باب 5- قضاياه صلوات الله عليه و ما هدى قومه إليه مما أشكل عليهم من مصالحهم و قد أوردنا كثيرا من قضاياه في باب علمه ع

1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال الطبري و مجاهد في تاريخيهما جمع عمر بن الخطاب الناس يسألهم من أي يوم نكتب فقال علي ع من يوم هاجر رسول الله ص و نزل أرض الشرك فكأنه أشار أن لا تبتدعوا بدعة و تأرخوا كما كانوا يكتبون في زمان رسول الله ص لأنه لما قدم النبي ص المدينة في شهر ربيع الأول أمر بالتاريخ فكانوا يؤرخون بالشهر و الشهرين من مقدمه إلى أن تمت له سنة ذكره التاريخي عن ابن شهاب

2-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في رواية أن أمير المؤمنين ع قال لوشاء ادن مني قال فدنوت منه فقال امض إلى محلتكم ستجد على باب المسجد رجلا و امرأة يتنازعان فأتني بهما قال فمضيت فوجدتهما يختصمان فقلت إن أمير المؤمنين يدعوكما فسرنا حتى دخلنا عليه فقال يا فتى ما شأنك و هذه الامرأة قال يا أمير المؤمنين إني تزوجتها و أمهرت و أملكت و زففت فلما قربت منها رأت الدم و قد حرت في أمري فقال ع هي عليك حرام و لست لها بأهل فماج الناس في ذلك فقال لها هل تعرفيني فقالت سماع أسمع بذكرك و لم أرك فقال فأنت فلانة بنت فلان من آل فلان فقالت بلى و الله فقال أ لم تتزوجي بفلان بن فلان متعة سرا من أهلك أ لم تحملي منه حملا ثم وضعتيه غلاما ذكرا سويا ثم خشيت قومك و أهلك فأخذتيه و خرجت ليلا حتى إذا صرت في موضع خال وضعتيه على الأرض ثم وقفت مقابلته فحننت عليه فعدت أخذتيه ثم عدت طرحتيه حتى بكى و خشيت الفضيحة فجاءت الكلاب فأنبحت عليك فخفت فهرولت فانفرد من الكلاب كلب فجاء إلى ولدك فشمه ثم نهشه لأجل رائحة الزهومة فرميت الكلب إشفاقا فشججتيه فصاح فخشيت أن يدركك الصباح فيشعر بك فوليت منصرفة و في قلبك من البلابل فرفعت يديك نحو السماء و قلت اللهم احفظه يا حافظ الودائع قالت بلى و الله كان هذا جميعه و قد تحيرت في مقالتك فقال أين الرجل فجاء فقال اكشف عن جبينك فكشف فقال للمرأة ها الشجة في قرن ولدك و هذا الولد ولدك و الله تعالى منعه من وطئك بما أراه منك من الآية التي صدته و الله قد حفظ عليك كما سألتيه فاشكري الله على ما أولاك و حباك

 الواقدي و إسحاق الطبري أن عمير بن وائل الثقفي أمره حنظلة بن أبي سفيان أن يدعي على علي ع ثمانين مثقالا من الذهب وديعة عند محمد ص و أنه هرب من مكة و أنت وكيله فإن طلب بينة الشهود فنحن معشر قريش نشهد عليه و أعطوه على ذلك مائة مثقال من الذهب منها قلادة عشرة مثاقيل لهند فجاء و ادعى على علي ع فاعتبر الودائع كلها و رأى عليها أسامي أصحابها و لم يكن لما ذكره عمير خبر فنصح له نصحا كثيرا فقال إن لي من يشهد بذلك و هو أبو جهل و عكرمة و عقبة بن أبي معيط و أبو سفيان و حنظلة فقال ع مكيدة تعود إلى من دبرها ثم أمر الشهود أن يقعدوا في الكعبة ثم قال لعمير يا أخا ثقيف أخبرني الآن حين دفعت وديعتك هذه إلى رسول الله ص أي الأوقات كان قال ضحوة نهار فأخذها بيده و دفعها إلى عبده ثم استدعى بأبي جهل و سأله عن ذلك قال ما يلزمني ذلك ثم استدعى بأبي سفيان و سأله فقال دفعه عند غروب الشمس و أخذها من يده و تركها في كمه ثم استدعى حنظلة و سأله عن ذلك فقال كان عند وقت وقوف الشمس في كبد السماء و تركها بين يديه إلى وقت انصرافه ثم استدعى بعقبة و سأله عن ذلك فقال تسلمها بيده و أنفذها في الحال إلى داره و كان وقت العصر ثم استدعى بعكرمة و سأله عن ذلك فقال كان بزوغ الشمس أخذها فأنفذها من ساعته إلى بيت فاطمة ع ثم أقبل على عمير و قال له أراك قد اصفر لونك و تغيرت أحوالك قال أقول الحق و لا يفلح غادر و بيت الله ما كان لي عند محمد ص وديعة و إنهما حملاني على ذلك و هذه دنانيرهم و عقد هند عليها اسمها مكتوب ثم قال علي ع ائتوني بالسيف الذي في زاوية الدار فأخذه و قال أ تعرفون هذا السيف فقالوا هذا لحنظلة فقال أبو سفيان هذا مسروق فقال ع إن كنت صادقا في قولك فما فعل عبدك مهلع الأسود قال مضى إلى الطائف في حاجة لنا فقال هيهات أن تعود تراه ابعث إليه أحضره إن كنت صادقا فسكت أبو سفيان ثم قام في عشرة عبيد لسادات قريش فنبشوا بقعة عرفها فإذا فيها العبد مهلع قتيل فأمرهم بإخراجه فأخرجوه و حملوه إلى الكعبة فسأله الناس عن سبب قتله فقال إن أبا سفيان و ولده ضمنوا له رشوة عتقه و حثاه على قتلي فكمن لي في الطريق و وثب علي ليقتلني فضربت رأسه و أخذت سيفه فلما بطلت حيلتهم أرادوا الحيلة الثانية بعمير فقال عمير أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص

3-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أما ما كان من قضاياه ع في زمن أبي بكر فقد روي أنه سأل أبا بكر رجل عن رجل تزوج بامرأة بكرة فولدت عشية فحاز ميراثه الابن و الأم فلم يعرف فقال علي ع هذا رجل له جارية حبلى منه فلما تمخضت مات الرجل

 بيان أي كانت الجارية حبلى من المولى فأعتقها و تزوجها بكرة فولدت عشيته فمات المولى

4-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو بصير عن أبي عبد الله ع قال أراد قوم على عهد أبي بكر أن يبنوا مسجدا بساحل عدن فكان كلما فرغوا من بنائه سقط فعادوا إليه فسألوه فخطب و سأل الناس و ناشدهم إن كان عند أحد منكم علم هذا فليقل فقال أمير المؤمنين ع احتفروا في ميمنته و ميسرته في القبلة فإنه يظهر لكم قبران مكتوب عليهما أنا رضوى و أختي حباء متنا لا نشرك بالله العزيز الجبار و هما مجردتان فاغسلوهما و كفنوهما و صلوا عليهما و ادفنوهما ثم ابنوا مسجدكم فإنه يقوم بناؤه ففعلوا ذلك فكان كما قال ع

 ابن حماد

و قال للقوم امضوا الآن فاحتفروا أساس قبلتكم تفضوا إلى خزن‏عليه لوح من العقيان محتفر فيه بخط من الياقوت مندفن‏نحن ابنتا تبع ذي الملك من يمن حبا و رضوى بغير الحق لم ندن

 متنا على ملة التوحيد لم نك من صلى إلى صنم كلا و لا وثن

و سأله نصرانيان ما الفرق بين الحب و البغض و معدنهما واحد و ما الفرق بين الحفظ و النسيان و معدنهما واحد و ما الفرق بين الرؤيا الصادقة و الرؤيا الكاذبة و معدنهما واحد فأشار إلى عمر فلما سألاه أشار إلى علي ع فلما سألاه عن الحب و البغض قال إن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فأسكنها الهواء فما تعارف هناك ائتلف هاهنا و ما تناكر هناك اختلف هاهنا ثم سألاه عن الحفظ و النسيان فقال إن الله تعالى خلق ابن آدم و جعل لقلبه غاشية فمهما مر بالقلب و الغاشية منفتحة حفظ و أحصى و مهما مر بالقلب و الغاشية منطبقة لم يحفظ و لم يحص ثم سألاه عن الرؤية الصادقة و الرؤية الكاذبة فقال ع إن الله تعالى خلق الروح و جعل لها سلطانا فسلطانها النفس فإذا نام العبد خرج الروح و بقي سلطانه فيمر به جيل من الملائكة و جيل من الجن فمهما كان من الرؤيا الصادقة فمن الملائكة و مهما كان من الرؤيا الكاذبة فمن الجن فأسلما على يديه و قتلا معه يوم صفين

 أبو داود و ابن ماجة في سننهما و ابن بطة في الإبانة و أحمد في فضائل الصحابة و أبو بكر بن مردويه في كتابه بطرق كثيرة عن زيد بن أرقم أنه قيل للنبي ص أتى إلى علي ع باليمن ثلاثة نفر يختصمون في ولد لهم كلهم يزعم أنه وقع على أمه في طهر واحد و ذلك في الجاهلية فقال علي ع إنهم شركاء متشاكسون فقرع على الغلام باسمهم فخرجت لأحدهم فألحق الغلام به و ألزمه ثلثا الدية لصاحبه و زجرهما عن مثل ذلك فقال النبي ص الحمد لله الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود ع

 ابن جريح عن الضحاك عن ابن عباس أن النبي ص اشترى من أعرابي ناقة بأربعمائة درهم فلما قبض الأعرابي المال صاح الدراهم و الناقة لي فأقبل أبو بكر فقال اقض فيما بيني و بين الأعرابي فقال القضية واضحة تطلب البينة فأقبل عمر فقال كالأول فأقبل علي ع فقال ص أ تقبل بالشاب المقبل قال نعم فقال الأعرابي الناقة ناقتي و الدراهم دراهمي فإن كان محمد يدعي شيئا فليقم البينة على ذلك فقال ع خل عن الناقة و عن رسول الله ص ثلاث مرات فاندفع فضربه ضربة فاجتمع أهل الحجاز أنه رمى برأسه و قال بعض أهل العراق بل قطع منه عضوا فقال يا رسول الله نصدقك على الوحي و لا نصدقك على أربعمائة دراهم

 و في خبر عن غيره فالتفت النبي ص إليهما فقال هذا حكم الله لا ما حكمتما به فينا

 الجاحظ و تفسير الثعلبي أنه سئل أبو بكر عن قوله تعالى وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا فقال أية سماء تظلني أو أية أرض تقلني أم أين أذهب أم كيف أصنع إذا قلت في كتاب الله بما لم أعلم أما الفاكهة فأعرفها و أما الأب فالله أعلم و في رواية أهل البيت أنه بلغ ذلك أمير المؤمنين ع فقال إن الأب هو الكلاء و المرعى و إن قوله وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا اعتداد من الله على خلقه فيما غذاهم به و خلقه لهم و لأنعامهم مما يحيا به أنفسهم و سأل رسول ملك الروم أبا بكر عن رجل لا يرجو الجنة و لا يخاف النار و لا يخاف الله و لا يركع و لا يسجد و يأكل الميتة و الدم و يشهد بما لا يرى و يحب الفتنة و يبغض الحق فلم يجبه فقال عمر ازددت كفرا إلى كفرك فأخبر بذلك علي ع فقال هذا رجل من أولياء الله لا يرجو الجنة و لا يخاف النار و لكن يخاف الله و لا يخاف الله من ظلمه و إنما يخاف من عدله و لا يركع و لا يسجد في صلاة الجنازة و يأكل الجراد و السمك و يأكل الكبد و يحب المال و الولد إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ و يشهد بالجنة و النار و هو لم يرهما و يكره الموت و هو حق و في مقال لي ما ليس لله فلي صاحبة و ولد و معي ما ليس مع الله معي ظلم و جور و معي ما لم يخلق الله فأنا حامل القرآن و هو غير مفتر و أعلم ما لم يعلم الله و هو قول النصارى إن عيسى ابن الله و صدق النصارى و اليهود في قولهم وَ قالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْ‏ءٍ الآية و كذب الأنبياء و المرسلين كذب إخوة يوسف حيث قالوا أَكَلَهُ الذِّئْبُ و هم أنبياء الله و مرسلون إلى الصحراء و أنا أحمد النبي أحمده و أشكره و أنا علي علي في قومي و أنا ربكم أرفع و أضع كمي أرفعه و أضعه و سأله ع رأس الجالوت بعد ما سأل أبا بكر فلم يعرف ما أصل الأشياء فقال ع هو الماء لقوله تعالى وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‏ءٍ حَيٍّ و ما جمادان تكلما فقال هما السماء و الأرض و ما شيئان يزيدان و ينقصان و لا يرى الخلق ذلك فقال هما الليل و النهار و ما الماء الذي ليس من أرض و لا سماء فقال الماء الذي بعث سليمان إلى بلقيس و هو عرق الخيل إذا هي أجريت في الميدان و ما الذي يتنفس بلا روح فقال وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ و ما القبر الذي سار بصاحبه فقال ذاك يونس ع لما سار به الحوت في البحر

  -5  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و أما قضاياه في زمن عمر فإن غلاما طلب مال أبيه من عمر و ذكر أن والده توفي بالكوفة و الولد طفل بالمدينة فصاح عليه عمر و طرده فخرج يتظلم منه فلقيه علي ع فقال ائتوني به إلى الجامع حتى أكشف أمره فجي‏ء به فسأله عن حاله فأخبره بخبره فقال ع لأحكمن فيكم بحكومة حكم الله بها من فوق سبع سماواته لا يحكم بها إلا من ارتضاه لعلمه ثم استدعى بعض أصحابه و قال هات بمجرفة ثم قال سيروا بنا إلى قبر والد الصبي فساروا فقال احفروا هذا القبر و انبشوه و استخرجوا لي ضلعا من أضلاعه فدفعه إلى الغلام فقال له شمه فلما شمه انبعث الدم من منخريه فقال ع إنه ولده فقال عمر بانبعاث الدم تسلم إليه المال فقال إنه أحق بالمال منك و من سائر الخلق أجمعين ثم أمر الحاضرين بشم الضلع فشموه فلم ينبعث الدم من واحد منهم فأمر أن أعيد إليه ثانية و قال شمه فلما شمه انبعث الدم انبعاثا كثيرا فقال ع إنه أبوه فسلم إليه المال ثم قال و الله ما كذبت و لا كذبت

 بيان قال الجوهري الجرف الأخذ الكثير و جرفت الطين كسحته و منه سمي المجرفة

6-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عمر بن داود عن الصادق ع أن عقبة بن أبي عقبة مات فحضر جنازته علي ع و جماعة من أصحابه و فيهم عمر فقال علي ع لرجل كان حاضرا إن عقبة لما توفي حرمت امرأتك فاحذر أن تقربها فقال عمر كل قضاياك يا أبا الحسن عجيب و هذه من أعجبها يموت الإنسان فتحرم على آخر امرأته فقال نعم إن هذا عبد كان لعقبة تزوج امرأة حرة و هي اليوم ترث بعض ميراث عقبة فقد صار بعض زوجها رقا لها و بضع المرأة حرام على عبدها حتى تعتقه و يتزوجها فقال عمر لمثل هذا نسألك عما اختلفنا فيه

  روض الجنان، عن أبي الفتوح الرازي أنه حضر عنده أربعون نسوة و سألنه عن شهوة الآدمي فقال للرجل واحد و للمرأة تسعة فقلن ما بال الرجال لهم دوام و متعة و سراري بجزء من تسعة و لا يجوز لهن إلا زوج واحد مع تسعة أجزاء فأفحم فرفع ذلك إلى أمير المؤمنين ع فأمر أن تأتي كل واحدة منهن بقارورة من ماء و أمرهن بصبها في إجانة ثم أمر كل واحدة منهن تغرف ماءها فقلن لا يتميز ماؤنا فأشار ع إلى أن لا يفرقن بين الأولاد و يبطل النسب و الميراث

 و في رواية يحيى بن عقيل أن عمر قال لا أبقاني الله بعدك يا علي و جاءت امرأة إليه فقالت

ما ترى أصلحك الله و أثرى لك أهلافي فتاة ذات بعل أصبحت تطلب بعلابعد إذن من أبيها أ ترى ذاك حلالا

فأنكر ذلك السامعون فقال أمير المؤمنين ع أحضريني بعلك فأحضرته فأمره بطلاقها ففعل و لم يحتج لنفسه بشي‏ء فقال ع إنه عنين فأقر الرجل بذلك فأنكحها رجلا من غير أن تقضي عدة

أبو بكر الخوارزمي

إذا عجز الرجال عن الإيقاع فتطليق الرجال إلى النساء

 الرضا ع قضى أمير المؤمنين ع في امرأة محصنة فجر بها غلام صغير فأمر عمر أن ترجم فقال ع لا يجب الرجم إنما يجب الحد لأن الذي فجر بها ليس بمدرك و أمر عمر برجل بمنى محصن فجر بالمدينة أن يرجم فقال أمير المؤمنين ع لا يجب عليه الرجم لأنه غائب عن أهله و أهله في بلد آخر إنما يجب عليه الحد فقال عمر لا أبقاني الله لمعضلة لم يكن لها أبو الحسن

 عمرو بن شعيب و الأعمش و أبو الضحى و القاضي أبو يوسف عن مسروق أتي عمر بامرأة نكحت في عدتها ففرق بينهما و جعل صداقها في بيت المال و قال لا أجبر مهرا رد نكاحه و قال لا يجتمعان أبدا فبلغ عليا ع فقال و إن كانوا جهلوا السنة لها المهر بما استحل من فرجها و يفرق بينهما فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب فخطب عمر الناس فقال ردوا الجهالات إلى السنة و رجع عمر إلى قول علي ع

 بيان إنما ذكر ذلك مع مخالفته لمذاهب الشيعة في كونه خاطبا من الخطاب لبيان اعترافهم بكونه ع أعلم منهم

7-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و من ذلك ذكر الجاحظ عن النظام في كتاب الفتيا ما ذكر عمر بن داود عن الصادق ع قال كان لفاطمة ع جارية يقال لها فضة فصارت من بعدها لعلي ع فزوجها من أبي ثعلبة الحبشي فأولدها ابنا ثم مات عنها أبو ثعلبة و تزوجها من بعده أبو مليك الغطفاني ثم توفي ابنها من أبي ثعلبة فامتنعت من أبي مليك أن يقربها فاشتكاها إلى عمر و ذلك في أيامه فقال لها عمر ما يشتكي منك أبو مليك يا فضة فقالت أنت تحكم في ذلك و ما يخفى عليك قال عمر ما أجد لك رخصة قالت يا أبا حفص ذهب بك المذاهب إن ابني من غيره مات فأردت أن أستبرئ نفسي بحيضة فإذا أنا حضت علمت أن ابني مات و لا أخ له و إن كنت حاملا كان الولد في بطني أخوه فقال عمر شعرة من آل أبي طالب أفقه من عدي

 بيان يحتمل أن يكون الامتناع لوجه آخر و إنما ألزم عمر بذلك لقوله بالعصبة أو لئلا يأخذ عمر منه بقية المال لقوله بالعصبة و لا يضر كونه أخا الميت لأمه لأنهم يورثون الإخوة و إن كانوا للأم مع الأم قال ابن حزم من علماء العامة في كتاب المحلى بعد نفي العول جوابا عما ألزم عليه من التناقض فيما إذا خلف الميت زوجا و أما و أختين لأم قال فللزوج النصف بالقرآن و للأم الثلث بالقرآن فلم يبق إلا السدس فليس للإخوة للأم غيره انتهى و يحتمل أن يكون لها ولد آخر و إنما احتاطت لئلا يتوهم وجود الأخوين فيحجبانها عن الثلث إلى السدس و هذا أيضا مبني على عدم اشتراط وجود الأب في الحجب و لا انفصالهما و لا كونهما لأب و كل ذلك موافق للمشهور بينهم و كل ذلك جار فيما سيأتي من خبر ابن عباس

8-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الأصبغ بن نباتة أن عمر حكم على خمسة نفر في زنا بالرجم فخطأه أمير المؤمنين ع في ذلك و قدم واحدا فضرب عنقه و قدم الثاني فرجمه و قدم الثالث فضربه الحد و قدم الرابع فضربه نصف الحد خمسين جلدة و قدم الخامس فعزره فقال عمر كيف ذلك فقال ع أما الأول فكان ذميا زنى بمسلمة فخرج عن ذمته و أما الثاني فرجل محصن زنى فرجمناه و أما الثالث فغير محصن فضربناه الحد و أما الرابع فعبد زنى فضربناه نصف الحد و أما الخامس فمغلوب على عقله مجنون فعزرناه فقال عمر لا عشت في أمة لست فيها يا أبا الحسن

 كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم مرفوعا مثله

9-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ المنهال عن عبد الرحمن بن عائد الأزدي قال أتي عمر بن الخطاب بسارق فقطعه ثم أتي به الثانية فقطعه ثم أتي به الثالثة فأراد قطعه فقال علي ع لا تفعل قد قطعت يده و رجله و لكن احبسه

 إحياء علوم الدين عن الغزالي أن عمر قبل الحجر ثم قال إني لأعلم أنك حجر لا تضر و لا تنفع و لو لا أني رأيت رسول الله ص يقبلك لما قبلتك فقال علي ع بل هو يضر و ينفع فقال و كيف قال إن الله تعالى لما أخذ الميثاق على الذرية كتب الله عليهم كتابا ثم ألقمه هذا الحجر فهو يشهد للمؤمن بالوفاء و يشهد على الكافر بالجحود قيل فذلك قول الناس عند الاستلام اللهم إيمانا بك و تصديقا بكتابك و وفاء بعهدك

 هذا ما رواه أبو سعيد الخدري

 و في رواية شعبة عن قتادة عن أنس فقال له علي ع لا تقل ذلك فإن رسول الله ص ما فعل فعلا و لا سن سنة إلا عن أمر الله نزل على حكمة و ذكر باقي الحديث

 فضائل العشرة أنه أتي عمر بابن أسود انتفى منه أبوه فأراد عمر أن يعزره فقال علي ع للرجل هل جامعت أمه في حيضها قال نعم قال فلذلك سوده الله فقال عمر لو لا علي لهلك عمر

 و في رواية الكلبي قال أمير المؤمنين ع فانطلقا فإنه ابنكما و إنما غلب الدم النطفة الخبر

