و يقول له يا فلان بن فلان تموت ميتة كذا و أنت يا فلان تقتل قتلة كذا فيكون الأمر كما قاله راشد رحمه الله

2-  يد، ]التوحيد[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن العرزمي عن أبي عبد الله ع قال كان لعلي ع غلام اسمه قنبر و كان يحب عليا حبا شديدا فإذا خرج علي ع خرج على أثره بالسيف فرآه ذات ليلة فقال يا قنبر ما لك قال جئت لأمشي خلفك فإن الناس كما تراهم يا أمير المؤمنين فخفت عليك قال ويحك أ من أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض قال لا بل من أهل الأرض قال إن أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئا إلا بإذن الله عز و جل من السماء فارجع فرجع

  -3  ختص، ]الإختصاص[ أحمد بن محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن هارون عن ابن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن عليا ع قال

إذا رأيت منهم أمرا منكرا أوقدت ناري و دعوت قنبرا

4-  ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن علي بن معلى عن ابن أبي حمزة عن سيف بن عميرة قال سمعت العبد الصالح أبا الحسن ع ينعى إلى رجل نفسه فقلت في نفسي و إنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته فقال شبه الغضب يا إسحاق قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا و البلايا فالإمام أولى بذلك

5-  ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي بن معاوية عن إسحاق قال كنت عند أبي الحسن ع و دخل عليه رجل فقال له أبو الحسن ع يا فلان إنك أنت تموت إلى شهر قال فأضمرت في نفسي كأنه يعلم آجال شيعته قال فقال يا إسحاق و ما تنكرون من ذلك و قد كان رشيد الهجري مستضعفا و كان يعلم علم المنايا و البلايا فالإمام أولى بذلك ثم قال يا إسحاق تموت إلى سنتين و يتشتت أهلك و ولدك و عيالك و أهل بيتك و يفلسون إفلاسا شديدا

 بيان مستضعفا أي مظلوما أي يعده الناس ضعيفا لا يعتنون بشأنه أو كانوا يحسبونه ضعيف العقل

6-  سن، ]المحاسن[ عثمان بن عيسى عن أبي الجارود عن قنو ابنة رشيد الهجري قالت قلت لأبي ما أشد اجتهادك فقال يا بنية سيجي‏ء قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهاد أوليهم

  -7  شا، ]الإرشاد[ من معجزات أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن ميثم التمار كان عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين ع منها فأعتقه فقال ما اسمك فقال سالم فقال أخبرني رسول الله ص أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم قال صدق الله و رسوله و صدق أمير المؤمنين و الله إنه لاسمي قال فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله ص و دع سالما فرجع إلى ميثم و اكتنى بأبي سالم فقال علي ع ذات يوم إنك تؤخذ بعدي فتصلب و تطعن بحربة فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك و فمك دما فتخضب لحيتك فانتظر ذلك الخضاب فتصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة و أقربهم من المطهرة و امض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها فأراه إياها و كان ميثم يأتيها فيصلي عندها و يقول بوركت من نخلة لك خلقت و لي غذيت و لم يزل معاهدها حتى قطعت و حتى عرف الموضع الذي يصلب عليها بالكوفة قال و كان يلقى عمرو بن حريث فيقول إني مجاورك فأحسن جواري فيقول له عمرو أ تريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم و هو لا يعلم ما يريد و حج في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة رضي الله عنها فقالت من أنت قال أنا ميثم قالت و الله لربما سمعت رسول الله ص يذكرك و يوصي بك عليا في جوف الليل فسألها عن الحسين ع فقالت هو في حائط له قال أخبريه أنني قد أحببت السلام عليه و نحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله فدعت بطيب و طيبت لحيته و قالت أما إنها ستخضب بدم فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فأدخل عليه فقيل له هذا كان من آثر الناس عند علي ع قال ويحكم هذا الأعجمي قيل له نعم قال له عبيد الله أين ربك قال بالمرصاد لكل ظالم و أنت أحد الظلمة قال إنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد قال أخبرني ما أخبرك صاحبك أني فاعل بك قال أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة أنا أقصرهم خشبة و أقربهم إلى المطهرة قال لنخالفنه قال كيف تخالفه فو الله ما أخبر إلا عن النبي ص عن جبرئيل عن الله تعالى فيكف تخالف هؤلاء و لقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه و أين هو من الكوفة و أنا أول خلق الله ألجم في الإسلام فحبسه و حبس معه المختار بن أبي عبيدة قال له ميثم إنك تفلت و تخرج ثائرا بدم الحسين ع فتقتل هذا الذي يقتلنا فلما دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله فخلاه و أمر بميثم أن يصلب فأخرج فقال له رجل لقيه ما كان أغناك عن هذا فتبسم و قال و هو يومئ إلى النخلة لها خلقت و لي غذيت فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث قال عمرو قد كان و الله يقول إني مجاورك فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته و رشه و تجميره فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد فقال ألجموه و كان أول خلق الله ألجم في الإسلام و كان قتل ميثم رحمه الله قبل قدوم الحسين بن علي ع العراق بعشرة أيام فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن ميثم بالحربة فكبر ثم انبعث في آخر النهار فمه و أنفه دما و هذا من جملة الأخبار عن الغيوب المحفوظة عن أمير المؤمنين ع و ذكره شائع و الرواية به بين العلماء مستفيضة

