باب 7- أحوال عشائره و أصحابه و أهل زمانه و ما جرى بينه و بينهم و ما جرى من الظلم على عشائره صلوات الله عليه

1-  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن إبراهيم بن المفضل بن قيس قال سمعت أبا الحسن الأول ع و هو يحلف أن لا يكلم محمد بن عبد الله الأرقط أبدا فقلت في نفسي هذا يأمر بالبر و الصلة و يحلف أن لا يكلم ابن عمه أبدا قال فقال هذا من بري به هو لا يصبر أن يذكرني و يعينني فإذا علم الناس ألا أكلمه لم يقبلوا منه و أمسك عن ذكري فكان خيرا له

2-  شي، ]تفسير العياشي[ عن صفوان قال سألني أبو الحسن ع و محمد بن خلف جالس فقال لي مات يحيى بن القاسم الحذاء فقلت له نعم و مات زرعة فقال كان جعفر ع يقول فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ فالمستقر قوم يعطون الإيمان و مستقر في قلوبهم و المستودع قوم يعطون الإيمان ثم يسلبونه

3-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أحمد بن محمد قال وقف علي أبو الحسن الثاني ع في بني زريق فقال لي و هو رافع صوته يا أحمد قلت لبيك قال إنه لما قبض رسول الله ص جهد الناس على إطفاء نور الله فأبى الله إلا أن يتم نوره بأمير المؤمنين ع فلما مات أبو الحسن ع جهد بن أبي حمزة و أصحابه على إطفاء نور الله فأبى الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ الخبر

4-  ب، ]قرب الإسناد[ الحسن بن ظريف عن أبيه ظريف بن ناصح قال كنت مع الحسين بن زيد و معه ابنه علي إذ مر بنا أبو الحسن موسى بن جعفر ص فسلم عليه ثم جاز فقلت جعلت فداك يعرف موسى قائم آل محمد قال فقال لي إن يكن أحد يعرفه فهو ثم قال و كيف لا يعرفه و عنده خط علي بن أبي طالب ع و إملاء رسول الله ص فقال علي ابنه يا أبة كيف لم يكن ذاك عند أبي زيد بن علي فقال يا بني إن علي بن الحسين و محمد بن علي سيد الناس و إمامهم فلزم يا بني أبوك زيد أخاه فتأدب بأدبه و تفقه بفقهه قال فقلت فإنه يا أبة إن حدث بموسى حدث يوصي إلى أحد من إخوته قال لا و الله ما يوصي إلا إلى ابنه أ ما ترى أي بني هؤلاء الخلفاء لا يجعلون الخلافة إلا في أولادهم

5-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمر بن يزيد قال كنت عند أبي الحسن ع فذكر محمد فقال إني جعلت علي أن لا يظلني و إياه سقف بيت فقلت في نفسي هذا يأمر بالبر و الصلة و يقول هذا لعمه قال فنظر إلي فقال هذا من البر و الصلة إنه متى يأتيني و يدخل علي فيقول و يصدقه الناس و إذا لم يدخل علي لم يقبل قوله إذا قال

6-  كا، ]الكافي[ بعض أصحابنا عن محمد بن حسان عن محمد بن رنجويه عن عبد الله بن الحكم الأرمني عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم الجعفري عن عبد الله بن المفضل مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال قال لما خرج الحسين بن علي المقتول بفخ و احتوى على المدينة دعا موسى بن جعفر ع إلى البيعة فأتاه فقال له يا ابن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا عبد الله ع فيخرج مني ما لا أريد كما خرج من أبي عبد الله ع ما لم يكن يريد فقال له الحسين إنما عرضت عليك أمرا فإن أردته دخلت فيه و إن كرهته لم أحملك عليه وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ ثم ودعه فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر ع حين ودعه يا ابن عم إنك مقتول فأجد الضراب فإن القوم فساق يظهرون إيمانا و يسرون شركا و إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أحتسبكم عند الله من عصبة ثم خرج الحسين و كان من أمره ما كان قتلوا كلهم كما قال ع

 بيان الفخ بفتح الفاء و تشديد الخاء بئر بينه و بين مكة فرسخ تقريبا و الحسين هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي ع و أمه زينب بنت بنت عبد الله بن الحسن و خرج في أيام موسى الهادي بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور و خرج معه جماعة كثيرة من العلويين. و كان خروجه بالمدينة في ذي القعدة سنة تسع و ستين و مائة بعد موت المهدي بمكة و خلافة الهادي ابنه. و روى أبو الفرج الأصبهاني بأسانيده عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري و غيره أنهم قالوا كان سبب خروج الحسين أن الهادي ولى المدينة إسحاق بن عيسى بن علي فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز فحمل على الطالبيين و أساء إليهم و طالبهم بالعرض كل يوم في المقصورة و وافى أوائل الحاج و قدم من الشيعة نحو من سبعين رجلا و لقوا حسينا و غيره فبلغ ذلك العمري و أغلظ أمر العرض و ألجأهم إلى الخروج فجمع الحسين يحيى و سليمان و إدريس بني عبد الله بن الحسن و عبد الله بن الحسن الأفطس و إبراهيم بن إسماعيل طباطبا و عمر بن الحسن بن علي بن الحسن المثلث و عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن المثنى و عبد الله بن جعفر الصادق ع و وجهوا إلى فتيان من فتيانهم و مواليهم فاجتمعوا ستة و عشرين رجلا من ولد علي ع و عشرة من الحاج و جماعة من الموالي. فلما أذن المؤذن الصبح دخلوا المسجد و نادوا أجد أجد و صعد الأفطس المنارة و جبر المؤذن على قول حي على خير العمل فلما سمعه العمري أحس بالشر و دهش و مضى هاربا على وجهه يسعى و يضرط حتى نجا و صلى الحسين بالناس الصبح و لم يتخلف عنه أحد من الطالبيين إلا الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن و موسى بن جعفر ع. فخطب بعد الصلاة و قال بعد الحمد و الثناء أنا ابن رسول الله على منبر رسول الله و في حرم رسول الله أدعوكم إلى سنة رسول الله ص أيها الناس أ تطلبون