 القاضي النعمان في شرح الأخبار عن عمر بن حماد القتاد بإسناده عن أنس قال كنت مع عمر بمنى إذ أقبل أعرابي و معه ظهر فقال لي عمر سله هل يبيع الظهر فقمت إليه فسألته فقال نعم فقام إليه فاشترى منه أربعة عشر بعيرا ثم قال يا أنس ألحق هذا الظهر فقال الأعرابي جردها من أحلاسها و أقتابها فقال عمر إنما اشتريتها بأحلاسها و أقتابها فاستحكما عليا ع فقال كنت اشترطت عليه أقتابها و أحلاسها فقال عمر لا قال فجردها له فإنما لك الإبل فقال عمر يا أنس جردها و ادفع أقتابها و أحلاسها إلى الأعرابي و ألحقها بالظهر ففعلت

 و فيه عن يزيد بن أبي خالد بإسناده إلى طلحة بن عبد الله قال أتي عمر بمال فقسمه بين المسلمين ففضلت منه فضلة فاستشار فيها من حضره من السحابة فقالوا خذها لنفسك فإنك إن قسمتها لم يصب كل رجل منها إلا ما لا يلتفت إليه فقال علي ع اقسمها أصابهم من ذلك ما أصابهم فالقليل في ذلك و الكثير سواء ثم التفت إلى علي ع فقال و يد لك مع أياد لم أجزك بها

 و فيه قال أبو عثمان النهدي جاء رجل إلى عمر فقال إني طلقت امرأتي في الشرك تطليقة و في الإسلام تطليقتين فما ترى فسكت عمر فقال له الرجل ما تقول قال كما أنت حتى يجي‏ء علي بن أبي طالب فجاء علي ع فقال قص عليه قصتك فقص عليه القصة فقال علي ع هدم الإسلام ما كان قبله هي عندك على واحدة

 بيان قوله و يد لك مع أياد أي هذه نعمة من نعمك الكثيرة التي لا أستطيع أن أجزيك بها و أشكرك عليها

10-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو القاسم الكوفي و القاضي النعمان في كتابيهما قالا رفع إلى عمر أن عبدا قتل مولاه فأمر بقتله فدعاه علي ع فقال له أ قتلت مولاك قال نعم قال فلم قتلته قال غلبني على نفسي و أتاني في ذاتي فقال لأولياء المقتول أ دفنتم وليكم قالوا نعم قال و متى دفنتموه قالوا الساعة قال لعمر احبس هذا الغلام فلا تحدث فيه حدثا حتى تمر ثلاثة أيام ثم قل لأولياء المقتول إذا مضت ثلاثة أيام فاحضرونا فلما مضت ثلاثة أيام حضروا فأخذ علي ع بيد عمر و خرجوا ثم وقف على قبر الرجل المقتول فقال علي ع لأوليائه هذا قبر صاحبكم قالوا نعم قال احفروا فحفروا حتى انتهوا إلى اللحد فقال ع أخرجوا ميتكم فنظروا إلى أكفانه في اللحد و لم يجدوه فأخبروه بذلك فقال علي ع الله أكبر الله أكبر و الله ما كذبت و لا كذبت سمعت رسول الله ص يقول من يعمل من أمتي عمل قوم لوط ثم يموت على ذلك فهو مؤجل إلى أن يوضع في لحده فإذا وضع فيه لم يمكث أكثر من ثلاث حتى تقذفه الأرض إلى جملة قوم لوط المهلكين فيحشر معهم

 و ذكر فيهما عمر بن حماد بإسناده عن عبادة بن الصامت قال قدم قوم من الشام حجاجا فأصابوا أدحي نعامة فيه خمس بيضات و هم محرمون فشووهن و أكلوهن ثم قالوا ما أرانا إلا و قد أخطأنا و أصبنا الصيد و نحن محرمون فأتوا المدينة و قصوا على عمر القصة فقال انظروا إلى قوم من أصحاب رسول الله ص فاسألوهم عن ذلك ليحكموا فيه فسألوا جماعة من الصحابة فاختلفوا في الحكم في ذلك فقال عمر إذا اختلفتم فهاهنا رجل كنا أمرنا إذا اختلفنا في شي‏ء فيحكم فيه فأرسل إلى امرأة يقال لها عطية فاستعار منها أتانا فركبها و انطلق بالقوم معه حتى أتى عليا و هو بينبع فخرج إليه علي ع فتلقاه ثم قال له هلا أرسلت إلينا فنأتيك فقال عمر الحكم يؤتى في بيته فقص عليه القوم فقال علي ع لعمر مرهم فليعمدوا إلى خمس قلائص من الإبل فليطرقوها للفحل فإذا أنتجت أهدوا ما نتج منها جزاء عما أصابوا فقال عمر يا أبا الحسن إن الناقة قد تجهض فقال علي ع و كذلك البيضة قد تمرق فقال عمر فلهذا أمرنا أن نسألك

 بيان قال الجوهري مدحى النعامة موضع بيضها و أدحيها موضعها الذي تفرخ فيه و هو أفعول من دحوت لأنها تدحوه برجلها ثم تبيض فيه. و أجهضت الناقة أي أسقطت و مرقت البيضة أي فسدت و قال الميداني في مجمع الأمثال و شارح اللباب و غيرهما في المثل السائر في بيته يؤتى الحكم هذا ما زعمت العرب عن السن البهائم قال إن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا يختصمان إلى الضب فقالت الأرنب يا أبا الحسل فقال سميعا دعوت قالت أتيناك لنختصم إليك قال عادلا حكمتما قالت فاخرج إلينا قال في بيته يؤتى الحكم قالت وجدت تمرة قال حلوة فكليها قالت فاختلسها الثعلب قال لنفسه بغي الخير قالت فلطمته قال بحقك أخذت قالت فلطمني قال حر انتصر قالت فاقض بيننا قال حدث حدثين امرأة فإن أبت فأربعة فذهبت أقواله كلها أمثالا انتهى

11-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و روي من اختلافهم في امرأة المفقود فذكروا أن عليا ع حكم بأنها لا تتزوج حتى يجي‏ء نعي موته و قال هي امرأة ابتليت فلتصبر و قال عمر تتربص أربع سنين ثم يطلقها ولي زوجها ثم تتربص أربعة أشهر و عشرا ثم رجع إلى قول علي ع

 بيان هذا مخالف للمشهور بيننا و إنما ذكره لاعترافهم برجوع الخلفاء إلى قوله ع

12-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و كان الهيثم في جيش فلما جاء جاءت امرأته بعد قدومه بستة أشهر بولد فأنكر ذلك منها و جاء به عمر و قص عليه فأمر برجمها فأدركها علي ع من قبل أن ترجم ثم قال لعمر اربع على نفسك إنها صدقت إن الله تعالى يقول وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً و قال وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ فالحمل و الرضاع ثلاثون شهرا فقال عمر لو لا علي لهلك عمر و خلى سبيلها و ألحق الولد بالرجل

 شرح ذلك أقل الحمل أربعون يوما و هو زمن انعقاد النطفة و أقله لخروج الولد حيا ستة أشهر و ذلك لأن النطفة تبقى في الرحم أربعين يوما ثم تصير علقة أربعين يوما ثم تصير مضغة أربعين يوما ثم تتصور في أربعين يوما و تلجها الروح في عشرين يوما فذلك ستة أشهر فيكون الفطام في أربعة و عشرين شهرا فيكون الحمل في ستة أشهر

 و روى شريك و غيره أن عمر أراد بيع أهل السواد فقال له علي ع إن هذا مال أصبتم و لن تصيبوا مثله و إن بعتم فبقي من يدخل في الإسلام لا شي‏ء له قال فما أصنع قال دعهم شوكة للمسلمين فتركهم على أنهم عبيد ثم قال علي ع فمن أسلم منهم فنصيبي منه حر

 أحمد بن عامر بن سليمان الطائي عن الرضا ع في خبر أنه أقر رجل بقتل ابن رجل من الأنصار فدفعه عمر إليه ليقتله به فضربه ضربتين بالسيف حتى ظن أنه هلك فحمل إلى منزله و به رمق فبرأ الجرح بعد ستة أشهر فلقيه الأب و جره إلى عمر فدفعه إليه عمر فاستغاث الرجل إلى أمير المؤمنين ع فقال لعمر ما هذا الذي حكمت به على هذا الرجل فقال النَّفْسَ بِالنَّفْسِ قال أ لم يقتله مرة قال قد قتله ثم عاش قال فيقتل مرتين فبهت ثم قال فاقض ما أنت قاض فخرج ع فقال للأب أ لم تقتله مرة قال بلى فيبطل دم ابني قال لا و لكن الحكم أن تدفع إليه فيقتص منك مثل ما صنعت به ثم تقتله بدم ابنك قال هو و الله الموت و لا بد منه قال لا بد أن يأخذ بحقه قال فإني قد صفحت عن دم ابني و يصفح لي عن القصاص فكتب بينهما كتابا بالبراءة فرفع عمر يده إلى السماء و قال الحمد لله أنتم أهل بيت الرحمة يا أبا الحسن ثم قال لو لا علي لهلك عمر

 بيان هذا هو المشهور و فيه قول آخر و سيأتي الكلام فيه

13-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قيس بن الربيع عن جابر الجعفي عن تميم بن خرام الأسدي أنه رفع إلى عمر منازعة جاريتين تنازعتا في ابن و بنت فقال أين أبو الحسن مفرج الكرب فدعي له به فقص عليه القصة فدعا بقارورتين فوزنهما ثم أمر كل واحدة فحلبت في قارورة و وزن القارورتين فرجحت إحداهما على الأخرى فقال الابن للتي لبنها أرجح و البنت للتي لبنها أخف فقال عمر من أين قلت ذلك يا أبا الحسن فقال لأن الله جعل لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ و قد جعلت الأطباء ذلك أساسا في الاستدلال على الذكر و الأنثى

 تهذيب الأحكام، زرارة عن أبي جعفر ع قال جمع عمر بن الخطاب أصحاب النبي ص فقال ما تقولون في الرجل يأتي أهله فيخالطها فلا ينزل فقالت الأنصار الماء من الماء و قال المهاجرون إذا التقى الختانان فقد وجب عليه الغسل فقال عمر ما تقول يا أبا الحسن فقال ع أ توجبون عليه الرجم و الحد و لا توجبون عليه صاعا من ماء إذا التقى الختانان وجب عليه الغسل

 أبو المحاسن الروياني في الأحكام أنه ولد في زمانه مولدان ملتصقان أحدهما حي و الآخر ميت فقال عمر يفصل بينهما بحديد فأمر أمير المؤمنين ع أن يدفن الميت و يرضع الحي ففعل ذلك فتميز الحي من الميت بعد أيام و هم عمر أن يأخذ حلي الكعبة فقال علي ع إن القرآن أنزل على النبي ص و الأموال أربعة أموال المسلمين فقسموها بين الورثة في الفرائض و الفي‏ء فقسمه على مستحقه و الخمس فوضعه الله حيث وضعه و الصدقات فجعلها الله حيث جعلها و كان حلي الكعبة يومئذ فتركه على حاله و لم يتركه نسيانا و لم يخف عليه مكانه فأقره حيث أقره الله و رسوله فقال عمر لولاك لافتضحنا و ترك الحلي بمكانه

 الواحدي في البسيط و ابن مهدي في نزهة الأبصار بالإسناد عن ابن جبير قال لما انهزم إسفيذهميار قال عمر ما هم بيهود و لا نصارى و لا لهم كتاب و كانوا مجوسا فقال علي بن أبي طالب ع بلى كان لهم كتاب و لكنه رفع و ذلك أن ملكا لهم سكر فوقع على ابنته أو قال على أخته فلما أفاق قال كيف الخروج منها قال تجمع أهل مملكتك فتخبرهم أنك ترى ذلك حلالا و تأمرهم أن يحلوه فجمعهم و أخبرهم أن يتابعوه فأبوا أن يتابعوه فخد لهم خدودا في الأرض و أوقد فيها النيران و عرضهم عليها فمن أبى قبول ذلك قذفه في النار و من أجاب خلى سبيله

 و روى جابر بن يزيد و عمر بن أوس و ابن مسعود و اللفظ له أن عمر قال لا أدري ما أصنع بالمجوس أين عبد الله بن عباس قالوا ها هو ذا فجاء فقال ما سمعت عليا يقول في المجوس فإن كنت لم تسمعه فاسأله عن ذلك فمضى ابن عباس إلى علي ع فسأله عن ذلك فقال أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ثم أفتاه

 الخطيب في الأربعين قال ابن عباس كنا في جنازة فقال علي ع لزوج أم الغلام أمسك عن امرأتك فقال له عمر و لم يمسك عن امرأته أ خرج مما جئت به قال نعم نريد أن تستبرئ رحمهما فلا يلقى فيها شي‏ء فيستوجب به الميراث من أخيه و لا ميراث له فقال عمر أعوذ بالله من معضلة لا علي لها

 و في أربعين الخطيب قال ابن سيرين إن عمر سأل الناس و قال كم يتزوج المملوك و قال لعلي ع إياك أعني يا صاحب المغافري رداء كان عليه فقال ع ثنتين

 و في غريب الحديث عن أبي عبيد أيضا قال أبو صبرة جاء رجلان إلى عمر فقالا له ما ترى في طلاق الأمة فقام إلى حلقة فيها رجل أصلع فسأله فقال اثنتان فالتفت إليهما فقال اثنتان فقال له أحدهما جئناك و أنت أمير المؤمنين فسألناك عن طلاق الأمة فجئت إلى رجل فسألته فو الله ما كلمك فقال له عمر ويلك أ تدري من هذا هذا علي بن أبي طالب ع سمعت رسول الله ص يقول لو أن السماوات و الأرض وضعت في كفة و وضع إيمان علي ع في كفة لرجح إيمان علي ع و رواه مصقلة بن عبد الله

 العبدي

إنا روينا في الحديث خبرا يعرفه سائر من كان روى‏أن ابن خطاب أتاه رجل فقال كم عدة تطليق الإمافقال يا حيدر كم تطليقة للأمة اذكره فأومى المرتضى‏بإصبعيه فثنى الوجه إلى سائله قال اثنتان و انثنى‏قال له تعرف هذا قال لا قال له هذا علي ذو العلا

و أما ما وقع من قضاياه ع في عهد عثمان ففي كشاف الثعلبي و أربعين الخطيب و موطإ مالك بأسانيدهم عن نعجة بن بدر الجهني أنه أتي بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهم برجمها فقال أمير المؤمنين ع إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك إن الله تعالى يقول وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ثم قال وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ فحولان مدة الرضاع و ستة أشهر مدة الحمل فقال عثمان ردوها ثم قال ما عند عثمان بعد أن بعث إليها ترد

 سفيان بن عيينة بإسناده عن محمد بن يحيى قال كان لرجل امرأتان امرأة من الأنصار و امرأة من بني هاشم فطلق الأنصارية ثم مات بعد مدة فذكرت الأنصارية التي طلقها أنها في عدتها و قامت عند عثمان البينة بميراثها منه فلم يدر ما يحكم به و ردهم إلى علي ع فقال تحلف أنها لم تحض بعد أن طلقها ثلاث حيض و ترثه فقال عثمان للهاشمية هذا قضاء ابن عمك قالت قد رضيته فلتحلف و ترث فتحرجت الأنصارية من اليمين و تركت الميراث

 مسند أحمد و أبي يعلى روى عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي أنه اصطاد أهل الماء حجلا فطبخوه و قدموا إلى عثمان و أصحابه فأمسكوا فقال عثمان صيد لم نصده و لم نأمر بصيده اصطاده قوم حل فأطعموناه فما به بأس فقال رجل إن عليا يكره هذا فبعث إلى علي ع فجاء و هو غضبان ملطخ يديه بالخبط فقال له إنك لكثير الخلاف علينا فقال ع اذكروا الله من شهد النبي ص أتى بعجز حمار وحشي و هو محرم فقال إنا محرمون فأطعموه أهل الحل فشهد اثنا عشر رجلا من الصحابة ثم قال اذكروا الله رجلا شهد النبي ص أتي بخمس بيضات من بيض النعام فقال إنا محرمون فأطعموه أهل الحل فشهد اثنا عشر رجلا من الصحابة فقام عثمان و دخل فسطاطه و ترك الطعام على أهل الماء

 بيان الخبط محركة ورق ينفض بالمخابط و يجفف و يطحن و يخلط بدقيق أو غيره و يوجف بالماء فتؤجره الإبل

14-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن مهدي في نزهة الأبصار و الزمخشري في المستقصى عن ابن سيرين و شريح القاضي أن أمير المؤمنين ع رأى شابا يبكي فسأل ع عنه فقال إن أبي سافر مع هؤلاء فلم يرجع حين رجعوا و كان ذا مال عظيم فرفعتهم إلى شريح فحكم علي فقال ع متمثلا

أوردها سعد و سعد مشتمل يا سعد ما تروى على هذا الإبل

ثم قال إن أهون السقي التشريع أي كان ينبغي لشريح أن يستقصي في الاستكشاف عن خبر الرجل و لا يقتصر على طلب البينة

 بيان قوله ع أوردها سعد مثل سائر ضربه صلوات الله عليه لبيان أن شريحا لا يأتي منه القضاء و لا يحسنه و الاشتمال و الشمال ككتاب شي‏ء كمخلاة يغطى بها ضرع الشاة إذا أثقلت و شملها يشملها على الشمال و شده و الإبل إحضارها الماء للشرب. و قال الميداني في مجمع الأمثال في شرح هذا البيت هذا سعد بن زيد بن مناة أخو مالك بن زيد و مالك هذا من سبط تميم بن مر و كان يحمق إلا أنه كان آبل أهل زمانه ثم إنه تزوج و بنى بامرأته فأورد الإبل أخوه سعد و لم يحسن القيام عليها و الرفق بها فقال مالك

أوردها سعد و سعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل

. و يروى يا سعد لا تروى بها ذاك الإبل فقال سعد مجيبا له

تظل يوم وردها مزعفرا و هي خناطيل تجوس الخضرا

. قالوا يضرب لمن أدرك المراد بلا تعب و الصواب أن يقال يضرب لمن قصر في طلب الأمر انتهى كلامه. يقال فلان آبل الناس أي أعلمهم برعي الإبل و المزعفر المصبوغ بالزعفران و الأسد و الخناطيل قطعان البقر و الجوس الطلب أي تصير يوم و ورودها على الماء كالأسد أو كجماعة البقر تطلب الخضر في المراعي لقوتها و قيل إن سعدا أورد الإبل الماء للسقي من دون احتياط منه في إيرادها الماء حتى تزاحمت و نزع منها ما علق عليها الذي يقال له الشمال فقوله سعد مشتمل إشارة إلى هذا كما أومأنا إليه سابقا. قوله إن أهون السقي التشريع قال الجزري أشرع ناقته أدخلها في شريعة الماء و منه حديث علي ع إن أهون السقي التشريع هو إيراد أصحاب الإبل إبلهم شريعة لا يحتاج معها إلى الاستقاء من البئر و قيل معناه أن سقي الإبل هو أن تورد شريعة الماء أولا ثم يستقي لها يقول فإذا اقتصر على أن يوصلها إلى الشريعة فيتركها و لا يستقي لها فإن هذا أهون السقي و أسهله مقدور عليه لكل أحد و إنما السقي التام أن ترويها انتهى. و قال الميداني أهون هنا من الهون و الهوينا بمعنى السهولة و التشريع أن تورد الإبل ماء لا يحتاج إلى متحه بل تشرع فيه الإبل شروعا يضرب لمن يأخذ الأمر بالهوينا و لا يستقصي

 يقال فقد رجل فاتهم أهله أصحابه فرفع إلى شريح فسألهم البينة في قتله فارتفعوا إلى علي ع و أخبروه بقول شريح فقال علي ع

أوردها سعد و سعد مشتمل يا سعد لا تروى على هذا الإبل

ثم قال أهون السقي التشريع ثم فرق بينهم و سألهم فاختلفوا ثم أقروا بقتله

انتهى

15-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو عبيد في غريب الحديث أن امرأة جاءته فذكرت أن زوجها يأتي جاريتها فقال ع إن كنت صادقة رجمناه و إن كنت كاذبة جلدناك فقالت ردوني إلى أهلي غيرى نغرة إن معناه جوفها يغلي من الغيظ و الغيرة

 بيان روى في النهاية هذا الخبر ثم قال غيرى هو فعلى من الغيرة و قال نغرة أي مغتاظة تغلي جوفي غليان القدر يقال نغرت القدر تنغر إذا غلت

  -16  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و روي أن ابن مسعود قال فيمن غشي جارية امرأته لا حد عليه فقال ع أبا عبد الرحمن إنما كان هذا قبل أن تنزل الحدود

17-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الأصبغ أوصى رجل و دفع إلى الوصي عشرة آلاف درهم قال إذا أدرك ابني فأعطه ما أحببت منها فلما أدرك استعدى عليه أمير المؤمنين ع قال له كم تحب أن تعطيه قال ألف درهم قال أعطه تسعة آلاف درهم فهي التي أحببت و خذ الألف

 بيان لعله علم أن هذا مراد الموصي

18-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن علي بن محمد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن علقمة عن الصادق جعفر بن محمد ع قال جاء أعرابي إلى النبي ص فادعى عليه سبعين درهما ثمن ناقة فقال له النبي ص يا أعرابي أ لم تستوف مني ذلك فقال لا فقال النبي إني قد أوفيتك قال الأعرابي قد رضيت برجل يحكم بيني و بينك فقام النبي ص معه فتحاكما إلى رجل من قريش فقال الرجل للأعرابي ما تدعي على رسول الله ص قال سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه فقال ما تقول يا رسول الله فقال قد أوفيته فقال القرشي قد أقررت له يا رسول الله بحقه فإما أن تقيم شاهدين يشهدان بأنك قد أوفيته و إما أن توفيه السبعين التي يدعيها عليك فقام النبي ص مغضبا يجر رداءه و قال و الله لأقصدن من يحكم بيننا بحكم الله تعالى ذكره فتحاكم معه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال للأعرابي ما تدعي على رسول الله ص قال سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه قال ما تقول يا رسول الله قال قد أوفيته قال يا أعرابي إن رسول الله ص يقول قد أوفيتك فهل صدق فقال لا ما أوفاني فأخرج أمير المؤمنين ع سيفه من غمده و ضرب عنق الأعرابي فقال رسول الله ص يا علي لم قتلت الأعرابي قال لأنه كذبك يا رسول الله و من كذبك فقد حل دمه و وجب قتله فقال النبي ص يا علي و الذي بعثني بالحق ما أخطأت حكم الله تبارك و تعالى فيه و لا تعد إلى مثلها

19-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن عبيد بن حمدون عن الحسن بن طريف قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ع يقول لا تجد عليا يقضي بقضاء إلا وجدت له أصلا في السنة قال و كان علي ع يقول لو اختصم إلي رجلان فقضيت بينهما ثم مكثا أحوالا كثيرة ثم أتياني في ذلك الأمر لقضيت بينهما قضاء واحدا لأن القضاء لا يحول و لا يزول

