باب 8- ما أخبر به الرسول و أمير المؤمنين و الحسين صلوات الله عليهم بشهادته صلوات الله عليه

1-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين ع قال حدثني أسماء بنت عميس الخثعمية قالت قبلت جدتك فاطمة بنت رسول الله بالحسن و الحسين قالت فلما ولدت الحسن جاء النبي ص فقال يا أسماء هاتي ابني قالت فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها و قال أ لم أعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء و دعا بخرقة بيضاء فلفه بها ثم أذن في أذنه اليمنى و أقام في أذنه اليسرى و قال لعلي ع بما سميت ابني هذا قال ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله قال و أنا ما كنت لأسبق ربي عز و جل قال فهبط جبرئيل قال إن الله يقرأ عليك السلام و يقول لك يا محمد علي منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدك فسم ابنك باسم ابن هارون قال النبي ص و ما اسم ابن هارون قال جبرئيل شبر قال و ما شبر قال الحسن قالت أسماء فسماه الحسن قالت أسماء فلما ولدت فاطمة الحسين ع نفستها به فجاءني النبي فقال هلم ابني يا أسماء فدفعته إليه في خرقة بيضاء ففعل به كما فعل بالحسن قالت و بكى رسول الله ثم قال إنه سيكون لك حديث اللهم العن قاتله لا تعلمي فاطمة بذلك قالت أسماء فلما كان في يوم سابعه جاءني النبي فقال هلمي ابني فأتيته به ففعل به كما فعل بالحسن و عق عنه كما عق عن الحسن كبشا أملح و أعطى القابلة الورك و رجلا و حلق رأسه و تصدق بوزن الشعر ورقا و خلق رأسه بالخلوق و قال إن الدم من فعل الجاهلية قالت ثم وضعه في حجره ثم قال يا أبا عبد الله عزيز علي ثم بكى فقلت بأبي أنت و أمي فعلت في هذا اليوم و في اليوم الأول فما هو قال أبكي على ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة يقتله رجل يثلم الدين و يكفر بالله العظيم ثم قال اللهم إني أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريته اللهم أحبهما و أحب من يحبهما و العن من يبغضهما مل‏ء السماء و الأرض

  بيان نفستها به لعل المعنى كنت قابلتها و إن لم يرد بهذا المعنى فيما عندنا من اللغة و يحتمل أن يكون من نفس به بالكسر بمعنى ضن أي ضننت به و أخذته منها و خلقه تخليقا طيبة. قوله ص عزيز علي أي قتلك قال الجزري عز علي يعز أن أراك بحال سيئة أي يشتد و يشق علي