  آثار رسول الله في الحجر و العود تمسحون بذلك و تضيعون بضعة منه قالوا فأقبل حماد البربري و كان مسلحة للسلطان بالمدينة في السلاح و معه أصحابه حتى وافوا باب المسجد فقصده يحيى بن عبد الله و في يده السيف فأراد حماد أن ينزل فبدره يحيى فضربه على جبينه و عليه البيضة و المغفر و القلنسوة فقطع ذلك كله و أطار قحف رأسه و سقط عن دابته و حمل على أصحابه فتفرقوا و انهزموا و حج في تلك السنة مبارك التركي فبدأ بالمدينة فبلغه خبر الحسين فبعث إليه من الليل أني و الله ما أحب أن تبتلى بي و لا أبتلى بك فابعث الليلة إلي نفرا من أصحابك و لو عشرة يبيتون عسكري حتى انهزم و اعتل بالبيات ففعل ذلك الحسين و وجه عشرة من أصحابه فجعجعوا بمبارك و صبحوا في نواحي عسكره فهرب و ذهب إلى مكة. و حج في تلك السنة العباس بن محمد و سليمان بن أبي جعفر و موسى بن عيسى فصار مبارك معهم و اعتل عليهم بالبيات و خرج الحسين قاصدا إلى مكة و معه من تبعه من أهله و مواليه و أصحابه و هم زهاء ثلاثمائة و استخلف رجلا على المدينة فلما صاروا بفخ تلقتهم الجيوش فعرض العباس على الحسين الأمان و العفو و الصلة فأبى ذلك أشد الإباء و كانت قادة الجيوش العباس و موسى و جعفر و محمد ابنا سليمان و مبارك التركي و الحسن الحاجب و حسين بن يقطين فالتقوا يوم التروية وقت الصلاة الصبح. فكان أول من بدأهم موسى فحملوا عليه فاستطرد لهم شيئا حتى انحدروا في الوادي و حمل عليهم محمد بن سليمان من خلفهم فطحنهم طحنة واحدة حتى قتل أكثر أصحاب الحسين و جعلت المسودة تصيح بالحسين يا حسين لك الأمان فيقول لا أمان أريد و يحمل عليهم حتى قتل و قتل معه سليمان بن عبد الله بن الحسن و عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن و أصابت الحسن بن محمد نشابة في عينه فتركها و جعل يقاتل أشد القتال حتى أمنوه ثم قتلوه و جاء الجند بالرءوس إلى موسى و العباس و عندهما جماعة من ولد الحسن و الحسين فلم يسألا أحدا منهم إلا موسى بن جعفر ع فقالا هذا رأس حسين قال نعم إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مضى و الله مسلما صالحا صواما آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله فلم يجيبوه بشي‏ء و حملت الأسرى إلى الهادي فأمر بقتلهم و مات في ذلك اليوم. و روي عن جماعة أن محمد بن سليمان لما حضرته الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة و هو يقول.

ألا ليت أمي لم تلدني و لم أكن لقيت حسينا يوم فخ و لا الحسن.

 فجعل يرددها حتى مات و روي في عمدة الطالب و معجم البلدان عن أبي نصر البخاري عن أبي جعفر الجواد ع أنه قال لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ

قوله و احتوى على المدينة أي غلب عليها و أحاط بها ما كلف ابن عمك أي محمد بن عبد الله و سمي أبا عبد الله عمه مجازا فأجد الضراب من الإجادة أي أحسن و يمكن أن يقرأ بتشديد الدال أي اجتهد و الضراب القتال فإن القوم أي بني العباس و أتباعهم فساق أي خارجون من الدين و يسرون شركا لأنهم لو كانوا موحدين لما عارضوا إماما نصبه الله و رسوله أحتسبكم عند الله أي أطلب أجر مصيبتكم من الله و أصبر عليها طلبا للأجر أو أظنكم عند الله في الدرجات العالية و العصبة بالتحريك قرابة الأب و يمكن أن يقرأ بضم العين و سكون الصاد كما في قوله تعالى وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ و هي الجماعة يتعصب بعضها لبعض

7-  كا، ]الكافي[ بالإسناد المتقدم عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفر ع أما بعد فإني أوصي نفسي بتقوى الله و بها أوصيك فإنها وصية الله في الأولين و وصيته في الآخرين خبرني من ورد علي من أعوان الله على دينه و نشر طاعته بما كان من تحننك مع خذلانك و قد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد ص و قد احتجبتها و احتجبها أبوك من قبلك و قديما ادعيتم ما ليس لكم و بسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم الله فاستهويتم و أضللتم و أنا محذرك ما حذرك الله من نفسه فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر ع من موسى بن أبي عبد الله جعفر و علي مشتركين في التذلل لله و طاعته إلى يحيى بن عبد الله بن الحسن أما بعد فإني أحذرك الله و نفسي و أعلمك أليم عذابه و شديد عقابه و تكامل نقماته و أوصيك و نفسي بتقوى الله فإنها زين الكلام و تثبيت النعم أتاني كتابك تذكر فيه أني مدع و أبي من قبل و ما سمعت ذلك مني و ستكتب شهادتهم و يسألون و لم يدع حرص الدنيا و مطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم و ذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك و ما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة و لا قلة بصيرة بحجة و لكن الله تبارك و تعالى خلق الناس أمشاجا و غرائب و غرائز فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما ما العترف في بدنك و ما الصهلج في الإنسان ثم اكتب إلي بخبر ذلك و أنا متقدم إليك أحذرك معصية الخليفة و أحثك على بره و طاعته و أن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار و يلزمك الخناق من كل مكان تتروح إلى النفس من كل مكان و لا تجده حتى يمن الله عليك بمنه و فضله و رقة الخليفة أبقاه الله فيؤمنك و يرحمك و يحفظ فيك أرحام رسول الله ص وَ السَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى قال الجعفري فبلغني أن كتاب موسى بن جعفر وقع في يدي هارون فلما قرأه قال الناس يحملوني على موسى بن جعفر و هو بري‏ء مما يرمى به