20-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن تسعة إخوة أو عشرة في حي من أحياء العرب كانت لهم أخت واحدة فقالوا لها كل ما يرزقنا الله نطرحه بين يديك فلا ترغبي في التزويج فحميتنا لا تحمل ذلك فوافقتهم في ذلك و رضيت به و قعدت في خدمتهم و هم يكرمونها فحاضت يوما فلما طهرت أرادت الاغتسال و خرجت إلى عين ماء كان بقرب حيهم فخرجت من الماء علقة فدخلت في جوفها و قد جلست في الماء فمضت عليها الأيام و العلقة تكبر حتى علت بطنها و ظن الإخوة أنها حبلى و قد خانت فأرادوا قتلها فقال بعضهم نرفع أمرها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فإنه يتولى ذلك فأخرجوها إلى حضرته و قالوا فيها ما ظنوا بها فاستحضر ع طشتا مملوءا بالحماة و أمرها أن تقعد عليه فلما أحست العلقة برائحة الحماة نزلت من جوفها فقالوا يا علي أنت ربنا العلي فإنك تعلم الغيب فزبرهم و قال إن رسول الله ص أخبرنا بذلك عن الله بأن هذه الحادثة تقع في هذا اليوم في هذا الشهر في هذه الساعة

21-  شا، ]الإرشاد[ فأما الأخبار التي جاءت بالباهرة من قضاياه في السنن و أحكامه التي افتقر إليه في علمها كافة المؤمنين بعد الذي أثبتناه من جملة الوارد في تقدمه في العلم و تبريزه على الجماعة بالمعرفة و الفهم و فزع علماء الصحابة إليه فيما أعضل من ذلك و التجائهم إليه فيه و تسليمهم له القضاء به فهي أكثر من أن تحصى و أجل من أن تتعاطى و أنا مورد منها جملة تدل على ما بعدها إن شاء الله فمن ذلك ما رواه نقلة الآثار من العامة و الخاصة في قضاياه و رسول الله ص حي فصوبه فيها و حكم له بالحق فيما قضى به و دعا له بخير و أثنى عليه و أبانه بالفضل في ذلك من الكافة و دل به على استحقاقه الأمر من بعده و وجوب تقدمه على من سواه في مقام الإمامة كما تضمن ذلك التنزيل فيما دل على معناه و عرف به ما حواه من التأويل حيث يقول الله عز و جل أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ و قوله هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ و قوله عز و جل في قصة آدم و قد قالت الملائكة أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فنبه الله جل جلاله الملائكة على أن آدم أحق بالخلافة منهم لأنه أعلم منهم بالأسماء و أفضلهم في علم الأنباء و قال تقدست أسماؤه في قصة طالوت وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ فجعل جهة حقه في التقدم عليهم ما زاده الله من البسطة في العلم و الجسم و اصطفاه إياه على كافتهم بذلك و كانت هذه الآيات موافقة لدلائل العقول في أن الأعلم هو أحق بالتقدم في محل الإمامة ممن لا يساويه في العلم و ذلك يدل على وجوب تقدم أمير المؤمنين ع على كافة المسلمين في خلافة الرسول و إمامة الأمة لتقدمه ع في العلم و الحكمة و قصورهم عن منزلته في ذلك

 فمما جاءت به الرواية في قضاياه و النبي ص حي موجود أنه لما أراد رسول الله ص تقليده قضاء اليمن و إنفاذه إليهم ليعلمهم الأحكام و يبين لهم الحلال من الحرام و يحكم فيهم بأحكام القرآن قال له أمير المؤمنين ع تندبني يا رسول الله للقضاء و أنا شاب و لا علم لي بكل القضاء فقال له ادن مني فدنا منه فضرب على صدره بيده و قال اللهم اهد قلبه و ثبت لسانه قال أمير المؤمنين ع فما شككت قط في قضاء بين اثنين بعد ذلك المقام و لما استقرت به الدار باليمن و نظر فيما ندبه إليه رسول الله ص من القضاء و الحكم بين المسلمين رفع إليه رجلان بينهما جارية يملكان رقها على السواء قد جهلا حظر وطئها فوطئاها معا في طهر واحد على ظن منهما جواز ذلك لقرب عهدهما بالإسلام و قلة معرفتهما بما تضمنته الشريعة من الأحكام فحملت الجارية و وضعت غلاما فاختصما إليه فقرع على الغلام باسمهما فخرجت القرعة لأحدهما فألحق الغلام به و ألزمه نصف قيمة الولد أن لو كان عبدا لشريكه و قال لو علمت أنكما أقدمتما على ما فعلتما بعد الحجة عليكما بحظره لبالغت في عقوبتكما و بلغ رسول الله ص هذه القضية فأمضاها و أقر الحكم بها في الإسلام و قال الحمد لله الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود ع و سبيله في القضاء

 يعني به القضاء بالإلهام الذي في معنى الوحي و نزول النص به أن لو نزل على التصريح

 ثم رفع إليه و هو باليمن خبر زبية حفرت للأسد فوقع فيها فغدا الناس ينظرون إليه فوقف على شفير الزبية رجل فزلت قدمه فتعلق بآخر و تعلق الآخر بثالث و تعلق الثالث بالرابع فوقعوا في الزبية فدقهم الأسد و هلكوا جميعا فقضى ع بأن الأول فريسة الأسد و عليه ثلث الدية للثاني و على الثاني ثلثا الدية للثالث و على الثالث الدية الكاملة للرابع فانتهى الخبر إلى رسول الله ص فقال لقد قضى أبو الحسن فيهم بقضاء الله عز و جل فوق عرشه ثم رفع إليه خبر جارية حملت جارية على عاتقها عبثا و لعبا فجاءت جارية أخرى فقرصت الحاملة فقمصت لقرصتها فوقعت الراكبة فاندقت عنقها و هلكت فقضى ع على القارصة بثلث الدية و على القامصة بثلثها و أسقط الثلث الباقي لركوب الواقصة عبثا القامصة و بلغ الخبر بذلك إلى رسول الله ص فأمضاه و شهد له بالصواب و قضى ع في قوم وقع عليهم حائط فقتلهم و كان في جماعتهم امرأة مملوكة و أخرى حرة و كان للحرة ولد طفل من حر و للجارية المملوكة ولد طفل من مملوك و لم يعرف الطفل الحر من الطفل المملوك فقرع بينهما و حكم بالحرية لمن خرج عليه سهم الحر منهما و حكم بالرق لمن خرج عليه سهم الرق منهما ثم أعتقه و جعله مولاه و حكم في ميراثهما بالحكم في الحر و مولاه فأمضى رسول الله ص هذا الحكم و صوبه حسب إمضائه ما أسلفنا ذكره و وصفناه

 و جاءت الآثار أن رجلين اختصما إلى النبي ص في بقرة قتلت حمارا فقال أحدهما يا رسول الله بقرة هذا الرجل قتلت حماري فقال رسول الله ص اذهبا إلى أبي بكر فاسألاه عن ذلك فجاءا إلى أبي بكر و قصا عليه قصتهما قال كيف تركتما رسول الله ص و جئتماني قال هو أمرنا بذلك فقال بهيمة قتلت بهيمة لا شي‏ء على ربها فعادا إلى النبي ص فأخبراه بذلك فقال لهما امضيا إلى عمر بن الخطاب فقصا عليه قصتكما و سلاه القضاء في ذلك فذهبا إليه و قصا عليه قصتهما فقال لهما كيف تركتما رسول الله ص و جئتماني فقالا إنه أمرنا بذلك فقال كيف لم يأمركما بالمصير إلى أبي بكر قالا إنا قد أمرنا بذلك و صرنا إليه قال فما الذي قال لكما في هذه القضية قالا له كيت و كيت قال ما أرى إلا ما رأى أبو بكر فصارا إلى النبي ص فأخبراه الخبر فقال اذهبا إلى علي بن أبي طالب ع ليقضي بينكما فذهبا إليه فقصا عليه قصتهما فقال إن كانت البقرة دخلت على الحمار في مأمنه فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه و إن كان الحمار دخل على البقرة في مأمنها فقتلته فلا غرم على صاحبها فعادا إلى النبي ص فأخبراه بقضيته بينهما فقال ص لقد قضى علي بن أبي طالب ع بينكما بقضاء الله تعالى ثم قال الحمد لله الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود في القضاء

 و قد روى بعض العامة أن هذه القضية كانت من أمير المؤمنين ع بين الرجلين باليمن و روى بعضهم حسب ما قدمناه

 كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن البرقي عن ابن أبي نجران عن صباح الحذاء عن رجل عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع مثل ما أورده أولا

22-  شا، ]الإرشاد[ فصل في ذكر مختصر من قضاياه في إمارة أبي بكر فمن ذلك ما جاء به الخبر عن رجال من العامة و الخاصة أن أبا بكر سئل عن قوله تعالى وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا مَتاعاً فلم يعرف معنى الأب من القرآن فقال أي سماء تظلني أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع إن قلت في كتاب الله تعالى بما لا أعلم أما الفاكهة فنعرفها و أما الأب فالله أعلم به فبلغ أمير المؤمنين ع مقاله و في ذلك قال يا سبحان الله أ ما علم أن الأب هو الكلأ و المرعى و أن قوله تعالى وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا اعتداد من الله تعالى بإنعامه على خلقه بما غذاهم به و خلقه لهم و لأنعامهم مما يحيا به أنفسهم و تقوم به أجسادهم و سئل أبو بكر عن الكلالة فقال أقول فيها برأيي فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان فبلغ ذلك أمير المؤمنين ع فقال ما أغناه عن الرأي في هذا المكان أ ما علم أن الكلالة هم الإخوة و الأخوات من قبل الأب و الأم و من قبل الأب على الانفراد و من قبل الأم أيضا على حدتها قال الله عز و جل يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَ لَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ و قال عز قائلا وَ إِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَ لَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ

 و جاءت الرواية أن بعض أحبار اليهود جاء إلى أبي بكر فقال له أنت خليفة نبي هذه الأمة فقال له نعم فقال إنا نجد في التوراة أن خلفاء الأنبياء أعلم أممهم فأخبرني عن الله سبحانه أين هو في السماء أم في الأرض فقال أبو بكر هو في السماء على العرش فقال اليهودي فأرى الأرض خالية منه و أراه على هذا القول في مكان دون مكان فقال له أبو بكر هذا كلام الزنادقة اعزب عني و إلا قتلتك فولى الحبر متعجبا يستهزئ بالإسلام فاستقبله أمير المؤمنين ع فقال له يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه و ما أجبت به و إنا نقول إن الله عز و جل أين الأين فلا أين له و جل أن يحويه مكان و هو في كل مكان بغير مماسة و لا مجاورة يحيط علما بما فيها و لا يخلو شي‏ء منها من تدبيره و إني مخبرك بما في كتاب من كتبكم يصدق ما ذكرته لك فإن عرفته أ تؤمن به قال نعم قال أ لستم تجدون في بعض كتبكم أن موسى بن عمران ع كان ذات يوم جالسا إذ جاءه ملك من المشرق فقال له موسى من أين أقبلت قال من عند الله عز و جل ثم جاءه ملك من المغرب فقال له من أين جئت فقال من عند الله عز و جل ثم جاءه ملك فقال قد جئتك من السماء السابعة من عند الله عز و جل و جاءه ملك آخر فقال له قد جئتك من الأرض السفلى السابعة من عند الله تعالى فقال موسى ع سبحان من لا يخلو منه مكان و لا يكون إلى مكان أقرب من مكان فقال اليهودي أشهد أن هذا هو الحق و أنك أحق بمقام نبيك ممن استولى عليه

 و أمثال هذه الأخبار كثيرة

23-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شا، ]الإرشاد[ فصل في ذكر ما جاء في قضاياه في إمرة عمر بن الخطاب فمن ذلك ما جاءت به العامة و الخاصة في قصة قدامة بن مظعون و قد شرب الخمر فأراد عمر أن يحده فقال له قدامة لا يجب علي الحد لأن الله تعالى يقول لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فدرأ عنه عمر الحد فبلغ ذلك أمير المؤمنين ع فمشى إلى عمر فقال له لم تركت إقامة الحد على قدامة في شرب الخمر فقال إنه تلا علي الآية و تلاها عمر فقال له أمير المؤمنين ع ليس قدامة من أهل هذه الآية و لا من سلك سبيله في ارتكاب ما حرم الله إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات لا يستحلون حراما فاردد قدامة و استتبه مما قال فإن تاب فأقم عليه الحد و إن لم يتب فاقتله فقد خرج عن الملة فاستيقظ عمر لذلك و عرف قدامة الخبر فأظهر التوبة و الإقلاع فدرأ عمر عنه القتل و لم يدر كيف يحده فقال لأمير المؤمنين ع أشر علي في حده فقال حده ثمانين إن شارب الخمر إذا شربها سكر و إذا سكر هذى و إذا هذى افترى فجلده عمر ثمانين و صار إلى قوله ع في ذلك

 كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع مثله بتغيير ما

24-  شا، ]الإرشاد[ و روي أن مجنونة على عهد عمر فجر بها رجل فقامت البينة عليها بذلك فأمر عمر بجلدها فمر بها على أمير المؤمنين ع لتجلد فقال ما بال مجنونة آل فلان تعتل فقيل له إن رجلا فجر بها و هرب و قامت البينة عليها فأمر عمر بجلدها فقال لهم ردوها إليه و قولوا له أ ما علمت بأن هذه مجنونة آل فلان و أن النبي ص قد رفع القلم عن المجنون حتى يفيق إنها مغلوبة على عقلها و نفسها فردت إلى عمر و قيل له ما قال أمير المؤمنين ع فقال فرج الله عنه لقد كدت أن أهلك في جلدها و درأ عنه الحد

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الحسن و عطاء و قتادة و شعبة و أحمد مثله قال و أشار البخاري إلى ذلك في صحيحه بيان عتلت الرجل أعتله و أعتله إذا جذبته جذبا عنيفا ذكره الجوهري

25-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شا، ]الإرشاد[ و روي أنه أتي بحامل قد زنت فأمر برجمها فقال له أمير المؤمنين ع هب أن لك سبيلا عليها أي سبيل لك على ما في بطنها و الله تعالى يقول أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى فقال عمر لا عشت لمعضلة لا يكون لها أبو الحسن ثم قال فما أصنع بها قال احتط عليها حتى تلد فإذا ولدت و وجدت لولدها من يكفله فأقم عليها الحد فسرى ذلك عن عمر و عول في الحكم به على أمير المؤمنين ع

 و روي أنه كان استدعى امرأة كان يتحدث عندها الرجال فلما جاءها رسله فزعت و ارتاعت و خرجت معهم فأملصت و وقع إلى الأرض ولدها يستهل ثم مات فبلغ عمر ذلك فجمع أصحاب رسول الله ص و سألهم عن الحكم في ذلك فقالوا بأجمعهم نراك مؤدبا و لم ترد إلا خيرا و لا شي‏ء عليك في ذلك و أمير المؤمنين ع جالس لا يتكلم فقال له عمر ما عندك في هذا يا أبا الحسن فقال لقد سمعت ما قالوا قال فما عندك أنت قال قد قال القوم ما سمعت قال أقسمت عليك لتقولن ما عندك قال إن كان القوم قاربوك فقد غشوك و إن كانوا ارتاءوا فقد قصروا الدية على عاقلتك لأن قتل الصبي خطأ تعلق بك فقال أنت و الله نصحتني من بينهم و الله لا تبرح حتى تجري الدية على بني عدي ففعل ذلك أمير المؤمنين ع

 بيان أملصت ألقت ولدها ميتا و قاربه ناغاه و داراه بكلام حسن قوله و إن كانوا ارتاءوا أي قالوا ذلك برأيهم و ظنوا أنه حق فقد قصروا في تحصيل الرأي و بيان الحكم. أقول ذهب إلى ما دل عليه الخبر ابن إدريس و جماعة من أصحابنا و ذهب الأكثر إلى وجوب الدية في بيت المال و قالوا إنما حكم ع بذلك لأنه لم يكن له الحكم و الإحضار و كان جائرا و لو كان حاكم العدل لكان خطاؤه على بيت المال و قال في المناقب بعد نقل الخبر و قد أشار الغزالي إلى ذلك في الإحياء عن قوله و وجوب الغرم على الإمام إذا كان كما نقل من إجهاض المرأة جنينها خوفا من عمر

26-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شا، ]الإرشاد[ روي أن امرأتين تنازعتا على عهد عمر في طفل ادعته كل واحدة منهما ولدا لها بغير بينة و لم ينازعهما فيه غيرهما فالتبس الحكم في ذلك على عمر و فزع فيه إلى أمير المؤمنين ع فاستدعى المرأتين و وعظهما و خوفهما فأقامتا على التنازع و الاختلاف فقال ع عند تماديهما في النزاع ائتوني بمنشار فقالت المرأتان و ما تصنع فقال أقده نصفين لكل واحدة منكما نصفه فسكت إحداهما و قالت الأخرى الله الله يا أبا الحسن إن كان لا بد من ذلك فقد سمحت به لها فقال الله أكبر هذا ابنك دونها و لو كان ابنها لرقت عليه و أشفقت فاعترفت المرأة الأخرى أن الحق مع صاحبتها و الولد لها دونها فسري عن عمر و دعا لأمير المؤمنين ع بما فرج عنه في القضاء

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و هذا حكم سليمان في صغره

27-  شا، ]الإرشاد[ و روي عن يونس بن الحسن أن عمر أتي بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهم برجمها فقال له أمير المؤمنين ع إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك إن الله تعالى يقول وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً و يقول جل قائلا  وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ فإذا تممت المرأة الرضاعة سنتين و كان حمله و فصاله ثلاثين شهرا كان الحمل منه ستة أشهر فخلى عمر سبيل المرأة و ثبت الحكم بذلك فعمل به الصحابة و التابعون و من أخذ عنه إلى يومنا هذا و روي أن امرأة شهد عليها الشهود أنهم وجدوها في بعض مياه العرب مع رجل يطؤها ليس ببعل لها فأمر عمر برجمها و كانت ذات بعل فقالت اللهم إنك تعلم أني بريئة فغضب عمر و قال و تجرح الشهود أيضا فقال أمير المؤمنين ع ردوها و اسألوها فلعل لها عذرا فردت و سئلت عن حالها فقالت كان لأهلي إبل فخرجت في إبل أهلي و حملت معي ماء و لم يكن في إبل أهلي لبن و خرج معي خليطنا و كان في إبله لبن فنفد مائي فاستسقيته فأبى أن يسقيني حتى أمكنه من نفسي فأبيت فلما كادت نفسي تخرج أمكنته من نفسي كرها فقال أمير المؤمنين ع الله أكبر فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ فلما سمع ذلك عمر خلى سبيلها

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أربعين الخطيب مثله

28-  شا، ]الإرشاد[ فصل و مما جاء عنه ع في معنى القضاء و صواب الرأي و إرشاد القوم إلى مصالحهم و تداركه ما كان يفسد بهم لو لا تنبيهه على وجه الرأي فيه ما حدث به شبابة بن سوار عن أبي بكر الهذلي قال سمعت رجالا من علمائنا يقولون تكاتبت الأعاجم من أهل همدان و أهل الري و أصبهان و قومس و نهاوند و أرسل بعضهم إلى بعض أن ملك العرب الذي جاءهم بدينهم و أخرج كتابهم قد هلك يعنون النبي ص و أنه ملكهم من بعده رجل ملكا يسيرا ثم هلك يعنون أبا بكر ثم قام بعده آخر قد طال عمره حتى تناولكم في بلادكم و أغزاكم جنوده يعنون عمر بن الخطاب و أنه غير منته عنكم حتى تخرجوا من في بلادكم من جنوده و تخرجوا إليه فتغزوه في بلاده فتعاقدوا على هذا و تعاهدوا عليه فلما انتهى الخبر إلى من بالكوفة من المسلمين أنهوه إلى عمر بن الخطاب فلما انتهى إليه الخبر فزع لذلك فزعا شديدا ثم أتى مسجد رسول الله ص فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال معاشر المهاجرين و الأنصار إن الشيطان قد جمع لكم جموعا و أقبل بها ليطفئ بها نور الله إلا أن أهل همدان و أهل أصبهان و أهل الري و قومس و نهاوند مختلفة ألسنتها و ألوانها و أديانها قد تعاهدوا و تعاقدوا أن يخرجوا من بلادهم إخوانكم من المسلمين و يخرجوا إليكم فيغزوكم في بلادكم فأشيروا علي و أوجزوا و لا تطنبوا في القول فإن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا فقام طلحة بن عبيد الله و كان من خطباء قريش فحمد الله و أثنى عليه ثم قال يا أمير المؤمنين قد حنكتك الأمور و جرستك الدهور و عجمتك البلايا و أحكمتك التجارب و أنت مبارك الأمر ميمون النقيبة و قد وليت فخبرت و اختبرت و خبرت فلم تنكشف من عواقب قضاء الله إلا عن خيار فاحفر هذا الأمر برأيك و لا تغب عنه ثم جلس فقال عمر تكلموا فقام عثمان بن عفان فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد يا أمير المؤمنين فإني أرى أن تشخص أهل الشام من شامهم و أهل اليمن من يمنهم و تسير أنت في أهل هذين الحرمين و أهل المصرين الكوفة و البصرة فتلقى جميع المشركين بجميع المؤمنين فإنك يا أمير المؤمنين لا تستبقي من نفسك بعد العرب باقية و لا تمتع من الدنيا بعزيز و لا تلوذ منها بحريز فاحضره برأيك و لا تغب عنه ثم جلس فقال عمر تكلموا فقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الحمد لله حتى تم التحميد و الثناء على الله و الصلاة على رسوله ص قال أما بعد فإنك إن أشخصت أهل الشام من شامهم سارت أهل الروم إلى ذراريهم و إن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم و إن أشخصت من هذين الحرمين انتقضت عليك العرب من أطرافها و أكنافها حتى تكون ما تدع وراء ظهرك من عيالات العرب أهم إليك مما بين يديك فأما ذكرك كثرة العجم و رهبتك عن جموعهم فإنا لم نكن نقاتل على عهد رسول الله ص بالكثرة و إنما كنا نقاتل بالبصيرة و أما ما بلغك من اجتماعهم على المسير إلى المسلمين فإن الله لمسيرهم أكره منك لذلك و هو أولى بتغيير ما يكره و إن الأعاجم إذا نظروا إليك قالوا هذا رجل العرب فإن قطعتموه قطعتم العرب و كان أشد لكلبهم و كنت قد ألبتهم على نفسك و أمدهم من لم يكن يمدهم و لكني أرى أن تقر هؤلاء في أمصارهم و تكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا على ثلاث فرق فلتقم فرقة على ذراريهم حرسا لهم و لتقم فرقة على أهل عهدهم لئلا ينتقضوا و لتسر فرقة منهم إلى إخوانهم مددا لهم فقال أجل هذا الرأي و قد كنت أحب أن أتابع عليه و جعل يكرر قول أمير المؤمنين ع و ينسقه إعجابا به و اختيارا له

