باب 6- مكارم أخلاقه و سيره و سننه و علمه و فضله و إقرار المخالف و المؤالف بجلالته صلوات الله عليه

1-  سن، ]المحاسن[ محسن بن أحمد عن أبان بن عثمان عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع أن أبا جعفر ع مات و ترك ستين مملوكا فأعتق ثلثهم عند موته

2-  شا، ]الإرشاد[ أبو محمد الحسن بن محمد عن جده عن محمد بن القاسم عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن عبد الله بن عطاء المكي قال ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ع و لقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه و كان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي شيئا قال حدثني وصي الأوصياء و وارث علم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين ع

3-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ حلية الأولياء، عن عبد الله بن عطاء مثله إلى قوله و كان جابر

4-  شا، ]الإرشاد[ مخول بن إبراهيم عن قيس بن الربيع قال سألت أبا إسحاق عن المسح فقال أدركت الناس يمسحون حتى لقيت رجلا من بني هاشم لم أر مثله قط محمد بن علي بن الحسين ع فسألته عن المسح على الخفين فنهاني عنه و قال لم يكن أمير المؤمنين علي ع يمسح عليها و كان يقول سبق الكتاب المسح على الخفين قال أبو إسحاق فما مسحت مذ نهاني عنه قال قيس بن الربيع و ما مسحت أنا مذ سمعت أبا إسحاق

5-  شا، ]الإرشاد[ أبو محمد الحسن بن محمد عن جده عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله ع قال إن محمد بن المنكدر كان يقول ما كنت أرى أن مثل علي بن الحسين يدع خلفا لفضل علي بن الحسين حتى رأيت ابنه محمد بن علي فأردت أن أعظه فوعظني فقال له أصحابه بأي شي‏ء وعظك قال خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن علي و كان رجلا بدينا و هو متك على غلامين له أسودين أو موليين فقلت في نفسي شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أشهد لأعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فسلم علي ببهر و قد تصبب عرقا فقلت أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاءك الموت و أنت على هذه الحال قال فخلى عن الغلامين من يده ثم تساند و قال لو جاءني و الله الموت و أنا في هذه الحال جاءني و أنا في طاعة من طاعات الله تعالى أكف بها نفسي عنك و عن الناس و إنما كنت أخاف الموت لو جاءني و أنا على معصية من معاصي الله فقلت يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني

6-  شا، ]الإرشاد[ أبو محمد الحسن بن محمد عن جده عن أبي نصر عن محمد بن الحسين عن أسود بن عامر عن حبان بن علي عن الحسن بن كثير قال شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي ع الحاجة و جفاء الإخوان فقال بئس الأخ أخ يرعاك غنيا و يقطعك فقيرا ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم فقال استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني

 بيان حبان بكسر الحاء و تشديد الباء أقول رواه في كتاب مطالب السئول و كشف الغمة عن الأسود بن كثير

7-  شا، ]الإرشاد[ روى محمد بن الحسين عن عبيد الله بن الزبير عن عمرو بن دينار و عبيد الله بن عبيد بن عمير أنهما قالا ما لقينا أبا جعفر محمد بن علي ع إلا و حمل إلينا النفقة و الصلة و الكسوة و يقول هذا معدة لكم قبل أن تلقوني

8-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن عمرو و عبد الله مثله

9-  شا، ]الإرشاد[ روى أبو نعيم النخعي عن معاوية بن هشام عن سليمان بن قرم قال كان أبو جعفر محمد بن علي ع يجيزنا بالخمسمائة إلى الستمائة إلى الألف درهم و كان لا يمل من صلة إخوانه و قاصديه و مؤمليه و راجيه

10-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن سليمان إلى قوله إلى الألف درهم

11-  شا، ]الإرشاد[ و روي عنه ع أنه سئل عن الحديث ترسله و لا تسنده فقال إذا حدثت الحديث فلم أسنده فسندي فيه أبي عن جدي عن أبيه عن جده رسول الله ص عن جبرئيل عن الله عز و جل و كان ع يقول بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا و كان ع يقول ما ينقم الناس منا نحن أهل بيت الرحمة و شجرة النبوة و معدن الحكمة و موضع الملائكة و مهبط الوحي