 إيضاح وصية النفس بالتقوى توطين النفس عليها قبل أمر الغير بها فإنها وصية الله إشارة إلى قوله تعالى وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ من تحننك أي بلغني إظهار محبتك لي و ترحمك علي مع عدم نصرتك لي و قيل أي محبتك للإمامة مع أنك مخذول و لا يخفى ما فيه للرضا أي لمن هو مرضي من آل محمد يجتمعون عليه و يرتضونه لا لنفسي و يحتمل أن يريد نفسه أو المعنى للعمل بما يرضى به آل محمد. و قد احتجبتها لعل فيه حذفا و إيصالا أي احتجبت بها و الضمير للمشهورة كناية عما هو مقتضاها من الإجابة إلى البيعة أو للبيعة بقرينة المقام أو للدعوة أي إجابتها أو المعنى شاورت الناس في الدعوى فاحتجبت عن مشاورتي و لم تحضرها فتفرق الناس لذلك عني و احتجبها أبوك أي عند دعوة محمد بن عبد الله و قديما ظرف لقومه ادعيتم. قوله فاستهويتم أي ذهبتم بأهواء الناس و عقولهم ما حذرك الله إشارة إلى قوله تعالى وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ قوله من موسى بن عبد الله في بعض النسخ عبدي الله و هو الأظهر بأن يكون عليه السلام ذكر في الكتاب انتسابه إلى الوالد الأكبر أيضا علي بن أبي طالب ع فقوله مشتركين على صيغة الجمع و في بعض النسخ أبي عبد الله و المراد ما ذكرنا أيضا و كذا على نسخة عبد الله أيضا بأن يكون الوصف بالعبودية مخصوصا بجعفر ع. و قيل كأنه أشرك أخاه علي بن جعفر معه في المكاتبة ليصرف بذلك عنه ما يصرف عن نفسه و قيل أشرك ابنه الرضا ع و قوله مشتركين على صيغة التثنية و تثبيت النعم أي سبب له أني مدع ظاهره إنكار دعوى الإمامة تقية و باطنه إنكار ادعاء ما ليس بحق كما زعمه مع أنه ع لم يصرح بالنفي بل قال ما سمعت ذلك مني و يسألون أي شهادتهم الزور و مطالبتها بالرفع عطفا على الحرص أو بالجر عطفا على الدنيا في دنياهم في للظرفية أو بمعنى مع و الحاصل أن حرص الدنيا صار سببا لئلا يخلص لهم شي‏ء للآخرة فإذا أرادوا عملا من أعمال الآخرة خلطوه بالأغراض الدنيوية و الأعمال الباطلة كالأمر بالمعروف الذي أردته خلطته بإنكار حق أهل الحق و معارضتهم و الافتراء عليهم فيحتمل أن تكون في سببية أيضا و قيل يعني أن حرصك على الدنيا و مطالبها صار سببا لفساد آخرتك في دنياك و التثبيط التعويق فيما في يديك أي ادعاء الإمامة ضعف عن سنة أي عجز عن معرفتها بل صار علمي سببا لعدم إظهار الحق قبل أوانه. قوله و لكن الله تبارك و تعالى خلق الناس أي جعل للإنسان أجزاء و أعضاء مختلفة فأخبرني عن هذين العضوين أو المعنى أن الله خلقهم ذوي غرائب و شئون متفاوتة و أي غريبة أغرب من دعواك الإمامة مع جهلك و سكوتي مع علمي و يقال تقدم إليه في كذا إذا أمره و أوصاه به و المراد بالخليفة خليفة الجور ظاهرا تقية و خليفة الحق يعني نفسه ع واقعا مع أنه يجب طاعة خلفاء الجور عند التقية و إنما كتب ع ذلك لعلمه بأنه سيقع في يد الملعون دفعا لضرره عن نفسه و عشيرته و شيعته قبل أن تأخذك الأظفار كناية عن الأسر تشبيها بطائر اصطاده بعض الجوارح. و يلزمك الخناق بالفتح مصدر خنقه إذا عصر حلقه أو بالكسر و هو الحبل الذي يخنق به أو بالضم و هو الداء الذي يمنع نفوذ النفس إلى الرية و القلب فتروح من باب التفعل بحذف إحدى التاءين أي تطلب الروح بالفتح و هو النسيم إلى النفس أي للتنفس من كل مكان متعلق بتروح فلا تجده أي الروح أو النفس و رقة الخليفة عطف علي منه يحملوني أي يغرونني.

 أقول و روى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين بأسانيده عن عنيزة القصباني قال رأيت موسى بن جعفر ع بعد عتمة و قد جاء إلى الحسين صاحب فخ فانكب عليه شبه الركوع و قال أحب أن تجعلني في سعة و حل من تخلفي عنك فأطرق الحسين طويلا لا يجيبه ثم رفع رأسه إليه فقال أنت في سعة

 و بأسانيد أخرى قال قال الحسين لموسى بن جعفر ع في الخروج فقال له إنك مقتول فأجد الضراب فإن القوم فساق يظهرون إيمانا و يضمرون نفاقا و شكا ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و عند الله جل و عز أحتسبكم من عصبة

 و بإسناده عن سليمان بن عباد قال لما أن لقي الحسين المسودة أقعد رجلا على جمل معه سيف يلوح به و الحسين يملي عليه حرفا حرفا يقول ناد فنادى يا معشر الناس يا معشر المسودة هذا الحسين ابن رسول الله و ابن عمه يدعوكم إلى كتاب الله و سنة رسول الله ص

 و بإسناده إلى أرطاة قال لما كانت بيعة الحسين بن علي صاحب فخ قال أبايعكم على كتاب الله و سنة رسول الله ص و على أن يطاع الله و لا يعصى و أدعوكم إلى الرضا من آل محمد و على أن يعمل فيكم بكتاب الله و سنة نبيه ص و العدل في الرعية و القسم بالسوية و على أن تقيموا معنا و تجاهدوا عدونا فإن نحن وفينا لكم وفيتم لنا و إن نحن لم نف لكم فلا بيعة لنا عليكم

 و بإسناده عن أبي صالح الفزاري قال سمع على مياه غطفان كلها ليلة قتل الحسين صاحب فخ هاتفا يهتف يقول 

ألا يا لقوم للسواد المصبح و مقتل أولاد النبي ببلدح‏ليبك حسينا كل كهل و أمرد من الجن إن لم يبك من الإنس نوح‏و إني لجني و إن معرسي لبالبرقة السوداء من دون زحزح.

فسمعها الناس لا يدرون ما الخبر حتى أتاهم قتل الحسين.