 قال الشيخ المفيد رضي الله عنه فانظروا أيدكم الله أي هذا الموقف الذي ينبئ بفضل الرأي إذ تنازعه أولو الألباب و العلم و تأملوا في التوفيق الذي قرن الله به أمير المؤمنين في الأحوال كلها و فزع القوم إليه في المعضل من الأمور و أضيفوا إلى ذلك ما أثبتناه عنه من القضاء في الدين الذي أعجز متقدمي القوم حتى اضطروا في علمه إليه تجدوه من باب المعجز الذي قدمناه و الله ولي التوفيق. بيان قال الفيروزآبادي قومس بالضم و فتح الميم صقع كبير بين خراسان و بلاد الجبل و إقليم بالأندلس و قال الجزري في حديث طلحة قال لعمر قد حنكتك الأمور أي راضتك و هذبتك و أصله من حنك الفرس يحنكه إذا جعل في حنكه الأسفل حبلا يقوده به و قال جرستك الدهور أي حنكتك و أحكمتك و جعلتك خبيرا بالأمور مجربا و يروى بالشين المعجمة بمعناه و قال و عجمتك الأمور أي خبرتك من العجم العض يقال عجمت العود إذا عضضته لتنظر أ صلب هو أم رخو و قال النقيبة النفس و قيل الطبيعة و الخليقة انتهى. قوله هذا رجل العرب الرجل بالكسر شبهه برجلهم لأنه به تقوم العرب و تسير إلى عدوهم و قد مر من النهج أصل العرب و التأليب التجميع

29-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شا، ]الإرشاد[ فأما قضاياه ع في إمرة عثمان بن عفان فمن ذلك ما رواه نقلة الآثار من العامة و الخاصة أن امرأة نكحها شيخ كبير فحملت فزعم الشيخ أنه لم يصل إليها و أنكر حملها فالتبس الأمر على عثمان و سأل المرأة هل اقتضك الشيخ و كانت بكرا قالت لا فقال عثمان أقيموا الحد عليها فقال له أمير المؤمنين ع إن للمرأة سمين سم للمحيض و سم للبول فلعل الشيخ كان ينال منها فسال ماؤه في سم المحيض فحملت منه فاسألوا الرجل عن ذلك فسئل فقال قد كنت أنزل الماء في قبلها من غير وصول إليها بالاقتضاض فقال أمير المؤمنين ع الحمل له و الولد ولده و أرى عقوبته في الإنكار فصار عثمان إلى قضائه بذلك

 و رووا أن رجلا كانت له سرية فأولدها ثم اعتزلها و أنكحها عبدا له ثم توفي السيد فعتقت بملك ابنها لها و ورث ولدها زوجها ثم توفي الابن فورثت من ولدها زوجها فارتفعا إلى عثمان يختصمان تقول هذا عبدي و يقول هي امرأتي و لست مفرجا عنها فقال عثمان هذه مشكلة و أمير المؤمنين ع حاضر قال سلوها هل جامعها بعد ميراثها له فقالت لا فقال لو أعلم أنه فعل ذلك لعذبته اذهبي فإنه عبدك ليس له عليك سبيل إن شئت أن تسترقيه أو تعتقيه أو تبيعيه فذلك لك

 و روي أن مكاتبة زنت على عهد عثمان و قد عتق منها ثلاثة أرباع فسأل عثمان أمير المؤمنين ع فقال تجلد منها بحساب الحرية و تجلد منها بحساب الرق و سأل زيد بن ثابت فقال تجلد بحساب الرق فقال له أمير المؤمنين ع كيف تجلد بحساب الرق و قد عتق منها ثلاثة أرباعها و هلا جلدتها بحساب الحرية فإنها فيها أكثر فقال زيد لو كان ذلك كذلك لوجب توريثها بحساب الحرية فقال له أمير المؤمنين ع أجل ذلك واجب فأفحم زيد و خالف عثمان أمير المؤمنين ع و صار إلى قول زيد و لم يصغ إلى ما قال بعد ظهور الحجة عليه

 و أمثال ذلك مما يطول به الكتاب و ينتشر فيه الخطاب

30-  شا، ]الإرشاد[ و كان من قضاياه ع بعد بيعة العامة له و مضي عثمان على ما رواه أهل النقل من حملة الآثار أن امرأة ولدت على فراش زوجها ولدا له بدنان و رأسان على حقو واحد فالتبس الأمر على أهله أ هو واحد أو اثنان فصاروا إلى أمير المؤمنين ع يسألونه عن ذلك ليعرفوا الحكم فيه فقال أمير المؤمنين ع اعتبروه إذا نام ثم أنبهوا أحد البدنين و الرأسين فإن انتبها جميعا معا في حالة واحدة فهما إنسان واحد و إن استيقظ أحدهما و الآخر نائم فهما اثنان و حقهما من الميراث حق اثنين

 و روى الحسن بن علي العبدي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال بينما شريح في مجلس القضاء إذ عرض له شخص فقال له يا أبا أمية أخلني فإن لي حاجة قال فأمر من حوله أن يجفوا عنه فانصرفوا و بقي خاصة من حضر فقال له اذكر حاجتك فقال يا أبا أمية إن لي ما للرجال و ما للنساء فما الحكم عندك في أ رجل أنا أم امرأة فقال له قد سمعت من أمير المؤمنين ع قضية أنا أذكرها خبرني عن البول من أي الفرجين يخرج قال الشخص من كليهما قال فمن أيهما ينقطع قال منهما معا فتعجب شريح قال الشخص سأورد عليك من أمري ما هو أعجب قال شريح ما ذاك قال زوجني أبي على أنني امرأة فحملت من الزوج و ابتعت جارية تخدمني فأفضيت إليها فحملت مني فضرب شريح إحدى يديه على الأخرى متعجبا و قال هذا أمر لا بد من إنهائه إلى أمير المؤمنين ع فلا علم لي بالحكم فيه فقام و تبعه الشخص و من حضر معه حتى دخل على أمير المؤمنين ع فقص عليه القصة فدعا أمير المؤمنين ع بالشخص فسأله عما حكاه له شريح فاعترف به فقال له من زوجك قال فلان بن فلان و هو حاضر بالمصر فدعا و سأل عما قال فقال صدق فقال أمير المؤمنين ع لأنت أجرأ من صائد الأسد حتى تقدم على هذه الحالة ثم دعا قنبرا مولاه فقال أدخل هذا الشخص بيتا و معه أربع نسوة من العدول و مرهن بتجريده و عد أضلاعه بعد الاستيثاق من ستر فرجه فقال له الرجل يا أمير المؤمنين ما آمن على هذا الشخص الرجال و النساء فأمر أن يشد عليه تبان و أخلاه في بيت ثم ولجه و عد أضلاعه و كانت من الجانب الأيسر سبعة و من الجانب الأيمن ثمانية فقال هذا رجل و أمر بطم شعره و ألبسه القلنسوة و النعلين و الرداء و فرق بينه و بين الزوج

 و روى بعض أهل النقل أنه لما ادعى الشخص ما ادعاه من الفرجين أمر أمير المؤمنين ع عدلين من المسلمين أن يحضرا بيتا خاليا و أحضر الشخص معهما و أمر بنصب مرآتين إحداهما مقابلة لفرج الشخص و الأخرى مقابلة لتلك المرآة و أمر الشخص بالكشف عن عورته في مقابلة المرآة حيث لا يراه العدلان و أمر العدلين بالنظر في المرآة المقابلة لها فلما تحقق العدلان صحة ما ادعاه الشخص من الفرجين اعتبر حاله بعد أضلاعه فلما ألحقه بالرجال أهمل قوله في ادعاء الحمل و ألغاه و لم يعمل به و جعل حمل الجارية منه و ألحقه به

 و رووا أن أمير المؤمنين ع دخل ذات يوم المسجد فوجد شابا حدثا يبكي و حوله قوم فسأل أمير المؤمنين ع عنه فقال إن شريحا قضى علي قضية لم ينصفني فيها فقال و ما شأنك قال إن هؤلاء النفر و أومأ إلى نفر حضور أخرجوا أبي معهم في سفر فرجعوا و لم يرجع أبي فسألتهم عنه فقالوا مات فسألتهم عن ماله الذي استصحبه فقالوا ما نعرف له مالا فاستحلفهم شريح و تقدم إلي بترك التعرض لهم فقال أمير المؤمنين ع لقنبر اجمع القوم و ادع لي شرطة الخميس ثم جلس و دعا النفر و الحدث معهم ثم سأله عما قال فأعاد الدعوى و جعل يبكي و يقول أنا و الله أتهمهم على أبي يا أمير المؤمنين فإنهم احتالوا عليه حتى أخرجوه معهم و طمعوا في ماله فسأل أمير المؤمنين ع القوم فقالوا كما قالوا لشريح مات الرجل و لا نعرف له مالا فنظر في وجوههم ثم قال ما ذا تظنون أ تظنون أني لا أعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى إني إذا لقليل العلم ثم أمر بهم أن يفرقوا ففرقوا في المسجد و أقيم كل رجل منهم إلى جانب أسطوانة من أساطين المسجد ثم دعا عبيد الله بن أبي رافع كاتبه يومئذ فقال له اجلس ثم دعا أحدا منهم فقال له أخبرني و لا ترفع صوتك في أي يوم خرجتم من منازلكم و أبو هذا الغلام معكم فقال في يوم كذا و كذا فقال لعبيد الله اكتب ثم قال له في أي شهر كان قال في شهر كذا قال اكتب ثم قال في أي سنة قال في سنة كذا فكتب عبيد الله ذلك قال فبأي مرض مات قال بمرض كذا قال في أي منزل مات قال في موضع كذا قال من غسله و كفنه قال فلان قال فبم كفنتموه قال بكذا قال فمن صلى عليه قال فلان قال فمن أدخله القبر قال فلان و عبيد الله بن أبي رافع يكتب ذلك كله فلما انتهى إقراره إلى دفنه كبر أمير المؤمنين ع تكبيرة سمعها أهل المسجد ثم أمر بالرجل فرد إلى مكانه و دعا بآخر من القوم فأجلسه بالقرب منه ثم سأله عما سأل الأول عنه فأجاب بما خالف الأول في الكلام كله و عبيد الله بن أبي رافع يكتب ذلك فلما فرغ من سؤاله كبر تكبيرة سمعها أهل المسجد ثم أمر بالرجلين جميعا أن يخرجا من المسجد نحو السجن فيوقف بهما على بابه ثم

 دعا بالثالث فسأله عما سأل الرجلين فحكى خلاف ما قالا و أثبت ذلك عنه ثم كبر و أمر بإخراجه نحو صاحبيه و دعا برابع القوم فاضطرب قوله و تلجلج فوعظه و خوفه فاعترف أنه و أصحابه قتلوا الرجل و أخذوا ماله و أنهم دفنوه في موضع كذا و كذا بالقرب من الكوفة فكبر أمير المؤمنين ع و أمر به إلى السجن و استدعى بواحد من القوم و قال له زعمت أن الرجل مات حتف أنفه و قد قتلته اصدقني عن حالك و إلا نكلت بك فقد وضح الحق في قصتكم فاعترف من قتل الرجل بما اعترف به صاحبه ثم دعا الباقين فاعترفوا عنده بالقتل و سقطوا في أيديهم و اتفقت كلمتهم على قتل الرجل و أخذ ماله فأمر من مضى معهم إلى موضع المال الذي دفنوه فاستخرجوه منه و سلموه إلى الغلام ابن الرجل المقتول ثم قال له ما الذي تريد قد عرفت ما صنع القوم بأبيك قال أريد أن يكون القضاء بيني و بينهم بين يدي الله عز و جل و قد عفوت عن دمائهم في الدنيا فدرأ أمير المؤمنين ع حد القتل و أنهكهم عقوبة فقال شريح يا أمير المؤمنين كيف هذا الحكم فقال له إن داود ع مر بغلمان يلعبون و ينادون بواحد منهم يا مات الدين قال و الغلام يجيبهم فدنا داود ع منهم فقال له يا غلام ما اسمك فقال اسمي مات الدين قال له داود من سماك بهذا الاسم قال أمي فقال داود أين أمك قال في منزلها قال داود انطلق بنا إلى أمك فانطلق به إليها فاستخرجها من منزلها فخرجت فقال لها يا أمة الله ما اسم ابنك هذا قالت اسمه مات الدين قال لها داود ع و من سماه بهذا الاسم قالت أبوه قال لها و ما كان سبب ذلك قالت إنه خرج في سفر له و معه قوم و أنا حامل بهذا الغلام فانصرف القوم و لم ينصرف زوجي فسألتهم عنه قالوا مات فسألتهم عن ماله فقالوا ما ترك مالا فقلت ما أوصاكم بوصية قالوا نعم يزعم أنك حبلى فإن ولدت جارية أو غلاما فسميه مات الدين فسميته كما وصى و لم أحب خلافه فقال لها داود ع فهل تعرفين القوم قالت نعم قال انطلقي مع هؤلاء يعني قوما بين يديه فاستخرجيهم من منازلهم فلما حضروا حكم فيهم بهذه الحكومة فثبت عليهم الدم و استخرج منهم المال ثم قال لها يا أمة الله سمي ابنك هذا بعاش الدين

 كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع مثله و زاد في آخره ثم إن الفتى و القوم اختلفوا في مال الفتى كم كان فأخذ أمير المؤمنين ع خاتمه و جميع خواتيم من عنده ثم قال أجيلوا هذه السهام فأيكم أخرج خاتمي فهو صادق في دعواه لأنه سهم الله و سهم الله لا يخيب

 كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن إسحاق بن إبراهيم الكندي عن خالد النوفلي عن الأصبغ بن نباتة مثله  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا مثله

31-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شا، ]الإرشاد[ و روي أن امرأة هوت غلاما فدعته إلى نفسها فامتنع الغلام فمضت و أخذت بيضة و ألقت بياضها على ثوبها ثم علقت بالغلام و رفعته إلى أمير المؤمنين ع و قالت إن هذا الغلام كابرني على نفسي و قد فضحني ثم أخذت ثيابها فأرت بياض البيض و قالت ماؤه على ثوبي فجعل الغلام يبكي و يتبرأ مما ادعته و يحلف فقال أمير المؤمنين ع لقنبر مر من يغلي ماء حتى يشتد حرارته ثم لتأتني به على حاله فجي‏ء بالماء فقال ألقوه على ثوب المرأة فألقوه عليه فاجتمع بياض البيض و التأم فأمر بأخذه و دفعه إلى رجلين من أصحابه فقال تطعماه و الفظاه فطعماه فوجداه بيضا فأمر بتخلية الغلام و جلد المرأة عقوبة على ادعائها الباطل

32-  شا، ]الإرشاد[ و روى الحسن بن محبوب قال حدثني عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت ابن أبي ليلى يقول لقد قضى أمير المؤمنين ع بقضية ما سبقه إليها أحد و ذلك أن رجلين اصطحبا في سفر فجلسا يتغذيان فأخرج أحدهما خمسة أرغفة و أخرج الآخر ثلاثة فمر بهما رجل فسلم فقالا له الغداء فجلس يأكل معها فلما فرغ من أكله رمى إليهما ثمانية دراهم و قال لهما هذا عوض ما أكلت من طعامكما فاختصما و قال صاحب الثلاثة هذا نصفان بيننا فقال صاحب الخمسة بل لي خمسة و لك ثلاثة فارتفعا إلى أمير المؤمنين ع و قصا عليه القصة فقال لهما هذا أمر فيه دناءة و الخصومة غير جميلة فيه و الصلح أحسن فقال صاحب الثلاثة أرغفة لست أرضى إلا بمر القضاء قال أمير المؤمنين ع إذا كنت لا ترضى إلا بمر القضاء فإن لك واحدا من ثمانية و لصاحبك سبعة فقال سبحان الله كيف صار هذا هكذا فقال له أخبرك أ ليس كان لك ثلاثة أرغفة قال بلى و لصاحبك خمسة قال بلى قال هذه أربعة و عشرون ثلثا أكلت أنت ثمانية و صاحبك ثمانية و الضيف ثمانية فلما أعطاكم الثمانية كان لصاحبك سبعة و لك واحد فانصرف الرجلان على بصيرة من أمرهما في القضية

 كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب مثله

33-  شا، ]الإرشاد[ و روى علماء أهل السير أن أربعة نفر شربوا المسكر على عهد أمير المؤمنين ع فسكروا فتباعجوا بالسكاكين و نال الجراح كل واحد منهم و رفع خبرهم إلى أمير المؤمنين ع فأمر بحبسهم حتى يفيقوا فمات في السجن منهم اثنان و بقي اثنان فجاء قوم الاثنين إلى أمير المؤمنين ع فقالوا أقدنا يا أمير المؤمنين من هذين النفسين فإنهما قتلا صاحبينا فقال لهم و ما علمكم بذلك و لعل كل واحد منهما قتل صاحبه قالوا لا ندري فاحكم فيها بما علمك الله فقال دية المقتولين على قبائل الأربعة بعد مقاصة الحيين منهما بدية جراحهما و كان ذلك هو الحكم الذي لا طريق إلى الحق في القضاء سواه أ لا ترى أنه لا بينة على القاتل تفرده من المقتول و لا بينة على العمد في القتل فلذلك كان القضاء فيه على حكم الخطاء في القتل و اللبس في القاتل دون المقتول

 و روي أن ستة نفر نزلوا الفرات فتعاطوا فيه لعبا فغرق واحد منهم فشهد اثنان على ثلاثة منهم أنهم غرقوه و شهد الثلاثة على الاثنين أنهما غرقاه فقضى ع بالدية أخماسا على الخمسة نفر ثلاثة أخماس منها على الاثنين بحساب الشهادة عليهما و خمسان على الثلاثة بحساب الشهادة أيضا و لم يكن في ذلك قضية أحق بالصواب مما قضى به ع

34-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شا، ]الإرشاد[ و رووا أن رجلا حضرته الوفاة فوصى بجزء من ماله و لم يعينه فاختلف الوراث في ذلك بعده و ترافعوا إلى أمير المؤمنين ع فقضى عليهم بإخراج السبع من ماله و تلا قوله تعالى لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ و قضى ع في رجل وصى عند الموت بسهم من ماله و لم يبينه فلما مضى اختلف الورثة في معناه فقضى عليهم بإخراج الثمن من ماله و تلا قوله تعالى جل ذكره إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ إلى آخر الآية و هم ثمانية أصناف لكل صنف منهم سهم من الصدقات و قضى ع في رجل وصى فقال أعتقوا عني كل عبد قديم في ملكي فلما مات ما يعرف الوصي ما يصنع فسأله عن ذلك فقال يعتق عنه كل عبد ملكه ستة أشهر و تلا قوله جل اسمه وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ و قد ثبت أن العرجون إنما ينتهي إلى الشبه بالهلال في تقويسه بعد ستة أشهر من أخذ الثمرة منه و قضى ع في رجل نذر أن يصوم حينا و لم يعين وقتا بعينه أن يصوم ستة أشهر و تلا قوله عز و جل تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها و ذلك في ستة أشهر

35-  شا، ]الإرشاد[ و جاءه رجل فقال يا أمير المؤمنين إنه كان بين يدي تمر فبدرت زوجتي فأخذت منه واحدة فألقتها في فيها فحلفت أنها لا تأكلها و لا تلفظها فقال ع تأكل نصفها و ترمي نصفها و قد تخلصت من يمينك و قضى ع في رجل ضرب امرأة فألقت علقة أن عليه ديتها أربعين دينارا و تلا قوله عز و جل وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ثم قال في النطفة عشرون دينارا و في العلقة أربعون دينارا و في المضغة ستون دينارا و في العظم قبل أن يستوي خلقا ثمانون دينارا و في الصورة قبل أن تلجها الروح مائة دينار و إذا ولجتها الروح كان فيه ألف دينار

 فهذا طرف من ذكر قضاياه ع و أحكامه الغريبة التي لم يقض بها أحد قبله و لا عرفها من العامة و الخاصة أحد إلا عنه و اتفقت عترته على العمل بها و لو مني غيره بالقول فيها لظهر عجزه عن الحق في ذلك كما ظهر فيما هو أوضح منه و فيما أثبتناه من قضاياه على الاختصار كفاية فيما قصدناه إن شاء الله

36-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ روي أن امرأة تركت طفلا ابن ستة أشهر على سطح فمشى الطفل يحبو حتى خرج من السطح و جلس على رأس الميزاب فجاءت أمه على السطح فما قدرت عليه فجاءوا بسلم و وضعوه على الجدار فما قدروا على الطفل من أجل طول الميزاب و بعده عن السطح و الأم تصيح و أهل الصبي يبكون و كان في أيام عمر بن الخطاب فجاءوا إليه فحضر مع القوم فتحيروا فيه فقالوا ما لهذا إلا علي بن أبي طالب ع فحضر علي فصاحت أم الصبي في وجهه فنظر أمير المؤمنين ع إلى الصبي فتكلم الصبي بكلام لم يعرفه أحد فقال ع أحضروا هاهنا طفلا مثله فأحضروه فنظر بعضها إلى بعض و تكلم الطفلان بكلام الأطفال فخرج الطفل من الميزاب إلى السطح فوقع فرح في المدينة لم ير مثله ثم سألوا أمير المؤمنين ع علمت كلامهما فقال أما خطاب الطفل فإنه سلم علي بإمرة المؤمنين فرددت عليه و ما أردت خطابه لأنه لم يبلغ حد الخطاب و التكليف فأمرت بإحضار طفل مثله حتى يقول له بلسان الأطفال يا أخي ارجع إلى السطح و لا تحرق قلب أمك و عشيرتك بموتك فقال دعني يا أخي قبل أن أبلغ فيستولي علي الشيطان فقال ارجع إلى السطح فعسى أن تبلغ و يجي‏ء من صلبك ولد يحب الله و رسوله و يوالي هذا الرجل فرجع إلى السطح بكرامة الله تعالى على يد أمير المؤمنين ع