 و من ذلك ما رواه ابن عياش عن مجالد عن الشعبي عن زياد بن النصر الحارثي قال كنت عند زياد إذ أتي برشيد الهجري قال له زياد ما قال لك صاحبك يعني عليا ع إنا فاعلون بك قال تقطعون يدي و رجلي و تصلبونني فقال زياد أم و الله لأكذبن حديثه خلو سبيله فلما أراد أن يخرج قال زياد و الله ما نجد شيئا شرا مما قال له صاحبه اقطعوا يديه و رجليه و اصلبوه فقال رشيد هيهات قد بقي لي عندكم شي‏ء أخبرني به أمير المؤمنين ع فقال زياد اقطعوا لسانه فقال رشيد الآن و الله جاء التصديق لأمير المؤمنين ع و هذا الخبر أيضا قد نقله المؤالف و المخالف عن ثقاتهم عمن سميناه و اشتهر أمره عند علماء الجميع و هو من جملة ما تقدم ذكره من المعجزات و الإخبار عن الغيوب

 و من ذلك ما رواه عامة أصحاب السيرة من طرق مختلفة أن الحجاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم أحب أن أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلى الله بدمه فقيل له ما نعلم أحدا كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه فبعث في طلبه فأتي به فقال له أنت قنبر قال نعم قال أبو همدان قال نعم قال مولى علي بن أبي طالب قال الله مولاي و أمير المؤمنين علي ولي نعمتي قال ابرأ من دينه قال فإذا برئت من دينه تدلني على دين غيره أفضل منه قال إني قاتلك فاختر أي قتلة أحب إليك قال قد صيرت ذلك إليك قال و لم قال لأنك لا تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها و قد أخبرني أمير المؤمنين ع أن ميتتي تكون ذبحا ظلما بغير حق قال فأمر به فذبح

8-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن مروان قال قال أبو عبد الله ع ما منع ميثم رحمه الله من التقية فو الله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار و أصحابه إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ

 كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن محمد بن مروان مثله بيان لعل وجه الجمع بين أخبار التقية و عدمها في التبري الحمل على التخيير فيكون هذا الكلام منه ع على وجه الإشفاق بأنه كان يمكنه حفظ النفس بالتقية فلم تركها على وجه إلا الذم و الاعتراض و في أكثر نسخ الكتابين ميثم بالرفع فالظاهر قراءة منع على بناء المجهول فيحتمل ما ذكرنا أي لم يكن ممنوعا عن التقية شرعا فلم لم يتق و يحتمل أن يكون مدحا أي وطن نفسه على القتل لحب أمير المؤمنين ع مع أنه لم يكن ممنوعا من التقية و يحتمل أن يكون المعنى لم يمنع من التقية و لم يتركها و لكن لم تنفعه أو المعنى أنه إنما تركها لعلمه بعدم الانتفاع بها و عدم تحقق شرط التقية فيه و يمكن أن يقرأ منع على بناء المعلوم أي ليس فعله مانعا للغير عن التقية لأنه اختار أحد الفردين المخير فيهما أو لاختصاصه به لعدم تحقق شرطها فيه أو فعله و لم ينفعه و بالجملة يبعد عن مثل ميثم و رشيد و قنبر رضي الله عنهم بعد إخبار أمير المؤمنين ع إياهم بما يجري عليهم أمرهم بالتقية تركهم أمره ع و عدم بيانه ع لهم ما يجب عليهم فعله في هذا الوقت أبعد و الله يعلم

