باب 9- عبادته و خوفه ع

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ عبد الله بن النضر التميمي عن جعفر بن محمد المكي عن عبد الله بن إسحاق المدائني عن محمد بن زياد عن مغيرة عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير قال كنا جلوسا في مجلس في مسجد رسول الله ص فتذاكرنا أعمال أهل بدر و بيعة الرضوان فقال أبو الدرداء يا قوم أ لا أخبركم بأقل القوم مالا و أكثرهم ورعا و أشدهم اجتهادا في العبادة قالوا من قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال فو الله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرض عنه بوجهه ثم انتدب له رجل من الأنصار فقال له يا عويمر لقد تكلمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها فقال أبو الدرداء يا قوم إني قائل ما رأيت و ليقل كل قوم منكم ما رأوا شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات النجار و قد اعتزل عن مواليه و اختفى ممن يليه و استتر بمغيلات النخل فافتقدته و بعد علي مكانه فقلت لحق بمنزله فإذا أنا بصوت حزين و نغمة شجي و هو يقول إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك و كم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي إن طال في عصيانك عمري و عظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمل غير غفرانك و لا أنا براج غير رضوانك فشغلني الصوت و اقتفيت الأثر فإذا هو علي بن أبي طالب ع بعينه  فاستترت له و أخملت الحركة فركع ركعات في جوف الليل الغابر ثم فرغ إلى الدعاء و البكاء و البث و الشكوى فكان مما به الله ناجاه أن قال إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي ثم قال آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها و أنت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته و لا تنفعه قبيلته يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء ثم قال آه من نار تنضج الأكباد و الكلى آه من نار نزاعة للشوى آه من غمرة من ملهبات لظى قال ثم أنعم في البكاء فلم أسمع له حسا و لا حركة فقلت غلب عليه النوم لطول السهر أوقظه لصلاة الفجر قال أبو الدرداء فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة فحركته فلم يتحرك و زويته فلم ينزو فقلت إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مات و الله علي بن أبي طالب قال فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم فقالت فاطمة ع يا أبا الدرداء ما كان من شأنه و من قصته فأخبرتها الخبر فقالت هي و الله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق و نظر إلي و أنا أبكي فقال مما بكاؤك يا أبا الدرداء فقلت مما أراه تنزله بنفسك فقال يا أبا الدرداء فكيف و لو رأيتني و دعي بي إلى الحساب و أيقن أهل الجرائم بالعذاب و احتوشتني ملائكة غلاظ و زبانية فظاظ فوقفت بين يدي الملك الجبار قد أسلمني الأحباء و رحمني أهل الدنيا لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية فقال أبو الدرداء فو الله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله ص

 بيان انتدب له أي أجابه و الشوحط شجر يتخذ منه القسي و الغيلة  بالكسر الشجر الكثير الملتف و المغيال الشجرة الملتفة الأفنان الوارقة الظلال و قد أغيل الشجر و تغيل و استغيل و في بعض النسخ ببعيلات النخل جمع بعيل مصغر البعل و هو كل نخل و شجر لا يسقى و الذكر من النخل و الغابر الماضي و الباقي ضد

2-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن جعفر بن محمد بن مروان عن أبيه عن إبراهيم بن الحكم عن الحارث بن حصيرة عن عمران بن الحصين قال كنت أنا و عمر بن الخطاب جالسين عند النبي ص و علي ع جالس إلى جنبه إذ قرأ رسول الله ص أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ قال فانتفض علي ع انتفاض العصفور فقال له النبي ص ما شأنك تجزع فقال و ما لي لا أجزع و الله يقول إنه يجعلنا خلفاء الأرض فقال له النبي ص لا تجزع و الله لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق

3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ سمع رجل من التابعين أنس بن مالك يقول نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب ع أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قال الرجل فأتيت عليا لأنظر إلى عبادته فأشهد بالله لقد أتيته وقت المغرب فوجدته يصلي بأصحابه المغرب فلما فرغ منها جلس في التعقيب إلى أن قام إلى عشاء الآخرة ثم دخل منزله فدخلت معه فوجدته طول الليل يصلي و يقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر ثم جدد وضوءه و خرج إلى المسجد و صلى بالناس صلاة الفجر ثم جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس ثم قصده الناس فجعل يختصم إليه رجلان فإذا فرغا قاما و اختصم آخران إلى أن قام إلى صلاة الظهر قال فجدد لصلاة الظهر وضوءا ثم صلى بأصحابه الظهر ثم قعد في  التعقيب إلى أن صلى بهم العصر ثم أتاه الناس فجعل يقوم رجلان و يقعد آخران يقضي بينهم و يفتيهم إلى أن غابت الشمس فخرجت و أنا أقول أشهد بالله أن هذه الآية نزلت فيه