2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ السناني عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن علي بن عاصم عن الحصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عباس قال كنت مع أمير المؤمنين ع في خرجته إلى صفين فلما نزل بنينوى و هو بشط الفرات قال بأعلى صوته يا ابن عباس أ تعرف هذا الموضع قلت له ما أعرفه يا أمير المؤمنين فقال ع لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي قال فبكى طويلا حتى أخضلت لحيته و سالت الدموع على صدره و بكينا معا و هو يقول أوه أوه ما لي و لآل أبي سفيان ما لي و لآل حرب حزب الشيطان و أولياء الكفر صبرا يا أبا عبد الله فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة فصلى ما شاء الله أن يصلي ثم ذكر نحو كلامه الأول إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته و كلامه ساعة ثم انتبه فقال يا ابن عباس فقلت ها أنا ذا فقال أ لا أحدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي فقلت نامت عيناك و رأيت خيرا يا أمير المؤمنين قال رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض قد تقلدوا سيوفهم و هي بيض تلمع و قد خطوا حول هذه الأرض خطة ثم رأيت كأن هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الأرض تضطرب بدم عبيط و كأني بالحسين سخلي و فرخي و مضغتي و مخي قد غرق فيه يستغيث فيه فلا يغاث و كان الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه و يقولون صبرا آل الرسول فإنكم تقتلون على أيدي شرار الناس و هذه الجنة يا أبا عبد الله إليك مشتاقة ثم يعزونني و يقولون يا أبا الحسن أبشر فقد أقر الله به عينك يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ثم انتبهت هكذا و الذي نفس علي بيده لقد حدثني الصادق المصدق أبو القاسم ص أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا و هذه أرض كرب و بلاء يدفن فيها الحسين ع و سبعة عشر رجلا من ولدي و ولد فاطمة و إنها لفي السماوات معروفة تذكر أرض كرب و بلاء كما تذكر بقعة الحرمين و بقعة بيت المقدس ثم قال لي يا ابن عباس اطلب في حولها بعر الظباء فو الله ما كذبت و لا كذبت و هي مصفرة لونها لون الزعفران قال ابن عباس فطلبتها فوجدتها مجتمعة فناديته يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي فقال علي ع صدق الله و رسوله ثم قام ع يهرول إليها فحملها و شمها و قال هي هي بعينها أ تعلم يا ابن عباس ما هذه الأبعار هذه قد شمها عيسى ابن مريم و ذلك أنه مر بها و معه الحواريون فرأى هاهنا الظباء مجتمعة و هي تبكي فجلس عيسى و جلس الحواريون معه فبكى و بكى الحواريون و هم لا يدرون لم جلس و لم بكى فقالوا يا روح الله و كلمته ما يبكيك قال أ تعلمون أي أرض هذه قالوا لا قال هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد ص و فرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي و يلحد فيها طينة أطيب من المسك لأنها طينة الفرخ المستشهد و هكذا يكون طينة الأنبياء و أولاد الأنبياء فهذه الظباء تكلمني و تقول إنها ترعى في هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك و زعمت أنها آمنة في هذه الأرض ثم ضرب بيده إلى هذه الصيران فشمها و قال هذه بعر الظباء على هذه الطيب لمكان حشيشها اللهم فأبقها أبدا حتى يشمها أبوه فيكون له عزاء و سلوة

 قال فبقيت إلى يوم الناس هذا و قد اصفرت لطول زمنها و هذه أرض كرب و بلاء ثم قال بأعلى صوته يا رب عيسى ابن مريم لا تبارك في قتلته و المعين عليه و الخاذل له ثم بكى بكاء طويلا و بكينا معه حتى سقط لوجهه و غشي عليه طويلا ثم أفاق فأخذ البعر فصره في ردائه و أمرني أن أصرها كذلك ثم قال يا ابن عباس إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا و يسيل منها دم عبيط فاعلم أن أبا عبد الله قد قتل بها و دفن قال ابن عباس فو الله لقد كنت أحفظها أشد من حفظي لبعض ما افترض الله عز و جل علي و أنا لا أحلها من طرف كمي فبينما أنا نائم في البيت إذا انتبهت فإذا هي تسيل دما عبيطا و كان كمي قد امتلأ دما عبيطا فجلست و أنا باك و قلت قد قتل و الله الحسين و الله ما كذبني علي قط في حديث حدثني و لا أخبرني بشي‏ء قط أنه يكون إلا كان كذلك لأن رسول الله كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره ففزعت و خرجت و ذلك عند الفجر فرأيت و الله المدينة كأنها ضباب لا يستبين منها أثر عين ثم طلعت الشمس و رأيت كأنها منكسفة و رأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط فجلست و أنا باك فقلت قد قتل و الله الحسين و سمعت صوتا من ناحية البيت و هو يقول

اصبروا آل الرسول قتل الفرخ النحول‏نزل الروح الأمين ببكاء و عويل

ثم بكى بأعلى صوته و بكيت فأثبت عندي تلك الساعة و كان شهر المحرم يوم عاشوراء لعشر مضين منه فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره و تاريخه كذلك فحدثت هذا الحديث أولئك الذين كانوا معه فقالوا و الله لقد سمعنا ما سمعت و نحن في المعركة و لا ندري ما هو فكنا نرى أنه الخضر ع

