باب 8- أحوال أزواجه و أولاده صلوات الله عليه و فيه نفي إمامة إسماعيل و عبد الله

1-  كشف، ]كشف الغمة[ قال محمد بن طلحة و أما أولاده فكانوا سبعة ستة ذكور و بنت واحدة و قيل أكثر من ذلك و أسماء أولاده موسى و هو الكاظم ع و إسماعيل و محمد و علي و عبد الله و إسحاق و أم فروة

 و قال عبد العزيز بن الأخضر ولد جعفر بن محمد ع إسماعيل الأعرج و عبد الله و أم فروة و أمهم فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب و موسى بن جعفر الإمام و أمه حميدة أم ولد و إسحاق و محمد و فاطمة تزوجها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فماتت عنده و أمهم أم ولد و يحيى و العباس و أسماء و فاطمة الصغرى و هم لأمهات أولاد شتى

 و قال ابن الخشاب كان له ستة بنين و ابنة واحدة إسماعيل و موسى الإمام ع و محمد و علي و عبد الله و إسحاق و أم فروة و هي التي زوجها من ابن عمه الخارج مع زيد بن علي

2-  شا، ]الإرشاد[ كان لأبي عبد الله ع عشرة أولاد إسماعيل و عبد الله و أم فروة أمهم فاطمة بنت الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و موسى ع و إسحاق و محمد لأم ولد و العباس و علي و أسماء و فاطمة لأمهات أولاد شتى و كان إسماعيل أكبر إخوته و كان أبو عبد الله ع شديد المحبة له و البر به و الإشفاق عليه و كان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه و الخليفة له من بعده إذ كان أكبر إخوته سنا و لميل أبيه إليه و إكرامه له فمات في حياة أبيه ع بالعريض و حمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع

 و روي أن أبا عبد الله ع جزع عليه جزعا شديدا و حزن عليه حزنا عظيما و تقدم سريره بغير حذاء و لا رداء و أمر بوضع سريره على الأرض مرارا كثيرة و كان يكشف عن وجهه و ينظر إليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده و إزالة الشبهة عنه في حياته و لما مات إسماعيل رحمة الله عليه انصرف عن القول بإماتة بعد أبيه من كان يظن ذلك و يعتقده من أصحاب أبيه ع و أقام على حياته شرذمة لم تكن من خاصة أبيه و لا من الرواة عنه و كانوا من الأباعد و الأطراف فلما مات الصادق ع انتقل فريق منهم إلى القول بإمامة موسى بن جعفر ع بعد أبيه و افترق الباقون فرقتين فريق منهم رجعوا على حياة إسماعيل و قالوا بإمامة ابنه محمد بن إسماعيل لظنهم أن الإمامة كانت في أبيه و أن الابن أحق بمقام الإمامة من الأخ و فريق ثبتوا على حياة إسماعيل و هم اليوم شذاذ لا يعرف منهم أحد يومئ إليه و هذان الفريقان يسميان بالإسماعيلية و المعروف منهم الآن من يزعم أن الإمامة بعد إسماعيل في ولده و ولد ولده إلى آخر الزمان و كان عبد الله بن جعفر أكبر إخوته بعد إسماعيل و لم يكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام و كان متهما بالخلاف على أبيه في الاعتقاد فيقال إنه كان يخالط الحشوية و يميل إلى مذاهب المرجئة و ادعى بعد أبيه الإمامة و احتج بأنه أكبر إخوته الباقين فتابعه على قوله جماعة من أصحاب أبي عبد الله ع ثم رجع أكثرهم بعد ذلك إلى القول بإمامة أخيه موسى ع لما تبينوا ضعف دعواه و قوة أمر أبي الحسن و دلالة حقيقته و براهين إمامته و أقام نفر يسير منهم على أمرهم و دانوا بإمامة عبد الله و هم الطائفة الملقبة بالفطحية و إنما لزمهم هذا اللقب لقولهم بإمامة عبد الله و كان أفطح الرجلين و يقال إنهم لقبوا بذلك لأن داعيهم إلى إمامة عبد الله كان يقال له عبد الله بن أفطح و كان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل و الصلاح و الورع و الاجتهاد و روى عنه الناس الحديث و الآثار و كان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول حدثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر ع و كان إسحاق يقول بإمامة أخيه موسى بن جعفر ع و روي عن أبيه النص بالإمامة على أخيه موسى ع و كان محمد بن جعفر سخيا شجاعا و كان يصوم يوما و يفطر يوما و يرى رأي الزيدية بالخروج بالسيف

 و روي عن زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسن أنها قالت ما خرج من عندنا محمد يوما قط في ثوب فرجع حتى يكسوه و كان يذبح في كل يوم كبشا لأضيافه و خرج على المأمون في سنة تسع و تسعين و مائة بمكة و اتبعته الزيدية الجارودية فخرج لقتاله عيسى الجلودي ففرق جمعه و أخذه و أنفذه إلى المأمون فلما وصل إليه أكرمه المأمون و أدنى مجلسه منه و وصله و أحسن جائزته فكان مقيما معه بخراسان يركب إليه في مركب من بني عمه و كان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيته

 و روي أن المأمون أنكر ركوبه إليه في جماعة من الطالبيين الذين خرجوا على المأمون في سنة المائتين فآمنهم و خرج التوقيع إليهم لا تركبوا مع محمد بن جعفر و اركبوا مع عبيد الله بن الحسين فأبوا أن يركبوا و لزموا منازلهم فخرج التوقيع اركبوا مع من أحببتم و كانوا يركبون مع محمد بن جعفر إذا ركب إلى المأمون و ينصرفون بانصرافه