  بيان ما ينقم الناس منا أي ما يكرهون و يعيبون منا

12-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مسند أبي حنيفة قال الراوي ما سألت جابر الجعفي قط مسألة إلا أتاني فيها بحديث و كان جابر الجعفي إذا روى عنه ع قال حدثني وصي الأوصياء و وارث علم الأنبياء

 أبو نعيم في الحلية، أنه ع الحاضر الذاكر الخاشع الصابر أبو جعفر محمد بن علي الباقر و قالوا الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم و كذلك السيد بن السيد بن السيد بن السيد محمد بن علي بن الحسين بن علي ع و سأل رجل ابن عمر عن مسألة فلم يدر بما يجيبه فقال اذهب إلى ذلك الغلام فسله و أعلمني بما يجيبك و أشار به إلى محمد بن علي الباقر فأتاه فسأله فأجابه فرجع إلى ابن عمر فأخبره فقال ابن عمر إنهم أهل بيت مفهمون

 الجاحظ في كتاب البيان و التبيين، قال قد جمع محمد بن علي بن الحسين ع صلاح حال الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال صلاح جميع المعايش و التعاشر مل‏ء مكيال ثلثان فطنة و ثلث تغافل و قال له نصراني أنت بقر قال لا أنا باقر قال أنت ابن الطباخة قال ذاك حرفتها قال أنت ابن السوداء الزنجية البذية قال إن كنت صدقت غفر الله لها و إن كنت كذبت غفر الله لك قال فأسلم النصراني

13-  مكا، ]مكارم الأخلاق[ عن عبد الله بن عطاء قال دخلت على أبي جعفر ع فرأيته و في منزله نضد و بسائط و أنماط و مرافق فقلت ما هذا فقال متاع المرأة

14-  كشف، ]كشف الغمة[ عن أفلح مولى أبي جعفر ع قال خرجت مع محمد بن علي حاجا فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته فقلت بأبي أنت و أمي إن الناس ينظرون إليك فلو رفعت بصوتك قليلا فقال لي ويحك يا أفلح و لم لا أبكي لعل الله تعالى أن ينظر إلي منه برحمة فأفوز بها عنده غدا قال ثم طاف بالبيت ثم جاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينيه و كان إذا ضحك قال اللهم لا تمقتني

 و روى عنه ولده جعفر ع قال كان أبي يقول في جوف الليل في تضرعه أمرتني فلم آتمر و نهيتني فلم أنزجر فها أنا ذا عبدك بين يديك و لا أعتذر

 بيان روي الخبران في الفصول المهمة و مطالب السئول و فيهما لم لا أرفع صوتي بالبكاء

15-  كشف، ]كشف الغمة[ قال جعفر فقد أبي بغلة له فقال لئن ردها الله تعالى لأحمدنه بمحامد يرضاها فما لبث أن أتى بها بسرجها و لجامها فلما استوى عليها و ضم إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء فقال الحمد لله فلم يزد ثم قال ما تركت و لا بقيت شيئا جعلت كل أنواع المحامد لله عز و جل فما من حمد إلا هو داخل فيما قلت

 و قالت سلمى مولاة أبي جعفر كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب و يكسوهم الثياب الحسنة و يهب لهم الدراهم فأقول له في ذلك ليقل منه فيقول يا سلمى ما حسنة الدنيا إلا صلة الإخوان و المعارف و كان يجيز بالخمسمائة و الستمائة إلى الألف و كان لا يمل من مجالسته إخوانه و قال اعرف المودة لك في قلب أخيك بما له في قلبك و كان لا يسمع من داره يا سائل بورك فيك و لا يا سائل خذ هذا و كان يقول سموهم بأحسن أسمائهم