3-  ك، ]إكمال الدين[ أحمد بن محمد بن الحسن القطان و كان شيخا لأصحاب الحديث ببلد الري يعرف بأبي علي بن عبد ربه عن أحمد بن يحيى بن زكريا بالإسناد المتقدم مثله سواء

 بيان قال الجوهري قولهم عند الشكاية أوه من كذا ساكنة الواو إنما هو توجع و ربما قلبوا الواو ألفا فقالوا آه من كذا و ربما شددوا الواو و كسروها و سكنوا الهاء فقالوا أوه من كذا و قال المضغة قطعة لحم و قلب الإنسان مضغة من جسده. قوله ع و لا كذبت على بناء المجهول من قولهم كذب الرجل أي أخبر بالكذب أي ما أخبرني رسول الله بكذب قط و يحتمل أن يكون على بناء التفعيل أي ما أظهر أحد كذبي و الأول أظهر و الضباب بالفتح ندى كالغيم أو صحاب رقيق كالدخان قوله أثر عين أي من الأعيان الموجودة في الخارج و النحول من النحل بالضم بمعنى الهزال

4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ القطان عن السكري عن الجوهري عن قيس بن حفص الدارمي عن حسين الأشقر عن منصور بن الأسود عن أبي حسان التيمي عن نشيط بن عبيد عن رجل منهم عن جرداء بنت سمين عن زوجها هرثمة بن أبي مسلم قال غزونا مع علي بن أبي طالب ع صفين فلما انصرفنا نزل بكربلاء فصلى بها الغداة ثم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال واها لك أيتها التربة ليحشرن منك أقوام يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ... بِغَيْرِ حِسابٍ فرجع هرثمة إلى زوجته و كانت شيعة لعلي ع فقال أ لا أحدثك عن وليك أبي الحسن نزل بكربلاء فصلى ثم رفع إليه من تربتها فقال واها لك أيتها التربة ليحشرن منك أقوام يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ... بِغَيْرِ حِسابٍ قالت أيها الرجل فإن أمير المؤمنين ع لم يقل إلا حقا فلما قدم الحسين ع قال هرثمة كنت في البعث الذين بعثهم عبيد الله بن زياد لعنهم الله فلما رأيت المنزل و الشجر ذكرت الحديث فجلست على بعيري ثم صرت إلى الحسين ع فسلمت عليه و أخبرته بما سمعت من أبيه في ذلك المنزل الذي نزل به الحسين فقال معنا أنت أم علينا فقلت لا معك و لا عليك خلفت صبية أخاف عليهم عبيد الله بن زياد قال فامض حيث لا ترى لنا مقتلا و لا تسمع لنا صوتا فو الذي نفس حسين بيده لا يسمع اليوم واعيتنا أحد فلا يعيننا إلا كبه الله لوجهه في نار جهنم

 بيان قال الجوهري إذا تعجبت من طيب الشي‏ء قلت واها له ما أطيبه. أقول لعل المراد أن مع سماع الواعية و ترك النصرة العذاب أشد و إلا فالظاهر وجوب نصرتهم على أي حال

5-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن الكميداني عن ابن عيسى عن ابن أبي نجران عن جعفر بن محمد الكوفي عن عبيد السمين عن ابن طريف عن أصبغ بن نباتة قال بينا أمير المؤمنين ع يخطب الناس و هو يقول سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألوني عن شي‏ء مضى و لا عن شي‏ء يكون إلا نبأتكم به فقام إليه سعد بن أبي وقاص فقال يا أمير المؤمنين أخبرني كم في رأسي و لحيتي من شعرة فقال له أما و الله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله ص أنك ستسألني عنها و ما في رأسك و لحيتك من شعرة إلا و في أصلها شيطان جالس و إن في بيتك لسخلا يقتل الحسين ابني و عمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه

 مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي نجران عن جعفر بن محمد بن حكيم عن عبيد السمين يرفعه إلى أمير المؤمنين ع قال كان أمير المؤمنين ع يخطب الناس و ذكر مثله

6-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن الأزدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ص من سره أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن منزلي و يمسك قضيبا غرسه ربي عز و جل ثم قال له كن فكان فليتول علي بن أبي طالب و ليأتم بالأوصياء من ولده فإنهم عترتي خلقوا من طينتي إلى الله أشكو أعداءهم من أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و ايم الله ليقتلن ابني بعدي الحسين لا أنالهم الله شفاعتي

7-  شا، ]الإرشاد[ ج، ]الإحتجاج[ جاء في الآثار أن أمير المؤمنين ع كان يخطب فقال في خطبته سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مائة و تهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقها و سائقها إلى يوم القيامة فقام إليه رجل فقال أخبرني كم في رأسي و لحيتي من طاقة شعر فقال أمير المؤمنين و الله لقد حدثني خليلي رسول الله ص بما سألت عنه و إن على كل طاقة شعر في رأسك ملك يلعنك و على كل طاقة شعر في لحيتك شيطان يستفزك و إن في بيتك لسخلا يقتل ابن بنت رسول الله ص و آية ذلك مصداق ما خبرتك به و لو لا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرتك به و لكن آية ذلك ما أنبأتك به من لعنتك و سخلك الملعون و كان ابنه في ذلك الوقت صبيا صغيرا يحبو فلما كان من أمر الحسين ما كان تولى قتله كما قال أمير المؤمنين ع

 بيان استنفزه أي استخفه و أزعجه

8-  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عيسى عن القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال مر علي بكربلاء في اثنين من أصحابه قال فلما مر بها ترقرقت عيناه للبكاء ثم قال هذا مناخ ركابهم و هذا ملقى رحالهم و هاهنا تهراق دماؤهم طوبى لك من تربة عليك تهراق دماء الأحبة

9-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن يزيد شعر عن هارون بن حمزة عن أبي عبد الرحمن عن سعد الإسكاف عن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله من سره أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة ربي التي وعدني جنة عدن منزلي قضيت من قضبانه غرسه ربي تبارك و تعالى بيده فقال له كن فكان فليتول علي بن أبي طالب و الأوصياء من ذريته إنهم الأئمة من بعدي هم عترتي من لحمي و دمي رزقهم الله فضلي و علمي و ويل للمنكرين فضلهم من أمتي القاطعين صلتي و الله ليقتلن ابني لا أنالهم الله شفاعتي

 مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن زكريا المؤمن عن أيوب بن عبد الرحمن و زيد أبي الحسن و عباد جميعا عن سعد الإسكاف عن أبي عبد الله ع مثله بيان قوله قضيب أي فيها قضيب

10-  ير، ]بصائر الدرجات[ سلام بن أبي عمرة الخراساني عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عن أبيه ع أنه قال قال رسول الله ص من أراد أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة ربي جنة عدن غرسه ربي فليتول عليا و ليعاد عدوه و ليأتم بالأوصياء من بعده فإنهم أئمة الهدى من بعدي أعطاهم الله فهمي و علمي و هم عترتي من لحمي و دمي إلى الله أشكو من أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و ايم الله ليقتلن ابني يعني الحسين لا أنالهم الله شفاعتي

11-  ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن محمد عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن سويد بن غفلة قال أنا عند أمير المؤمنين ع إذ أتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين جئتك من وادي القرى و قد مات خالد بن عرفطة فقال له أمير المؤمنين إنه لم يمت فأعادها عليه فقال له علي ع لم يمت و الذي نفسي بيده لا يموت فأعادها عليه الثالثة فقال سبحان الله أخبرك أنه مات و تقول لم يمت فقال له علي ع لم يمت و الذي نفسي بيده لا يموت حتى يقود جيش ضلالة يحمل رايته حبيب بن جماز قال فسمع بذلك حبيب فأتى أمير المؤمنين فقال له أناشدك في و إني لك شيعة و قد ذكرتني بأمر لا و الله ما أعرفه من نفسي فقال له علي ع إن كنت حبيب بن جماز فتحملنها فولى حبيب بن جماز و قال إن كنت حبيب ابن جماز لتحملنها قال أبو حمزة فو الله ما مات حتى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي ع و جعل خالد بن عرفطة على مقدمته و حبيب صاحب رايته