37-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ روي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين ع و إذا بصوت عظيم قد أخذ بجامع الكوفة فقال علي ع اخرج يا عمار و ائتني بذي الفقار البتار للأعمار و جئت به إليه فقال يا عمار اخرج و امنع الرجل من ظلامة المرأة فإن انتهى و إلا منعته بذي الفقار فقال عمار فخرجت فإذا أنا برجل و امرأة و قد تعلق الرجل بزمام جملها و الامرأة تقول إن الجمل جملي و الرجل يقول إن الجمل جملي فقلت له إن أمير المؤمنين ينهاك عن ظلامة المرأة فقال يشتغل علي بشغله و يغسل يده من دماء المسلمين الذين قتلهم بالبصرة يريد يأخذ جملي و يدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة فقال عمار رضي الله عنه فرجعت لأخبر مولاي و إذا به قد خرج و الغضب في وجهه و قال يا ويلك خل جمل هذه المرأة فقال هو لي فقال أمير المؤمنين ع كذبت يا لعين قال فمن يشهد للامرأة فقال ع الشاهد الذي لا يكذبه أحد من أهل الكوفة فقال الرجل إذا شهد بشهادته و كان صادقا سلمته إلى المرأة فقال علي ع تكلم أيها الجمل لمن أنت فقال الجمل بلسان فصيح يا أمير المؤمنين عليك السلام أنا لهذه المرأة منذ تسع عشرة سنة فقال ع خذي جملك و عارض الرجل بضربة قسمه نصفين

38-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ الواقدي عن جابر عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قيل جاء إلى عمر بن الخطاب غلام يافع فقال له إن أمي جحدت حقي من ميراث أبي و أنكرتني و قالت لست بولدي فأحضرها و قال لها لم جحدت ولدك هذا الغلام و أنكرتيه قالت إنه كاذب في زعمه و لي شهود بأني بكر عاتق ما عرفت بعلا و كانت قد أرشت سبع نفر من النساء كل واحدة بعشرة دنانير بأني بكر لم أتزوج و لا أعرف بعلا فقال لها عمر أين شهودك فأحضرتهن بين يديه فشهدن أنها بكر لم يمسها ذكر و لا بعل فقال الغلام بيني و بينها علامة أذكرها لها عسى تعرف ذلك فقال له قل ما بدا لك فقال الغلام كان والدي شيخ سعد بن مالك يقال له الحارث المزني و رزقت في عام شديد المحل و بقيت عامين كاملين أرتضع من شاة ثم إنني كبرت و سافر والدي مع جماعة في تجارة فعادوا و لم يعد والدي معهم فسألتهم عنه فقالوا إنه درج فلما عرفت والدتي الخبر أنكرتني و أبعدتني و قد أضر بي الحاجة فقال عمر هذا مشكل لا يحله إلا نبي أو وصي نبي فقوموا بنا إلى أبي الحسن علي ع فمضى الغلام و هو يقول أين منزل كاشف الكروب أين خليفة هذه الأمة حقا فجاءوا به إلى منزل علي بن أبي طالب ع كاشف الكروب و محل المشكلات فوقف هنا يقول يا كاشف الكروب عن هذه الأمة فقال له الإمام و ما لك يا غلام فقال يا مولاي أمي جحدتني حقي و أنكرتني أني لم أكن ولدها فقال الإمام ع أين قنبر فأجابه لبيك يا مولاي فقال له امض و أحضر الامرأة إلى مسجد رسول الله ص فمضى قنبر و أحضرها بين يدي الإمام فقال لها ويلك لم جحدت ولدك فقالت يا أمير المؤمنين أنا بكر ليس لي ولد و لم يمسسني بشر قال لها لا تطيلي الكلام أنا ابن عم البدر التمام و أنا مصباح الظلام و إن جبرائيل أخبرني بقصتك فقالت يا مولاي أحضر قابلة تنظرني أنا بكر عاتق أم لا فأحضروا قابلة أهل الكوفة فلما دخلت بها أعطتها سوارا كان في عضدها و قالت لها اشهدي بأني بكر فلما خرجت من عندها قالت له يا مولاي إنها بكر فقال ع كذبت العجوز يا قنبر فتش العجوز و خذ منها السوار قال قنبر فأخرجته من كتفها فعند ذلك ضج الخلائق فقال الإمام ع اسكتوا فأنا عيبة علم النبوة ثم أحضر الجارية و قال لها يا جارية أنا زين الدين أنا قاضي الدين أنا أبو الحسن و الحسين و إني أريد أن أزوجك من هذا الغلام المدعي عليك فتقبليه مني زوجا فقالت لا يا مولاي أ تبطل شرع محمد ص فقال لها بما ذا فقالت تزوجني بولدي كيف يكون ذلك فقال الإمام ع جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ و ما يكون هذا منك قبل هذه الفضيحة فقالت يا مولاي خشيت على الميراث فقال لها استغفري الله و توبي إليه ثم إنه أصلح بينهما و ألحق الولد بوالدته و بإرث أبيه

39-  فض، ]كتاب الروضة[ روي من فضائله ع في حديث المقدسي ما يغني سامعه عما سواه و هو ما حكي لنا أنه كان رجل من أهل بيت المقدس ورد إلى مدينة رسول الله ص و هو حسن الشباب حسن الصورة فزار حجرة النبي ص و قصد المسجد و لم يزل ملازما له مشتغلا بالعبادة صائم النهار و قائم الليل في زمن خلافة عمر بن الخطاب حتى كان أعبد الخلق و الخلق تتمنى أن تكون مثله و كان عمر يأتي إليه و يسأله أن يكلفه حاجة فيقول له المقدسي الحاجة إلى الله تعالى و لم يزل على ذلك إلى أن عزم الناس الحج فجاء المقدسي إلى عمر بن الخطاب و قال يا أبا حفص قد عزمت على الحج و معي وديعة أحب أن تستودعها مني إلى حين عودي من الحج فقال عمر هات الوديعة فأحضر الشاب حقا من عاج عليه قفل من حديد مختوم بختام الشاب فتسلمه منه و خرج الشاب مع الوفد فخرج عمر إلى مقدم الوفد و قال أوصيك بهذا الغلام و جعل عمر يودع الشاب و قال للمقدم على الوافد استوص به خيرا و كان في الوفد امرأة من الأنصار فما زالت تلاحظ المقدسي و تنزل بقربه حيث نزل فلما كان في بعض الأيام دنت منه و قالت يا شاب إني أرق لهذا الجسم الناعم المترف كيف يلبس الصوف فقال لها يا هذه جسم يأكله الدود و مصيره التراب هذا له كثير فقالت إني أغار على هذا الوجه المضي‏ء تشعثه الشمس فقال لها يا هذه اتقي الله و كفي فقد شغلني كلامك عن عبادة ربي فقالت له لي إليك حاجة فإن قضيتها فلا كلام و إن لم تقضها فما أنا بتاركتك حتى تقضيها لي فقال لها و ما حاجتك قالت حاجتي أن تواقعني فزجرها و خوفها من الله تعالى فلم يردعها ذلك فقالت و الله لئن لم تفعل ما آمرك لأرمينك بداهية من دواهي النساء و مكرهم لا تنجو منها فلم يلتفت إليها و لم يعبأ بها فلما كان في بعض الليالي و قد سهر أكثر ليله بالعبادة فرقد في آخر الليل و غلب عليه النوم فأتته و تحت رأسه مزادة فيها زاده فانتزعها من تحت رأسه و طرحت فيها كيسا فيه خمسمائة دينار ثم أعادت المزادة تحت رأسه فلما ثور الوفد قامت الملعونة من نومها و قالت يا لله و يا للوفد يا وفد أنا امرأة مسكينة و قد سرقت نفقتي و مالي و أنا بالله و بكم فجلس المقدم على الوفد و أمر رجلا من المهاجرين و الأنصار أن يفتشوا الوفد ففتشوا الوفد فلم يجدوا شيئا و لم يبق في الوفد إلا من فتش رحله فلم يبق إلا المقدسي فأخبروا مقدم الوفد بذلك فقالت المرأة يا قوم ما ضركم لو فتشتموا رحله فله أسوة بالمهاجرين و الأنصار و ما يدريكم أن ظاهره مليح و باطنه قبيح و لم تزل المرأة حتى حملتهم على تفتيش رحله فقصده جماعة من الوفد و هو قائم يصلي فلما رآهم أقبل عليهم و قال لهم ما حاجتكم فقالوا له هذه المرأة الأنصارية ذكرت أنها سرقت لها نفقة كانت معها و قد فتشنا رحال الوفد بأسرها و لم يبق منها غيرك و نحن لا نتقدم إلى رحلك إلا بإذنك لما سبق من وصية عمر بن الخطاب فيما يعود إليك فقال يا قوم ما يضرني ذلك ففتشوا ما أحببتم و هو واثق من نفسه فلما نفضوا المزادة التي فيها زاده وقع منها الهميان فصاحت الملعونة الله أكبر هذا و الله كيسي و مالي و هو كذا و كذا دينارا و فيه عقد لؤلؤ و وزنه كذا و كذا مثقالا فأحضروه فوجدوه كما قالت الملعونة فمالوا عليه بالضرب الموجع و السب و الشتم و هو لا يرد جوابا فسلسلوه و قادوه راحلا إلى مكة فقال لهم يا وفد بحق الله و بحق هذا البيت إلا تصدقتم علي و تركتموني أقضي الحج و

 أشهد الله تعالى و رسوله علي بأني إذا قضيت الحج عدت إليكم و تركت يدي في أيديكم فأوقع الله تعالى الرحمة في قلوبهم له فأطلقوه فلما قضى مناسكه و ما وجب عليه من الفرائض عاد إلى القوم و قال لهم أما إني قد عدت إليكم فافعلوا بي ما تريدون فقال بعضهم لبعض لو أراد المفارقة لما عاد إليكم فتركوه و رجع الوفد طالبا مدينة الرسول ص فأعوزت تلك المرأة الملعونة الزاد في بعض الطريق فوجدت راعيا فسألته الزاد فقال لها عندي ما تريدين غير أني لا أبيعه فإن آثرت أن تمكنيني من نفسك أعطيتك ففعلت ما طلب و أخذت منه زادا فلما انحرفت عنه اعترض لها إبليس لعنه الله فقال لها أنت حامل قالت ممن قال من الراعي فصاحت وا فضيحتاه فقال لا تخافي إذا رجعت إلى الوفد قولي لهم إني سمعت قراءة المقدسي فقربت منه فلما غلب علي النوم دنا مني و واقعني و لم أتمكن من الدفاع عن نفسي بعد القراءة و قد حملت منه و أنا امرأة من الأنصار و خلفي جماعة من الأهل ففعلت الملعونة ما أشار به عليها إبليس لعنه الله فلم يشكوا في قولها لما عاينوا أولا من وجود المال في رحله فعكفوا على الشاب المقدسي و قالوا يا هذا ما كفاك السرقة حتى فسقت فأوجعوه شتما و ضربا و سبا و عادوه إلى السلسلة و هو لا يرد جوابا فلما قربوا من المدينة على ساكنها أفضل الصلاة و السلام خرج عمر بن الخطاب و معه جماعة من المسلمين للقاء الوفد فلما قربوا منه لم يكن له همة إلا السؤال عن المقدسي فقالوا يا أبا حفص ما أغفلك عن المقدسي فقد سرق و فسق و قصوا عليه القصة فأمر بإحضاره بين يديه فقال له يا ويلك يا مقدسي تظهر بخلاف ما تبطن حتى فضحك الله تعالى لأنكلن بك أشد النكال و هو لا يرد جوابا فاجتمع الخلق و ازدحم الناس لينظروا ما ذا يفعل به و إذا بنور قد سطع و شعاع قد لمع فتأملوه و إذا به عيبة علم النبوة علي بن أبي طالب ع فقال ما هذا الرهج في مسجد رسول الله فقالوا يا أمير المؤمنين إن الشاب المقدسي الزاهد قد سرق و فسق فقال ع و الله ما سرق و لا فسق و لا حج أحد غيره فلما سمع عمر كلامه قام قائما على قدميه و أجلسه موضعه فنظر إلى الشاب المقدسي و هو مسلسل و هو مطرق إلى الأرض و المرأة جالسة فقال لها أمير المؤمنين ع ويلك قصي قصتك قالت يا أمير المؤمنين إن هذا الشاب قد سرق مالي و قد شاهد الوفد مالي في مزادته و ما كفاه ذلك حتى كانت ليلة من الليالي حيث قربت منه فاستغرقني بقراءته و استنامني فوثب إلي و واقعني و ما تمكنت من المدافعة عن نفسي خوفا من الفضيحة و قد حملت منه فقال لها أمير المؤمنين ع كذبت يا ملعونة فيما ادعيت عليه يا أبا حفص إن هذا الشاب مجبوب ليس معه إحليل و إحليله في حق من عاج ثم قال يا مقدسي أين الحق فرفع رأسه و قال يا مولاي من علم بذلك يعلم أين الحق فالتفت إلى عمر و قال له يا أبا حفص قم فأحضر وديعة الشاب فأرسل عمر فأحضر الحق بين يدي أمير المؤمنين ع ففتحوه و إذا فيه خرقة من حرير و فيها إحليلة فعند ذلك قال الإمام ع قم يا مقدسي فقام فجردوه من ثيابه لينظروه و ليحقق من اتهمه بالفسق فجردوه من ثيابه فإذا هو مجبوب فعند ذلك ضج العالم فقال لهم أمير المؤمنين ع اسكتوا و اسمعوا مني حكومة أخبرني بها رسول الله ص ثم قال يا ملعونة لقد تجرأت على الله تعالى ويلك أ ما أتيت إليه و قلت له كيت و كيت فلم يجبك إلى ذلك فقلت له و الله لأرمينك بحيلة من حيل النساء لا تنجو منها فقالت بلى يا أمير المؤمنين كان ذلك فقال ع ثم إنك استنمتيه و تركت الكيس في مزادته أقري فقالت نعم يا أمير المؤمنين فقال اشهدوا

 عليها ثم قال لها حملك هذا من الراعي الذي طلبت منه الزاد فقال لك لا أبيع الزاد و لكن مكنيني من نفسك و خذي لحاجتك ففعلت ذلك و أخذت الزاد و هو كذا و كذا قالت صدقت يا أمير المؤمنين قال فضج العالم فسكتهم علي ع و قال لها فلما خرجت عن الراعي عرض لك شيخ صفته كذا و كذا و قال لك يا فلانة فإنك حامل من الراعي فصرختي و قلتي وا فضيحتاه فقال لا بأس عليك قولي للوفد استنامني و واقعني و قد حملت منه فصدقوك لما ظهر من سرقته ففعلت ما قال الشيخ فقالت نعم فقال الإمام ع أ تعرفين ذلك الشيخ قالت لا قال هو إبليس لعنه الله فتعجب القوم من ذلك فقال عمر يا أبا الحسن ما تريد أن تفعل بها قال اصبروا حتى تضع حملها و تجدوا من ترضعه يحفر لها في مقابر اليهود و تدفن إلى نصفها و ترجم بالحجارة ففعل بها ما قال مولانا أمير المؤمنين ع و أما المقدسي فلم يزل ملازم مسجد رسول الله ص إلى أن توفي رضي الله عنه فعند ذلك قام عمر بن الخطاب و هو يقول لو لا علي لهلك عمر قالها ثلاثا ثم انصرف الناس و قد تعجبوا من حكومة علي بن أبي طالب

40-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ بالإسناد يرفعه إلى أبي جعفر ميثم التمار رضي الله عنه أنه قال كنت بين يدي أمير المؤمنين علي ع في جامع الكوفة في جماعة من أصحابه و أصحاب رسول الله ص و هو كأنه البدر بين الكواكب إذ دخل علينا من باب المسجد رجل طويل عليه قباء خز أدكن و قد اعتم بعمامة صفراء و هو متقلد بسيفين فدخل و برك بغير سلام و لم ينطق بكلام فتطاولت إليه الأعناق و نظروا إليه بالآماق و قد وقف عليه الناس من جميع الآفاق و مولانا أمير المؤمنين ع لا يرفع رأسه إليه فلما هدأت من الناس الحواس أفصح عن لسانه كأنه حسام جذب عن غمده أيكم المجتبى في الشجاعة و المعمم بالبراعة أيكم المولود في الحرم و العالي في الشيم و الموصوف بالكرم أيكم الأصلع الرأس و البطل الدعاس و المضيق للأنفاس و الآخذ بالقصاص أيكم غصن أبي طالب الرطيب و بطله المهيب و المسهم المصيب و القسم النجيب أيكم خليفة محمد ص الذي نصره في زمانه و اعتز به سلطانه و عظم به شأنه فعند ذلك رفع أمير المؤمنين ع رأسه إليه فقال ما لك يا با سعد بن الفضل بن الربيع بن مدركة بن نجيبة بن الصلت بن الحارث بن وعران بن الأشعث بن أبي السمع الرومي اسأل عما شئت أنا عيبة علم النبوة قال قد بلغنا عنك أنك وصي رسول الله ص و خليفته على قومه بعده و أنك محل المشكلات و أنا رسول إليك من ستين ألف رجل يقال لهم العقيمة و قد حملوني ميتا قد مات من مدة و قد اختلفوا في سبب موته و هو بباب المسجد فإن أحييته علمنا أنك صادق نجيب الأصل و تحققنا أنك حجة الله في أرضه و خليفة محمد ص على قومه و إن لم تقدر على ذلك رددناه إلى قومه و علمنا أنك تدعي غير الصواب و تظهر من نفسك ما لا تقدر عليه قال أمير المؤمنين ع يا ميثم اركب بعيرك و ناد في شوارع الكوفة و محالها من أراد أن ينظر إلى ما أعطاه الله عليا أخا رسول الله و زوج ابنته من العلم الرباني فليخرج إلى النجف فخرج الناس إلى النجف فقال الإمام ع يا ميثم هات الأعرابي و صاحبه فخرجت و رأيته راكبا تحت القبة التي فيها الميت فأتيت بهما إلى النجف فعند ذلك قال علي ع قولوا فينا ما ترون منا و ارووا عنا ما تشاهدونه منا ثم قال يا أعرابي أبرك الجمل و أخرج صاحبك أنت و جماعة من المسلمين قال ميثم فأخرجت تابوتا و فيه وطء ديباج أخضر و فيها غلام أول

 ما تم عذاره على خده بذوائب كذوائب الامرأة الحسناء فقال علي بن أبي طالب ع كم لميتكم قال أحد و أربعون يوما قال و ما سبب موته فقال الأعرابي يا فتى إن أهله يريدون أن تحييه ليخبرهم من قتله لأنه بات سالما و أصبح مذبوحا من أذنه إلى أذنه و يطالب بدمه خمسون رجلا يقصد بعضهم بعضا فاكشف الشك و الريب يا أخا محمد قال الإمام ع قتله عمه لأنه زوجة ابنته فخلاها و تزوج بغيرها فقتله حنقا عليه قال الأعرابي لسنا نقنع بقولك فإنا نريد أن يشهد لنفسه عند أهله لترتفع الفتنة و السيف و القتال فعند ذلك قام الإمام علي بن أبي طالب ع فحمد الله و أثنى عليه و ذكر النبي ص فصلى عليه و قال يا أهل الكوفة ما بقرة بني إسرائيل بأجل عند الله مني قدرا و أنا أخو رسول الله و إنها أحيت ميتا بعد سبعة أيام ثم دنا أمير المؤمنين ع من الميت و قال إن بقرة بني إسرائيل ضرب ببعضها الميت فعاش و أنا أضرب هذا الميت ببعضي لأن بعضي خير من البقرة كلها ثم هزه برجله و قال له قم بإذن الله يا مدرك بن حنظلة بن غسان بن بحير بن فهر بن سلامة بن الطيب بن الأشعث فها قد أحياك الله تعالى على يد علي بن أبي طالب قال ميثم التمار فنهض غلام أضوأ من الشمس أضعافا و من القمر أوصافا فقال لبيك لبيك يا حجة الله على الأنام المتفرد بالفضل و الإنعام فعند ذلك قال يا غلام من قتلك قال قتلني عمي الحارث بن غسان قال له الإمام ع انطلق إلى قومك فأخبرهم بذلك فقال يا مولاي لا حاجة لي إليهم أخاف أن يقتلوني مرة أخرى و لا يكون عندي من يحييني قال فالتفت الإمام إلى صاحبه و قال له امض إلى أهلك فأخبرهم قال يا مولاي و الله لا أفارقك بل أكون معك حتى يأتي الله بأجلي من عنده فلعن الله من اتضح له الحق و جعل بينه و بين الحق سترا و لم يزل بين يدي أمير المؤمنين حتى قتل بصفين ثم إن أهل الكوفة رجعوا إلى الكوفة و اختلفوا أقوالا فيه ع

41-  كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن الزمخشري مرفوعا إلى الحسن ع أن عمر بن الخطاب أتي بامرأة مجنونة حبلى قد زنت فأراد أن يرجمها فقال له علي ع يا عمر أ ما سمعت ما قال رسول الله ص قال و ما قال قال قال رسول الله ص رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يبرأ و عن الغلام حتى يدرك و عن النائم حتى يستيقظ قال فخلى عنها

 و منه عن علي ع قال لما كان في ولاية عمر أتي بامرأة حاملة فسألها عمر فاعترفت بالفجور فأمر بها عمر أن ترجم فلقيها علي بن أبي طالب ع فقال ما بال هذه فقالوا أمر بها عمر أن ترجم فردها علي ع فقال أمرت بها أن ترجم فقال نعم اعترفت عندي بالفجور فقال هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها ثم قال له علي ع فلعلك انتهرتها أو أخفتها فقال قد كان ذلك قال أ و ما سمعت رسول الله ص يقول لا حد على معترف بعد بلاء إنه من قيدت أو حبست أو تهددت فلا إقرار له فخلى عمر سبيلها ثم قال عجزت النساء أن تلد مثل علي بن أبي طالب ع لو لا علي لهلك عمر

 و من المناقب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص أقضى أمتي علي بن أبي طالب ع

42-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ فض، ]كتاب الروضة[ بالإسناد يرفعه إلى عمار بن ياسر و زيد بن أرقم قالا كنا بين يدي أمير المؤمنين ع و كان يوم الإثنين لسبعة عشر خلت من صفر و إذا بزعقة عظيمة أملأت المسامع و كان على دكة القضاء فقال يا عمار ائتني بذي الفقار و كان وزنه سبعة أمنان و ثلثي من مكي فجئت به فانتضاه من غمده فتركه على فخذه و قال يا عمار هذا يوم أكشف لأهل الكوفة الغمة ليزداد المؤمن وفاقا و المخالف نفاقا يا عمار ائت بمن على الباب قال عمار فخرجت و إذا على الباب امرأة في قبة على جمل و هي تشتكي و تصيح يا غياث المستغيثين و يا بغية الطالبين و يا كنز الراغبين و يا ذا القوة المتين و يا مطعم اليتيم و يا رازق العديم و يا محيي كل عظم رميم و يا قديم سبق قدمه كل قديم و يا عون من ليس له عون و لا معين يا طود من لا طود له يا كنز من لا كنز له إليك توجهت و بوليك توسلت و خليفة رسولك قصدت فبيض وجهي و فرج عني كربتي قال عمار و حولها ألف فارس بسيوف مسلولة قوم لها و قوم عليها فقلت أجيبوا أمير المؤمنين أجيبوا عيبة علم النبوة قال فنزلت المرأة من القبة و نزل القوم معها و دخلوا المسجد فوقفت المرأة بين يدي أمير المؤمنين ع و قالت يا مولاي يا إمام المتقين إليك أتيت و إياك قصدت فاكشف كربتي و ما بي من غمة فإنك قادر على ذلك و عالم بما كان و ما يكون إلى يوم القيامة فعند ذلك قال يا عمار ناد في الكوفة من أراد أن ينظر إلى ما أعطاه الله أخا رسول الله فليأت المسجد قال فاجتمع الناس حتى امتلأ المسجد فقام أمير المؤمنين ع و قال سلوني ما بدا لكم يا أهل الشام فنهض من بينهم شيخ قد شاب عليه بردة يمانية فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين و يا كنز الطالبين يا مولاي هذه الجارية ابنتي قد خطبها ملوك العرب و قد نكست رأسي بين عشيرتي و أنا موصوف بين العرب و قد فضحتني في أهلي و رجالي لأنها عاتق حامل و أنا فليس بن عفريس لا تخمد لي نار و لا يضام لي جار و قد بقيت حائرا في أمري فاكشف لي هذه الغمة فإن الإمام خبير بالأمر فهذه غمة عظيمة لم أر مثلها و لا أعظم منها فقال أمير المؤمنين ع ما تقولين يا جارية فيما قال أبوك قالت يا مولاي أما قوله إني عاتق صدق و أما قوله إني حامل فو حقك يا مولاي ما علمت