16-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن عيسى بن هشام عن عبد الكريم بن عمرو عن الحكم بن محمد بن القاسم أنه سمع عبد الله بن عطاء يقول قال لي أبو جعفر ع قم فأسرج دابتين حمارا و بغلا فأسرجت حمارا و بغلا فقدمت إليه البغل و رأيت أنه أحبهما إليه فقال من أمرك أن تقدم إلي هذا البغل قلت اخترته لك قال و أمرتك أن تختار لي ثم قال إن أحب المطايا إلي الحمر فقال فقدمت إليه الحمار و أمسكت له بالركاب فركب فقال الحمد لله الذي هدانا بالإسلام و علمنا القرآن و من علينا بمحمد ص و الحمد لله الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و سار و سرت حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له الصلاة جعلت فداك فقال هذا وادي النمل لا يصلى فيه حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له مثل ذلك فقال هذه الأرض مالحة لا يصلى فيها قال حتى نزل هو من قبل نفسه فقال لي صليت أو تصلي سبحتك قلت هذه صلاة يسميها أهل العراق الزوال فقال أما هؤلاء الذين يصلون هم شيعة علي بن أبي طالب ع و هي صلاة الأوابين فصلى و صليت ثم أمسكت له بالركاب ثم قال مثل ما قال في بدايته ثم قال اللهم العن المرجئة فإنهم أعداؤنا في الدنيا و الآخرة فقلت له ما ذكرك جعلت فداك المرجئة فقال خطروا على بالي

  بيان قوله مقرنين أي مطيقين قوله أو تصلي الترديد من الراوي و السبحة النافلة قوله الزوال أي صلاة الزوال و لعله قال ذلك استخفافا فعظمها ع و بين فضلها أو المراد أن هذه صلاة يصليها أهل العراق قريبا من الزوال قبله يعني صلاة الضحى فالمراد بالجواب أن من يصليها بعد الزوال كما نقول فهم شيعة علي ع و لعل المراد بالمرجئة كل من أخر عليا ع من درجته إلى الرابع

17-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن محمد بن عيسى عن ياسين الضرير عن حريز عن محمد بن مسلم قال ما شجر في رأيي شي‏ء قط إلا سألت عنه أبا جعفر ع حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث و سألت أبا عبد الله عن ستة عشر ألف حديث

18-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن ميسرة عن الحكم بن عتيبة قال دخلت على أبي جعفر ع و هو في بيت منجد و عليه قميص رطب و ملحفة مصبوغة قد أثر الصبغ على عاتقه فجعلت أنظر إلى البيت و أنظر في هيئته فقال لي يا حكم و ما تقول في هذا فقلت ما عسيت أن أقول و أنا أراه عليك فأما عندنا فإنما يفعله الشاب المرهق فقال يا حكم من حرم زينة الله التي أخرج لعباده فأما هذا البيت الذي ترى فهو بيت المرأة و أنا قريب العهد بالعرس و بيتي البيت الذي تعرف

 بيان التنجيد التزيين و المرهق كمعظم من يغشى المحارم و يظن به السوء

19-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن بريد عن مالك بن أعين قال دخلت على أبي جعفر ع و عليه ملحفة حمراء شديدة الحمرة فتبسمت حين دخلت فقال كأني أعلم لم ضحكت ضحكت من هذا الثوب الذي هو علي أن الثقفية أكرهتني عليه و أنا أحبها فأكرهتني على لبسها ثم قال إنا لا نصلي في هذا و لا تصلوا في المشبع المضرج قال ثم دخلت عليه و قد طلقها و قال سمعتها تبرأ من علي ع فلم يسعني أن أمسكها و هي تبرأ منه

 بيان المشبع الذي أشبع من اللون و ضرج الثوب صبغه بالحمرة

20-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن الحسن الزيات البصري قال دخلت على أبي جعفر ع أنا و صاحب لي فإذا هو في بيت منجد و عليه ملحفة وردية و قد حف لحيته و اكتحل فسألنا عن مسائل فلما قمنا قال لي يا حسن قلت لبيك قال إذا كان غدا فأتني أنت و صاحبك فقلت نعم جعلت فداك فلما كان من الغد دخلت عليه و إذا هو في بيت ليس فيه إلا حصير و إذا عليه قميص غليظ ثم أقبل على صاحبي فقال يا أخا البصرة إنك دخلت علي أمس و أنا في بيت المرأة و كان أمس يومها و البيت بيتها و المتاع متاعها فتزينت لي على أن أتزين لها كما تزينت لي فلا يدخل قلبك شي‏ء فقال له صاحبي جعلت فداك قد كان و الله دخل في قلبي فأما الآن فقد و الله أذهب الله ما كان و علمت أن الحق فيما قلت