12-  شا، ]الإرشاد[ الحسن بن محبوب عن ثابت الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي عن سويد بن غفلة عنه ع مثله و زاد في آخره و سار بها حتى دخل المسجد من باب الفيل

 مل، ]كامل الزيارات[ أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن اليقطيني عن صفوان و جعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال كان الحسين بن علي ذات يوم في حجر النبي ص يلاعبه و يضاحكه فقالت عائشة يا رسول الله ما أشد إعجابك بهذا الصبي فقال لها ويلك و كيف لا أحبه و لا أعجب به و هو ثمرة فؤادي و قرة عيني أما إن أمتي ستقتله فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي قالت يا رسول الله حجة من حججك قال نعم و حجتين من حججي قالت يا رسول الله حجتين من حججك قال نعم و أربعة قال فلم تزل تزاده و يزيد و يضعف حتى بلغ تسعين حجة من حجج رسول الله ص بأعمارها

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن علي بن حبيش عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان عن الحسين مثله

13-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد الحميري عن أبيه عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن حماد الكوفي عن إبراهيم بن موسى الأنصاري عن مصعب عن جابر عن محمد بن علي ع قال قال رسول الله ص من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يدخل جنتي جنة عدن غرسها ربي بيده فليتول عليا و يعرف فضله و الأوصياء من بعده و يتبرأ من عدوي أعطاهم الله فهمي و علمي هم عترتي من لحمي و دمي أشكو إليك ربي عدوهم من أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و الله ليقتلن ابني ثم لا تنالهم شفاعتي

14-  مل، ]كامل الزيارات[ الحسن بن عبد الله بن محمد عن أبيه عن ابن محبوب عن علي بن شجرة عن عبد الله بن محمد الصنعاني عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص إذا دخل الحسين ع اجتذبه إليه ثم يقول لأمير المؤمنين ع امسكه ثم يقع عليه فيقبله و يبكي فيقول يا أبة لم تبكي فيقول يا بني أقبل موضع السيوف منك و أبكي قال يا أبة و أقتل قال إي و الله و أبوك و أخوك و أنت قال يا أبة فمصارعنا شتى قال نعم يا بني قال فمن يزورنا من أمتك قال لا يزورني و يزور أباك و أخاك و أنت إلا الصديقون من أمتي

15-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر الرزاز عن خاله ابن أبي الخطاب عن علي بن النعمان عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي داود البصري عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على أمير المؤمنين ع و الحسين إلى جنبه فضرب بيده على كتف الحسين ثم قال إن هذا يقتل و لا ينصره أحد قال قلت يا أمير المؤمنين و الله إن تلك لحياة سوء قال إن ذلك لكائن

 مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد و الحميري و محمد العطار جميعا عن ابن أبي الخطاب مثله

  -16  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر عن خاله ابن أبي الخطاب عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن سعيد عن يزيد بن إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي ع قال ليقتل الحسين قتلا و إني لأعرف تربة الأرض التي يقتل عليها قريبا من النهرين

 مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب مثله

17-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن جعفر عن خاله ابن أبي الخطاب و حدثني أبي و جماعة عن سعد و محمد العطار معا عن ابن أبي الخطاب عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن سعيد عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله ع قال قال علي للحسين يا أبا عبد الله أسوة أنت قدما فقال جعلت فداك ما حالي قال علمت ما جهلوا و سينتفع عالم بما علم يا بني اسمع و أبصر من قبل يأتيك فو الذي نفسي بيده ليسفكن بنو أمية دمك ثم لا يريدونك عن دينك و لا ينسونك ذكر ربك فقال الحسين ع و الذي نفسي بيده حسبي و أقررت بما أنزل الله و أصدق نبي الله و لا أكذب قول أبي