 من نفسي خيانة قط و إني أعلم أنك أعلم بي مني و إني ما كذبت فيما قلت ففرج عني يا مولاي قال عمار فعند ذلك أخذ الإمام ذا الفقار و صعد المنبر فقال الله أكبر الله أكبر جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ثم قال ع علي بداية الكوفة فجاءت امرأة تسمى لبناء و هي قابلة نساء أهل الكوفة فقال لها اضربي بينك و بين الناس حجابا و انظري هذه الجارية عاتق حامل أم لا ففعلت ما أمر به ثم خرجت و قالت نعم يا مولاي هي عاتق حامل فعند ذلك التفت الإمام إلى أبي الجارية و قال يا أبا الغضب أ لست من قرية كذا و كذا من أعمال دمشق قال و ما هذه القرية قال هي قرية تسمى أسعار قال بلى يا مولاي قال و من منكم يقدر على قطعة ثلج في هذه الساعة قال يا مولاي الثلج في بلادنا كثير و لكن ما نقدر عليه هاهنا فقال ع بيننا و بينكم مائتان و خمسون فرسخا قال نعم يا مولاي ثم قال يا أيها الناس انظروا إلى ما أعطاه الله عليا من العلم النبوي و الذي أودعه الله و رسوله من العلم الرباني قال عمار بن ياسر فمد يده ع من أعلى منبر الكوفة و ردها و إذا فيها قطعة من الثلج يقطر الماء منها فعند ذلك ضج الناس و ماج الجامع بأهله فقال ع اسكتوا فلو شئت أتيت بجبالها ثم قال يا داية خذي هذه القطعة من الثلج و اخرجي بالجارية من المسجد و اتركي تحتها طشتا و ضعي هذه القطعة مما يلي الفرج فسترى علقة وزنها سبع مائة و خمسون درهما و دانقان فقالت سمعا و طاعة لله و لك يا مولاي ثم أخذتها و خرجت بها من الجامع فجاءت بطست فوضعت الثلج على الموضع كما أمرها ع فرمت علقة وزنتها الداية فوجدتها كما قال ع فأقبلت الداية و الجارية فوضعت العلقة بين يديه ثم قال يا أبا الغضب خذ ابنتك فو الله ما زنت و إنما دخلت الموضع الذي فيه الماء فدخلت هذه العلقة في جوفها و هي بنت عشر سنين و كبرت إلى الآن في بطنها فنهض أبوها و هو يقول أشهد أنك تعلم ما في الأرحام و ما في الضمائر و أنت باب الدين و عموده قال فضج الناس عند ذلك و قال يا أمير المؤمنين لنا اليوم خمس سنين لم تمطر السماء علينا و قد أمسك عن الكوفة هذه المدة و قد مَسَّنا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ فاستسق لنا يا وارث محمد فعند ذلك قام في الحال و أشار بيده قبل السماء فسال الغيث حتى بقيت الكوفة غدرانا فقالوا يا أمير المؤمنين كفينا و روينا فتكلم بكلام فمضى الغيث و انقطع المطر و طلعت الشمس فلعن الله الشاك في فضل علي بن أبي طالب ع

 بيان جارية عاتق أي شابة أول ما أدركت فخدرت في بيت أهلها و لم تبن إلى زوج

43-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ بالإسناد يرفعه إلى كعب الأحبار قال قضى علي ع قضية في زمن عمر بن الخطاب قالوا إنه اجتاز عبد مقيد على جماعة فقال أحدهم إن لم يكن في قيده كذا و كذا فامرأته طالق ثلاثا فقال الآخر إن كان فيه كما قلت فامرأته طالق ثلاثا قال فقاما فذهبا مع العبد إلى مولاه فقالا له إنا حلفنا بالطلاق ثلاثا على قيد هذا العبد فحله نزنه فقال سيده امرأته طالق ثلاثا إن حل قيده فطلق الثلاثة نساءهم فارتفعوا إلى عمر بن الخطاب و قصوا عليه القصة فقال عمر مولاه أحق به فاعتزلوا نساءهم قال فخرجوا و قد وقعوا في حيرة فقال بعضهم لبعض اذهبوا بنا إلى أبي الحسن ع لعله أن يكون عنده شي‏ء في هذا فأتوه فقصوا عليه القصة فقال لهم ما أهون هذا ثم إنه ع أخرج جفنة و أمر أن يحط العبد رجله في الجفنة و أن يصب الماء عليها ثم قال ارفعوا قيده من الماء فرفع قيده و هبط الماء فأرسل عوضه زبرا من الحديد إلى أن صعد الماء إلى موضع كان فيه القيد ثم قال أخرجوا هذا الحديد و زنوه فإنه وزن القيد قال فلما فعلوا ذلك و انفصلوا و حلت نساؤهم عليهم خرجوا و هم يقولون نشهد أنك عيبة علم النبوة و باب مدينة علمه فعلى من جحد حقك لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ

 يه، ]من لا يحضر الفقيه[ في رواية عمرو بن شمر عن جعفر بن غالب الأسدي رفع الحديث و ذكر مثله مع تغيير و نقص

44-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ بالإسناد يرفعه إلى الأصبغ بن نباتة أنه قال كنت جالسا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و هو يقضي بين الناس إذ جاءه جماعة معهم أسود مشدود الأكتاف فقالوا هذا سارق يا أمير المؤمنين فقال يا أسود سرقت قال نعم يا أمير المؤمنين قال له ثكلتك أمك إن قلتها ثانية قطعت يدك قال نعم يا مولاي قال ويلك انظر ما ذا تقول سرقت قال نعم يا مولاي فعند ذلك قال اقطعوا يده فقد وجب عليه القطع قال فقطع يمينه فأخذها بشماله و هي تقطر دما فاستقبله رجل يقال له ابن الكواء فقال يا أسود من قطع يمينك قال قطع يميني سيد الوصيين و قائد الغر المحجلين و أولى الناس بالمؤمنين علي بن أبي طالب ع إمام الهدى و زوج فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفى أبو الحسن المجتبى و أبو الحسين المرتضى السابق إلى جنات النعيم مصادم الأبطال المنتقم من الجهال معطي الزكاة منيع الصيانة من هاشم القمقام ابن عم الرسول الهادي إلى الرشاد و الناطق بالسداد شجاع مكي جحجاح وفي بطين أنزع أمين من آل حم و يس و طه و الميامين محلي الحرمين و مصلي القبلتين خاتم الأوصياء و وصي صفوة الأنبياء القسورة الهمام و البطل الضرغام المؤيد بجبرائيل الأمين و المنصور بميكائيل المبين وصي رسول رب العالمين المطفئ نيران الموقدين و خير من نشأ من قريش أجمعين المحفوف بجند من السماء علي بن أبي طالب أمير المؤمنين على رغم أنف الراغبين و مولى الناس أجمعين فعند ذلك قال له ابن الكواء ويلك يا أسود قطع يمينك و أنت تثني عليه هذا الثناء كله قال و ما لي لا أثني عليه و قد خالط حبه لحمي و دمي و الله ما قطعني إلا بحق أوجبه الله علي قال فدخلت على أمير المؤمنين ع فقلت سيدي رأيت عجبا قال و ما رأيت قال صادفت أسودا قطعت يمينه و أخذها بشماله و هي تقطر دما فقلت له يا أسود من قطع يمينك قال سيد المؤمنين و أعدت عليه فقلت له ويحك قطع يمينك و أنت تثني عليه هذا الثناء كله فقال و ما لي لا أثني عليه و قد خالط حبه لحمي و دمي و الله ما قطعني إلا بحق أوجبه الله علي قال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى ولده الحسن و قال قم هات عمك الأسود قال فخرج الحسن ع في طلبه فوجده في موضع يقال له كندة و أتى به إلى أمير المؤمنين ع ثم قال له يا أسود قطعت يمينك و أنت تثني علي فقال يا أمير المؤمنين و ما لي لا أثني عليك و قد خالط حبك دمي و لحمي و الله ما قطعت إلا بحق كان علي مما ينجي من عقاب الآخرة فقال ع هات يدك فناوله فأخذها و وضعها في الموضع الذي قطعت منه ثم غطاها بردائه فقام و صلى ع و دعا بدعاء سمعناه يقول في آخر دعائه آمين ثم شال الرداء و قال اضبطي أيتها العروق كما كنت و اتصلي فقام الأسود و هو يقول آمنت بالله و بمحمد رسوله و بعلي الذي رد اليد القطعاء بعد تخليتها من الزند ثم انكب على قدميه و قال بأبي أنت و أمي يا وارث علم النبوة

 بيان القمقام السيد و كذا الجحجاح و القسورة الأسد و الهمام بالضم الملك العظيم الهمة و الضرغام بالكسر الأسد

45-  من كتاب صفوة الأخبار قال قام ابن كواء اليشكري إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن بصير بالليل و عن بصير بالنهار و عن بصير بالنهار أعمى بالليل و عن بصير بالليل أعمى بالنهار فقال له أمير المؤمنين ع سل عما يعنيك و دع ما لا يعنيك أما بصير بالليل بصير بالنهار فهذا رجل آمن بالرسل الذين مضوا و أدرك النبي ص فآمن به فأبصر في ليله و نهاره و أما أعمى بالليل بصير بالنهار فرجل جحد الأنبياء الذين مضوا و الكتب و أدرك النبي ص فآمن به فعمي بالليل و أبصر بالنهار و أما أعمى بالنهار بصير بالليل فرجل آمن بالأنبياء و الكتب و جحد النبي ص فأبصر بالليل و عمي بالنهار فقال عبد الله بن الكواء يا أمير المؤمنين إن في كتاب الله آية قد أفسدت قلبي و شككتني في ديني فقال له أمير المؤمنين ع ثكلتك أمك و عدمتك قومك ما هي قال قول الله عز و جل لمحمد ص في سورة النور وَ الطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ ما هذا الطير و ما هذه الصلاة و التسبيح فقال ويحك إن الله خلق الملائكة في صور شتى ألا و إن لله ملكا في صورة ديك أنج أشعث براثنه في الأرضين السابعة السفلى و عرفه تحت عرش الرحمن له جناح في المشرق و جناح في المغرب فالذي في المشرق من نار و الذي في المغرب من ثلج فإذا حضر وقت الصلاة قام على براثنه ثم رفع عنقه من تحت العرش ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديك في منازلكم بنحو من قوله و هو قوله عز و جل لنبيه ص وَ الطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ من الديكة في الأرض فقال ابن الكواء فما قوله تعالى بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ قال هو عمامة موسى و عصاه و رضراض الألواح و إبريق من زمرد و طشت من ذهب قال فمن الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ قال هم الأفجران من قريش بنو أمية و بنو المغيرة فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر و أما بنو أمية فمتعوا حتى حين قال فما بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا إلى قوله تعالى صُنْعاً قال أهل حروراء قال أخبرني عن ذي القرنين أ نبي هو أم ملك قال لا نبي و لا ملك كان عبدا لله صالحا أحب الله فأحبه و نصح لله فنصح الله له أرسله الله إلى قوم فضرب على قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء الله ثم ظهر فضربوه على قرنه الأيسر فغاب عنهم ثم رد الثالثة فمكنه الله في الأرض و فيكم مثله يعني نفسه و قال الأصبغ بن نباتة أتى ابن الكواء إلى أمير المؤمنين ع فقال خبرني عن الله عز و جل هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى ع فقال علي ع

 قد كلم الله جميع خلقه برهم و فاجرهم و ردوا عليه الجواب فثقل ذلك على ابن الكواء و لم يعرفه فقال كيف ذلك يا أمير المؤمنين قال أ و ما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيه فيكم وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا فقد أسمعهم كلامه و ردوا الجواب عليه كما تسمع في قوله تعالى قالُوا بَلى و قال لهم إني أنا الله لا إله إلا أنا الرحمن الرحيم فأقروا له بالطاعة و الربوبية و بين الأنبياء و الرسل و الأوصياء و أمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق فقالت الملائكة عند إقرارهم بذلك شَهِدْنا عليكم يا بني آدم أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا الدين و هذا الأمر و النهي غافِلِينَ و قضى أمير المؤمنين ع في الخنثى و هي التي يكون لها ما للرجال و ما للنساء إن بالت من الفرج فلها ميراث النساء و إن بالت من الذكر فله ميراث الذكر و إن بالت من كليهما عد أضلاعه فإن زادت واحدة على أضلع الرجل فهي امرأة و إن نقصت فهي رجل و قضى أيضا في الخنثى فقال يقال للخنثى الزق بطنك بالحائط و بل فإن أصاب بوله الحائط فهو ذكر و إن انتكص كما ينتكص البعير فهو امرأة و قضى أمير المؤمنين ع في رجل ادعت امرأته أنه عنين فأنكر الزوج ذلك فأمر النساء أن يحشو فرج الامرأة بالخلوق و لم يعلم زوجها بذلك ثم قال لزوجها ائتها فإن تلطخ الذكر بالخلوق فليس بعنين و قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع و قال إن هذا مملوكي تزوج بغير إذني فقال له أمير المؤمنين ع فرق بينهما أنت فالتفت الرجل إلى مملوكه و قال يا خبيث طلق امرأتك فقال أمير المؤمنين ع للعبد إن شئت فطلق و إن شئت فأمسك

 قال كان قول المالك للعبد طلق امرأتك رضاه بالتزويج فصار الطلاق عند ذلك للعبد

 روى أبو المليح الهذلي عن أبيه قال كنا جلوسا عند عمر بن الخطاب إذ دخل علينا رجل من أهل الروم قال له أنت من العرب قال نعم قال أما إني أسألك عن ثلاثة أشياء فإن خرجت إلي منها آمنت بك و صدقت نبيك محمدا قال سل عما بدا لك يا كافر قال أخبرني عما لا يعلمه الله و عما ليس لله و عما ليس عند الله قال عمر ما أتيت يا كافر إلا كفرا إذ دخل علينا أخو رسول الله ص علي بن أبي طالب ع فقال لعمر أراك مغتما فقال و كيف لا أغتم يا ابن عم رسول الله و هذا الكافر يسألني عما لا يعلمه الله و عما ليس لله و عما ليس عند الله فهل لك في هذا شي‏ء يا أبا الحسن قال نعم قال فرج الله عنك و إلا و قد تصدع قلبي فقد قال النبي ص أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أحب أن يدخل المدينة فليقرع الباب فقال أما ما لا يعلمه الله فلا يعلم الله أن له شريكا و لا وزيرا و لا صاحبة و لا ولدا و شرحه في القرآن قُلْ أَ تُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ و أما ما ليس عند الله فليس عنده ظلم للعباد و أما ما ليس لله فليس له ضد و لا ند و لا شبه و لا مثل قال فوثب عمر و قبل ما بين عيني علي ع ثم قال يا أبا الحسن منكم أخذنا العلم و إليكم يعود و لو لا علي لهلك عمر فما برح النصراني حتى أسلم و حسن إسلامه و قضى بالبصرة لقوم حدادين اشتروا باب حديد من قوم فقال أصحاب الباب كذا و كذا منا فصدقوهم و ابتاعوه فلما حملوا الباب على أعناقهم قالوا للمشتري ما فيه ما ذكروه من الوزن فسألوهم الحطيطة فأبوا فارتجعوا عليهم فصاروا إلى أمير المؤمنين ع فقال أدلكم احملوه إلى الماء فحمل فطرح في زورق صغير و علم على الموضع الذي بلغه الماء ثم قال أرجعوا مكانه تمرا موزونا فما زالوا يطرحون شيئا بعد شي‏ء موزونا حتى بلغ الغاية قال كم طرحتم قالوا كذا و كذا منا و رطلا قال ع وزنه هذا و قضى في رجل كندي أمر بقطع يده و ذلك أنه سرق و كان الرجل من أحسن الناس وجها و أنظفهم ثوبا فقال علي ع ما أرى من حسن وجهك و نظافة ثوبك و مكانك من العرب تفعل مثل هذا الفعل فنكس الكندي ثم قال الله الله في أمري يا أمير المؤمنين فلا و الله ما سرقت شيئا قط غير هذه الدفعة فقال له ويحك قد عسى أن الله العلي الكريم لا يؤاخذك بذنب واحد أذنبته إن شاء فبكى الكندي فأطرق أمير المؤمنين ع مليا ثم رفع رأسه و قال ما أجد يسعني إلا قطعك فاقطعوه فبكى الكندي و تعلق بثوبه و قال الله الله في عيالي فإنك إن قطعت يدي هلكت و هلك عيالي و إني أعول ثلاثة عشر عيالا ما لهم غيري فأطرق مليا ينكت الأرض بيده ثم قال ما أجد يسعني إلا قطعك أخرجوه فاقطعوا يده فلما وقعت يده المقطوعة بين يدي أمير المؤمنين ع قال الكندي و الله لقد سرقت تسعا و تسعين مرة و إن هذه تمام المائة كل ذلك يستر الله علي قال فقال الناس له فما كان لك في طول هذه المدة زاجر فقال أمير المؤمنين ع لقد فرج عني قد كنت مغموما بمقالتك الأولة و إن الله حليم كريم لا يعجل عليك إن شاء في أول ذنب فوثب الناس إلى أمير المؤمنين ع فقالوا وفقك الله فما أبقاك لنا فنحن بخير و نعمة

 بيان قوله في صورة ديك أنج لعله من النج بمعنى الإسراع و هو بعيد و في بعض النسخ بالباء الموحدة و الحاء المهملة من البحوحة و هي غلظة الصوت و في بعض ما أوردنا من الروايات في ذلك في كتاب السماء و العالم أملح و هو الذي بياضه أكثر من سواده و قيل هو النقي البياض

46-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق عن الحسن بن علي بن سليمان عن محمد بن عمران عن أبي عبد الله قال أتي أمير المؤمنين ع و هو جالس في المسجد بالكوفة بقوم و هم يأكلون بالنهار في شهر رمضان فقال لهم أمير المؤمنين ع أكلتم و أنتم مفطرون قالوا نعم قال أ يهود أنتم قالوا لا قال فنصارى قالوا لا قال فعلى شي‏ء من هذه الأديان مخالفين للإسلام قالوا بل مسلمون قال فسفر أنتم قالوا لا قال فيكم علة استوجبتم الإفطار و لا نشعر بها فإنكم أبصر بأنفسكم لأن الله عز و جل يقول بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ قالوا بل أصبحنا ما بنا علة قال فضحك أمير المؤمنين ع ثم قال تشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله قالوا نشهد أن لا إله إلا الله و لا نعرف محمدا قال فإنه رسول الله قالوا لا نعرفه بذلك إنما هو أعرابي دعا إلى نفسه فقال إن أقررتم و إلا قتلتكم قالوا و إن فعلت فوكل بهم شرطة الخميس و خرج بهم إلى الظهر ظهر الكوفة و أمر أن يحفر حفيرتان حفر أحدهما إلى جنب الأخرى ثم خرق فيما بينهما كوة ضخمة شبه الخوخة و قال لهم إني واضعكم في أحد هذين القليبين و أوقد في الأخرى النار فأقتلكم بالدخان قالوا و إن فعلت ف إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا فوضعهم في إحدى الجبين وضعا رفيقا ثم أمر بالنار فأوقدت في الجب الآخر ثم جعل يناديهم مرة بعد مرة ما تقولون فيجيبونه اقض ما أَنْتَ قاضٍ حتى ماتوا قال ثم انصرف فسار بفعله الركبان و تحدث به الناس فبينما هو ذات يوم في المسجد إذ قدم عليه يهودي من أهل يثرب قد أقر له من في يثرب من اليهود أنه أعلمهم و كذلك كانت آباؤه من قبل قال و قدم على أمير المؤمنين ع في عدة من أهل بيته فلما انتهوا إلى المسجد الأعظم بالكوفة أناخوا رواحلهم ثم وقفوا على باب المسجد و أرسلوا إلى أمير المؤمنين ع أنا قوم من اليهود قدمنا من الحجاز و لنا إليك حاجة فهل تخرج إلينا أم ندخل إليك قال فخرج إليهم و هو يقول سيدخلون و يستأنفون باليمين فما حاجتكم فقال له عظيمهم يا ابن أبي طالب ما هذه البدعة التي أحدثت في دين محمد ص فقال له و أية بدعة فقال له اليهودي زعم قوم من أهل الحجاز أنك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا إله إلا الله و لم يقروا أن محمدا رسول الله فقتلتهم بالدخان فقال له أمير المؤمنين ع فنشدتك بالتسع آيات التي أنزلت على موسى بطور سيناء و بحق الكنائس الخمس القدس و بحق الصمد الديان هل تعلم أن يوشع بن نون أتي بقوم بعد وفاة موسى ع شهدوا أن لا إله إلا الله و لم يقروا أن موسى رسول الله فقتلهم بمثل هذه القتلة فقال له اليهودي نعم أشهد أنك ناموس موسى قال ثم أخرج من تحت قبائه كتابا فدفعه إلى أمير المؤمنين ع ففضه و نظر فيه و بكى فقال له اليهودي ما يبكيك يا ابن أبي طالب إذا نظرت في هذا الكتاب و هو كتاب سرياني و أنت رجل عربي فهل تدري ما هو فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه نعم هذا اسمي مثبت فقال له اليهودي فأرني اسمك في هذا الكتاب و أخبرني ما اسمك بالسريانية قال فأراه أمير المؤمنين ع اسمه في الصحيفة و قال اسمي إليا فقال اليهودي أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ص و أشهد أنك وصي محمد و أشهد أنك أولى الناس بالناس من بعد محمد ص و بايعوا أمير المؤمنين ع و دخلوا المسجد فقال أمير المؤمنين ع الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا الحمد لله الذي أثبتني عنده في صحيفة الأبرار