4-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار و إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد و إن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار

 أقول قال ابن ميثم أي لأنه مستحق للعبادة

 و قال ع في موضع آخر إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك و لا طمعا في ثوابك و لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك

5-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن بطة في الإبانة و أبو بكر بن عياش في الأمالي عن أبي داود عن السبيعي عن عمران بن حصين قال كنت عند النبي ص و علي إلى جنبه إذا قرأ النبي ص هذه الآية أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ قال فارتعد علي ع فضرب النبي ص على كتفيه و قال ما لك يا علي قال قرأت يا رسول الله هذه الآية فخشيت أن أبتلي بها فأصابني ما رأيت فقال رسول الله ص لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق إلى يوم القيامة

6-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن محمد بن العطار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية بن أبي سفيان فقال له صف لي عليا قال أ و تعفيني فقال لا بل صفه لي قال ضرار رحم الله عليا  كان و الله فينا كأحدنا يدنينا إذا أتيناه و يجيبنا إذا سألناه و يقربنا إذا زرناه لا يغلق له دوننا باب و لا يحجبنا عنه حاجب و نحن و الله مع تقريبه لنا و قربه منا لا نكلمه لهيبته و لا نبتديه لعظمته فإذا تبسم فمن مثل اللؤلؤ المنظوم فقال معاوية زدني في صفته فقال ضرار رحم الله عليا كان و الله طويل السهاد قليل الرقاد يتلو كتاب الله آناء الليل و أطراف النهار و يجود لله بمهجته و يبوء إليه بعبرته لا تغلق له الستور و لا يدخر عنا البدور و لا يستلين الاتكاء و لا يستخشن الجفاء و لو رأيته إذ مثل في محرابه و قد أرخى الليل سدوله و غارت نجومه و هو قابض على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و هو يقول يا دنيا أ بي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات لا حاجة لي فيك أبنتك ثلاثا لا رجعة لي عليك ثم يقول واه واه لبعد السفر و قلة الزاد و خشونة الطريق قال فبكى معاوية و قال حسبك يا ضرار كذلك و الله كان علي رحم الله أبا الحسن

 بيان البدور جمع البدرة و السدول جمع السدل و هو الستر شبه ظلم الليل بالأستار المسدولة و تململ تقلب و السليم من لدغته الحية

 أقول سيأتي في مكارم أخلاق علي بن الحسين عن الباقر ع أنه قال كان علي بن الحسين ع يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين ع كان له خمسمائة نخلة فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين

7-  ب، ]قرب الإسناد[ الطيالسي عن ابن بكير عن أبي عبد الله ع قال كان علي ع قد اتخذ بيتا في داره ليس بالكبير و لا بالصغير و كان إذا أراد أن يصلي من آخر الليل أخذ معه صبيا لا يحتشم منه ثم يذهب معه إلى ذلك البيت فيصلي

8-  يد، ]التوحيد[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبي الحسن  الموصلي عن أبي عبد الله ع قال جاء حبر إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته فقال ويلك ما كنت أعبد ربا لم أره قال و كيف رأيته قال ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان

9-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن الربيع بن محمد المسلمي عن عبد الأعلى عن نوف قال بت ليلة عند أمير المؤمنين ع فكان يصلي الليل كله و يخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء و يتلو القرآن قال فمر بي بعد هدء من الليل فقال يا نوف أ راقد أنت أم رامق قلت بل رامق أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين قال يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة أولئك الذين اتخذوا الأرض بساطا و ترابها فراشا و ماءها طيبا و القرآن دثارا و الدعاء شعارا و قرضوا من الدنيا تقريضا على منهاج عيسى ابن مريم إن الله عز و جل أوحى إلى عيسى ابن مريم قل للملإ من بني إسرائيل لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة و أبصار خاشعة و أكف نقية و قل لهم اعلموا أني غير مستجيب لأحد منكم دعوة و لأحد من خلقي قبله مظلمة الخبر

 نهج، ]نهج البلاغة[ عن نوف مثله إلى قوله عيسى ابن مريم

10-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الباقر ع في قوله تعالى إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قال ذاك أمير المؤمنين و شيعته فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ

 محمد بن عبد الله بن الحسن عن آبائه و السدي عن أبي مالك عن ابن عباس و محمد الباقر ع في قوله تعالى وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ و الله لهو  علي بن أبي طالب ع

 السدي و أبو صالح و ابن شهاب عن ابن عباس في قوله تعالى وَ يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ قال يبشر محمد بالجنة عليا و جعفرا و عقيلا و حمزة و فاطمة و الحسن و الحسين الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ قال الطاعات قوله أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ علي و حمزة و عبيدة بن الحارث كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ عتبة و شيبة و الوليد و كان يصوم النهار و يصلي بالليل ألف ركعة و عمر طريق مكة و صام مع النبي ص سبع سنين و بعده ثلاثين سنة و حج مع النبي ص عشر حجج و جاهد في أيامه الكفار و بعد وفاته البغاة و بسط الفتاوي و أنشأ العلوم و أحيا السنن و أمات البدع

 أبو يعلى في المسند أنه قال ما تركت صلاة الليل منذ سمعت قول النبي ص صلاة الليل نور فقال ابن الكواء و لا ليلة الهرير قال و لا ليلة الهرير

 إبانة العكبري سليمان بن المغيرة عن أمه قالت سألت أم سعيد سرية علي عن صلاة علي في شهر رمضان فقالت رمضان و شوال سواء يحيي الليل كله

 و في تفسير القشيري أنه كان ع إذا حضر وقت الصلاة تلون و تزلزل فقيل له ما لك فيقول جاء وقت أمانة عرضها الله تعالى عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها... وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ في ضعفي فلا أدري أحسن إذا ما حملت أم لا و أخذ زين العابدين بعض صحف عباداته فقرأ فيها يسيرا ثم تركها من يده تضجرا و قال من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب ع

 أنس بن مالك قال لما نزلت الآيات الخمس في طس أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ  قَراراً انتفض علي انتفاض العصفور فقال له رسول الله ص ما لك يا علي قال عجبت يا رسول الله من كفرهم و حلم الله تعالى عنهم فمسحه رسول الله ص بيده ثم قال أبشر فإنه لا يبغضك مؤمن و لا يحبك منافق و لو لا أنت لم يعرف حزب الله

11-  كتاب البيان لابن شهرآشوب، وكيع و السدي عن ابن عباس أهدي إلى رسول الله ص ناقتان عظيمتان فجعل إحداهما لمن يصلي ركعتين لا يهم فيهما بشي‏ء من أمر الدنيا و لم يجبه أحد سوى علي ع فأعطاه كلتيهما