 بيان الأسوة و يضم القدوة و ما يأتسي به الحزين أي ثبت قديما أنك أسوة الخلق يقتدون بك أو يأتسي بذكر مصيبتك كل حزين. قوله ع لا يريدونك أي لا يريدون صرفك عن دينك و الأصوب لا يردونك

18-  شا، ]الإرشاد[ روى إسماعيل بن صبيح عن يحيى بن المسافر العابدي عن إسماعيل بن زياد قال إن عليا ع قال للبراء بن عازب ذات يوم يا براء يقتل ابني الحسين و أنت حي لا تنصره فلما قتل الحسين ع كان البراء بن عازب يقول صدق و الله علي بن أبي طالب قتل الحسين و لم أنصره ثم يظهر على ذلك الحسرة و الندم

  -19  كشف، ]كشف الغمة[ شا، ]الإرشاد[ روى عبد الله بن شريك العامري قال كنت أسمع أصحاب علي إذا دخل عمر بن سعد من باب المسجد يقولون هذا قاتل الحسين و ذلك قبل أن يقتل بزمان طويل

20-  كشف، ]كشف الغمة[ شا، ]الإرشاد[ روى سالم بن أبي حفصة قال قال عمر بن سعد للحسين ع يا أبا عبد الله إن قبلنا ناسا سفهاء يزعمون أني أقتلك فقال له الحسين إنهم ليسوا سفهاء و لكنهم حلماء أما إنه يقر عيني أن لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا

21-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن عباس سألت هند عائشة أن تسأل النبي تعبير رؤيا فقال قولي لها فلتقصص رؤياها فقالت رأيت كأن الشمس قد طلعت من فوقي و القمر قد خرج من مخرجي و كان كوكبا خرج من القمر أسود فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسود الأفق لابتلاعها ثم رأيت كواكب بدت من السماء و كواكب مسودة في الأرض إلا إن المسودة أحاطت بأفق الأرض من كل مكان فاكتحلت عين رسول الله ص بدموعه ثم قال هي هند اخرجي يا عدوة الله مرتين فقد جددت علي أحزاني و نعيت إلي أحبابي فلما خرجت قال اللهم العنها و العن نسلها فسئل عن تفسيرها فقال ع أما الشمس التي طلعت عليها فعلي بن أبي طالب ع و الكوكب الذي خرج كالقمر أسود فهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله و تلك الظلمة التي زعمت و رأت كوكبا يخرج من القمر أسود فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسودت فذلك ابني الحسين ع يقتله ابن معاوية فتسود الشمس و يظلم الأفق و أما الكواكب السود في الأرض أحاطت بالأرض من كل مكان فتلك بنو أمية