9-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و إبراهيم معا عن أيوب بن نوح عن صفوان عن عاصم بن حميد عن ثابت الثقفي قال لما أمر بميثم ليصلب قال رجل يا ميثم لقد كنت عن هذا غنيا قال فالتفت إليه ميثم ثم قال و الله ما نبتت هذه النخلة إلا لي و لا اغتذيت إلا لها

10-  محمد بن مسعود قال حدثني علي بن محمد عن أحمد بن محمد النهدي عن العباس بن معروف عن صفوان عن يعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم قال أخبرني أبو خالد التمار قال كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة فهبت ريح و هو في سفينة من سفن الرمان قال فخرج فنظر إلى الريح فقال شدوا برأس سفينتكم إن هذا ريح عاصف مات معاوية الساعة قال فلما كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته فاستخبرته فقلت له يا عبد الله ما الخبر قال الناس على أحسن حال توفي أمير المؤمنين و بايع الناس يزيد قال قلت أي يوم توفي قال يوم الجمعة

11-  محمد بن مسعود عن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي عن الوشاء عن عبد الله بن خراش المنقري عن علي بن إسماعيل عن فضيل الرسان عن حمزة بن ميثم قال خرج أبي إلى العمرة فحدثني قال استأذنت على أم سلمة رحمة الله عليها فضربت بيني و بينها خدرا فقالت لي أنت ميثم فقلت أنا ميثم فقالت كثيرا ما رأيت الحسين بن علي بن فاطمة يذكرك قلت فأين هو قالت خرج في غنم له آنفا قلت و أنا و الله أكثر ذكره فأقرئيه فإني مبادر فقالت يا جارية اخرجي فادهنيه فخرجت فدهنت لحيتي ببان فقلت أنا أما و الله لئن دهنتها لتخضبن فيكم بالدماء فخرجنا فإذا ابن عباس رحمة الله عليهما جالس فقلت يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن فإني قرأت تنزيله على أمير المؤمنين ع و علمني تأويله فقال يا جارية الدواة و القرطاس فأقبل يكتب فقلت يا ابن عباس كيف بك إذا رأيتني مصلوبا تاسع تسعة أقصرهم خشبة و أقربهم بالمطهرة فقال لي و تكهن أيضا و خرق الكتاب فقلت مه احفظ بما سمعت مني فإن يكن ما أقول لك حقا أمسكته و إن يك باطلا خرقته قال هو ذلك فقدم أبي علينا فما لبث يومين حتى أرسل عبيد الله بن زياد فصلبه تاسع تسعة أقصرهم خشبة و أقربهم إلى المطهرة فرأيت الرجل الذي جاء إليه ليقتله و قد أشار إليه بالحربة و هو يقول أما و الله لقد كنت ما علمتك إلا قواما ثم طعنه في خاصرته فأجافه فاحتقن الدم فمكث يومين ثم إنه في اليوم الثالث بعد العصر قبل المغرب انبعث منخراه دما فخضبت لحيته بالدماء

 قال أبو نصر محمد بن مسعود و حدثني أيضا بهذا الحديث علي بن الحسن بن فضال عن أحمد بن محمد الأقرع عن داود بن مهزيار عن علي بن إسماعيل عن فضيل عن عمران بن ميثم قال علي بن الحسن هو حمزة بن ميثم خطاء و قال علي أخبرني به الوشاء بإسناده مثله سواء غير أنه ذكر عمران بن ميثم