 و ذكر عن موسى بن سلمة أنه قال أتى إلى محمد بن جعفر فقيل له إن غلمان ذي الرئاستين قد ضربوا غلمانك على حطب اشتروه فخرج متزرا ببردتين و معه هراوة و هو يرتجز و يقول الموت خير لك من عيش بذل و تبعه الناس حتى ضرب غلمان ذي الرئاستين و أخذ الحطب منهم فرفع الخبر إلى المأمون فبعث إلى ذي الرئاستين فقال له ائت محمد بن جعفر فاعتذر إليه و حكمه في غلمانك قال فخرج ذو الرئاستين إلى محمد بن جعفر فقال له موسى بن سلمة كنت عند محمد بن جعفر جالسا حتى أتى فقيل له هذا ذو الرئاستين فقال لا يجلس إلا على الأرض فتناول بساطا كان في البيت فرمى به هو و من معه ناحية و لم يبق في البيت إلا وسادة جلس عليها محمد بن جعفر فلما دخل ذو الرئاستين وسع له محمد على الوسادة فأبى أن يجلس عليها و جلس على الأرض و اعتذر إليه و حكمه في غلمانه و توفي محمد بن جعفر في خراسان مع المأمون فركب المأمون ليشهده فلقيهم و قد خرجوا به فلما نظر إلى السرير نزل فترجل و مشى حتى دخل بين العمودين فلم يزل بينهما حتى وضع به فتقدم فصلى عليه ثم حمله حتى بلغ به القبر ثم دخل قبره و لم يزل فيه حتى بني عليه ثم خرج فقام على قبره حتى دفن فقال له عبيد الله بن الحسين و دعا له يا أمير المؤمنين إنك قد تعبت فلو ركبت فقال له المأمون إن هذه رحم قطعت من مائتي سنة

 و روي عن إسماعيل بن محمد بن جعفر أنه قال قلت لأخي و هو إلى جنبي و المأمون قائم على القبر لو كلمناه في دين الشيخ و لا نجده أقرب منه في وقته هذا فابتدأنا المأمون فقال كم ترك أبو جعفر من الدين فقلت له خمسة و عشرون ألف دينار فقال قد قضى الله عنه دينه إلى من وصى قلت إلى ابن له يقال له يحيى بالمدينة فقال ليس هو بالمدينة و هو بمصر و قد علمنا كونه فيها و لكن كرهنا أن نعلمه بخروجه من المدينة لئلا يسوؤه ذلك لعلمه بكراهتنا لخروجهم عنها و كان علي بن جعفر رضي الله عنه راوية للحديث سديد الطريق شديد الورع كثير الفضل و لزم موسى أخاه ع و روى عنه شيئا كثيرا و كان العباس بن جعفر رحمه الله فاضلا و كان موسى بن جعفر ع أجل ولد أبي عبد الله قدرا و أعظمهم محلا و أبعدهم في الناس صيتا و لم ير في زمانه أسخى منه و لا أكرم نفسا و عشرة و كان أعبد أهل زمانه و أورعهم و أجلهم و أفقههم و اجتمع جمهور شيعة أبيه ع على القول بإمامته و التعظيم لحقه و التسليم لأمره و رووا عن أبيه ع نصوصا عليه بالإمامة و إشارات إليه بالخلافة و أخذوا عنه معالم دينهم و روى عنه من الآيات و المعجزات ما يقطع بها علي حجته و صواب القول بإمامته

3-  ك، ]إكمال الدين[ لي، ]الأمالي للصدوق[ الدقاق عن الأسدي عن البرمكي عن الحسين بن الهيثم عن عباد بن يعقوب الأسدي عن عنبسة بن بجاد العابد قال لما مات إسماعيل بن جعفر بن محمد ع و فرغنا من جنازته جلس الصادق جعفر بن محمد ع و جلسنا حوله و هو مطرق ثم رفع رأسه فقال أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق و دار التواء لا دار استواء على أن لفراق المألوف حرقة لا تدفع و لوعة لا ترد و إنما يتفاضل الناس بحسن العزاء و صحة الفكرة فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه و من لم يقدم ولدا كان هو المقدم دون الولد ثم تمثل ع بقول أبي خراش الهذلي يرثي أخاه و لا تحسبي أني تناسيت عهده و لكن صبري يا أميم جميل

4-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الهمداني عن علي عن أبيه عن عمير بن يزيد قال كنت عند أبي الحسن الرضا ع فذكر محمد بن جعفر فقال إني جعلت على نفسي أن لا يظلني و إياه سقف بيت فقلت في نفسي هذا يأمرنا بالبر و الصلة و يقول هذا لعمه فنظر إلي فقال هذا من البر و الصلة إنه متى يأتيني و يدخل علي فيقول في فيصدقه الناس و إذا لم يدخل علي و لم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال

5-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الوراق عن ابن أبي الخطاب عن إسحاق بن موسى قال لما خرج عمي محمد بن جعفر بمكة و دعا إلى نفسه و دعي بأمير المؤمنين و بويع له بالخلافة دخل عليه الرضا ع و أنا معه فقال له يا عم لا تكذب أباك و لا أخاك فإن هذا الأمر لا يتم ثم خرج و خرجت معه إلى المدينة فلم يلبث إلا قليلا حتى قدم الجلودي فلقيه فهزمه ثم استأمن إليه فلبس السواد و صعد المنبر فخلع نفسه و قال إن هذا الأمر للمأمون و ليس لي فيه حق ثم أخرج إلى خراسان فمات بجرجان

6-  ك، ]إكمال الدين[ ابن الوليد عن سعد عن محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي بكران عن الحسين بن المختار عن الوليد بن صبيح قال جاءني رجل فقال لي تعال حتى أريك أين الرجل قال فذهبت معه قال فجاءني إلى قوم يشربون فيهم إسماعيل بن جعفر فخرجت مغموما فجئت إلى الحجر فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت يبكي قد بل أستار الكعبة بدموعه فرجعت أشتد فإذا إسماعيل جالس مع القوم فرجعت فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه قال فذكرت ذلك لأبي عبد الله ع فقال لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته

7-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن الوليد مثله و فيه حتى أريك ابن إلهك

8-  ك، ]إكمال الدين[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن الحسن بن راشد قال سألت أبا عبد الله ع عن إسماعيل فقال عاص عاص لا يشبهني و لا يشبه أحدا من آبائي

9-  ك، ]إكمال الدين[ ابن إدريس عن أبيه عن الأشعري عن ابن يزيد عن البزنطي عن حماد عن عبيد بن زرارة قال ذكرت إسماعيل عند أبي عبد الله ع فقال لا و الله لا يشبهني و لا يشبه أحدا من آبائي