 بيان قال الفيروزآبادي حف رأسه يحف حفوفا بعد عهده بالدهن و شاربه و رأسه أحفاهما. أقول لعل الأخير هنا أنسب

21-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة قال خرج أبو جعفر ع يصلي على بعض أطفالهم و عليه جبة خز صفراء و مطرف خز أصفر

  بيان المطرف كمكرم رداء من خز مربع ذو أعلام

22-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن حنان عن أبيه قال قلت لأبي جعفر ع أ تصلي النوافل و أنت قاعد فقال ما أصليها إلا و أنا قاعد منذ حملت هذا اللحم و بلغت هذا السن

23-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي محمد الوابشي و ابن بكير و غيره رووه عن أبي عبد الله ع قال كان أبي ع أقل أهل بيته مالا و أعظمهم مئونة قال و كان يتصدق كل جمعة بدينار و كان يقول الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام

24-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال الصدقة يوم الجمعة تضاعف و كان أبو جعفر ع يتصدق بدينار

25-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنا عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ

 سماعة بن مهران عن شيخ من أصحابنا عن أبي جعفر ع قال جئنا نريد الدخول عليه فلما صرنا في الدهليز سمعنا قراءة سريانية بصوت حزين يقرأ و يبكي حتى أبكى بعضنا

 موسى بن أكيل النميري قال جئنا إلى باب دار أبي جعفر ع نستأذن عليه فسمعنا صوتا حزينا يقرأ بالعبرانية فدخلنا عليه و سألنا عن قارئه فقال ذكرت مناجاة إيليا فبكيت من ذلك و يقال لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين ع من العلوم ما ظهر منه من التفسير و الكلام و الفتيا و الأحكام و الحلال و الحرام

 قال محمد بن مسلم سألته عن ثلاثين ألف حديث و قد روى عنه معالم الدين بقايا الصحابة و وجوه التابعين و رؤساء فقهاء المسلمين فمن الصحابة نحو جابر بن عبد الله الأنصاري و من التابعين نحو جابر بن يزيد الجعفي و كيسان السختياني صاحب الصوفية و من الفقهاء نحو ابن المبارك و الزهري و الأوزاعي و أبي حنيفة و مالك و الشافعي و زياد بن المنذر النهدي و من المصنفين نحو الطبري و البلاذري و السلامي و الخطيب في تواريخهم و في الموطإ و شرف المصطفى و الإبانة و حلية الأولياء و سنن أبي داود و الألكاني و مسندي أبي حنيفة و المروزي و ترغيب الأصفهاني و بسيط الواحدي و تفسير النقاش و الزمخشري و معرفة أصول الحديث و رسالة السمعاني فيقولون قال محمد بن علي و ربما قالوا قال محمد الباقر و لذلك لقبه رسول الله ص بباقر العلم و حديث جابر مشهور معروف رواه فقهاء المدينة و العراق كلهم