12-  حمدويه و إبراهيم قالا حدثنا أيوب عن حنان بن سدير عن أبيه عن جده قال قال لي ميثم التمار ذات يوم يا أبا حكيم إني أخبرك بحديث و هو حق قال فقلت يا أبا صالح بأي شي‏ء تحدثني قال إني أخرج العام إلى مكة فإذا قدمت القادسية راجعا أرسل إلى هذا الدعي ابن زياد رجلا في مائة فارس حتى يجي‏ء بي إليه فيقول لي أنت من هذه السبابية الخبيثة المحترقة التي قد يبست عليها جلودها و ايم الله لأقطعن يدك و رجلك فأقول لا رحمك الله فو الله لعلي ع كان أعرف بك من حسن ع حين ضرب رأسك بالدرة فقال له الحسن يا أبت لا تضربه فإنه يحبنا و يبغض عدونا فقال له علي ع مجيبا له اسكت يا بني فو الله لأنا أعلم به منك فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لولي لعدوك و عدو لوليك قال فيأمر بي عند ذلك فأصلب فأكون أول هذه الأمة ألجم بالشريط في الإسلام فإذا كان اليوم الثالث فقلت غابت الشمس أو لم تغب ابتدر منخراي دما على صدري و لحيتي قال فرصدناه فلما كان اليوم الثالث فقلت غابت الشمس أو لم تغب ابتدر منخراه على صدره و لحيته دما قال فاجتمعنا سبعة من التمارين فاتعدنا بحمله فجئنا إليه ليلا و الحراس يحرسونه و قد أوقدوا النار فحالت النار بيننا و بينهم فاحتملناه بخشبة حتى انتهيا به إلى فيض من ماء في مراد فدفناه فيه و رمينا الخشبة في مراد في الخراب و أصبح فبعث الخيل فلم تجد شيئا قال و قال يوما يا أبا حكيم ترى هذا المكان ليس يؤدى فيه طسق و الطسق أداء الأجر و لئن طالت بك الحياة لتؤدين طسق هذا المكان إلى رجل في دار الوليد بن عقبة اسمه زرارة قال سدير فأديته على خزي إلى رجل في دار الوليد بن عقبة يقال له زرارة

13-  جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن علي الصيرفي عن علي بن محمد عن يوسف بن عمران الميثمي قال سمعت ميثما النهرواني يقول دعاني أمير المؤمنين صلوات الله عليه و قال كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أمية عبيد الله بن زياد إلى البراءة مني فقلت يا أمير المؤمنين أنا و الله لا أبرأ منك قال إذن و الله يقتلك و يصلبك قلت أصبر فذاك في الله قليل فقال يا ميثم إذا تكون معي في درجتي قال و كان ميثم يمر بعريف قومه و يقول يا فلان كأني بك و قد دعاك دعي بني أمية ابن دعيها فيطلبني منك أياما فإذا قدمت عليك ذهبت بي إليه حتى يقتلني على باب دار عمرو بن حريث فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دما عبيطا و كان ميثم يمر بنخلة في سبخة فيضرب بيده عليها و يقول يا نخلة ما غذيت إلا لي و ما غذيت إلا لك و كان يمر بعمرو بن حريث و يقول يا عمرو إذا جاورتك فأحسن جواري فكان عمرو يرى أنه يشتري دارا أو ضيعة لزيق ضيعته فكان يقول له عمرو ليتك قد فعلت ثم خرج ميثم النهرواني إلى مكة فأرسل الطاغية عدو الله ابن زياد إلى عريف ميثم فطلبه منه فأخبره أنه بمكة فقال له لئن لم تأتني به لأقتلنك فأجله أجلا و خرج العريف إلى القادسية ينتظر ميثما فلما قدم ميثم قال أنت ميثم قال نعم أنا ميثم قال تبرأ من أبي تراب قال لا أعرف أبا تراب قال تبرأ من علي بن أبي طالب فقال له فإن أنا لم أفعل قال إذا و الله لأقتلك قال أما لقد كان يقول لي إنك ستقتلني و تصلبني على باب عمرو بن حريث فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دما عبيطا فأمر به فصلب على باب عمرو بن حريث فقال للناس سلوني و هو مصلوب قبل أن أقتل فو الله لأخبرتكم بعلم ما يكون إلى أن تقوم الساعة و ما يكون من الفتن فلما سأله الناس حدثهم حديثا واحدا إذ أتاه رسول من قبل ابن زياد فألجمه بلجام من شريط و هو أول من ألجم بلجام و هو مصلوب

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن عمران عن أبيه ميثم مثله بيان الشريط حبل يفتل من خوص