10-  ك، ]إكمال الدين[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الأهوازي عن فضالة و عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن سعيد بن عبيد الله بن الأعرج قال قال أبو عبد الله ع لما مات إسماعيل أمرت به و هو مسجى بأن يكشف عن وجهه فقبلت جبهته و ذقنه و نحره ثم أمرت به فغطي ثم قلت اكشفوا عنه فقبلت أيضا جبهته و ذقنه و نحره ثم أمرتهم فغطوه ثم أمرت به فغسل ثم دخلت عليه و قد كفن فقلت اكشفوا عن وجهه فقبلت جبهته و ذقنه و نحره و عوذته ثم قلت أدرجوه فقلت بأي شي‏ء عوذته قال بالقرآن

 أقول قال الصدوق بعد ذلك قوله ع أمرت به فغسل يبطل إمامة إسماعيل لأن الإمام لا يغسله إلا إمام إذا حضره

11-  ك، ]إكمال الدين[ ابن الوليد عن الصفار عن أيوب بن نوح و ابن يزيد معا عن ابن أبي عمير عن محمد بن شعيب عن أبي كهمس قال حضرت موت إسماعيل و أبو عبد الله ع عنده فلما حضره الموت شد لحييه و غمضه و غطاه بالملحفة ثم أمر بتهيئته فلما فرغ من أمره دعا بكفنه و كتب في حاشية الكفن إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله

12-  ك، ]إكمال الدين[ العطار عن سعد عن ابن هاشم و ابن أبي الخطاب معا عن عمرو بن عثمان الثقفي عن أبي كهمش قال حضرت موت إسماعيل بن أبي عبد الله ع فرأيت أبا عبد الله و قد سجد سجدة فأطال السجود ثم رفع رأسه فنظر إليه قليلا و نظر إلى وجهه ثم سجد سجدة أخرى أطول من الأولى ثم رفع رأسه و قد حضره الموت فغمضه و ربط لحييه و غطى عليه ملحفة ثم قام و قد رأيت وجهه و قد دخله منه شي‏ء الله أعلم به قال ثم قام فدخل منزله فمكث ساعة ثم خرج علينا مدهنا مكتحلا عليه ثياب غير الثياب التي كانت عليه و وجهه غير الذي دخل به فأمر و نهى في أمره حتى إذا فرغ دعا بكفنه فكتب في حاشية الكفن إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله

13-  ك، ]إكمال الدين[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن ابن بزيع عن ظريف بن ناصح عن الحسن بن زيد قال ماتت ابنة لأبي عبد الله ع فناح عليها سنة ثم مات ولد آخر فناح عليه سنة ثم مات إسماعيل فجزع عليه جزعا شديدا فقطع النوح قال فقيل لأبي عبد الله ع أصلحك الله يناح في دارك فقال إن رسول الله صلى الله عليه و آله قال لكن حمزة لا بواكي له

14-  ك، ]إكمال الدين[ ابن الوليد عن ابن متيل عن ابن يزيد عن ابن فضال عن محمد بن عبد الله الكوفي قال لما حضرت إسماعيل بن أبي عبد الله الوفاة جزع أبو عبد الله عليه السلام جزعا شديدا قال فلما أن أغمضه دعا بقميص قصير أو جديد فلبسه ثم تسرح و خرج يأمر و ينهى قال فقال له بعض أصحابه جعلت فداك لقد ظننا أنا لا ننتفع بك زمانا لما رأينا من جزعك قال إنا أهل بيت نجزع ما لم تنزل المصيبة فإذا نزلت صبرنا

15-  ك، ]إكمال الدين[ أبي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن ابن أبي عمير عن محمد بن أبي حمزة عن مرة مولى محمد بن خالد قال لما مات إسماعيل فانتهى أبو عبد الله ع إلى القبر أرسل نفسه فقعد على حاشية القبر لم ينزل في القبر ثم قال هكذا صنع رسول الله ص بإبراهيم

16-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن أبي حمزة عن رجل مثله

17-  ك، ]إكمال الدين[ ابن الوليد عن ابن أبان عن الأهوازي عن القاسم بن محمد عن الحسين بن عمر عن رجل من بني هاشم قال لما مات إسماعيل خرج إلينا أبو عبد الله ع يقدم السرير بلا حذاء و لا رداء

  -18  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن القاسم بن محمد عن الحسين بن عثمان مثله

19-  ك، ]إكمال الدين[ أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن حماد عن حريز عن إسماعيل بن جابر و الأرقط بن عمر عن أبي عبد الله قال كان أبو عبد الله ع عند إسماعيل حتى قضى فلما رأى الأرقط جزعه قال يا أبا عبد الله قد مات رسول الله ص قال فارتدع ثم قال صدقت أنا لك اليوم أشكر

20-  ير، ]بصائر الدرجات[ الهيثم النهدي عن إسماعيل بن سهل عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال دخلت على عبد الله بن جعفر و أبو الحسن في المجلس قدامه مرآة و آلتها مردى بالرداء موزرا فأقبلت على عبد الله فلم أسأله حتى جرى ذكر الزكاة فسألته فقال تسألني عن الزكاة من كانت عنده أربعون درهما ففيها درهم قال فاستشعرته و تعجبت منه فقلت له أصلحك الله قد عرفت مودتي لأبيك و انقطاعي إليه و قد سمعت منه كتبا فتحب أن آتيك بها قال نعم بنو أخ ائتنا فقمت مستغيثا برسول الله ص فأتيت القبر فقلت يا رسول الله إلى من إلى القدرية إلى الحرورية إلى المرجئة إلى الزيدية قال فإني كذلك إذا أتاني غلام صغير دون الخمس فجذب ثوبي فقال لي أجب قلت من قال سيدي موسى بن جعفر فدخلت إلى صحن الدار فإذا هو في بيت و عليه كلة فقال يا هشام قلت لبيك فقال لي لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لكن إلينا ثم دخلت عليه

 بيان لعل المراد بالاستشعار النظر إليه على وجه التعجب و الكلة بالكسر الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقى فيه من البق

21-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن مفضل بن مرثد قال قلت لأبي عبد الله ع إسماعيل ابنك جعل الله له علينا من الطاعة ما جعل لآبائه و إسماعيل يومئذ حي فقال يكفي ذلك فظننت أنه اتقاني فما لبث أن مات إسماعيل