 و بإسناده عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال مر النبي ص بفخ فنزل فصلى ركعة فلما صلى الثانية بكى و هو في الصلاة فلما رأى الناس النبي ص يبكي بكوا فلما انصرف قال ما يبكيكم قالوا لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله قال نزل علي جبرئيل لما صليت الركعة الأولى فقال لي يا محمد إن رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان و أجر الشهيد معه أجر شهيدين

 و بإسناده عن النضر بن قرواش قال أكريت جعفر بن محمد ع من المدينة فلما رحلنا من بطن مر قال لي يا نصر إذا انتهيت إلى فخ فأعلمني قلت أ و لست تعرفه قال بلى و لكن أخشى أن تغلبني عيني فلما انتهينا إلى فخ دنوت من المحمل فإذا هو نائم فتنحنحت فلم ينتبه فحركت المحمل فجلس فقلت قد بلغت فقال حل محملي ثم قال صل القطار فوصلته ثم تنحيت به عن الجادة فأنخت بعيره فقال ناولني الإداوة و الركوة فتوضأ و صلى ثم ركب فقلت له جعلت فداك رأيتك قد صنعت شيئا أ فهو من مناسك الحج قال لا و لكن يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة

  -8  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ع فقال له رأيت ابنك موسى يصلي و الناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم و فيه ما فيه فقال أبو عبد الله ع ادعوا لي موسى فدعي فقال له يا بني إن أبا حنيفة يذكر أنك كنت تصلي و الناس يمرون بين يديك فلم تنههم فقال نعم يا أبت إن الذي كنت أصلي له كان أقرب إلي منهم يقول الله عز و جل وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ قال فضمه أبو عبد الله ع إلى نفسه ثم قال بأبي أنت و أمي يا مودع الأسرار

9-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن جعفر بن المثنى الخطيب عن محمد بن الفضيل و بشير بن إسماعيل قال قال لي محمد أ لا أسرك يا ابن المثنى قال قلت بلى و قمت إليه قال دخل هذا الفاسق آنفا فجلس قبالة أبي الحسن الكاظم ثم أقبل عليه فقال له يا أبا الحسن ما تقول في المحرم أ يستظل على المحمل فقال له لا قال فيستظل في الخباء فقال له نعم فأعاد عليه القول شبه المستهزئ يضحك فقال يا أبا الحسن فما فرق بين هذا و هذا فقال يا با يوسف إن الدين ليس بقياس كقياسك أنتم تلعبون بالدين إنا صنعنا كما صنع رسول الله ص و قلنا كما قال رسول الله ص كان رسول الله يركب راحلته فلا يستظل عليها و تؤذيه الشمس فيستر جسده بعضه ببعض و ربما ستر وجهه بيده و إذا نزل استظل بالخباء و في البيت و في الجدار

10-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه قال رأيت عبد الله بن جندب بالموقف فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه ما زال مادا يديه إلى السماء و دموعه تسيل على خده حتى تبلغ الأرض فلما انصرف الناس قلت له يا أبا محمد ما رأيت موقفا قط أحسن من موقفك قال و الله ما دعوت إلا لإخواني و ذلك أن أبا الحسن موسى بن جعفر ع أخبرني أنه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش ها و لك مائة ألف ضعف مثله فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحد لا أدري يستجاب أم لا

11-  كا، ]الكافي[ أحمد بن محمد العاصمي عن علي بن الحسين السلمي عن علي بن أسباط عن إبراهيم بن أبي البلاد أو عبد الله بن جندب قال كنت في الموقف فلما أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلمت عليه و كان مصابا بإحدى عينيه و إذا عينه الصحيحة حمراء كأنها حلقة دم فقلت له قد أصبت بإحدى عينيك و أنا و الله مشفق على الأخرى فلو قصرت من البكاء قليلا فقال لا و الله يا أبا محمد ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة فقلت لمن دعوت قال دعوت لإخواني لأني سمعت أبا عبد الله ع يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب وكل الله به ملكا يقول و لك مثلاه فأردت أن أكون إنما أدعو لإخواني و يكون الملك يدعو لي لأني في شك من دعائي لنفسي و لست في شك من دعاء الملك

12-  ختص، ]الإختصاص[ أبو العباس أحمد بن محمد بن القاسم الكوفي عن علي بن محمد بن يعقوب الكوفي عن علي بن فضال عن ابن أسباط مثله

13-  كا، ]الكافي[ الحسين بن الحسن الهاشمي عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن خالد عن زياد بن أبي سلمة قال دخلت على أبي الحسن موسى ع فقال لي يا زياد إنك لتعمل عمل السلطان قال قلت أجل قال لي و لم قلت أنا رجل لي مروة و علي عيال و ليس وراء ظهري شي‏ء فقال لي يا زياد لأن أسقط من حالق فأنقطع قطعة قطعة أحب إلي من أن أتولى لأحد منهم عملا أو أطأ بساط رجل منهم إلا لما ذا قلت لا أدري جعلت فداك قال إلا لتفريج كربة عن مؤمن أو فك أسره أو قضاء دينه يا زياد إن أهون ما يصنع الله بمن تولى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله من حساب الخلائق يا زياد فإن وليت شيئا من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك فواحدة بواحدة و الله من وراء ذلك يا زياد أيما رجل منكم تولى لأحد منهم عملا ثم ساوى بينكم و بينهم فقولوا له أنت منتحل كذاب يا زياد إذا ذكرت مقدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليك غدا و نفاد ما أتيت إليهم عنهم و بقاء ما أتيت إليهم عليك

 بيان و الله من وراء ذلك أي عفوه و غفرانه أو حسابه و حقه تعالى لما خالفت أمره

14-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن إبراهيم بن صالح عن رجل من الجعفريين قال كان بالمدينة عندنا رجل يكنى أبا القمقام و كان محارفا فأتى أبا الحسن ع فشكا إليه حرفته و أخبره أنه لا يتوجه في حاجة له فتقضى له فقال له أبو الحسن ع قل في آخر دعائك من صلاة الفجر سبحان الله العظيم و بحمده أستغفر الله و أتوب إليه و أسأله من فضله عشر مرات قال أبو القمقام فلزمت ذلك فو الله ما لبثت إلا قليلا حتى ورد علي قوم من البادية فأخبروني أن رجلا من قومي مات و لم يعرف له وارث غيري فانطلقت فقبضت ميراثه و أنا مستغن