14-  كش، ]رجال الكشي[ و روي عن أبي الحسن الرضا عن أبيه عن آبائه صلوات الله عليهم قال أتى ميثم التمار دار أمير المؤمنين ع فقيل له إنه نائم فنادى بأعلى صوته انتبه أيها النائم فو الله لتخضبن لحيتك من رأسك فانتبه أمير المؤمنين ع فقال أدخلوا ميثما فقال أيها النائم و الله لتخضبن لحيتك من رأسك فقال صدقت و أنت و الله ليقطعن يداك و رجلاك و لسانك و لتقطعن النخلة التي في الكناسة فتشق أربع قطع فتصلب أنت على ربعها و حجر بن عدي على ربعها و محمد بن أكتم على ربعها و خالد بن مسعود على ربعها قال ميثم فشككت في نفسي و قلت إن عليا ليخبرنا بالغيب فقلت له أ و كائن ذاك يا أمير المؤمنين فقال إي و رب الكعبة كذا عهده إلي النبي ص قال فقلت لم يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين فقال ليأخذنك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد قال و كان يخرج إلى الجبانة و أنا معه فيمر بالنخلة فيقول لي يا ميثم إن لك و لها شأنا من الشأن قال فلما ولي عبيد الله بن زياد الكوفة و دخلها تعلق علمه بالنخلة التي بالكناسة فتخرق فتطير من ذلك فأمر بقطعها فاشتراها رجل من النجارين فشقها أربع قطع قال ميثم فقلت لصالح ابني فخذ مسمارا من حديد فانقش عليه اسمي و اسم أبي و دقه في بعض تلك الأجذاع قال فلما مضى بعد ذلك أيام أتوني قوم من أهل السوق فقالوا يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشتكي إليه عامل السوق فنسأله أن يعزله عنا و يولي علينا غيره قال و كنت خطيب القوم فنصت لي و أعجبه منطقي فقال له عمرو بن حريث أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلم قال و من هو قال ميثم التمار الكذاب مولى الكذاب علي بن أبي طالب قال فاستوى جالسا فقال لي ما تقول فقلت كذب أصلح الله الأمير بل أنا الصادق مولى الصادق علي بن أبي طالب أمير المؤمنين حقا فقال لي لتبرأن من علي و لتذكرن مساويه و تتولى عثمان و تذكر محاسنه أو لأقطعن يديك و رجليك و لأصلبنك فبكيت فقال لي بكيت من القول دون الفعل فقلت و الله ما بكيت من القول و لا من الفعل و لكني بكيت من شك كان دخلني يوم أخبرني سيدي و مولاي فقال لي و ما قال لك قال فقلت أتيته الباب فقيل لي إنه نائم فناديت انتبه أيها النائم فو الله لتخضبن لحيتك من رأسك فقال صدقت و أنت و الله ليقطعن يداك و رجلاك و لسانك و لتصلبن فقلت و من يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين فقال يأخذك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد قال فامتلأ غيظا ثم قال لي و الله لأقطعن يديك و رجليك و لأدعن لسانك حتى أكذبك و أكذب مولاك فأمر به فقطعت يداه و رجلاه ثم أخرج و أمر به أن يصلب فنادى بأعلى صوته أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن أبي طالب قال فاجتمع الناس و أقبل يحدثهم بالعجائب قال و خرج عمرو بن حريث و هو يريد منزله فقال ما هذه الجماعة قال ميثم التمار يحدث الناس عن علي بن أبي طالب ع قال فانصرف مسرعا فقال أصلح الله الأمير بادر فابعث إلى هذا من يقطع لسانه فإني لست آمن أن يتغير قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك قال فالتفت إلى حرسي فوق رأسه فقال اذهب فاقطع لسانه قال فأتاه الحرسي و قال له يا ميثم قال ما تشاء قال أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه قال ميثم ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني و يكذب مولاي هاك لساني قال فقطع لسانه و تشحط ساعة في دمه ثم مات و أمر به فصلب قال صالح فمضيت بعد ذلك أيام فإذا هو قد صلب على الربع الذي كتبت و دققت فيه المسمار