  -22  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبد الله ع قال كان الحسين مع أمه تحمله فأخذه النبي ص و قال لعن الله قاتلك و لعن الله سالبك و أهلك الله المتوازرين عليك و حكم الله بيني و بين من أعان عليك قالت فاطمة الزهراء يا أبت أي شي‏ء تقول قال يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي و بعدك من الأذى و الظلم و الغدر و البغي و هو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل و كأني أنظر إلى معسكرهم و إلى موضع رحالهم و تربتهم قالت يا أبة و أين هذا الموضع الذي تصف قال موضع يقال له كربلاء و هي دار كرب و بلاء علينا و على الأمة يخرج عليهم شرار أمتي لو أن أحدهم شفع له من في السماوات و الأرضين ما شفعوا فيه و هم المخلدون في النار قالت يا أبة فيقتل قال نعم يا بنتاه و ما قتل قتلته أحد كان قبله و يبكيه السماوات و الأرضون و الملائكة و الوحش و النباتات و البحار و الجبال و لو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفس و يأتيه قوم من محبينا ليس في الأرض أعلم بالله و لا أقوم بحقنا منهم و ليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم أولئك مصابيح في ظلمات الجور و هم الشفعاء و هم واردون حوضي غدا أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم و كل أهل دين يطلبون أئمتهم و هم يطلبوننا لا يطلبون غيرنا و هم قوام الأرض و بهم ينزل الغيث فقالت فاطمة الزهراء ع يا أبة إنا لله و بكت فقال لها يا بنتاه إن أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا بذلوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فما عند الله خير من الدنيا و ما فيها قتلة أهون من ميتة و من كتب عليه القتل خرج إلى مضجعه و من لم يقتل فسوف يموت يا فاطمة بنت محمد أ ما تحبين أن تأمرين غدا بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب أ ما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش أ ما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة أ ما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه و يذود عنه أعداءه أ ما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار يأمر النار فتطيعه يخرج منها من يشاء و يترك من يشاء أ ما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك و إلى ما تأمرين به و ينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق و هو يخاصمهم عند الله فما ترين الله صانع بقاتل ولدك و قاتليك و قاتل بعلك إذا أفلجت حجته على الخلائق و أمرت النار أن تطيعه أ ما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك و تأسف عليه كل شي‏ء أ ما ترضين أن يكون من أتاه زائرا في ضمان الله و يكون من أتاه بمنزلة من حج إلى بيت الله و اعتمر و لم يخل من الرحمة طرفة عين و إذا مات مات شهيدا و إن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي و لم يزل في حفظ الله و أمنه حتى يفارق الدنيا قالت يا أبة سلمت و رضيت و توكلت على الله فمسح على قلبها و مسح عينيها و قال إني و بعلك و أنت و ابنيك في مكان تقر عيناك و يفرح قلبك

 مل، ]كامل الزيارات[ محمد الحميري عن أبيه عن علي بن محمد بن سالم عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد البصري عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله ع مثله إلى قوله بهم ينزل الغيث ثم قال و ذكر هذا الحديث بطوله

بيان قوله يتهادون إلى القتل إما من الهدية كأنه يهدي بعضهم بعضا إلى القتل أو من قولهم تهادت المرأة تمايلت في مشيتها أو من قولهم هداه أي تقدمه أي يتسابقون و على التقديرات كناية عن فرحهم و سرورهم بذلك و الذود الطرد و الدفع. أقول قد مر بعض الأخبار في باب الولادة

23-  و روي في بعض الكتب المعتبرة عن لوط بن يحيى عن عبد الله بن قيس قال كنت مع من غزا مع أمير المؤمنين ع في صفين و قد أخذ أبو أيوب الأعور السلمي الماء و حرزه عن الناس فشكا المسلمون العطش فأرسل فوارس على كشفه فانحرفوا خائبين فضاق صدره فقال له ولده الحسين ع أمضي إليه يا أبتاه فقال امض يا ولدي فمضى مع فوارس فهزم أبا أيوب عن الماء و بنى خيمته و حط فوارسه و أتى إلى أبيه و أخبره فبكى علي ع فقيل له ما يبكيك يا أمير المؤمنين و هذا أول فتح ببركة الحسين ع فقال ذكرت أنه سيقتل عطشانا بطف كربلاء حتى ينفر فرسه و يحمحم و يقول الظليمة الظليمة لأمة قتلت ابن بنت نبيها

24-  و روى ابن نما ره في مثير الأحزان عن ابن عباس قال لما اشتد برسول الله ص مرضه الذي مات فيه ضم الحسين ع إلى صدره يسيل من عرقه عليه و هو يجود بنفسه و يقول ما لي و ليزيد لا بارك الله فيه اللهم العن يزيد ثم غشي عليه طويلا و أفاق و جعل يقبل الحسين و عيناه تذرفان و يقول أما إن لي و لقاتلك مقاما بين يدي الله عز و جل