15-  الفصول المهمة، شاعره السيد الحميري بوابه محمد بن الفضل

  -16  من كتاب قضاء حقوق المؤمنين، لأبي علي بن طاهر الصوري بإسناده عن رجل من أهل الري قال ولي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد و كان علي بقايا يطالبني بها و خفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي و قيل لي إنه ينتحل هذا المذهب فخفت أن أمضي إليه فلا يكون كذلك فأقع فيما لا أحب فاجتمع رأيي على أني هربت إلى الله تعالى و حججت و لقيت مولاي الصابر يعني موسى بن جعفر ع فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوبا نسخته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اعلم أن لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلا من أسدى إلى أخيه معروفا أو نفس عنه كربة أو أدخل على قلبه سرورا و هذا أخوك و السلام قال فعدت من الحج إلى بلدي و مضيت إلى الرجل ليلا و استأذنت عليه و قلت رسول الصابر ع فخرج إلي حافيا ماشيا ففتح لي بابه و قبلني و ضمني إليه و جعل يقبل بين عيني و يكرر ذلك كلما سألني عن رؤيته ع و كلما أخبرته بسلامته و صلاح أحواله استبشر و شكر الله ثم أدخلني داره و صدرني في مجلسه و جلس بين يدي فأخرجت إليه كتابه ع فقبله قائما و قرأه ثم استدعى بماله و ثيابه فقاسمني دينارا دينارا و درهما درهما و ثوبا ثوبا و أعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته و في كل شي‏ء من ذلك يقول يا أخي هل سررتك فأقول إي و الله و زدت على السرور ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي و أعطاني براءة مما يتوجه علي منه و ودعته و انصرفت عنه فقلت لا أقدر على مكافاة هذا الرجل إلا بأن أحج في قابل و أدعو له و ألقى الصابر ع و أعرفه فعله ففعلت و لقيت مولاي الصابر ع و جعلت أحدثه و وجهه يتهلل فرحا فقلت يا مولاي هل سرك ذلك فقال إي و الله لقد سرني و سر أمير المؤمنين و الله لقد سر جدي رسول الله ص و لقد سر الله تعالى

17-  ختص، ]الإختصاص[ ابن الوليد قال حمل إلى محمد بن موسى بن المتوكل رقعة من أبي الحسن الأسدي قال حدثني سهل بن زياد الآدمي لما أن صنف عبد الله بن المغيرة كتابه وعد أصحابه أن يقرأ عليهم في زاوية من زوايا مسجد الكوفة و كان له أخ مخالف فلما أن حضروا لاستماع الكتاب جاء الأخ و قعد قال فقال لهم انصرفوا اليوم فقال الأخ أين ينصرفون فإني أيضا جئت لما جاءوا قال فقال له لما جاءوا قال يا أخي أريت فيما يرى النائم أن الملائكة تنزل من السماء فقلت لما ذا ينزلون هؤلاء فقال قائل ينزلون يستمعون الكتاب الذي يخرجه عبد الله بن المغيرة فأنا أيضا جئت لهذا و أنا تائب إلى الله قال فسر عبد الله بن المغيرة بذلك

18-  أعلام الدين للديلمي، روي عن أبي حنيفة أنه قال أتيت الصادق ع لأسأله عن مسائل فقيل لي إنه نائم فجلست أنتظر انتباهه فرأيت غلاما خماسيا أو سداسيا جميل المنظر ذا هيبة و حسن سمت فسألت عنه فقالوا هذا موسى بن جعفر فسلمت عليه و قلت له يا ابن رسول الله ما تقول في أفعال العباد ممن هي فجلس ثم تربع و جعل كمه الأيمن على الأيسر و قال يا نعمان قد سألت فاسمع و إذا سمعت فعه و إذا وعيت فاعمل إن أفعال العباد لا تعدو من ثلاث خصال إما من الله على انفراده أو من الله و العبد شركة أو من العبد بانفراده فإن كانت من الله على انفراده فما باله سبحانه يعذب عبده على ما لم يفعله مع عدله و رحمته و حكمته و إن كانت من الله و العبد شركة فما بال الشريك القوي يعذب شريكه على ما قد شركه فيه و أعانه عليه قال استحال الوجهان يا نعمان فقال نعم فقال له فلم يبق إلا أن يكون من العبد على انفراده ثم أنشأ يقول

لم تخل أفعالنا التي نذم بها إحدى ثلاث خصال حين نبديهاإما تفرد بارينا بصنعتها فيسقط اللوم عنا حين نأتيها

 أو كان يشركنا فيها فيلحقه ما كان يلحقنا من لائم فيهاأو لم يكن لإلهي في جنايتها ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها

19-  الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة، قال قال نفيع الأنصاري لموسى بن جعفر ع و كان مع عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فمنعه من كلامه فأبى من أنت فقال إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله بن إسماعيل ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله و إن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله على المسلمين و عليك إن كنت منهم الحج إليه و إن كنت تريد المناظرة في الرتبة فما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حين قالوا يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش فانصرف مخزيا و قال لقي ع الرشيد حين قدومه إلى المدينة على بغلته فاعترض عليه في ذلك فقال تطأطأت عن خيلاء الخيل و ارتفعت عن ذلة العير و خير الأمور أوسطها

