باب 6- حال الحسن البصري

1-  ج، ]الإحتجاج[ عن ابن عباس قال مر أمير المؤمنين ع بالحسن البصري و هو يتوضأ فقال يا حسن أسبغ الوضوء فقال يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالأمس أناسا يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله يصلون الخمس و يسبغون الوضوء فقال له أمير المؤمنين ع قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا فقال و الله لأصدقنك يا أمير المؤمنين لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت و تحنطت و صببت علي سلاحي و أنا لا أشك في أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة نادى مناد يا حسن إلى أين ارجع فإن القاتل و المقتول في النار فرجعت ذعرا و جلست في بيتي فلما كان اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر فتحنطت و صببت علي سلاحي و خرجت إلى القتال حتى انتهيت إلى موضع من الخريبة فناداني مناد من خلفي يا حسن إلى أين مرة بعد أخرى فإن القاتل و المقتول في النار قال علي ع صدقت أ فتدري من ذلك المنادي قال لا قال ع ذاك أخوك إبليس و صدقك أن القاتل منهم و المقتول في النار فقال الحسن البصري الآن عرفت يا أمير المؤمنين أن القوم هلكى

2-  ج، ]الإحتجاج[ عن أبي يحيى الواسطي قال لما افتتح أمير المؤمنين ع البصرة اجتمع الناس عليه و فيهم الحسن البصري و معه ألواح فكان كلما لفظ أمير المؤمنين ع بكلمة كتبها فقال له أمير المؤمنين ع بأعلى صوته ما تصنع قال نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم فقال له أمير المؤمنين ع أما إن لكل قوم سامريا و هذا سامري هذه الأمة إلا أنه لا يقول لا مِساسَ و لكنه يقول لا قتال

3-  ج، ]الإحتجاج[ عن عبد الله بن سليمان قال كنت عند أبي جعفر ع فقال له رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم من يدخل النار فقال أبو جعفر ع فهلك إذا مؤمن آل فرعون و الله مدحه بذلك و ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله عز و جل رسوله نوحا فليذهب الحسن يمينا و شمالا فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا

 كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن عبد الله مثله

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن المؤدب عن أحمد الأصبهاني عن الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال خرجت مع الحسن البصري و أنس بن مالك حتى أتينا باب أم سلمة فقعد أنس على الباب و دخلت مع الحسن البصري فسمعت الحسن البصري و هو يقول السلام عليك يا أماه و رحمة الله و بركاته فقالت له و عليك السلام من أنت يا بني فقال أنا الحسن البصري فقالت فيما جئت يا حسن فقال لها جئت لتحدثيني بحديث سمعتيه من رسول الله ص في علي بن أبي طالب ع فقالت أم سلمة و الله لأحدثنك بحديث سمعته أذناي من رسول الله ص و إلا فصمتا و رأته عيناي و إلا فعميتا و وعاه قلبي و إلا فطبع الله عليه و أخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول الله ص يقول لعلي بن أبي طالب ع يا علي ما من عبد لقي الله يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي الله بعبادة صنم أو وثن قال فسمعت الحسن البصري و هو يقول الله أكبر أشهد أن عليا مولاي و مولى المؤمنين فلما خرج قال له أنس بن مالك ما لي أراك تكبر قال سألت أمنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول الله ص في علي فقالت لي كذا و كذا فقلت الله أكبر أشهد أن عليا مولاي و مولى كل مؤمن قال فسمعت عند ذلك أنس بن مالك و هو يقول أشهد على رسول الله ص أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات

5-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عليا ع أتى الحسن البصري يتوضأ في ساقية فقال أسبغ طهورك يا كفتي قال لقد قتلت بالأمس رجالا كانوا يسبغون الوضوء قال و إنك لحزين عليهم قال نعم قال فأطال الله حزنك قال أيوب السجستاني فما رأينا الحسن قط إلا حزينا كأنه يرجع عن دفن حميم أو خربندج ضل حماره فقلت له في ذلك فقال عمل في دعوة الرجل الصالح و كفتي بالنبطية الشيطان و كانت أمه سمته بذلك و دعته في صغره فلم يعرف ذلك أحد حتى دعاه به علي ع

6-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن خالد بن عمارة عن سدير الصيرفي قال قلت لأبي جعفر ع حديث بلغني عن الحسن البصري فإن كان حقا ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ قال و ما هو قلت بلغني أن الحسن البصري كان يقول لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي و لو تفرث كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماء و هو عملي و تجارتي و فيه نبت لحمي و دمي و منه حجي و عمرتي فجلس ثم قال كذب الحسن خذ سواء و أعط سواء فإذا حضرت الصلاة فدع ما بيدك و انهض إلى الصلاة أ ما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة

  أقول قال السيد المرتضى في كتاب الغرر و الدرر روى أبو بكر الهذلي أن رجلا قال للحسن يا أبا سعيد إن الشيعة تزعم أنك تبغض عليا ع فأكب يبكي طويلا ثم رفع رأسه فقال لقد فارقكم بالأمس رجل كان سهما من مرامي الله عز و جل على عدوه رباني هذه الأمة ذو شرفها و فضلها ذو قرابة من النبي ص قريبة لم يكن بالنئومة عن أمر الله تعالى و لا بالغافل عن حق الله تعالى و لا السروقة من مال الله أعطى القرآن عزائمه في ما له و عليه فأشرف منها على رياض مونقة و أعلام بينة ذاك ابن أبي طالب ع يا لكع و كان الحسن إذا أراد أن يحدث في زمن بني أمية عن علي ع قال قال أبو زينب و أتى علي بن الحسين ع يوما الحسن البصري و هو يقص عند الحجر فقال أ ترضى يا حسن نفسك للموت قال لا فعملك للحساب قال لا قال فثم دار للعمل غير هذه قال لا قال فلله في الأرض معاذ غير هذا البيت قال لا قال فلم تشغل الناس عن الطواف

 أقول سيأتي احتجاج الحسن بن علي و احتجاج علي بن الحسين ع عليه و كذا احتجاج الباقر ع عليه و قد مضى في باب ما جرى من فضائل أهل البيت ع على لسان أعدائهم و باب جوامع مناقب أمير المؤمنين ع و في باب كتمان العلم بعض أحواله