25-  في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين ع

حسين إذا كنت في بلدة غريبا فعاشر بآدابهافلا تفخرن فيهم بالنهى فكل قبيل بألبابها

 و لو عمل ابن أبي طالب بهذا الأمور كأسبابهاو لكنه اعتام أمر الإله فأحرق فيهم بأنيابهاعذيرك من ثقة بالذي ينيلك دنياك من طابهافلا تمرحن لأوزارها و لا تضجرن لأوصابهاقس الغد بالأمس كي تستريح فلا تبتغي سعي رغابهاكأني بنفسي و أعقابها و بالكربلاء و محرابهافتخضب منا اللحى بالدماء خضاب العروس بأثوابهاأراها و لم يك رأي العيان و أوتيت مفتاح أبوابهامصائب تأباك من أن ترد فأعدد لها قبل منتابهاسقى الله قائمنا صاحب القيامة و الناس في دأبهاهو المدرك الثأر لي يا حسين بل لك فاصبر لأتعابهالكل دم ألف ألف و ما يقصر في قتل أحزابهاهنالك لا ينفع الظالمين قول بعذر و إعتابهاحسين فلا تضجرن للفراق فديناك أضحت لتخرابهاسل الدور تخبر و أفصح بها بأن لا بقاء لأربابهاأنا الدين لا شك للمؤمنين بآيات وحي و إيجابهالنا سمة الفخر في حكمها فصلت علينا بإعرابهافصل على جدك المصطفى و سلم عليه لطلابها

 بيان و لو عمل لو للتمني و قال الجوهري العيمة بالكسر خيار المال و اعتام الرجل إذا أخذ العيمة و قال حرقت الشي‏ء حرقا بردته و حككت بعضه ببعض و منه قولهم حرق نابه يحرقه و يحرقه أي سحقه حتى سمع له صريف. و قال عذيرك من فلان أي هلم من يعذرك منه بل يلومه و لا يلومك. و قال الرضي معنى من فلان من أجل الإساءة إليه و إيذائه أي أنت ذو عذر فيما تعامله به من المكروه و إضافة الدنيا إلى المخاطب للإشعار بأن لا علاقة بينه ع و بين الدنيا. و قال الجوهري الطاب الطيب و قال المرح شدة الفرح و قال الوصب المرض. و قوله سعي إما مفعول به لقوله لا تبتغي أو مفعول مطلق من غير اللفظ و المحراب محل الحرب و العروس نعت يستوي فيه الرجل و المرأة و المنتاب مصدر ميمي من قولهم انتاب فلان القوم أي أتاهم مرة بعد أخرى. و وصف القائم ع بصاحب القيامة لاتصال زمانه بها أو لرجعة بعض الأموات في زمانه و الدأب مصدر دأب في عمله أي جد و تعب أو العادة و الشأن و الأتعاب بالفتح جمع التعب و الإعتاب الإرضاء و التخراب بالفتح مبالغة في الخراب و تخبر على بناء الفاعل أو المفعول و أفصح بها للتعجب و الحمل في أنا الدين للمبالغة و إشارة إلى قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ و إلى أن الإسلام لا يتم إلا بولايته لقوله تعالى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ. و قوله ع للمؤمنين متعلق بالنسبة بين أنا و الدين أو خبر لا و بآيات متعلق بالنسبة أو بالمؤمنين قوله و إيجابها أي إيجاب الآيات طاعتي و ولايتي على الناس و المصراع بعده إشارة إلى ما نزل في شأن أهل البيت ع عموما و إسناد الصلاة إلى الآيات مجاز و الإعراب الإظهار و البيان. و قال شارح الديوان المصراع الذي بعده إشارة إلى قراءة نافع و ابن عامر و يعقوب آل ياسين بالإضافة و إلى ما روي أن يس اسم محمد ص أو إلى قوله تعالى وَ سَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى و لطف إعرابها على التوجيه الأول غير خفي انتهى. أقول لا وجه للتخصيص غير التعصب بل ربع القرآن نازل فيهم ع كما عرفت و ستعرفه