47-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن عمران بن ميثم أو صالح بن ميثم عن أبيه قال أتت امرأة مجح أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقالت يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني طهرك الله فإن عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة الذي لا ينقطع فقال لها مما أطهرك فقالت إني زنيت فقال لها ذات بعل أنت أم غير ذلك قالت بل ذات بعل فقال لها أ فحاضرا كان بعلك إذ فعلت ما فعلت أم غائبا كان عنك فقالت بل حاضرا فقال لها انطلقي فضعي ما في بطنك ثم ائتني أطهرك فلما ولت عنه المرأة فصارت حيث لا تسمع كلامه قال اللهم إنها شهادة فلم يلبث أن أتته فقالت قد وضعت فطهرني قال فتجاهل عليها فقال أطهرك يا أمة الله مما ذا فقالت إني زنيت فطهرني فقال و ذات بعل أنت إذ فعلت ما فعلت قالت نعم قال فكان زوجك حاضرا أم غائبا قالت بل حاضرا قال فانطلقي فأرضعيه حولين كاملين كما أمرك الله قال فانصرفت المرأة فلما صارت منه حيث لا تسمع كلامه قال اللهم إنها شهادتان قال فلما مضى حولان أتت المرأة فقالت قد أرضعته حولين فطهرني يا أمير المؤمنين فتجاهل عليها و قال أطهرك مما ذا قالت إني زنيت فطهرني فقال و ذات بعل أنت إذ فعلت ما فعلت فقالت نعم قال و بعلك غائب إذ فعلت ما فعلت أو حاضر قالت بل حاضر قال انطلقي فاكفليه حتى يعقل أن يأكل و يشرب و لا يتردى من سطح و لا يتهور في بئر قال فانصرفت و هي تبكي فلما ولت فصارت حيث لا تسمع كلامه قال اللهم إنها ثلاث شهادات قال فاستقبلها عمرو بن حريث المخزومي فقال لها ما يبكيك يا أمة الله و قد رأيتك تختلفين إلى علي تسألينه أن يطهرك فقالت إني أتيت أمير المؤمنين ع فسألته أن يطهرني قال اكفلي ولدك حتى يعقل أن يأكل و يشرب و لا يتردى من سطح و لا يتهور في بئر و قد خفت أن يأتي علي الموت و لم يطهرني فقال لها عمرو بن حريث ارجعي إليه فأنا أكفله فرجعت فأخبرت أمير المؤمنين ع بقول عمرو فقال لها أمير المؤمنين ع و هو متجاهل عليها و لم يكفل عمرو ولدك فقالت يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني فقال و ذات بعل أنت إذ فعلت ما فعلت قالت نعم قال أ فغائبا كان بعلك إذ فعلت ما فعلت أم حاضرا قالت بل حاضرا قال فرفع رأسه إلى السماء و قال اللهم إنه قد ثبت لك عليها أربع شهادات و إنك قد قلت لنبيك ص فيما أخبرته به من دينك يا محمد من عطل حدا من حدودي فقد عاندني و طلب بذلك مضادتي اللهم فإني غير معطل حدودك و لا طالب مضادتك و لا مضيع لأحكامك بل مطيع لك و متبع سنة نبيك قال فنظر إلى عمرو بن حريث و كأنما الرمان يفقأ في وجهه فلما نظر إلى ذلك عمرو قال يا أمير المؤمنين إنني إنما أردت أن أكفله إذ ظننت أنك تحب ذلك فأما إذا كرهته فإني لست أفعل فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه أ بعد أربع شهادات بالله لتكفلنه و أنت صاغر فصعد أمير المؤمنين ع المنبر فقال يا قنبر ناد في الناس الصلاة جامعة فنادى قنبر في الناس فاجتمعوا حتى غص المسجد بأهله و قام أمير المؤمنين ع فحمد الله و

 أثنى عليه ثم قال أيها الناس إن إمامكم خارج بهذه المرأة إلى هذا الظهر ليقيم عليها الحد إن شاء الله فعزم عليكم أمير المؤمنين لما خرجتم و أنتم متنكرون و معكم أحجاركم لا يتعرف منكم أحد إلى أحد حتى تنصرفوا إلى منازلكم إن شاء الله قال ثم نزل فلما أصبح الناس بكرة خرج بالمرأة و خرج الناس متنكرين متلثمين بعمائمهم و بأرديتهم و الحجارة في أرديتهم و في أكمامهم حتى انتهى بها و الناس معه إلى الظهر بالكوفة فأمر أن يحفر لها حفيرة ثم دفنها فيه ثم ركب بغلته و أثبت رجله في غرز الركاب ثم وضع إصبعيه السبابتين في أذنيه ثم نادى بأعلى صوته يا أيها الناس إن الله تبارك و تعالى عهد إلى نبيه ص عهدا عهده محمد ص إلي بأنه لا يقيم الحد من لله عليه حد فمن كان لله عليه مثل ما له عليها فلا يقيم عليها الحد قال فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أمير المؤمنين و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم فأقام هؤلاء الثلاثة عليها الحد يومئذ و ما معهم غيرهم قال و انصرف فيمن انصرف يومئذ محمد بن أمير المؤمنين

 بيان المجح بالجيم ثم الحاء المهملة الحامل التي قرب وضع حملها و عظم بطنها و تهور الرجل وقع في الأمر بقلة مبالاة و الفق‏ء الشق و المنزل غاص بأهله أي ممتلئ بهم

48-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال أتاه رجل بالكوفة فقال له يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني قال ممن أنت قال من مزينة قال أ تقرأ من القرآن شيئا قال بلى قال فاقرأ فقرأ فأجاد فقال أ بك جنة قال لا قال فاذهب حتى نسأل عنك فذهب الرجل ثم رجع إليه بعد فقال يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني فقال أ لك زوجة قال بلى قال فمقيمة معك في البلد قال نعم قال فأمره أمير المؤمنين ع فذهب و قال حتى نسأل عنك فبعث إلى قومه فسأل عن خبره فقالوا يا أمير المؤمنين صحيح العقل فرجع إليه الثالثة فقال مثل مقالته فقال له اذهب حتى نسأل عنك فرجع إليه الرابعة فلما أقر قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه لقنبر احتفظ به ثم غضب ثم قال ما أقبح بالرجل منكم أن يأتي بعض هذه الفواحش فيفضح نفسه على رءوس الملإ أ فلا تاب في بيته فو الله لتوبته فيما بينه و بين الله أفضل من إقامتي عليه الحد ثم أخرجه و نادى في الناس يا معشر الناس اخرجوا ليقام على هذا الرجل الحد و لا يعرفن أحدكم صاحبه فأخرجه إلى الجبان فقال يا أمير المؤمنين أصلي ركعتين فصلى ركعتين ثم وضعه في حفرته و استقبل الناس بوجهه فقال يا معاشر المسلمين إن هذه حقوق الله فمن كان لله في عنقه حق فلينصرف و لا يقيم حدود الله من في عنقه حد فانصرف الناس و بقي هو و الحسن و الحسين ع و أخذ حجرا فكبر ثلاث تكبيرات ثم رماه بثلاثة أحجار في كل حجر ثلاث تكبيرات ثم رماه الحسن مثل ما رماه أمير المؤمنين ثم رماه الحسين فمات الرجل فأخرجه أمير المؤمنين ع فأمر فحفر له و صلى عليه و دفنه فقيل يا أمير المؤمنين أ لا تغسله فقال قد اغتسل بما هو طاهر إلى يوم القيامة لقد صبر على أمر عظيم

49-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن سيف بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي عن أبيه عبد الرحمن عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال أتي عمر برجل قد نكح في دبره فهم أن يجلده فقال للشهود رأيتموه يدخله كما يدخل الميل في المكحلة فقالوا نعم فقال لعلي صلوات الله عليه ما ترى في هذا فطلب الفحل الذي نكحه فلم يجده فقال علي ع أرى فيه أن تضرب عنقه قال أمر به فضربت عنقه ثم قال خذوه فقد بقيت له عقوبة أخرى قال و ما هي قال ادع بطن من حطب فدعا بطن من حطب فلف فيه ثم أخرجه فأحرقه بالنار قال ثم قال إن لله عبادا لهم في أصلابهم أرحام كأرحام النساء قال فما لهم لا يحملون فيها قال لأنها منكوسة في أدبارهم غدة كغدة البعير فإذا هاجت هاجوا و إذا سكنت سكنوا

50-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن سيف بن عميرة عن عبد الرحمن العرزمي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول وجد رجل مع رجل في إمارة عمر فهرب أحدهما و أخذ الآخر فجي‏ء به إلى عمر فقال للناس ما ترون قال فقال هذا اصنع كذا و قال هذا اصنع كذا قال فما تقول يا أبا الحسن قال اضرب عنقه فضرب عنقه قال ثم أراد أن يحمله فقال مه إنه قد بقي من حدوده شي‏ء قال أي شي‏ء بقي قال ادع بحطب قال فدعا عمر بحطب فأمر به أمير المؤمنين ع فأحرقه به

51-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله ع قال بينا أمير المؤمنين ع في ملإ من أصحابه إذ أتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين إني أوقبت على غلام فطهرني فقال له يا هذا امض إلى منزلك لعل مرارا هاج بك فلما كان من غد عاد إليه فقال له يا أمير المؤمنين إني أوقبت على غلام فطهرني فقال له يا هذا امض إلى منزلك لعل مرارا هاج بك حتى فعل ذلك ثلاثا بعد مرته الأولى فلما كان في الرابعة قال له يا هذا إن رسول الله ص حكم في مثلك بثلاثة أحكام فاختر أيهن شئت قال و ما هن يا أمير المؤمنين قال ضربة بالسيف في عنقك بالغة ما بلغت أو دهداه من جبل مشدود اليدين و الرجلين أو إحراق بالنار فقال يا أمير المؤمنين أيهن أشد علي قال الإحراق بالنار قال فإني قد اخترتها يا أمير المؤمنين قال فخذ لذلك أهبتك فقال نعم فقام فصلى ركعتين ثم جلس في تشهده فقال اللهم إني قد أتيت من الذنب ما قد علمته و إنني تخوفت من ذلك فجئت إلى وصي رسولك و ابن عم نبيك فسألته أن يطهرني فخيرني بين ثلاثة أصناف من العذاب اللهم فإني قد اخترت أشدها اللهم فإني أسألك أن تجعل ذلك كفارة لذنوبي و أن لا تحرقني بنارك في آخرتي ثم قام و هو باك ثم جلس في الحفرة التي حفرها له أمير المؤمنين ع و هو يرى النار تتأجج حوله قال فبكى أمير المؤمنين ع و بكى أصحابه جميعا فقال له أمير المؤمنين ع قم يا هذا فقد أبكيت ملائكة السماء و ملائكة الأرض فإن الله قد تاب عليك فقم لا تعاودن شيئا مما قد فعلت

52-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابه رفعه قال كان على عهد أمير المؤمنين ع متواخيان في الله عز و جل فمات أحدهما و أوصى إلى الآخر في حفظ بنية كانت له فحفظها الرجل و أنزلها منزلة ولده في اللطف و الإكرام و التعاهد لها ثم حضره سفر فخرج و أوصى امرأته في الصبية فأطال السفر حتى أدركت الصبية و كان لها جمال و كان الرجل يكتب في حفظها و التعاهد لها فلما رأت ذلك امرأته خافت أن يقدم فيراها قد بلغت مبلغ النساء فيعجبه جمالها فيتزوجها فعمدت إليها هي و نسوة معها قد كانت أعدتهن فأمسكنها لها ثم افترعتها بإصبعها فلما قدم الرجل من سفره و صار في منزله دعا الجارية فأبت أن تجيبه استحياء مما صارت إليه فألح عليها في الدعاء كل ذلك تأبى أن تجيبه فلما أكثر عليها قالت له امرأته دعها فإنها تستحيي أن تأتيك من ذنب كانت فعلته قال لها و ما هو قالت كذا و كذا و رمتها بالفجور فاسترجع الرجل ثم قام إلى الجارية فوبخها فقال لها ويحك أ ما علمت ما كنت أصنع بك من الألطاف و الله ما كنت أعدك إلا لبعض ولدي و إخواني و إن كنت لابنتي فما دعاك إلى ما صنعت فقالت له الجارية أما إذا قيل لك ما قيل فو الله ما فعلت الذي رمتني به امرأتك و لقد كذبت علي و إن القصة لكذا و كذا و وصفت له ما صنعت بها امرأته قال فأخذ الرجل بيد امرأته و يد الجارية فمضى بهما حتى أجلسهما بين يدي أمير المؤمنين ع و أخبره بالقصة كلها و أقرت المرأة بذلك قال و كان الحسن بين يدي أبيه فقال له أمير المؤمنين ع اقض فيها فقال الحسن ع نعم على المرأة الحد لقذفها الجارية و عليها القيمة لافتراعها إياها قال فقال أمير المؤمنين ع صدقت ثم قال أما لو كلف الجمل الطحن لفعل

 بيان الافتراع إزالة البكارة و قوله ع أما لو كلف الجمل الطحن لفعل تمثيل لاضطرار الجارية و أنها معذورة في ذلك أو لأن كل من له قوة على أمر إذا كلف ذلك يتأتى منه فالحسن ع لما كان قويا على أمر القضاء لو كلف لفعل

53-  كا، ]الكافي[ يونس عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع الحد في الخمر إن شرب منها قليلا أو كثيرا قال ثم قال أتي عمر بقدامة بن مظعون و قد شرب الخمر و قامت عليه البينة فسأل عليا ع فأمره أن يجلده ثمانين فقال قدامة يا أمير المؤمنين ليس علي حد أنا من أهل هذه الآية لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا قال فقال علي ع لست من أهلها إن طعام أهلها لهم حلال ليس يأكلون و لا يشربون إلا ما أحل الله لهم ثم قال علي ع إن الشارب إذا شرب لم يدر ما يأكل و لا ما يشرب فاجلدوه ثمانين جلدة

54-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر رفعه عن أبي مريم قال أتي أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالنجاشي الشاعر قد شرب الخمر في شهر رمضان فضربه ثمانين ثم حبسه ليلا ثم دعا به من الغد فضربه عشرين سوطا فقال له يا أمير المؤمنين ما هذا ضربتني ثمانين في شرب الخمر و هذه العشرون ما هي فقال هذا لتجريك على شرب الخمر في شهر رمضان

55-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي عبد الله ع قال شرب رجل الخمر على عهد أبي بكر فرفع إلى أبي بكر فقال له أ شربت خمرا قال نعم قال و لم و هي محرمة قال فقال الرجل إني أسلمت و حسن إسلامي و منزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر و يستحلون و لو علمت أنها حرام اجتنبتها فالتفت أبو بكر إلى عمر فقال ما تقول في أمر هذا الرجل فقال عمر معضلة و ليس لها إلا أبو الحسن فقال أبو بكر ادع لنا عليا فقال عمر يؤتى الحكم في بيته فقاما و الرجل معهما و من حضرهما من الناس حتى أتوا أمير المؤمنين ع فأخبراه بقصة الرجل و قص الرجل قصته قال ابعثوا معه من يدور به على مجالس المهاجرين و الأنصار من كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه ففعلوا ذلك فلم يشهد عليه أحد بأنه قرأ عليه آية التحريم فخلى عنه و قال له إن شربت بعدها أقمنا عليك الحد

 بيان قال الجوهري الحكم بالتحريك الحاكم و في المثل في بيته يؤتى الحكم و قال الميداني في مجمع الأمثال و شارح اللباب و غيرهما هذا مما زعمت العرب عن ألسن البهائم قالوا إن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا يختصمان إلى الضب فقالت الأرنب يا أبا الحسل فقال سميعا دعوت قالت أتيناك لنختصم إليك قال عادلا حكمتما قالت فاخرج إلينا قال في بيته يؤتى الحكم قالت وجدت تمرة قالت حلوة فكليها قالت فاختلسها الثعلب قال لنفسه بغى الخير قالت فلطمته قال بحقك أخذت قالت فلطمني قال حر انتصر قالت فاقض بيننا قال حدث حديثين امرأة فإن أبت فأربعة فذهبت أقواله كلها أمثالا انتهى

56-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عمرو بن عثمان عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لقد قضى أمير المؤمنين ع بقضية ما قضى بها أحد كان قبله و كانت أول قضية قضى بها بعد رسول الله ص و ذلك أنه لما قبض رسول الله ص و أفضى الأمر إلى أبي بكر أتي برجل قد شرب الخمر فقال له أبو بكر أ شربت الخمر فقال الرجل نعم فقال و لم شربتها و هي محرمة فقال إنني أسلمت و منزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر و يستحلونها و لم أعلم أنها حرام فأجتنبها قال فالتفت أبو بكر إلى عمر فقال ما تقول يا أبا حفص في أمر هذا الرجل فقال معضلة و أبو الحسن لها فقال أبو بكر يا غلام ادع لنا عليا فقال عمر بل يؤتى الحكم في منزله فأتوه و معه سلمان الفارسي فأخبره بقصة الرجل فاقتص عليه قصته فقال علي ع لأبي بكر ابعث معه من يدور به على مجالس المهاجرين و الأنصار فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه فإن لم يكن تلا عليه آية التحريم فلا شي‏ء عليه ففعل أبو بكر بالرجل ما قال علي ع فلم يشهد عليه أحد فخلى سبيله فقال سلمان لعلي ع لقد أرشدتهم فقال علي ع إنما أردت أن أجدد تأكيد هذه الآية في و فيهم أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

 بيان قال الجزري في النهاية العضل المنع و الشدة يقال أعضل بي الأمر إذا ضاقت عليك فيه الحيل و منه حديث عمر أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبو حسن و روي معضلة أراد المسألة الصعبة أو الخطبة الضيقة المخارج من الإعضال و التعضيل و يريد بأبي الحسن علي بن أبي طالب ع شا، ]الإرشاد[ روي من رجال الخاصة و العامة مثله

57-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال أتى قوم أمير المؤمنين ع فقالوا السلام عليك يا ربنا فاستتابهم فلم يتوبوا فحفر لهم حفيرة و أوقد فيها نارا و حفر حفيرة إلى جانبها أخرى و أفضى بينهما فلما لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة و أوقد في الحفيرة الأخرى حتى ماتوا

 كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله

58-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله ع قال أتي أمير المؤمنين ع برجل من بني ثعلبة قد تنصر بعد إسلامه فشهدوا عليه فقال له أمير المؤمنين ع ما تقول هؤلاء الشهود قال صدقوا و أنا أرجع إلى الإسلام فقال أما لو أنك كذبت الشهود لضربت عنقك و قد قبلت منك فلا تعد فإنك إن رجعت لم أقبل منك رجوعا بعده

59-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن كردين عن رجل عن أبي عبد الله و أبي جعفر ع قال إن أمير المؤمنين ع لما فرغ من أهل البصرة أتاه سبعون رجلا من الزط فسلموا عليه و كلموه بلسانهم فرد عليهم بلسانهم ثم قال لهم إني لست كما قلتم أنا عبد الله مخلوق فأبوا عليه و قالوا أنت هو فقال لهم لئن لم تنتهوا و ترجعوا عما قلتم إلى الله لأقتلنكم فأبوا أن يرجعوا و يتوبوا فأمر أن يحفر لهم آبارا فحفرت ثم خرق بعضها إلى بعض ثم قذفهم فيها ثم خمر رءوسها ثم ألهبت النار في بئر منها ليس فيها أحد منهم فدخل الدخان عليهم فماتوا

60-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال دخل الحكم بن عيينة و سلمة بن كهيل على أبي جعفر ع فسألاه عن شاهد و يمين فقال قضى به رسول الله ص و قضى علي عندكم بالكوفة فقالا هذا خلاف القرآن فقال و أين وجدتموه خلاف القرآن فقالا إن الله تبارك و تعالى يقول وَ أَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ فقال هو لا تقبلوا شهادة واحد و يمين ثم قال إن عليا ع كان قاعدا في مسجد الكوفة فمر به عبد الله بن قفل التميمي و معه درع طلحة فقال له علي ع هذه درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقال له عبد الله بن قفل فاجعل بيني و بينك قاضيك الذي رضيته للمسلمين فجعل بينه و بينه شريحا فقال علي ع هذه درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقال له شريح هات على ما تقول بينة فأتاه الحسن فشهد أنها درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقال هذا شاهد فلا أقضي بشهادة شاهد حتى يكون معه آخر قال فدعا قنبرا فشهد أنها درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقال شريح هذا مملوك و لا أقضي بشهادة مملوك قال فغضب علي ع و قال خذها فإن هذا قضى بجور ثلاث مرات قال فتحول شريح ثم قال لا أقضي بين اثنين حتى تخبرني من أين قضيت بجور ثلاث مرات فقال له ويلك أو ويحك إني لما أخبرتك أنها درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقلت هات على ما تقول بينة و قد قال رسول الله ص حيث ما وجد غلول أخذ بغير بينة فقلت رجل لم يسمع الحديث فهذه واحدة ثم أتيتك بالحسن فشهد فقلت هذا واحد و لا أقضي بشهادة واحد حتى يكون معه آخر و قد قضى رسول الله ص بشهادة واحد و يمين فهذه ثنتان ثم أتيتك بقنبر فشهد أنها درع طلحة أخذت غلولا يوم البصرة فقلت هذا مملوك و لا أقضي بشهادة مملوك و ما بأس بشهادة مملوك إذا كان عدلا ثم قال ويلك أو ويحك إمام المسلمين يؤمن من أمورهم على ما هو أعظم من هذا

61-  كا، ]الكافي[ يب، ]تهذيب الأحكام[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن يزيد عن أبي المعلى عن أبي عبد الله ع قال أتي عمر بن الخطاب بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار و كانت تهواه و لم تقدر على حيلة فذهبت و أخذت بيضة فأخرجت منها الصفرة و صبت البياض على ثيابها و بين فخذيها ثم جاءت إلى عمر فقالت يا أمير المؤمنين إن هذا الرجل قد أخذني في موضع كذا و كذا ففضحني فقال فهم عمر أن يعاقب الأنصاري فجعل الأنصاري يحلف و أمير المؤمنين جالس و يقول يا أمير المؤمنين تثبت في أمري فلما أكثر الفتى قال عمر لأمير المؤمنين ع يا أبا الحسن ما ترى فنظر أمير المؤمنين ع إلى بياض على ثوب المرأة و بين فخذيها فاتهمها أن تكون احتالت لذلك قال ائتوني بماء حار قد أغلي غليانا شديدا ففعلوا فلما أتي بالماء أمرهم فصبوا على موضع البياض فاشتوى ذلك البياض فأخذه أمير المؤمنين ع فألقاه في فيه فلما عرف طعمه ألقاه من فيه ثم أقبل على المرأة حتى أقرت بذلك و دفع الله عز و جل عن الأنصار عقوبة عمر