 و قد أخبرني جدي شهرآشوب و المنتهي بن كيابكي الحسيني بطرق كثيرة عن سعيد بن المسيب و سليمان الأعمش و أبان بن تغلب و محمد بن مسلم و زرارة بن أعين و أبي خالد الكابلي أن جابر بن عبد الله الأنصاري كان يقعد في مسجد رسول الله ص ينادي يا باقر يا باقر العلم فكان أهل المدينة يقولون جابر يهجر و كان يقول و الله ما أهجر و لكني سمعت رسول الله ص يقول إنك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي و شمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذاك الذي دعاني إلى ما أقول قال فلقي يوما كتابا فيه الباقر ع فقال يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال شمائل رسول الله و الذي نفس جابر بيده يا غلام ما اسمك قال اسمي محمد قال ابن من قال ابن علي بن الحسين فقال يا بني فدتك نفسي فإذا أنت الباقر قال نعم فأبلغني ما حملك رسول الله فأقبل إليه يقبل رأسه و قال بأبي أنت و أمي أبوك رسول الله يقرئك السلام قال يا جابر على رسول الله السلام ما قامت السماوات و الأرض و عليك السلام يا جابر بما بلغت السلام قال فرجع الباقر إلى أبيه و هو ذعر فأخبره بالخبر فقال له يا بني قد فعلها جابر قال نعم قال يا بني الزم بيتك فكان جابر يأتيه طرفي النهار و أهل المدينة يلومونه فكان الباقر يأتيه على وجه الكرامة لصحبته من رسول الله ص قال فجلس يحدثهم عن أبيه عن رسول الله فلم يقبلوه فحدثهم عن جابر فصدقوه و كان جابر و الله يأتيه و يتعلم منه

 الخطيب صاحب التاريخ، قال جابر الأنصاري للباقر ع رسول الله أمرني أن أقرئك السلام

 أبو السعادات في فضائل الصحابة، أن جابر الأنصاري بلغ سلام رسول الله ص إلى محمد الباقر فقال له محمد بن علي أثبت وصيتك فإنك راحل إلى ربك فبكى جابر و قال له يا سيدي و ما علمك بذلك فهذا عهد عهده إلي رسول الله ص فقال له و الله يا جابر لقد أعطاني الله علم ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة و أوصى جابر وصيته و أدركته الوفاة

 و في رواية غيره أنه قال قال رسول الله ص يا جابر يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين يقال له محمد يبقر علم النبيين بقرا فإذا لقيته فأقرئه مني السلام

 القتيبي في عيون الأخبار، أن هشاما قال لزيد بن علي ما فعل أخوك البقرة فقال زيد سماه رسول الله ص باقر العلم و أنت تسميه بقرة لقد اختلفتما إذا قال زيد بن علي

ثوى باقر العلم في ملحد إمام الورى طيب المولدفمن لي سوى جعفر بعده إمام الورى الأوحد الأمجدأبا جعفر الخير أنت الإمام و أنت المرجى لبلوى غد

  -26  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن الحارث بن حريز عن منذر الصيرفي عن أبي خالد الكابلي قال دخلت على أبي جعفر ع فدعا بالغداء فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه و لا أطيب فلما فرغنا من الطعام قال يا أبا خالد كيف رأيت طعامك أو قال طعامنا قلت جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قط و لا أنظف و لكني ذكرت الآية في كتاب الله عز و جل ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ فقال أبو جعفر ع إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق

27-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن بزيع أبي عمر بن بزيع قال دخلت على أبي جعفر ع و هو يأكل خلا و زيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فقال لي ادن يا بزيع فدنوت فأكلت معه ثم حسا من الماء ثلاث حسيات حين لم يبق من الخبز شي‏ء ثم ناولني فحسوت البقية

28-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن علي بن عقبة عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كان أبي ع إذا أحزنه أمر جمع النساء و الصبيان ثم دعا و أمنوا

29-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال كان أبي ع كثير الذكر لقد كنت أمشي معه و إنه ليذكر الله و آكل معه الطعام و إنه ليذكر الله و لقد كان يحدث القوم و ما يشغله ذلك عن ذكر الله و كنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول لا إله إلا الله و كان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس و يأمر بالقراءة من كان يقرأ منا و من كان لا يقرأ منا أمره بالذكر

30-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن موسى الوراق عن أبي الحسن ع قال دخل قوم على أبي جعفر صلوات الله عليه فرأوه مختضبا فسألوه فقال إني رجل أحب النساء فأنا أتصبغ لهن

31-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال خضب أبو جعفر ع بالكتم

32-  كا، ]الكافي[ أبو العباس عن محمد بن جعفر عن محمد بن عبد الحميد عن سيف بن عميرة عن أبي شيبة الأسدي قال سألت أبا عبد الله ع عن خضاب الشعر فقال خضب الحسين و أبو جعفر صلوات الله عليهما بالحناء و الكتم