20-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ أحمد بن محمد بن الحسين البزاز عن أبي طاهر الشاماتي عن بشر بن محمد بن بشر عن أحمد بن سهل بن ماهان عن عبيد الله البزاز النيسابوري و كان مسنا قال كان بيني و بين حميد بن قحطبة الطائي الطوسي معاملة فرحلت إليه في بعض الأيام فبلغه خبر قدومي فاستحضرني للوقت و علي ثياب السفر لم أغيرها و ذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظهر فلما دخلت إليه رأيته في بيت يجري فيه الماء فسلمت عليه و جلست فأتي بطست و إبريق فغسل يديه ثم أمرني فغسلت يدي و أحضرت المائدة و ذهب عني أني صائم و أني في شهر رمضان ثم ذكرت فأمسكت يدي فقال لي حميد ما لك لا تأكل فقلت أيها الأمير هذا شهر رمضان و لست بمريض و لا بي علة توجب الإفطار و لعل الأمير له عذر في ذلك أو علة توجب الإفطار فقال ما بي علة توجب الإفطار و إني لصحيح البدن ثم دمعت عيناه و بكى فقلت له بعد ما فرغ من طعامه ما يبكيك أيها الأمير فقال أنفذ إلي هارون الرشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب فلما دخلت عليه رأيت بين يديه شمعة تتقد و سيفا أحضر مسلولا و بين يديه خادم واقف فلما قمت بين يديه رفع رأسه إلي فقال كيف طاعتك لأمير المؤمنين فقلت بالنفس و المال فأطرق ثم أذن لي في الانصراف فلم ألبث في منزلي حتى عاد الرسول إلي و قال أجب أمير المؤمنين فقلت في نفسي إنا لله أخاف أن يكون قد عزم على قتلي و إنه لما رآني استحيا مني فعدت إلى بين يديه فرفع رأسه إلي فقال كيف طاعتك لأمير المؤمنين فقلت بالنفس و المال و الأهل و الولد فتبسم ضاحكا ثم أذن لي في الانصراف فلما دخلت منزلي لم ألبث أن عاد الرسول إلي فقال أجب أمير المؤمنين فحضرت بين يديه و هو على حاله فرفع رأسه إلي فقال كيف طاعتك لأمير المؤمنين فقلت بالنفس و المال و الأهل و الولد و الدين فضحك ثم قال لي خذ هذا السيف و امتثل ما يأمرك به هذا الخادم قال فتناول الخادم السيف و ناولنيه و جاء بي إلى بيت بابه مغلق ففتحه فإذا فيه بئر في وسطه و ثلاثة بيوت أبوابها مغلقة ففتح باب بيت منها فإذا فيه عشرون نفسا عليهم الشعور و الذوائب شيوخ و كهول و شبان مقيدون فقال لي إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء و كانوا كلهم علوية من ولد علي و فاطمة ع فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه حتى أتيت على آخرهم ثم رمى بأجسادهم و رءوسهم في تلك البئر ثم فتح باب بيت آخر فإذا فيه أيضا عشرون نفسا من العلوية من ولد علي و فاطمة ع مقيدون فقال لي إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه و يرمي به في تلك البئر حتى أتيت على آخرهم ثم فتح باب البيت الثالث فإذا فيه مثلهم عشرون نفسا من ولد علي و فاطمة مقيدون عليهم الشعور و الذوائب فقال لي إن أمير المؤمنين يأمرك أن تقتل هؤلاء أيضا فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه فيرمي به في تلك البئر حتى أتيت على تسع عشرة نفسا منهم و بقي شيخ منهم عليه شعر فقال لي تبا لك يا مشوم أي عذر لك يوم القيامة إذا قدمت على جدنا رسول الله ص و قد قتلت من أولاده ستين نفسا قد ولدهم علي و فاطمة ع فارتعشت يدي و ارتعدت فرائصي فنظر إلي الخادم مغضبا و زبرني فأتيت على ذلك الشيخ أيضا فقتلته و رمى به في تلك البئر فإذا كان فعلي هذا و قد قتلت ستين نفسا من ولد رسول الله ص فما ينفعني صومي و صلاتي و أنا لا أشك أني مخلد في النار

21-  ختص، ]الإختصاص[ من أصحابه ع علي بن يقطين علي بن سويد السائي و ساية قرية من سواد المدينة محمد بن سنان محمد بن أبي عمير الأزدي

22-  ختص، ]الإختصاص[ قال أبو حنيفة يوما لموسى بن جعفر ع أخبرني أي شي‏ء كان أحب إلى أبيك العود أم الطنبور قال لا بل العود فسئل عن ذلك فقال يحب عود البخور و يبغض الطنبور

  -23  ختص، ]الإختصاص[ حماد بن عيسى الجهني البصري كان أصله كوفيا و مسكنه البصرة و عاش نيفا و تسعين سنة روى عن أبي عبد الله ع و مات بوادي قباء بالمدينة و هو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة و مات سنة تسع و مائتين حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن عن ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن حماد بن عيسى قال دخلت على أبي الحسن الأول ع فقلت له جعلت فداك ادع الله لي أن يرزقني دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج في كل سنة فقال اللهم صل على محمد و آل محمد و ارزقه دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج خمسين سنة قال حماد فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة قال حماد و حججت ثمان و أربعين حجة و هذه داري قد رزقتها و هذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي و هذا ابني و هذه خادمتي قد رزقت كل ذلك فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ثم خرج بعد الخمسين حاجا فزامل أبا العباس النوفلي القصير فلما صار في موضع الإحرام دخل يغتسل في الوادي فحمله فغرقه الماء رحمه الله و أباه قبل أن يحج زيادة على خمسين عاش إلى وقت الرضا ع و توفي سنة تسع و مائتين و كان من جهينة

24-  عمدة الطالب، يحيى صاحب الديلم ابن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع قد هرب إلى بلاد الديلم و ظهر هناك و اجتمع عليه الناس و بايعه أهل تلك الأعمال و عظم أمره و خاف الرشيد لذلك و أهمه و انزعج منه غاية الانزعاج فكتب إلى الفضل بن يحيى البرمكي أن يحيى بن عبد الله قذاة في عيني فأعطه ما شاء و اكفني أمره فسار إليه الفضل في جيش كثيف و أرسل إليه بالرفق و التحذير و الترغيب و الترهيب فرغب يحيى في الأمان فكتب له الفضل أمانا مؤكدا و أخذ يحيى و جاء به إلى الرشيد و يقال إنه صار إلى الديلم مستجيرا فباعه صاحب الديلم من الفضل بن يحيى بمائة ألف درهم و مضى يحيى إلى المدينة فأقام بها إلى أن سعى به عبد الله بن الزبير إلى الرشيد

25-  كتاب المقتضب، لابن عياش عن صالح بن الحسين النوفلي عن ذي النون المصري قال خرجت في بعض سياحتي حتى كنت ببطن السماوة فأفضى لي المسير إلى تدمر فرأيت بقربها أبنية عادية قديمة فساورتها فإذا هي من حجارة منقورة فيها بيوت و غرف من حجارة و أبوابها كذلك بغير ملاط و أرضها كذلك حجارة صلدة فبينا أجول فيها إذ بصرت بكتابة غريبة على حائط منها فقرأته فإذا هو