 بيان لعل المعنى أن الله يكفي عن إسماعيل مئونة ذلك بموته

22-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن المفضل بن عمر قال لما قضى الصادق ع كانت وصيته في الإمامة إلى موسى الكاظم فادعى أخوه عبد الله الإمامة و كان أكبر ولد جعفر ع في وقته ذلك و هو المعروف بالأفطح فأمر موسى بجمع حطب كثير في وسط داره فأرسل إلى أخيه عبد الله يسأله أن يصير إليه فلما صار عنده و مع موسى جماعة من وجوه الإمامية فلما جلس إليه أخوه عبد الله أمر موسى أن يجعل النار في ذلك الحطب كله فاحترق كله و لا يعلم الناس السبب فيه حتى صار الحطب كله جمرا ثم قام موسى و جلس بثيابه في وسط النار و أقبل يحدث الناس ساعة ثم قام فنفض ثوبه و رجع إلى المجلس فقال لأخيه عبد الله إن كنت تزعم أنك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس فقالوا فرأينا عبد الله قد تغير لونه فقام يجر رداءه حتى خرج من دار موسى ع

23-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن داود بن كثير الرقي قال وفد من خراسان وافد يكنى أبا جعفر و اجتمع إليه جماعة من أهل خراسان فسألوه أن يحمل لهم أموالا و متاعا و مسائلهم في الفتاوي و المشاورة فورد الكوفة و نزل و زار أمير المؤمنين ع و رأى في ناحية رجلا حوله جماعة فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون من الشيخ فقالوا هو أبو حمزة الثمالي قال فبينما نحن جلوس إذ أقبل أعرابي فقال جئت من المدينة و قد مات جعفر بن محمد ع فشهق أبو حمزة ثم ضرب بيده الأرض ثم سأل الأعرابي هل سمعت له بوصية قال أوصى إلى ابنه عبد الله و إلى ابنه موسى و إلى المنصور فقال الحمد لله الذي لم يضلنا دل على الصغير و بين على الكبير و سر الأمر العظيم و وثب إلى قبر أمير المؤمنين ع فصلى و صلينا ثم أقبلت عليه و قلت له فسر لي ما قلته قال بين أن الكبير ذو عاهة و دل على الصغير أن أدخل يده مع الكبير و سر الأمر العظيم بالمنصور حتى إذا سأل المنصور من وصيه قيل أنت قال الخراساني فلم أفهم جواب ما قاله و وردت المدينة و معي المال و الثياب و المسائل و كان فيما معي درهم دفعته إلى امرأة تسمى شطيطة و منديل فقلت لها أنا أحمل عنك مائة درهم فقالت إن الله لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ فعوجت الدرهم و طرحته في بعض الأكياس فلما حصلت بالمدينة سألت عن الوصي فقيل عبد الله ابنه فقصدته فوجدت بابا مرشوشا مكنوسا عليه بواب فأنكرت ذلك في نفسي و استأذنت و دخلت بعد الإذن فإذا هو جالس في منصبه فأنكرت ذلك أيضا فقلت أنت وصي الصادق الإمام المفترض الطاعة قال نعم قلت كم في المائتين من الدراهم الزكاة قال خمسة دراهم فقلت و كم في المائة قال درهمان و نصف قلت و رجل قال لامرأته أنت طالق بعدد نجوم السماء تطلق بغير شهود قال نعم و يكفي من النجوم رأس الجوزاء ثلاثا فتعجبت من جواباته و مجلسه فقال احمل إلي ما معك قلت ما معي شي‏ء و جئت إلى قبر النبي ص فلما رجعت إلى بيتي إذا أنا بغلام أسود واقف فقال سلام عليك فرددت عليه السلام قال أجب من تريد فنهضت معه فجاء بي إلى باب دار مهجورة و دخل فأدخلني فرأيت موسى بن جعفر ع على حصير الصلاة فقال إلي يا أبا جعفر و أجلسني قريبا فرأيت دلائله أدبا و علما و منطقا و قال لي احمل ما معك فحملته إلى حضرته فأومأ بيده إلى الكيس فقال لي افتحه ففتحته و قال لي اقلبه فقلبته فظهر درهم شطيطة المعوج فأخذه و قال افتح تلك الرزمة ففتحتها و أخذ المنديل منها بيده و قال و هو مقبل علي إن الله لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ يا أبا جعفر اقرأ على شطيطة السلام مني و ادفع إليها هذه الصرة و قال لي اردد ما معك إلى من حمله و ادفعه إلى أهله و قل قد قبله و وصلكم به و أقمت عنده و حادثني و علمني و قال أ لم يقل لك أبو حمزة الثمالي بظهر الكوفة و أنتم زوار أمير المؤمنين ع كذا و كذا قلت نعم قال كذلك يكون المؤمن إذا نور الله قلبه كان علمه بالوجه ثم قال قم إلى ثقات أصحاب الماضي فسلهم عن نصه

 قال أبو جعفر الخراساني فلقيت جماعة كثيرة منهم شهدوا بالنص على موسى عليه السلام ثم مضى أبو جعفر إلى خراسان قال داود الرقي فكاتبني من خراسان أنه وجد جماعة ممن حملوا المال قد صاروا فطحية و أنه وجد شطيطة على أمرها تتوقعه يعود قال فلما رأيتها عرفتها سلام مولانا عليها و قبوله منها دون غيرها و سلمت إليها الصرة ففرحت و قالت لي أمسك الدراهم معك فإنها لكفني فأقامت ثلاثة أيام و توفيت

 بيان قوله بين أن الكبير ذو عاهة أي لو لم يكن الكبير ذا عاهة لأفرده في الوصية فلما أشرك معه الصغير أعلم أنه غير صالح للإمامة قوله أحمل عنك مائة درهم كان الرجل استحيا عن أن يحمل درهما واحدا لقلته فقال لا أحمل عنك إلا مائة درهم فأجابته بقوله إن الله لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ فلا تستح من ذلك و إنما عوج الدرهم لئلا يلتبس بغيره. قوله ع كان علمه بالوجه أي بالوجه الذي ينبغي أن يعلم به أو بوجه الكلام و إيمائه من غير تصريح كما ورد أن القرآن ذو وجوه أو إذا نظر إلى وجه الرجل علم ما في ضميره فيكون ذكره على التنظير