  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا مثله

62-  يب، ]تهذيب الأحكام[ كا، ]الكافي[ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر قال حدثني أبو عيسى يوسف بن محمد قرابة لسويد بن سعيد الأهوازي قال حدثني سويد بن سعيد عن عبد الرحمن بن أحمد الفارسي عن محمد بن إبراهيم بن أبي ليلى عن الهيثم بن جميل عن زهير عن أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة السلولي قال سمعت غلاما بالمدينة و هو يقول يا أحكم الحاكمين احكم بيني و بين أمي فقال له عمر بن الخطاب يا غلام لم تدعو على أمك فقال يا أمير المؤمنين إنها حملتني في بطنها تسعا و أرضعتني حولين كاملين فلما ترعرعت و عرفت الخير من الشر و يميني عن شمالي طردتني و انتفت مني و زعمت أنها لا تعرفني فقال عمر أين تكون الوالدة قال في سقيفة بني فلان فقال عمر علي بأم الغلام قال فأتوا بها مع أربعة إخوة لها و أربعين قسامة يشهدون لها أنها لا تعرف الصبي و أن هذا الغلام مدع ظلوم غشوم يريد أن يفضحها في عشيرتها و أن هذه جارية من قريش لم تتزوج قط لأنها بختام ربها فقال عمر يا غلام ما تقول فقال يا أمير المؤمنين هذه و الله أمي حملتني في بطنها تسعا و أرضعتني حولين كاملين فلما ترعرعت و عرفت الخير و الشر و يميني من شمالي طردتني و انتفت مني و زعمت أنها لا تعرفني فقال عمر يا هذه ما يقول الغلام فقالت يا أمير المؤمنين و الذي احتجب بالنور فلا عين تراه و حق محمد و ما ولد ما أعرفه و لا أدري من أي الناس هو و إنه غلام يريد أن يفضحني في عشيرتي و أنا جارية من قريش لم أتزوج قط و إني بخاتم ربي فقال عمر أ لك شهود فقالت نعم هؤلاء فتقدم الأربعون قسامة فشهدوا عند عمر أن الغلام مدع يريد أن يفضحها في عشيرتها و أن هذه جارية من قريش لم تتزوج قط و أنها بخاتم ربها فقال عمر خذوا بيد الغلام و انطلقوا به إلى السجن حتى نسأل عن الشهود فإن عدلت شهادتهم جلدته حد المفتري فأخذوا بيد الغلام و انطلقوا به إلى السجن فتلقاهم أمير المؤمنين ع في بعض الطريق فنادى الغلام يا ابن عم رسول الله إني غلام مظلوم فأعاد عليه الكلام الذي تكلم به عمر ثم قال و هذا عمر قد أمر بي إلى السجن فقال علي ع ردوه إلى عمر فلما ردوه قال لهم عمر أمرت به إلى السجن فرددتموه إلي فقالوا يا أمير المؤمنين أمرنا علي بن أبي طالب أن نرده إليك فسمعناك تقول أن لا تعصوا لعلي أمرا فبينا هم كذلك إذ أقبل علي ع فقال علي بأم الغلام فأتوا بها فقال علي ع يا غلام ما تقول فأعاد الكلام على علي ع فقال علي ع لعمر أ تأذن لي أن أقضي بينهم فقال عمر سبحان الله و كيف لا و قد سمعت رسول الله ص يقول أعلمكم علي بن أبي طالب ع ثم قال للمرأة يا هذه المرأة أ لك شهود قالت نعم فتقدم الأربعون قسامة فشهدوا بالشهادة الأولى فقال علي ع لأقضين اليوم بينكم بقضية هي مرضاة الرب من فوق عرشه علمنيها حبيبي رسول الله ص قال لها أ لك ولي قالت نعم هؤلاء إخوتي فقال لإخوتها أمري فيكم و في أختكم جائز قالوا نعم يا ابن عم محمد أمرك فينا و في أختنا جائز فقال علي ع أشهد الله و أشهد من حضر من المسلمين إني قد زوجت هذا الغلام من هذه الجارية بأربعمائة درهم و النقد من مالي يا قنبر علي بالدراهم فأتاه قنبر بها فصبها في يد الغلام قال خذها فصبها في حجر امرأتك و لا تأتنا إلا و بك أثر العرس يعني الغسل فقام الغلام فصب الدراهم في حجر المرأة ثم تلببها و قال لها قومي فنادت المرأة النار النار يا ابن عم محمد أ تريد أن تزوجني من ولدي هذا و الله ولدي زوجني إخوتي هجينا فولدت منه هذا فلما ترعرع و شب أمروني أن أنتفي منه و أطرده و هذا و الله ولدي و فؤادي يتغلى أسفا على ولدي قال ثم أخذت بيد الغلام و انطلقت و نادى عمر وا عمراه لو لا علي لهلك عمر

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حدائق أبي تراب الخطيب مثله بيان ترعرع الصبي أي تحرك و نشأ و تقول لببت الرجل تلبيبا إذا جمعت ثيابه عند صدره و نحره في الخصومة ذكره الجوهري و قال الهجنة في الناس و الخيل إنما تكون من قبل الأم فإذا كان الأب عتيقا و الأم ليست كذلك كان الولد هجينا

63-  يب، ]تهذيب الأحكام[ كا، ]الكافي[ أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله ع قال أتي عمر بامرأة و زوجها شيخ فلما أن واقعها مات على بطنها فجاءت بولد فادعى بنوه أنها فجرت و تشاهدوا عليها فأمر بها عمر أن ترجم فمر بها علي ع فقالت يا ابن عم رسول الله ص إن لي حجة فقال هاتي حجتك فدفعت إليه كتابا فقرأه فقال هذه المرأة تعلمكم بيوم زوجها و يوم واقعها و كيف كان جماعة لها ردوا المرأة فلما كان من الغد دعا بصبيان أتراب و دعا بالصبي معهم فقال العبوا حتى إذا ألهاهم اللعب فقال لهم اجلسوا حتى إذا تمكنوا صاح بهم بأن قوموا فقام الصبيان و قام الغلام فاتكأ على راحتيه فدعا به علي ع فورثه من أبيه و جلد إخوته حدا فقال له عمر كيف صنعت قال عرفت ضعف الشيخ في اتكاء الغلام على راحتيه

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا مثله

  -64  يب، ]تهذيب الأحكام[ كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله ع أن رجلا أقبل على عهد علي ع من الجبل حاجا و معه غلام له فأذنب فضربه مولاه فقال ما أنت مولاي بل أنا مولاك قال فما زال ذا يتواعد ذا و ذا يتواعد ذا و يقول كما أنت حتى نأتي الكوفة يا عدو الله فأذهب بك إلى أمير المؤمنين ع فلما أتيا الكوفة أتيا أمير المؤمنين ع فقال الذي ضرب الغلام أصلحك الله إن هذا غلام لي و إنه أذنب فضربته فوثب علي و قال الآخر هو و الله غلام لي أرسلني أبي معه ليعلمني و إنه وثب علي يدعيني ليذهب بمالي قال فأخذ هذا يحلف و هذا يحلف و ذا يكذب هذا و ذا يكذب هذا قال فقال فانطلقا فتصادقا في ليلتكم هذه و لا تجيئاني إلا بحق فلما أصبح أمير المؤمنين ع قال لقنبر اثقب في الحائط ثقبين قال و كان إذا أصبح عقب حتى تصير الشمس على رمح يسبح فجاء الرجلان و اجتمع الناس فقالوا لقد وردت علينا قضية ما ورد علينا مثلها لا يخرج منها فقال لهما قوما فإني لست أراكما تصدقان ثم قال لأحدهما أدخل رأسك في هذا الثقب ثم قال للآخر أدخل رأسك في هذا الثقب ثم قال يا قنبر علي بسيف رسول الله ص عجل أضرب رقبة العبد منهما قال فأخرج الغلام رأسه مبادرا و مكث الآخر في الثقب فقال علي ع للغلام أ لست تزعم أنك لست بعبد قال بلى و لكنه ضربني و تعدى علي قال فتوثق له أمير المؤمنين ع و دفعه إليه

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا مثله

65-  يب، ]تهذيب الأحكام[ كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال أتي عمر بن الخطاب بجارية قد شهدوا عليها أنها بغت و كان من قصتها أنها كانت يتيمة عند رجل و كان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله فشبت اليتيمة فتخوفت المرأة أن يتزوجها زوجها فدعت بنسوة حتى أمسكنها فأخذت عذرتها بإصبعها فلما قدم زوجها من غيبته رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة فأقامت البينة من جاراتها اللاتي ساعدنها على ذلك فرفع ذلك إلى عمر فلم يدر كيف يقضي فيها ثم قال للرجل ائت علي بن أبي طالب و اذهب بنا إليه فأتوا عليا ع و قصوا عليه القصة فقال لامرأة الرجل أ لك بينة أو برهان قالت لي شهود هؤلاء جاراتي يشهدون عليها بما أقول و أحضرتهن فأخرج علي ع السيف من غمده فطرح بين يديه و أمر بكل واحدة منهن فأدخلت بيتا ثم دعا امرأة الرجل فأدارها بكل وجه فأبت أن تزول عن قولها فردها إلى البيت الذي كانت فيه و دعا إحدى الشهود و جثى على ركبتيه ثم قال تعرفيني أنا علي بن أبي طالب و هذا سيفي و قد قالت امرأة الرجل ما قالت و رجعت إلى الحق فأعطيتها الأمان و إن لم تصدقيني لأمكنن السيف منك فالتفتت إلى عمر فقالت يا أمير المؤمنين الأمان على الصدق فقال لها علي ع فاصدقي فقالت لا و الله إنها رأت جمالا و هيئة فخافت فساد زوجها فسقتها المسكر و دعتنا فأمسكناها فافتضتها بإصبعها فقال علي ع الله أكبر أنا أول من فرق بين الشهود إلا دانيال النبي ص و ألزمهن علي ع بحد القاذف و ألزمهن جميعا العقر و جعل عقرها أربع مائة درهم و أمر المرأة أن تنفى من الرجل و يطلقها زوجها و زوجه الجارية و ساق عنه علي ع فقال عمر يا أبا الحسن فحدثنا بحديث دانيال ع قال إن دانيال كان يتيما لا أم له و لا أب و إن امرأة من بني إسرائيل عجوزا كبيرة ضمته فربته و إن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان و كان لهما صديق و كان رجلا صالحا و كانت له امرأة ذات هيئة جميلة و كان يأتي الملك فيحدثه فاحتاج الملك إلى رجل يبعثه في بعض أموره فقال للقاضيين اختارا رجلا أرسله في بعض أموري فقالا فلان فوجهه الملك فقال الرجل للقاضيين أوصيكما بامرأتي خيرا فقالا نعم فخرج الرجل فكان القاضيان يأتيان باب الصديق فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها فأبت فقالا لها و الله لئن لم تفعلي لنشهدن عليك عند الملك بالزنا ثم ليرجمنك فقالت افعلا ما أحببتما فأتيا الملك فأخبراه و شهدا عنده أنها بغت فدخل الملك من ذلك أمر عظيم و اشتد بها غمه و كان بها معجبا فقال لهما إن قولكما مقبول و لكن ارجموها بعد ثلاثة أيام و نادى في البلد الذي هو فيه احضروا قتل فلانة العابدة فإنها قد بغت و إن القاضيين قد شهدا عليها بذلك و أكثر الناس في ذلك و قال الملك لوزيره ما عندك في هذا من حيلة فقال ما عندي في ذلك من شي‏ء فخرج الوزير يوم الثالث و هو آخر أيامها فإذا هو بغلمان عراة يلعبون و فيهم دانيال و هو لا يعرفه فقال دانيال يا معشر الصبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك و تكون أنت يا فلان العابدة و يكون فلان و فلان القاضيين الشاهدين عليها ثم جمع ترابا و جعل سيفا من قصب و قال للصبيان خذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا و كذا و خذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا و كذا ثم دعا بأحدهما فقال له قل حقا فإنك إن لم تقل حقا قتلتك بم تشهد و الوزير قائم يسمع و ينظر فقال أشهد أنها بغت قال متى قال يوم كذا و كذا قال مع من قال مع فلان بن فلان قال و أين قال موضع كذا و كذا قال ردوه إلى مكانه و هاتوا الآخر فردوه إلى مكانه و جاءوا بالآخر فقال له بم تشهد قال أشهد أنها بغت قال متى قال يوم كذا و كذا قال مع من قال مع فلان بن فلان قال و أين قال قال موضع كذا و كذا فخالف صاحبه فقال دانيال الله أكبر شهدا بزور يا فلان ناد في الناس إنما شهدا على فلانة بزور فاحضروا قتلهما فذهب الوزير إلى الملك مبادرا فأخبره الخبر فبعث الملك إلى القاضيين فاختلفا كما اختلف الغلامان فنادى الملك في الناس و أمر بقتلهما

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا مثله

66-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن بعض أصحابه رفعه قال كانت في زمن أمير المؤمنين ع امرأة صدق يقال لها أم قيان فأتاها رجل من أصحاب أمير المؤمنين ع فسلم عليها قال فرآها مهتمة فقال ما لي أراك مهتمة فقالت مولاة لي دفنتها فنبذتها الأرض مرتين فدخلت على أمير المؤمنين ع فأخبرته فقال إن الأرض لتقبل اليهودي و النصراني فما لها أن لا تكون تعذب بعذاب الله ثم قال أما إنه لو أخذ تربة من قبر رجل مسلم فألقي على قبرها لقرت قال فأتيت أم قيان فأخبرتها فأخذوا تربة من قبر رجل مسلم فألقي على قبرها فقرت فسألت عنها ما كانت حالها فقالوا كانت شديدة الحب للرجال و لا تزال قد ولدت فألقت ولدها في التنور

67-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن جعفر بن يحيى عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الحسين بن زيد عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال أتي عمر بن الخطاب بقدامة بن مظعون و قد شرب الخمر فشهد عليه رجلان أحدهما خصي و هو عمرو التميمي و الآخر المعلى بن جارود فشهد أحدهما أنه رآه يشرب و شهد الآخر أنه رآه يقي‏ء الخمر فأرسل عمر إلى أناس من أصحاب رسول الله ص فيهم أمير المؤمنين ع فقال لأمير المؤمنين ما تقول يا أبا الحسن فإنك الذي قال رسول الله ص أنت أعلم هذه الأمة و أقضاها بالحق فإن هذين قد اختلفا في شهادتهما قال ما اختلفا في شهادتهما و ما قاءها حتى شربها فقال هل تجوز شهادة الخصي فقال و ما ذهاب لحيته إلا كذهاب بعض أعضائه

68-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسن بن صالح الثوري عن أبي جعفر ع قال إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أمر قنبرا أن يضرب رجلا حدا فغلط قنبر فزاد ثلاثة أسواط فأقاده علي ع من قنبر ثلاثة أسواط

69-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إبراهيم بن يحيى الثوري عن هيثم بن بشير عن أبي روح أن امرأة تشبهت بأمة لرجل و كان ذلك ليلا فواقعها و هو يرى أنها جاريته فرفع إلى عمر فأرسل إلى علي ع فقال اضرب الرجل حدا في السر و اضرب المرأة حدا في العلانية

 بيان لعله إنما أمر بحد الرجل لأنه علم أنه عرفها و لم يظهر ذلك و أخفاه فلذا أمر بحده سرا

70-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال قال إن رجلا قال لرجل على عهد أمير المؤمنين ع إني احتلمت بأمك فرفعه إلى أمير المؤمنين ع قال إن هذا افترى علي فقال له و ما قال لك قال زعم أنه احتلم بأمي فقال له أمير المؤمنين ع في العدل إن شئت أقمته لك في الشمس فأجلد ظله فإن الحلم مثل الظل و لكنا سنضربه حتى لا يعود يؤذي المسلمين

 و في رواية أخرى قال ضربه ضربا وجيعا

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا مثله و فيه أنه كان في زمن أبي بكر فتحير فحكم ع بذلك

  -71  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا عن الحارث بن حصيرة قال مررت بحبشي و هو يستقي بالمدينة و إذا هو أقطع فقلت له من قطعك فقال قطعني خير الناس إنا أخذنا في سرقة و نحن ثمانية نفر فذهب بنا إلى علي بن أبي طالب ع فأقررنا بالسرقة فقال لنا تعرفون أنها حرام قلنا نعم فأمر بنا فقطعت أصابعنا من الراحة و خليت الإبهام ثم أمر بنا فحبسنا في بيت يطعمنا فيه السمن و العسل حتى برأت أيدينا فأخرجنا و كسانا فأحسن كسوتنا ثم قال لنا أن تتوبوا و تصلحوا فهو خير لكم يلحقكم الله بأيديكم في الجنة و إن لا تفعلوا يلحقكم الله بأيديكم في النار

72-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال قضى أمير المؤمنين ع في رجل جاء به رجلان و قالا إن هذا سرق درعا فجعل الرجل يناشده لما نظر في البينة و جعل يقول و الله لو كان رسول الله ص ما قطع يدي أبدا قال و لم قال يخبره ربه أني بري‏ء فيبرءوني ببراءتي فلما رأى مناشدته إياه دعا الشاهدين و قال اتقيا الله و لا تقطعا يد الرجل ظلما و ناشدهما ثم قال ليقطع أحدكما يده و يمسك الآخر يده فلما تقدما إلى المصطبة ليقطع يده ضرب الناس حتى اختلطوا فلما اختلطوا أرسلا الرجل في غمار الناس حتى اختلطا بالناس فجاء الذي شهدا عليه فقال يا أمير المؤمنين شهد علي الرجلان ظلما فلما ضرب الناس و اختلطوا أرسلاني و فرا و لو كانا صادقين لم يرسلاني فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه من يدلني على هذين أنكلهما

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مرسلا مثله

73-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه قال أخبرني بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله ع قال أتي أمير المؤمنين ع برجل وجد في خربة و بيده سكين ملطخة بالدم و إذا رجل مذبوح يتشحط في دمه فقال له أمير المؤمنين ع ما تقول قال يا أمير المؤمنين أنا قتلته قال اذهبوا به فأقيدوه به فلما ذهبوا به ليقتلوه به أقبل رجل مسرع فقال لا تعجلوا و ردوه إلى أمير المؤمنين ع فردوه فقال و الله يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته فقال أمير المؤمنين ع للأول ما حملك على إقرارك على نفسك فقال يا أمير المؤمنين و ما كنت أستطيع أن أقول و قد شهد على أمثال هؤلاء الرجال و أخذوني و بيدي سكين ملطخة بالدم و الرجل يتشحط في دمه و أنا قائم عليه و خفت الضرب فأقررت و أنا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة و أخذني البول فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشحط في دمه فقمت متعجبا فدخل علي هؤلاء فأخذوني فقال أمير المؤمنين ع خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن و قولوا له ما الحكم فيهما قال فذهبوا إلى الحسن و قصوا عليه قصتهما فقال الحسن ع قولوا لأمير المؤمنين إن هذا إن كان ذبح ذلك فقد أحيا هذا و قد قال الله عز و جل وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً يخلى عنهما و يخرج دية المذبوح من بيت المال

74-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبيد الله الحلبي عن رجل عن أبي جعفر ع قال بعث رسول الله ص عليا ع إلى اليمن فأفلت فرس لرجل من أهل اليمن و مر بعدد فمر برجل فنفحه برجله فقتله فجاء أولياء المقتول إلى الرجل فأخذوه و رفعوه إلى علي ع فأقام صاحب الفرس البينة أن فرسه أفلت من داره و نفح الرجل فأبطل علي ع دم صاحبهم فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى رسول الله ص فقالوا يا رسول الله إن عليا ظلمنا و أبطل دم صاحبنا فقال رسول الله ص إن عليا ليس بظلام و لم يخلق للظلم إن الولاية لعلي من بعدي و الحكم حكمه و القول قوله و لا يرد ولايته و قوله و حكمه إلا كافر و لا يرضى ولايته و قوله و حكمه إلا مؤمن فلما سمع اليمانيون قول رسول الله ص في علي قالوا يا رسول الله رضينا بحكم علي و قوله فقال رسول الله هو توبتكم مما قلتم

75-  يه، ]من لا يحضر الفقيه[ في رواية نضر بن سويد يرفعه إن رجلا حلف أن يزن فيلا فقال النبي ص يدخل الفيل سفينة ثم ينظر إلى موضع مبلغ الماء من السفينة فيعلم عليه ثم يخرج الفيل و يلقي في السفينة حديدا أو صفرا أو ما شاء فإذا بلغ الموضع الذي علم عليه أخرجه و وزنه

76-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن أحمد بن علي الكاتب عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن عبد الله بن أبي شيبة عن حريز عن عطاء بن السائب عن زاذان قال استودع رجلان امرأة وديعة و قالا لها لا تدفعيها إلى واحد منا حتى نجتمع عندك ثم انطلقا فغابا فجاء أحدهما إليها فقال أعطيني وديعتي فإن صاحبي قد مات فأبت حتى كثر اختلافه ثم أعطته ثم جاء الآخر فقال هاتي وديعتي فقالت أخذها صاحبك و ذكر أنك قد مت فارتفعا إلى عمر فقال لها عمر ما أراك إلا و قد ضمنت فقالت المرأة اجعل عليا بيني و بينه فقال عمر اقض بينهما فقال علي ع هذه الوديعة عندي و قد أمرتماها أن لا تدفعها إلى واحد منكما حتى تجتمعا عندها فأتني بصاحبك فلم يضمنها و قال ع إنما أرادا أن يذهبا بمال المرأة

77-  يه، ]من لا يحضر الفقيه[ روى عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال كان لرجل على عهد علي ع جاريتان فولدتا جميعا في ليلة واحدة إحداهما ابنا و الأخرى بنتا فعمدت صاحبة الابنة فوضعت ابنتها في المهد الذي فيه الابن و أخذت أم الابنة ابنها فقالت صاحبة الابنة الابن ابني و قالت صاحبة الابن الابن ابني فتحاكمتا إلى أمير المؤمنين ع فأمر أن يوزن لبنهما و قال أيتها كان أثقل لبنها فالابن لها

 أقول كتب الأخبار لا سيما أصولنا الأربعة مشحونة بقضاياه صلوات الله عليه و غرائب أحكامه فلا نطيل الكلام بإيرادها هناك و سيأتي كثير منها في أبواب الفروع و الأحكام و فيما أوردناه كفاية لمن له أدنى قطرة لتفضيله ع على من تقدم عليه من الجهال الذين كانوا لا يعرفون الحلال من الحرام و لا الشرك من الإسلام