15-  ختص، ]الإختصاص[ كش، ]رجال الكشي[ إبراهيم بن الحسين الحسيني العقيقي رفعه قال سئل قنبر مولى من أنت فقال مولاي من ضرب بسيفين و طعن برمحين و صلى القبلتين و بايع البيعتين و هاجر الهجرتين و لم يكفر بالله طرفة عين أنا مولى صالح المؤمنين و وارث النبيين و خير الوصيين و أكبر المسلمين و يعسوب المؤمنين و نور المجاهدين و رئيس البكاءين و زين العابدين و سراج الماضين و ضوء القائمين و أفضل القانتين و لسان رسول رب العالمين و أول المؤمنين من آل يس المؤيد بجبرئيل الأمين و المنصور بميكائيل المتين و المحمود عند أهل السماء أجمعين سيد المسلمين و السابقين و قاتل الناكثين و المارقين و القاسطين و المحامي عن حرم المسلمين و مجاهد أعدائه الناصبين و مطفئ نار الموقدين و أفخر من مشى من قريش أجمعين و أول من أجاب و استجاب لله أمير المؤمنين و وصي نبيه في العالمين و أمينه على المخلوقين و خليفة من بعث إليهم أجمعين سيد المسلمين و السابقين و مبيد المشركين و سهم من مرامي الله على المنافقين و لسان كلمة العابدين ناصر دين الله و ولي الله و لسان كلمة الله و ناصره في أرضه و عيبة علمه و كهف دينه إمام أهل الأبرار من رضي عنه العلي الجبار سمح سخي حيي بهلول سنحنحي زكي مطهر أبطحي جري همام صابر صوام مهدي مقدام قاطع الأصلاب مفرق الأحزاب عالي الرقاب أربطهم عنانا و أثبتهم جنانا و أشدهم شكيمة بازل باسل صنديد هزبر ضرغام حازم عزام حصيف خطيب محجاج كريم الأصل شريف الفصل فاضل القبيلة نقي العشيرة زكي الركانة مؤدي الأمانة من بني هاشم و ابن عم النبي صلى الله عليهما الإمام المهدي الرشاد مجانب الفساد الأشعث الحاتم البطل الجماجم و الليث المزاحم بدري مكي حنفي روحاني شعشعاني من الجبال شواهقها و من ذي الهضاب رءوسها و من العرب سيدها و من الوغى ليثها البطل الهمام و الليث المقدام و البدر التمام محك المؤمنين و وارث المشعرين و أبو السبطين الحسن و الحسين و الله أمير المؤمنين حقا حقا علي بن أبي طالب عليه من الله الصلوات الزكية و البركات السنية

  توضيح البهلول بالضم الضحاك و السيد الجامع لكل خير و رجل سنحنح لا ينام الليل و الياء للمبالغة كالأحمري و الهمام الملك العظيم الهمة و السيد الشجاع السخي قوله عالي الرقاب أي يعلوها و يسلط عليها و ربط العنان كناية عن التقيد بقوانين الشريعة أو حمل الناس عليها و الشكيمة الطبع و اللجام الحديدة المعترضة في فم الفرس و البازل الرجل الكامل في تجربته و الباسل الأسد و الشجاع و الصنديد السيد الشجاع و الهزبر بكسر الهاء و فتح الزاء و سكون الباء الأسد و الشديد الصلت و الضرغام بالكسر الأسد و الحصيف من استكمل عقله و المحجاج بالكسر الجدل الكامل في الحجاج و الفصل القضاء بين الحق و الباطل و يحتمل أن يكون المراد هنا المحل الذي انفصل منه من الوالدين و الأجداد و الركانة الوقار و في بعض النسخ بالزاي المعجمة أي الحدس و الفطانة و الأشعث المغبر الرأس و في بعض النسخ الأسغب بالغين المعجمة و الباء الموحدة أي الجائع و الحاتم بالكسر القاضي و بالفتح الجواد و الجماجم السادات و العظماء و لعل الألف و اللام في البطل زيد من النساخ قوله محك المؤمنين أي بولايته و متابعته يعرف المؤمنون و درجاتهم و في بعض النسخ مجلي المؤمنين من التجلية أي مصفيهم و منورهم

16-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن قيس القومشي عن أحلم بن يسار عن أبي الحسن صاحب العسكر ع أن قنبرا مولى أمير المؤمنين ع دخل على الحجاج بن يوسف فقال له ما الذي كنت تلي من علي بن أبي طالب فقال كنت أوضيه فقال له ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه فقال كان يتلو هذه الآية فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فقال الحجاج أظنه كان يتأولها علينا قال نعم فقال ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك قال إذن أسعد و تشقى فأمر به