24-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ اختلفت الأمة بعد النبي ص في الإمامة بين النص و الاختيار فصح لأهل النص من طرق المخالف و المؤالف بأن الأئمة اثنا عشر و نبغت السبعية بعد جعفر الصادق ع و ادعوا دعوى فارقوا بها الأمة بأسرها و كان الصادق ع قد نص على ابنه موسى ع و أشهد على ذلك ابنيه إسحاق و عليا و المفضل بن عمر و معاذ بن كثير و عبد الرحمن بن الحجاج و الفيض بن المختار و يعقوب السراج و حمران بن أعين و أبا بصير و داود الرقي و يونس بن ظبيان و يزيد بن سليط و سليمان بن خالد و صفوان الجمال و الكتب بذلك شاهدة و كان الصادق ع أخبر بهذه الفتنة بعده و أظهر موت إسماعيل و غسله و تجهيزه و دفنه و تشيع في جنازته بلا حذاء و أمر بالحج عنه بعد وفاته

 ابن بابويه بالإسناد عن منصور بن حازم قال كنت جالسا مع أبي عبد الله ع على الباب و معه إسماعيل إذ مر علينا موسى و هو غلام فقال إسماعيل سبق بالخير ابن الأمة

 زرارة بن أعين قال دعا الصادق ع داود بن كثير الرقي و حمران بن أعين و أبا بصير و دخل عليه المفضل بن عمر و أتى بجماعة حتى صاروا ثلاثين رجلا فقال يا داود اكشف عن وجه إسماعيل فكشف عن وجهه فقال تأمله يا داود فانظره أ حي هو أم ميت فقال بل هو ميت فجعل يعرضه على رجل رجل حتى أتى على آخرهم فقال ع اللهم اشهد ثم أمر بغسله و تجهيزه ثم قال يا مفضل احسر عن وجهه فحسر عن وجهه فقال حي هو أم ميت انظروه أجمعكم فقال بل هو يا سيدنا ميت فقال شهدتم بذلك و تحققتموه قالوا نعم و قد تعجبوا من فعله فقال اللهم اشهد عليهم ثم حمل إلى قبره فلما وضع في لحده قال يا مفضل اكشف عن وجهه فكشف فقال للجماعة انظروا أ حي هو أم ميت فقالوا بلى ميت يا ولي الله فقال اللهم اشهد فإنه سيرتاب المبطلون يريدون إطفاء نور الله ثم أومأ إلى موسى ع و قال وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ثم حثوا عليه التراب ثم أعاد علينا القول فقال الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد من هو قلنا إسماعيل ولدك فقال اللهم اشهد ثم أخذ بيد موسى فقال هو حق و الحق معه و منه إلى أن يرث الله الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها عنبسة العابد قال لما توفي إسماعيل بن جعفر قال الصادق ع أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق و دار التواء لا دار استواء في كلام له ثم تمثل بقول أبي خراش 

فلا تحسبن أني تناسيت عهده و لكن صبري يا أميم جميل

 أبو كهمس في حديثه حضرت موت إسماعيل و أبو عبد الله ع جالس عنده ثم قال بعد كلام كتب على حاشية الكفن إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله و روي عن الصادق ع أنه استدعى بعض شيعته و أعطاه دراهم و أمره أن يحج بها عن ابنه إسماعيل و قال له إنك إذا حججت عنه لك تسعة أسهم من الثواب و لإسماعيل سهم واحد

25-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو بصير قال الصادق ع قال أبي اعلم أن عبد الله أخاك سيدعو الناس إلى نفسه فدعه فإن عمره قصير فكان كما قال أبي و ما لبث عبد الله إلا يسيرا حتى مات

26-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أولاده عشرة إسماعيل الأمين و عبد الله من فاطمة بنت الحسين الأصغر و موسى الإمام و محمد الديباج و إسحاق لأم ولد ثلاثتهم و علي العريضي لأم ولد و العباس لأم ولد ابنته أسماء أم فروة التي زوجها من ابن عمه الخارج و يقال له ثلاث بنات أم فروة من فاطمة بنت الحسين الأصغر و أسماء من أم ولد و فاطمة من أم ولد

27-  ني، ]الغيبة للنعماني[ محمد بن همام عن حميد بن زياد عن الحسن بن سماعة عن أحمد بن الحسن عن أبي نجيح المسمعي عن الفيض بن المختار قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك ما تقول في الأرض أتقبلها من السلطان ثم أواجرها من الغير إلى أن ما أخرج الله فيها من شي‏ء كان لي من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر هل يصلح ذلك قال لا بأس به فقال له إسماعيل ابنه يا أبتاه لم يحفظ قال أ و ليس كذلك أعامل أكرتي يا بني أ ليس من أجل ذلك كثيرا ما أقول لك الزمني فلا تفعل فقام إسماعيل فخرج فقلت جعلت فداك فما على إسماعيل ألا يلزمك إذا كنت متى مضيت أفضيت الأشياء إليه من بعدك كما أفضيت الأشياء إليك من بعد أبيك فقال يا فيض إن إسماعيل ليس مني كما أنا من أبي قلت جعلت فداك فقد كان لا شك في أن الرحال تحط إليه من بعدك فإن كان ما نخاف و نسأل الله من ذلك العافية فإلى من و أمسك عني فقبلت ركبتيه و قلت ارحم شيبتي فإنما هي النار إني و الله لو طمعت أن أموت قبلك ما باليت و لكني أخاف أن أبقى بعدك فقال لي مكانك ثم قام إلى ستر في البيت فرفعه و دخل فمكث قليلا ثم صاح بي يا فيض ادخل فدخلت فإذا هو بمسجد قد صلى و انحرف عن القبلة فجلست بين يديه فدخل عليه أبو الحسن موسى ع و هو يومئذ غلام في يده درة فأقعده على فخذه و قال له بأبي أنت و أمي ما هذه المخفقة التي بيدك فقال مررت بعلي أخي و هو في يده و هو يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده فقال لي أبو عبد الله ع يا فيض إن رسول الله أفضيت إليه صحف إبراهيم و موسى فائتمن عليها عليا ثم ائتمن عليها علي الحسن ثم ائتمن عليها الحسن الحسين و ائتمن الحسين عليها علي بن الحسين ثم ائتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي و ائتمنني عليها أبي فكانت عندي و لهذا ائتمنت ابني هذا عليها على حداثته و هي عنده فعرفت ما أراد فقلت جعلت فداك زدني فقال يا فيض إن أبي كان إذا أراد أن لا ترد له دعوة أجلسني عن يمينه و دعا فأمنت فلا ترد له دعوة و كذلك أصنع بابني هذا و قد ذكرت أمس بالموقف فذكرتك بخير قال فيض فبكيت سرورا ثم قلت له يا سيدي زدني فقال إن أبي كان إذا أراد سفرا و أنا معه فنعس و كان على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل و الميلين حتى يقضي وطره من النوم و كذلك يصنع بي ولدي هذا فقلت زدني جعلت فداك فقال يا فيض إني لأجد بابني هذا ما كان يعقوب يجده من يوسف فقلت سيدي زدني فقال هو صاحبك الذي سألت عنه قم فأقر له بحقه فقمت حتى قبلت يده و رأسه و دعوت الله له فقال أبو عبد الله ع أما إنه لم يؤذن لي في المرة الأولى منك فقلت جعلت فداك أخبر به عنك قال نعم أهلك و ولدك و رفقاءك و كان معي أهلي و ولدي و كان معي يونس بن ظبيان من رفقائي فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلك و قال يونس لا و الله حتى أسمع ذلك منه و كانت فيه عجلة فخرج فاتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد الله ع يقول له و قد سبقني يونس الأمر كما قال لك فيض اسكت و اقبل فقال سمعت و أطعت ثم دخلت فقال لي أبو عبد الله ع حين دخلت يا فيض زرقه قلت له قد فعلت