أنا ابن منى و المشعرين و زمزم و مكة و البيت العتيق المعظم‏و جدي النبي المصطفى و أبي الذي ولايته فرض على كل مسلم‏و أمي البتول المستضاء بنورها إذا ما عددناها عديلة مريم‏و سبطا رسول الله عمي و والدي و أولاده الأطهار تسعة أنجم‏متى تعتلق منهم بحبل ولاية تفز يوم يجزى الفائزون و تنعم‏أئمة هذا الخلق بعد نبيهم فإن كنت لم تعلم بذلك فاعلم‏أنا العلوي الفاطمي الذي ارتمى به الخوف و الأيام بالمرء ترتمي‏فضاقت بي الأرض الفضاء برحبها و لم أستطع نيل السماء بسلم‏فألممت بالدار التي أنا كاتب عليها بشعري فاقرأ إن شئت و ألمم‏و سلم لأمر الله في كل حالة فليس أخو الإسلام من لم يسلم

قال ذو النون فعلمت أنه علوي قد هرب و ذلك في خلافة هارون و وقع إلى ما هناك فسألت من ثم من سكان هذه الدار و كانوا من بقايا القبط الأول هل تعرفون من كتب هذا الكتاب قالوا لا و الله ما عرفناه إلا يوما واحدا فإنه نزل بنا فأنزلناه فلما كان صبيحة ليلته غدا فكتب هذا الكتاب و مضى قلت أي رجل كان قالوا رجل عليه أطمار رثة تعلوه هيبة و جلالة و بين عينيه نور شديد لم يزل ليلته قائما و راكعا و ساجدا إلى أن انبلج له الفجر فكتب و انصرف

 أقول لا يبعد كونه الكاظم ع ذهب و كتب لإتمام الحجة عليهم

26-  مقاتل الطالبيين، بأسانيده عن جماعة أنهم قالوا إن يحيى بن عبد الله بن الحسن لما قتل أصحاب فخ كان في قبلهم فاستتر مدة يجول في البلدان و يطلب موضعا يلجأ إليه و علم الفضل بن يحيى بمكانه في بعض النواحي فأمره بالانتقال عنه و قصد الديلم و كتب له منشورا لا يعرض له أحد فمضى متنكرا حتى ورد الديلم و بلغ الرشيد خبره و هو في بعض الطريق فولى الفضل بن يحيى نواحي المشرق و أمره بالخروج إلى يحيى فلما علم الفضل بمكان يحيى كتب إليه إني أريد أن أحدث بك عهدا و أخشى أن تبتلى بي و أبتلى بك فكاتب صاحب الديلم فإني قد كاتبته لك لتدخل إلى بلاده فتمتنع به ففعل ذلك يحيى و كان صحبه جماعة من أهل الكوفة و فيهم الحسن بن صالح بن حي كان يذهب مذهب الزيدية البترية في تفضيل أبي بكر و عمر و عثمان في ست سنين من إمارته و تكفيره في باقي عمره و يشرب النبيذ و يمسح على الخفين فكان يخالف يحيى في أمره و يفسد أصحابه فحصل بينهما بذلك تنافر و ولى الرشيد الفضل جميع كور المشرق و خراسان و أمره بقصد يحيى و الجد به و بذل الأمان و الصلة له إن قبل ذلك فمضى الفضل فيمن ندب معه و راسل يحيى فأجابه إلى قبوله لما رأى من تفرق أصحابه و سوء رأيهم فيه و كثرة خلافهم عليه إلا أنه لم يرض الشرائط التي شرطت له و لا الشهود الذين شهدوا له و بعث بالكتاب إلى الفضل فبعث به إلى الرشيد فكتب له على ما أراد و شهد له من التمس فلما ورد كتاب الرشيد على الفضل و قد كتب الأمان على ما رسم يحيى و أشهد الشهود الذين التمسهم و جعل الأمان على نسختين إحداهما مع يحيى و الأخرى معه شخص يحيى مع الفضل حتى وافى بغداد و دخلها معادله في عمارية على بغل فلما قدم يحيى أجازه الرشيد بجوائز سنية يقال إن مبلغها مائتا ألف دينار و غير ذلك من الخلع و الحملان فأقام على ذلك مدة و في نفسه الحيلة على يحيى و التتبع له و طلب العلل عليه و على أصحابه ثم إن نفرا من أهل الحجاز تحالفوا على السعاية بيحيى و هم عبد الله بن مصعب الزبيري و أبو البختري وهب بن وهب و رجل من بني زهرة و رجل من بني مخزوم فوافوا الرشيد لذلك و احتالوا إلى أن أمكنهم ذكره له و أشخصه الرشيد إليه و حبسه عند مسرور الكبير في سرداب فكان في أكثر الأيام يدعوه و يناظره إلى أن مات في حبسه و اختلف كيف كانت وفاته فقيل إنه دعاه يوما و جمع بينه و بين ابن مصعب ليناظره فيما رفع إليه فجبهه ابن مصعب بحضرة الرشيد و قال إن هذا دعاني إلى بيعته فقال يحيى يا أمير المؤمنين أ تصدق هذا علي و تستنصحه و هو ابن عبد الله بن الزبير الذي أدخل أباك و ولده الشعب و أضرم عليهم النار حتى تخلصهم أبو عبد الله الجدلي صاحب علي ع و هو الذي بقي أربعين يوما لا يصلي على النبي ص في خطبته حتى التاث عليه الناس فقال إن له أهل بيت سوء إذا ذكرته اشرأبت نفوسهم إليه و فرحوا بذلك فلا أحب أن أقر أعينهم بذلك و هو الذي فعل بعبد الله بن العباس ما لا خفاء به عليك و طال الكلام بينهما حتى قال يحيى و مع ذلك هو الخارج مع أخي على أبيك و قال في ذلك أبياتا منها

قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا إن الخلافة فيكم يا بني حسن