 شي، ]تفسير العياشي[ مرسلا عنه ع مثله

17-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن عبد الله عن وهيب بن مهران عن محمد بن علي الصيرفي عن علي بن محمد بن عبد الله الحناط عن وهب بن حفص الجريري عن أبي حيان البجلي عن قنوا بنت الرشيد الهجري قال قلت لها أخبريني ما سمعت من أبيك قالت سمعت أبي يقول أخبرني أمير المؤمنين ع فقال يا رشيد كيف صبرك متى أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك و رجليك و لسانك قلت يا أمير المؤمنين آخر ذلك إلى الجنة فقال يا رشيد أنت معي في الدنيا و الآخرة قالت فو الله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه عبيد الله بن زياد الدعي فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين ع فأبى أن يبرأ منه فقال له الدعي فبأي ميتة قال لك تموت فقال له أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أبرأ فتقدمني فتقطع يدي و رجلي و لساني فقال و الله لأكذبن قوله قال فقدموه فقطعوا يديه و رجليه و تركوا لسانه فحملت أطراف يديه و رجليه فقلت يا أبة هل تجد ألما لما أصابك فقال لا يا بنتي إلا كالزحام بين الناس فلما احتملناه و أخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله فقال آتوني بصحيفة و دواة أكتب لكم ما يكون إلى يوم الساعة فأرسل إليه الحجام يقطع لسانه فمات رحمة الله عليه في ليلته قال و كان أمير المؤمنين ع يسميه رشيد البلايا و قد كان ألقي إليه علم البلايا و المنايا فكان في حياته إذا لقي الرجل قال له أنت تموت بميتة كذا و تقتل أنت يا فلان بقتله كذا و كذا فيكون كما يقول الرشيد و كان أمير المؤمنين ع يقول أنت رشيد البلايا أو تقتل بهذه القتلة فكان كما قال أمير المؤمنين ع

 ختص، ]الإختصاص[ جعفر بن الحسين عن محمد بن الحسن عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الصيرفي مثله يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن قنوا مثله

18-  كش، ]رجال الكشي[ جبرئيل عن محمد بن عبد الله بن مهران عن أحمد بن النضر عن عبد الله بن يزيد الأسدي عن فضيل بن زبير قال خرج أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوما إلى بستان البرني و معه أصحابه فجلس تحت نخلة ثم أمر بنخلة فلقطت فأنزل منها رطب فوضع بين أيديهم قالوا فقال رشيد الهجري يا أمير المؤمنين ما أطيب هذا الرطب فقال يا رشيد أما إنك تصلب على جذعها قال رشيد فكنت أختلف إليها طرفي النهار أسقيها و مضى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال فجئتها يوما و قد قطع سعفها قلت اقترب أجلي ثم جئت يوما فجاء العريف فقال أجب الأمير فأتيته فلما دخلت القصر إذا خشب ملقى ثم جئت يوما آخر فإذا النصف الآخر قد جعل زرنوقا يستقى عليه الماء فقلت ما كذبني خليلي فأتاني العريف فقال أجب الأمير فأتيته فلما دخلت القصر إذا الخشب ملقى فإذا فيه الزرنوق فجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي ثم قلت لك غذيت و لي نبت ثم أدخلت على عبيد الله بن زياد فقال هات من كذب صاحبك قلت و الله ما أنا بكذاب و لا هو و لقد أخبرني أنك تقطع يدي و رجلي و لساني قال إذا و الله نكذبه اقطعوا يديه و رجليه و أخرجوه فلما حمل إلى أهله أقبل يحدث الناس بالعظائم و هو يقول أيها الناس سلوني و إن للقوم عندي طلبة لم يقضوها فدخل رجل على ابن زياد فقال له ما صنعت قطعت يديه و رجليه و هو يحدث الناس بالعظائم قال فأرسل إليه ردوه و قد انتهى إلى بابه فردوه فأمر بقطع يديه و رجليه و لسانه و أمر بصلبه

 بيان الزرنوقان بالضم و يفتح منارتان تبنيان على جانبي رأس البئر

19-  فض، ]كتاب الروضة[ قيل كان مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يخرج من الجامع بالكوفة فيجلس عند ميثم التمار رضي الله عنه فيحادثه فيقال إنه قال له ذات يوم أ لا أبشرك يا ميثم فقال بما ذا يا أمير المؤمنين قال بأنك تموت مصلوبا فقال يا مولاي و أنا على فطرة الإسلام قال نعم ثم قال له يا ميثم تريد أريك الموضع الذي تصلب فيه و النخلة التي تعلق عليها و على جذعتها قال نعم يا أمير المؤمنين فجاء به إلى رحبة الصيارف و قال له هاهنا ثم أراه نخلة قال له على جذع هذه فما زال ميثم رضي الله عنه يتعاهد تلك النخلة حتى قطعت و شقت نصفين فسقف بالنصف منها و بقي النصف الآخر فما زال يتعاهد النصف و يصلي في ذلك الموضع و يقول لبعض جيران الموضع يا فلان إني أريد أن أجاورك عن قريب فأحسن جواري فيقول ذلك الرجل في نفسه يريد ميثم أن يشتري دارا في جواري و لا يعلم ما يريد بقوله حتى قبض أمير المؤمنين ع و ظفر معاوية و أصحابه و أخذ ميثم فيمن أخذ و أمر معاوية بصلبه فصلب على ذلك الجذع في ذلك المكان فلما رأى ذلك الرجل أن ميثما قد صلب في جواره قال إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ثم أخبر الناس بقصة ميثم و ما قاله في حياته و ما زال ذلك الرجل يتعاهده و يكنس تحت الجذع و يبخره و يصلي عنده و يكرر الرحمة عليه رضي الله عنه