28-  ني، ]الغيبة للنعماني[ ابن عقدة عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن ابن فضال عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار قال وصف إسماعيل أخي لأبي عبد الله ع دينه و اعتقاده فقال إني أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنكم و وصفهم يعني الأئمة واحدا واحدا حتى انتهى إلى أبي عبد الله ع قال و إسماعيل من بعدك قال أما إسماعيل فلا

29-  كش، ]رجال الكشي[ الفطحية هم القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد ع و سموا بذلك لأنه قيل إنه كان أفطح الرأس و قال بعضهم كان أفطح الرجلين و قال بعضهم إنهم نسبوا إلى رئيس من أهل الكوفة يقال له عبد الله بن فطيح و الذين قالوا بإمامته عامة مشايخ العصابة و فقهاؤها مالوا إلى هذه المقالة فدخلت عليهم الشبه لما روي عنهم ع أنهم قالوا الإمامة في الأكبر من ولد الإمام إذا مضى إمام ثم منهم من رجع عن القول بإمامته لما امتحنه بمسائل من الحلال و الحرام لم يكن عنده فيها جواب و لما ظهر منه من الأشياء التي لا ينبغي أن تظهر من الإمام ثم إن عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما فرجع الباقون إلا شذاذا منهم عن القول بإمامته إلى القول بإمامة أبي الحسن موسى ع و رجعوا إلى الخبر الذي روي أن الإمامة لا تكون في الأخوين بعد الحسن و الحسين و بقي شذاذ منهم على القول بإمامته و بعد أن مات قال بإمامة أبي الحسن موسى ع

 و روي عن أبي عبد الله ع أنه قال لموسى يا بني إن أخاك سيجلس مجلسي و يدعي الإمامة بعدي فلا تنازعه بكلمة فإنه أول أهلي لحوقا بي

  بيان قال الجوهري رجل أفطح بين الفطح أي عريض الرأس

30-  كش، ]رجال الكشي[ جعفر بن محمد عن الحسن بن علي بن النعمان عن أبي يحيى عن هشام بن سالم قال كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله ع أنا و مؤمن الطاق و أبو جعفر و الناس مجتمعون على أن عبد الله صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا و صاحب الطاق و الناس مجتمعون عند عبد الله و ذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله ع أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة فدخلنا نسأله عما كنا نسأل عنه أباه فسألناه عن الزكاة في كم تجب قال في مائتين خمسة قلنا ففي مائة قال درهمان و نصف قلنا له و الله ما تقول المرجئة هذا فرفع يده إلى السماء فقال لا و الله ما أدري ما تقول المرجئة قال فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه أنا و أبو جعفر الأحول فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى من نقصد و إلى من نتوجه نقول إلى المرجئة إلى القدرية إلى الزيدية إلى المعتزلة إلى الخوارج قال فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومئ إلي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر و ذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على من اتفق شيعة جعفر عليه الصلاة و السلام فيضربون عنقه فخفت أن يكون منهم فقلت لأبي جعفر تنح فإني خائف على نفسي و عليك و إنما يريدني ليس يريدك فتنح عني لا تهلك و تعين على نفسك فتنحى غير بعيد و تبعت الشيخ و ذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه حتى ورد بي على باب أبي الحسن موسى ع ثم خلاني و مضى فإذا خادم بالباب فقال لي ادخل رحمك الله قال فدخلت فإذا أبو الحسن ع فقال لي ابتداء لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لا إلى الزيدية و لا إلى المعتزلة و لا إلى الخوارج إلي إلي إلي قال فقلت له جعلت فداك مضى أبوك قال نعم قلت جعلت فداك من لنا بعده فقال إن شاء الله أن يهديك هداك قلت جعلت فداك إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه قال يريد عبد الله أن لا يعبد الله قال قلت له جعلت فداك فمن لنا بعده فقال إن شاء الله أن يهديك هداك أيضا قلت جعلت فداك أنت هو قال لي ما أقول ذلك قلت في نفسي لم أصب طريق المسألة قال قلت جعلت فداك عليك إمام قال لا فدخلني شي‏ء لا يعلمه إلا الله إعظاما له و هيبة أكثر ما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه قلت جعلت فداك أسألك عما كان يسأل أبوك فقال سل تخبر و لا تذع فإن أذعت فهو الذبح فسألته فإذا هو بحر قال قلت جعلت فداك شيعتك و شيعة أبيك ضلال فألقي إليهم و أدعوهم إليك فقد أخذت علي بالكتمان قال من آنست منهم رشدا فألق عليهم و خذ عليهم بالكتمان فإن أذاعوا فهو الذبح و أشار بيده إلى حلقه قال فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر فقال لي ما وراك قال قلت الهدى قال فحدثته بالقصة ثم لقيت المفضل بن عمر و أبا بصير قال فدخلوا عليه و سلموا و سمعوا كلامه و سألوه ثم قطعوا عليه ثم قال ثم لقيت الناس أفواجا قال فكان كل من دخل عليه قطع عليه إلا طائفة مثل عمار و أصحابه فبقي عبد الله لا يدخل عليه أحد إلا قليلا من الناس قال فلما رأى ذلك و سأل عن حال الناس قال فأخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس فقال هشام فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني

31-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن الخشاب عن أبي أسباط و غيره عن علي بن جعفر بن محمد قال قال لي رجل أحسبه من الواقفة ما فعل أخوك أبو الحسن قلت قد مات قال و ما يدريك بذلك قال قلت اقتسمت أمواله و أنكحت نساؤه و نطق الناطق من بعده قال و من الناطق من بعده قلت ابنه علي قال فما فعل قلت له مات قال و ما يدريك أنه مات قلت قسمت أمواله و نكحت نساؤه و نطق الناطق من بعده قال و من الناطق من بعده قلت أبو جعفر ابنه قال فقال له أنت في سنك و قدرك و أبوك جعفر بن محمد تقول هذا القول في هذا الغلام قال قلت ما أراك إلا شيطانا قال ثم أخذ بلحيته فرفعها إلى السماء ثم قال فما حيلتي إن كان الله رآه أهلا لهذا و لم ير هذه الشيبة لهذا أهلا

32-  كش، ]رجال الكشي[ نصر بن الصباح عن إسحاق بن محمد البصري عن الحسين بن موسى بن جعفر قال كنت عند أبي جعفر ع بالمدينة و عنده علي بن جعفر و أعرابي من أهل المدينة جالس فقال لي الأعرابي من هذا الفتى و أشار إلى أبي جعفر ع قلت هذا وصي رسول الله ص قال يا سبحان الله رسول الله قد مات منذ مائتي سنة و كذا و كذا سنة و هذا حدث كيف يكون هذا وصي رسول الله ص قلت هذا وصي علي بن موسى و علي وصي موسى بن جعفر و موسى وصي جعفر بن محمد و جعفر وصي محمد بن علي و محمد وصي علي بن الحسين و علي وصي الحسين و الحسين وصي الحسن و الحسن وصي علي بن أبي طالب و علي بن أبي طالب وصي رسول الله صلوات الله عليهم قال و دنا الطبيب ليقطع له العرق فقام علي بن جعفر فقال يا سيدي تبدأ بي لتكون حدة الحديد في قبلك قال قلت يهنئك هذا عم أبيه قال و قطع له العرق ثم أراد أبو جعفر ع النهوض فقام علي بن جعفر ع فسوى له نعليه حتى يلبسهما

33-  كا، ]الكافي[ حميد ين زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان عن عبد الله بن راشد قال كنت مع أبي عبد الله ع حين مات إسماعيل ابنه فأنزل في قبره ثم رمى بنفسه على الأرض مما يلي القبلة ثم قال هكذا صنع رسول الله ص بإبراهيم

34-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال رأيت ابنا لأبي عبد الله ع في حياة أبي جعفر ع يقال له عبد الله فطيم قد درج فقلت له يا غلام من ذا الذي إلى جنبك لمولى لهم فقال هذا مولاي فقال له المولى يمازحه لست لك بمولى فقال ذاك شر لك فطعن في جنازة الغلام فمات فأخرج في سفط إلى البقيع فخرج أبو جعفر ع و عليه جبة خز صفراء و عمامة صفراء و مطرف خز أصفر فانطلق يمشي إلى البقيع و هو معتمد علي و الناس يعزونه على ابن ابنه فلما انتهى إلى البقيع تقدم أبو جعفر ع فصلى عليه و كبر عليه أربعا ثم أمر به فدفن ثم أخذ بيدي فتنحى بي ثم قال إنه لم يكن يصلى على الأطفال إنما كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأمر بهم فيدفنون من وراء و لا يصلى عليهم و إنما صليت عليه من أجل أهل المدينة كراهية أن يقولوا لا يصلون على أطفالهم

 بيان قد درج أي كان ابتداء مشيه قوله ذاك شر لك أي نفي كونك مولى لي شر لك إذ كونك مولى لي شرف لك. قوله في جنازة الغلام كأنه من باب مجاز المشارفة و في التهذيب جنان و هو أظهر و قيل هو حتار بالكسر قال في القاموس الحتار حلقة الدبر أو ما بينه و بين القبل أو الخط بين الخصيتين و رتق الجفن و شي‏ء في أقصى فم البعير. قوله من وراء في التهذيب و الإستبصار من وراء وراء مكررا و قال في النهاية و منه حديث الشفاعة يقول إبراهيم إني كنت خليلا من وراء وراء هكذا يروى مبنيا على الفتح أي من خلف حجاب. و منه حديث معقل أنه حدث ابن زياد بحديث فقال أ شي‏ء سمعته من رسول الله ص أو من وراء وراء أي ممن جاء خلفه و بعده و يقال لولد الولد الوراء انتهى. أقول الظاهر أنه كناية إما عن عدم الإحضار في محضر الجماعة للصلاة عليه أو عدم إحضار الناس و إعلامهم لذلك. و يحتمل أن يكون بيانا للضمير في يدفنون أي كان يأمر في أولاد أولاده بذلك و يحتمل وجها آخر و هو أن يكون المعنى أنه ع كان يفعل ذلك بعد النبي ص و بعد الأزمنة المتصلة بعصره فيكون الغرض بيان كون هذا الحكم مستمرا من زمن النبي ص إلى الأعصار بعده ليظهر كون فعلهم على خلافه بدعة واضحة

35-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن محمد بن خلاد الصيقل عن محمد بن الحسن بن عماد قال كنت عند علي بن جعفر بن محمد ع جالسا و كنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه يعني أبا الحسن إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا ع المسجد مسجد رسول الله فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء فقبل يده و عظمه فقال له أبو جعفر ع يا عم اجلس رحمك الله فقال يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه و يقولون أنت عم أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل فقال اسكتوا إذا كان الله عز و جل و قبض على لحيته لم يؤهل هذه الشيبة و أهل هذا الفتى و وضعه حيث وضعه أنكر فضله نعوذ بالله مما تقولون بل أنا له عبد