33-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال كنت مع أبي علقمة و الحارث بن المغيرة و أبي حسان عند أبي عبد الله ع و علقمة مختضب بالحناء و الحارث مختضب بالوسمة و أبو حسان لا يختضب فقال كل رجل منهم ما ترى في هذا رحمك الله و أشار إلى لحيته فقال أبو عبد الله ع ما أحسنه قالوا كان أبو جعفر مختضبا بالوسمة قال نعم ذلك حين تزوج الثقفية أخذته جواريها فخضبنه

34-  كا، ]الكافي[ ابن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال رأيت أبا جعفر ع يمضغ علكا فقال يا محمد نقضت الوسمة أضراسي فمضغت هذا العلك لأشدها قال و كانت استرخت فشدها بالذهب

  -35  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال رأيت أبا جعفر ع مخضوبا بالحناء

 و عنهما عن ابن أبي عمير عن هشام بن المثنى عن سدير الصيرفي قال رأيت أبا جعفر ع يأخذ عارضيه و يبطن لحيته

36-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن الحسن الزيات قال رأيت أبا جعفر ع و قد خفف لحيته

 و عن البرقي عن أبيه و عن النضر عن بعض أصحابه عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال رأيت أبا جعفر ع و الحجام يأخذ من لحيته فقال دورها

37-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن عبد الله بن سليمان قال سألت أبا جعفر ع عن العاج فقال لا بأس به و إن لي منه لمشطا

38-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن معاوية بن ميسرة عن الحكم بن عتيبة قال رأيت أبا جعفر ع و قد أخذ الحناء و جعله على أظافيره فقال يا حكم ما تقول في هذا فقلت ما عسيت أن أقول فيه و أنت تفعله و أن عندنا يفعله الشبان فقال يا حكم إن الأظافير إذا أصابتها النورة غيرتها حتى تشبه الموتى فغيرها بالحناء

39-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن حماد بن عيسى عن حسين بن المختار عن أبي عبيدة قال زاملت أبا جعفر ع فيما بين مكة و المدينة فلما انتهى إلى الحرم اغتسل و أخذ نعليه بيديه ثم مشى في الحرم ساعة

40-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن الكناني قال سألت أبا عبد الله ع عن لحوم الأضاحي فقال كان علي بن الحسين و أبو جعفر ع لم يتصدقان بثلث على جيرانهما و ثلث على السؤال و ثلث يمسكانه لأهل البيت

41-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كانت في دار أبي جعفر ع فاختة فسمعها يوما و هي تصيح فقال لهم أ تدرون ما تقول هذه الفاختة فقالوا لا قال تقول فقدتكم فقدتكم ثم قال لنفقدنها قبل أن تفقدنا ثم أمر بها فذبحت

42-  عبيد بن زياد عن عبد الله بن جبلة و غيره عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال أعتق أبو جعفر ع من غلمانه عند موته شرارهم و أمسك خيارهم فقلت يا أبت تعتق هؤلاء و تمسك هؤلاء فقال إنهم قد أصابوا مني ضربا فيكون هذا بهذا

43-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة قال حضر أبو جعفر ع جنازة رجل من قريش و أنا معه و كان فيها عطاء فصرخت صارخة فقال عطاء لتسكتن أو لنرجعن قال فلم تسكت فرجع عطاء قال فقلت لأبي جعفر ع إن عطاء قد رجع قال و لم قلت صرخت هذه الصارخة فقال لها لتسكتن أو لنرجعن فلم تسكت فرجع فقال امض بنا فلو أنا إذا رأينا شيئا من الباطل مع الحق تركنا له الحق لم نقض حق مسلم قال فلما صلى على الجنازة قال وليها لأبي جعفر ارجع مأجورا رحمك الله فإنك لا تقوى على المشي فأبى أن يرجع قال فقلت له قد أذن لك في الرجوع و لي حاجة أريد أن أسألك عنها فقال امض فليس بإذنه جئنا و لا بإذنه نرجع إنما هو فضل و أجر طلبناه فبقدر ما يتبع الجنازة الرجل يؤجر على ذلك