12-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ لقد أصبح رسول الله ص يوما و قد غص مجلسه بأهله فقال أيكم اليوم أنفق من ماله ابتغاء وجه الله فسكتوا فقال علي ع أنا خرجت و معي دينار أريد أشتري به دقيقا فرأيت المقداد بن أسود و تبينت في وجهه أثر الجوع فناولته الدينار فقال رسول الله ص وجبت ثم قام آخر فقال قد أنفقت اليوم أكثر مما أنفق علي جهزت رجلا و امرأة يريدان طريقا و لا نفقة لهما فأعطيتهما ألف درهم فسكت رسول الله ص فقالوا يا رسول الله ما لك قلت لعلي وجبت و لم تقل لهذا و هو أكثر صدقة فقال رسول الله أ ما رأيتم ملكا يهدي خادمة إليه هدية خفيفة فيحسن موقعها و يرفع محل صاحبها و يحمل إليه من عند خادم آخر هدية عظيمة فيردها و يستخف بباعثها قالوا بلى قال فكذلك صاحبكم علي دفع دينارا منقادا لله سادا خلة فقير مؤمن و صاحبكم الآخر أعطى ما أعطى معاندة  لأخي رسول الله يريد به العلو على علي بن أبي طالب ع فأحبط الله عمله و صيره وبالا عليه أما لو تصدق بهذه النية من الثرى إلى العرش ذهبا أو لؤلؤا لم يزدد بذلك من رحمة الله إلا بعدا و لسخط الله تعالى إلا قربا و فيه ولوجا و اقتحاما ثم قال رسول الله ص فأيكم اليوم دفع عن أخيه المؤمن بقوته قال علي ع أنا مررت في طريق كذا فرأيت فقيرا من فقراء المؤمنين قد تناوله أسد فوضعه تحته و قعد عليه و الرجل يستغيث بي من تحته فناديت الأسد خل عن المؤمن فلم يخل فتقدمت إليه فركلته برجلي فدخلت رجلي في جنبه الأيمن و خرجت من جنبه الأيسر فخر الأسد صريعا فقال رسول الله ص وجبت هكذا يفعل الله بكل من آذى لك وليا يسلط الله عليه في الآخرة سكاكين النار و سيوفها يبعج بها بطنه و يحشى نارا ثم يعاد خلقا جديدا أبد الآبدين و دهر الداهرين ثم قال رسول الله ص و أيكم اليوم نفع بجاهه أخاه المؤمن فقال علي ع أنا قال صنعت ما ذا قال مررت بعمار بن ياسر و قد لازمه بعض اليهود في ثلاثين درهما كانت له عليه فقال عمار يا أخا رسول الله ص يلازمني و لا يريد إلا إيذائي و إذلالي لمحبتي لكم أهل البيت فخلصني منه بجاهك فأردت أن أكلم له اليهودي فقال يا أخا رسول الله ص أنا أجللك في قلبي و عيني  من أن أبذلك لهذا الكافر و لكن اشفع لي إلى من لا يردك عن طلبه فلو أردت جميع جوانب العالم أن يصيرها كأطراف السفرة لفعل فاسأله أن يعينني على أداء دينه و يغنيني عن الاستدانة فقلت اللهم افعل ذلك به ثم قلت له اضرب إلى ما بين يديك من شي‏ء حجرا أو مدرا فإن الله يقلبه لك ذهبا إبريزا فضرب يده فتناول حجرا فيه أمنان فتحول في يده ذهبا ثم أقبل على اليهودي فقال و كم دينك قال ثلاثون درهما قال فكم قيمتها من الذهب قال ثلاثة دنانير فقال عمار اللهم بجاه من بجاهه قلبت هذا الحجر ذهبا لين لي هذا الذهب لأفصل قدر حقه فألانه الله عز و جل له ففصل له ثلاثة مثاقيل و أعطاه ثم جعل ينظر إليه و قال اللهم إني سمعتك تقول إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى و لا أريد غنى يطغيني اللهم فأعد هذا الذهب حجرا بجاه من بجاهه جعلته ذهبا بعد أن كان حجرا فعاد حجرا فرماه من يده و قال حسبي من الدنيا و الآخرة موالاتي لك يا أخا رسول الله فقال رسول الله ص تعجبت ملائكة السماوات من فعله و عجت إلى الله تعالى بالثناء عليه فصلوات الله من فوق عرشه يتوالى عليه فأبشر يا أبا اليقظان فإنك أخو علي في ديانته و من أفاضل أهل ولايته و من المقتولين في محبته تقتلك الفئة الباغية و آخر زادك من الدنيا صاع من لبن و يلحق روحك بأرواح محمد و آله الفاضلين فأنت من خيار شيعتي ثم قال رسول الله ص فأيكم أدى زكاته اليوم قال علي ع أنا يا رسول الله فأسر المنافقون في أخريات المجلس بعضهم إلى بعض يقولون و أي مال لعلي حتى يؤدي منه الزكاة فقال رسول الله ص أ تدري ما يسر هؤلاء المنافقون في أخريات المجلس قال علي ع بلى قد أوصل الله تعالى إلى أذني مقالتهم يقولون و أي مال لعلي حتى يؤدي زكاته كل مال يغنم من يومنا هذا إلى