36-  يب، ]تهذيب الأحكام[ الحسين بن سعيد عن النضر عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم قال دخلت على أبي عبد الله ع فسطاطه و هو يكلم امرأة فأبطأت عليه فقال ادنه هذه أم إسماعيل جاءت و أنا أزعم أن هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجها عام أول كنت أردت الإحرام فقلت ضعوا لي الماء في الخباء فذهب الجارية بالماء فوضعته فاستخففتها فأصبت منها فقلت اغسلي رأسك و امسحيه مسحا شديدا لا تعلم به مولاتك فإذا أردت الإحرام فاغسلي جسدك و لا تغسلي رأسك فتستريب مولاتك فدخلت فسطاط مولاتها فذهبت تتناول شيئا فمست مولاتها رأسها فإذا لزوجة الماء فحلقت رأسها و ضربتها فقلت لها هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجك

 بيان قوله ع فاستخففتها أي فوجدت إتيانها خفيفة سهلة و يحتمل أن يكون كناية عن المراودة من قولهم استخف فلانا عن رأيه أي حمله على الخفة و الجهل و أزاله عن رأيه

37-  يب، ]تهذيب الأحكام[ الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن إسماعيل بن جابر قال دخلت على أبي عبد الله ع حين مات ابنه إسماعيل الأكبر فجعل يقبله و هو ميت فقلت جعلت فداك أ ليس لا ينبغي أن يمس الميت بعد ما يموت و من مسه فعليه الغسل فقال أما بحرارته فلا بأس إنما ذلك إذا برد

38-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن حريز قال كانت لإسماعيل بن أبي عبد الله دنانير و أراد رجل من قريش أن يخرج إلى اليمن فقال إسماعيل يا أبه إن فلانا يريد الخروج إلى اليمن و عندي كذا و كذا دينارا أ فترى أن أدفعها إليه يبتاع لي بها بضاعة من اليمن فقال أبو عبد الله ع يا بني أ ما بلغك أنه يشرب الخمر فقال إسماعيل هكذا يقول الناس فقال ع يا بني لا تفعل فعصى إسماعيل أباه و دفع إليه دنانير فاستهلكها و لم يأته بشي‏ء منها فخرج إسماعيل و قضى أن أبا عبد الله ع حج و حج إسماعيل تلك السنة فجعل يطوف بالبيت و يقول اللهم آجرني و اخلف علي فلحقه أبو عبد الله ع فهمزه بيده من خلفه و قال له مه يا بني فلا و الله ما لك على الله هذا و لا لك أن يؤجرك و لا يخلف عليك و قد بلغك أنه يشرب الخمر فائتمنته فقال إسماعيل يا أبا إني لم أره يشرب الخمر إنما سمعت الناس يقولون فقال يا بني إن الله عز و جل يقول في كتابه يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ يقول يصدق لله و يصدق للمؤمنين فإذا شهد عندك المؤمنون فصدقهم و لا تأتمن شارب الخمر فإن الله عز و جل يقول في كتابه وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ فأي سفيه أسفه من شارب الخمر إن شارب الخمر لا يزوج إذا خطب و لا يشفع إذا شفع و لا يؤتمن على أمانة فمن ائتمنه على أمانة فاستهلكها لم يكن للذي ائتمنه على الله أن يؤجره و لا يخلف عليه

 أقول أوردنا بعض أحوال محمد بن جعفر في باب احتجاج الرضا ع على أرباب الملل و بعض أحوال إسماعيل في باب مكارم أخلاق أبيه ع

39-  محص، ]التمحيص[ بإسناده عن عبد الله بن سنان قال سمعت معتبا يحدث أن إسماعيل بن أبي عبد الله ع حم حمى شديدة فأعلموا أبا عبد الله ع بحماه فقال ائته فسله أي شي‏ء عملت اليوم من سوء فعجل الله عليك العقوبة قال فأتيته فإذا هو موعوك فسألته عما عمل فسكت و قيل لي إنه ضرب بنت زلفى اليوم بيده فوقعت على دراعة الباب فعقر وجهها فأتيت أبا عبد الله ع فأخبرته بما قالوا فقال الحمد لله إنا أهل بيت يعجل الله لأولادنا العقوبة في الدنيا ثم دعا بالجارية فقال اجعلي إسماعيل في حل مما ضربك فقالت هو في حل فوهب لها أبو عبد الله عليه السلام شيئا ثم قال لي اذهب فانظر ما حاله قال فأتيته و قد تركته الحمى

40-  ير، ]بصائر الدرجات[ فضالة عن ابن عميرة عن ابن مسكان عن عمار بن حيان قال أخبرني أبو عبد الله ع ببر ابنه إسماعيل له و قال لقد كنت أحبه و قد ازداد إلي حبا الخبر

  أقول سيأتي تمامه في باب بر الوالدين

41-  كتاب زيد النرسي، عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ع قال ما بدا لله بداء أعظم من بداء له في إسماعيل ابني

42-  و منه، عن أبي عبد الله ع قال إني ناجيت الله و نازلته في إسماعيل ابني أن يكون من بعدي فأبى ربي إلا أن يكون موسى ابني

43-  و منه، عن أبي عبد الله ع قال إن شيطانا قد ولع بابني إسماعيل يتصور في صورته ليفتن به الناس و إنه لا يتصور في صورة نبي و لا وصي نبي فمن قال لك من الناس أن إسماعيل ابني حي لم يمت فإنما ذلك الشيطان تمثل له في صورة إسماعيل ما زلت أبتهل إلى الله عز و جل في إسماعيل ابني أن يحييه لي و يكون القيم من بعدي فأبى ربي ذلك و إن هذا شي‏ء ليس إلى الرجل منا يضعه حيث يشاء و إنما ذلك عهد من الله عز و جل يعهده إلى من يشاء فشاء الله أن يكون ابني موسى و أبي أن يكون إسماعيل و لو جهد الشيطان أن يتمثل بابني موسى ما قدر على ذلك أبدا و الحمد لله