باب 8- تنمره في ذات الله و تركه المداهنة في دين الله

1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ في الصحيحين و التأريخين و المسندين و أكثر التفاسير أن سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي بن هشام أتت النبي ص من مكة مسترفدة فأمر بني عبد المطلب بإسدانها فأعطاها حاطب بن أبي بلتعة عشرة دنانير على أن تحمل كتابا بخبر وفود النبي ص إلى مكة و كان ص أسر ذلك ليدخل عليهم بغتة فأخذت الكتاب و أخفته في شعرها و ذهبت فأتى جبرئيل ع و قص القصة على رسول الله ص فأنفذ عليا و الزبير و مقدادا و عمارا و عمر و طلحة و أبا مرثد خلفها فأدركوها بروضة خاخ يطالبونها بالكتاب فأنكرت و ما وجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع فقال علي ع و الله ما كذبنا و لا كذبنا و سل سيفه و قال أخرجى الكتاب و إلا و الله لأضربن عنقك فأخرجته من عقيصتها فأخذ أمير المؤمنين ع الكتاب و جاء إلى النبي ص فدعا بحاطب بن أبي بلتعة و قال له ما حملك على ما فعلت قال كنت رجلا عزيزا في أهل مكة أي غريبا ساكنا بجوارهم فأحببت أن أتخذ عندهم بكتابي إليهم مودة ليدفعوا عن أهلي بذلك فنزل قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ قال السدي و مجاهد في تفسيرهما عن ابن عباس لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ بالكتاب و النصيحة لهم وَ قَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ أيها المسلمون مِنَ الْحَقِّ يعني الرسول و الكتاب يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ يعني محمدا وَ إِيَّاكُمْ يعني و هم أخرجوا أمير المؤمنين أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ و كان النبي و علي صلى الله عليهما و حاطب ممن أخرج من مكة فخلاه رسول الله ص لإيمانه   إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِي أيها المؤمنون تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ تخفون إليهم بالكتاب بخبر النبي ص و تتخذون عندهم النصيحة وَ أَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ من إخفاء الكتاب الذي كان معها وَ ما أَعْلَنْتُمْ و ما قاله أمير المؤمنين ع للزبير و الله لا صدقت المرأة أن ليس معها كتاب بل الله أصدق و رسوله فأخذه منها ثم قال وَ مَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ عند أهل مكة بالكتاب فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ و قد اشتهر عنه ع قوله أنا فقأت عين الفتنة و لم يكن ليفقأها غيري و أخذ ع رجلا من بني أسد في حد فاجتمعوا قومه ليكلموا فيه و طلبوا إلى الحسن ع أن يصحبهم فقال ائتوه فهو أعلى بكم عينا فدخلوا عليه و سألوه فقال لا تسألوني شيئا أملكه إلا أعطيتكم فخرجوا يرون أنهم قد أنجحوا فسألهم الحسن ع فقالوا أتينا خير مأتي و حكوا له قوله فقال ما كنتم فاعلين إذا جلد صاحبكم فأصغوه فأخرجه علي ع فحده ثم قال هذا و الله لست أملكه

 بيان قال الجزري فيه أعلى بهم عينا أي أبصر بهم و أعلم بحالهم و أصغى الشي‏ء نقصه

2-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ و بلغ معاوية أن النجاشي هجاه فدس قوما شهدوا عليه عند علي ع أنه شرب الخمر فأخذه علي فحده فغضب جماعة على علي ع في ذلك منهم طارق بن عبد الله النهدي فقال يا أمير المؤمنين ما كنا نرى أن أهل المعصية و الطاعة و أهل الفرقة و الجماعة عند ولاة العقل و معادن الفضل سيان في الجزاء حتى ما كان من صنيعك بأخي الحارث يعني النجاشي فأوغرت صدورنا و شتتت أمورنا و حملتنا على الجادة التي كنا نرى أن سبيل من ركبها النار  فقال علي ع إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ يا أخا بني نهد هل هو إلا رجل من المسلمين انتهك حرمة من حرمة الله فأقمنا عليه حدها زكاة له و تطهيرا يا أخا بني نهد إنه من أتى حدا فأليم كان كفارته يا أخا بني نهد إن الله عز و جل يقول في كتابه العظيم وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى فخرج طارق و النجاشي معه إلى معاوية و يقال إنه رجع

3-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الحسن الحسيني في كتاب النسب أنه رأى أمير المؤمنين علي ع يوم بدر عقيلا في قيد فصد عنه فصاح به يا علي أما و الله لقد رأيت مكاني و لكن عمدا تصد عني فأتى علي إلى النبي ص و قال يا رسول الله هل لك في أبي يزيد مشدودة يداه إلى عنقه بنسعة فقال انطلق بنا إليه

 قوت القلوب، قيل لعلي بن أبي طالب ع إنك خالفت فلانا في كذا فقال خيرنا أتبعنا لهذا الدين و قصد علي ع دار أم هانئ متقنعا بالحديد يوم الفتح و قد بلغه أنها آوت الحارث بن هشام و قيس بن السائب و ناسا من بني مخزوم فنادى أخرجوا من آويتم فيجعلون يذرقون كما يذرق الحبارى خوفا منه فخرجت إليه أم هانئ و هي لا تعرفه فقالت يا عبد الله أنا أم هانئ بنت عم رسول الله ص و أخت أمير المؤمنين انصرف عن داري فقال ع أخرجوهم فقالت و الله لأشكونك إلى رسول الله ص فنزع المغفر عن رأسه فعرفته فجاءت تشتد حتى التزمته فقالت فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله ص فقال لها اذهبي فبري  قسمك فإنه بأعلى الوادي فأتت رسول الله ص فقال لها إنما جئت يا أم هانئ تشكين عليا فإنه أخاف أعداء الله و أعداء رسوله شكر الله لعلي سعيه و أجرت من أجارت أم هانئ لمكانها من علي بن أبي طالب ع