  يوم القيامة فلي خمسه بعد وفاتك يا رسول الله و حكمي على الذي منه لك في حياتك جائز فإني نفسك و أنت نفسي قال رسول الله ص كذلك هو يا علي و لكن كيف أديت زكاة ذلك فقال علي ع علمت بتعريف الله إياي على لسانك أن نبوتك هذه سيكون بعدها ملك عضوض و جبرية فيستولي على خمسي من السبي و الغنائم فيبيعونه فلا يحل لمشتريه لأن نصيبي فيه و قد وهبت نصيبي فيه لكل من ملك شيئا من ذلك من شيعتي فيحل لهم منافعهم من مأكل و مشرب و لتطيب مواليدهم فلا يكون أولادهم أولاد حرام قال رسول الله ص ما تصدق أحد أفضل من صدقتك و لقد تبعك رسول الله في فعلك أحل لشيعته كل ما كان من غنيمة و بيع من نصيبه على واحد من شيعتي و لا أحله أنا و لا أنت لغيرهم ثم قال رسول الله ص فأيكم اليوم دفع عن عرض أخيه المؤمن قال علي ع أنا يا رسول الله مررت بعبد الله بن أبي و هو يتناول عرض زيد بن حارثة فقلت له اسكت لعنك الله فما تنظر إليه إلا كنظرك إلى الشمس و لا تتحدث عنه إلا كتحدث أهل الدنيا عن الجنة فإن الله تعالى قد زادك لعائن إلى لعائن لوقيعتك فخجل و اغتاظ فقال يا أبا الحسن إنما كنت في قولي مازحا فقلت له إن كنت جادا فأنا جاد و إن كنت هازلا فأنا هازل فقال رسول الله ص قد لعنه الله عز و جل عند لعنك له و لعنته ملائكة السماوات و الأرضين و الحجب و الكرسي و العرش إن الله يغضب لغضبك و يرضى لرضاك و يعفو عند عفوك و يسطو عند سطوتك ثم قال رسول الله ص أ تدري ما سمعت من الملإ الأعلى فيك ليلة أسري بي يا علي سمعتهم يقسمون على الله تعالى بك و يستقضونه حوائجهم و يتقربون  إلى الله تعالى بمحبتك و يجعلون أشرف ما يعبدون الله به الصلاة علي و عليك و سمعت خطيبهم في أعظم محافلهم و هو يقول علي الحاوي لأصناف الخيرات المشتمل على أنواع المكرمات الذي قد اجتمع فيه من خصال الخير ما قد تفرق في غيره من البريات عليه من الله تعالى الصلاة و البركات و التحيات و سمعت الأملاك بحضرته و الأملاك في سائر السماوات و الحجب و العرش و الكرسي و الجنة و النار يقولون بأجمعهم عند فراغ الخطيب من قوله آمين اللهم و طهرنا بالصلاة عليه و على آله الطيبين

 بيان قوله ع وجبت أي لك الرحمة أو الجنة

13-  تم، ]فلاح السائل[ روى صاحب كتاب زهد مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن محمد بن سنان عن صالح بن عقبة عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن حبة العرني قال بينا أنا و نوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين ع في بقية من الليل واضعا يده على الحائط شبيه الواله و هو يقول إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى آخر الآية قال ثم جعل يقرأ هذه الآيات و يمر شبه الطائر عقله فقال لي أ راقد أنت يا حبة أم رامق قال قلت رامق هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن فأرخى عينيه فبكى ثم قال لي يا حبة إن لله موقفا و لنا بين يديه موقفا لا يخفى عليه شي‏ء من أعمالنا يا حبة إن الله أقرب إلي و إليك مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يا حبة إنه لن يحجبني و لا إياك عن الله شي‏ء قال ثم قال أ راقد أنت يا نوف قال قال لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد و لقد أطلت بكائي هذه الليلة فقال يا نوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله تعالى قرت عيناك غدا بين يدي الله عز و جل يا نوف إنه ليس  من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلا أطفأت بحارا من النيران يا نوف إنه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله و أحب في الله و أبغض في الله يا نوف إنه من أحب في الله لم يستأثر على محبته و من أبغض في الله لم ينل ببغضه خيرا عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان ثم وعظهما و ذكرهما و قال في أواخره فكونوا من الله على حذر فقد أنذرتكما ثم جعل يمر و هو يقول ليت شعري في غفلاتي أ معرض أنت عني أم ناظر إلي و ليت شعري في طول منامي و قلة شكري في نعمك على ما حالي قال فو الله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر

 و من صفات مولانا علي ع في ليلة ما ذكره نوف لمعاوية بن أبي سفيان و أنه ما فرش له فراش في ليل قط و لا أكل طعاما في هجير قط و قال نوف أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه فقد أرخى الليل سدوله و غارت نجومه و هو قابض بيده على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و الحديث مشهور

14-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان قال كان أمير المؤمنين ع يذبح كبشين أحدهما عن رسول الله ص و الآخر عن نفسه

15-  كا، ]الكافي[ إبراهيم بن هاشم عن عبد الرحمن بن حماد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن شهاب بن عبد ربه عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع إذا توضأ لم يدع أحدا يصب عليه الماء فقيل له يا أمير المؤمنين لم لا تدعهم يصبون عليك الماء فقال لا أحب أن أشرك في صلاتي أحدا

16-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن عليا في  آخر عمره يصلي في كل يوم و ليلة ألف ركعة

17-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن السندي بن محمد عن محمد بن الصلت عن أبي حمزة عن علي بن الحسين ع قال صلى أمير المؤمنين ع الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح و أقبل على الناس بوجهه فقال و الله لقد أدركت أقواما يبيتون لربهم سجدا و قياما يخالفون بين جباههم و ركبهم كان زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر كأنما القوم باتوا غافلين قال ثم قام فما رئي ضاحكا حتى قبض ع