44-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن بعض أصحابنا قال كان قوم أتوا أبا جعفر ع فوافقوا صبيا له مريضا فرأوا منه اهتماما و غما و جعل لا يقر قال فقالوا و الله لئن أصابه شي‏ء إنا لنتخوف أن نرى منه ما نكره قال فما لبثوا أن سمعوا الصياح عليه فإذا هو قد خرج عليهم منبسط الوجه في غير الحال التي كان عليها فقالوا له جعلنا الله فداك لقد كنا نخاف مما نرى منك أن لو وقع أن نرى منك ما يغمنا فقال لهم إنا لنحب أن نعافي فيمن نحب فإذا جاء أمر الله سلمنا فيما يحب

45-  كا، ]الكافي[ أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار قال قال لي أبو عبد الله ع إني كنت أمهد لأبي فراشه فأنتظره حتى يأتي فإذا أوى إلى فراشه و نام قمت إلى فراشي و إنه أبطأ علي ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه و ذلك بعد ما هدأ الناس فإذا هو في المسجد ساجد و ليس في المسجد غيره فسمعت حنينه و هو يقول سبحانك اللهم أنت ربي حقا حقا سجدت لك يا رب تعبدا و رقا اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك و تب علي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

  -46  يب، ]تهذيب الأحكام[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة قال ثقل ابن لجعفر و أبو جعفر جالس في ناحية فكان إذا دنا منه إنسان قال لا تمسه فإنه إنما يزداد ضعفا و أضعف ما يكون في هذه الحال و من مسه على هذه الحال أعان عليه فلما قضى الغلام أمر به فغمض عيناه و شد لحياه ثم قال لنا أن نجزع ما لم ينزل أمر الله فإذا نزل أمر الله فليس لنا إلا التسليم ثم دعا بدهن فادهن و اكتحل و دعا بطعام فأكل هو و من معه ثم قال هذا هو الصبر الجميل ثم أمر به فغسل ثم لبس جبة خز و مطرف خز و عمامة خز و خرج فصلى عليه

47-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن يحيى بن زكريا عن أبي عبيدة قال كنت زميل أبي جعفر ع و كنت أبدأ بالركوب ثم يركب هو فإذا استوينا سلم و ساءل مساءلة رجل لا عهد له بصاحبه و صافح قال و كان إذا نزل نزل قبلي فإذا استويت أنا و هو على الأرض سلم و ساءل مساءلة من لا عهد له بصاحبه فقلت يا ابن رسول الله إنك لتفعل شيئا ما يفعله من قبلنا و إن فعل مرة لكثير فقال أ ما علمت ما في المصافحة إن المؤمنين يلتقيان فيصافح أحدهما صاحبه فما تزال الذنوب تتحات عنهما كما يتحات الورق عن الشجر و الله ينظر إليهما حتى يفترقان

48-  تم، ]فلاح السائل[ روي عن أبي عبد الله ع قال دخلت على أبي يوما و هو يتصدق على فقراء أهل المدينة بثمانية آلاف دينار و أعتق أهل بيت بلغوا أحد عشر مملوكا الخبر

49-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن ميمون القداح قال قال لي أبو جعفر ع اقرأ قلت من أي شي‏ء أقرأ قال من السورة التاسعة قال فجعلت ألتمسها فقال اقرأ من سورة يونس فقال قرأت لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِيادَةٌ وَ لا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ قال حسبك قال قال رسول الله ص إني لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن

50-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس و العدة عن البرقي عن أبيه جميعا عن يونس عن عبد الله بن سنان و ابن مسكان عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر ع إذا حدثتكم بشي‏ء فاسألوني عن كتاب الله ثم قال في حديثه إن الله نهى عن القيل و القال و فساد المال و كثرة السؤال فقالوا يا ابن رسول الله و أين هذا من كتاب الله فقال إن الله عز و جل يقول في كتابه لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ الآية و قال وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً و قال لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ

51-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضالة عن ابن فرقد عن أبي عبد الله ع قال في كتاب رسول الله إذا استعملتم ما ملكت إيمانكم في شي‏ء فيشق عليهم فاعملوا معهم فيه قال و إن كان أبي ليأمرهم فيقول كما أنتم فيأتي فينظر فإن كان ثقيلا قال بسم الله ثم عمل معهم و إن كان خفيفا تنحى عنهم

52-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل بإسناده إلى شقيق البلخي عمن أخبره من أهل العلم قال قيل لمحمد بن علي الباقر ع كيف أصبحت قال أصبحنا غرقى في النعمة موفورين بالذنوب يتحبب إلينا إلهنا بالنعم و نتمقت إليه بالمعاصي و نحن نفتقر إليه و هو غني عنا

53-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الله سنان عن عبد الله بن سليمان قال سألت أبا جعفر ع عن الجبن فقال لقد سألتني عن طعام يعجبني ثم أعطى الغلام درهما فقال يا غلام ابتع لنا جبنا و دعا بالغداء فتغدينا معه و أتى بالجبن فأكل و أكلنا

54-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبد الله قال دخل عبد الله بن قيس الماصر على أبي جعفر ع فقال أخبرني عن الميت لم يغسل غسل الجنابة فقال له أبو جعفر ع لا أخبرك فخرج من عنده فلقي بعض الشيعة فقال له العجب لكم يا معشر الشيعة توليتم هذا الرجل و أطعتموه فلو دعاكم إلى عبادته لأجبتموه و قد سألته عن مسألة فما كان عنده فيها شي‏ء فلما كان من قابل دخل عليه أيضا فسأله عنها فقال لا أخبرك بها فقال عبد الله بن قيس لرجل من أصحابه انطلق إلى الشيعة فاصحبهم و أظهر عندهم موالاتك إياهم و لعنتي و التبري مني فإذا كان وقت الحج فأتني حتى أدفع إليك ما تحتج به و اسألهم أن يدخلوك على محمد بن علي فإذا صرت إليه فاسأله عن الميت لم يغسل غسل الجنابة فانطلق الرجل إلى الشيعة فكان معهم إلى وقت الموسم فنظر إلى دين القوم فقبله بقبوله و كتم ابن قيس أمره مخافة أن يحرم الحج فلما كان وقت الحج أتاه فأعطاه حجة و خرج فلما صار بالمدينة قال له أصحابه تخلف في المنزل حتى نذكرك له و نسأله ليأذن لك فلما صاروا إلى أبي جعفر ع قال لهما أين صاحبكم ما أنصفتموه قالوا لم نعلم ما يوافق من ذلك فأمر بعض من يأتيه به فلما دخل على أبي جعفر ع قال له مرحبا كيف رأيت ما أنت فيه اليوم مما كنت فيه قبل فقال يا ابن رسول الله لم أكن في شي‏ء فقال صدقت أما إن عبادتك يومئذ كانت أخف عليك من عبادتك اليوم لأن الحق ثقيل و الشيطان موكل بشيعتنا لأن سائر الناس قد كفوه أنفسهم إني سأخبرك بما قال لك ابن قيس الماصر قبل أن تسألني عنه و أصير الأمر في تعريفه إياه إليك إن شئت أخبرته و إن شئت لم تخبره إن الله عز و جل خلق خلاقين فإذا أراد أن يخلق خلقا أمرهم فأخذوا من التربة التي قال في كتابه مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى فعجن النطفة بتلك التربة التي يخلق منها بعد أن أسكنها الرحم أربعين ليلة فإذا تمت له أربعة أشهر قالوا يا رب تخلق ما ذا فيأمرهم بما يريد من ذكر أو أنثى أبيض أو أسود فإذا خرجت الروح من البدن خرجت هذه النطفة بعينها منه كائنا ما كان صغيرا أو كبيرا ذكرا أو أنثى فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة فقال الرجل يا ابن رسول الله لا بالله لا أخبر ابن قيس الماصر بهذا أبدا فقال ذاك إليك