20-  كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن إسحاق بن عمار قال سمعت العبد الصالح ينعى إلى رجل نفسه فقلت في نفسي و إنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته فالتفت إلي شبه المغضب فقال يا إسحاق قد كان الرشيد الهجري و كان من المستضعفين يعلم علم المنايا و البلايا و الإمام أولى بذلك يا إسحاق اصنع ما أنت صانع فعمرك قد فني و أنت تموت إلى سنتين و إخوتك و أهل بيتك لا يلبثون من بعدك إلا يسيرا حتى تفترق كلمتهم و يخون بعضهم بعضا و يصيرون لإخوانهم و من يعرفهم رحمة حتى يشمت بهم عدوهم قال إسحاق فإني أستغفر الله مما عرض في صدري فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلا سنتين حتى مات ثم ما ذهبت الأيام حتى قام بنو عمار بأموال الناس و أفلسوا أقبح إفلاس رآه الناس فجاء ما قال أبو الحسن ع فيهم ما غادر قليلا و لا كثيرا

21-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن محمد بن مروان قال قال لي أبو عبد الله ع ما منع ميثم رحمه الله من التقية فو الله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار و أصحابه إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ

 أقول قد مر كثير من أخبارهم في باب إخبار أمير المؤمنين ع بالكائنات

22-  ختص، ]الإختصاص[ جعفر بن الحسين عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن عثمان بن عيسى عن أبي الجارود قال سمعت القنوا بنت الرشيد الهجري تقول قال أبي يا بنية أميتي الحديث بالكتمان و اجعلي القلب مسكن الأمانة و عن قنوا قالت قلت لأبي ما أشد اجتهادك قال يا بنية يأتي قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهادنا

23-  ختص، ]الإختصاص[ جعفر عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن عبد الكريم يرفعه إلى رشيد الهجري قال لما طلب زياد أبو عبيد الله رشيد الهجري اختفى رشيد فجاء ذات يوم إلى أبي أراكة و هو جالس على بابه في جماعة من أصحابه فدخل منزل أبي أراكة ففزع لذلك أبو أراكة و خاف فقام فدخل في أثره فقال ويحك قتلتني و أيتمت ولدي و أهلكتهم قال و ما ذاك قال أنت مطلوب و جئت حتى دخلت داري و قد رآك من كان عندي فقال ما رآني أحد منهم قال و تسخر بي أيضا فأخذه و شده كتافا ثم أدخله بيتا و أغلق عليه بابه ثم خرج إلى أصحابه فقال لهم إنه خيل إلي أن رجلا شيخا قد دخل داري آنفا قالوا ما رأينا أحدا فكرر ذلك عليهم كل ذلك يقولون ما رأينا أحدا فسكت عنهم ثم إنه تخوف أن يكون قد رآه غيرهم فذهب إلى مجلس زياد ليتجسس هل يذكرونه فإن هم أحسوا بذلك أخبرهم أنه عنده و دفعه إليهم فسلم على زياد و قعد عنده و كان الذي بينهما لطيف قال فبينا هو كذلك إذ أقبل الرشيد على بغلة أبي أراكة مقبلا نحو مجلس زياد فلما نظر إليه أبو أراكة تغير وجهه و أسقط في يده و أيقن بالهلاك فنزل رشيد عن البغلة و أقبل إلى زياد فسلم عليه فقام إليه زياد فاعتنقه فقبله ثم أخذ يسائله كيف قدمت و كيف من خلفت و كيف كنت في مسيرك و أخذ لحيته ثم مكث هنيهة ثم قام فذهب فقال أبو أراكة لزياد أصلح الله الأمير من هذا الشيخ قال هذا أخ من إخواننا من أهل الشام قدم علينا زائرا فانصرف أبو أراكة إلى منزله فإذا رشيد بالبيت كما تركه فقال له أبو أراكة أما إذا كان عندك من العلم كل ما أرى فاصنع ما بدا لك و ادخل علينا كيف شئت