 قال فتغير وجه الرشيد عند سماع الأبيات فابتدأ ابن مصعب يحلف بالله الذي لا إله إلا هو و بأيمان البيعة أن هذا الشعر ليس له فقال يحيى و الله يا أمير المؤمنين ما قاله غيره و ما حلفت بالله كاذبا و لا صادقا قبل هذا و إن الله إذا مجده العبد في يمينه استحيا أن يعاقبه فدعني أحلفه بيمين ما حلف بها أحد قط كاذبا إلا عوجل قال حلفه قال قل برئت من حول الله و قوته و اعتصمت بحولي و قوتي و تقلدت الحول و القوة من دون الله استكبارا على الله و استغناء عنه و استعلاء عليه إن كنت قلت هذا الشعر فامتنع عبد الله منه فغضب الرشيد و قال للفضل بن الربيع هنا شي‏ء ما له لا يحلف إن كان صادقا فرفس الفضل عبد الله برجله و صاح به احلف ويحك و كان له فيه هوى فحلف باليمين و وجهه متغير و هو يرعد فضرب يحيى بين كتفيه ثم قال يا ابن مصعب قطعت و الله عمرك و الله لا تفلح بعدها فما برح من موضعه حتى أصابه الجذام فتقطع و مات في اليوم الثالث فحضر الفضل جنازته و مشى معها و مشى الناس معه فلما وضعوه في لحده و جعلوا اللبن فوقه انخسف القبر به و خرجت منه غبرة عظيمة فصاح الفضل التراب التراب فجعل يطرح و هو يهوي فدعا بأحمال شوك و طرحها فهوت فأمر حينئذ بالقبر فسقف بخشب و أصلحه و انصرف منكسرا فكان الرشيد بعد ذلك يقول للفضل رأيت يا عباسي ما أسرع ما أديل يحيى من ابن مصعب ثم جمع له الرشيد الفقهاء و فيهم محمد بن الحسن صاحب أبي يوسف و الحسن بن زياد اللؤلؤي و أبو البختري فجمعوا في مجلس فخرج إليهم مسرور الكبير بالأمان فبدأ بمحمد بن الحسن فنظر فيه فقال هذا أمان مؤكد لا حيلة فيه فصاح عليه مسرور هاته فدفعه إلى الحسن بن زياد فقال بصوت ضعيف هو أمان فاستلبه أبو البختري و قال هذا باطل منتقض قد شق العصا و سفك الدم فاقتله و دمه في عنقي فدخل مسرور إلى الرشيد و أخبره فقال اذهب و قل له خرفه إن كان باطلا بيدك فجاء مسرور فقال له ذلك فقال شقه أبا هاشم قال له مسرور بل شقه أنت إن كان منتقضا فأخذ سكينا و جعل يشقه و يده ترتعد حتى صيره سيورا فأدخله مسرور على الرشيد فوثب فأخذه من يده و هو فرح و وهب لأبي البختري ألف ألف و ستمائة ألف و ولاه قضاء القضاة و صرف الآخرين و منع محمد بن الحسن من الفتيا مدة طويلة و أجمع على إنفاذ ما أراد في يحيى فروي عن رجل كان مع يحيى في المطبق قال كنت منه قريبا فكان في أضيق البيوت و أظلمها فبينا نحن ذات ليلة كذلك إذ سمعنا صوت الأقفال و قد مضى من الليل هجعة فإذا هارون قد أقبل على برذون له فوقف ثم قال أين هذا يعني يحيى قالوا في هذا البيت قال علي به فأدني إليه فجعل هارون يكلمه بشي‏ء لم أفهمه فقال خذوه فأخذ فضربه مائة عصا و يحيى يناشده الله و الرحم و القرابة من رسول الله ص و يقول بقرابتي منك فيقول ما بيني و بينك قرابة ثم حمل فرد إلى موضعه فقال كم أجريتم عليه قالوا أربعة أرغفة و ثمانية أرطال ماء قال اجعلوه على النصف ثم خرج و مكث ليالي ثم سمعنا وقعا فإذا نحن به حتى دخل فوقف موقفه فقال علي به فأخرج ففعل به مثل فعله ذلك و ضربه مائة عصا أخرى و يحيى يناشده فقال كم أجريتم عليه قالوا رغيفين و أربعة أرطال ماء قال اجعلوه على النصف ثم خرج و عاود الثالثة و قد مرض يحيى و ثقل فلما دخل قال علي به قالوا هو عليل مدنف لما به قال كم أجريتم عليه قالوا رغيفا و رطلين ماء قال اجعلوه على النصف ثم خرج فلم يلبث يحيى أن مات فأخرج إلى الناس فدفن

 و عن إبراهيم بن رياح أنه بنى عليه أسطوانة بالرافقة و هو حي

 و عن علي بن محمد بن سليمان أنه دس إليه في الليل من خنقه حتى تلف قال و بلغني أنه سقاه سما

  و عن محمد بن أبي الحسناء أنه أجاع السباع ثم ألقاه إليها فأكلته

 و عن عبد الله بن عمر العمري قال دعينا لمناظرة يحيى بن عبد الله بحضرة الرشيد فجعل يقول له يا يحيى اتق الله و عرفني أصحابك السبعين لئلا ينتقض أمانك و أقبل علينا فقال إن هذا لم يسم أصحابه فكلما أردت أخذ إنسان يبلغني عنه شي‏ء أكرهه ذكر أنه ممن أمنت فقال يحيى يا أمير المؤمنين أنا رجل من السبعين فما الذي نفعني من الأمان أ فتريد أن أدفع إليك قوما تقتلهم معي لا يحل لي هذا قال ثم خرجنا ذلك اليوم و دعانا له يوما آخر فرأيته أصفر اللون متغيرا فجعل الرشيد يكلمه فلا يجيبه فقال أ لا ترون إليه لا يجيبني فأخرج إلينا لسانه قد صار أسود مثل الحممة يرينا أنه لا يقدر على الكلام فاستشاط الرشيد و قال إنه يريكم أني سقيته السم و و الله لو رأيت عليه القتل لضربت عنقه صبرا ثم خرجنا من عنده فما صرنا في وسط الدار حتى سقط على وجهه لآخر ما به

 و عن إدريس بن محمد بن يحيى كان يقول قتل جدي بالجوع و العطش في الحبس

 و عن الزبير بن بكار عن عمه أن يحيى لما أخذ من الرشيد المائتي الألف الدينار قضى بها دين الحسين صاحب فخ و كان الحسين خلف مائتي ألف دينار دينا و قال خرج مع يحيى عامر بن كثير السراج و سهل بن عامر البجلي و يحيى بن عبد الله بن يحيى بن مساور و كان من أصحابه علي بن هاشم بن البريد و عبد الله بن علقمة و مخول بن إبراهيم النهدي فحبسهم جميعا هارون في المطبق فمكثوا فيه اثنتي عشرة سنة

 أقول أوردت أحوال كثير من عشائره و أصحابه في باب معجزاته و باب مكارم أخلاقه و باب مناظراته و ما جرى بينه و بين خلفاء زمانه و باب شهادته ع و باب إبطال مذهب الواقفة